المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قناة الرحمة بين بياني تأسيس



إن هم إلا يظنون
05-30-2010, 06:51 AM
14-جماد ثاني-1431هـ 27-مايو-2010


قناة الرحمة بين بياني تأسيس
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد أصبحت القنوات الفضائية الإسلامية حاضرةً في كل قارات الدنيا، ولم يَعُدِ الإعلام قاصرًا على الإعلام اليهودي في الخارج والعالماني في الداخل، ووضح ذلك جليًّا في أثناء الحرب الإسرائيلية على "غزة"؛ حيث قامت القنوات الفضائية الإسلامية بحشد الرأي العام ضد اليهود، ووُجِدت حالة تعاطف غير مسبوقة بين عوامِّ الناس مع إخوانهم في "غزة"، وقامت "قناة الرحمة" بدور مشكور في هذا الصدد، وبثـَّت عددًا من الحلقات لمشرف القناة الشيخ "محمد حسان"، وللشيخ "محمد حسين يعقوب"، وللدكتور "حازم شومان"، وغيرهم...
ولم يكن "اليهود" بمنأىً عن رصد هذه الحالة، ولكن يبدو أنهم فضلوا ألا يزيدوا من نقمة رجل الشارع عليهم في ذلك الوقت؛ فانتظروا حتى تهدأ الأمور، ثم بدؤوا في التحرك؛ فقد قام "المجلس البصري والسمعي" في "فرنسا" بتقديم شكوى في "قناة الرحمة الإسلامية"؛ لوقف بثها داخل "فرنسا"، وهذا ما تم بالفعل!
كما أَخْطـَرَ الجهات الفرنسية بمخاطبة "النايل سات" لوقف بث "قناة الرحمة" عليه؛ وذلك لكون "النايل سات" مستضافـًا على قمر صناعي فرنسي.
وكانت الذريعة أن "قناة الرحمة" بثت موادَّ معاديةً للساميَّة! واستشهدوا بمقاطع لبعض حلقات الشيخ "يعقوب" والدكتور "حازم شومان" عن اليهود إبان "حرب غزة"!
وقد تمت الاستجابة الجزئية لهذا الأمر بتغيير تردد "قناة الرحمة" على "النايل سات"، وإعادة بثها بالتردد الجديد باسم: "نسائم الرحمة"، كما أنها تُبث أيضًا على "العرب سات" بدون تدخل من هذه الجهات... "حتى الآن"!
ويبدو أن الاقتصار في الشكوى على "قناة الرحمة" دون غيرها من القنوات الإسلامية التي قامت بحملات إعلامية مماثلة في أثناء حرب غزة هو نوع من "جَسِّ النَّبْض"؛ لكي يروا ماذا سيكون رد فعل القنوات الإسلامية إذا ضُيِّقَ عليها إلكترونيًّا؛ أترفعُ "الراية البيضاء" وتغيِّر منهجها؟!
أم ستصمد -وإن وصل الأمر إلى الإغلاق-؟
أم ماذا سيكون في جعبتها؟
وقد ذكرنا في مقال: الفضائيات الإسلامية ومنزلق "التدجين" و"التهجين" (http://www.salafvoice.com/article.php?a=4032&back=aHR0cDovL3d3dy5zYWxhZnZvaW%20%20NlLmNvbS9hcnR pY2xlcy5waHA/bW9kPXN1YmNhdGVnb3J5JmM9MTIy) أن تجربة القنوات الفضائية مثمرة -بفضل الله تعالى- حتى الآن، ولكنها ما زالت تحت الاختبار من قِبَل كل "المَعْنِيِّينَ" بالشأن الإسلامي؛ مما يقتضي الحذر والحيطة من الشِراك التي تُنصب حولها؛ لاستخدامها في "تهجين الدين" وإلباسه ثوبًا "عالمانيًّا"! ويبدو أننا الآن أمام أحد هذه الاختبارات من أشد هؤلاء "المعنيين" شراهة لـ"تهجين الدين" و"تدجين دُعاته".
ولكنْ: ماذا كان رد فعل "قناة الرحمة"؟!
لقد كان رد الفعل الرئيس للقناة عبارة عن برنامج خاصٍّ بعنوان: "الرحمة باقية بإذن الله" قدَّمه الأستاذ "مُلْهََم العيسوي" الذي استضاف فيه الأستاذَ "محمود حسان" مديرَ القناة، والذي ألقى بدوره بيانًا ذكر فيه رسالة القناة ومنهجَها، ثم تلا ذلك إذاعةُ تسجيل لبيان التأسيس الذي ألقاه الشيخ "محمد حسان" في الافتتاح الرسمي لـ"قناة الرحمة"، ثم تلا ذلك عددٌ من المداخلات لبعض المشاهدين، ولبعض الشيوخ الذين يقدمون برامج في القناة.
وأول ما يلفت نظرك... الاختلاف البَيِّن بين خطاب الشيخ "محمد" وخطاب أخيه "محمود"؛ مما يجعل خطاب الأستاذ "مدير القناة" بمثابة خطاب التأسيس الثاني؛ لا سيما وأنه تكلم باسم "قناة الرحمة"، وتكلم مِن ورق مُعَدٍّ مكتوب... إلى آخر هذه الأمور التي تمنع مِن اعتبار أمره "زلة لسان"، أو حتى موقفًا محددًا لشخص وليس للقناة ككل!
لقد استخدم الشيخ "محمد حسان" خطابًا تميزت به معظم القنوات الإسلامية الموسومة بـ"السلفية"؛ وهو محاولة ذِكر الحق مع عدم التعرض الصريح للباطل ابتداءً من الأديان المُحَرَّفة إلى المناهج البدعية القديمة إلى بِدَعِ العالمانية وغيرها...!
وهو مسلك نراه خطيرًا؛ لا سيما مع اعتماد عدد كبير من المشاهدين على هذه القنوات كمصدر وحيد للمعرفة الدينية، إلا أنه يبقى في النهاية مسلكًا قابلاً للمناقشة والأخذ والرد.
ولكنه مع هذا أبرز قضية أن "الإسلام هو الحق"، وأن اتباع منهج الصحابة هو الحق، وأن ما عدا هذا باطل؛ فقال بعد ذكره لالتزام القناة بالرجوع إلى الكتاب والسنة بفهم الصحابة الكرام:
"إني أقول دائمًا: إن الحق معنا وإن الباطل مع غيرنا، ولكنا لا نحسن أن نشهد لهذا الحق شهادة عملية على أرض الواقع".
بالطبع لم يَفُت الشيخ "محمد حسان" أن يُكرِّر أن قناتَه لا تتبع حِزبًا مِن الأحزاب ولا جَماعة مِن الجماعات، وهو أمر دائم التكرار له وكأن الأحزابَ عنده والجماعاتِ صنوان! وهذا مِن الظلم البَيِّن أن يَقرن بينهما؛ فهو حتى إذا كان لا يرى مشروعية الجماعات فالبراءة من الأحزاب واجب أصيل؛ لِمَا قامت عليه هذه الأحزاب مِن مبادئ عالمانية مخالفة لدين الإسلام، خلافـًا للجماعات الإسلامية التي لا يمكن أن ترقى اعتراضاتُه عليها إلى عُشر ذلك أو مِعشاره(1).
ومع هذا فخطاب الشيخ "حسان" كان حتى هذه اللحظة من وجهة نظرنا مغمورًا في حسنات دخول هذه القنوات كل البيوت ووصول رسالة الالتزام إليهم؛ لا سيما وأن معظم هؤلاء لن يقرؤوا الرسائل التي بين السطور التي يقرؤها عادة المَعْنِيُّون بها فقط.
وسارت القناة كغيرها من القنوات الإسلامية وسط ترحيب عامٍّ مِن الدعاة السلفيين بهذا المنبر الجديد، ولم يَخْلُ الأمر مِن نصيحة بكسر حاجز الصمت عن بعض قضايا الدين -ولو تلميحًا-، أو باعتراض على شخص أو موقفٍ في قناة أو أخرى؛ حتى جاء بيان الأستاذ "مدير القناة" ليسقط كالصاعقة على كل مَن اعتبر "قناة الرحمة" منبرًا سلفيًّا بصورة أو بأخرى!
وإليك بيان بأخطر "سقطات بيان التأسيس الجديد" لـ"قناة الرحمة":
1- قال الأستاذ محمود: "ونعلم أن للآخر حقـًّا علينا، ونحن لا نعادي اليهودي؛ لكونه يهوديًّا ولا النصراني لكونه نصرانيًّا، ولكن نعادي مَن يعادينا بأخلاق الإسلام، لا بأخلاق الآخَر المعادي لنا"، ومِن فرط شعوره بأهمية هذه الرسالة كررها مرتين! ثم عاد مضيفه الأستاذ "ملهم" فكررها مرة ثالثة في أثناء الحلقة!!
كما أنه عاد فقال عن الإسلام -كما تفهمه "قناة الرحمة"-: "إن الإسلام يرفض الحرب التي تثيرها عصبية الدين أو الجنس أو اللغة"(2)، كما أنه ختم البيان بعبارة بيَّنت أن هذا المعنى هو بيت القصيد مِن البيان قائلاً: "هذا هو منهجنا الذي يحترم الآخَر ويحفظ له حقوقه"(3).
وبالطبع فمُعِدُّ هذا البيان قد خلط هذا الخلط الذي اعتدنا أن نسمعه من العالمانيين -ومَن دار في فلكهم- حينما ينطلقون مِن نقطة: "أن للكافر حقـًّا في دين الله" إلى أن يجعلوا مِن هذا الحق "محبتَه" و"عدمَ معاداتِه"، بل و"احترامَ منهجِه"!
وكل هذا باطل؛ فإن الله -تعالى- الذي جعل للمسالمين منهم حقـًّا علينا أن نبرهم ونقسط إليهم؛ هو الذي قال: (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) (المجادلة:22)، وهو الذي قال: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) (المائدة:51).
