المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية



غريب24
05-03-2010, 12:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،


لدي تساؤلات أطرحها بين أيديكم وأتمنى من أخوتنا الأفاضل إفادتنا بها، فهناك الكثير من المواقع التي تتداول مواضيع عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، خصوصا تلك التي يتم تأكيدها وإثباتها علميا والتي في الغالب يعتنق مكتشفوها الإسلام، وهناك بالطبع مشايخ وعلماء مسلمين مثل الشيخ الزنداني والدكتور زغلول النجار لهم إسهامات ونقاشات في هذا المجال حتى أن الدكتور زغلول النجار فرق بين الإعجاز العلمي والتفسير العلمي في القرآن والسنة وسؤالي هل معجزات الأنبياء عليهم السلام هي الأمور الخارقة للطبيعه البشرية والتي لايمكن أن يتم تفسيرها علميا؟ أم أن التنبؤات التي يتم إثباتها علميا لاحقا هي أيضاً من المعجزات؟ أو بعبارة أخرى هل هناك تصنيف للمعجزات؟


جزاكم الله خيرا،،

د. هشام عزمي
05-03-2010, 03:22 PM
لماذا وضعت سؤالك يا أخي في هذا القسم من المنتدى ؟

غريب24
05-03-2010, 03:45 PM
السلام عليكم،

أعتذر على هذا الخطأ وأتمنى أن يتم نقله من قبل المشرف للمكان المناسب.

مجرّد إنسان
05-03-2010, 06:49 PM
مرحبا بك أخي الكريم بين أهلك وإخوانك....

أقتبس لك شيئا كنت قد كتبته في حوار خاص...لعل فيه ما تريد:


أحبّذ أيها الفاضل أن أبدأ بذكر مقدّمات مهمّة تتعلّق في محلّ البحث...ألا وهو قضيّة إثبات النبوّة.. وإن إحاطتك بهذه التوطئة ستساعدك كثيراً في فهم هذه القضيّة بإذن المولى سبحانه وتعالى...


فاعلم أرشدك الله لأنوار الحقّ وطريق الهدى: أن الدليل في حقيقته هو المرشد إلى المطلوب لأنه علامة عليه، وإذا صحّ لديك دليل واحد على صدق النبي ثبتت لك نبوّته، وإذا ثبتت لك نبوّته ثبت لك صواب ما جاء به من الشرع والكتاب المنزّل...

في المقابل: فإن النافي لنبوّة محمد يلزمه نقض جميع الأدلّة التي وردت في حقّ هذه القضيّة...بما في ذلك الدليل الجمعي الناتج عن ورود هذا المجموع من الأدلّة -كما سأفصّل لاحقا بإذن الله-....

ثانيا: إن البراهين التي يقدّمها القرآن وتبيّنها السنّة يدركها عوام الناس وعلماؤهم، فأما العامي فيدركها لبساطتها ووضوحها وبداهتها، وأما العالم فيُدركها على وجه التفصيل، ويعلم أن هذه البداهة تعتمد على شواهد كثيرة تؤلّف بمجموعها حكما عقليّاً اضطراريّاً يكون إنكاره بمثابة إنكار القضيّة الرياضيّة الصحيحة.


لو تأمّلنا أدلّة النبوّة وجدناها تنتظم وفق النقاط التالية :

1-المعجزات التي أتى بها...ومن أعظمها بلا شك (القرآن الكريم)...من حيث بلاغته وبيانه وعدم قدرة البشريّة على الإتيان بمثله...فضلاً عن وجود أفراد من الظاهرة العدديّة في القرآن الكريم -أعني به تحديداً الظاهرة الكلميّة لا تلك المتعلّقة بالحروف- والتي يمكن اعتبارها قرينة مهمّة تعضّد غيرها من الأدلّة...مع وجود معجزات أخرى كثيرة غيره...مضمّنة في نصوص الكتاب والسنّة...ومن خلال هذه النقطة تعلم أن المعجزات هي جزء من كلّ...جزء من دلائل النبوّة....ويدخل في المعجزات : الإعجاز العلمي على مصراعيه...

2- بشارات الأنبياء من قبله...وهذا نوع مهم جعل الكثيرين من أهل الكتاب يؤمنون بنبوّته عليه الصلاة والسلام...خصوصا ما جاء في إنجيل برنابا وفي الأناجيل الموجودة حاليا بين أيدينا...وفي بعض الكتب المقدّسة من عبارات تبشّر بنبوّته...وليتك تراجع كتاب القس عبدالأحد...والذي كان من أهل الكتاب ثم أسلم وألّف في ذلك....


3-حال النبي قبل وبعد النبوّة...وهذا فصل مهم ودليل قوي يغفل الكثيرون عن الاهتمام به...ودلالته قويّة جدا على النبوّة...وإن أكثر من أسلم في زمن النبي وبعده من عامّة الناس ووجهائهم كان من خلال هذا الدليل...والرابط الذي أتيتك به هو من هذا القبيل..


4- طبيعة الشريعة التي جاء بها...وبعبارة أخرى : خصائص الشريعة المنزلة..من حيث الكمال والشموليّة وغير ذلك


5-أثر النبي صلى الله عليه وسلم في أمته..وهذا دليل قد يبدو لك من الوهلة الأولى غريباً بعض الشيء...لكنه بالفعل دليل قويّ...وقد أجاد الأخ (القلم الحرّ) في توضيحه وإجلاء الشاهد فيه في بحثه الماتع حول إثبات النبوّة والموجود في هذا المنتدى..

6- وهو الدليل الجمعي: وأعني به مجموع تلك الأدلّة السابقة: فلو افترضنا أن ما سبق كان مجرّد قرائن دلالتها ظنّية...فإن مجموعها يشكّل اليقين...نعم: ربّما يمكن التشكيك المجرّد -والذي قد يكون من قبيل السفسطة - على دليل بعينه...لكنّ التشكيك بكافّة الأدلّة وترابطها في صورة واحدة ترسم الحقيقة وتُجليها غاية الجلاء...فلا يكون إلا إعراضاً عن الحق بعد معرفته....((فماذا بعد الحق إلا الضلال))؟؟؟


أخيرا: يجدر بي التنبيه على مسألة الإعجاز العلمي....هناك الكثير من البحوث التي جاءت في هذا الصدد...وهذه البحوث هي اجتهادات الباحثين...في التوفيق بين الحقيقة الشرعيّة والحقيقة الكونيّة...وبالطبع فإن لهذا العلم شروطه وضوابطه....قد يُخلّ بها باحثٌ بالإعجاز فيكون الخطأ في اجتهاده..وقد يظنّ أن في الآية إشارة إلى إعجاز علميّ بينما لا تكون الآية دالة على ذلك...هنا يكون الخطأ خطأ الباحث لا خطأ الشرع...كما لا ينفي وجود هذا الخطأ ثبوت الإعجاز في مواطن أخرى...

II 12.PM
05-03-2010, 07:04 PM
3-حال النبي قبل وبعد النبوّة...وهذا فصل مهم ودليل قوي يغفل الكثيرون عن الاهتمام به...ودلالته قويّة جدا على النبوّة...وإن أكثر من أسلم في زمن النبي وبعده من عامّة الناس ووجهائهم كان من خلال هذا الدليل...والرابط الذي أتيتك به هو من هذا القبيل..

