المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مغالطة : الحلقات المفقودة لم تعد مفقودة !



massoud
05-03-2010, 05:51 PM
مغالطة : الحلقات المفقودة لم تعد مفقودة !


في الآونة الأخيرة تسارعت وتيرة ما يطالعنا من أخبار عن اكتشاف هيكل في الهند أو عظمة في السند وبأسماء تثير في المتلقي الفضول كما الريبة (أردي ، لوسي، إيدا....) وتحت مسمي حلقة مفقودة أخري تضاف إلي نسب الإنسان بالقرد أو الحصان بالنعامة أو ........... بـ ........... نسب ضائع يبحث عن متبني وسط سوق نخاسة شعاره من يجد عظم أكثر يُدفع له أكثر وعلي هذا أنبري عدد كبير من أنصار التطور وسط هذا السوق الخصب ينبشون المعمورة بحثاً عن قصة نسب أسطورة موجود ولكن علي قائمة الانتظار.


فهل الحلقات المفقودة فعلاً لم تعد مفقودة كما يُدعي ؟
إن أول ما يواجه هذا الإدعاء هو مفهوم التطور والذي تم وضعه من قبل دعاته أنفسهم إذ أنه ليتطور كائن من أخر يجب أن يخضع هذا الكائن لعدد من المراحل تسمي بالمراح الانتقالية وبتغيرات طفيفة جداً في بنية الكائن بفعل عوامل محفزة داخل فترة زمنية طويلة تعرف بمفهوم الزمن الوافر ينتج عنة نوع جديد ، وهذا يتطلب عدد كبير جدا من الأشكال والأنواع الجديدة بين الكائنين المنحدر أحدهما عن الأخر ويزداد هذا العدد في الكائنات إذا كانت الفروق التشريحية والوظيفية بين الكائنين الأصلي والهدف كبيرة ، ماذا يعني هذا الكلام لو حاولنا تبسيطه بشكل رياضي وبصورة نظرية،


http://physicspmb.ukzn.ac.za/OnlineExercises/IntroVernier/Figures/Example2.gif

مسطرة مدرجة بالسنتمتر يحتوي فيها الواحد الصحيح بالسنتيمتر علي 10 أجزاء بالمليمتر
والعشرة بالسنتيمتر علي 100 جزء بالميليمتر

يمكننا تبسيط هذا الأمر رياضياً من خلال السؤال عن عدد الأجزاء التي يمكن حصرها بين ألـ 0 و 1 الصحيح في مسطرة ذات تدرج بالسنتمتر، الإجابة ستكون قطعاً 10 أجزاء، وهذه الإجابة بعشرة أجزاء فقط هي إجابة غير دقيقة رياضيا إذ أنة يفترض وجود عدد لا نهائي ∞ بين الصفر والواحد طبعاً هذا الأمر نظري رياضياً ويعتمد علي رتبة الأعداد بعد العلامة العشرية وكما هو موضح :


1
.9
.98
.97
.96
.95
.94
.93
.92
.919
.918
.917
.8177
.71777
∞............إلي 0

حسناً ماذا لو كان السؤال الآن هو ما عدد الأجزاء والتي يمكن حصرها بين ألـ 0 و 10 في مسطرة ذات تدرج بالسنتمتر ، الإجابة ستكون قطعاً 100 جزء ، ويعني هذا أنة كلما زاد الفرق بين الأعداد كلما زاد عدد الأجزاء والممكن حصرها بينهما.