وهو -عز وجل- الذي وصف منهج الكفار بـ"الغـَيّ" في سياق الأمر بعدم إكراههم على الدين، ولكن العالمانيين والمتأثرين بهم يقرؤونها على طريقة: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ) (الماعون:4)، ولا يكملونها؛ فيقولون: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)، ثم لا يقرؤون: (قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) (البقرة:256)!
كما أنه -سبحانه وتعالى- هو الذي أمر بجهاد الكفار مِن أجل كفرهم؛ فقال: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ) (البقرة:193)؛ أي: شرك. وهذا بالطبع عند القدرة على ذلك.
2- لم يكن محور مغازلة الآخَر "اليهودي" و"النصراني" هو المحورَ الوحيد؛ بل كان محور مغازلة الآخَر "القومي" و"الوطني" حاضرًا وبقوة؛ مِن أجل مناشدته عدمَ الاستجابة للضغوط الخارجية؛ فذَكَرَ البيانُ أن مِن ضمن رسالتهم: "تنمية الحس الوطني القومي لدى المواطنين"!
وذَكَرَ منها: "تنمية الحس الديمقراطي وممارسة الديمقراطية"!!
وزاد أحد الشيوخ في اتصاله الطين بلة؛ حينما فاخر بقيام المسئولين بدعم المنتخب القومي حتى نصره الله، وطالبهم بأن ينصروا "قناة الرحمة" كما نصروا "المنتخب الوطني"!!
والمعلوم أن الوقائع التي يشير إليها تلك التي احتفت بمواجهات المنتخب المصري مع نظيره الجزائري، والتي أججها الإعلام المدفوع بتحركات "الموساد" نارًا عصبيةً جاهليةً ما زالت الأمة تكتوي بنارها حتى الآن؛ حتى هَمَّ بعض "اللاعبين" بمبادرة لإزالة هذا التوتر في الوقت الذي يُفاخِر فيه بعضُ "الدعاة" بهذا العبث بثوابت الأمة وبوَلائِها للمسلمين في كل مكان! كما عبث سابقـُه ببَرائِها مِن الكفار!
والدعوة إلى القومية عصبية جاهلية؛ قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (دَعُوهَا فِإنَّهَا مُنْتِنَةٌ) (متفق عليه) .
والديمقراطية "منهج منحرف" يعني: حكمَ الشعب بالشعب لصالح الشعب؛ وهي تنافي قاعدة: (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ) (الأنعام:75)(4).
3- بينما كان بيان التأسيس الأول يُفاخِر بأن القناة ليست تابعةً لحزب أو جماعة إلا أن حوارَ "مدير القناة" استثنى مِن ذلك "الحزبَ الوطنيَّ"؛ حيث أَخْبَرَ فـَرِحًا مَسرورًا بـ"أن بيانات إحاطة قدمت في مجلس الشعب مِن عشرة نواب كلهم "وطنيون"! ثم استدرك قائلاً: "كلهم مِن "الحزب الوطني"؛ لأنا بحمد الله لا نتبع جماعة ولا حزبًا"! ثم أضاف أحد الشيوخ في اتصال آخَر: مناشدة الدولة التدخل؛ لأن "قناة الرحمة" جزء مِن النظام!
وفي الواقع نحن كنا مِن أسبق الناس نهيًا عن مصادمة الأنظمة في البلاد الإسلامية في وقت كانت العمليات المسلحة تحرق الأخضر واليابس مما لم يكن للخطباء الفرديين فيه أيُّ قدرة على مواجهة ذلك الطوفان، ولكننا ضد أن تُخلـَط المفاهيم وتَضطربَ إلى هذا الحد!
فنحن نتعاون مع "الأنظمة المَدَنِيَّة" مِن باب تحقيق مصالح المسلمين، ونحلم باليوم الذي يَرغب فيه أهلُ الحُكم أن يتولوا باسم الإسلام ويَحكموا بشريعته! والخلط بين النظامَيْنِ في توصيف الأمور يُظهِر أصحابَه بمظهر المُتَمَلِّق والساذَج في آن واحد!
فـ"النظام الديمقراطي" الذي زعم البيانُ أن القناة تُرَسِّخُهُ يَفصل بين القنوات الإعلامية الحُكومية والحِزبية -بما في ذلك إعلام الحزب الحاكم- والمُسْتَقِلَّة، ويَعتبر انضمامَ أحدهم إلى الآخَر إخلالاً بالشفافية الديمقراطية.
وأما "التبعية للإمام" و"الدوران في فلكه"؛ فمُفردات لا وجودَ لها في "القاموس الديمقراطي"، والتصريحُ بها يَضر كِلا الطرفـَيْنِ.
وهذا أحد الطرائف التي يَتندر بها "العلمانيون" على بعض الدعاة الذين يخلطون بين نظام الحكم في الإسلام والنظام الديمقراطي؛ حتى إن أحدَهم أفتى: بـ"أن مَن يُرَشِّح نفسَه أمام الإمام خارجيٌّ"!
وتذاكى بعضُهم فاعتبر أنه ليس خارجيًّا؛ لأن الإمام هو مَن دعى إلى الانتخابات! فتذاكى الآخَرُ أكثر وأكثر فقال: "إنما الطاعة في المعروف"، والإمام عاصٍ بدعوته الآخرين إلى ترشيح أنفسهم؛ فلا يُطاع في ذلك!
فنحن نناشد هؤلاء الدعاة: أن يَكفوا عن هذا العبث، وأن يَعرفوا أن المزج بين نِظامَيْنِ متعارِضَيْنِ يُوَلـِّد مثلَ هذه المُفارقات، وأن يَكتفوا بدعوة عوامِّ المسلمين إلى الحفاظ على أمن بلاد المسلمين وعدمِ تعريضها للخطر.
4- وفي التصريح السابق نوعٌ مِن التعريض بنُوَّاب "الإخوان"(5)، ونوعٌ مِن الرضا التامِّ بعدم انضمامهم إلى "حملة الدفاع عن الرحمة"؛ حتى لا تُوصَم الرحمة بأنها تتبع حزبًا أو جماعةً! وهو مَوْقف مُشِين؛ لا سيما وقد رحَّبت القناة بدفاع أعضاءٍ مِن "الحزب الوطني" عن القناة؛ فكان عليهم أن يَستنكروا غيابَ "الدفاع الإخواني" لا أن يُرَحِّبُوا به!
وإذا كنا نعيب على "الإخوان" اندماجَهم في "العملية الديمقراطية" لِمَا فيها مِن مخالفاتٍ شرعيةٍ؛ فلا أدري ما هي مشكلة "قناة الرحمة" معهم بعد أن أصبحت منبرًا لتعليم الديمقراطية(6)! بعد أن عَرَفنا أن مديرها مِن المُغرَمِينَ ببرنامج "عمرو أديب" أحد مناصري "أفلام العري" التي راجت في الآونة الأخيرة! كما ذكر هو ذلك في مداخلة له معه في برنامج "القاهرة اليوم".
كما أن القناة استقبلت اتصالاً هاتفيًّا تضامنيًّا مِن أحد المسئولين في "جريدة الفجر"، وقوبل بالترحاب الشديد مِن مُقدِّم البرنامج، ومِن "مدير القناة"! رغم أن شقيقَه الشيخَ "محمد حسان" كان قد قام -جزاه الله خيرًا- بحملة مُوَفـَّقة ضد هذه الجريدة التي نشرت إساءاتٍ لبعض الصحابة الكرام؛ منهم: "عائشة أم المؤمنين" -رضي الله عنهم جميعًا-؛ فهل التضامن مع القناة في منع "تغيير ترددها" يكفي لإذابة "جبال الجليد" مع أمثال "هؤلاء المجرمين"؟!
إن هذه الحلقة لا سيما البيان المكتوب الذي ألقاه "مدير القناة" تُمَثِّل قفزة هائلة في سُلَّمِ التنازلات، نسأل الله -تعالى- أن يتداركها القائمون على القناة سريعًا -وعلى رأسهم الشيخ "محمد حسان"-.
ونُذَكِّرُهم بأن عددًا كبيرًا مِن الصحف الغربية ما زالت تُصِرُّ على إعادة نشر الرسوم المسيئة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ دفاعًا عن "ثوابت الديمقراطية" و"حرية الرأي" و"العالمانية"! فلا أقل مِن أن تُعيد القناة بَثَّ الحلقات التي عُودِيَتْ مِن أجلها؛ حِفاظـًا على "ثوابتنا الإسلامية".
فإذا فعلت القناة ذلك استحقت حينئذ أن تتكاتف الجهود لنصرتها، وإن عَجَزَتْ؛ فالنصيحة لهم:
إنَّ وسائلَ نشر الحق كثيرةٌ غير الفضائيات... وأين كان الإسلام قبل الفضائيات؟!
بل إنَّ وسائلَ بَثِّ الفضائيات كثيرةٌ غير قاصرة على "القمر الفرنسي"؛ فليَستعينوا بالله وليَصبروا على الحق دون أن يَتراجعوا عن شيء منه.
وقد يقول قائل: إنه كان يتوقع منا مؤازرة للقناة في محنتها؟!
ونحن نقول: إنَّ الصحوةَ الإسلاميةَ ككل -ومِنْ ضمنها "الفضائيات" التي تُعتبَر أحدثَ منابر الصحوة الإسلامية- تَخرج من مِحنة إلى مِحنة، وإنها تَسبح عكسَ التيَّار الذي كنا نسميه قديمًا بـ"تيار التغريب والثقافة الوافدة"؛ حيث كانت المعركة محلية بين الإسلاميين ودعاةِ التغريب ممن هم مِن جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، وصار اليوم هو: "تيار العولمة"؛ حيث ساحة المعركة هي العالم أجمع! وإن كانت الغاية الأساسية للأعداء واحدةً؛ وهي: سَلْخُ المسلمين عن دينهم، ومِن ثَمَّ ذوبانُهم في غيرهم، وربما طمعوا في إخراج المسلمين تمامًا عن دينهم؛ مصداقـًا لقوله -تعالى-: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) (البقرة:120) .
إنَّ الأُخُوَّةَ الإيمانيةَ تقتضي على السابحين ضِدَّ التيَّار معًا أن يَشُدُّوا مِن أَزْرِ مَن تَعَرَّضَ لـ"مَوْجَة عَاتِيَة" أو "دَوَّامَة مَائِيَّة" بالدعاء والتشجيع حتى يَتجاوزَ تلك المَوجة العاتيَة، وأما إذا وَجدوا أنه قَرَّرَ السِّبَاحة مع التيَّار ظنًّا منه أنه يُمكنه أن يُعاوِدَ السِّبَاحة في الاتجاه الصحيح إذا هَدَأَ التيَّار؛ فيَجِبُ عليهم أن يَصرخوا فيه، وأن يُحَذروه...
فالتيَّار لا يَهدأ، والأمواج متلاطمة، والسَّيْر مع التيَّار لا يَنتهي إلا عند الشَّطـِّ؛ ولكنه شَطـُّ الخَيبة والخُسران!
ولِمَ لا نُحَذر مما حَذَّرَ اللهُ منه رسولَه -صلى الله عليه وسلم-؛ ليكون غيرُه على حذر مِن باب أَوْلـَى؛ حيث قال: (وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاَ . إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا) (الإسراء:74-75)؟!
إنَّ النصرة الحقيقة لكل مَن تُحَدِّثـُه نفسُه أن يَسبح مع التيَّار -ولو قليلاً- أن تُنَادِيَ فيه:
الثباتَ... الثباتَ...
والموتُ واقفًا للداعية أو لأحد مشروعاته خيرٌ ألف مرة مِن الحياة مُوَلـِّيًا...!
والدِّينُ دِينُ الله هو ناصرُه.
كما أننا نعلم أن كثيرًا مِن الشيوخ الذين يَظهرون في القناة ما زالوا ثابتين يقولون الحَقَّ ويدافعون عنه ونُقـَدِّرُ لهم ذلك، بَيْدَ أننا نريد أن يكون ذلك منهجًا عامًّا للقناة ككل. نسأل الله أن يُثبِّتَ ويُبقيَ "قناة الرحمة" قناةَ رحمةٍ للعالـَمِينَ؛ يُخرِج اللهُ بهم الناسَ مِن الظلمات إلى النور، ورَزَقَ اللهُ جميعَ العاملين في سبيله النورَ والبصيرةَ. اللهمَّ آمِين.
كتب ياسر برهامي:
- في الإجابة عن سؤال مِن أحد الدعاة المشرفين على قناة إسلامية: قال: إنه يَعلم بوجود خلل في القناة، وأنه يَتركه مِن باب العمل بقوله -تعالى- عن الخضر: (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا) (الكهف:79)!
- قلت:
"فِعلُ الخَضِر -عليه السلام- في السفينة في أمر دنيوي أصلحه هو في ساعة؛ بأن وضع لوحًا وقعد على الخرق، وإذا مَرَّ المَلِك الظالم بالسفينة تركها، ثم أصلحوا سفينتهم، أما أمور الدِّين فلا يجوز لأحد -عالم أو داعية أو أي مسلم- أن يقول باطلاً أو أن يسكت عنه مع قدرته على تغييره وإزالته خاصة إذا كان يُنْسَبُ إليه؛ لكونه مسئولاً عنه؛ فـ(كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) (متفق عليه)...
وماذا يصنع هذا الداعية بالملايين الذين سمعوا كلامًا باطلاً -في الولاء والبراء، وفي الحكم بما أنزل الله، والثناءِ على مَن يَحكم بغير ما أنزل الله، وفي عدم معاداة الكفار لدينهم؛ بل لأنهم يُعادوننا! وفي وصف المسلمين الذين يدافعون عن دينهم أمام اليهود بأنهم خوارج نقضوا العهود وقاتلوا في الشهر الحرام...! وغير ذلك- وظنوا أن هذا مِن الدِّين، وأن هذا هو الحق الذي جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يَقُم أَحَدٌ بإصلاح ذلك، أو قام ولكنْ ما وَصَلَ إلى مسامعهم؛ إذ انصرفوا بعد أن سمعوا الباطل، أو كان الذي يُصلح ليس على قـَدْرِ مَنْ أساء ونَسَبَ إلى الشرع ما ليس منه؛ فالقياس هنا قياس باطل مُنْكَر".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
(1) أما ما يكون في مناهج بعض الجماعات الإسلامية مِن بِدَع؛ فواجب أن يُنكَر سواء صَدَرَ مِن: فرد، أو جماعة، أو قناة فضائية، أو غير ذلك... وأما كون تنظيم الدعوة في حَدِّ ذاته بدعة؛ فهي رؤية لا تشفع أبدًا لِمَن رآها أن يُسويَ بينها وبين المناهج المنحرِفة أو يَقرنَ بينهما! لا سيما بعد ما اتجه معظم القائلين بهذا القول إلى الفضائيات؛ والتي تحتاج إلى تنظيم يَفوق ما تحتاجه الدعوة إلى الله على أرض الواقع مِن تنظيم بمراحل، وحتى مسألة إذن السلطات التي كان البعض يراها هي الفارق الجوهري بين المشروع وغير المشروع مِن صور التنظيم الدعوي بدأت تتجاوز عندهم الإذنَ الرسميَّ إلى الإذنِ الواقعيِّ؛ وهو ما يجعلها تلتقي تمامًا مع واقع جماعات الدعوة ذات التوجه السِّلْمي.
وأما الخوف مِن "العصبية" للجماعة والتي تمثل أحد أهم الاعتراضات التي تُوجَّه لمشروعية العمل الجماعي؛ فلقد رأينا مِن صور التعصب للقنوات الفضائية تَحَوُّلـَها إلى راية تُعَبَّأ الأمَّة مِن أجل عدم "تغيير ترددها"، بل ربما كان لسان حالهم: "يتغير الدِّين ولا يتغير التردد"!
مما يدل أن تعصب المرء لصورة العمل الذي يندمج فيه مَرَضٌ عامٌّ يحتاج إلى علاج بدلاً مِن استئصال الأعمال الدعوية واحدًا تلو الآخَر؛ فرارًا مِن مرض هو مِن عوارض البشرية، وليس مِن عوارض عمل دون آخَر!
(2) حاول مُعِدُّ البيان أن يتهرب فيما يبدو مِن نقد الدعاة إلى الله له فعقَّب بعد هذه الكلام بعبارة ذَهَبَ فيها وجاء مِن غير فائدة؛ ذَكَرَ فيها: "إن رفض الإسلام للحروب المشار إليها بمعنى رفض الرغبة في الاستيلاء على ثروات الغير"، وهي عبارة لا تنفعه عند الله ولا عند الناس بعد أن نفى مشروعية ما شهدت الأدلة بمشروعيته.
ولا أدري إذا كانت "قناة الرحمة" مضطرةً مِن وجهة نظر القائمين عليها أن تدافع عن رسالتها الإعلامية؛ فما الذي أقحمها في الكلام عن الجهاد ولم يندبهم أَحَدٌ للكلام عنه؟!
(3) قارن بين هذا وبين قول الشيخ "حسان" في افتتاح القناة: "الحق معنا والباطل مع غيرنا"، هذا مع أن كلام الشيخ "حسان" خلا مِن تسمية هذا الغير باسم ولا وصف إلا أنَّ ذِكْرَ "الغَيْر" في مقابلة المسلمين يجعله واضحًا. وأما أن تُقَطـَّعَ الآياتُ تَقطيعًا مِن أجل عدم النطق باسم اليهود والنصارى فأَمْرٌ في غاية الاستفزاز؛ كما قال أحد الشيوخ المتصلين بالبرنامج: كما قال -تعالى-: (لَنْ تَرْضَى عَنْكَ) (لَنْ تَرْضَى عَنْكَ) هكذا... وتحاشى أن يكمل الآية مع أنه جزمًا لم يذكر جزءًا مِن الآية يُعتبَر جملةً مفيدةً، ثم عاد فذَكَرَ مِن الآيات ما كان فاعله ضميرًا لا اسمًا؛ فقرأ قوله -تعالى-: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (التوبة:32).
(4) من عجيب تقليب الله للقلوب أن يخرج الشيخ "وجدي غنيم" -جزاه الله خيرًا- وهو مِن رموز الإخوان في موقعه على الإنترنت مستنكرًا على الدكتور "عصام العريان" دعوتَه إلى ديمقراطية إسلامية في الوقت الذي تَدَّعِي فيه "قناة الرحمة" -الموسومة بالسلفية-: أنَّ دورَها هو ترسيخُ الديمقراطية.
ثم هَبْ أنَّ القائمين على "قناة الرحمة" قد اقتنعوا فجأةً بالديمقراطية: أيكون هذا دليلاً على أنهم بالفعل قد سعوا إلى تعميقها؟! أرجو أن يجد مُعِدُّ هذا البيان برنامجًا واحدًا قدمته القناة يُمكن اعتباره دعوةً للديمقراطية!
(5) سبق هذا تعريضٌ أشد في صلب بيانه استخدم فيه أوصافًا سلبية جرت عادة الإعلام أن يلصقها بالدعاة ككل؛ حيث قال فيه: "إن من أهداف القناة: كشف المتاجرة بالدين واستغلالِه لتحقيق مصالح أنانية شخصية ضيقة وطائفية ومذهبية، وضرورةُ إبراز الجوانب العقلانية في الدين الداعية إلى المحبة والإخاء والوحدة الوطنية".
ورحم الله أشرطة تفسير سورة مريم التي صنعت الداعية "محمد حسان"!
(6) في الواقع: إنَّ موقف الإخوان مِن "قناة الرحمة" ليس بأعجب مِن موقف القناة منهم؛ فلا أدري لماذا لم يتبنوا الدفاع عن القناة؟! وهم يُصَرِّحون دائمًا أنهم نُوَّاب لكل الشعب -حتى النصارى-، وكثيرٌ ِمن أعضائهم في مجلس الشعب الحالي استهل عملـَه في دائرته بزيارة بعض الكنائس للتعرف على مشاكلهم!!

www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف (http://www.salafvoice.com/)


http://www.salafvoice.com/article.php?a=4353

خادم السنة
06-06-2010, 11:46 AM
:emrose::emrose:[جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك

هشام الرابط
06-13-2010, 02:30 PM
بارك الله فيك

د. هشام عزمي
06-13-2010, 08:20 PM
الشيخ " حسان " يعلق على الأخطاء التي وقع فيها " محمود حسان " و"ملهم العيسوي " وغيرهما
http://ia360709.us.archive.org/3/items/shikhmohammedhassan/3391_chunk_1.rm
..
والشيخ مصطفى العدوي يشكر الشيخ محمد حسان على ما بيّنه
فيديو صيغة wmv (http://ia360702.us.archive.org/3/items/mustafa_731/wmv)
فيديو صيغة mp4 (http://ia360702.us.archive.org/3/items/mustafa_731/wmv_512kb.mp4)
فيديو صيغة ogg (http://ia360702.us.archive.org/3/items/mustafa_731/wmv.ogv)
..

وائل أبو أكرم
06-20-2010, 02:17 PM
بارك الله فيكم جميعاً
ولكن أخي د. هشام عزمي أعيب على حضرتك هذا التعليق

فالمقال الذي كتبه د. عبد المنعم الشحات جزاه الله خيراً
يوضح الأخطاء التي وقع فيها محمود حسان بصفته مدير للقناة

والشيخ محمد حسان - بارك الله فيه - بنفسه وشخصياً في الفديو الذي أرفقته مع رد حضرتك
وضح الأخطاء التي وقع فيها كلاً من شقيقه محمود وبعض مقدمي البرامج
وقال أنه انفعل على أخيه محمود حسان بسبب الأخطاء

ولم يلجأ الشيخ محمد حسان إلى لــيّ عنق الحقيقة
بل أقر أن هناك خطأ بل أخطاء وأنه بصفته المشرف العام على القناة لا يوافق على كل ما يقال في القناة

فأعتقد في رأي الشخصي أن على كل مسلم حينما يرى خطأ ما يتعلق بأمر الدين واجب عليه يوضحه ولا ينتظر تصحيح الخطأ

من باب .. قال ( ص ) الدين النصيحة .. صحيح الترمذي 1926
ومن باب .. قال ( ص ) المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا .. صحيح مسلم 2585

وقد ذكر ابن تيمية - رحمه الله - في الاختيارات وهو يتكلم عن التناصح
أن اليدين تنظف إحداهما الأخرى وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الشدة

مرة أخرى جزى الله خيراً لكل من أهدى إلى عيوبي

د. هشام عزمي
06-20-2010, 02:33 PM
بارك الله فيكم جميعاً
ولكن أخي د. هشام عزمي أعيب على حضرتك هذا التعليق

معذرة أخي الحبيب ، لم أفهم قصدك ..

