المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إبطال تهمة ارتكاب الصحابى الجليل المغيرة بن شعبة للفاحشة



د . عبدالباقى السيد
05-27-2010, 10:39 AM
الصحابي الجليل " المغيرة بن شعبة " هو أحد أصحاب " بيعة الرضوان " الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة ، والذين أثنى الله عليهم بالخير ، وأخبر أنه رضي عنهم ، قال تعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً . وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا . وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) (1)

وقد أثنى عليهم النبي ، وأخبر أنهم من أهل الجنة :

عن جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ : ( أَنْتُمْ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ ) (2)

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - : " هذا صريح في فضل " أصحاب الشجرة " ، فقد كان من المسلمين إذ ذاك جماعةٌ بمكة ، وبالمدينة ، وبغيرهما " (3)
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ عَبْدًا لِحَاطِبٍ جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو حَاطِبًا ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّارَ ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كَذَبْتَ ، لَا يَدْخُلُهَا فَإِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ ) .(4)

عن جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قال : أَخْبَرَتْنِي أُمُّ مُبَشِّرٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عِنْدَ حَفْصَةَ : ( لَا يَدْخُلُ النَّارَ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَحَدٌ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا . قَالَتْ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَانْتَهَرَهَا ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ) ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ) (5)

أسلم " المغيرة بن شعبة " رضي الله عنه عام الخندق ، وأول مشاهده : الحديبية ، ثم شهد اليمامة ، وفتوح الشام ، والقادسية ، ونهاوند ، وهمدان ، وغيرها .
: " من كبار الصحابة ، أولي الشجاعة والمكيدة ، شهد بيعة الرضوان ، كان رجلا طِوالاً ، مهيبا ، ذهبت عينه يوم اليرموك ، وقيل : يوم القادسية (6)

وما جاء في روايات عدة من شهادةٍ عليه رضي الله عنه بالزنا : لم يثبت نصاب الشهادة فيها ، ولا يمكن لأحدٍ أن يتهمه رضي الله عنه بتلك الفاحشة البغيضة من غير اعتراف ، أو شهادة أربعة رجال ، وكلا الأمرين معدوم ، وقد جلد عمر رضي الله عنه الثلاثة الذين اتهموه بالزنا ؛ لعدم اكتمال نصاب الشهادة ، بعد تردد الرابع ، وعدم شهادته ، ولم يصنع شيئاً مع المغيرة لعدم ثبوت أصل الواقعة شرعاً .

وأما بخصوص ما روى من وصف لما وقع مع تلك المرأة : فالجواب عنه من وجوه :

1. سقوط ذلك كله شرعاً ، وعدم ثبوت شيء منه ؛ لتخلف نصاب الشهادة .

2. أن كثيراً من تلك الروايات فيها مقال ، وقد روج لها الرافضة ترويجا منقطع النظير ، ومن ثم فنحن فى حاجة لجمع هذه الروايات والتعليق عليها أولا قبل ان نخوض فى الصحابة رضى الله عنهم ، ولو فرضنا أن منهم رواية او اثنين او كلهم صحاح . ألا تحتمل ان تكون المرأة زوجتة ، وهل يظن بصحابى فاضل عدله القرآن ان يرتكب مثل هذا الفعل .

3. أن ذلك الأمر الذي حصل – إن جزمنا بحصوله واقعاً ، وهو ما سبب إشكالاً عند كثيرين – لم يكن مع امرأة أجنبية ، بل كان مع زوجةٍ من نسائه تشبه تلك التي ادُّعي عليها فعل الفاحشة مع ذلك الصحابي الجليل.

4. أن الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة ، عرف عنه أنه كثير الزواج ، فأي حاجة ليفعل الحرام ، وهو يجد من الحلال الكثير ؟! .

قال الذهبي – رحمه الله - : " عن المغيرة بن شعبة قال : لقد تزوجت سبعين امرأة ، أو أكثر .
وقال ابن المبارك : كان تحت المغيرة بن شعبة أربع نسوة ، قال : فصفهن بين يديه ، وقال : أنتن حسَنات الأخلاق ، طويلات الأعناق ، ولكني رجل مطلاق ، فأنتن الطلاق .
وقال مالك : كان المغيرة نكَّاحا للنساء ، ويقول : صاحب الواحدة إن مرضت مرض ، وإن حاضت حاض ، وصاحب المرأتين بين نارين تشعلان ، وكان ينكح أربعا جميعاً ، ويطلقهن جميعاً " (7)

5. ومعروف غيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على حرمات الله ، وقوته في دينه ، ومعروف ـ أيضا ـ تشدده مع ولاته ، وقد ولَّى المغيرةَ بعد تلك الحادثة إمرة " الكوفة " ! ولو أنه ثبت عنده شبهة تلك المعصية فلعله لا يوليه ولاية قط ، وهذا يعني اقتناع عمر بعدم حصول تلك الواقعة أصلاً ، أو اقتناعه بأنها كانت زوجته ، ولعل الثاني هذا هو الأقرب .

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الفتح/18 ، 19 ..
(2) رواه البخاري ( 2923 ) ومسلم ( 1856 ) .
(3) أنظر : فتح الباري ( 7 / 443 ) .
(4) رواه مسلم ( 2495 ) .
(5) رواه مسلم ( 2496 ) .
(6) الذهبى ، سير أعلام النبلاء" (3/21) .
(7) " سير أعلام النبلاء " ( 3 / 31 ) .

أبو المظفر السناري
05-27-2010, 11:30 AM
أو اقتناعه بأنها كانت زوجته ، ولعل الثاني هذا هو الأقرب .



وكونها كانت: ملك يمينه أقرب من كونها زوجته في نظري! لأن الزواج أمره مشتهر غالبًا، بخلاف ما في يده من ملك اليمين..
والقصة: ثابتة باختصار. وإن كان هناك بعض الروايات التي لم ثبت مما يميل إليها كل مائل من الروافض وأذنابهم!

د . عبدالباقى السيد
06-22-2010, 11:56 AM
وهذا إحصاء لبعض الروايات التى وردت فيها تهمة الزنا ، قد أحصاها أحد الباحثين - دكتور سعد الماجد - المدافعين عن الصحابى الجليل نقلناها للمدارسة ، وتيسيرا على إخواننا ممن لهم دراية أكثر بعلم الحديث ليقفوا عليها ويفيدونا بشانها .

الرواية الأولى:
أوردها الطبري في تاريخه، وفيها سيف بن عمر التميمي قال: (كان الذي حدث بين أبي بكرة والمغيرة بن شعبة أن المغيرة كان يناغيه(1 )، وكان أبو بكر ينافره( 2) عند كل ما يكون منه، وكانا بالبصرة، وكانا متجاورين بينهما طريق، وكانا في مشربتين( 3) متقابلتين لهما في داريهما في كل واحدة منهما كُوة(4 ) مقابلة للأخرى، فاجتمع إلى أبي بكرة نفر يتحدثون في مشربته، فهبت ريح، ففتحت باب الكوة، فقام أبو بكرة ليصفقه، فبصر بالمغيرة وقد فتحت الريح باب كوة مشربته، وهو بين رجلي امرأة، فقال للنفر: قوموا فانظروا، فقاموا فنظروا، ثم قال: اشهدوا، قالوا: من هذه؟ قال: أم جميل ابنة الأفقم – وكانت أم جميل إحدى بني عامر بن صعصعة وكانت غاشية للمغيرة، وتغشى الأمراء والأشراف – وكان بعض النساء يفعلن ذلك في زمانها – فقالوا: إنما رأينا أعجازاً، ولا ندري ما الوجه؟
ثم إنهم صمموا حين قامت، فلما خرج المغيرة إلى الصلاة حال أبو بكرة بينه وبين الصلاة وقال: لا تصل بنا. فكتبوا إلى عمر بذلك، وتكاتبوا، فبعث عمر إلى أبي موسى، فقال: يا أبا موسى إني مستعملك، إني أبعثك إلى أرض قد باض بها الشيطان وفرخ، فالزم ما تعرف، ولا تستبدل فيستبدل الله بك. فقال: يا أمير المؤمنين، أعني بعدة من أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار، فإني وجدتهم في هذه الأمة وهذه الأعمال كالملح لا يصلح الطعام إلا به، فاستعن بمن أحببت، فاستعان بتسعة وعشرين رجلاً... ثم خرج أبو موسى فيهم حتى أناخ بالمربد( 5)، وبلغ المغيرة أن أبا موسى قد أناخ بالمربد فقال: والله ما جاء أبو موسى زائراً، ولا تاجراً، ولكنه جاء أميراً.
فإنهم لفي ذلك إذا جاء أبو موسى حتى دخل عليهم، فدفع إليه أبو موسى كتاباً من عمر، وإنه لأوجز كتاب كتب به أحد من الناس، أربعُ كلِم: عزل فيها، وعاتب، واستحث، وأمّر: أما بعد:
فإنه بلغني نبأ عظيم، فبعثت أبا موسى أميراً، فسلّم إليه ما في يدك، والعجل.
... وأهدى له المغيرة: وليدةً(6 ) من مولدات الطائف تُدعى عقيلة، وقال: إني قد رضيتها لك – وكانت فارهة – وارتحل المغيرة وأبو بكرة، ونافع( 7) بن كلدة وزياد( 8) وشبل(9 ) بن معبد البجلي حتى قدموا على عمر، فجمع بينهم وبين المغيرة، فقال المغيرة: سل هؤلاء الأعبد كيف رأوني، مستقبلهم أو مستدبرهم؟ وكيف رأوا المرأة أو عرفوها؟ فإن كانوا مستقبلي فكيف لم أستتر، أو مستدبري فبأي شيء استحلوا النظر إلي في منزلي على امرأتي! والله ما أتيت إلا امرأتي – وكانت شبهها – فبدأ بأبي بكرة، فشهد عليه أنه رآه بين رجلي أم جميل وهو يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة، قال: كيف رأيتها؟ قال مستدبرهما، قال: فكيف استثبت رأسها؟ قال: تحاملت؟!
ثم دعا بشبْل بن معبد، فشهد بمثل ذلك فقال: استدبرتهما أو استقبلتهما؟ قال: استقبلتهما. وشهد نافع بمثل شهادة أبي بكرة، ولم يشهد زياد بمثل شهادتهم؛
قال: رأيته جالساً بين رجلي امرأة، فرأيت قدمين مخضوبتين تخفقان(10 )، وأستين(11 ) مكشوفتين، وسمعت حفزاناً( 12) شديداً.
قال: هل رأيت كالميل في المكحلة؟ قال: لا. قال: فهل تعرف المرأة؟ قال: لا، ولكن أشبّهها، قال: فتنح، وأمر بالثلاثة فجلدوا الحد، وقرأ:( لولا جاءو عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون) [النور: 13]. فقال المغيرة: اشفني من الأعبد، فقال: اسكت أسكت الله نامتك! أما والله لو تمت الشهادة لرجمتك بأحجارك) ( 13).

--------------------------
(1 ) يناغيه: يحادثه، كتاب النهاية في غريب الحديث (5/75)، مادة: (نغا).
(2) ينافره: يغلبه. المصدر السابق (5/80)، مادة: (نفر).
(3) مشربتين: مثنى مشربة: بالضم والفتح: الغرفة. المصدر السابق (2/408)، مادة: (شرب).
(4) كوة: نافذة، ينظر: كتاب مختار الصحاح (ص 316)، مادة: (ك و ى).
(5) المربَد: بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة ودال مهملة: اسم موضع، قال الأصمعي: المربد كل شيء حبست فيه الإبل، ولهذا قيل: مربد النعم بالمدينة وبه سُمي مربد البصرة.
وهو من أشهر محال البصرة، وكان سوق الإبل فيه قديماً، ثم صار محلة عظيمة سكنها الناس، وبه كانت مفاخرات الشعراء ومجالس الخطباء، وبينه وبين البصرة نحو ثلاثة أميال. ينظر: معجم البلدان (4/242)، مادة: (المربد).

