المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يملك تصحيح هذه القصيدة؟



مجدي
06-30-2005, 02:42 PM
حكم المنية في البرية جارِ ***** ما هذه الدنيا بدار قرارِ

بينا يرى الإنسان فيها مخبرا ***** حتى يُرى خبراً من الأخبار

طُبعتْ على كدر وأنت تريدها ***** صفواً من الأقذار والأكدار

ومُكلّفُ الأيام ضد طباعها ***** مُتطلبٌ في الماء جذوة نار

وإذا رجوت المستحيل فإنما ***** تبني الرجاء على شفيرٍ هار

فالعيش نوم والمنية يقظة ***** والمرء بينهما خيالٌ سار

فاقضوا مآربكم عجالا إنما ***** أعماركم سفرٌ من الأسفار

وتراكضوا خيل الشباب وبادروا ***** أنْ تُسترد فإنهن عوار

فالدهر يخدع بالمنى ويغص أن ***** هنّا ويهدم ما بنى يبوار

ليس الزمان وإن حرصت مسالما ***** خُلُقُ الزمان عداوة الأحرار

إني وُترتُ بصارم ذي رونق ***** أعددته لطِلابة الأوتار

والنفس إن رضيت بذلك أوأبت ***** منقادة بأزمّةِ المقدار

أثني عليه بأثره ولو انه ***** لم يغتبط أثنيت بالآثار

يا كوكبا ما كان أقصر عمره ***** وكذاك عمر كواكب الأسحار

وهلال أيام مضى لم يستدر ***** بدراً ولم يمهل لوقت سرار

عجل الخسوف عليه قبل أوانه ***** فمحاه قبل مظنة الإبدار

واستُل من أترابه ولِداته ***** كالمقلة استلت من الأشفار

فكأن قلبي قبره وكأنه ***** في طيِّهِ سِرٌّ من الأسرار

إن يعتبط صِغَراً فرب مُقَمّم ***** يبدو ضئيل الشخص للنظار

إن الكواكب في علو محلها ***** لَتُرى صغاراً وهي غير صغار

وَلدُ المعزَّى بعضُه فإذا مضى ***** بعض الفتى فالكل في الآثار

أبكيه ثم أقول معتذرا له ***** وُفّقْتَ حين تركتَ ألأمَ دار

جاورتُ أعدائي وجاور ربه ***** شتان بين جواره وجواري

أشكو بعادك لي وأنت بموضع ***** لولا الردى لسمعتَ فيه مزاري

والشرق نحو الغرب أقرب شقة ***** من بعد تلك الخمسة الأشبار

هيهات قد علقتك أسباب الردى ***** واغتال عمرك قاطع الأعمار

ولقد جريتَ كما جريتُ لغاية ***** فبلغتَها وأبوك في المضمار

فإذا نطقتُ فأنت أول منطقي ***** وإذا سكتُ فأنت في أضماري

أُخفي من البرحاء نارا مثل ما ***** يخفي من النار الزناد الواري

وأُخفّضُ الزفرات وهي صواعق ***** وأكفكف العبرات وهي جوار

وشهاب نار الحزن إن طاوعته ***** أورى وإن عاصيته متواري

وأكفُّ نيرانَ الأسى ولربما ***** غلب التبصر فارتمت بشرار

ثوب الرياء يَشِفُّ عما تحته ***** وإذا التحفت به فإنك عار

قصرت جفوني أم تباعد بينها ***** أم صُوّرتْ عيني بلا أشفار

جَفَتِ الكرى حتى كأن غِرَاره ***** عند اغتماض العين وخزُ غِرار

ولو استزارت رقدةً لَطحا بها ***** ما بين أجفاني من التيار

أُحيي الليالي التُّمِّ وهي تُميتني ***** ويُميتهن تبلّجُ الأسحار

حتى رأيت الصبح تهتِك كفُّه ***** بالضوء رفرف خيمة كالقار

والصبح قد غمر النجوم كأنه ***** سيل طغى فطفا على النّوار

لو كنتَ تُمنعُ خاض دونك فتيةٌ ***** منا بحارَ عوامل وشِفار

ودَحَوا فُويقَ الأرض أرضاً من دم ***** ثم انثنوا فبنوا سماء غبار