وائل أبو أكرم
06-21-2010, 12:48 PM
:emrose::emrose::emrose::emrose::emrose::emrose:

أخي الحبيب جداً د. هشام عزمي
بدايةً أرجو منك المعذرة
فلقد ظننت خطأ أن عبارة .. قال من قد سلف ...... الخ . هي ردكم الكريم على المقال
وعندما تصفحت المنتدى ورأيت جميع مشاركتك تنتهي بهذه العبارة فعرفت أن هذا توقيعك الخاص
مرة أخرى أرجو المعذرة

لكن لي طلب خاص منك أو من إدارة الموقع
هل من الممكن أن يتميز توقيع الشخص في المنتدى
بحيث إن كان يحوي التوقيع على كلمات أو عبارات أن يعرف القارئ أو المتصفح للمنتدى أن هذا الكلام توقيع خاص بالشخص وليس رد؟
كــأن يوضع حوله إطار بسيط مثلاً؟؟
وجزاك الله خيراً

:emrose::emrose::emrose::emrose::emrose::emrose:

السعادة في العبادة
06-24-2010, 01:04 AM
فأعتقد في رأي الشخصي أن على كل مسلم حينما يرى خطأ ما يتعلق بأمر الدين واجب عليه يوضحه ولا ينتظر تصحيح الخطأ

من باب .. قال الدين النصيحة .. صحيح الترمذي 1926
ومن باب .. قال المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا .. صحيح مسلم 2585

وقد ذكر ابن تيمية - رحمه الله - في الاختيارات وهو يتكلم عن التناصح
أن اليدين تنظف إحداهما الأخرى وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الشدة
بارك الله فيكم

الموحده
06-24-2010, 02:07 AM
جزاكم الله خيرا جميعا ونسأل الله الهدايه والثبات ولكن اللافت للنظر أن بعض الناس يدعو للطاغوت يمدح حكمه رغم انه حكم وضعي وتشريعه مضاد لتشريع الله فهل هذا من مصلحه الدعوه ام أن هؤلاء لا يعرفون ان الطاغوت هو من نصب نفسه ندا لله واتخذ حكمه خكما من دون الله ارجو ان يتسع صدوركم لي فانا فقط اتسائل لاني لست من اصول عربيه فاحببت ان استوضح الأمر منكم لاني سمعت احد مشايخ قناه الرحمه في مقطع يدعو للحاكم ويدعو له وبطول البقاء ويقول انه الاب الحنون العادل ويمدح في القضاء المصري وعدالته رغم انه قانون وضعي كما تعرفون وشكرا لكم

وائل أبو أكرم
06-27-2010, 02:41 AM
بارك الله فيكي أخت الموحده
وأسأل الله العلي القدير أن يثبتك ويرشدك دائماً إلى طريق الحق
وأن يبعدك عن الضلال
وبعد
فليس كل ما يعرض على القنوات الفضائية يؤخذ على أنه صواب
وكما ذكرنا قبل ذلك أن المشرف العام على قناة الرحمة ليس راضياً عن كل ما يعرض فيها

وكلمة قالها قبل ذلك المشرف العام نفسه على قناة الرحمة الشيخ محمد حسان
قال:
إذا سمعت أي شيء يقال أو رأيت أي فعل ، أقوم بعرضه على الكتاب والسنة ، فإن وافقها أضعه فوق رأسي
وإن خالف الكتاب أو السنة ، أضرب به عرض الحائط

وائل أبو أكرم
06-27-2010, 02:55 AM
جزاكي الله خيراً الأخت الموحده
وأرجو الله السميع البصير المجيب للدعاء أن يجعلك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

فإليكي هذا المقال الذي أعتبره أكثر من رائع
فلقد كان بالنسبة لكثير من الموحدين بالله بمثابة اليد التي زالت أكثر الغشاوة عن أعينهم




الفضائيات الإسلامية ومنزلق التدجين والتهجين
كتبه/ عبد المنعم الشحات
http://www.salafvoice.com/article.php?a=4032

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فما زالت الفضائيات الإسلامية في طور التجربة سواءً بالنسبة لمالكيها، أو بالنسبة للشيوخ الذين يظهرون فيها، أو بالنسبة للمراقبين؛ سواءً منهم من يحب انتشار الدعوة إسلامية ومن يحب وأدها، ومن يحب تحجيمها أو ترويضها.

والكل يتابع التجربة، ويحاول أن يوجهها في المسار الذي يتمناه، ونناقش في هذه المقالة بعض الصور التي انتشرت في الفضائيات الإسلامية في الآونة الأخيرة، والتي تصب في اتجاه ترويض الصحوة الإسلامية وتهجينها بصور غير شرعية.

وبين يدي هذه المناقشة ننبه على أمور:

الأول: أن الوسط والقصد في باب وسائل الدعوة هل هي توقيفية أم لا؟

إنَّ "الوسائل المباحة لها أحكام مقاصدها"، وهذا القول وسط بين من يرى أنها توقيفية مخالفًا هدي السلف الذين استحدثوا أمورًا في باب وسائل العلم والدعوة والجهاد، منها: التأليف والتصنيف، ومنها: كتابة أسماء الجند، وغير ذلك من الأمثلة، وبين من يتغاضى نظريًا أو على الأقل عمليًا عن قيد الإباحة؛ فيدخل في المحظورات من باب أنها وسيلة للدعوة.

ومن هذا المنطلق كان الموقف من وسائل الاتصال وبالأخص "العائلة التليفزيونية" أنها مباحة الأصل؛ فإن استعملت في الطاعة دخلت فيها، وإن استعملت في المعصية دخلت فيها وإلا بقيت على الإباحة.

وكان تطبيق هذا الحكم على الواقع قبل ظهور الفضائيات الإسلامية يقضي بالفتوى بحرمة اقتناء جهاز التليفزيون؛ لأن نسبة المواد المباحة فيه لا تكاد تذكر؛ ولأن العادة أثبتت أن وجوده في المنزل ينتج عنه في معظم الحالات بنسبة تقارب المائة بالمائة استعماله في المحرم.

وتغيرت هذه الفتوى مع وجود القنوات الفضائية الإسلامية، وإمكانية ضبط جهاز الاستقبال على هذه القنوات دون غيرها؛ فأفتى كثير من العلماء والدعاة بجواز اقتناء هذه الأجهزة لهذا الغرض؛ فضلاً عن مشاركة الكثيرون منهم في هذه البرامج(1).

الثاني: أن البعض قد غلا في فوائد هذه الفضائيات الإسلامية.. ! منهم من فعل ذلك من فرط حبه للخير ورغبته في التبشير به، ومنهم من فعل ذلك من فرط حبه في منع الخير ورغبته في التحريض ضده، وفي الواقع أن الفضائيات تبقى في إطارها فرصة لقول كلمة حق عامة يعم بها إقامة الحجة على العباد؛ شأنها شأن كل وسائل الدعوة العامة، والتي لا تكفي في معظم الأحوال لإعادة صياغة الشخصية الإسلامية الصياغة المطلوبة، خاصة إذا أضفتَ إلى ذلك أن كثيرًا من المتلقين في الفضائيات يتلقون وهم متلبسون بأحوال تمنع من تمام الفهم أو الاستجابة، وأنه بضغطة زر واحدة يتحول من القناة الإسلامية إلى قنوات الغناء والعري والخلاعة.

ومن هنا تعلم أن من أفتى بجواز دفع زكاة المال للقنوات الفضائية قد غلبت عليه عاطفته في تقدير فوائد هذه القنوات فضلاً عن مخالفته لمذهب جماهير العلماء سلفًا وخلفًا؛ الذين يُقـْصِرون مصرف: (وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ) (التوبة:60)، على الجهاد، ولا يعدونه إلى غيره من صور الخير، وهو القول الأرجح دليلاً؛ وإلا فلو اتسع معنى (وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ) هنا لما كان لكون المصارف ثمانية معنى!

