المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف استطاع ابليس ان يعصى الله



يمنى
05-09-2010, 08:39 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا عضوة وجديدة وقرات فى هذا المنتدى مواضيع كثيرة والحمدلله استفدت منها
ولكنى دائما افكر فى موضوع يشغلنى دائما ولااجد له تفسير فيمن حولى اوكلام لا اقتنع به واتمنى ان اجد هنا الرد الذى يقنعنى
فنحن نعلم ان ابليس عصى ربه عندما امره بالسجود لسيدنا ادم ونحن نعلم ان ابليس اختار ان يعصى الله بكامل ارادته وانه اختار هذا الفعل والسوال هو
كيف بعد ان يرى الله جل جلاله ويرى قدرته وعظمته يستطيع ان يعصيه وخاصة بعد ان عبد الله حق العبادة كيف بعد ان يرى النار والجنة يكون له تغكير فى العصيان
حيث انى اقيس حال ابليس على حال الانسان فلو اننا راينا الله حق وراينا الجنة والنار لا يمكن بعدها ان نعصى الله ابدا حتى لو كان مايامرنا به مخالف لما فطرنا عليه سنطيع الله ونخشاه لاننا نعلم الجزاء المترتب على العصيان فهو النار ونحن نخاف منها دون ان نراها ولكن ابليس يعرف النار ويعرف الجنة ومع ذلك عصى الله.
فهو اختار مصيره وهو ان يخلد فى النار وهو يعلم ذلك فكبف يفعل ذلك وهو يعلم ان وعد الله له نافذ فهل يمكن ان يتوب قبل قيام الساعة.واعذرونى لانى غير ملمة بالدين فانا اعرف عن الدين مادرسته فى المدرسة واحاول ان اعلم نفسى بالقراءة والتعلم .وشكرا لكم

niels bohr
05-09-2010, 09:25 AM
مرحبا بك أختي الفاضلة.:emrose:

الغرور أختي يمنى يعمي القلوب والأبصار, وهذا ما حدث لإبليس فغروره أوداه المهالك.
وكم من مرة رأينا أناس في حياتنا هذه أعماهم غرورهم وهواهم عن رؤية ما هو واضح وضوح الشمس.
تحياتي.

أدناكم عِلما
05-09-2010, 12:09 PM
اهلا بك اختنا الفاضله
الكبر هو من اعظم الخطايا فلا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر
ان الشيطان يعلم الحق ولكن كبره يمنعه من اتباعه مثلُ العالم الذي يُخطيء في مسالة فتُحدِّثُهُ نفسه ان لا يرجع عن رأيه تكبُّرا ورياء فهو يعلم انه قد اخطأ ولكن نفسُهُ المُتكبِّرة تمنعُهُ عن العدول او الرجوع

كيف بعد ان يرى الله جل جلاله
لا اظُنُّ انه قد راى الله يوما لا هو ولا غيره فاذا كان خير خلق الله ( ص ) لم يره فكيف باشرِّ خلق الله
رؤية الله فقط في الجنة (وجوه يوم اذن ناضرة الى ربها ناظرة) والله اعلم

يمنى
05-09-2010, 12:37 PM
شكرا لكم على ارائكم
ولكن كيف يدخل الغرور القلب بعد ان يدخل الجنة وعلى حد علمى ان ابليس دخل الجنة وعبد الله

يمنى
05-09-2010, 12:47 PM
انا اقبل ان يكون الغرور
بين البشر لكن ان يكون هناك غرور من كائن خلقه الله جل جلاله امام الله فهذا مالااستطيع تخيله.اما اذا كان ابليس لم يرى ربه رغم انى قرات ان كل من يدخل الجنة يرى الله فهذا ايضا يجعلنى اتسأل الم يعلم باليقين ايا كانت الطريقة بعظمة الله وقدرته ومن ثم لا يقبل العقل ان يعصيه وهو من كان يطيع الله فى كل شى .وشكرا لكم مرة اخرى
استغفر الله العظيم واتوب اليه

أدناكم عِلما
05-09-2010, 02:29 PM
ارجعي الى التفاسير التي تتحدث عن جنة آدم عليه السلام ففيها آراء للعلماء بانها ليست جنة الخلد التي يدخلها المؤمنون بعد الحساب

انا اقبل ان يكون الغرور
بين البشر لكن ان يكون هناك غرور من كائن خلقه الله جل جلاله امام الله فهذا مالااستطيع تخيله.اما اذا كان ابليس لم يرى ربه رغم انى قرات ان كل من يدخل الجنة يرى الله فهذا ايضا يجعلنى اتسأل الم يعلم باليقين ايا كانت الطريقة بعظمة الله وقدرته ومن ثم لا يقبل العقل ان يعصيه وهو من كان يطيع الله فى كل شى .وشكرا لكم مرة اخرى
استغفر الله العظيم واتوب اليه

اختي الكريمة هذا شيء قد حدث ويحدُث ولا غرابة في ذلك اما اذا كان عقلك لا يقبل ذلك فهذا يرجع اليك وليس كل شيء يقبله العقل او يرفضه هو الصحيح او له التسليم فهناك كثير من الامور التي يجهلها الانسان ورُبَّما لا يقبلها ولكن لا ننسى ان القصور هو من ذاته فعقلي مثلا لا يقبل او لا يستوعب ان أَصلُ الكون وكل ما نراه من مجرات وكواكب ونجوم والتي منها ما يكبر في حجمه عن الشمس بملايين المرّات كان في الحقيقة قبل الانفجار العظيم اصغر من قبضة اليد او البيضة وربما اصغر من ذلك ولولا ان القرآن لم يتحدث عن ذلك ويؤكده لاستهزأت بعلماء الفلك الذين تكلموا عن حدوث هذا الانفجار - لمذا؟ لان عقلي لا يستسيغ هذا الامر ولا يهضمه فهل اتَّبعُ عقلي وهواي في هذا الامر ام استسلم للحقيقة التي جائت في القرآن وايَّده اكتشاف هذا الامر في هذا العصر ونصيحة لك يا اختي في هذا الامر وغيره ان العلم في الشيء الذي ليس من وراءه منفعة اتركيه والجهل بالشيء الذي ليس من وراءه مضرة فاتركيه ايضا اللهُمَّ إلاّ اذا كان هناك من يُحاججك بهذا الامر من اللّادينيين والملحدين --
اغلقي على نفسك ابواب الشكوك والمتشابهات يسلم فؤادك ويقوى يقينك والله اعلم

ليس هكذا تورد الابل
05-09-2010, 02:31 PM
انا اقبل ان يكون الغرور
بين البشر لكن ان يكون هناك غرور من كائن خلقه الله جل جلاله امام الله فهذا مالااستطيع تخيله.اما اذا كان ابليس لم يرى ربه رغم انى قرات ان كل من يدخل الجنة يرى الله فهذا ايضا يجعلنى اتسأل الم يعلم باليقين ايا كانت الطريقة بعظمة الله وقدرته ومن ثم لا يقبل العقل ان يعصيه وهو من كان يطيع الله فى كل شى .وشكرا لكم مرة اخرى
استغفر الله العظيم واتوب اليه


أختنا الكريمة تقولى أنك ترضين بالغرور الواقع بين البشر ولا ترضين بالغرور الذى يقع من كائن خلقه الله لا أفهم هذا الكلام أليس البشر أيضا خلقهم الله ؟!!فابليس شأنه كشأن الجن والبشر منهم الصالح ومنهم الفاسد فابليس كان يعبد الله وكان من صالحى الجن ولكن عندما عصى الله ورفض السجود لادم وذلك لغرورفى نفسه وكبر -كما يوجد بين الكثير من الجن والبشر - انتفى كونه صالحا لأنه عصى الله وسؤالى لك أيها الاخت الكريمة ما العجب من أن يعصى ابليس ربه؟!!هل هو معصوم؟ كلا فالعصمة فقط للانبياء والملائكة وهو لم يكن نبيا ولا ملكا بل كان من الجن وكان صالحا الا أنه فسق عن أمر ربه فاستحق الطرد واللعن فما العجب هنا ؟!!وهل فى هذا مخالفة للعقل وعدم قدرة على الفهم؟!!لا أظن ذلك فالأمر واضح وجلى


أختنا الكريمة رؤية الله عز وجل مرتبطة بدخول الجنة فى الاخرة وليس فى الدنيا
ثم كيف يرى الله نفسه لابليس والله بعلمه السابق يعلم أن ابليس من أهل النار؟!!فهل الله يرى نفسه لمخلد فى النار ؟!!
هذه تساؤلات نجاوب عنها بالنفى القاطع


