المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام والليبرالية



مجدي
04-02-2010, 01:21 PM
أولا أضع التعاريف المنطقية:
الدين: مجموعة من القيم والمثل والأعمال التي لا ينفك عنها معتنقها إلا خروجا عنها .
الليبرالية: الحرية المطلقة في الحياة وعدم التدخل في حرية الآخرين .

وبما أن هذا المنتدى إسلامي لن أناقش الأديان إلا بما أجده صحيحا وهو الإسلام إلا فيما يتعلق بالتعريف .

من المصطلحات السابقة نعرف أن الأديان فيها القوانين التي تحكم تعاملات الناس الإجتماعية والإقتصادية والسياسية وغيرها , بينما يترك ذلك بحرية مطلقة في الليبرالية .

هل يمكن للمجتمع أن يسير بلا قوانين ؟

لا يوجد عاقل يقول نعم ما دام الإنسان محاطا بدواعي الخير والشر .


لذلك نجد أن الليبرالية ليست إلا شعارا يتمسك به أناس كما تمسكوا بالشيوعية من قبل ,ويجدوا أن من نادى بها هم أول من خرقها , ومثال ذلكما تدخلت به الدول التي تتخذ الليبراليةأساسا لها في الإقتصاد والسياسة والإجتماع على خلاف مبادئهم
أما في السياسة التدخل في شؤون دول إختارت نظاما لها . وفي الإقتصاد سن قوانين منع لمعاملات معينةوالتدخل في تدفقات الأموال . وفي الإجتماع منع أجناس من إكتساب حقوق إجتماعية لأسباب عرقية ...

هنا نقول لأليبراليين ألا ترون التشابه بينكم وبين الشيوعية التي كان أول من خرقها عناصر الحزب الشيوعي وحازوا الثروة مندون الناس .وأنتمتمنعون التقيد ولكنكم تسنون تقيدا لأسباب مؤقتة ...

elserdap
04-02-2010, 03:34 PM
أخي الحبيب مجدي كيف حالك أخي الكريم :hearts:


لذلك نجد أن الليبرالية ليست إلا شعارا يتمسك به أناس كما تمسكوا بالشيوعية من قبل ,ويجدوا أن من نادى بها هم أول من خرقها , ومثال ذلكما تدخلت به الدول التي تتخذ الليبراليةأساسا لها في الإقتصاد والسياسة والإجتماع على خلاف مبادئهم
فعلا هذا نلمسه بشدة خاصة بعد الأزمة المالية العالمية ويبدو أنه لن يستطيع الإنسـان أن يكون ليبراليا أو شيوعيا خالصا حتى لو أراد ذلك من كل قلبه
وبالفعل فقد رأينـا فوكوياما يتراجع عن آرائه التي أوردها في كتابه الشهير نهاية التاريخ بعد أن كان يزعم أن الليبراليـة ستسود العالم وبدأ يكتشف ثغرات النظرية وإشكالات التطبيق
لكن يبقى السؤال المهم والحيوي كيف تُبنى قوانين وتأخذ صيغة المُطلق وتكون واجبة التنفيذ في عالم نسبي عبثي بلا قيمة ... أتصور أنه لا يمكن تطبيق حتى الليبرالية إلا مع وجود أرضية دينية وإلا فالليبرالية وأي نظرية شمولية ليست سوى لغو فارغ

تحياتي أخي الحبيب وجزاكم الله خيرا

ontology
04-02-2010, 03:40 PM
لدي سؤال اذا كان الدين معتقد شخصي فكيف اذاً معرف الخطوط الحمرة لها او كيف نعرف متى نجرح شعور الاخرين اذا لم نعرف ما هو الذي يجرحهم ...

مجدي
04-02-2010, 04:39 PM
حياكم الله أخي السرداب وبارك الله فيكم أنا بخير ولله الحمد:
إذا أبقت الدنيا على المرء دينه ///فما فاته منها فليس بضائر .

لدي سؤال اذا كان الدين معتقد شخصي فكيف اذاً معرف الخطوط الحمرة لها او كيف نعرف متى نجرح شعور الاخرين اذا لم نعرف ما هو الذي يجرحهم ...

الدين ليس معتقدا شخصيا , بل هو مجموعة من المثل والقيم والأعمال . ولعل القصد من السؤال هو الحرية في المعتقد ما هي حدودها ؟

حدودها أن المرء حر فيما يعتقد ولكن ليس له أن يتعدى في حريته شيء يعارض الإسلام .
فمثلا الدولة الإسلامية والدول الإسلامية على مر العصور لم تجبر أحدا من غيرهم بالدخول في دين الإسلام ولكن لهم أن يقيموا شعائرهم في بيبوت عباداتهم وليس لهم أن يتعدوا على الإسلام بشيء .
ولقد رسم الإسلام وجها جميلا للتعايش والحوار والمناظرة مع المخالف ويمكن رؤيةذلك واضحا في هذه الآيات :

" اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107) وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108) " [الأنعام/106-109]

"بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) "[الكافرون/1-6]

عساف
04-06-2010, 03:15 AM
أثبتت المصرفية الاسلامية نجاحها

واثبتت الادارة الاسلامية نجاحها

السؤال هل من الممكن أن تكون هناك ليبرالية اسلامية. (اي تتبنى من الليبرالية المفيد والمتوافق مع الدين،، وترمي بما يخالف الشرع عرض الحائط.

أم أن الليبرالية فكر مرفوض جملة وتفصيلا؟؟

كَوْن
04-09-2010, 01:18 PM
أثبتت المصرفية الاسلامية نجاحها

واثبتت الادارة الاسلامية نجاحها

السؤال هل من الممكن أن تكون هناك ليبرالية اسلامية. (اي تتبنى من الليبرالية المفيد والمتوافق مع الدين،، وترمي بما يخالف الشرع عرض الحائط.

أم أن الليبرالية فكر مرفوض جملة وتفصيلا؟؟


أستاذ مجدي .. باركَ الله سعيكم

أحتاج كثيرآ للإجابة على سؤال الأخ عساف أعلاه ...


وإليكَ أيضآ ما قاله أحدهم .. حيثَ لم أستطع سوى الإقتناع به



الليبرالية (liberalism) اشتقت كلمة ليبرالية من ليبر liber وهي كلمة لاتينية تعني الحر.الليبرالية حاليا مذهب أو حركة وعي اجتماعي سياسي داخل المجتمع، تهدف لتحرير الإنسان كفرد وكجماعة من القيود السلطوية الثلاثة (السياسية والاقتصادية والثقافية)، وقد تتحرك وفق أخلاق وقيم المجتمع الذي يتبناها تتكيف الليبرالية حسب ظروف كل مجتمع، وتختلف من مجتمع غربي متحرر إلى مجتمع شرقي محافظ. الليبرالية أيضا مذهب سياسي واقتصادي معاً ففي السياسة تعني تلك الفلسفة التي تقوم على استقلال الفرد والتزام الحريات الشخصية وحماية الحريات السياسية والمدنية.
وبخصوص العلاقة بين الليبرالية والأخلاق، أو الليبرالية والدين، فإن الليبرالية لا تأبه لسلوك الفرد طالما أنه لم يخرج عن دائرته الخاصة من الحقوق والحريات، ولكنها صارمة خارج ذلك الإطار. أن تكون متفسخاً أخلاقياً، فهذا شأنك. ولكن، أن تؤذي بتفسخك الأخلاقي الآخرين، بأن تثمل وتقود السيارة، أو تعتدي على فتاة في الشارع مثلاً، فذاك لا يعود شأنك. وأن تكون متدينا أو ملحداً فهذا شأنك أيضا. ترى الليبرالية أن الفرد هو المعبر الحقيقي عن الانسان، بعيداً عن التجريدات والتنظيرات، ومن هذا الفرد وحوله تدور فلسفة الحياة برمتها، وتنبع القيم التي تحدد الفكر والسلوك معاً. فالإنسان يخرج إلى هذه الحياة فرداً حراً له الحق في الحياة والحرية وحق الفكر والمعتقد والضمير، بمعنى حق الحياة كما يشاء الفرد ووفق قناعاته، لا كما يُشاء له. فالليبرالية لا تعني أكثر من حق الفرد - الإنسان أن يحيا حراً كامل الاختيار وما يستوجبه من تسامح مع غيره لقبول الاختلاف. الحرية والاختيار هما حجر الزاوية في الفلسفة الليبرالية، ولا نجد تناقضاً هنا بين مختلفي منظريها مهما اختلفت نتائجهم من بعد ذلك







كوني لَا آبه لمُعتقد الآخر فهذا لَا يعني أنني لستُ مُسلمة، وكوني أنشد الحرية للآخر أو أحيا على مبدأ الحرية فهذا لَا ينفي إسلامي، ولهذا سنجد الكثير من المسلمين الليبراليين، ومن ينفي الإسلام عنهم يُسمى بالتكفيري والتكفير حق لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فقط، وتمّ ذكر الكُفر في مواضع معروفة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة،
قال تعالى " لكم دينكم ولي دين " وهذه الآية تعني أنه لَا يضرني معتقد الآخر ودينه طالما أنني مؤمنة ومسلمة،




فكيف يقوم الشخص بالرد على هؤلاء .. بمنطق العقل الذي يتحدثون به ؟

أحمد زكي
04-09-2010, 03:49 PM
أثبتت المصرفية الاسلامية نجاحها

واثبتت الادارة الاسلامية نجاحها

السؤال هل من الممكن أن تكون هناك ليبرالية اسلامية. (اي تتبنى من الليبرالية المفيد والمتوافق مع الدين،، وترمي بما يخالف الشرع عرض الحائط.

أم أن الليبرالية فكر مرفوض جملة وتفصيلا؟؟

عندها سنصل إلى ان الإنسان حر في حدود ما احل الله و هذا في الإسلام فلماذا نسميها ليبرالية أصلا ؟!

كَوْن
04-09-2010, 05:39 PM
الليبرالية لا تأبه لسلوك الفرد طالما أنه لم يخرج عن دائرته الخاصة من الحقوق والحريات، ولكنها صارمة خارج ذلك الإطار.


ربما هذه نقطة الإختلاف ؟!

الحقيقة غايتي
04-09-2010, 06:49 PM
شكراً للأستاذ الكريم مجدي على الموضوع...
بالنسبة لتساؤل الزميل كون .. أنا ماركسي سابق , و قد حاولت بشتى الطرق و الوسائل [ أسلمة الماركسية ] , كما حاول أحد أصدقائي ممن كانوا يؤمنون بنظرية التطور أسلمة النظرية بالقول بأن الخالق هو الله سبحانه لكن الخلق تم بشكل تطوري...
المحصلة أن الإسلام كما يقال نسيج وحده... و أي محاولة لمزجه مع فكر آخر ستنتج فكراً [مسخاً ]...
نظّرت لاشتراكية إسلامية مستشهداً بنصوص من الكتاب و السنة و أقوال بعض الصحابة الكرام خاصة أبي ذر الغفاري...لكن أقول لك بصراحة و بكل أخوية : محاولة مزج فكر مادي سواء كان الليبرالية أو الشيوعية أو الداروينية او الفرويدية مع الدين الإسلامي محكومة بالفشل..بل في الغالب الأعم تعرض صاحبها لانتكاسات كما حصل معي..
اطيب التحيات...

شرف الدين الصافي
04-09-2010, 07:37 PM
وبخصوص العلاقة بين الليبرالية والأخلاق، أو الليبرالية والدين، فإن الليبرالية لا تأبه لسلوك الفرد طالما أنه لم يخرج عن دائرته الخاصة من الحقوق والحريات، ولكنها صارمة خارج ذلك الإطار. أن تكون متفسخاً أخلاقياً، فهذا شأنك. ولكن، أن تؤذي بتفسخك الأخلاقي الآخرين، بأن تثمل وتقود السيارة، أو تعتدي على فتاة في الشارع مثلاً، فذاك لا يعود شأنك. وأن تكون متدينا أو ملحداً فهذا شأنك أيضا.