ومن ثمَّ.. فالنصيحة لمن أكرمه الله بالالتزام والبعد عن العائلة التلفزيونية: ألا يغامر بإدخال هذا الجهاز بيته حتى ولو كان من أجل استقبال القنوات الإسلامية.

وأما من ابتلي بمشاهدة البرامج المحرمة في هذه الأجهزة؛ فنصيحته بالقنوات الإسلامية قد يكون هو العلاج الأمثل.

نأتي إلى بيت القصيد وهو: هل لهذه القنوات الإسلامية من مفاسد؟

وهل هناك توظيف ما لها ولو بالتوجيه عن بعد؟

في الواقع توجد بعض المفاسد في بعض هذه القنوات الإسلامية ينبغي على القائمين عليها وعلى الشيوخ الذين يظهرون فيها أن ينتبهوا إليها جيدًا؛ تقديرًا للأمانة التي ألقيت على أعتاقهم بعد ما صاروا واجهة للإسلام، وبعدما صار كثير من العامة يرون أن كل ما يعرض في هذه القنوات لابد أن يكون مشروعًا!

ونحصر كلامنا هنا في أمرين أساسيين:

الأول: "التدجين":

وهو وصف أطلقه العلامة "محمود شاكر" -رحمه الله- على محاولة "نابليون" استمالة مشايخ الأزهر حين أصدر قرارًا بمجرد دخوله القاهرة بإنشاء ديوان من تسعة علماء من الأزهر يتولى شئون القاهرة؛ فقبل منهم من قبل ورفض منهم من رفض، على رأسهم الشيخ "عمر مكرم" -رحمه الله-.

إن "الاحتواء والتدجين" هي سياسة نابليون، وغني عن الذكر أن من يسمون أنفسهم بالمثقفين كلهم قد رضع من الثقافة الفرنسية حتى الثمالة؛ ولذلك فهم يجيدون توظيف سلاح "التدجين"، وأعني به هنا ربط تمرير القنوات الإسلامية والرضا بها بأن تحصر نفسها في القضايا المشتركة بين الإسلام والعلمانية، وإذا أخذنا في الاعتبار أن مُنظري العلمانية وإن كانوا قد اضطروا اضطرارًا إلى القبول بالدين كمكون رئيسي من مكونات الشخصية فإنهم في ذات الوقت حريصون على محاصرته في إطار علاقة الإنسان بربه وفقط، وليس منظمًا لعلاقته بالكون من حوله؛ لا سيما علاقة الفرد بمجتمعه.

وهؤلاء المرضون قد تكون طموحاتهم أن يخرج الدعاة على هذه الفضائيات فيتبنون تلك النظرة العلمانية للدين! ولكنهم يمكن أن يرضوا بإسقاط بعض القضايا من حساب الدعاة فلا يتعرضون لها سلبًا ولا إيجابًا، وهو ما يتم في "معظم" البرامج المقدمة عبر الفضائيات.

فتجد أن كثيرًا من هذه الفضائيات قد أَسقـَطت من حساباتها أهم القضايا التي تمثل خلافـًا جوهريًا بين الإسلاميين والعلمانيين، إلى درجة إهمال "تاريخ الخلافة العثمانية" حتى لا يتهمهم متهم بـ"الحلم بعودة الخلافة"، وأما "وجوب الحكم بما أنزل الله"، و"الولاء والبراء"، وغيرها... فقضايا محظورة تمامًا!

بالطبع لقائل أن يقول إنه يسد بابًا في الوعظ أو التربية أو الأخلاق، وليسد الآخرون باقي الأبواب، وهذا كلام طيب؛ بيد أن "الرائد لا يكذب أهله"، والبعض لا سيما من الشرائح التي ليست لها من نافذة على الدين إلا الفضائيات يعتبر أن ما تقدمه الفضائية الفلانية أو الشيخ الفلاني أحيانًا هو الدين أجمع، لا سيما مع طول فترات إرسال هذه القنوات، ومع ادعائها في إعلاناتها أنها تقدم للمشاهد كل ما يحتاج إليه في شئون دينه.

نعلم أنَّ "الحقل ملغم بالأشواك"، ولكن منذ متى كان طريق الدعوة مفروشًا بالورود، والذكي الحاذق المقدِّر لمسئولية الكلمة لا يعدم ولو توضيحًا يشير به إلى تكامل المنهج الإسلامي، وعدم حصره فيما يقدمه هو أو تقدمه القناة؛ هذا إن عجز عن تقديم المنهج متكاملاً أصلاً.

وأي تصرف غير ذلك هو قبول بـ"التدجين" الذي نعاه الأستاذ "محمود شاكر" على من قَـبِلَ من شيوخ الأزهر دخول الديوان، ولكن يبدو أن من أبرز أمراضنا الراهنة سرعة النسيان!

كان التحفظ السابق هو التحفظ الأبرز على القنوات الفضائية الإسلامية بيد أننا لم "نبرزه" مراعاة أن الغالب عليها كان المصلحة والخير حتى انضم إليه صنوه.

وهو: "التهجين":

وهو أمر لا يقل خطره عن "التدجين" -إن لم يزد-، وأخص بالكلام هنا القنوات الإسلامية التي تقدم نفسها للناس عن طريق نوعية البرامج وأسماء المحاضرين على أنها قنوات "سلفية"، وذلك أن السلفية كاتجاه دعوي من أهم سماته هو رفضه لكل صور الحلول الوسط بين الإسلام النقي إسلام الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعين لهم بإحسان، وبين البدع: كالصوفية والشيعة والأشاعرة، ومن باب أولى البدع المعاصرة وعلى رأسها: العلمانية؛ وهو ما دفع أمريكا قائدة العالم الغربي إلى التحالف مع كل أعداء السلفية من: الشيعة -كما في العراق- والصوفية -كما في مصر-؛ لمحاولة فرض "حالة من العزلة على السلفية" تقبل معها بالحلول الوسط، وعندها سيكون على رأس الموضوعات المطروحة للمهادنة "المهادنة مع العلمانية".

ونسوق على ذلك شواهد سريعة من محاولات تقديم سلفية مهجنة عبر القنوات الفضائية ذات السمت السلفي العام في السنوات الأخيرة:

1- إفساح إحدى القنوات الإسلامية المجال لرجل ذي ميول شيعية لتقديم برامج في قناة نالت شهرتها من برامج مشايخ معروفين بانتمائهم للتيار السلفي، وحسنًا فعل هؤلاء المشايخ وقتها بمقاطعة القناة حتى رضخت واستبعدت ذلك الرجل.

2- بيد أن الموضوع تكرر مرة ثانية مع الأستاذ "عمرو خالد"، والذي يقدم نموذجًا من الانفتاح على الغرب دفع أحد رموز الإخوان، وهو الأستاذ "وجدي غنيم" إلى الرد العلني العنيف عليه؛ فكيف يمكن أن يكون موقف السلفيين منه؟! وانتهت هذه الأزمة أيضًا باستبعاد برامج الأستاذ "عمرو خالد" من هذه القناة.

3- بعدها ظهرت الإعلانات التجارية على هذه القنوات، بصورة مبتذلة لا تراعي هيبة القناة كقناة دينية، ولا تحترم عقل المشاهد، ولا تراعي حقه كمستهلك في أن يكون الإعلان معبرًا عن قيمة السلعة تعبيرًا أمينًا.

4- ومن الظواهر فتح باب الاتصال على الهواء، والذي غالبًا ما يفتتحها المتصل بوصلة مدح مخالفة للسنة التي تنهى المادح عن مدح الرجل في وجهه، والتي تأمر الممدوح أن يحثو في وجه المادح التراب، أو على الأقل مطالبته بالدخول في السؤال مباشرة، ويزيد الطين بلة أن يكون المتصل امرأة، وأن تعيد وتزيد في المدح والثناء، أو يتطرق الحوار إلى نوع من المزاح!

5- ثم بعد ذلك دخلت ظاهرة المذيعات المنقبات، وبدا الأمر في غاية التناقض "إعلامية" مغطاة! وظهرت أسئلة من نوعية: هل يخلو المُخرِج بها في الأستوديو؟ أم تحضر معها محرم؟ أم.. ؟!