أختنا الكريمة كثيرا من الناس يعلمون عظمة الله وقدرته ومع ذلك يعصونه وسبب ذلك الكبر والغرور أو غيرها من صفات القبح فكثيرا من عتاة الكفر كانوا يعلمون علم اليقين بصحة نبوة النبى ولكن كبرهم وغرورهم منعهم من النطق بشهادة الحق وهذا كما هو معلوم عند الكثير من الناس وكما قلت سابقا ان الجن شأنهم كشأن الانس منهم الصالح ومنهم الفاسد


أسال الله أن يبصرنا بالحق وأن يدخلنا جنته انه ولى ذلك والقادر عليه.

massoud
05-09-2010, 05:21 PM
الأخت يمني...وعليكم السلام

أولاً. لا يبدوا واضحاً أن إبليس لعنة الله علية قد رأي نار جهنم وجنة الخلد الموعوداتان للمحسنين والمكذبين كجزاء و حساب

ثانياً الإجابة عن تساؤل الأخت الكريمة تظهر في معصية أدم علية السلام بأكل الثمرة فهو كذلك قد كان في الجنة وقد علم ما علم من
أمر ربه ومع هذا وقع في المعصية

وخلاصة القول بأن هناك حكمة له جل وعلا في ابتلاء أدم علية السلام بإبليس كما وهناك حكمة في ابتلاء إبليس بآدم ...والله أعلم

massoud
05-09-2010, 05:35 PM
وإن كانت الأخت يمني قد أعتقدت أن إغواء إبليس لأدم قد وقع في جنة الخلد وهو لهذا قد رآها وأدركها فهذا لا يبدو واضحا عند أهل العلم



نقلاً عن موقع طريق الأسلام

السؤال : قرأت في كتاب لابن القيم عن الجنة، وذكر أقوالاً كثيرة حول خلاف أن جنة آدم -عليه السلام-، وجنة الخلد فما هو القول الراجح؟

المفتي : عبد الرحمن بن ناصر البراك


الحمد لله، يجب الإيمان بأن الله أسكن آدم وزوجه الجنة، وأن هذه الجنة لا يظمأ صاحبها، ولا يضحى، ولا يجوع، ولا يعرى، كمال قال -سبحانه وتعالى: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى} [طـه:117-119]، وقال تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة:35]، ففي هذه الجنة عيش رغد هنيء، ولكن في هذه الجنة شجرة نهى الله آدم وزوجه عن قربانها: {وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ}، وليس في هذه الآيات نص صريح بأن هذه الجنة هي جنة الخلد التي أعدها الله للمتقين، وليس فيها أنها غيرها، ولأجل ذلك اختلف الناس في هذه الجنةُ، ولكلٍّ من الفريقين حجج تؤيد ما ذهب إليه، وقد استوفاها العلامة ابن القيم في كتابه حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، وضمَّن ذلك جملة أبواب من ذلك الكتاب، وكذلك ذكر القولين وحجج الفريقين في كتاب مفتاح دار السعادة، وقد رجح –رحمه الله- في بعض كلامه أن المراد بها جنة الخلد كما قال في ميميته المعروفة:

فحي على جنات عدن فإنها *** منازلك الأولى وفيها المخيم
ألم تر أننا سبي العدو فهل ترى *** نعود إلى أوطاننا ونسلم

كما يستشهد في البيتين المعروفين وهما:

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى*** فما الحب إلا للحبيب الأول
وكم منزل في الأرض يألفه الفتى *** وحنينه أبداً لأول منزل

والراجح عندي –والله أعلم- هو التوقف في ذلك، وعدم الجزم بأحد الرأيين لما ذكرت من أنه ليس في النصوص ما يوجب الجزم بأحدهما، والله أعلم.

يمنى
05-09-2010, 05:42 PM
جزاكم الله خيرا جميعا
وحقا قد يكون لله سبحانه وتعالى حكمة لانعلمها .
واتمنى من الله ان لا افكر فى مثل هذه الوساس التى والله مهلكة للعقل والقلب.
وشكرا لكم ولهذا المنتدى الكريم

متروي
05-09-2010, 08:11 PM
كيف بعد ان يرى الله جل جلاله ويرى قدرته وعظمته يستطيع ان يعصيه وخاصة بعد ان عبد الله حق العبادة كيف بعد ان يرى النار والجنة يكون له تغكير فى العصيان

القول ان ابليس رأى الله عز وجل قول باطل فقد ثبت ان سدرة المنتهى آخر مكان تصل إليه الخلائق و ثبت أن نبينا صلى الله عليه لم يره عندما بلغها فكيف بشر الخلق كما قال الاخ الفاضل .


كيف بعد ان يرى النار والجنة يكون له تغكير فى العصيان

و ابليس ايضا لم يرى الجنة او النار و الأمر بالسجود لم يكن في الجنة بل كان في الملأ الأعلى بدليل أن الله عز وجل بعد السجود أسكن آدم الجنة .


فهو اختار مصيره وهو ان يخلد فى النار وهو يعلم ذلك فكبف يفعل ذلك وهو يعلم ان وعد الله له نافذ فهل يمكن ان يتوب قبل قيام الساعة.واعذرونى لانى غير ملمة بالدين فانا اعرف عن الدين مادرسته فى المدرسة واحاول ان اعلم نفسى بالقراءة والتعلم .وشكرا لكم

و اليهود كذبوا المسيح بن مريم عليه السلام و سعوا في قتله و هم يعلمون انه نبي و هم يرون المعجزات و اليهود كذبوا بالنبي صلى الله عليه و سلم و هم متيقنون من أنه النبي المبعوث في آخر الزمان و العرب المرتدون إتبعوا مسيلمة و هم يعلمون أنه كذاب حتى قال قائلهم
لطليحة بن خويلد (أشهد إنك لكذاب لكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر ؟؟؟؟؟؟)

د. هشام عزمي
05-09-2010, 09:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا عضوة وجديدة وقرات فى هذا المنتدى مواضيع كثيرة والحمدلله استفدت منها
ولكنى دائما افكر فى موضوع يشغلنى دائما ولااجد له تفسير فيمن حولى اوكلام لا اقتنع به واتمنى ان اجد هنا الرد الذى يقنعنى
فنحن نعلم ان ابليس عصى ربه عندما امره بالسجود لسيدنا ادم ونحن نعلم ان ابليس اختار ان يعصى الله بكامل ارادته وانه اختار هذا الفعل والسوال هو
كيف بعد ان يرى الله جل جلاله ويرى قدرته وعظمته يستطيع ان يعصيه وخاصة بعد ان عبد الله حق العبادة كيف بعد ان يرى النار والجنة يكون له تغكير فى العصيان
حيث انى اقيس حال ابليس على حال الانسان فلو اننا راينا الله حق وراينا الجنة والنار لا يمكن بعدها ان نعصى الله ابدا حتى لو كان مايامرنا به مخالف لما فطرنا عليه سنطيع الله ونخشاه لاننا نعلم الجزاء المترتب على العصيان فهو النار ونحن نخاف منها دون ان نراها ولكن ابليس يعرف النار ويعرف الجنة ومع ذلك عصى الله.
فهو اختار مصيره وهو ان يخلد فى النار وهو يعلم ذلك فكبف يفعل ذلك وهو يعلم ان وعد الله له نافذ فهل يمكن ان يتوب قبل قيام الساعة.واعذرونى لانى غير ملمة بالدين فانا اعرف عن الدين مادرسته فى المدرسة واحاول ان اعلم نفسى بالقراءة والتعلم .وشكرا لكم

إبليس يمثل أقصى التطرف في الغرور ..
لهذا يكون عذابه في النار من أشد العذاب يوم الحساب ..
والله تعالى كما خلق كائنات تمثل أقصى الخير خلق كذلك إبليس الذي يمثل أقصى الشر ..
وقد قال العلماء إن كفر إبليس ليس كفر إنكار ، بل هو كفر استكبار وجحود ..
وهذا يعلمنا إلى أين يؤدي الغرور والكبر بالمخلوق ..
فهاهو إبليس الذي عاين الخالق والجنة والنار وشهد خلق آدم بنفسه يكفر ويرتد عاصيًا مستكبرًا ..
فلا يأمن أي امريء أن تزل قدمه كما زل إبليس الرجيم ..
والله أعلم .

