المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القراءات السبع



aliali
03-19-2010, 10:36 AM
السلام عليكم
ما الفرق بين تحريف الانجيل والاحرف السبع ثم ان الاحرف االسبعة تختلف عن بعضها في عدة مواضع لدرجة ان بعض الايات تختلف عن بعض في كل حرف مما يؤدي الى تغير المعنى كيف يكون ذللك اليس هذا يجعلنا نشك ان هذه القراءات لم تاتي من الرسول واذا كانت هذه الاحرف من عند الله لماذا هذا الاختلاف بينها في عدة مواضع الذي يؤدي الى اختلاف المعنى
وجزاكم الله خير

د. هشام عزمي
03-19-2010, 04:00 PM
يقال لمن زعم اختلاف القراءات تحريفاً: ما هو التحريف؟

سيقول ولا بد: هو أن يقرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الآية على وجه، ثم يغيرها المسلمون بعده إلى وجه آخر مخالف.

يقال له: ومن أنبأك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأ على وجه واحد، يحيث يكون تعدد الأوجه لعده تحريفاً؟
وهذا لا يمكن أن يعلم من قبل العقل البتة، لأن العقل يجوّز أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قرأ بوجه واحد أو بأوجه كثيرة، ولا مدخل للعقل في تعيين أحد الجائزات كما لا يخفى.

وعليه نطالبه بدليل نقلي صحيح يثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأ القرآن على وجه واحد. وهذا دونه خرط القتاد!
فإذا استقر هذا علم أن دعواه مجردة عن دليل، فهي مرفوضة، ولله الحمد.

ثم نأخذ زمام البحث في إثبات نقيض ما ادعى من عين دليله، فنقول له: إن ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قرأ القرآن على أوجه مختلفة، فإن مقتضى الحفظ - الذي هو نقيض التحريف - أن يصل إلينا القرآن على وجوه مختلفة كما قرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
فإذا استطعنا إثبات أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأ على أوجه مختلفة بدليل نقلي صحيح، كانت القراءات السبع - بل والعشر - دليلاً على حفظ القرآن لا على تحريفه.

وهذا كما لا يخفى يسير جداً، إذ حديث: ( نزل القرآن على سبعة أحرف ) متواتر كما نص عليه غير واحد من أهل العلم بالحديث. وهذا مفحم تماماً إن شاء الله.
وبهذا نكون قطعنا لجاجه بدليل قاطع، ثم أثبتنا دعوانا بدليل قاطع كذلك، ولله الحمد.



وللزيادة يمكن أن يردّ عليه بطريق أخرى، وهي أن يقال: إن كان كل واحد من القراءات السبع متواتراً، والمتواتر يفيد العلم باتفاق العقلاء - إلا شذوذ السمنية والبراهمة - ينتج أن صدور القراءات السبع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم معلوم مقطوع به.

ثم يقال: قد اتفق العقلاء أنه يمتنع وقوع التعارض بين القطعيات، والقراءات قطعية كما مر، ينتج أنه يمتنع وقوع التعارض بين القراءات، والحمد لله.

فإن قال: كيف نوفق بين ما جاء فيها من اختلافات؟

يقال: هب أن زيداً قال: ( قال علي: اليوم السبت ) ثم قال عمرو: ( قال علي: اليوم الإثنين ) فهل بين القولين تعارض؟!
لا، لانفكاك الجهة، إذ يتجه أن يكون كل منهما صادق وقد قال علي رواية زيد في يوم ورواية عمرو في يوم آخر، ولا إشكال. وهذا بدهي كما لا يخفى.
فيقال هنا: قرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكل قراءة من القراءات الصحيحة في وقت، ولا إشكال.

والنكتة هنا أنه ليس في قراءة نفي قراءة غيرها، وعليه فليس اختلاف ألفاظ القراءات إلا من باب التنوع، كتنوع كلام أي رجل منا من يوم إلى يوم. وهذا محكم كذلك، ولله الحمد.

بقي تنبيه في هذا الرد الأخير، وهو أن تواتر القرآن يطلق باعتبارين:
الأول باعتبار الأسانيد الموجودة بين أيدي علماء القراءات.
والثاني باعتبار نقل الجيل عن الجيل.

فبالاعتبار الأول يجب ملاحظة أن بعض الحروف غير متواتر، وهذا ما يذكره ابن الجزري وغيره من المحققين من أنه لا يشترط التواتر في القرآنية. وعدم التواتر لا يعني عدم العلم والقطع، لأن انتفاء الدليل المعين لا يعني انتفاء المدلول، لأنه دل على قطعيتها والعلم بها أمور أخرى سوى التواتر كالإجماع وتلقي الأمة بالقبول، وعدم نقل معارض لتوافر دواعي نقله، وغيرها من القرائن المعروفة.