ما هي طبيعة هذه الدائرة من الحرية الخاصة وما مدى اتساعها وهل تتسع لتجاهل الكثير من الضوابط والحدود الشرعية
ثم ما هي المعايير والقيم التي على أساسها أنشأت القوانين التي تحكم على السلوك الشخصي من حيث ضرره المتعدي على المجتمع أو نفعه ، أهي القوانين الوضعية الغربية ؟؟
فهل خروج المرأة عارية إلى الشارع وتهييج وإثارة الغريزة الجنسية لدى الرجال وما يترتب عليه من مفسدة وانحلال كالزنى والاغتصاب حرية شخصية للمرأة !!!
وهل شيوع الفاحشة والشذوذ إذا تم بالتراضي لا إشكال فيه !!!
وهل السماح لصالات القمار وأماكن المعاصي وبيع الخمور كل ذلك ضمن الإطار الشخصي الذي لا يعكس تفسخا وانحلالا على المجتمع !!!

مستفيد..
04-09-2010, 08:35 PM
[color="blue"]
فهل خروج المرأة عارية إلى الشارع وتهييج وإثارة الغريزة الجنسية لدى الرجال وما يترتب عليه من مفسدة وانحلال كالزنى والاغتصاب حرية شخصية للمرأة !!!
وهل شيوع الفاحشة والشذوذ إذا تم بالتراضي لا إشكال فيه !!!
وهل السماح لصالات القمار وأماكن المعاصي وبيع الخمور كل ذلك ضمن الإطار الشخصي الذي لا يعكس تفسخا وانحلالا على المجتمع !!!
هذا هو مربط الفرس...فكل ما ذكرته يعود في الأساس إلى تعميم شعار الحرية على كل ما يشمل السلوك الفردي والجماعي
وهو في الحقيقة تعميم منافي لمنطق العقل ، ولمبادئ الأخلاق ، ولمصالح الناس أفراداً وجماعات...وهو ما أدى إلى نتائج سلبية حيث فهم الفاسق من الحرية ان له الحق في الفسق..وفهم النساء من الحرية أن لهم الحق في التخلص من ظابط الأخلاق والتمرد عليها..وفهم المجرم أن له الحق في القتل والنهب دون وازع أخلاقي أو وازع ديني ..ودائما تحت شعار الحرية "المطلقة"..ومن يحاول أن يقف أمام هذا التيّار فهو متهم بمعارض للحرية.. وهو فهم خاطئ لأن التعميم الشامل لمبدأ الحرية فيه ظلم سافر للإنسانية.
عكس الدين الذي يضبط مبدأ الحرية في مساحة محدودة جعلها حرية مرتبطة بالمسؤولية أخلاقيا ودينيا ولا حرية خارج هذا الإطار..وهذا هو الأصل في الفطرة الإنسانية إذ لا حرية في الظلم والعدوان وأكل حقوق الناس بالباطل
ولا حرية في مخالفة مبادئ الأخلاق ولا حرية فيما يضر بجسم الإنسان وبمن حوله..
أعتقد أن الإسلام والليبرالية يستحيل أن يجتمعا في طريق واحد لأن الأخلاق هي أساس كل منهما
فالإسلام مبدأه الأساسي هو نشر مكارم الأخلاق في مختلف المجالات والليبرالية هدفها الأساسي مرتبط بهدم تلك الأخلاق

