المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحياة و الموت من وجة نظر الحادية



يحيى
03-25-2010, 06:53 PM
اختزاليا لا يعقل أن نتكلم عن حياة أو موت, فأي مقولة من قبيل "أنا أحيى", "أنا حي", "أنا ميت", "أنا أموت".. مقولات فارغة من المعنى و القيمة. حتى هذه ال "أنا" مشكلة, و فارغة من المعنى بل خرافة كبيرة إذا أعير هنا أي اهتمام و لو قليلا لما ينطق به المفكر الامريكي الملحد دانيال دانييت, لمزيد من التوضيحات حول دوغمائية هذه ال "أنا" نعود إلى موضوع الأخ أ. عبد الواحد حول "جمهورية الخلايا الشعبية (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=20490)".

هذا دانيال دانيت مع صديقه ريتشارد دوكنز يعتبران من أهم قساوسة الالحاد الذي يبشرون باعتقادهم الذي ينسب الربوبية الى الطبيعة. دانيال دانيت معروف بفكرته الاختزالية Greedy reductionism (الاختزال الشره) بينما ريتشارد دوكنز فكرته الاختزالية hierarchical reductionism (الاختزال الهرمي). إذا اختزلنا اختزالهما في كلام قليل و دقيق فسوف نقول: إن النظام البيولوجي (كذلك النظام النفسي) الذي يسكن في داخله الانسان يمكن اختزاله و ارجاعه الى اساسيات ذرية مادية تتكون منها كذلك ما حولك و ما تجلس عليه و تمسكه, فتراكمات هذه الذرات او الجزيئات او الخلايا و تفاعلها مع بعضها البعض هي ما انتج هذا الشيء الذي نراه تصميما/نظاما .. دوكنز ريتشارد يرى ان هذه التراكمات التي وصلت الى هذه النتيجة جاءت بشكل تدريجي, طبعا يقول هذا الكلام لينجو من لاعقلية و لامنطقية الكلام عن الصدف العمياء..

هنا لابد و أن نتساءل إذا كان هذا "الانسان" تراكمات من اشياء بسيطة و تفاعلها, فمن المسؤول عن خداعنا؟ نفس سؤال الاخ عبد الواحد في موضوعه جمهورية الخلايا الشعبية, لكن هنا ليس من باب "أنا" بل من باب "أولا معرفة التصميم" ثم انكاره بالاختزال الجشع!!! هو طبعا كذلك فأنت تنفي أن تكون "انسانا" و "نظاما" و "تصميما" لتقول انك مثل الحجرة و السكر و الحديد و الخشبة, فقط الفرق في التفاعلات و عددها و طريقة تنفيذها...

هذا سؤال يؤدي الى سؤال هو عنوان موضوعي:
اذا صح اختزال الانسان لنعتبره مجرد آلة بيوكيميائية, فلا يصح ان نتحدث عن موت و لا حياة, فكل ما هنالك هو صور مختلفة للمادة على المستوى الاكثر اختزالا (الذرات) تتغير, اي اشكال مادية مختلفة لنفس الشيء, وجوه لنفس العملة. إذا اتفقنا مع القسيسين فلماذا دائما يآخذون على الدين و يتكلمون عن العنف و الارهاب لنقد الدين؟ ألا يجب أن يفرحوا بارهابي يفجر اجسامهم لتطير و تتحول من وجه مادي الى وجه آخر؟؟؟

عندما يتكلم هذا او الآخر عن الاختزال ثم يبدأ الحديث عن الموت و القتل و العنف, أليس هنا يخاطب مشاعر و عواطف من يستمعون اليه و ليس عقولهم؟ طبعا -- لا يخاطب العقول لأن العقل يرى و بشكل واضح التناقضات و اللامعنى للخطاب الالحادي على ذاك الشكل.

تلك بعض الاشارات اضيفها الى سؤالي عن الموت و الحياة, و اضيف شيء آخر و هو أنه إذا ما يقوم به الانسان و ما ""يفكر"" فيه مجرد سلسلة من التفاعلات البيوكيميائية فإن مقولة "هههههه" تساوي "أنا مريض" و هذه تساوي "بطاطا مع سمك مشوي".. اي كلها انبعاثات سلسلة من التفاعلات تخرج من الفم مثلا "ههههه":

"هههههه" = "أنا مريض" = "بطاطا مع سمك مشوي" = "1" = ....

إذا حاولت ايضاح الفرق بين "ههههههه" و "حاسوب الكتروني" مثلا فسوف تقع في الدور الباطل لأنك إذا قلت "هناك فرق بين ههههههه و حاسوب الكتروني لأن.." فسوف يجب عليك أن تثبت الفرق بين:
"ههههههه" و "حاسوب الكتروني" و "هناك فرق بين ههههههه و حاسوب الكتروني لأن.."..

في الاخير:
"هههههه" = "أنا مريض" = "بطاطا مع سمك مشوي" = "1" = "حاسوب الكتروني" = "هناك فرق بين ههههههه و حاسوب الكتروني لأن.." .... كلها انبعاثات سلسلة من التفاعلات البيوكيمائية..



هل أنت حي و ميت يا من يطلب الالحاد؟؟

أمَة الرحمن
03-25-2010, 07:59 PM
اشتقنا كثيراً لمواضيعك الشائقة، أخي يحيى.


اذا صح اختزال الانسان لنعتبره مجرد آلة بيوكيميائية, فلا يصح ان نتحدث عن موت و لا حياة, فكل ما هنالك هو صور مختلفة للمادة على المستوى الاكثر اختزالا (الذرات) تتغير, اي اشكال مادية مختلفة لنفس الشيء, وجوه لنفس العملة. إذا اتفقنا مع القسيسين فلماذا دائما يآخذون على الدين و يتكلمون عن العنف و الارهاب لنقد الدين؟ ألا يجب أن يفرحوا بارهابي يفجر اجسامهم لتطير و تتحول من وجه مادي الى وجه آخر؟؟؟

عندما يتكلم هذا او الآخر عن الاختزال ثم يبدأ الحديث عن الموت و القتل و العنف, أليس هنا يخاطب مشاعر و عواطف من يستمعون اليه و ليس عقولهم؟ طبعا -- لا يخاطب العقول لأن العقل يرى و بشكل واضح التناقضات و اللامعنى للخطاب الالحادي على ذاك الشكل.

حديثهم عن "وحشية" الأديان في منتهى السخافة و التناقض. بل أذكر أنني قرأت مقابلة قال فيها المنحط دوكينز أن تعليم الأطفال الدين منذ نعومة أظافرهم ليس سوى "شر محض"، بينما عندما سأله أحدهم في مقابلة أخرى: هل يعتبر الإغتصاب جريمة من وجهة النظر الإلحادية؟ و لماذا؟، تردّد شيخ الملاحدة طويلاً في الإجابة و أعترف أخيراً أنه "يصعب تحديد ذلك".

إذن فالأمر مجرد حقد أعمى على الأديان! فتعليم الأطفال الدين يعتبر "جريمة" دون تردد، بينما الإغتصاب يصعب تحديد موقفه من وجهة النظر الإلحادية!

أصحاب العقول في راحة...

يحيى
03-27-2010, 03:53 PM
نعم اختي
هؤلاء الملاحدة ليس همهم الحقيقة و لا البحث عنها و الا لأخذوا بالنتيجة الحتمية التي يرفضها تفكيرهم و تصورهم المادي للانسان و الحياة. انه الهوى!

" أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون " .