المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غضب الطبيعه!!! تعبيرات الحاديه تناقلتها وسائل اعلامنا المضلل الفاسد



سبع البوادي
04-25-2010, 10:05 PM
أورد موقع 'القدس العربي': وقعت امس الأحد هزات قوية ناجمة عن بركان ايسلندا الذي أصبح يمثل تهديدا لألوف المسافرين في أنحاء العالم في وقت أطلق فيه البركان سحبا متصلة من الرماد في الجو، فيما تواصلت الاضطرابات الاحد في حركة الملاحة الجوية في قسم كبير من القارة الاوروبية بسبب تحرك غمامة الرماد المنبعثة من البركان. ليس حدث البركان هذا والدخان المنبعث منه أمرا غريبا ولكنه يأتي ضمن التحذيرات الإلهية لأهل الأرض الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، ليصب عليهم ربهم سوط عذاب، ويقول لهم: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد﴾ [الفجر:14]، وفي القرنين الماضيين ضُربت الأرض بالزلازل والبراكين وأمواج البحر العاتية والفيضانات وغير ذلك ما قتل الملايين من الناس، وأهلك الحرث والضرع، كإعصار نرجس الذي ضرب دولة بورما أو ما يعرف باتحاد ميانمار، وقتل في ساعات معدودة ما يزيد عن مائة ألف إنسان على نحو لم تشهده الدنيا منذ بعثة الرحمة المهداة محمد- صلى الله عليه وسلم-، وقيام الإسلام وحكمه ونظامه.
إن الله سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء من الآيات، ويقدرها تخويفاً لعباده وتذكيراً لهم بما يجب عليهم من حقه، وتحذيراً لهم من الشرك به ومخالفة أمره وارتكاب نهيه، كما قال الله سبحانه: ﴿وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً﴾ [الإسراء: 59] وروى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لما نزل قول الله تعالى ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعوذ بوجهك، قال: أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ قال: أعوذ بوجهك. إن كل ما يحدث في الوجود من الزلازل وغيرها مما يضر العباد ويسبب لهم أنواعا من الأذى، كله بأسباب الشرك والمعاصي، كما قال الله عز وجل: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ ونحن نرى الحملة العالمية المعادية للإسلام والمسلمين، خاصة بعد تمكن الدول الأوروبية من إلغاء دولة الخلافة الإسلامية، وحلول نفوذ الكفار المستعمرين في بلاد المسلمين، فجزأوا البلاد، ومزقوها عدة دويلات حتى وصلت إلى نحو خمس وخمسين دويلةً . وعاث الكفر الفساد في بلاد المسلمين، وسام المسلمين سوء العذاب، وبالغ في إظهار عداوته لله ولرسوله وللمؤمنين ؛ فدنسوا كتاب الله سبحانه وتجرأوا على الإفك على الإسلام وعقيدته، والطعن بالحجاب والجلباب والطعن بالإسلام ووصمه بالإرهاب وتشويهه، وإيجاد الإسلاموفوبيا (كراهية الإسلام) لتكون حاجزا دائما بين أوروبا والعالم الإسلامي، واستغلال المؤسسات الإعلامية الرئيسة في أوروبا والنخب السياسية الحالة المشاعرية لدق إسفين دائم بين أوروبا والعالم الإسلامي.