مجدي
04-09-2010, 09:59 PM
حياكم الله جميعا .
الأصل أن الإسلام دين متكامل ومجال الحرية فيه مقيد بقيود عديدة , هذه القيود هي التي تميز الدين عن غيره فالتدين يعني الإلتزام بتلك المثل والقيم والأعمال التي يدعو لها الدين , وترك التدين هو ترك تلك القيود والواجبات .
مصطلحات كثيرة ظهرت بحسن نية أحيانا وبسوء نية أحيانا , فبعض المسلمين أحيانا يريدوا أن يجعلوا الأفكار الجديدة خاضعة للدين بما يسمى بأسلمة الشيء أي جعله إسلاميا , وهذا المصطلح غير صحيح ولا يتناسب مع شرعنا , ولكن بعض هؤلا أرادوا إكتساب فكرة من الغرب فقالوا "الديمقراطية الإسلامية " و"الإشتراكية الإسلامية " وكذا كل مصطلح يلصق بالإسلام مع أنه يخالفه .
فمثلا كما ذكر الأخ الحقيقة غايتي قد يذهب من أعجب بالفكر الإشتراكي أن يبحث في مصادر التاريخ والتشريع ليخضع الإسلام للإشتراكية كحديث "الناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار ",وغيره من الأحاديث.
ولكن حقيقة شتان بين الإشتراكية التي تمنع الملكية الفردية للمؤسسات الإقتصادية وبين الإسلام الذي لا يطلب من صاحب المال إلا الزكاة إن كان مسلما , وكذا الأمر في الديمقراطية التي هي حكم الشعب فالشورى ليست ديموقراطية لأن الشورى هي لأهل الاختصاص فيما لم يرد فيه نص شرعي أو للناس عامة أن كان من أمورهم , فلا يقبل المشاورة في إحلال حلال أو تحريم حرام وكذا .
أما الليبرالية فهي للأسف دعوة للتحرر من كل قيد يحول بين الإنسان وهواه والإسلام لا يقبلها في الأمور المحظورة والحرية لك في الأمور المباحة , وسأذكر الآيات التي تدل على أن الليبرالية منافية للإسلام .
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ [آل عمران/110]
والليبرالية تعتبر من يتدخل في عمل غيره بأمر أو نهي خالف الليبرالية . والشرع جعل ذلك أمرا يدل على سلامة المجتمع وغيابه دليل على فساد أمرهم ,كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام :
"مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنْ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا" صحيح البخاري - (ج 8 / ص 399)
وهذا يدل على بلاء عام يحل بالناس كإنتشار الفواحش والجرائم وغياب الأمان , والثمن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو ثمن باهض , فهو يكثر من أعداء الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر كما قال أويس القرني رحمه الله :
"إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يدعا للمؤمن صديقا تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر فيشتمون أعراضك ويجدون على ذلك أعوانا من الفاسقين وايم الله لا أدع أن أقول فيهم إلا بحق"

وكذا في الإسلام حدود لمن تعدى على حرمات الله عز وجل أو نال من أعراض الناس وآذاهم .
فالقذف بالزنا له عقوبة , والزنا كذلك ,فليس من الحرية من ذلك في شيء , بل الأمر يتعلق بالمجتمع وما قد ينتج عنه من أمراض أو أبناء غير شرعيين , ففي الغرب تجد دعاة الليبرالية تركوا الحرية الجنسية ولم يعالجوا آثارها فتجد الرجال يفعلوا ما يحلوا لهم ثم يتركوا ضحية لساعة متعة يعذب طوال عمره بجرم لم يرتكبه .فلم تلزم الليبرالية الرجل بتحمل مسؤوليته في ذلك , وهي من معضلاتهم فكيف يلزم وهي ليبرالية ؟

وقد قص علينا ربنا قصة أصحاب السبت الذين كان فيهم آمرون بالمعلروف ناهون عن المنكر وكان فيهم على مثل هؤلاء الليبراليين فقال عز وجل :
"وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ "[الأعراف/164-166]

والإسلام لا يبيح لك التعرض للآخرين بما يؤدي الى الأذى النفسي للآخر فمن ذلك الغيبة والنميمة والتشهير والقذف . فبينما يمنع ذكر مساويء الآخرين إلا في سبيل النصح والتحذير ويمنع السخرية والإستهزاء نجد الليبرالية تجعل ذلك جائزا وهذا للأسف من مساويء الليبرالية التي تجعل الإنسان يعتدي على غيره في غير الماديات , مع أن الأمور النفسية أصعب بكثير من الأمور المادية , ولكن هؤلاء قوم ماديين فلم يلتفتوا الى الأثر النفسي للإنسان .

فلا يمكن أن يكون الإسلام ليبراليا ,ولا أن تكون الليبرالية إسلامية .