( 6) وليدة: جارية، والمولَّدة: التي وُلدت بين العرب ونشأت مع أولادهم، وتأدبت بآدابهم. ينظر: كتاب النهاية في غريب الحديث (5/195)، مادة: (ولد).
(7) هو نافع بن الحارث بن كلدة الثقفي، أخو أبي بكرة لأمه، أمه سمية مولاة الحارث.
ينظر: كتاب الاستيعاب (ص 719)، رقم (2579)، وكتاب الإصابة (ص 1311)، رقم (8931).
(8) هو زياد بن أبيه، ويقال ابن أبي سفيان، وابن سُمية، وكان يقال له قبل الاستلحاق: زياد بن عُبيد الثقفي، وأمه سمية جارية الحارث بن كلدة، ويُكنى أبا المغيرة، ليست له صحبة، ولا رواية، وكان رجلاً عاقلاً، داهية خطيباً، توفي سنة 53هـ. =
=ينظر: كتاب الاستيعاب (ص 254) رقم (837)، وكتاب الإصابة (ص 438)، رقم (2979).
(9) شبل بن معبد بن عبيد البجلي الأحمسي، أمه سمية والدة أبي بكرة وزياد، مختلف في صحبته وقال الدارقطني: تابعي. ينظر: كتاب الاستيعاب (ص 334) رقم (1176)، وكتاب الإصابة، (ص 568)، رقم (3977).
( 10) تخفقان: تتحركان. ينظر: كتاب النهاية في غريب الحديث (2/53) مادة (خفق).
وتاريخ ابن كثير (4/87).
مختصراً، وتاريخ ابن الأثير (ص340)، وتاريخ أبي الفداء (1/227)،
(11 ) تاريخ الطبري (2/492)، وينظر: تاريخ ابن الجوزي (4/231)،
(حفز)، ومختار الصحاح (ص 89)، مادة (ح ف ز).
السابق (2/385)، مادة: (سه).
(12 ) حفزاناً: دفعاً، ينظر: كتاب معجم مقاييس اللغة، ص 256
(13 ) أستين: مثنى أُست، وهو العجز، وقد يراد بها حلقة الدبر.

د . عبدالباقى السيد
06-22-2010, 11:58 AM
الرواية الثانية:
أوردها اليعقوبي في تاريخه، ومنها قوله: ( فشهد الثلاثة، وأقبل زياد، فلما رآه عمر قال: أرى وجه رجل لا يخزي الله به رجلاً من أصحاب محمد، فلما دنا قال: ما عندك يا سَلْحَ العقاب؟
قال: رأيت أمراً قبيحاً، وسمعتُ نفساً عالياً، ورأيت أرجلاً مختلفة، ولم أر الذي مثل الميل في المكحلة.
فجلد عُمر أبا بكرة، ونافعاً، وشبل بن معبد، فقام أبو بكرة وقال: أشهد أن المغيرة زانٍ، فأراد عمر أن يجلده ثانية، فقال له علي: إذاً توفي صاحبك حجارة.
وكان عمر إذا رأى المغيرة قال: يا مغيرة! ما رأيتك قط إلا خشيت أن يرجمني الله بالحجارة)(1 ).
------------------------
(1 ) أنظر : تاريخ اليعقوبي (2/100).

د . عبدالباقى السيد
06-22-2010, 12:00 PM
الرواية الثالثة:أوردها أبو الفرج الأصفهاني وفيها قال:
(إن المغيرة بن شعبة كان يخرج من دار الإمارة وسط النهار، وكان أبو بكرة يلقاه فيقول له: أين يذهب الأمير؟ فيقول: آتي حاجة، فيقول له: حاجة ماذا؟ إن الأمير يزار ولا يزور.
قال: وكانت المرأة التي يأتيها جارة لأبي بكرة، قال: فبينا أبو بكرة في غُرفة له مع أصحابه وأخويه نافع وزياد، ورجل آخر، يقال له شبل بن معبد، وكانت غرفة جارته تلك بحذاء غرفة أبي بكرة، فضربت الريح باب المرأة ففتحته، فنظر القوم فإذا هُم بالمغيرة ينكحها؟!
فقال أبو بكرة: هذه بلية ابتليتم بها فانظروا.
فنظروا حتى أثبتوا.
فنزل أبو بكرة فجلس حتى خرج عليه المغيرة من بيت المرأة، فقال له: إنه كان من أمرك ما قد علمت، فاعتزلنا...) ( 1) إلخ.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) أنظر : الأغاني (16/95).

د . عبدالباقى السيد
06-22-2010, 12:02 PM
ويمكن النقد لهذه الروايات بالأمور التالية:-
من جهة الإسناد
الرواية الأولى: فيها سيف بن عمر التميمي، وهو ضعيف متروك( 1).
- والرواية الثانية فيها اليعقوبي، وهو شيعي تالف.
- والرواية الثالثة فيها أبو الفرج الأصفهاني، شيعي أيضاً.
وعمدة من نقل هذه الرواية اعتمد على الرواية التي في تاريخ الطبري، ونقلها عنه ابن الجوزي، وابن الأثير، وأبي الفداء، وابن كثير. وأشار إلى ذلك أيضاً خليفة بن خياط في تاريخه(2 )، والذهبي(3 ) من غير إسناد مختصراً. وعلى ذلك الخبر لا يصح لضعف رواته.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ينظر: كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم، لابن الوزير اليماني (3/253).
(2) ينظر: تاريخ خليفة بن خياط (ص 74).
(3) ينظر: كتاب الخلفاء الراشدون (تاريخ الإسلام) (ص 102).