وبالاعتبار الثاني فكل حرف في القراءات متواتر قطعاً بأعلى درجات التواتر، وهو نقل كل الجيل عن كل الجيل، إذ يخلو بلد من مسجد يقرئ فيه الكبير الصغير سماعاً كما سمع. وهذا هو مقصودي من التواتر في الرد السابق.
وليلاحظ أن النقلة في مثل هذا التواتر لا يشترط فيهم صدق ولا عدالة ولا دين أصلاً.
وليلاحظ كذلك أن من الأدلة على ثبوت هذا التواتر أن كل حرف من كل قراءة يقرأ به في مصر مثلاً فإنه يقرأ به بعينه في الشام والحجاز واليمن والهند وغيرها من بلاد المسلمين، ولا اختلاف بين المسلمين في ذلك، فهذا الاتفاق وحده دليل على وحدة مصدر هذه القراءات.

هذا، ولا يخفى أن الأدلة على ثبوت كل القراءات كثيرة، كالإتقان وما نقل من القرآن في كتب التفاسير على وجه واحد مع تنائي بلاد المفسرين، وما نقل في كتب الأحكام والحديث وغيرها كذلك، وغير ذلك مما هو مشهور. لكن أحببت أن أدلي هنا بما سهل في قطع النواع بمقدمات بدهية لا تطيل اللجاج، والله الموفق.

د. هشام عزمي
03-19-2010, 04:00 PM
وقد ذكر العلماء أسباباً كثيرة في حكمة نزول القرءان على سبعة أحرف...
لكن مما يجب على المسلم أن يعرفه أنه من دلائل هذا الكتاب وإعجازه نزوله على سبعة أحرف..
فإن نزول القرءان على أحرف سبعة نوع من التحدي والإعجاز تحدى به الله هؤلاء الذين أنزل عليهم القرءان بلغتهم فلم يؤمنوا به.

القرءان نزل بلغة العرب... ونزل يتحداهم أن يأتوا بمثله إن كان مفترى، أو يأتوا بعشر سور مثله مفتريات!، أو يأتوا بسورة إن استطاعوا .. والقرءان يعلم عجزهم .. وأنهم لن يفعلوا ولو اجتمعوا على ذلك أو كان بعضهم لبعض ظهيراً...

فانظر إلى هذا التحدي إن كان أنزل على حرف واحد.. كيف أعجزهم؟!

فكيف يكون عجزهم وهو يتنـزل عليهم على حرفين؟!

ثم كيف يكون عجزهم وهو يتنـزل عليهم على ثلاثة أحرف؟!

ثم كيف يكون عجزهم وهو يتنـزل عليهم على سبعة أحرف؟!

إنها قدرة الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، ودلالة من الله أنه لو شاء لأعجزهم إلى ما لا حد لنهايته..
حتى قال بعض العلماء أن مفهوم (سبعة) غير مراد يعنون أن كلمة (سبعة) دلالة على الكثرة لا على حقيقة العدد.

والذين نزل القرءان بلغتهم يفهمون وجه القدرة والتحدي في أن ينـزل النص عليهم بأحرف كثيرة، ويفهمون وهم أهل اللغة والشعر والفصاحة أن مقدرة الشاعر أن يقرأ شعره على أكثر من طريقة أو حرف، ويعتبرون ذلك من قوة القريحة والبراعة.

كما شهدوا لشاعرهم بعبقريته وهو الذي هجا قبيلة من قبائل العرب فأقظع في الهجاء..
فقال فيهم:

مَنْ رَامَ أنْ يَلْقَى في نَفْسِهِ تَبَارِيحَ الـــ ........................ كَرْبِ فَلْيَلْق أَجْلافَ العرب.

يرى الجِمَالَ والجِلالَ والخَشَب ........................ والشَعْرَ والأوبَارَ كيفما انْقَلب

أَسْرَقُ أَهلِ الأرضِ عن أمٍ وأب .............. .... وأَسْمَجُ الناس وأخزى من نَهَب.


فهو يهجو القبيلة ويراها من أجلاف العرب،.. لا ترى عندهم إلا الوبر وشَعرَ الحيوانات والإبل والجِلال وهي الدواب التي تأكل القذر من الطعام.. وهم أسرق الناس بالوراثة، والسماجة طبعهم بل هم أسمج الناس، والخزى والنهب ديدانهم.