والملاحظ أن الخبثاء يحاولوا إدخال هذه المفاهيم على الناس ليألفوها على غير حقيقتها فإذا تقبلوها في كلامهم أصبح من السهل الدخول عليهم فيها بمساويئها . فلا تجد ليبراليا يتجرأ أن يذكر أن الليبرالية هي ترك الناس يفعلون ما يحلوا لهم دون أن يكون لأحد يد في ردعهم ...حتى أنهم يرفعوا القوامة والولاية والمسؤالية بعد سن 21في بعض البلاد وقد يصل ل16 في بلاد أخرى . وبذلك تركوا الأولاد يخرجون من قيد الآباء وبنفس الوقت حرروا الآباء من مسؤلية الولاية على أولادهم .

ناصر التوحيد
04-09-2010, 10:25 PM
بارك الله في صاحب الموضوع وفي كل اخ فاضل شارك فيه وساهم في هذا التاصيل وفي بيان خصوصية الإسلام في عقيدته وشريعته وفكره وتميزه عن سائر الافكار والفلسفات والعقليات البشرية

يحيى
04-09-2010, 10:35 PM
مشكلة الليبيرالية هي مشكلة جميع النحل و الملل التي ترى امكانية معرف الحق و الخير بالعقل و بدون مصدر رباني يقيد هذا العقل و ينير له الطريق بالقواعد العامة و التعاليم الرشيدة.

بما أن عقول الناس تتفاوت و بما أن العقل ناقص و غير معصوم, فإنه حتما يمكن أن يكون الشيء عندي خيرا و عند الآخر شرا و هذا لا يستقيم فالشيء لا يكون خيرا و شرا!!! سفسطة.

هو يعني عندما تقول الليبيرالية حدك هو حرية الآخر, فمن يحدد إذن متى تقف الحرية عندي أو لا تقف. واحد يرى أن المرأة إذا لبست أي شيء تحبه في الشارع العام فإنها حريتها ما دامت هي لا تعتدي على حريتي.. فهل هذا صحيح؟ من يحدد هذا. أنا أرى أن عريانها اعتداء على نفسها أولا و على المجتمع ككل و دعوة لعبادة الموضة و رجالها و شركاتها, ثم من قال لك أنها لا تعتدي على حرية الآخر...؟؟

إن ما عرفه العالم من ويلات الامبريالية من حروب و احتلالات و غزو و سرقة و نهب و استعباد و دكتاتورية و نشر للامرض و الدكتاتوريات التي تخدم مصالحها إلا نتيجة هذه الليبيرالية وهذا شيء طبعي جد لان الحرية بدون حد لا قيمه لها بدون سلطان فكيف اذا تحولت هي لسلطان؟؟ إن الشركات الكبرى عندما تعطي لها الحرية لانتاج ما تريد فإنها ستصل الى حد التنافس يجعلها تفكر في تنافس أفضل و أقوى و يدفعها للتفكير في أسواق جديدة و مصادر انتاج رخيصة أو حتى مجانية, و بالتالي فإن الاعتداء على الآمن في هذه الحالة هو الحل الوحيد, كيف لا و قد تحول الضابط لحرية الآخر إلى يدها و هي التي تتحكم؟؟

لا يمكن للانسان المسلم أن يكون ليبيراليا فنحن عندنا حريتي و حريتك تقف عند حدود الله.

الاسلام يتحدى
04-09-2010, 10:58 PM
موضوع رائع .....

الاخ الفاضل مجدي.. جزاك الله خيرا

الاخوة الافاضل المشاركون ....بالفعل مشاركات قيمة مترابطه .. . جزاكم الله خيرا

أصولية
04-10-2010, 04:03 PM
معليش اسأل سؤال
ما الفرق بين الليبراليه وبين العلمانية ؟
وجزاكم الله الخير