عبد الله المسـلم
05-11-2010, 11:36 AM
إبليس كان من الجن ... مخلوق من نار
وجنة الإبتلاء تختلف عن جنة الخلود ... وقد ذُكر أنها كانت فى الأرض
فكان إبليس يعبد الله تعالى مع الجن
وقد علم الله تعالى ما فى قلبه

والله تعالى يبتلى مخلوقاته ويختبرهم كيفما شاء ... وهو عليم بذات الصدور
فحينما أمره الله تعالى بالسجود لآدم مع الساجدين أبى وأستكبر وظهر ما فى قلبه من الكبر والغرور ... فكفر بالله
ولما كان الله تعالى عليم خبير بذات الصدور ... فقد ختم على قلبه ... والله تعالى يضل من يشاء ويهدى من يشاء

والشيطان مثله مثل غيره من مخلوقات الله تعالى
معرض للإبتلاء والإختبار
ولو علم الله فى قلبه خيراً لأسمعه وهداه
والمخلصون فقط هم من يثبتون حتى النهاية

والله المستعان

Sallah
05-11-2010, 08:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف بعد ان يرى الله جل جلاله ويرى قدرته وعظمته يستطيع ان يعصيه وخاصة بعد ان عبد الله حق العبادة كيف بعد ان يرى النار والجنة يكون له تغكير فى العصيان
حيث انى اقيس حال ابليس على حال الانسان فلو اننا راينا الله حق وراينا الجنة والنار لا يمكن بعدها ان نعصى الله ابدا

لاهذا ليس صحيح .
بعض الناس لو صعدوا الي السماء وتحققوا من ملكوت الله بأعينهم لن يؤمنوا .
حتي ولو قالوا لك سنؤمن لا تصدقهم سيقولوا سحر ، هلوسه ......................الخ ، بالنهاية لن يؤمنوا.

( لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ{13} وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ{14} لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ{15}) الحجر

يمنى
05-13-2010, 02:57 PM
شكرا لكل الاعضاء الذين قاموا بالرد وجزاهم الله خيرا

مؤمن موحد2
05-19-2010, 08:16 PM
ارجعي الى التفاسير التي تتحدث عن جنة آدم عليه السلام ففيها آراء للعلماء بانها ليست جنة الخلد التي يدخلها المؤمنون بعد الحساب

اختي الكريمة هذا شيء قد حدث ويحدُث ولا غرابة في ذلك اما اذا كان عقلك لا يقبل ذلك فهذا يرجع اليك وليس كل شيء يقبله العقل او يرفضه هو الصحيح او له التسليم فهناك كثير من الامور التي يجهلها الانسان ورُبَّما لا يقبلها ولكن لا ننسى ان القصور هو من ذاته فعقلي مثلا لا يقبل او لا يستوعب ان أَصلُ الكون وكل ما نراه من مجرات وكواكب ونجوم والتي منها ما يكبر في حجمه عن الشمس بملايين المرّات كان في الحقيقة قبل الانفجار العظيم اصغر من قبضة اليد او البيضة وربما اصغر من ذلك ولولا ان القرآن لم يتحدث عن ذلك ويؤكده لاستهزأت بعلماء الفلك الذين تكلموا عن حدوث هذا الانفجار - لمذا؟ لان عقلي لا يستسيغ هذا الامر ولا يهضمه فهل اتَّبعُ عقلي وهواي في هذا الامر ام استسلم للحقيقة التي جائت في القرآن وايَّده اكتشاف هذا الامر في هذا العصر ونصيحة لك يا اختي في هذا الامر وغيره ان العلم في الشيء الذي ليس من وراءه منفعة اتركيه والجهل بالشيء الذي ليس من وراءه مضرة فاتركيه ايضا اللهُمَّ إلاّ اذا كان هناك من يُحاججك بهذا الامر من اللّادينيين والملحدين --
اغلقي على نفسك ابواب الشكوك والمتشابهات يسلم فؤادك ويقوى يقينك والله اعلم

صدقت اخي الكريم

حفيد ابن الخطاب
05-20-2010, 02:12 PM
ارجعي الى التفاسير التي تتحدث عن جنة آدم عليه السلام ففيها آراء للعلماء بانها ليست جنة الخلد التي يدخلها المؤمنون بعد الحساب



لا يا أخي الفاضل يقول ابن تيمية رحمه الله : الجنة التي سكنها آدم وزوجته عند السلف وأهل السنة والجماعة هي جنة الخلد ومن قال إنها جنة بالأرض بأرض الهند أو غير ذلك فهو من المتفلسفة والملحدين أو من إخوانهم المتكلمين المبتدعين فإن هذا يقوله من يقوله من المتفلسفة والمعتزلة ... اهـ ( ابن تيمية - الفتاوى - 347 / 4 )

أدناكم عِلما
05-20-2010, 06:54 PM
لا يا أخي الفاضل يقول ابن تيمية رحمه الله : الجنة التي سكنها آدم وزوجته عند السلف وأهل السنة والجماعة هي جنة الخلد ومن قال إنها جنة بالأرض بأرض الهند أو غير ذلك فهو من المتفلسفة والملحدين أو من إخوانهم المتكلمين المبتدعين فإن هذا يقوله من يقوله من المتفلسفة والمعتزلة ... اهـ ( ابن تيمية - الفتاوى - 347 / 4 )

انا لم انفي ولم اجزم في هذا الامر ولذك ارجعتها للعلماء ولا ارى يا اخي ان من يقول بغير ما قال ابن تيمية رحمه الله هو ملحد او كافر او زنديق فلا ابن تيمية ولا غيره من العلماء يستطيعون ان يؤكدوا او ينفوا شيئا غيبيا عنّا وعنهم ولذلك تراهم يقولون بعد كل راي (والله اعلم) لان الله وحده يعلم حقائق القرآن وتفسيره ولي قول في امر اراه وغالبا أنصح به الاخوة
وهو ان ما لم ياتي ذكره من الرسول الكريم ( ص ) او تفسيره من قرآن او حديث يبقى عندي اجتهاد يحتمل الصواب والخطأ
فكثيرا ارى في التفاسير ان نبيا ما فعل كذا او زوجة نبي قالت له ذات يوم كذا وكذا وتلك الاخبار الشبيهة بتلك اضعها جانبا ما لم يذكرها الرسول الكريم ( ص ) اذ من اين لذلك العالم او غيره ان يقول شيئا نحو ذلك والغيب لا يعلمه إلاّ الله اللهُمّ إلاّ ان يكون بعض العلماء قد أخذوا بعض التفاسير من الاسرائليات او انه دُسَّ في اقوالهم ما لم يقولوا به ولذلك اترك تلك الامور
لاصحابها فجنَّة آدم عندي قضية غيبية لا اخوض فيها والله اعلم بمكانها وكيف هي
ملاحظة لاخي الكريم كي يرى ان في الامر غموض فالكل يعلم ان اول من يدخل الجنة ويراها هو الرسول محمد ( ص ) وذلك يتم فقط يوم القيامة ثم من يدخل الجنة لا يخرج منها ابدا ثم عند طرد الشيطان من السماوات كيف به يوسوس لآدم ؟

كلام اهل العلم في ذلك الامر فهل هم ملحدون او كافرون او زنادقة لانهم خالفوا ابن تيمية (اتقي الله يا رجل)
هذا اختلاف في التفسير وليس في العقيدة التي تُخرج المرء من دينه او الاسلام فاحذر
منقول:
في كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح للحافظ ابن القيم رحمه الله تفصيل طويل حول هذه المسألة
فلعلي أسوقه للفائدة

الباب الثاني


في اختلاف الناس في الجنة التي أسكنها آدم عليه الصلاة والسلام وأهبط منها هل هي جنة الخلد أو جنة أخرى غيرها في موضع عال من الأرض

قال منذر أبن سعيد في تفسير قوله تعالى (أسكن أنت وزوجك الجنة)
فقالت طائفة أسكن الله آدم جنة الخلد التي يدخلها المؤمنون يوم القيامة
وقال آخرون هي جنة غيرها جعلها الله له وأسكنه إياها ليست جنة الخلد قال وهذا قول تكثر الدلائل الشاهدة له والموجبة للقول به

وقال أبو الحسن الماوردي في تفسيره :
واختلف الناس في الجنة التي أسكناها على قولين:د
أحدهما أنها جنة الخلد الثاني أنها جنة أعدها الله تعالى لهما وجعلها ابتلاء وليست هي جنة الخلد التي جعلها دار جزاء ومن قال بهذا اختلفوا فيه قولين أحدهما أنها في السماء لأنه أهبطهما منها وهذا قول الحسن
الثاني أنها في الأرض لأنه امتحنهما فيها بالنهي عن الشجرة التي نهيا عنها دون غيرها من الثمار وهذا قول أبن بحر وكان ذلك بعد أن أمر إبليس بالسجود لآدم عليه الصلاة والسلام والله اعلم بصواب ذلك هذا كلامه
وقال ابن الخطيب في تفسيره المشهور:
واختلفوا في الجنة المذكورة في هذه الآية هل كانت في الأرض أو في السماء وبتقدير أنها كانت في السماء فهل هي الجنة التي هي دار الثواب وجنة الخلد أو جنة أخرى فقال ابو القاسم البلخي وأبو مسلم الأصبهاني هذه الجنة في الأرض وجملا الأهباط على الأنتقال من بقعة إلى بقعة كما في قوله أهبطوا مصرا واحتجا عليه بوجوده
القول الثاني وهو قول الجبائي أن تلك الجنة التي كانت في السماء السابعة والقول الثالث وهو قول جمهور أصحابنا أن هذه الجنة هي دار الثواب