فتأتي هذه الآيات تخويفا لعباده وإنذارا لهم، وليعلموا أن الله قادر على كل شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً﴾ [فاطر:44] ورسالة أخرى لأوروبا وللعالم، ولكن بشكل آخر، أن أعداد المسلمين تتزايد في العالم؛ فربع سكان العالم مسلمون منهم 2.4% في أوروبا، وصرح خبير أميركي بارز في شئون الشرق الأوسط أمس إن أوروبا سيكون بها أغلبية من المسلمين بنهاية القرن الجاري وذلك بناء على الاتجاهات الديموغرافية وحركات الهجرة الحالية. وقال برنارد لويس الأستاذ بجامعة برنستون ومؤلف العديد من الكتب حول الشرق الأوسط في حوار مع صحيفة «دي فيلت» الألمانية «إن أوروبا ستكون جزءا من المغرب العربي. وأضاف لويس انه بالإضافة إلى الهجرة فإن الأوروبيين يتأخرون في سن الزواج ولا ينجبون سوى عدد قليل من الأطفال لكن مسلمي أوروبا يتزوجون في سن مبكرة وينجبون عددا أكبر من الأطفال. وأكد الخبير في حديثه للصحيفة أن «التوجهات الحالية تظهر أن أوروبا سيكون بها أغلبية مسلمة بنهاية القرن الواحد والعشرين على أقصى تقدير». ويعيش في ألمانيا أكبر دول الاتحاد الأوروبي نحو ثلاثة ملايين مسلم من إجمالي 82 مليون نسمة. وسيقرر زعماء الاتحاد الأوروبي في ديسمبر المقبل ما إذا كانوا سيوافقون على بدء محادثات بشأن ضم تركيا لعضوية الاتحاد. وهذا يبين بشكل واضح أن شعاعا من نور ينبعث من أوروبا ؛ ذلك أن مفهوم الأمة اليوم قد حل محل القومية وأصبح قوةً موحِّدةً للمسلمين عبر العالم. والمسلمون من المغرب إلى أندونيسيا يكتشفون وبسرعة أن لديهم قواسم مشتركة أكثر مع أخوتهم الإسلامية وأكثر من هوياتهم الحالية التي تحددها حدود مصطنعة بينهم. وإن وحدة العالم الإسلامي المتمثلة بدولة واحدة الكيان، ليس مجرد حلم بل إنه حقيقة لقرون وبغض النظر عن العرق أو اللغة أو اللون أو الجغرافيا بقوا موحدين في كينونة سياسية واحدة تسمى الخلافة.
أضف إلى ذلك أن الجموع المسلمة لم تعط ولاءها أبدا لهذه الكيانات المصطنعة والتي حكمتهم بالحديد والنار. إن جحافل المسلمين توقفت في يوم من الأيام عند أسوار فينا، ولكن النور ينبعث من جديد من أوروبا . إنه النصر والتمكين والاستخلاف في الأرض وما أشبه اليوم بالأمس فقد ورد في السيرة أن محمداً (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وصحابته الكرام كافحوا مدة ثلاث عشرة سنة في مكة المكرمة وهاجروا إلى المدينة بعد ذلك ليقيموا الدولة الإسلامية الأولى. وبعد إقامة الدولة طبق الإسلام عمليا في حياة الناس. وكان نتيجة الحكم بالإسلام أن توحدت القبائل التي كانت متناحرة في المدينة، وتوحدت معها باقي القبائل في الجزيرة العربية، وانصهرت جميعها في بوتقة الأمة الواحدة وهي الأمة الإسلامية. وكان النبي محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) أول رئيس للدولة الإسلامية، وخلفه أبو بكر في رئاسة الدولة بعد أن بايعه المسلمون خليفة عليهم بعد وفاة المصطفى (صلى الله عليه وعلى آله وسلم). حيث عرفت الدولة بعد ذلك باسم دولة الخلافة.
ودولة الخلافة هي رئاسة عامة على المسلمين، وهي تطبق الشريعة نظام حياة للناس وتحمل الدعوة الإسلامية للبشرية كافة. نعم أتى النصر بعد الذلة والهوان والتعذيب والملاحقة . ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [آل عمران: 123] ﴿وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [الأنفال: 26]. وأكمل الله دينه وأتم نعمته على المسلمين ورضي الله الإسلام دينا، وقام الرسول – صلى الله عليه وسلم- بدعوة الأمم والشعوب المجاورة بإرسال الرسل إلى الملوك، وبالسرايا والغزوات على حدود الروم في مؤتة وتبوك.