:

ممكن الرابط لو سمحت

أبوعمر الشامي
05-04-2010, 04:39 AM
المعجزات التي أتى بها...ومن أعظمها بلا شك (القرآن الكريم)...من حيث بلاغته وبيانه وعدم قدرة البشريّة على الإتيان بمثله...فضلاً عن وجود أفراد من الظاهرة العدديّة في القرآن الكريم -أعني به تحديداً الظاهرة الكلميّة لا تلك المتعلّقة بالحروف- والتي يمكن اعتبارها قرينة مهمّة تعضّد غيرها من الأدلّة...مع وجود معجزات أخرى كثيرة غيره...مضمّنة في نصوص الكتاب والسنّة...ومن خلال هذه النقطة تعلم أن المعجزات هي جزء من كلّ...جزء من دلائل النبوّة....ويدخل في المعجزات : الإعجاز العلمي على مصراعيه...

هذا كلام غير دقيق أيها الفاضل مجرد إنسان
فما يعرف بالإعجاز العلمي لا يخرج عن كونه في أحسن أحواله إخباراً عن أمور كونية كغيرها من الأخبار الواردة في القرآن والسنة سواء عرفها البشر قبل نزول القرآن أو لم يعرفوها. فهل في قصص الأنبياء أو الأخبار الأخرى أو أنباء عالم الغيب التي لم ترد في بقية الكتب قبل الإسلام إعجازاً!

أرجو منك عدم الخلط بين تعريف الإعجاز العلمي كما عرفته مصادره وبين المعجزة التي يقصد فيها التحدي. وحتى إن كنت تقصد وضع الإعجاز العلمي كجزء من المعجزة فقد خلطت بين الأمرين، فالإعجاز العلمي عند العديد من أهل العلم لا يعدو كونه خبراً بل ويتحفظون على تسميته إعجازاً يُقصد به التحدي كمعجزات الأنبياء أو أفعال الله تبارك وتعالى.

وهذا الرابط في منتدى التوحيد فيه توسع بالجواب على كلامك أخي الكريم مجرد إنسان:
من موضوع إعجاز القرآن حقيقته، وجوانبه مفاهيم خاطئة
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=5162

والله من وراء القصد،،

مجرّد إنسان
05-04-2010, 09:35 AM
جزاك الله خيراً أخي الكريم....

دعني أوضّح لك الأمر:

المعجزة وإن تعدّدت تعاريفها عند علماء أهل السنة إلا أن متفقون على كونها:((خرق العادة على نحو يُعجز المخاطبين)) (1)

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه النبوات: ((والآيات الخارقة جنسان: جنس في نوع العلم، وجنس في نوع القدرة)) (2)

من هنا كان الإخبار عن الغيبيّات....سواءٌ كان متعلّقها الإخبار عن الأحداث المستقبليّة...أم كانت غيباً نسبيّاً يتعلّق بأحداث لم يكن إدراكها في لحظتها متاحاً (كالإخبار عن موت كسرى في لحظتها...أو الإخبار عن مؤامرة اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في السيرة)...أم كانت إخباراً عن علوم طبيعيّة لايمكن إدراكها إلا بوجود أدوات رصدٍ معرفي....فكل ذلك خارقٌ للعادة وينطبق عليه وصف الإعجاز...


ألا ترى كيف عبّر العلماء عن إخبار عيسى عليه السلام عما يأكله قومه وما يدخرونه في بيوتهم هو من المعجزات؟؟؟


قال الإمام القرطبي في تفسيره: ((لأن الرسل مؤيدون بالمعجزات ، ومنها الإخبار عن بعض الغائبات ؛ وفي التنزيل : {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} . وقال ابن جبير : {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} هو جبريل عليه السلام. وفيه بعد ، والأولى أن يكون المعنى : أي لا يظهر على غيبه إلا من ارتضى أي اصطفى للنبوة ، فإنه يطلعه على ما يشاء من غيبه : ليكون ذلك دالا على نبوته.

قال العلماء رحمة الله عليهم : لما تمدح سبحانه بعلم الغيب واستأثر به دون خلقه ، كان فيه دليل على أنه لا يعلم الغيب أحد سواه ، ثم استثنى من ارتضاه من الرسل ، فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم ، وجعله معجزة لهم ودلالة صادقة على نبوتهم.)))


وغنيّ عن القول أن القرآن الكريم والسنة النبوية قد تضمّنا إخباراتٍ غيبيّة ...وتلك الإخبارات هي معجزات ثابتة للنبي -صلى الله عليه وسلم- كمثل نبوءة الروم...لحصول شرطها وهو: خرق العادة على نحو يعجز المخاطبين.

وفي كلام شيخ الإسلام ابن تيمية تفصيلٌ كثير فيه بيان الفرق بين إخبارات الأنبياء وإخبارات السحرة والكهنة فليُراجع هناك.



على أنه يجدر التنبيه إلى أن المعجزة لا يُشترط فيها الاقتران بالتحدّي...وإلا سلبنا وصف الإعجاز عن كثير من المعجزات كمثل تكثير الماء على يد النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها...بل عامة المعجزات لم تقترن بمثل ذلك.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب النبوات:((إن عامة معجزات الرسول لم يكن يتحدى بها, ويقول ائتوا بمثلها, والقرآن إنما تحداهم لما قالوا إنه افتراه, ولم يتحداهم به ابتداء, وسائر المعجزات لم يتحد بها, وليس فيما نقل تحد إلا بالقرآن، لكن قد علم أنهم لا يأتون بمثل آيات الأنبياء, فهذا لازم لها, لكن ليس من شرط ذلك أن يقارن خبره ))


فأنت ترى إذاً أن حديثنا عن الإتيان بمثل هذا القرآن أو بعضه شيء....وإثبات وصف "الإعجاز" للمكتشفات العلميّة شيء آخر.


والجوهر في الحالتين واحد: كون "الإخبار عن المكتشفات العلمية" من آيات ودلائل النبوة...وهذا هو المهم...ولا مشاحة في الاصطلاح...والله أعلم.

أبوعمر الشامي
05-04-2010, 03:30 PM
وجزاك أيها الفاضل مجرد إنسان وسأجيبك على ما يتعلق باعتراضي السابق



ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه النبوات: ((والآيات الخارقة جنسان: جنس في نوع العلم، وجنس في نوع القدرة)) (2)

وهذه تتمة كلام شيخ الإسلام:
والآيات الخارقة جنسان: جنس في نوع العلم وجنس في نوع القدرة، فما اختص به النبي من العلم خارج عن قدرة الإنس والجن، وما اختص به من المقدورات خارج عن قدرة الإنس والجن، وقدرة الجن في هذا الباب كقدرة الإنس؛
فهل هذه المعلومة العلمية الكونية خارج قدرة البشر إلى الأبد أم إلى وقت معلوم!!
أي أنها من العلم الذي هو خارج عن قدرة البشر يوم نزل القرآن لكنها اليوم وبفضل أدوات الرصد المعرفي أصبحت معروفة. فالسابقون الأولون لم يكونوا يعروفون أنها "إعجاز علمي" لعدم توفر القدرات المعرفية لديهم، ولكن اليوم وبفضل هذه القدرات أصبحت تلك المعلومة القرآنية "إعجازاً"!!! هل هذا هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية؟

ثم لنرى أخي الفاضل:


من هنا كان الإخبار عن الغيبيّات....سواءٌ كان متعلّقها الإخبار عن الأحداث المستقبليّة...أم كانت غيباً نسبيّاً يتعلّق بأحداث لم يكن إدراكها في لحظتها متاحاً (كالإخبار عن موت كسرى في لحظتها...أو الإخبار عن مؤامرة اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في السيرة)...أم كانت إخباراً عن علوم طبيعيّة لايمكن إدراكها إلا بوجود أدوات رصدٍ معرفي....فكل ذلك خارقٌ للعادة وينطبق عليه وصف الإعجاز...