وقال أبو القاسم الراغب في تفسيره :
واختلف في الجنة التي أسكنها آدم فقال بعض المتكلمين كان بستانا جعله الله تعالى له امتحانا ولم يكن جنة المآوى وذكر بعض الاستدلال على القولين
وممن ذكر الخلاف أيضا أبو عيسى الرماني في تفسيره واختار أنها جنة الخلد ثم قال والمذهب الذي إخترناه قول الحسن وعمرو وواصل واكثر أصحابنا وهو قول أبي علي وشيخنا أبي بكر وعليه أهل التفسير وأختار أبن الخطيب التوقف في المسألة وجعله قولا رابعا فقال والقول الرابع أن لكل ممكن والإدلة متعارضة فوجب التوقف وترك القطع
قال منذر بن سعيد والقول بإنها جنة في الأرض ليست جنة الخلد قول أبي حنيفة وأصحابه قال وقد رأيت أقواما نهضوا لمخالفتنا في جنة آ4دم عليه السلام بتصويب مذهبهم من غير حجة إلا الدعاوي والأماني ما أتوا بحجة من كتاب ولا سنة ولا اثر عن صاحب ولا تابع ولا تابع التابع ولا موصولا ولا شاذا مشهورا وقد أوجدناهم أن فقيه العراق ومن قال بقوله قالوا أن جنة آدم ليست جنة الخلد وهذه الدواوين مشحونة من علومهم ليسوا عند أحد من الشاذين بل بين رؤساء المخالفين وإنما قلت هذا ليعلم اني لا انصر مذهب أبي حنيفة وإنما أنصر ما قام لي عليه الدليل من القرآن والسنة هذا أبن زيد المالكي يقول في تفسيره سألت أبن نافع عن الجنة أمخلوقة هي فقال السكوت عن الكلام في هذا أفضل وهذا أبن عيينة يقول في قوله عز وجل إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى قال يعني في الأرض وابن نافع وامام وأبن عيينة امام وهو لا يأتوننا بمثلهما ولا من يضاد قوله لهما
وهذا ابن قتيبة ذكر في كتاب المعارف بعد ذكره خلق الله لآدم وزوجه قال ثم تركتهما وقال أثمروا واكثروا وأملؤا الأرض وتسلطوا على انوان البحور وطير السماء والأنعام وعشب الأرض وشجرها وثمرها فأخبر ان في الرض خلقه وفيها امره ثم قال ونصب الفردوس فانقسم على أربعة أنهار سيحون وجيحون ودجلة والفرات ثم ذكر الحية فقال وكانت أعظم دواب البر فقالت للمراة أنكالا تموتان إن أكلتما من هذه الشجرة ثم قال بعد كلام ثم اخرجه من مشرق جنة عدن إلى الأرض التي منها أخذ ثم قال قال وهب وكان مهبطه حين أهبط من جنة عدن في شرقي أرض الهند قال واحتمل قابيل أخاه حتى اتى به واديا من اودية اليمن في شرقي عدن فكمن فيه وقال غيره فيما نقل أبو صالح عن أبن عباس في قوله أهبطوا هو كما يقال هبط فلان أرض كذا وكذا قال منذر بن سعيد فهذا وهب بن منبه يحكي أن آدم عليه السلام خلق في الأرض وفيها سكن وفيها نصب له الفردوس وإنه كان بعدن وإن أربعة أنهار أنقسمت من ذلك النهر الذي كان يسمى فردوس آدم وتلك الأنهار بقيت في الأرض لاختلاف بين المسلمين في ذلك فاعتبروا يا اولي الألباب وأخبر ان الحية التي كلمت آدم كانت من أعظم دواب البر ولم يقل من أعظم دواب السماء فهم يقولون إن الجنة لم تكن في الأرض وإنما كانت فوق السماء السابعة ثم قال وأخرجه من مشرق جنة عدن وليس في جنة المآوى مشرق ولا مغرب لأنه

لا شمس فيها ثم قال وأخرجه إلى الأرض التي اخذ منها يعني أخرجه من الفردوس الذي نصب له في عدن في شرقي أرض الهند وهذه الأخبار التي حكى ابن قتيبة إنما تنبئ عن أرض اليمن وعن عدن وهي من أرض اليمن وأخبر أن الله نصب الفردوس لآدم عليه السلام بعدن ثم أكد ذلك بأن قال أربعة الأنهار التي ذكرناها منقسمة عن النهر الذي كان يسمى فردوس آدم قال منذر وقال ابن قتيبة عن ابن منبه عن أبي هريرة قال واشتهى آدم عند موته قطفا من الجنة التي كان فيها بزعمهم على ظهر السماء السابعة وهو في الأرض فخرج أولاده يطلبون ذلك له حتى بلغتهم الملائكة موته فأولاد آدم كانوا مجانين عندكم إن كان ما نقله إبن قتيبة حقا يطلبون لابيهم ثمر جنة الخلد في الأرض قال ونحن لم نقل غير ما قال هؤلاء ولو كانت جنة الخلد فيها ونحن استدللنا من القرآن وغيرنا قطع وادعى بما ليس له عليه برهان فهذا ذكر بعض أقوال من حكى الخلاف في هذه المسئلة ونحن نسوق حجج الفريقين إن شاء الله تعالى ونبين لهم ما لهم وما عليهم
الباب الثالث في سياق حجج من اختار أنها جنة الخلد التي يدخلها الناس
يوم القيامة قالوا قولنا هذا هو الذي فطر الله عليه الناس صغيرهم وكبيرهم لم يخطر بقلوبهم سواه وأكثرهم لا يعلم في ذلك نزاعا قالوا وقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي مالك عن أبي حازم عن أبي هريرة وأبي مالك عن ربعي عن حذيفة قالا قال رسول الله يجمع الله تعالى الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة فيأتون آدم عليه السلام فيقولون يا أبانا استفتح لنا الجنة فيقول وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم وذكر الحديث قالوا وهذا يدل على أن الجنة التي أخرج منها هي بعينها التي يطلب منه أن يستفتحها وفي الصحيحين حديث احتجاج آدم وموسى وقول موسى أخرجتنا ونفسك من الجنة ولو كانت في الأرض فهم قد خرجوا من بساتين فلم يخرجوا من الجنة وكذلك قول آدم للمؤمنين يوم القيامة وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم وخطيئته لم تخرجهم من جنات الدنيا قالوا وقد قال تعالى في سورة البقرة ^ وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما ^

كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين فهذا يدل على أن هبوطهم كان من الجنة إلى الأرض من وجهين أحدهما من لفظة اهبطوا فإنه نزول من علو إلى اسفل والثاني قوله ولكم في الأرض مستقر عقب قوله اهبطوا فدل على أنهم لم يكونوا قبل ذلك في الأرض ثم أكد هذا بقوله في سورة الأعراف قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون ولو كانت الجنة في الأرض لكانت حياتهم فيها قبل الأخراج وبعد قالوا وقد وصف سبحانه جنة آدم بصفات لا تكون إلا في جنة الخلد فقال إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى وأنت لا تظمأ فيها ولا تضحى وهذا لا يكون في الدنيا أصلا فأن الرجل ولو كان أطيب منازلها لا بد أن يعرض له شيء من ذلك وقابل سبحانه بين الجوع والظمأ والعرى والضحى فإن الجوع ذل الباطن والعري ذل الظاهر والظمأ حر الباطن والضحى حر الظاهر فنفى عن سكانها ذل الظاهر والباطن وحر الظاهر والباطن وذلك احسن من المقابلة بين الجوع والعطش والعري والضحى وهذا شأن ساكن جنة الخلد قالوا وأيضا فلو كانت تلك الجنة في الدنيا لعلم آدم كذب إبليس في قوله هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فإن آدم كان يعلم إن الدنيا منقضية فانية وإن ملكها يبلى قالوا وأيضا هذه القصة في سورة البقرة ظاهرة جدا في أن الجنة التي اخرج منها فوق السماء فإنه سبحانه قال وإذا قلنا للملائكة أسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم فهذا اهباط آدم وحواء وإبليس من الجنة فلهذا أتى فيه بضمير الجمع وقد قيل إن الخطاب لهما وللحية وهذا ضعيف جدا إذ لا ذكر للحية في شيء من قصة آدم ولا في السياق ما يدل عليها وقيل الخطاب لآدم وحواء وأتى فيه بضمير الجمع كقوله وكنا لحكمهم شاهدين وهما داود وسليمان وقيل لآدم وحواء وذريتهما وهذه الأقوال ضعيفة غير الأول لأنها قول لا دليل عليه بين ما يدل اللفظ على خلافه فثبت أن إبليس داخل في هذا الخطاب وانه من