قومٌ إذا لبسوا الدروع حسبتها ***** خلجا تَمُدُّ بها أكُفَّ بحار

لو شرّعوا أيمانهم في طولها ***** طعنوا بها عِوضَ القنا الخطّار

جنبوا الجياد إلى المطى وراوحوا ***** بين السُّروج هناك والأكوار

وكأنما ملؤوا عياب دروعهم ***** وغمود أنصلهم سراب قفار

وكأنما صَنِعُ السوابغ عَزّه ***** ماءُ الحديد فصاغ ماء قرار

زَرَداً فأحكم كل موصِل حلقةٍ ***** بحبابة في موضع المسمار

فتسربلوا بمتون ماء جامد ***** وتقنعوا بحباب ماء جار

أُسْدٌ ولكن يؤثرون بزادهم ***** والأسد ليس تدين بالإيثار

يتزين النادي بحسن وجوههم ***** كتزين الهالات بالأقمار

يتعطفون على المجاور فيهم ***** بالمنفسات تعطف الآظار

من كل من جعل الظُبى أنصاره ***** وكَرُمْنَ واستغنى عن الأنصار

وإذا هو اعتقل القناة حسبتها ***** صِلاً تأبطه هزبر ضار

والليث إن ثاورته لم يعتمد ***** إلا على الأنياب والأظفار

زَرَدُ الدلاص من الطعان يريحه ***** في الجحفل المتضايق الجرار

ما بين ثوب بالدماء مُضمّخٍ ***** زَلِقٍ ونقعٍ بالطراد مثار

والهون في ظل الهوينا كامن ***** وجلالة الأخطار في الإخطار

تندى أسِرّةُ وجهه ويمينه ***** في حالة الإعسار والإيسار

ويمدُّ نحو المكرمات أناملاً ***** للرزق في أثنائهن مجار

يحوي المعالي كاسباً أو غالباً ***** أبداً يُدارَى دونها ويُداري

قد لاح في ليل الشباب كواكب ***** إن أُمهلت آلت إلى الإسفار

وتَلَهُّبُ الأحشاء شيَّبَ مفرقي ***** هذا الضياء شواظ تلك النار

شاب القذال وكل غصن صائر ***** فينانُه الأحوى إلى الإزهار

والشبه منجذب فلم بيض الدمى ***** عن بيض مفرقه ذوات نفار

وتود لو جعلت سواد قلوبها ***** وسواد أعينها خضاب عذار

لا تنفر الظبيات عنه فقد رأت ***** كيف اختلاف النبت في الأطوار

شيئان ينقشعان أول وهلة ***** ظل الشباب وخلة الأشرار

لا حبذا الشيب الوفي وحبذا ***** ظل الشباب الخائن الغدار

وطري من الدنيا الشباب وروقه ***** فإذا انقضى فقد انقضت أو طاري

قصرت مسافته وما حسناته ***** عندي ولا آلاؤه بقصار

نزداد همّاً كلما ازددنا غنى ***** والفقر كلُّ الفقر في الأكثار

ما زاد فوقَ الزاد خُلِّفَ ضائعاً ***** في حادث أو وارث أو عار

إني لأرحم حاسديّ لحرّما ***** ضمنت صدورهم من الأوغار

نظروا صنيع الله بي فعيونهم ***** في جنة وقلوبهم في نار

لا ذنب لي قد رُمت كتم فضائلي***** فكأنما بَرقعتُ وجه نهار

وسترتها بتواضعي فتطلّعت ***** أعناقها تعلو على الأستار

ومن الرجال معالمٌ ومجاهل ***** ومن النجوم غوامضٌ ودراري

والناس مشتبهون في إيرادهم ***** وتفاضلُ الأقوام في الإصدار

عمري لقد أوطأتهم طرق العلا ***** فعموا فلم يقفوا على آثاري

لو أبصروا بقلوبهم لاستبصروا ***** وعمى البصائر من عمى الأبصار

هلّا سعوا سعي الكرام فأدركوا ***** أو سلّموا لمواقع الأقدار

وفشت خيانات الثقات وغيرهم ***** حتى اتّهمنا رؤية الأبصار

ولربما اعتضد الحليم بجاهل ***** لا خير في يمنى بغير يسار