أخي الكريم الفاضل
هل بعد معرفة الحقيقة الكونية التي أخبر عنها القرآن قبل 14 قرنأ سيبقيها "خارقة للعادة"!!!!
إن كانت خارقة للعادة "أي للرصد المعرفي" آنذاك يوم أن لم يكن معاصروها يعرفون أنها "معجزة لهم علمياً" فهذا يعني أن إعجازها قد انتهى اليوم لأن الرصد المعرفي قد أصبح متوفرأً. فهل هذا ما تقصدونه يا أخي الكريم بالإعجاز العلمي؟ إعجاز سابق لم يكن معروف وقتها انتهى أوانه اليوم!! هل هذا من معاني المعجزة ومقاصدها يا أخي الكريم؟ هل من معاني المعجزة ومقاصدها أن لا تكون معروفة ومجهولة لمليارات من البشر ولا يشعرون بإعجازها العلمي في زمن سابق، ثم ينتهي هذا الإعجاز العلمي عند توفر "القدرة المعرفية" لكشف تلك المعلومة؟

كل معجزات الأنبياء "خارقة للعادة" سواء لن حضرهم أو من تلاهم بدون استثناء، وهذا لا ينطبق على تعريف الإعجاز العلمي أبداً لأن الإعجاز العلمي في شروطه أن لا تكون الحقيقة الكونية التي تحدث عنها القرآن معروفة وقت نزول القرآن.

لذلك ومن كلامك السابق أخي الكريم نستطيع أن نخرج بتعريف للإعجاز العلمي بأنه الحقيقة الكونية التي كانت معجزة علمية لمن لم يعلموا أنها معجزة علمية وقت نزول القرآن.
فهل ترتضي أخي الكريم مجرد إنسان هذا التعريف وفق كلامك السابق؟

ولهذا لا ينبغي أبداً إدراج ما يسمى "إعجاز علمي" ضمن المعجزات لأنه باختصار لا يتوفر فيه شرط "دوام الإعجاز".

بارك الله فيك ونفع بك وأدامك لخير المسلمين إن شاء الله،،

غريب24
05-04-2010, 03:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أشكر الأخوة على المداخلات والتوضيح والشكر الجزيل لأخي "مجرد إنسان" على تفصيله في الموضوع، أجد نفسي ميالاً إلى الرأي في أن الإعجاز العلمي أو التنبؤات في أمور أثبتها العلم لاحقاً من المعجزات وإن لم تكن من باب التحدي لكنها تسديد من الله عز وجل لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم خصوصا أن الكثير من العلماء في مجالات التشريح والطب وغيرها قد آمنوا بالله بعد أن واجههم بعض العلماء بتوافق إكتشافاتهم العلميه مع ما أخبر به النبي قبل 14 قرناً، وهناك موقع مشهور للدكتور عبدالدايم الكحيل فيه أقسام عديده عن الإعجاز في القرآن والسنة من أبواب كثيرة لمن أراد الإستزاده،

خالص التحيه والتقدير،،،

غريب24
05-04-2010, 03:45 PM
ولهذا لا ينبغي أبداً إدراج ما يسمى "إعجاز علمي" ضمن المعجزات لأنه باختصار لا يتوفر فيه شرط "دوام الإعجاز".



الحقيقه هذه النقطة أخي أبو عمر مهمة وفي محور سؤالي في بداية الموضوع، مع أني أتفهم وأتقبل ما أوضحه أخي مجرد إنسان وإن كنت بإنتظار رده عليها على أية حال لنستفيد.

شكرا لك..

ontology
05-04-2010, 11:31 PM
تحياتي للاخوة الاعزاء

تفضل اخي غريب هذا الاقتباس واسال الله ان ينفعك انه سميع مجيب..

- قال علماء اللغة(1) انّ معنى الإعجاز الفوت والسبق، يقال: أعجزني فلانٌ أي فاتني، إذا عجزت عن طلبه وإدراكه، وأصل العجز التأخّر عن الشيء وحصوله عند عجز الأمر، وصار اسماً للقصور عن فعل الشيء، وهو ضد القدرة، قال تعالى: (أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ)(2) وأعجزت فلاناّ وعجّزته: جعلته عاجزاً .

وقد نوقش في ذلك بأنّه صح لغة بمقتضى المواضعة، إذ لا تصح المعجزة إلّا عن ما تصح القدرة عليه(3) وقالوا: إن المعجزة مشتقة من الإعجاز، وهي اسم فاعل له لحقته التاء للتأنيث بعد نقله من الوصفيّة إلى الإسميّة .

2- وقال علماء الكلام: الإعجاز أن يأتي المدّعي لمنصب من المناصب الإلهية، بما يثبت دعواه وتفوّقه وسبقه في كل مجال كان فيه التحدي، ويعجز عنه غيره، وهو ما لا يقدر عليه في صفته أو في جنسه، فأما ما لا يقدر عليه في صفته مثل فلق البحر، فإنا وإن كنا نقدر على





تفريق الأجسام المؤتلفة، لكن لا على تلك الصفة، فتلك الحالة لا نقدر عليها .

وأما ما لا يقدر عليه في جنسه مثل إحياء الموتى، وقلب العصا ثعباناً .

وأما مالا يقدر عليه لا في صفته ولا في جنسه مثل شق القمر فلقتين .

فأما الإخبار بالغيوب فليس بمعجز، ولا وقوع المخبر به على ما أخبر معجز، إذ يجوز على خبر الغيب أن يكون صدقا أو كذباً كسائر الأخبار، إلا أن يكون المخبر نبياً أو وصي نبيّ، فذلك يكون حجة .

أما ما يقوله أهل الكهانة والعرافة، فلا يجب التصديق به، وليس هو من الإخبار بالغيب الذي يلزمنا الإيمان به على نحو ما ورد في الكتاب المجيد: (الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)(1).

فتبيّن: أنّ المعجزة تطلق على الأمر الخارق للعادة، المقرون بالتحدّي، السالم من المعارضة، وهذا أوجز تعريف وأشهره وهو جامع مانع، وما قيل معه من بيان فهو توسّع بقصد التوضيح .

وقد دخل في قولهم (الأمر) كل أنواع المعجزات الحسية والمعنوية ممّا كان من قبيل القول كالقرآن الكريم .

أو من قبيل الفعل كعصا موسى(عليه السلام)، أو من قبيل ترك الخاصة كعدم إحراق النار سيدنا إبراهيم(عليه السلام).

وقد خرج عن المعجزة بقولهم (الخارق للعادة) كل ما جرت به العادة وتوصّل إليه




عن طريق الأسباب والسنن الطبيعية، كالسحر والشعبذة، والمخترعات العلمية بأنواع مكتشفاتها .

وخرج بقولهم: (المقرون بالتحدّي) الكرامة، وما فيه خوارق للعادة من دون تَحَدٍّ .

وخرج بقولهم: (السالم عن المعارضة) كل ما أمكن الإتيان بمثله من مظاهر غير معتادة يتوصّل إليها بضرب من التمرين والرياضة .

وإنّما تكون المعجزة شاهد صدق صاحبها فيما إذا أمكن صدق دعواه، أما إذا لم يمكن ذلك، بل كان ممتنعاً بحكم العقل، كدعوى الإلهية مع الله تعالى أو بدونه، لاستحالة ذلك (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاِّ الله لَفَسَدَتَا)(1) أو ممتنعاً بحكم النقل، كدعوى النبوة بعد الخاتم(صلى الله عليه وآله) فلا يمكن تصديق المدعي لقول الخاتم(صلى الله عليه وآله): "لا نبي بعدي"(2) ولا يجب على الله إبطال ذلك بعد حكم العقل بالاستحالة في زعم الإلوهية، وحكم النقل الثابت الصحيح بنفي النبوة بعد الخاتم(صلى الله عليه وآله) .