المهبطين فإذا تقرر هذا فقد ذكر سبحانه الإهباط ثانيا بقوله ^ قلنا إهبطوا منها جميعا فأما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ^ والظاهر أن هذا الأهباط الثاني في غير الأول وهو اهباط من السماء إلى الأرض والأول اهباط من الجنة وحينئذ فتكون الجنة التي اهبط منها أولا فوق السماء جنة الخلد وقد ظن الزمخشري أن قوله اهبطوا منها جميعا خطاب لآدم وحواء خاصة وعبر عنهما بالجمع لاستتباعهما ذرياتهما قال والدليل عليه قوله تعالى ^ قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو ^ قال ويدل على ذلك قوله فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون وما هو إلا حكم يعم الناس كلهم ومعنى قوله بعضكم لبعض عدو ما عليه الناس من التعادي والتباغي وتضليل بعضهم بعضا وهذا الذي اختاره أضعف الأقوال في الاية فإن العداوة التي ذكرها الله تعالى إنما هي بين آدم وإبليس وذريتهما كما قال الله تعالى إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا وهو سبحانه قد أكد أمر العداوة بين الشيطان والإنسان واعاد وأبدى ذكرها في القرآن لشدة الحاجة إلى التحرز من هذا العدو وأما آدم وزوجته فإنه إنما أخبر في كتابه أنه خلقها ليسكن إليها وجعل بينهما مودة ورحمة فالمودة والرحمة بين الرجل وامرأته والعداوة بين الإنسان والشيطان وقد تقدم ذكر آدم وزوجه وإبليس وهو ثلاثة فلماذا يعود الضمير على بعض المذكور مع منافرته لطريق الكلام دون جميعه مع أن اللفظ والمعنى يقتضيه فلم يصنع الزمخشري شيئا وأما قوله تعالى في سورة طه قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو وهذا خطاب لآدم وحواء وقد جعل بعضهم لبعض عداوا فالضمير في قوله اهبطا منها أما أن يرجع إلى آدم وزوجته أو إلى آدم وإبليس ولم يذكر الزوجة لأنها تبع له وعلى هذا فلعداوة المذكورة للمتخاطبين بالاهباط وهما آدم وإبليس فالأمر ظاهر وأما على الأول فتكون الآية قد اشتملت على أمرين أحدهما أمره تعالى لا لآدم وزوجه بالهبوط والثاني إخباره بالعداوة بين آدم وزوجته وبين إبليس ولهذا أتى الضمير الجمع في الثاني دون الأول ولا بد أن يكون إبليس داخلا في حكم هذه العداوة قطعا كما قال تعالى إن هذا عدو لك ولزوجك وقال للذرية إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا وتأمل كيف اتفقت المواضع التي فيها ذكر العداوة على ضمير

الجمع دون التثنية وأما الاهباط فتارة يذكره بلفظ الجمع وتارة بلفظ التثنية وتارة بلفظ الأفراد كقوله في سورة الأعراف قال اهبط منها وكذلك في سورة ص وهذا لإبليس وحده وحيث ورد بصيغة الجمع فهو لآدم وزوجه وإبليس إذ مدار القصة عليهم وحيث ورد بلفظ التثنية فأما أن يكون لآدم وزوجه اذهما اللذان باشرا الأكل من الشجرة وأقدما على المعصية وإما أن يكون لآدم وإبليس اذ هما أبوا الثقلين وأصلا الذرية فذكر حالهما ومآل أمرهما ليكون عظة وعبرة لأولادهما وقد حكيت القولين في ذلك والذي يوضح أن الضمير في قوله اهبطا منها جميعا لآدم وإبليس إن الله سبحانه لما ذكر المعصية أفرد بها آدم دون زوجه فقال وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى قال اهبطا منها جميعا وهذا يدل على أن المخاطب بالاهباط هو آدم ومن زين له المعصية ودخلت الزوجة تبعا فإن المقصود إخبار الله تعالى للثقلين بما جرى على أبويهما من شؤم المعصية ومخالفة الأمر فذكر أبويهما أبلغ في حصول هذا المعنى من ذكر أبوي الإنس فقط وقد اخبر سبحانه عن الزوجة بأنها أكلت مع آدم وأخبر أنه اهبطه وأخرجه من الجنة بتلك الأكلة فعلم أن حكم الزوجة كذلك وأنها صارت إلى ما صار إليه آدم وكان تجريد العناية إلى ذكر حال أبوي الثقلين أولى من تجريده إلى ذكر أبي الأنس وأمهم فتأمله وبالجملة فقوله اهبطوا بعضكم لبعض عدو ظاهر في الجمع فلا يسوغ حمله على الأثنين في قوله اهبطا من غير موجب قالوا وأيضا فالجنة جاءت معرفة بلام التعريف في جميع المواضع كقوله أسكن أنت وزوجك الجنة ونظائره ولا جنة يعهدها المخاطبون ويعرفونها الأجنة الخلد التي وعد الرحمن عباده بالغيب فقد صار هذا الاسم علما عليها بالغلبة كالمدينة والنجم والبيت والكتاب ونظائرها فحيث ورد لفظها معرفا انصرف إلى الجنة المعهودة المعلومة في قلوب المؤمنين وأما أن أريد به جنة غيرها فإنها تجيء منكرة أو مقيدة بالإضافة أو مقيدة من السياق بما يدل على أنها جنة في الأرض فالأول كقوله جنتين من أعناب والثاني كقوله ولولا إذ دخلت جنتك والثالث كقوله أنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة قالوا مما يدل على أن جنة آدم هي جنة المآوى ما روى هوذة بن خليفة عن عوف عن قسامة بن زهير عن أبي موسى الأشعري قال إن الله تعالى لما أخرج آدم من الجنة زوده من ثمار الجنة وعلمه صنعة كل شيء

فثماركم هذه من ثمار الجنة غير إن هذه تتغير وتلك لا تتغير قالوا وقد ضمن الله سبحانه وتعالى له إن تاب إليه وأناب أن يعيده إليها كما روى المنهال عن سعيد أبن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه قال يا رب ألم تخلقني بيدك قال بلى قال أي رب ألم تنفخ في من روحك قال بلى قال أي رب ألم تسكني جنتك قال بلى قال أي رب ألم تسبق رحمتك غضبك قال بلى قال أرأيت أن تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة قال بلى قال فهو قوله تعالى فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه وله طرق عن ابن عباس وفي بعضها كان آدم قال لربه إذا عصاه رب أن أنا تبت وأصلحت فقال له ربه إني راجعك إلى الجنة فهذا بعض ما احتج به القائلون بأنها جنة الخلد ونحن نسوق حجج الآخرين
الباب الرابع في سياق حجج الطائفة التي قالت ليست جنة الخلد وإنما هي
جنة في الأرض قالوا هذا قول تكثر الدلائل الموجبة للقول به فنذكر بعضها قالوا قد أخبر الله سبحانه على لسان جميع رسله أن جنة الخلد أنما يكون الدخول إليها يوم القيامة ولم يأت زمن دخولها بعد وقد وصفها الله سبحانه وتعالى لنا في كتابة بصفاتها ومحال أن يصف الله سبحانه وتعالى شيئا بصفته ثم يكون ذلك الشيء بغير تلك الصفة التي وصفه بها قالوا فوجدنا الله تعالى وصف الجنة التي اعدت للمتقين بإنها دار المقامة فمن دخلها أقام بها ولم يقم آدم بالجنة التي دخلها ووصفها بإنها جنة الخلد وآدم لم يخلد فيها ووصفها بأنها دار ثواب وجزاء لا دار تكليف وأمر ونهى ووصفها بأنها دار سلامة مطلقة لا دار ابتلاء وامتحان وقد ابتلى آدم فيها بأعظم الابتلاء ووصفها بأنها دار لا يعصي الله فيها أبدا وقد عصى آدم ربه في جنته التي دخلها ووصفها بأنها ليست دار خوف ولا حزن وقد حصل للأبوين فيها من الخوف والحزن ما حصل وسماها دار السلام ولم يسلم فيها الأبوان من الفتنة ودار القرار ولم يستقر فيها وقال في داخلها وما هم منها بمخرجين وقد اخرج منها الأبوان وقال لا يمسهم فيها نصب وقد ند فيها آدم هاربا فارا وطفق يخصف ورق الجنة على نفسه وهذا النصب بعينه وأخبر أنه لالغو فيها ولا تأثيم وقد سمع فيها آدم لغو إبليس وإثمه وأخبر أنه لا يسمع فيها لغو ولا كذاب وقد سمع فيها آدم عليه السلام كذب