وطبعًا حجة من يفعل ذلك أن هذه برامج نسائية، وكأنه عند عرضها تشفر القناة عن أعين وأذان الرجال! أو قد يقولون: إن المرأة يمكن أن تعلِّم الرجل، وكأن هؤلاء المذيعات اللاتي يأتون بهن عندهن من العلم ما ليس عند الرجال ليُتجشم عناء خروجهن على الشاشة؛ ليعلِّموا الرجال والنساء، ولا شك أنها حالة تطبيع مع "الشو الإعلامي" العام!

6- وقريب منها -إن لم يكن أفحش-: الاستعانة بفتيات ناهزن البلوغ للقيام بدور المغنيات أو المذيعات بكامل لوازمه!

7- ثم جاء دور المخالفات الصريحة بإجراء المسابقات التليفونية، وهي مقامرة صريحة لما فيها من "غرم متحقق" مع "غُنم مظنون"، والغرم هنا هو: سعر المكالمة التي تكون في هذه الحالات مناصفة بين شركة الاتصالات وبين القناة الفضائية؛ سواء كانت المكالمة بسعر خاص كما هو الغالب أو بالسعر العادي؛ فَتَرَبُّح القناة من الاتصال يجعل الصورة مقامرة صريحة لا تختلف عن ورق اليانصيب في شيء.

8- ثم جاءت مسابقة قراءة القرآن على "مقامات الموسيقى"(2)! قمة الاستهانة بحق القرآن وتشبيهه بمزمور الشيطان، وإخراج القارئ له عن التدبر والتأمل إلى مشابهة حال المشركين الذين قال الله فيهم: (وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً) (الأنفال:35)!

والأعجب من ذلك أن صاحب هذا ثناء من أحد الشيوخ على هذه القناة ثناء فـُهم منه الرضا والموافقة على هذا العبث! ثم عندما عوتب اعتذر بأنه أثنى على القناة وعلى صاحبها وإن كان قد نصحه سرًا بعدم إتمام البرنامج! وكأن كارثة النصيحة في السر(3) التي يدعيها البعض هي الطريق الوحيد لنصيحة ولاة الأمور انتقلت إلى أصحاب القنوات الفضائية؛ مما ينذر بتحول مسلك النصيحة في السر مع ما في ذلك من تلبيس على العامة إلى سلوك عام حتى مع أصحاب القنوات الفضائية الذين يحتاجون إلى ظهور الدعاة على قنواتهم أكثر بكثير من حاجة الدعاة إليهم.

فالنصيحة لأصحاب الفضائيات: من دخل منهم هذا المجال طاعة لله؛ فليحرص تمام الحرص على التأكد من شرعية أي عمل قبل تقديمه على قناته، وليوسع دائرة استشارته لا سيما في الأمور المستحدثة: كقراءة القرآن على مقامات الموسيقى.

وأما من دخل منهم كتجارة: فلن يثنيه عن هذه المخالفات إلا مقاطعة الدعاة والجمهور لقناته حتى يعود إلى جادة الصواب.

والنصيحة لشيوخ الفضائيات: إما أن تحافظوا على نقاء المنهج وإما أن تعودوا إلى مساجدكم.

والنصيحة إلى جمهور الفضائيات: أن يقاطِع كل قناة إسلامية تسيء إلى الإسلام بفعل أي مخالفة للشرع.

وفي هذا السياق يجب أن نؤكد على عدة أمور:

الأول: أن الإنكار هنا يتوجه على من فعل شيئًا من هذه المحظورات أو غيرها أو ساهم فيه بصورة أو بأخرى، وقد ذكرنا في ثنايا الكلام بعض التصرفات التي صدرت من أصحاب القنوات والتي لاقت إنكارًا من شيوخ هذه الفضائيات -جزاهم الله خيرًا-، وبالتالي فلا وجه لتوجيه اللوم لهم، ولكن أبقينا ذكر الموقف للدلالة على خطورة هذا المسلك، وأنه لا يقتصر على ممارسة بعينها.

الثاني: أننا قصدنا إلى تعمية الأسماء؛ لأنها مواقف متفرقة لم تصدر كلها من شخص واحد أو قناة واحدة، والمعهود من البشر عمومًا وفي هذا المجال خصوصًا كثرة تغير التوجهات؛ فكان التركيز على التوجه أهم من التركيز على صاحبه.

وليس المقصود من ذلك تعميم الأخطاء بأي حال من الأحوال، ولا إلزام كل القنوات، ولا كل الدعاة بخطأ البعض.

الثالث: أن التراجع عن الخطأ أمر يُحمد لصاحبه في كل الأحوال، ولكن البعض أثناء تراجعه يحاول تخفيف حدة خطأه السابق؛ فيأتي بخطأ آخر دون أن يشعر؛ مما يستدعي إنكارًا جديدًا!

الرابع: نعود فنؤكد على أن الفضائيات باب عظيم من أبواب الدعوة العامة التي ينبغي أن يستثمرها دعاة الحق مع الحذر من هذه المزالق التي يريد بها شياطين الجن والإنس إفساد هذه الوسيلة الدعوية.

نسأل الله -تعالى- أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) عد كثير من الناس أن رأي الدعاة لا سيما السلفيين منهم قد تغيَّر في هذه المسألة، واعتبروه دليلاً على أن نظرهم السابق في المسألة كان متسرعًا، وفي الواقع أن هذا نتيجة تغير الواقع وإسقاط الحكم المناسب لكل واقع عليه، وهو ينفي -بفضل الله- عن الدعوة تهمة الانغلاق وعدم الدراية بالواقع من حولها، والتي يدندن حولها الكثير من خصومها.

كما أن تغير نظرة الباحث في أمر ما وارد على الجميع، وحدث من كبار الأئمة؛ فضلاً عن غيرهم، ولكن هذه المسألة ليست من هذا الباب كما أسلفنا.

(2) للاطلاع على أقوال أهل العلم قديمًا وحديثًا في إنكار هذه البدعة الشاذة راجع مقال: "المزمار الذهبي" للشيخ "عصام حسنين".

ولكن نريد فقط هنا أن نوضح الفكرة العامة لهذه البدعة ومدى نكارتها؛ فنقول:

إن "المقام الموسيقي" يشبه إلى حد ما بحور الشعر عند الشعراء، فكما قام "الخليل بن أحمد" بتحليل الشعر، ووجد أن هناك "أوزانًا" معينة محصورة قادرة على إيصال إيقاع صوتي متناغم متجانس يعطيك لذة السمع بالتوافق بين إيقاع كل بيت، فقد درس فلاسفة العصر العباسي كالكندي وغيره المقطوعات الموسيقية؛ ليكتشف أن هناك فقرات موسيقية أساسية يمكن تحليل أي نسيج موسيقي إليها.

وأن هذه الفقرات الموسيقية الأساسية هي عبارة عن عدد من الأصوات الموسيقية المتتابعة والمتفاوتة في الشدة صعودًا وهبوطًا؛ بحيث تعطي في النهاية إحساسًا ما: إما بالفرح أو الحزن، أو التأمل، أو غيرها من الأحاسيس.

وعُرِفت هذه الفقرات الأساسية "بالمقامات"، والتي أصبحت بالنسبة للموسيقيين لَبِنات يمكن أن يُكوِّنوا منها مقطوعة موسيقية كبيرة تحكي تجربة شعورية فيها فرح، ثم حزن، ثم نسيان كما هي غالب عادتهم في ذكر الحب والهجر، وما يعقبه من حزن أو نسيان أو معنى آخر.

وهذا المعنى في الموسيقى بغض النظر عن اقترانها بالقرآن هو أحد الحكم التي استنبطها العلماء لتحريم الشرع للموسيقى حتى سماها "ابن القيم" -رحمه الله- وغيره بـ"خمر النفوس"؛ ذلك أن الموسيقى تخاطب الغرائز البهيمية في الإنسان، وتسلب العقل سلطانه على الجوارح والمشاعر، وتتولى هي إعطاءه حزنًا أو فرحًا أو شجاعة، كل هذا بعد عزل سلطان العقل.