هذا الشاعر أراد أن يبين للناس قوة قريحته، وأنه يملك زمام الكلمة يستطيع أن يوجهها كيف شاء. فلو شاء هجاهم ولو شاء مدحهم بكلماته نفسها، هي هي، لا يغير منها إلا أن يقرأها بطريقة أخرى أو حرف أخر ليجعل بالكلمات نفسها الهجاء مدحاً.
أيستطيع ذلك؟!

قال:

مَنْ رَامَ أنْ يُلْقِي عَنْ نَفْسِهِ تَبَارِيحَ الــــ ................... كَرْبِ فَلْيَلْق أَحْلافَ العرب

يرى الجَمَالَ والـجَلالَ والحَسَب.............................. والشِعْرَ والأوتارَ كيفما انقلب

أشْرَفُ أهلِ الأرضِ عنْ أمٍ وأب..................... وأَسْمَحُ الناسِ وأَجْرَى مَنْ يَهَب


وهكذا استطاع أن يغير المعنى ويبدله بتغير حركة الحرف.. فيتغير الذم إلى مدح... وعد ذلك من قوة الشاعر وبراعته.. ولو استطاع الشاعر أن يقرأ شعره على طريقة ثالثة لكانت عجيبة.. ولدل على قدرة عظيمة...

وأنزل الله القرءان... فأقرأ النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة على حرف، ثم أقرأهم على حرفين، ثم أقرأهم على حرف ثالث... إلى حروف سبعة، والعجيب أن يبقى المعنى كما هو لا يزيده الحرف الآخر إلا قراراً أو بياناً وسعة، أو يعطي معنى جديداً لكنك غير واجدٍ أبداً تناقضاً في الكلام أو تضاداً في معناه.


ألا ما أعظم هذا الكتاب وأعجبه!

كان يمكن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يكتفي بحرف واحد يُقْرِئه المسلمين، ويبقى الكتاب على هذا الحرف! ألا ما أعظم هذا النبي صلى الله عليه وسلم الذي سأل ربه أن يزيده أحرف القرءان لتقرأ الأمة كتابها فيرون آية الله في تنـزيله وقراءته كما يرون آية الله في دلالته ومعناه.
وليتم هذا النظم للقرءان مع بقاء الإعجاز الذي تحدى به، مع اليأس من معارضته، مع ما في نظمه من تقلب الصور اللفظية زيادة للتحدي، وليتم له التمام كله.

بوعابدين
03-31-2010, 01:04 AM
السلام عليكم
شتان بين الإختلافات الحوهرية بين الأناجيل وبعض الإختلافات التي ليست كما وصفت في القراءات. هل رأى أحد مثلا آية تقول إن نوح هو صاحب الطوفان وآية أخى تقول إن إدريس هو من كان الطوفان بعهده هل هنالك تناقضات في القصص بين القراءات هل هنالك تناقضات في الأحكام . لا والله بل إن كل ما هنالك اختلاف توسعة لا تضاد في القراءة وهو ثابت بالتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم . ولا يصح مقارنة هذا الإختلاف بتناقض الأناجيل والتي تتناقض في من هوالله وتتناقض في أغلب قصصها التاريخية
لاحظ أنه لايوجد ناسخ ولا منسوخ في القرآن عند رواية القصص فالتاريخ الذي ورد في القرآن هو هو فلا نسخ إلا في الأحكام ولا توجد آية متناقضة مع الأخرى نتيجة اختلاف الرواية سوى اختلاف بسيط في القرآءة وأحيانا في المعنى ولكن ليس اختلاف تناقض ولكن هو توسعة وزيادة معنى واحتمال المعنيين كآية ملك يوم الدين ومالك يوم الدين . والملك هوالمالك
وأرجو ممن طرح السوآل أن يسأل عن آيات محددة يذكرها ولا يلقي الكلام جزافا فيوحي للقارئ أن هنالك آيات في القرآن تتناقض تماما بسبب اختلاف القراءات.

بوعابدين
03-31-2010, 02:05 AM
اليلام عليكم
لنفترض جدلا أن الإختلاف قديم بقدم القراء وليس من عهد النبي صلى الله علية وسلم .
السوآل هنا لم لم يستمر هذا الإختلاف ونرى في كل حين وآخر قراءة تختلف عن سابقاتها
لم يحصل هذا أبدا لذا يجب أن نسلم أنها قراءات من عند الله وليست تحريفا.
و اعلمو أن هذه الشبهة حديثة العصر . ولم يستخدمها قدامى أعداء الإسلام لعلمهم بسخافتها وضعفها

ابن السنة
04-01-2010, 03:19 PM
بارك الله فيكم
للاستزادة عليكم بكتاب الشيخ أيمن بقلى "تسهيل علم القراءات"
http://sites.google.com/site/aymanbakla/
أو كتاب مناهل العرفان للزرقانى