وتتابعت الفتوحات على عهد الخلفاء الراشدين، ففُتح العراق وكان يسكنه خليط من النصارى والمزدكية والزرادشتية من العرب والفرس، وفتحت فارس وكان يسكنها العجم وقليل من اليهود والرومانيين، وكانت تدين بدين الفرس، وفتحت الشام وكان إقليما رومانيا يثقف بثقافة الرومانيين ويتدين بالنصرانية ويسكنه السوريون والأرمن واليهود وبعض الرومان وبعض العرب، وفتحت مصر وكان يسكنها المصريون وبعض اليهود وبعض الرومان، وفتحت شمال إفريقيا وكان يسكنها البربر وكانت بيد الرومان 0 ثم جاء الأمويون، ففتحوا السند وخوارزم وسمرقند والأندلس، وهي متباينة القوميات واللغة والدين والتقاليد والعادات والقوانين والثقافة والعقلية والنفسية. وتحقق للدولة الإسلامية وحدها أن تُظلل هذه الشعوب بالراية الإسلامية، وصارت أمة واحدة هي الأمة الإسلامية. وما أشبه اليوم بالأمس ؛ فقديما حاربت قريش الدعوة الإسلامية وحاول مشركو مكة تشويه صورة الرسول- صلى الله عليه وسلم. وحديثا فإن الإعلام الغربي يمارس نفس الدور في تشويه صورة الإسلام عند الغربيين وما زالت الحملات الإعلامية المسمومة على الإسلام والمسلمين مستمرة، لكنّ الأساليب تطوّرت، فالغرب يمتلك كبريات الصحف والقنوات الفضائية ومحطات الراديو وكبريات دور النشر ومدن صناعة الأفلام والسينما،وقسم كبير منها يتم توظيفه لتشويه صورة الإسلام الحقيقية. يظن بذلك أنه سيمنع قيام دولة الخلافة ويبعد الناس عنهم وعن فكرة الخلافة, ويوهن من عزيمة رجال دولة الخلافة .
إن الخلافة آتية، وإن النصر قادم بعون الله وتوفيقه . وإن جند الخلافة قادمون بإذن الله. وإن إقامة الدولة الإسلامية وإعادة الخلافة قد بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا فضلاً عن كونها أمر من أوامر المولى جل وعلا، وواجب على كل مسلم أن يبذل قصارى جهده لتنفيذه. قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (أمتي أمة مباركة لا تدري أولها خير أم آخرها ) رواه ابن عساكر عن عمرو بن عثمان وأشار السيوطي إلى حُسنه 0 وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم - (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله)) [رواه البخاري ومسلم]. وقد حفظ الله بمنه وكرمه أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – وجعلها خير أمة أُخرجت للناس وجعلها أمة وسطا بنص القرآن الكريم فقد قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ [البقرة: 143]. وَرَوَى التِّرْمِذِيّ عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْله تَعَالَى : " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّة وَسَطًا " قَالَ : ( عَدْلًا ) . قَالَ : هَذَا حَدِيث حَسَن صَحِيح . وكأن رسول الله ينطق بيننا ويعيش بين أظهرنا، حين أخبرنا عن زماننا هذا. فقال كما في الحديث الذي رواه مسلم من حديث أبي هريرة : ((بدأ الإسلام غريباً، وسيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء)). وفي رواية الإمام أحمد: ((قيل من الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس)). فهذه أمة عظيمة كريمة،وهي أمة لا زالت حية وهي قادرة على النهوض والإرتقاء والتحرير وعلى ما فوق التحرير، ألا وهو تحقيق السعادة للبشرية جمعاء من خلال مبدأ الإسلام العظيم. أمة قادرة على تحقيق وعد الله تعالى وبشرى رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة)، فإن خليفة المسلمين هو الذي سيقود جحافل الفتح والتحرير قريباً بإذن الله تعالى.
إن العامل السكاني الذي يؤرق الغرب وحضارته برسم كل الخطط والأساليب الخبيثة ليكون لغير صالح المسلمين، لن ينالوا إلا خسارة ومزيد ألم ولن يتحقق نجاح لمشاريعهم، فلا زال قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( تناكحوا تناسلوا أباهي بكم الأمم يوم القيامة) حاضرا في أذهان المسلمين، ومع هذا وفوق هذا نرى الأمة الكريمة تتلمس طريق عزها ومجدها التليد العظيم لتعود لقيادة البشرية وفق أمر الله- عز وجل هذا ما يعتبر هاجس الغرب من الإسلام السياسي هذا وعد الله القادم وتلك هي صورة أوروبا إلى الإسلام ناظرة ولفتح روما مستبشرة تحقيقا لبشرى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. ﴿بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ * فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الدخان9-11].
بقلم: عاهد ناصر الدين