إبليس وقد سماها الله سبحانه وتعالى مقعد صدق وقد كذب فيها إبليس وحلف على كذبه وقد قال تعالى للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ولم يقل إني جاعل في جنة المأوى فقالت الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ومحال أن يكون هذا في جنة المأوى وقد أخبر الله تعالى عن إبليس إنه قال لآدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فإن كان الله سبحانه وتعالى قد اسكن آدم جنة الخلد والملك الذي لا يبلى فكيف لم يرد عليه ويقول له كيف تدلني على شيء أنا فيه وقد أعطيته ولم يكن الله سبحانه وتعالى قد اخبر آدم إذ أسكنه الجنة أنه فيها من الخالدين ولو علم أنها دار الخلد لما ركن إلى قول إبليس ولا مال إلى نصيحته ولكنه لما كان في غير دار خلود غره بما أطعمه فيه من الخلد قالوا ولو كان أدم أسكن جنة الخلد وهي دار القدس التي لا يسكنها إلا طاهر مقدس فكيف توصل إليها إبليس الرجس النجس المذموم المدحور حتى فتن فيها أدم عليه السلام ووسوس له وهذه الوسوسة إما أن تكون في قلبه وإما أن تكون في أذنه وعلى التقديرين فكيف توصل اللعين إلى دخول دار المتقين وأيضا فبعد أن قيل له اهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها أيفسح له أن يرقى إلى جنة المأوى فوق السماء السابعة بعد السخط عليه والأبعاد له والزجر والطرد بعتوه واستكباره وهل هذا يلائم قوله فما يكون لك أن تتكبر فيها فإن كانت مخاطبته لآدم بما خاطبه به وقاسمه عليه ليست تكبرا فما التكبر بعد هذا فإن قلتم فلعل وسوسته وصلت إلى الأبوين وهو في الأرض وهما فوق السماء في عليين فهذا غير معقول لغة ولا حسا ولا عرفا وإن زعمتم انه دخل في بطن الحية حتى أوصل إليهما الوسوسة فأبطل وأبطل إذ كيف يرتقي بعد الاهباط إلى أن يدخل الجنة ولو في بطن الحية وإذا قلتم إنه دخل في قلوبهما ووسوس إليهما فالمحذور قائم وأيضا فإن الله سبحانه وتعالى حكى مخاطبته لهما كلاما سمعاه شفاها فقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة وهذا دليل على مشاهدته لهما وللشجرة ولما كان آدم خارجا من الجنة وغير ساكن فيها قال الله تعالى له ألم أنهكما عن تلكما الشجرة ولم يقل عن هذه الشجرة فعندما قال لهما ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة لما أطعمها في ملكها والخلود في مقرها أتى باسم الإشارة بلفظ الحضور تقريبا لها وإحضارا لها عندهما وربهما تعالى قال لهما ألم أنهكما عن

تلكما الشجرة ولما اراد إخراجهما منها فأتى باسم الإشارة بلفظ البعد والغيبة كأنهما لم يبق لهما من الجنة حتى ولا مشاهدة الشجرة التي نهيا عنها وأيضا فإنه سبحانه قال إليه يصعد الكلم الطيب ووسوسة اللعين من اخبث الكلم فلا تصعد إلى محل القدس قال منذر وقد روى عن النبي أن آدم عليه السلام نام في جنته وجنة الخلد لا نوم فيها بالنص وإجماع المسلمين فإن النبي سئل أيتام أهل الجنة في الجنة قال لا النوم أخو الموت والنوم وفاة وقد نطق به القرآن والوفاة تقلب حال ودار السلام مسلمة من تقلب الأحوال والنائم ميت أو كالميت قلت الحديث الذي أشار إليه المعروف أنه موقوف من رواية أبن أبي نجيح عن مجاهد قال خلقت حواء من قصيري آدم وهو نائم وقال أسباط عن السدي أسكن آدم عليه السلام الجنة وكان يمشي فيها وحشا ليس له زوج يسكن إليها فنام نومه فاستيقظ فإذا عند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله من ضلعه فسألها ما انت قالت امرأة قال ولم خلقت قالت لتسكن إلى وقال ابن إسحاق عن ابن عباس ألقى الله على آدم عليه السلام السنة ثم اخذ ضلعا من أضلاعه من شقه الأيسر ولأم مكانه لحما وآدم نائم لم يهب من نومته حتى خلق الله من ضلعه تلك زوجته حواء فسواها امرأة يسكن إليها فلما كشف عنه السنة وهب من نومته رآها إلى جنبه فقال لحمي ودمي وروحي فسكن إليها قالوا ولا نزاع إن الله سبحانه وتعالى خلق آدم في الأرض ولم يذكر في موضع واحد أصلا أنه نقله إلى السماء بعد ذلك ولو كان قد نقله ذلك إلى السماء لكان هذا أولى بالذكر لأنه من اعظم الآيات ومن اعظم النعم عليه فإنه كان معراجا ببدنه وروحه من الأرض إلى فوق السموات قالوا وكيف ينقله سبحانه ويسكنه فوق السماء وقد اخبر ملائكته أنه جاعله في الأرض خليفة وكيف يسكنه دار الخلد التي من دخلها خلد فيها ولا يخرج منها قال تعالى وما هم فيها بمخرجين قالوا ولم يكن معنا في المسألة إلا أن الله سبحانه أهبط إبليس من السماء حين امتنع من السجود لآدم عليه السلام وهذا أمر تكوين لا يمكن وقوع خلافه ثم أدخل آدم عليه السلام والجنة بعد هذا فإن الأمر بالسجود كان عقب خلقه من غير فصل فلو كانت الجنة فوق السموات لم يكن لإبليس سبيل إلى صعوده

إليها وقد أهبط منها وأما تلك التقادير التي قدرتموها فتكلفات ظاهرة كقول من قال يجوز أن يصعد إليها صعودا عارضا لا مستقرا وقول من قال أدخلته الحية وقول من قال دخل في أجوافها وقول من قال يجوز أن تصل وسوسته إليها وهو في الأرض وهما فوق السماء ولا يخفى ما في ذلك من التعسف الشديد والتكلف البعيد وهذا بخلاف قولنا فإنه سبحانه لما أهبطه من ملكوت السماء حيث لم يسجد لآدم عليه السلام أشرب عداوته فلما أسكنه جنته حسده عدوه وسعى بكيده وغروره في إخراجه منها والله أعلم وقالوا ومما يدل على أن جنة آدم لم تكن جنة الخلد التي وعد المتقون أن الله سبحانه لما خلقه أعلمه أن لعمره أجلا ينتهي إليه وأنه لم يخلقه للبقاء كما روى الترمذي في جامعه من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله لما خلق الله آدم عليه السلام ونفخ فيه الروح عطس فقال الحمد لله فحمد الله بأذنه فقال ربه يرحمك الله يا آدم أذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملأ منهم جلوس فقال السلام عليكم قالوا وعليك السلام الخ ثم رجع إلى ربه فقال إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم فقال الله له ويداه مقبوضتان أختر أيهما شئت فقال أخترت يمين ربي وكلتا يديه يمين مباركة ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريته فقال يا رب ما هؤلاء قال هؤلاء ذريتك فإذا كل إنسان مكتوب بين عينيه عمره فأذا فيهم رجل أضوؤهم قال يا رب من هذا قال هذا ابنك داود قد كتبت له عمرا أربعين سنة قال يا رب زده في عمره قال ذلك الذي كتبت له قال اي رب فاني قد جعلت له من عمري ستين سنة قال أنت وذلك قال ثم اسكن الجنة ما شاء الله ثم اهبط منها فكان آدم عليه السلام يعد لنفسه قال فأتاه ملك الموت فقال له آدم قد عجلت قد كتبت إلى ألف سنة قال بلى ولكنك جعلت لأبنك داود ستين سنة فجحد فجحدت ذريته ونسي فنسيت ذريته قال فمن يومئذ أمر بالكتاب والشهود قال هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه وقد روى من غير وجه عن ابي هريرة قالوا فهذا صريح في أن آدم عليه السلام لم يخلق في دار البقاء التي لا يموت من دخلها وإنما خلق في دار الفناء التي جعل الله تعالى لها ولسكانها أجلا معلوما وفيها اسكن فإن قيل فإذا كان آدم عليه السلام قد علم أن له عمرا مقدرا وأجلا ينتهي إليه وإنه ليس من الخالدين فكيف لم يعلم كذب إبليس في قوله هل أدلك على شجرة الخلد وقوله أو تكونا من الخالدين فالجواب من وجهين أحدهما أن الخلد لا يستلزم الدوام والبقاء بل هو المكث