فَتحَصّـلَ في تعريف الإعجاز بأنّه أمر له حقيقة واقعية، غير انّه جارٍ على غير سنن الطبيعة، بل هو أمر خارق للعادة ومقرون بالتحدّي، وأما المقدّمات الطبيعية فهي مطويّة فيه، وتتحقّق المعجزة بلا وساطة سبب عادي، بل بالإرادة الربانيّة المحيطة بالأسباب والمسببّات، المهيمنة على تأثير السبب في المسبَّب، وتأثر المسبَّب بالسبب، وعندما تحصل المعجزة يحصل اليقين بأنّ الله سبحانه فعلها تصديقاً لنبيّه أو وصي نبيّه .




ولو لم يكن صادقاً في دعواه، لكان حدوث المعجزة على يده تصديقاً لكاذب، وهذا موجب لإضلال الناس، وهو قبيح، وتعالى الله سبحانه عن فعل القبيح، خلافاً لمن جوّز ذلك عليه، تعالى الله عمّا يقول الظالمون علّواً كبيراً .


ثانياً شروط المعجزة:

لقد ذكر العلماء شروطاً للمعجزة الظاهرة على أيدي أنبياء الله تعالى ورسله، وسماها بعضهم بالصفات والأحكام، ولا مشاحّة في الإصطلاح، ولنقرأ بعض ما ذكروه .

فقال أبو بكر الباقلاني: "أن تكون آياتهم - يعني الأنبياء(عليهم السلام) - من أفعال الله سبحانه التي ينفرد بالقدرة عليها دون سائر خلقه ... وأن يكون ظهور المعجزة ممّا يخرق العادة وينقضها، وأن يكون غير النبي أو الرسول ومن أكرمه الله تعالى ممنوعاً وعاجزاً من إظهار ذلك على يده، وأن يكون مفعولاً عند تحدّي الرسل أن يأتي غيره بمثله" (1).

وما ذكره تضمن أربعة شروط، إلا أن غيره زاد عليها، فالعلّامة الحلي(رحمه الله) قال:

ولابدّ في المعجزة من شروط:

أحدهما: أن تعجز عن مثله أو عمّا يقاربه، الأمّة المبعوث إليها .

الثاني: أن يكون من قبل الله تعالى أو بأمره .

الثالث: أن يكون في زمان التكليف، لأنّ العادة تنتقض عند إشراط الساعة.

الرابع: أن يحدث عقيب دعوى المدّعي للنبوّة، أو جارياً مجرى ذلك، ونعني بالجاري مجرى ذلك، أن يظهر دعوة النبي في زمانه، وأنّه لا يدّعي النبوة غيره، ثم يظهر المعجزة بعد أن ظهر معجزاً آخر عقيب دعواه .



الخامس: أن يكون خارقاً للعادة(1) .

ولم يبعد هذا أيضاً عمّا ذكره القرطبي في مقدمة تفسيره حيث ذكر أيضاً خمسة شروط، إن اختلّ أحدها فلا تكون معجزة، وهي باقتضاب:

1- أن تكون ممّا لا يقدر عليه إلّا الله سبحانه كفلق البحر وانشقاق القمر ممّا لا يقدر عليه البشر .

2- أن تكون خارقة للعادة، ولو لم تكن كذلك لم تكن معجزة، كجعل العصا ثعبانا، وخروج الناقة من شق الحجر، ونبع الماء من بين الأصابع، ونحو ذلك من الآيات الخارقة للعادة .

3- أن يدّعيها مدعي الرسالة على الله سبحانه فيقول: آيتي هذه .

4- أن تقع على وفق دعوى المتحدّي بها المستشهد بكونها معجزة له .

5- عَجْزُ الآخرين عن الإتيان بمثلها على وجه المعارضة (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ)(2) .

هذه خلاصة ما قاله القرطبي، وقد زاد الشيخ المجلسي(رحمه الله) على تلك الشروط فجعلها سبعة حتى يتحقّق الإعجاز بها، فقال في حقيقة المعجزة: وهي أمر يظهر بخلاف العادة من المدّعي للنبوة أو الإمامة عند تحدّي المنكرين على وجه يدلّ على صدقه، ولا يمكنهم معارضته، ولها سبعة شروط:

الأول أن يكون فعل الله أو ما يقوم مقامه من التروك، كما إذا قال معجزتي أن أضع يدي على رأسي وأنتم لا تقدرون .



الثاني أن يكون خارقاً للعادة .

الثالث أن يتعذّر معارضته فيخرج السحر والشعبذة .

الرابع أن يكون مقروناً بالتحدّي، ولا يشترط التصريح بالدعوى، بل تكتفي قرائن الأحوال .

الخامس أن يكون موافقاً للدعوى، فلو قال معجزتي كذا، وفعل خارقاً آخر لم يدلّ على صدقه، كما نقل من فعل مسيلمة وأنّه تفل في البئر ليزيد ماؤه فنضب ويبس(1).

السادس أن لا يكون ما أظهره مكذّباً له، كما لو أنطق الضبّ فقال: إنّه كاذب، فلا يعلم صدقه، بل يزداد اعتقاد كذبه، بخلاف أن يحيي الميت فيكذّبه، فإنّ الصحيح أنّه لا يخرج عن المعجزة، لأنّ إحياءه معجزة وهو غير مكذِب، وإنّما المكذَب ذلك الشخص بكلامه، وهو بعد الإحياء مختار في تصديقه وتكذيبه، فلا يقدح تكذيبه، ومنهم من قدح فيه مطلقاً، ومنهم من فرّق بين استمرار حياته وبين ما إذا خرّ ميّتا في الحال، فقدح في الثاني دون الأول، والأظهر ما ذكرناه .

السابع أن لا تكون المعجزة متقدماً (كذا) على الدعوى، بل مقارناً (كذا) لها أو متأخراً (كذا) عنها بزمان يسير معتاد مثله، والمشهور انّ الخوارق المتقدّمة على دعوى النبوة كرامات وإرهاصات أي تأسيسات للنبوة (2) .

وللراغب الإصفهاني كلام في مقدّمة التفسير، قال في فصل إعجاز القرآن نذكر بعضاً منه نختم به هذا المبحث قال:

المعـجـزات الـتي أتـى بهـا الأنـبـيـاء(عليهم السلام) ضربان: حسيّ وعقلي، فالحسيّ يدرك بالبصر




كناقة صالح، وطوفان نوح، ونار إبراهيم، وعصا موسى(عليهم السلام)، والعقلي ما يدرك بالبصيرة كالإخبار عن الغيب تعريضاً وتصريحاً والإتيان بحقائق العلوم التي حصلت عن غير تعلّم .

فأما الحسيّ فيشترك في إدراكه العامّة والخاصّة، وهو أوقع عند طبقات العامة، وآخذ بمجامع قلوبهم وأسرع لإدراكهم، إلّا أنّه لا يكاد يفرّق بين ما يكون معجزة في الحقيقة وبين ما يكون كهانة أو شعبذة أو سحراً أو سبباً اتفاقياً، أو مواطاة أو احتيالاً هندسياً أو تمويهاً وافتعالاً، إلا ذو سعة في العلوم التي يعرف بها هذه الأشياء .