ولكن ما علاقة هذا الأمر بموضوع تطور كائنين ؟
ليتجنب دعاة التطور إشكالية الفروق الكبير في وظائف الأعضاء بين كائنين نتيجة عملية تطور مفاجئه فقد وضعوا فرضية التراكمات البسيطة في شكل الكائن وكما قلنا سابقاً ومع توفر فترة زمنية طويلة ينتج نوع جديد وهي فرضية تبدو مقبولة ومنطقية فلا يمكن قبول بأن الفيل هو جدٌ مباشرٌ للفأر كنتيجة لتطور مفاجئ ، وهنا نعود لفرضية التغيرات الطفيفة في بنية الكائن ولفترة زمنية طويلة وكما قلنا فهذا يتطلب عدد ضخم من الكائنات بين أثنين يُدعي تطور أحدهما عن الأخر ويتضاعف هذا العدد في الكائنات مع زيادة الفروق التشريحية والوظيفية بين كلا الكائنين ، ولما كانت الأعداد بين الكائنين المتطورين كبيرة ومجزية فان الذي يُقدم لنا كأدلة لحلقات تربط بين هذا وذاك ليس صحيحاً بالمرة إذ يفترض أن يكون هذا الموضوع مادة غنية لدعاة التطور نفسه لإثبات ما يدعونه من نظريتهم لا العكس،


وبما أن بقاء الثلاث كائنات :

الأول والانتقالي والمتطور

قد تم وفق مفهوم الانتخاب الطبيعي والبقاء للأصلح والذي وضعة دعاة التطور ولم نضعه نحن فإن هذا يفرض وجود أعداد غفيرة من الكائنات الانتقالية والتي بما أنها قد أنتجت كائنات أخري متطورة فقد أثبتت هذه الانتقالية إذاً صلاحيتها في فترة زمنية ما وبالتالي يتوجب وجودها وبأعداد ضخمه جدا بين كائنين يُزعم نسب احدهما بالأخر وهذا ما لم يحصل حتى الآن وما يزال سجل الحلقات وبعد مرور ما يقارب القرنين من الزمن وكما يقال أبيض ناصع.




http://www.oursci.org/archive/magazine/200110/02-05.jpg

Pakicetus كائن منقرض يزعم بأنه جدٌ للحوت


http://www.darwiniana.org/whale1.gif

بغض النظر عن مدي قرابة الكائنات المزعومة من عدمه في شجرة تطور الحوت أعلاه يفترض وجود عدد ضخك
جداً من الكائنات بين الحوت والكائن المسمي باكيستوس وبالذات في المرحلة الانتقالية من اليابسة وإلي الماء


مثال : شجرة تطور الحوت المزعومة
يدعي أنصار التطور بأن الحوت هو كائن متطور عن مخلوق ثدي يشبه فصيلة الكلبيان والسنوريات قبل 65 مليون سنة يسمي Pakicetus وتجاوزا عن مدي علاقة المتحجر المنسوب لهذا الكائن بالحوت أو بغيرة من الكائنات في شجرة تطور الحوت فيفترض وجود عدد هائل لا مقطوع ولا ممنوع من الكائنات الانتقالية والتي تدعم صلة كل واحد بالذي يليه ومن ثم تدلل علي صحة مفهوم التطور ولكن هذا غير متوفر وكل ما يقدم كدليل هو ترتيب لهياكل يزعم قرابتها فأن كانت قرابة الحوت بهذا الكائن البري المنقرض مطروحة من قبل دعاة التطور فليس هناك دليلا لهذا أقوي من سلسلة الكائنات الكثيرة جداً وعلي مدي الزمن الطويل للتدليل علي هذا القرابة !

وخلاصة القول فإن ما يقدمه دعاة التطور لنا علي أنة أدلة لحلقات مفقودة وتجاوزاً علي مدي علاقة العظم المقدم كدليل علي أن هذا الكائن قريب لذاك فأن أدعاء خروج كائن من أخر عبر سلسلة يستلزم وجود عدد ضخم من الكائنات الانتقالية بين كلا النوعين المزعوم تطور أحدهما من الأخر وهنا نسأل التطويريون ....بأن

عظمة أو أثنين وزد بمثلهما مرتين لا يعد دليلا علي فداحة ما تسوقونه لنا من قرابة للدواب بالبشر؟



تحياتي