الطويل كما سيأتي الثاني أن إبليس لما حلف له وغره وأطعمه في الخلود نسي ما قدر له من عمره قالوا وأيضا فمن المعلوم الذي لا ينازع فيه مسلم أن الله سبحانه خلق آدم عليه السلام من تربة هذه الأرض وأخبر أنه خلقه من سلالة من طين وأنه خلقه من صلصال من حمأ مسنون فقيل هو الذي له صلصلة لبيسة وقيل هو الذي تغيرت رائحته من قولهم صل اللحم إذا تغير والحمأ الطين الأسود المتغير والمسنون المصبوب وهذه كلها أطوار للتراب الذي هو مبدؤه الأول كما أخبر عن أطوار خلق الذرية من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ولم يخبر سبحانه وتعالى أنه رفعه من الأرض إلى فوق السموات لا قبل التحليق ولا بعده فأين الدليل الدال على إصعاد مادته أو إصعاده هو بعد خلقه وهذا ما لا دليل لكم عليه ولا هو لازم من لوازم ما اخبر الله به وقالوا من المعلوم أن ما فوق السموات ليس بمكان للطين الأرضي المتغير الرائحة الذي قد انتن من تغيره وإنما محل هذه الأرض التي هي محل المتغيرات الفاسدات وأما ما فوق الأفلاك فلا يلحقه تغير ولا نتن ولا فساد ولا استحالة فهذا أمر لا يرتاب فيه العقلاء قالوا وقد قال الله تعالى وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ فأخبر سبحانه أن عطاء جنة الخلد غير مجذوذ قالوا فإذا جمع ما أخبر به سبحانه من أنه خلقه من الأرض وجعله خليفة في الأرض وإن إبليس وسوس إليه في مكانه الذي أسكنه فيه بعد ان أهبطه من السماء بامتناعه من السجود له وانه أخبر ملائكته أنه جاعل في الأرض خليفة وان دار الخلد دار جزاء وثواب على الامتحان والتكاليف وإنه لا لغو فيها ولا تأثيم ولا كذاب وأن من دخلها لا يخرج منها ولا ييأس ولا يحزن ولا يخاف ولا ينام وان الله حرمها على الكافرين وإبليس رأس الكفر فإذا جمع ذلك بعضه إلى بعض وفكر فيه المنصف الذي رفع له علم الدليل فشمر إليه بنفسه عن حضيض التقليد تبين له الصواب والله الموفق فلو لم يكن في المسألة إلا أن الجنة ليست دار تكليف وقد كلف الله سبحانه الأبوين بينهما عن الأكل من الشجرة فدل على أنها دار تكليف لا جزاء وخلد فهذا أيضا بعض ما احتجت به هذه الفرقة على قولها والله أعلم
الباب الخامس في جواب أرباب هذا القول لأصحاب القول الأول
قالوا أما قولكم إن قولنا هو الذي فطر الله عليه عباده بحيث لا يعرفون سواه فالمسألة سمعية لا تعرف إلا بأخبار الرسل ونحن وأنتم أنما تلقينا هذا من القرآن لا من المعقول ولا من الفطرة فالمتبع فيه ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله ونحن نطالبكم بصاحب واحد أو تابع أو أثر صحيح او حسن بأنها جنة الخلد التي أعدها الله للمؤمنين بعينها ولن تجدوا إلى ذلك سبيلا وقد اوجدناكم من كلام السلف ما يدل على خلافه ولكن لما وردت الجنة مطلقة في هذه القصة ووافقت أسم الجنة التي اعدها الله لعباده في أطلاقها وبعض اوصافها فذهب كثير من الأوهام إلى أنها هي بعينها فإن أردتم بالفطرة هذا القدر لم يفدكم شيئا وإن أردتم أن الله فطر الخلق على ذلك كما فطرهم على حسن العدل وقبح الظلم وغير ذلك من الأمور الفطرية فدعوى باطلة ونحن إذا رجعنا إلى فطرنا لم نجد علمها بذلك كعلمها بوجوب الواجبات واستحالة المستحيلات
وأما استدلالكم بحديث أبي هريرة رضي الله عنه وقول آدم وهل أخرجكم منها إلا خطيئة أبيكم فأنما يدل على تأخر آدم عليه السلام عن الاستقباح للخطيئة التي قد تقدمت منه في دار الدنيا وأنه بسبب تلك الخطيئة حصل له الخروج من الجنة كما في اللفظ الآخر أني نهيت عن أكل الشجرة فأكلت منها فأين في هذا ما يدل على أنها جنة المأوى بمطابقة أو تضمن أو استلزام وكذلك قول موسى له أخرجتنا ونفسك من الجنة فإنه لم يقل له أخرجتنا من جنة الخلد وقولكم أنهم خرجوا إلى بساتين من جنس الجنة التي في الأرض فاسم الجنة وأن أطلق على تلك البساتين فبينها وبين جنة آدم ما لا يعلمه إلا الله وهي كالسجن بالنسبة إليها واشتراكهما في كونهما في الأرض لا ينفي تفاوتهما أعظم تفاوت في جميع الأشياء
وأما استدلالكم بقوله تعالى وقلنا أهبطوا عقيب إخراجهم من الجنة فلفظ الهبوط لا يستلزم النزول من السماء إلى الأرض غايته أن يدل على النزول من مكان عال إلى أسفل منه وهذا غير منكر فإنها كانت جنة في أعلى الأرض فاهبطوا منها إلى الأرض وقد بينا أن الأمر كان لآدم عليه السلام وزوجه وعدوهما فلو كانت الجنة في السماء لما كان عدوهما متمكنا منها بعد اهباطه الأول لما أبى السجود لآدم عليه السلام فالآية أيضا من أظهر الحجج عليكم ولا تغني عنكم وجوه التعسفات والتكلفات التي قدرتموها وقد تقدمت
وأما قوله تعالى ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين فهذا لا يدل على أنهم لم يكونوا قبل ذلك في الأرض فإن الأرض اسم جنس وكانوا في أعلاها وأطيبها وأفضلها في محل لا يدركهم فيه جوع ولا عرى ولا ظمأ ولا ضحى فاهبطوا إلى أرض يعرض فيها ذلك كله وفيها حياتهم وموتهم وخروجهم من القبور والجنة التي اسكناها لم تكن دار نصب ولا تعب ولا أذى والأرض التي اهبطوا إليها هي محل التعب والنصب والأذى وأنواع المكاره
وأما قولكم إنه سبحانه وتعالى وصفها بصفات لا تكون في الدنيا فجوابه أن تلك الصفات لا تكون في الأرض التي أهبطوا إليها فمن أين لكم أنها لا تكون في الأرض التي اهبطوا منها وأما قولكم إن آدم عليه السلام كان يعلم إن الدنيا منقضية فانية فلو كانت الجنة فيها لعلم كذب إبليس في قوله هل أدلك على شجرة الخلد فجوابه من وجهين
أحدهما أن اللفظ أنما يدل على الخلد وهو أعم من الدوام الذي ى انقطاع له فإنه في اللغة المكث الطويل ومكث كل شيء بحسبه ومنه قولهم رجل مخلد إذا أسن وكبر ومنه قولهم لاثا في الصخور خوالد لطول بقائها بعد دروس الاطلال قال
الارمادا هامدا دفعت **عنه الرياح خوالد الفحم
ونظير هذا أطلاقهم القديم على ما تقادم عهده وإن كان له أول كما قال تعالى كالعرجون القديم وإنك لفي ضلالك القديم وأفك قديم وقد أطلق تعالى الخلود في النار على عذاب بعض العصاة كقاتل النفس واطلقه النبي على قاتل نفسه
الوجه الثاني أن العلم بانقطاع الدنيا ومجئ الآخرة أنما يعلم الوحي ولم يتقدم لآدم عليه الصلاة والسلام نبوة يعلم بها ذلك وهو وأن نباه الله سبحانه وتعالى وأوحى إليه وأنزل عليه صحفا كما في حديث أبي ذر لكن هذا بعد اهباطه إلى الأرض بنص القرآن قال تعالى اهبطوا منها جميعا فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى وكذلك في سورة البقرة قلنا أهبطوا منها جميعا فأما يأتينكم مني هدى الآية
وإما قولكم أن الجنة وردت معرفة باللام التي للعهد فتنصرف إلى جنة الخلد فقد وردت معرفة باللام غير مراد بها جنة الخلد قطعا كقوله تعالى إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ اقسموا ليصرمنها مصبحين وقولكم أن السياق ها هنا دل على أنها جنة في الأرض قلنا والأدلة التي ذكرناها دلت على أن جنة آدم عليه السلام في الأرض فلذلك صرنا إلى موجبها إذ لا يجوز تعطيل دلالة الدليل الصحيح
وإما استدلالكم بأثر أبي موسى أن الله أخرج آدم عليه السلام من الجنة وزوده من ثمارها فليس فيه زيادة على ما دل عليه القرآن إلا تزوده منها وهذا لا يقتضي أن تكون جنة الخلد
وقولكم أن هذه تتغير وتلك لا تتغير فمن أين لكم أن الجنة التي اسكنها آدم كان التغير يعرض لثمارها كما يعرض لهذه الثمار وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي أنه قال لولا بنو إسرائيل لم يخبز اللحم أي لم يتغير ولم ينتن وقد أبقى سبحانه وتعالى