مستفيد..
04-10-2010, 06:22 PM
معليش اسأل سؤال
ما الفرق بين الليبراليه وبين العلمانية ؟
وجزاكم الله الخير
سؤال وجيه بما تحمله الكلمة من معنى..بل أن الكثير من العلمانيين والليبراليين يقعون في الخلط بينهما
العلمانية هي جزء من الليبرالية...كيف هذا ؟
العلمانية باختصار شديد هي فصل الدين عن الدولة بصرف النظر ان كانت الدولة (السلطة) دكتاتورية أم لا فهذا لا يهم
الليبرالية أيضا بدون إطالة هي تقليص دور الدولة (أو أي شكل من أشكال السلطة) عن المجتمع...أو بعبارة أوضح هي فصل السلطة عن المجتمع.
يعني بالنسبة للعلمانية إذا كانت السلطة ديكتاتورية وظالمة للمجتمع هذا لا يهم ...المهم هو فصل الدين عن الدولة
أما الليبرالية فهي تنادي بفصل السلطة عن المجتمع .. و من ضمن أطروحاتهم .. أن الدولة يجب أن تقتصر على الجيش .. وحفظ الأمن .. والسياسة الخارجية فقط أما مسألة الدين .. والثقافة .. والتجارة .. والتربية والتعليم .. وكل مناحي الحياة .. يجب أن لا تتدخل فيها السلطة (الحكومة) .
يعني باختصار العلمانية هي حكم الدولة للشعب(بعيدا عن الدين)..واللبرالية هي حكم الشعب للشعب(ولو على حساب الدين)..وفي كلتا الحالتين لا وجود للدين.
ولكن ما يثير الدهشة هو تناقض الليبرالية فهي تنادي بحكم الشعب أو حكم الأغلبية .... ولكن عندما يختار الشعب الإسلام كنظام للحياة فإن الليبراليّة هنا تنزعج انزعاجا شديدا ، وتشن على هذا الاختيار الشعبي حربا شعواء ، وتندِّد بالشعب وتزدري اختياره إذا اختار الإسلام ، وتطالب بنقض هذا الاختيار وتسميه إرهابا وتطرفا وتخلفا وظلاميّة ورجعيّة
كما قال تعالى ( وإذا ذُكِر الله ُوَحدَهُ اشمَأَزَّت قلوبُ الذين لايُؤمِنُونَ بِالآخرِةِ وَإِذا ذُكِرَ الذينَ مِنَ دونِهِ إذا هُم يَستَبشِروُن ) الزمر
فإذا ذُكر منهج الله تعالى ، وأراد الناس شريعته اشمأزت قلوب الليبراليين ، وإذا ذُكِر أيّ منهج آخر ، أو شريعة أخرى ، أو قانون آخر ، إذا هم يستبشرون به ، ويرحِّبون به أيَّما ترحيب ، ولايتردَّدون في تأييده

كَوْن
04-15-2010, 08:00 PM
بارك الله فيكم .. وزادكم علمآ وقوة وثباتآ على الحق ..

أستاذ مجدي



أما الليبرالية فهي للأسف دعوة للتحرر من كل قيد يحول بين الإنسان وهواه والإسلام لا يقبلها في الأمور المحظورة والحرية لك في الأمور المباحة

عندما حاورت بعض المسلمين المتلبرلين لأستشف منهم إن كانوا على صوابٍ أم لا .. علمتُ منهم أن الليبرالية ليست دينآ حتى تُقارن مع الإسلام أو تستبدل به .. بل هو منهج فكري مرجعيته ( الفرد )
له الحق في إعتقاد ما يعتقد .. إن كان مسلمآ فسيلزم نفسه بما شرعه الإسلام .. دون أدنى محاولة لفرض معتقده أو رأيه أو فكره على أحدٍ آخر ..

الليبرالية - كما يقولون - تقدم قدسية الإنسان على قدسية الإله .. بحكم أن الآلهة تختلف من فردٍ إلى آخر ..

الليبرالية ليست مؤدلجة مع دين أو شرع أو حكم معين .. بل هي محاولة لضم مختلف الأعراق الدينية واللادينية تحت ظل واحد .. والتعايش معهم بسلام ..

الليبرالية لا تعارض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. لك الحق في النصح والإرشاد دون إجبار أحد على شيء .. متعللين متضجرين بذلك ما تقوم به الهيئة من إجبار الشباب المربين للشعر على حلقه ..


هذه بعض من تصوراتهم ومعتقداتهم .. مع العلم أن منهم من يقول بأنه : مسلم سني وهابي .. على نهج السلف الصالح !


أفتونا مأجورين .. وعذرآ على إعادة رفع الموضوع .. انقطعت لظروف


جزيتم الفردوس الأعلى