وأما العقلي فيختصّ بإدراكه كله الخواص من ذوي العقول الراجحة، والأفهام الثاقبة، والرؤية المتناهية، الذين يغنيهم إدراك الحق، وجعل تعالى أكثر معجزات بني إسرائيل حسياً لبلادتهم وقلة بصيرتهم، وأكثر معجزات هذه الأمة عقلياً لذكائهم وكمال أفهامهم التي صاروا بها كالأنبياء، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: "كادت أُمتي أن تكون أنبياء"(1) ولأنّ هذه الشريعة لما كانت باقية على وجه الدهر غير معرضة للنسخ، وكانت العقليات باقية غير مبتذلة جعل أكثر معجزاتها مثلها باقية.

وما أتى به النبي(صلى الله عليه وآله) من معجزاته الحسيّة كتسبيح الحصا في يده، ومكالمة الذئب له، ومجيء الشجرة إليه، فقد حواها وأحصاها أصحابه .

وأما العقليات فمن تفكّر بما أورده عليه الصلاة والسلام من الحكم التي قصرت عن بعضها أفهام حكماء الأمم بأوجز عبارة، اطلع على أشياء عجيبة، وممّا خصّه الله به من المعجزات القرآن، وهو آية حسيّة عقلية، صامتة ناطقة، باقية على الدهر، مبثوثة في الأرض، ولذلك قال تعالى: (وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ




وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ)(1) .

ودعاهم ليلاً ونهاراً مع كونهم أولي بسطة في البيان، إلى المعارضة نحو قوله: (وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ)(2) .

وفي موضع آخر: (وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)(3) .

وقال: (قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)(4) فجعل عجزهم علماً للرسالة، فلو قدروا ما قصروا، ولبذلوا أرواحهم في إطفاء نوره وتوهين أمره، فلما رأيناهم تارة يقولون: (لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ)(5) وتارة يقولون لو شئنا لقلنا مثل هذا(6)، وتارة يصفونه بأنّه: (أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ)(7) وتارة يقولون: (لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً)(8) وتارة يقولون: (ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ)(9) .

كل ذلك عجزاً عن الإتيان بمثله علمنا قصورهم عنه، ومحال أن يقال إنه عورض




فلم ينقل، فالنفوس مهتزة لنقل ما دقّ وجلّ، وقد رأينا كتباً كثيرة صُنفت في الطعن على الإسلام قد نقلت وتداولت(1) .

وأخيراً فاقرأ ما قال عمر فروّخ في كتاب تاريخ الفكر العربي إلى أيّام ابن خلدون(2):

والقرآن الكريم معجزة الرسول الكبرى في الإسلام وفي غير الإسلام، بمادته وأسلوبه، فليس في التاريخ كتاب بقي كيوم نزل معنى ونصّاً كالقرآن، ثم كان له من الأثر ما كان للقرآن الكريم في جميع ميادين الحياة، إنّ اسلوب القرآن الكريم هو الاسلوب الأمثل لأقدم اللغات الحيّة، وإنّ موضوعاته أصحّ الموضوعات، وهو الذي حفظ الإسلام، وحفظ اللغة العربية، وحفظ الأمة الإسلامية، ثم عجز البشر عن معارضته بالإتيان بسورة من مثله، أو بجزء من سورة .

من كتاب مزيل اللبس

أبوعمر الشامي
05-05-2010, 12:24 AM
لدي تساؤلات أطرحها بين أيديكم وأتمنى من أخوتنا الأفاضل إفادتنا بها، فهناك الكثير من المواقع التي تتداول مواضيع عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، خصوصا تلك التي يتم تأكيدها وإثباتها علميا والتي في الغالب يعتنق مكتشفوها الإسلام،

فاتني أخي الفاضل غريب أن أسلك عن هذه العبارة الملونة باللون الأحمر، فهي عبارة مهمة للغاية يكفي إثباتها عن كثير من الجدل والكلام.

هل تستطيع يا أخي أن تحصر لنا أعدادهم وأن تبرهن لنا كمسلمين قبل غيرنا أن غالبية من أثبتوا مواضيع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة من غير بني الإسلام قد أعلنوا إسلامهم؟
أو هل تدلنا ببيان مفصل على من اعتنق الإسلام من علماء الغرب أو من عوامهم بعد أن قرأ في الإعجاز العلمي واقتنع به؟

في انتظار ردكم الكريم لهذه النقطة الهامة

وتقبل أخي فائق التحية ،،،،

غريب24
05-05-2010, 10:03 AM
شكرا لك أخي أنطولجي على المداخاله والتوضيح بارك الله بك.

،،


فاتني أخي الفاضل غريب أن أسلك عن هذه العبارة الملونة باللون الأحمر، فهي عبارة مهمة للغاية يكفي إثباتها عن كثير من الجدل والكلام.

هل تستطيع يا أخي أن تحصر لنا أعدادهم وأن تبرهن لنا كمسلمين قبل غيرنا أن غالبية من أثبتوا مواضيع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة من غير بني الإسلام قد أعلنوا إسلامهم؟
أو هل تدلنا ببيان مفصل على من اعتنق الإسلام من علماء الغرب أو من عوامهم بعد أن قرأ في الإعجاز العلمي واقتنع به؟

في انتظار ردكم الكريم لهذه النقطة الهامة

وتقبل أخي فائق التحية ،،،،

أخي الكريم أبو عمر حياك الله وبياك، لا أستطيع بالطبع أن أثبت لكم أن جميع العلماء إعتنقوا الإسلام لأني لست مطلعاً على كل الإثباتات العلميه يا رجل حتى في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما إنشق القمر أصر بعد رؤوس الكفر على كفرهم!، ولكني تصفحت بعض المواقع وشاهدت بعض المقاطع والحلقات لعلماء إعتنقوا الإسلام لإن إكتشافاتهم العلميه والتي إكتشفت في الغالب في القرن العشرين تم ذكرها في القرآن قبل 14 قرنا، أتذكر أن الشيخ محمد العوضي إستضاف عالم مصري يعمل في جامعة الكويت في إحدى القنوات وتحدث عن البروفيسور كيث مور وهو عالم كندي أثبت أن العظام تخلق أولاً ثم تكسى باللحم وهو عكس ما كان دارج عند علماء الأجنة قبل هذا الإكتشاف فعندما بين له العلماء المسلمين أنها مذكورة في القرآن آمن الرجل وهو الآن من أهم علماء التشريح وعلم الأجنة وفوق ذلك يقوم بشرح عمليه تكون الجنين لطلابه بكندا وأمريكا بتفسير سورة المؤمنون. وهناك أمثلة كثيرة لعلماء آخرين بالإمكان البحث عنهم في الإنترنت لكن بالطبع لا نستطيع أن ننكر أيضاً أن بعض العلماء قد يصر على إلحاده وهذا أمر وارد لأنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء.

هذه بعض المواقع المهمة في موضوع الإعجاز العلمي

موقع الدكتور زغلول النجار
http://www.elnaggarzr.com/

موقع الدكتور عبدالدايم الحكيل
http://www.kaheel7.com/

موقع آخر
http://www.quran-m.com/firas/arabic/


وأخيراً أنا فقط أستفسر هل مواضيع الإعجاز العلمي في القرآن والتي قد تكتشف أو تبرهن لاحقاً هي من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم؟


خالص التحيه والتقدير،،،

مجرّد إنسان
05-05-2010, 01:01 PM
أخي الكريم...أعود للتعليق على ما كتبته بإذن الله سبحانه وتعالى آخر اليوم....ما لم يحبسني حابس...وهو ما لا أتمناه

مجرّد إنسان
05-05-2010, 05:46 PM
الأخ الكريم غريب....جعلك الله من الغرباء الذين قيل فيهم : "طوبى للغرباء"....قلت ما نصّه:


أجد نفسي ميالاً إلى الرأي في أن الإعجاز العلمي أو التنبؤات في أمور أثبتها العلم لاحقاً من المعجزات وإن لم تكن من باب التحدي

هذا هو عين ما نبّهت عليه....فليس من شروط الإعجاز أن تكون مقرونة بالتحدي كما نبهت على ذلك من قبل....