في هذا العالم طعام العزير وشرابه مائة سنة لم يتغير

وأما قولكم أن الله سبحانه وتعالى ضمن لآدم عليه السلام أن تاب أن يعيده إلى الجنة فلا ريب أن الأمر كذلك ولكن ليس يعلم أن الضمان إنما يتناول عوده إلى تلك الجنة بعينها بل إذا أعاده إلى جنة الخلد فقد وفى سبحانه بضمانه حق الوفاء ولفظ العود لا يستلزم الرجوع إلى عين الحالة الأولى ولا زمانها ولا مكانها بل ولا إلى نظيرها كما قال شعيب لقومه قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وقد جعل الله سبحانه المظاهر عائدا بإرادته الوطء ثانيا أو بنفس الوطء أو بالإمساك وكل منها غير الأول لا عينه فهذا ما أجابت به هذه الطائفة لمن نازعها

الباب السادس في جواب من زعم أنها جنة الخلد عما احتج به منازعوهم


قالوا أما قولكم إن الله سبحانه أخبر أن جنة الخلد إنما يقع الدخول إليها يوم القيامة ولم يأت زمن دخولها بعد فهذا حق في الدخول المطلق الذي هو دخول استقرار ودوام وأما الدخول العارض فيقع قبل يوم القيامة وقد دخل النبي الجنة ليلة الإسراء وأرواح المؤمنين والشهداء في البرزخ في الجنة وهذا غير الدخول الذي اخبر الله به في يوم القيامة فدخول الخلود إنما يكون يوم القيامة فمن أين لكم أن مطلق الدخول لا يكون في الدنيا وبهذا خرج الجواب عن استدلالكم بكونها دار المقامة ودار الخلد قالوا وأما احتجاجكم بسائر الوجوه التي ذكرتموها في الجنة وأنها لم توجد في جنة آدم عليه السلام من العرى والنصب والحزن واللغو والكذب وغيرها فهذا كله حق لا ننكره نحن ولا أحد من أهل الإسلام ولكن هذا إذا دخلها المؤمنون يوم القيامة كما يدل عليه سياق الآيات كلها فإن نفي ذلك مقرون بدخول المؤمنين إياها وهذا لا ينفي أن يكون فيها بين أبوي الثقلين ما حكاه الله سبحانه وتعالى من ذلك ثم يصير الأمر عند دخول المؤمنين إياها إلى ما أخبر الله عنها فلا تنافي بين الأمرين وأما قولكم أنها دار جزاء وثواب لا دار تكليف وقد كلف الله سبحانه آدم بالنهي عن الأكل من تلك الشجرة فدل على أن تلك الجنة دار تكليف لا دار خلود فجوابه من وجهين أحدهما أنه إنما تمتنع أن تكون دار تكليف إذا دخلها المؤمنين يوم القيامة فحينئذ ينقطع التكليف واما وقوع التكليف فيها دار الدنيا فلا دليل على امتناعه البتة كيف وقد ثبت عن النبي أنه قال دخلت البارحة الجنة فرأيت امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن أنت الحديث وغيره ممتنع أن يكون فيها من يعمل بأمر الله ويعبد الله قبل يوم القيامة بل هذا هو الواقع فإن من فيها الآن مؤتمرون بأوامر من قبل ربهم لا يتعدونها سواء سمى ذلك تكليفا أو لم يسم
الوجه الثاني أن التكليف لم يكن بالأعمال التي يكلف بها الناس في الدنيا من الصيام والصلاة والجهاد ونحوها وإنما كان حجرا عليهما في شجرة واحدة من جملة أشجارها إما واحدة بالعين أو بالنوع وهذا القدر لا يمتنع وقوعه في دار الخلد كما أن كل واحد محجور عليه أن يقرب أهل غيره فيها فإن أردتم بكونها ليست دار تكليف امتناع وقوع مثل هذا فيها في وقت من الأوقات فلا دليل عليه وإن أردتم أن تكاليف الدنيا منتفعة عنها فهو حق ولكن لا يدل على مطلوبكم وأما استدلالكم بنوم آدم فيها والجنة لا ينام أهلها فهذا أن ثبت النقل بنوم آدم فإنما ينفي النوم عن أهلها يوم دخول الخلود حيث لا يموتون وأما قبل ذلك فلا

وأما استدلالكم بقصة وسوسة إبليس له بعد اهباطه وإخراجه من السماء فلعمر الله أنه لمن أقوى الأدلة وأظهرها على صحة قولكم وتلك التعسفات لدخوله الجنة وصعوده إلى السماء بعد اهباط الله له منها لا يرتضيها منصف ولكن لا يمتنع أن يصعد ألى هنالك صعودا عارضا لتمام الابتلاء والامتحان الذي قدره الله تعالى وقد أسبابه وإن لم يكن ذلك المكان مقعدا له مستقرا كما كان وقد اخبر الله سبحانه عن الشياطين أنهم كانوا قبل مبعث رسول الله يقعدون من السماء مقاعد للسمع فيستمعون الشيء من الوحي وهذا صعود إلى هناك ولكنه صعود عارض لا يستقرون في المكان الذي يصعدون إليه مع قوله تعالى اهبطوا بعضكم لبعض عدو فلا تنافي بين هذا الصعود وبين الأمر بالهبوط فهذا محتمل والله اعلم

وأما استدلالكم بأن الله سبحانه أعلم آدم عليه السلام مقدار أجله وما ذكرتم من الحديث وتقرير الدلالة منه فجوابه أن إعلامه بذلك لا ينافي إدخاله جنة الخلد وإسكانه فيها مدة وأما أخباره سبحانه إن داخلها لا يموت وإنه لا يخرج منها فهذا يوم القيامة وأما احتجاجكم بكونه خلق من الأرض فلا ريب في ذلك ولكن من أين لكم أنه كمل خلقه فيها وقد جاء في بعض الآثار أن الله سبحانه ألقاه على باب الجنة أربعين صباحا فجعل إبليس يطوف به ويقول لأمر ما خلقت فلما رآه أجوف علم أنه خلق لا يتمالك فقال لئن سلطت عليه لأهلكنه ولئن سلط على لا عصينه مع أن قوله سبحانه وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم اقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض يدل على أنه كان معهم في السماء حيث أنبأهم بتلك الأسماء وإلا فهم لم ينزلوا كلهم إلى الأرض حتى سمعوا منه ذلك ولو كان خلقه قد كمل في الأرض لم يمتنع أن يصعده سبحانه الى السماء لأمر دبره وقدره ثم يعيده إلى الأرض فقد اصعد المسيح إلى السماء ثم ينزله إلى الأرض قبل يوم القيامة وقد اسرى ببدن رسول الله وروحه إلى فوق السموات فهذا جواب القائلين بأنها جنة الخلد لمنازعيهم والله أعلم )انتهى.

أدناكم عِلما
05-20-2010, 09:48 PM
منقول :
للفائدة: هذه المسألة من المسائل التي لشيخ الإسلام فيها قولان، القول الأول: ما سبق نقله من الأخ أبي غازي من الفتاوى ، والآخر: ذكره في النبوات 2/705 (ط الطويان) حيث رجح أنها غيرها، حيث قال: (ولهذا كان أصح القولين أن جنة آدم جنة التكليف، لم تكن في السماء ..).
وأما ابن القيم فقد ذكر القولين بأدلتهما في المفتاح والحادي.
وقد ذكر الخلاف وأطال فيه ابن كثير في البداية والنهاية 1/69-71 وفي تفسيره أيضا في تفسير البقرة .
وقد أحال محقق النبوات الطويان إلى هذه المراجع وغيرها فلتراجع.