ومن أعجب ما ابتلي به أصحاب الغناء أنك تجد أنهم ربما ركَّبوا ألحانًا راقصة على كلمات حزينة، وتكون الغلبة بالطبع لللحن؛ فتجد سامعيها يتراقصون على أنغامها!

ولهذا المعنى أيضًا قيَّد العلماء إباحة الإنشاد الخالي من الآلات الموسيقية بألا يكون على هيئة غناء المغنين؛ أي: خُلوَّه من تنغيم تلك المقامات التي تتوغل في أوصال النفس.

وأما القرآن فإنما نزل للتدبر والتأمل (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ) (ص:29)، فلابد أن تكون الغلبة فيه للكلمة، ولاسيما وكلمات القرآن فيها تنغيم ذاتي من تتابع الحركات والسكنات في الجملة، جعله مستغنٍ عن أوزان الشعراء؛ فاستغناؤه عن مقامات الموسيقيين أولى.

وإنما يستحب للقارئ أن يتغنى بالقرآن مترنمًا به على وفق ألفاظه ومعانيه، لا أن يركِّب عليه مقامًا يعطي رسالة ذاتية قد تتفق أو تختلف معه لفظًا ومعنى، ووصلاً ووقفًا؛ فهذا مما لا يقول به عاقل يعلم أن القرآن كلام، بل أبلغ كلام يُراد منه أن يعقل منه قارئه معناه، وأن يشعر بالشعور الملائم لهذا المعنى؛ ومن ثمَّ يستقر عنده ما اكتسبه من حب لخير أو بغض لشر، أو تَخَلُّق بخلق: كالصبر، والحلم، ونحوها... بخلاف الموسيقى التي لا تعطي إلا شعورًا وهميًا كاذبًا يشابه تمامًا الشعور الذي تمنحه الخمر لشاربها!

بقيت شبهة:

أن البعض يقول: إن ما من قارئ إلا ويقرأ بمقام شئتم أم أبيتم، وأن ما يفعلونه هو إرشاد القارئ لأنسب مقام تقرأ به كل آية!

نقول: إن الزعم بأن هذه المقامات قد استوعبت كل الاحتمالات زعم باطل، فعند اختيار مقام معين تقرأ به آية فأيهما سيخضع للآخر؟ فإن قلتَ: إنك تخضع المقام للفظ الآية؛ لم يبقَ للمقام فائدة، وبقي الأمر على ما ذكرنا من ترتيل الكلام والتغني به بحسب ألفاظه ومعانيه.

وإن قلتَ: إن الغلبة للمقام كان هذا من التحريف والتبديل لمعاني القرآن إن لم يكن لألفاظه، وقد حدث هذا بالفعل كما ذكر من شاهد تلك التجارب الأولى، وكيف قاد الاستغراق في المقام لكثير من القراء بزيادة مد أو حذفه! وربما أدغم حرف حتى وكأنه لم يقرأ على طريق المغنين حينما يحاولون إخضاع ألفاظ أغانيهم لمقاماتها.

وأما تعلم هذه المقامات مجردة عن قراءة القرآن كنوع من التمرين له على حسن الأداء المتناغم حتى إذا جاء وقرأ القرآن طاوعه صوته على حُسن الأداء، فيمنع أيضًا سدًا للذريعة؛ لإيقاف باب العبث؛ وللبعد عن الافتتان بأحوال أهل الفسق والفجور.

(3) ما أجمل ما قاله العلامة الألباني -رحمه الله- في هذا الأمر حينما قال: "إن عصوا الله سرًا نصحناهم سرًا وإن عصوا الله جهرًا نصحناهم جهرًا".

ابو هاله
06-30-2010, 12:01 PM
بارك الله فيكي أخت الموحده
وأسأل الله العلي القدير أن يثبتك ويرشدك دائماً إلى طريق الحق
وأن يبعدك عن الضلال
وبعد
فليس كل ما يعرض على القنوات الفضائية يؤخذ على أنه صواب
وكما ذكرنا قبل ذلك أن المشرف العام على قناة الرحمة ليس راضياً عن كل ما يعرض فيها

وكلمة قالها قبل ذلك المشرف العام نفسه على قناة الرحمة الشيخ محمد حسان
قال:
إذا سمعت أي شيء يقال أو رأيت أي فعل ، أقوم بعرضه على الكتاب والسنة ، فإن وافقها أضعه فوق رأسي
وإن خالف الكتاب أو السنة ، أضرب به عرض الحائط

بارك الله فيك اخى الكريم على هذا الكلام ولكن
ما دام ان الشيخ حفظه الله تعالى وسدد على طريق الحق خطاه ليس راضيا عن كل ما يعرض فى القناه فلماذا يتم عرضه طالما انه مخالف لمهج السنه
وما هى الاخطاء التى ذكر انها موجودها لماذا لم يبنها ويبن سبب الخطاء فيها ويبين ما هو بديلها الصحيح
ولماذا يسكت عنها طالما انه مشرف القناه ولماذا لا يمنعها
ولماذا لا يتكلم فى قضايا التنصير المنتشر فى طول البلاد وعرضها
ولماذا لا يتكلم عن حكم الله تعالى فى بناء الكنائس فى بلاد المسلمين
ولماذا لا ينادى بالجهاد ضدد اعداء المسلمين فى كل مكان
ولماذالا ينادى بتطبق شرع الله فى البلاد بدلا من ان يثنى على هؤلاء الخونه من الحكام الموالين لليهود والنصارى
اين هو ومنهج قناته فى بيان توحيد رب العالمين ومنابذه الشرك الذى تعج به البلاد حتى اصبح فيها اكثر من خمسة عشر
مليون صوفى يطوفون فى القبور
اين واين اسئلة كثيره لا اجد لها اجابه
فالله اسال ان يوفق الجميع الى ما فيه الخير للاسلام والمسلمين

السعادة في العبادة
06-30-2010, 01:44 PM
هل تحتاج الامة الى بن تيمية جديد ؟؟؟؟؟
لرأب الصدع

اخت مسلمة
07-01-2010, 12:19 AM
لو كان من سنن الدنيا أن تجتمع على رجل لكان سيد الخلق أجمعين أحق بهذا عليه صلوات ربي وسلامه ...
والله لست أدري ماسر هذه الهجمة الشعواء على مشايخ السلفية ,,, أهو سرطان الصحوة..؟؟
أم دسائس لايعلم بواطن نوايا أصحابها الا الله ...؟؟؟
نسأل الله السلامة والعافية والبراءة من لحومهم المسمومة

ATmaCA
07-01-2010, 01:06 AM
كل ما تقوله ينادى به الشيخ الفاضل فى محاضراته . ولكن الكمال لله وحده ، وهناك أولويات تؤخذ فى الاعتبار أكثر من مشاكل أخرى ، الغريب أن كل ما ذكرته ينادى به الشيخ فى كل محاضرة من محاضراته حتى فى حلقات تفسير القرآن الكريم فعندما ترتبط الآية بحدث يربط فورًا للإتعاظ . أما ثناءه على الحكام العرب فهذا ظلم للشيخ !! وأنا متابع جيد له ولم أجده مرة يمدح فى أى حاكم !، بل حتى عندما حدثت الأزمة الأخيرة فى القناة وكان يأتيه إتصالات من العامة تناشد حسنى مبارك وجمال مبارك بالتدخل كان يصمت ولا يتفاعل ويظهر على وجهه أعراض عدم الرضى ، وأى عاقل يتابعه يرى ذلك . الرجل نحسبه على خير ونستفاد منه ومن علمه . ولكن ليس من الحكمة ما تنادون به بل الأكثر حكمة ومناسبة لما يحدث هو ما يفعله الشيخ وفقه الله .
والأخطاء لايمكن تلافيها فى الحلقات التى يتحدث فيها مشائخ آخرين ، بل ربما يكون التنبيه بعد عرض الحلقة ، فالشيخ تبارك الله عنده فى القناة جيش كامل من العلماء والدعاة والخطأ وارد ، فلا تتصيدون الأخطاء للعلماء بارك الله فيكم فهذا يهز صورتهم عند الحمقى ، والشيخ حسان يعمل على السير فى الإتجاه الصحيح ، والحمد لله أن فى الأمة أمثال هؤلاء ، و الحكمة الحكمة وفقكم الله ورعاكم . والحمد لله.