يتبع

مجرّد إنسان
05-05-2010, 07:20 PM
الأخ الكريم أبا عمر...جعل الله التوفيق شعارك ودثارك:

أبدأ من حيث انتهيتُ (بضم التاء) حيث قلت:


والجوهر في الحالتين واحد: كون "الإخبار عن المكتشفات العلمية" من آيات ودلائل النبوة...وهذا هو المهم...ولا مشاحة في الاصطلاح...والله أعلم.

فلا أظن أننا نختلف أن إخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المكتشفات العلميّة على نحوٍ لا يكون إلا وحياً....أنه من آيات النبوة ودلائلها...أتمنى أن يكون هذا القدر مشتركاً بيني وبينك....ليبقى ما عدا ذلك مجرّد خلافٍ لفظي.

الأخ الكريم: قلّبت كلامك ظهراً لبطن...وتأمّلته مراراً...فوجدت أن لب المشكلة والاختلاف هو في قولك:


فهل هذه المعلومة العلمية الكونية خارج قدرة البشر إلى الأبد أم إلى وقت معلوم!!

أيها الفاضل: الإخبار عن المستقبل وفق التصوّر الشرعي المعلوم ...والذي لا يتخلط فيه بأقوال الكهنة والعرافين مما هو معلومٌ لديك....هو خارقٌ لعادة الثقلين، وهو من العلم الذي اختصّ به النبي -صلى الله عليه وسلم- وخارج عن قدرة الإنس والجن إلى قيام الساعة.


فإذا أصبح "المستقبل" ..."حاضراً"...أو "ماضياً" فعلمه الثقلان بعد ذلك لم يُخرج ذلك الإخبار عن وصف الإعجاز.



ذلك لأن مبنى المعجزة هو خرق عادة الثقلين...والإخبار عن المستقبل (وفق التصوّر الشرعي الذي يباين بين إخبارات الأنبياء وإخبارات الكهنة والعرافين) بحدّ ذاته ليس علماًكسبياً له أسبابه الكونية.....فكان معجزة.



ولذلك نصف إخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- عن هزيمة الروم وتحديده لذلك في تلك الفترة الزمنية هو خرقٌ لعادة الثقلين.



بالمثل: كان إخبار نبي الله عيسى عليه السلام عما يأكله بنو إسرائيل وما يدخرونه في بيوتهم...دون أسبابٍ ظاهرةٍ تمكن من معرفة ذلك ..هو خرق لعادة الثقلين...ولا ينقضه أن يأتي شخصٌ فيطّلع عياناً على ما كانوا يأكلونه ويدّخرونه في بيوتهم...ولا ينقضه كذلك أن نقدر نحن على معرفة ذلك من خلال آلات التصوير ونحوها...ذلك لأننا أجرينا الأسباب الكونية الظاهرة التي تمكننا من معرفة ذلك...فلا يكون فعلنا ولا فعله خرقاً لعادة ذلك النبي عليه الصلاة والسلام...ولا يكون كذلك في فعله معارضةً لتلك المعجزة...فتأمّل!!


وعليه: فلا معنى لقولك:



هل بعد معرفة الحقيقة الكونية التي أخبر عنها القرآن قبل 14 قرنأ سيبقيها "خارقة للعادة"!!!!



لأن معرفة تلك الحقيقة الكونية كانت مبنية على أدوات الرصد المعرفي...والإعجاز حاصلٌ بمعرفة تلك الحقائق دون اللجوء إلى تلك الأدوات...ولما كانت تلك المعرفة بذلك الشرط غير ممكنة للثقلين إلى قيام الساعة...فقد تحقق جوهر الإعجاز وفحواه ...فكان من المناسب إطلاق وصف "الإعجاز" على تلك الإخبارات...


بقي سؤالك عن علماء الطبيعة وغيرهم ممن تأثر بهذا المسلك في الاستدلال بالنبوة...فيكفيك أن تُراجع مادة سلسلة "إنه الحق" للشيخ الزنداني على اليوتيوب...وتراجع مؤتمرات الإعجاز العلمي والمجلة الصادرة عن الهيئة العالمية للإعجاز العلمي...فضلاً عن إدراك أن كتاب "اكتشف الإسلام" لغير العرب...وكتابات الدكتور بلال فيليبس ...ومدى الأثر الحاصل من تلك الكتب في إسلام العديد من غير المسلمين...لهو آيةٌ على "جدوى" إبراز هذا النوع من الدلائل النبويّة....دون إفراطٍ ولا تفريط بالطبع!!

هذا ما عندي والله أعلم


بالنسبة للأخ أنطولوجي: إن هناك الكثير مما يُقال في تعريف المعجزة ونقد بعض الشروط التي يذكرها بعض من ينتحلون النحل المنحرفة والفرق الكلامية الخاطئة...للوازم الباطلة التي تلزم من كلامهم...وقد أورد أهل العلم الكثير الكثير من الكلام والتأصيل الشرعي في :حد المعجزة" تجده مبثوثاً في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية "النبوات" وبعض الدراسات المعاصرة...وأخشى ألا أجد الوقت الكافي لذكر أقوالهم ومتابعة النقاش...


والعذر عند كرام القوم مقبول

د. هشام عزمي
05-05-2010, 09:48 PM
بارك الله في الأخوة جميعًا ..
وما أجمل مباحثات العلم ..
وما اختلفتم فيه أمره هينٌ إن شاء الله ..
فمدار الأمر كله هو تعريف المعجزة ابتداء ..
فالأخ أبو عمر يدخل التحدي في المعجزة وهو شرط فيه نظر كما ذكر ابن تيمية في كتاب النبوات ..
كذلك خرق العادة ، وهو شرط غير منضبط في بعض نواحٍ ..
وقد ذكر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه النبوات ..
والإعجاز العلمي يندرج تحت عنوان الإخبار بالغيب ..
قال ابن تيمية عن آيات الآنبياء والفرق بينها وبين خوارق السحرة والكهان :
(( .. وكذلك ما يخبر به الرسول من أنباء الغيب قال تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} ، فهذا غيب الرب الذي اختص به مثل علمه بما سيكون من تفصيل الأمور الكبار على وجه الصدق فان هذا لا يقدر عليه إلا الله والجن غايتها أن تخبر ببعض الأمور المستقبلة كالذي يسترقه الجن من السماء مع ما في الجن من الكذب فلا بد لهم من الكذب والذي يخبرون به هو مما يعلم بالمنامات وغير المنامات فهو من جنس المعتاد للناس وأما ما يخبر به الرسول من الأمور البعيدة الكبيرة مفصلا مثل إخباره: "إنكم تقاتلون الترك صغار الأعين ذلف الأنوف ينتعلون الشعر كأن وجوههم المجان المطرقة" ، وقوله: "لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى" ، ونحو ذلك فهذا لا يقدر عليه جني ولا إنسي .
والمقصود أن ما يخبر به غير النبي من الغيب معتاد معروف نظيره من الجن والإنس فهو من جنس المقدور لهم وما يخبر به النبي خارج عن قدرة هؤلاء وهؤلاء فهو من غيب الله الذي قال فيه: {فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول} ..)) النبوات ص134-135 .

