المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخليفة الذى أظهر السنة بعد فتنة خلق القرآن



د . عبدالباقى السيد
05-27-2010, 10:05 AM
إنه خليفة عباسى ولد عام 206هـ ببلدة على نهر الفرات قريبا من مدينة واسط .
أمه أم ولد يقال لها شجاع ، وكانت من سروات النساء سخاء وكرما (1)، قيل إنه خوارزمية ، وقيل تركية .
شاركت فى تربية ابنها الخليفة الذى أحيا السنة بعد فتنة خلق القرآن وعملت على إعداده لاعتلاء عرش الخلافة.
تولى هذا الخلافة إمارة الحج سنة 227هـ لأخيه الواثق .
رأى هذا الخليفة فى منامه أن سكرا سليما نيئا يسقط عليه من السماء مكتوب عليه جعفر المتوكل على الله ، فقال له بعض خواصه " هى والله أيها الأمير أعزك الله الخلافة" ، ولما بلغ أخاه الوايق ذلك حبسه وضيق عليه(2) .
إنه الخليفة المتوكل على الله جعفر بن المعتصم بالله بن هارون الرشيد .
تولى الخلافة بعد أخيه الواثق من العام 232هـ حتى العام 247هـ.
كان يعمل على نصرة أهل السنة ، وقد ضرب بالسياط رجلا سب ابا بكر وعمر وعائشة وحفصة.
بدا حكمه بنهى الناس عن القول بخلق القرآن الذى شغل الدولة العباسية طيلة عصر المأمون بن الرشيد والمعتصم بن الرشيد والواثق بالله بن المعتصم .
وقد أمر المتوكل بترك النظر والمباحثة فى الجدال ، وترك ما كان عليه الناس أيام الواثق والمعتصم ، وأمر الشيوخ المحدثين بالتحديث وإظهار السنة والجماعة ، وكتب بذلك إلى الأمصار (3)
وقد ترتب على ذلك أن قال البعض من الناس " الخلفاء ثلاثة : أبوبكر يوم الردة ، وعمر بن عبدالعزيز فى رده المظالم ، والمتوكل فى إحياء السنة وإماتة التجهم" (4).
ومثل هذه الأقوال تكررت كثيرا عن أبى بكر وعمر وعثمان وعلى ووردت عن الإمام أحمد بن حنبل وغيره .
يتبع إن شاء الله
ـــــــــــــ
(1) البغدادى ، تاريخ بغداد ، 7/166.
(2) الطبرى ، تاريخ الأمم والملوك ، 11/27.
(3) المسعودى ، مروج الذهب ، 2/369.
(4) السيوطى ، تاريخ الخلفاء ، ص320

د . عبدالباقى السيد
05-27-2010, 10:09 AM
وفى العام 234هـ كتب المتوكل الكتب إلى الآفاق يامرم باتباع السنة ، واستقدم المحدثين غلى سامراء وأجزل لهم العطايا واكرمهم ، وأمرهم أن يحدثوا الناس باحاديث الصفات والرؤية .
فجلس ابوبكر بن أبى شيبة فى جامع الرصافة ، فاجتمع إليه نحو من ثلاثين ألف شخص .
وجلس أخوه عثمان فى جامع المنصور فاجتمع إليه نحو من ثلاثين ألف نفس .
وتوفر دعاء الناس للمتوكل وبالغوا فى الثناء عليه والتعظيم له ، وامتدحه الشعراء لإحياه السنة وإماتته التجهم ، وممن مدحه أبوبكر بن الخبازة الذى قال فيه :
وبعدُ فإن السنة اليوم أصبحت ** معززةً حتى كأنْ لم تذلل
تصول وتسطو إذ أقيم منارها ** وحُطَّ منارُ الإفك والزور من عل
وولى أخو الإبداع في الدين هارباً ** إلى النار يهوي مدبراً غير مقبل
شفى الله منهم بالخليفة جعفر ** خليفته ذي السنة المتوكل
وجامع شمل الدين بعد تشتتٍ ** وفاري رؤوس المارقين بمنصل (1)
ــــــــــ
(1) السيوطى ، تاريخ الخلفاء ، ص320.

الاشبيلي
05-30-2010, 08:48 AM
جزاك الله اخير

استاذنا الفاضل