- ومن جهة المتن يلاحظ الأمور التالية:-
أن القارئ لهذا الخبر يشعر وكأنه أمام قصة أدبية، مصنوعة في مقدمتها، والعقدة أو حبكة القصة في وسطها، والنتيجة في نهايتها، كما أن هناك أمور مشكلة.
أن القصة تشمل رجالاً لهم صلة بثقيف إما نسباً أو ولادة، فالمغيرة بن شعبة، وأبي بكرة، ونافع بن كلدة من ثقيف، وزياد بن أبيه نسب أولاً إلى ثقيف، وشبل بن معبد أمه سمية، كانت أمة لرجل من ثقيف، كما أن الأربعة غير المغيرة بن شعبة أمهم سمية مولاة الحارث من ثقيف؟ بل والمرأة المتهمة من ثقيف؟ فهل القصد من القصة شتم قبيلة ثقيف؟ وتلويث سمعتها بالزنا؟
- في الرواية الأولى: قالوا عن رؤيتهم لما حصل في بيت المغيرة: (إنما رأينا أعجازاً، ولا ندري ما الوجه؟).
- ثم إنهم صمموا حيث قامت، هذا يعني أنهم لم يروا وجه الفاعل والمفعول به؟ فلماذا شهدوا إذاً؟ هل أجمعوا على شهادة الزور؟
- في الرواية الأولى تقول عن المغيرة أنه: (أهدى لأبي موسى الأشعري عندما جاء بكتاب عزله عن البصرة وليدةً من مولدات الطائف... وقال: إني قد رضيتها لك..).
- فالقصة لم تذكر هل قَبِل أبو موسى الأشعري هذه الهبة أم لا؟ وهل تعتبر من الرشوة؟ وعند قدوم المغيرة بن شعبة على عمر لم يحاسبه على هذه الهبة، مع شدة عمر رضي الله عنه المعروفة في محاسبته لعماله على الأمصار؟
- في نهاية هذه القصة لماذا شتم عمر رضي الله عنه المغيرة بن شعبة فهل كان يتهمه أيضاً؟
- وفي الرواية الثانية: تتهم عمر رضي الله عنه بأنه ألمح لزياد بأن لا يشهد بالحق؟ وهل ذلك يتفق مع ما عرف عن عمر رضي الله عنه من أنه كان لا تأخذه في الله لومة لائم؟
- كما أن هذه الرواية تحاول إقحام ذكر اسم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتجعله القاضي مكان عمر رضي الله عنه؟
- وأخيراً:
قول هذه الرواية: وكان عمر إذا رأى المغيرة قال: يا مغيرة ما رأيتك قط إلا خشيت أن يرجمني الله بالحجارة. وهذا اتهام لعمر رضي الله عنه بأنه حال بين تطبيق شرع الله، وهذا من أبطل الباطل، من تشويه سير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما عُرف من عدالتهم، وصدقهم وقوة إيمانهم وبعدهم عن المحاباة أو المداهنة في شرع الله.
أما في الرواية الثالثة: فهي مخالفة للروايتين، وفيها إصرار على اتهام المغيرة رضي الله عنه من بداية الرواية؟
والخلاصة: أن خبر اتهام المغيرة بن شعبة رضي الله عنه على ضوء هذه الروايات باطل جملة وتفصيلا ، كما أنها اشتملت على معاني؛ باطلة، بعيدة عن حياة خير القرون، وماعرف عنهم رضي الله عنهم من العفاف والطهر ، والبعد عن كل ما يدنس العرض. انتهى النقل
وجاء دور التعقيب والمناقشة .

شهاب الدين احمد
03-06-2011, 10:14 PM
رايت الافاك فرج فودة يتندر على الرعيل الاول بهده الرواية الا انك رحمك الله قد نسفتها نسفا بارك الله فيك