أبوعمر الشامي
05-06-2010, 08:46 AM
بارك الله فيك أخي مجرد إنسان وأكثر من أمثالك خلق وأدب وعلم فهنيئاً لنا بمثلك من محاور في المنتدى

دعني أبسط اعتراضي الذي أعتقد أنه لم يكن واضحاً لك:
هل إخبارات القرآن والسنة عن الحقائق الكونية أو العلمية يصح أن نطلق عليها مسمى المعجزة؟ هل هي معلومة غيبية عن أحداث مستقبلية كهزيمة الفرس وفتح القسطنطينية وخروج الدجال ....؟ كلا بالطبع وهذاهو محط الخلاف بيننا. لذا فقولك أخي الفاضل:

أيها الفاضل: الإخبار عن المستقبل وفق التصوّر الشرعي المعلوم ...والذي لا يتخلط فيه بأقوال الكهنة والعرافين مما هو معلومٌ لديك....هو خارقٌ لعادة الثقلين، وهو من العلم الذي اختصّ به النبي -صلى الله عليه وسلم- وخارج عن قدرة الإنس والجن إلى قيام الساعة.
فإذا أصبح "المستقبل" ..."حاضراً"...أو "ماضياً" فعلمه الثقلان بعد ذلك لم يُخرج ذلك الإخبار عن وصف الإعجاز.

لا علاقة له بموضوعنا لأننا لا نتحدث هنا عن إخبارات غيبية مستقبلية بل عن أخبار كونية ومشاهدات لا نعرف حتى إن كان البشر يعرفونها وقت نزول القرآن أو لم يعرفوها عدا عن معرفة الجان الذين لا تواصل معرفي للبشر معهم.

ولهذا يقع بعض المشتغلين في الإعجاز في إشكالية تحديد ما هو الخبر العلمي المعجز من سواه بعكس الخبر الغيبي المستقبلي. فهل إخبار القرآن عن أثر الرياح في توجيه السحاب هو إعجاز علمي أم لا؟ وهل السموات السبع والأرضين السبع من الإعجاز العلمي أم لا؟ وهل إخراج اللؤلؤ والمرجان من البحار والأنهار إعجاز علمي أم لا؟ والكثير الكثير من الآيات التي تصف مظاهر كونية وعلمية أو تاريخ علمي لا يصح أن نطلق عليها وصف "إعجاز" لأنه -على الأقل- لا علم لنا في كونها معروفة للبشر -والجان- أو غير معروفة وقت نزول القرآن أو أنها من علم اصطفى به الله رسوله الكريم كرؤية الجنة والنار والجان والملائكة وأحداث المستقبل.

ومن هنا فقولك:

لأن معرفة تلك الحقيقة الكونية كانت مبنية على أدوات الرصد المعرفي...والإعجاز حاصلٌ بمعرفة تلك الحقائق دون اللجوء إلى تلك الأدوات...ولما كانت تلك المعرفة بذلك الشرط غير ممكنة للثقلين إلى قيام الساعة...فقد تحقق جوهر الإعجاز وفحواه ...فكان من المناسب إطلاق وصف "الإعجاز" على تلك الإخبارات...
غير دقيق بذلك الشرط المتعلق بالأدوات خاصة وأنك أدخلت الجان في أمر الإعجاز العلمي ...

فما أدراك أخي الكريم أن الجان لا تعرف وجود الشهب الطوارق أو كروية الأرض أو جريان الشمس أو ضيق نفس الإنسان عند صعوده للأعلى وهي -أي الجان- تعبر الفضاء ليل نهار وترافق الإنسان في أحواله!! فتأمل اعتراضي هذا حفظك الله ووفقك.

وحتى يكون الاعتراض واضحاً سألخصه في فقرة واحدة:
الخبر العلمي في القرآن والسنة ليس خبراً معجزاً من حيث علميته لأنه لا يصف حدثاً مستقبلياً غيبياً يعجز البشر عن الإتيان به بنسبة دقة 100%. بل هو وصف لحالة كونية أو علمية دائمة حدثت قبل نزول القرآن وبعد نزوله، لا علم لنا بعجز البشر -أو الجان- عن إدراكها قبل نزول القرآن.. ولعل من أوضح الأمثلة على ذلك هو عدد مفاصل الإنسان الـ 360.

حفظك الله ورعاك أخي الكريم
وخلافنا في الرأي إن شاء الله لا يفسد للود قضية.
تقبل تحياتي،،،

مجرّد إنسان
05-06-2010, 09:07 AM
سأحاول أن أرجع للموضوع لاحقا....

وإلى ذلك الوقت أسألك وأجيب:

هل توافقني أن تلك الإخبارات هي من دلائل النبوة؟ (نعم-لا)


وأجيبك عن سؤالك:



هل إخبارات القرآن والسنة عن الحقائق الكونية أو العلمية يصح أن نطلق عليها مسمى المعجزة؟ هل هي معلومة غيبية عن أحداث مستقبلية كهزيمة الفرس وفتح القسطنطينية وخروج الدجال ....؟

ومتى قلت أن تلك الإخبارات هي من المستقبل؟؟؟


وهل الغيب متعلّق بالمستقبل فقط؟؟؟ إن كانت إجابتك نعم...فأنت نفيت (الغيبية) في خبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن مقتل كسرى...بل نفيت الغيبية عن معجزة عيسى عليه السلام والتي أثبت غيبيتها بل إعجازيتها الإمام القرطبي في النص الذي ذكرته لك مسبقا



وللحديث بقية إن شاء الله

أبوعمر الشامي
05-06-2010, 09:12 AM
تحيه لك دكتور هشام وأشكر لك مرورك الكريم على الموضوع وتفضلك بمداخلتك الكريمة.


[center]بارك الله في الأخوة جميعًا ..
وما أجمل مباحثات العلم ..
وما اختلفتم فيه أمره هينٌ إن شاء الله ..
فمدار الأمر كله هو تعريف المعجزة ابتداء ..
فالأخ أبو عمر يدخل التحدي في المعجزة وهو شرط فيه نظر كما ذكر ابن تيمية في كتاب النبوات ..
كذلك خرق العادة ، وهو شرط غير منضبط في بعض نواحٍ ..
وقد ذكر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه النبوات ..
والإعجاز العلمي يندرج تحت عنوان الإخبار بالغيب ..

الحقيقة أن إشكالية طرح أخي مجرد إنسان لا تختص بتعريف المعجزة فقط بل بتعريف الإعجاز العلمي الذي لا بد في تحققه من شرط مهم وهو أن لا يكون البشر - ولا يدرجون الجان كما فعل أخي مجرد إنسان- على علم بالظاهرة الكونية أو الحالة العلمية المخبر عنها في القرآن والسنة.

وأنا يا دكتور هشام لم أدخل التحدي في الإعجاز العلمي
فلم أقل أنه لا يوجد إعجاز علمي لأن البشر قد أصبحت المعلومة العلمية معروفة لهم اليوم وبذلك بطل التحدي القائم عن معرفته بالظاهرة الكونية أو الملاحظة العلمية التي تحدث عنها القرآن.

اعتراضي منذ البدء حول أساس الإعجاز العلمي باعتباره "إعجازاً" لعدم تأكيد تحقق شرط الإعجاز العلمي الذي طرحه أخي مجرد إنسان ألا وهو ""اللاقدرة البشرية والجنية على معرفة ذلك الأمر الكوني العلمي بعدم توفر الوسائل والأدوات المعرفية وقت نزول القرآن"" أمر لا يمكن التحقق منه. ولذا فشرط الإعجاز العلمي وشرط المعجزة الأساس الذي يطرحه أخي مجرد إنسان غائب هنا خاصة أونه أدخل الجان في الموضوع ...

لذا ومن هنا فإدراج الإعجاز العلمي ضمن الإخبار بالغيب لا يعتمد على دليل واضح لنا كمسلمين على الأقل لأنه:
أولاً: لم يتحقق كونه خبراً مستقبلياً بخلاف الأخبارات عن الأحداث المستقبلية التي تتحدث عن غيب مستقبلي متحقق الوقوع سواء تحقق أم لم يتحقق بعد.
وثانياً: ولكونه لم يتوفر لنا بكل تأكيد أنه يحقق شرط عدم معرفة البشر -والجان- به قبل أو وقت نزول القرآن.

ولذا أجدني أكرر سؤالاً مهماً لك أخي الكريم د. هشام عزمي:
هل الإخبارات الغيبية عن أحداث المستقبل البعيد كالنشر والبعث ونزول الله تعالى والميزان والصراط وأحوال يوم الوقوف بين يدي الله يمكن اعتبارها من الإعجاز الغيبي؟

وتقبل فائق احترامي وخالص دعائي لكم.

مجرّد إنسان
05-06-2010, 06:10 PM
مرحبا بك أخي الكريم وأسأل الله لك التوفيق....وبعد:

ما زلت بحاجةٍ إلى إجابة واضحة للسؤال التالي:

هل توافقني أن تلك الإخبارات هي من دلائل النبوة؟ (نعم-لا)


ويتضح من خلال قراءة الردين الأخيرين أن المشكلة لديك هي في مفهوم "الخبر الغيبي" فقد حصرته في الأمور المستقبلية



وهنا أساس المشكلة...فقد ذكرت لك مثالين غيبيين لم يتعلقا بأمور المستقبل ....كمعجزة عيسى عليه السلام...والإخبار بموت كسرى...وهو ما يُسمى بالغيب النسبي....وقد اطلعت من قبل على إطلاق الإمام القرطبي على المثال الأول بأنه غيب....


فإذا تبين لك ذلك.....زال الإشكال بحمد الله....




دعني أبسط اعتراضي الذي أعتقد أنه لم يكن واضحاً لك:
هل إخبارات القرآن والسنة عن الحقائق الكونية أو العلمية يصح أن نطلق عليها مسمى المعجزة؟ هل هي معلومة غيبية عن أحداث مستقبلية كهزيمة الفرس وفتح القسطنطينية وخروج الدجال ....؟ كلا بالطبع وهذاهو محط الخلاف بيننا

بالطبع ليست عن أحدداث مستقبلية...ولكنها غيبيات ولا شكّ...وإن كانت تدخل تحت باب الغيب النسبي كما ذكرت من قبل




لذا فقولك أخي الفاضل:

اقتباس:
أيها الفاضل: الإخبار عن المستقبل وفق التصوّر الشرعي المعلوم ...والذي لا يتخلط فيه بأقوال الكهنة والعرافين مما هو معلومٌ لديك....هو خارقٌ لعادة الثقلين، وهو من العلم الذي اختصّ به النبي -صلى الله عليه وسلم- وخارج عن قدرة الإنس والجن إلى قيام الساعة.
فإذا أصبح "المستقبل" ..."حاضراً"...أو "ماضياً" فعلمه الثقلان بعد ذلك لم يُخرج ذلك الإخبار عن وصف الإعجاز.

لا علاقة له بموضوعنا لأننا لا نتحدث هنا عن إخبارات غيبية مستقبلية بل عن أخبار كونية ومشاهدات لا نعرف حتى إن كان البشر يعرفونها وقت نزول القرآن أو لم يعرفوها عدا عن معرفة الجان الذين لا تواصل معرفي للبشر معهم.



بل له علاقة مباشرة....لعلك لم تدركها في ثنايا حديثي السابق....فقد قلت بوضوح:



بالمثل: كان إخبار نبي الله عيسى عليه السلام عما يأكله بنو إسرائيل وما يدخرونه في بيوتهم...دون أسبابٍ ظاهرةٍ تمكن من معرفة ذلك ..هو خرق لعادة الثقلين...

فأوضحت القاسم المشترك بين الغيب النسبي والغيب المطلق...ولم أقل أنهما شيء واحد



ولهذا يقع بعض المشتغلين في الإعجاز في إشكالية تحديد ما هو الخبر العلمي المعجز من سواه بعكس الخبر الغيبي المستقبلي

ليست إشكالية...بقدر ما هي شروط ينبغي البحث في توافرها وانطباقها على ما نسمّيه إعجازاً علميّاً...والاجتهاد قائم على معرفة الحقيقة الكونية....وهل يدل النص الشرعي على تلك الحقيقة الكونية بدلالة التطابق أو التضمن أو الالتزام؟؟؟ أم أنه لوي لأعناق النصوص؟؟؟ ووجود اجتهادات خاطئة في باب الإعجاز العلمي لا يُلغي الأمر برمّته....ولا ينقضه كلّه.




فهل إخبار القرآن عن أثر الرياح في توجيه السحاب هو إعجاز علمي أم لا؟ وهل السموات السبع والأرضين السبع من الإعجاز العلمي أم لا؟ وهل إخراج اللؤلؤ والمرجان من البحار والأنهار إعجاز علمي أم لا؟ والكثير الكثير من الآيات التي تصف مظاهر كونية وعلمية أو تاريخ علمي لا يصح أن نطلق عليها وصف "إعجاز" لأنه -على الأقل- لا علم لنا في كونها معروفة للبشر -والجان- أو غير معروفة وقت نزول القرآن أو أنها من علم اصطفى به الله رسوله الكريم كرؤية الجنة والنار والجان والملائكة وأحداث المستقبل.


أولا: أرجو ألا تدخلنا في الأمثلة التفصيلية السابقة التي تحتاج للوقوف أمام كل فردٍ من أفرادها للنقاش في إعجازيتها من عدمه....ودعنا في الأمثلة المتفق عليها...كحديث الثلاثمائة وستين مفصلاً...أو وصف أطوار خلق الجنين...أو الداء والدواء في جناحي الذباب...ونحو ذلك


ثانياً: الأمر هنا مبني على الاستقراء التاريخي... والمحيط الذي يهمنا تحديداً هو المعرفة لتلك الحقيقة الكونية في الجزيرة العربية....تابع بعد الصلاة

مجرّد إنسان
05-06-2010, 07:04 PM
كنت أقول:

ثانياً: الأمر هنا مبني على الاستقراء التاريخي... والمحيط الذي يهمنا تحديداً هو المعرفة لتلك الحقيقة الكونية في الجزيرة العربية...

فالأصل هو عدم المعرفة....والإثبات هو الذي بحاجة إلى تقديم دليل على الوجود لا النفي.


وقلت: "والمحيط الذي يهمنا تحديداً هو المعرفة لتلك الحقيقة الكونية في الجزيرة العربية" لأنه المحيط الذي نعلم واقعه العلمي في ذلك الوقت


إن الإعجاز هنا هو في معرفة تلك العلوم الطبيعية خارج المنهج الأمبريقي....إذ كيف يستطيع النبي( ص ) أن يُخبر عن وجود ميكروبات وميكروبات مضادة .....وأين؟؟؟ في جناحي الذباب؟؟؟


وكيف يستطيع تحديد أطوار خلق الجنين من غير أدوات؟؟؟؟ ألا يكون ذلك بالوحي والوحي فقط؟؟؟؟



وثانياً: ولكونه لم يتوفر لنا بكل تأكيد أنه يحقق شرط عدم معرفة البشر -والجان- به قبل أو وقت نزول القرآن.

الدليل على المثبت لا النافي....



المهم هنا هو السؤال الذي بدأت به حديثي...والذي سيبين إن كان خلافنا لفظياً فحسب....أم لا:



هل توافقني أن تلك الإخبارات هي من دلائل النبوة؟ (نعم-لا)