المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجاهلية .. وعصور الخلافة التى تلت البعثة المحمدية



السعيد شويل
05-31-2010, 04:21 PM
************************************************** *************


الجاهلية وعصور الخلافة التى تلت البعثة المحمدية



معنى الجاهلية



عصرما قبل بعثة سيدنا رسول صلى الله عليه وسلم كان يسمى بعصرالجاهلية ..


وسمى بهذا الإسم لما كان فيه من حمية وميل إلى الغضب وثأر وطيش وحمق وسفه ووأد للبنات وضلالات


وخرافات واستحلال للحرمات واقتراف للموبقات وانتقام ووحشية وتعصب أعمى وسفك للدماء وهتك للأعراض


وسلب للأموال ولما كان فيه من الوثنية وعبادة التماثيل والأصنام والشرك بالله ورفض الألوهية والخروج عن


العبودية .... إلخ


ولكن .. بعد البعثة المحمدية وبزوغ شمس الإسلام التى أنارت الدنيا وأضاءتها وبعد نزول شريعة الله التى أمرت بالعدل


والتقوى ونهت عن الفحشاء والمنكر فقد تبددت هذه الجهالات ومحيت تلك الضلالات وأشرقت كل الظلمات.. فقد جاء


الإسلام بالحق وأظهر الله منته على الخلق .. لذا .. فإنه :


إذا ما آمن المرء بدين الإسلام فهو يكون بذلك قد خلع ماضيه وانفك عما كان فيه ..


ونبذ الجاهلية المبنية على العصبية بما فيها من جهالة وضلالة وصار من أصحاب العقول وأولى الألباب لتبرؤه


من كل معبود أو متبوع أو مطاع سوى الله ولتلقيه هدى الإسلام الذى يستقيم به على منهج الله .


أما إذا أشرك بالله أوظل على ماهو فيه قابعا لايؤمن بالدين القويم ولا يتبع طريق الله المستقيم : فهو ما زال على


الجاهلية .



عصر الرسالة والخلفاء الراشدين



بعد أن اكتمل دين الله واكتملت شريعة الله لتكون منهجا للحياة .. وبعد أن فتحت البلدان وانتشر الإسلام فى كل مكان


وذلت له الرقاب ودانت له البلاد وهوت القياصر والأكاسر وجلا كل ضال عن المدينة المنورة ومحى الظلم والشرك


عن مكة المكرمة ودخل الناس فى دين الله أفواجا وأتوا إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسالا :


انتقل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مثواه .


وتولى سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه خلافة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسارعلى نهج نبى الله ومصطفاه


فى نشر دين الله بين كافة خلق الله يأتمر بأوامر الله وينتهى عما نهى الله .. ومن بعده كان سيدنا عمر بن الخطاب ثم سيدنا


عثمان بن عفان ثم سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنهم أجمعين .. ثم توالى من بعدهم خلفاء للمسلمين : من بنى أمية


ومن بنى العباس ومن العثمانيين .



الخلافة الأموية



بعد انتهاء عصر الخلفاء الراشدين تولى خلافة المسلمين : الخلفاء الأمويين منذ عام 41 هـ وحتى عام 132 هجرية


( 662 إلى 750 ميلادية ) .


وكان أول خليفة من هؤلاء الخلفاء سيدنا معاوية بن أبى سفيان بن حرب بن أمية وكانت دمشق هى مقر الخلافة ..


وقد تعاقب عليها أربعة عشر خليفة على مدى 91 عاما وهم :


معاوية بن أبى سفيان : كان واليا على الشام ولاه سيدنا عمر بن الخطاب بعد وفاة أخيه يزيد بن أبى سفيان رضى الله عنهم


أجمعين .. وقد أجمع المسلمون من أهل الحل والعقد بخلافة معاوية فى عام الجماعة سنة 41 هجرية .


كان حكيما عادلا قام بإرساء كيان الدولة وتوحيد كلمة المسلمين وأكمل الفتوحات الإسلامية فأنشأ أول أسطول بحرى عرفه


التاريخ حاصر به الإمبراطورية البيزنطية فى عاصمتها القسطنطينية وقام بإرسال أبو أيوب الأنصارى ويزيد بن معاوية تحت


قيادة فضالة بن عبيد الأنصارى لضرب الحصار عليهم برا وبحرا .


يزيد بن معاوية بن أبى سفيان : لم تتوقف فتوحاته الإسلامية شرقا وغربا .. وقع فى عهد خلافته واقعة كربلاء التى استشهد


فيها سيدنا الحسين بن على رضى الله عنهما .


معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان : كان عالما ورعا تولى الخلافة لمدة قصيرة آثر التنازل عنها وأوصى أن يكون


الإختيار لها شورى بين المسلمين وقال لأهل الحل والعقد : من رضيتم به فولوه .


مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية : كان عالما فقيها تولى إمرة الحجازوعاش بالمدينة المنورة .. أكمل الفتوحات


الإسلامية نحو المشرق .. أولى اهتمامه أنه كان مهتما بأمور الرعية يخشى افتراق كلمة المسلمين ويعد أول من قام بضبط


المكاييل والموازين فى البيع والشراء لعدم الغبن أو الغش فيها .


عبدالملك بن مروان بن الحكم : كان عابدا ناسكا سار على نهج أبيه فكان دائم النهى فى خطبه عن الفرقة والإختلاف.. فى


عهده اتسعت رقعة الأرض الإسلامية وازدهرت العلوم الشرعية والحضارة العمرانية والزراعية والتجارية .. غزا بلاد الهند


ووصل فى فتوحاته إلى مشارف الصين .. أول من قام بصك النقود الإسلامية وكتب عليها ( قل هو الله أحد ) وعلى الوجه


الآخر ( لاإله إلا الله ) وأحيط بطوق كتب خارجه ( محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ) وأبطل استعمال


الدنانير والدراهم الفارسية والرومية وكسا الكعبة المشرفة بالديباج وبنى مسجد قبة الصخرة .


الوليد بن عبدالملك بن مروان بن الحكم : امتدت الفتوحات فى عهده شرقا وغربا حتى أصبحت الدولة الإسلامية مترامية


الأطراف واسعة الثراء .. غزا الوليد بخارى وسمرقند وأكمل فتوحات الأندلس وهو أول من أقام البيمارستانات (المستشفيات)


كما قام بحفر الآبار وتمهيد الطرق المؤدية إلى الحجاز وبناء البيوت والمنازل لحجاج بيت الله وقام بعمارة الحرمين والمسجد


الأقصى وقام بإعادة إعمار وتطوير الجامع الأموى فى دمشق .


سليمان بن عبدالملك بن مروان بن الحكم : كان ذا خلق جم فصيحا بليغا مؤثرا للعدل غازيا شجاعا .. تولى الخلافة بعد


وفاة أخيه .. أعاد بناء الأسطول البحرى الإسلامى وقام بضرب وتشديد الحصارعلى القسطنطينية وأرسل أخيه مسلمة لقطع


المؤن والإمدادات التى تصل إليها .


عمر بن عبدالعزيز بن مروان بن الحكم : كان متوليا إمرة المدينة المنورة .. عم العدل والرخاء أرجاء الدولة الإسلامية فى


عهد خلافته حتى بلغت من الثراء والغنى مالم تبلغه دولة على وجه الأرض .. كان مراقبا لله فى سره وعلنه .. دائما فى طلب


العلم والعلماء .. لقب بخامس الخلفاء الراشدين .. من أقواله : ( إنكم لم تخلقوا عبثاً ولن تتركوا سدى .. وإن لكم معاداً قدره


الله للفصل بين عباده فقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التى وسعت كل شىء وحرم جنة عرضها السموات والأرض ..


فى كل يوم تشيعون من قضى نحبه وانقضى أجله فتودعونه وتدعونه قد خلع الأسباب وفارق الأحباب وسكن التراب وواجه


الحساب .. ) .


يزيد بن عبدالملك بن مروان بن الحكم : اتسم عهد خلافته بالفتوحات الكثيرة والغزوات العديدة حتى شتت شمل أعداء


المسلمين وأذاقهم ألوانا من العذاب لم يهنأ لهم رقاد ولاسهاد .. بث عنه المنافقون والحاقدون سموما من أراجيفهم وأباطيلهم ..


من أقواله : ( لاطاعة لمخلوق فى معصية الخالق إنما الطاعة لله فمن أطاع الله أطيعوه ما أطاع فإذا عصى أودعا إلى


معصية فهذا أهل أن يعصى ولايطاع .. ) .


هشام بن عبدالملك بن مروان بن الحكم : كان حازما عاقلا رادا للمظالم ذات دهاء فى مغازيه .. أرسى الأمن والأمان فى


أرجاء الدولة .. أنشأ المكتبات والمطابع ودورالعلم .. وجه بن مالك الخولانى وعبد الرحمن الغافقى إلى جنوب فرنسا لفتح


( تور وبواتيه ) للوصول من خلالهما إلى فتح القسطنطينية عن طريق الفرنجة - أوروبا - فعبر بن مالك الخولانى جبال


البرانس وسيطرعلى سهل بروفانس وسيطرعبد الرحمن الغافقى على سهل أكيتانيا وعند سهل بواتيه وقف الفرنج مستنجدين


بالقبائل البربرية الجرمانية لوقف هذا الزحف الإسلامى ودارت معركة عند هذا السهل سماها المستشرقون الوضاعون ببلاط


الشهداء - وقالوا كذبا لكثرة شهداء المسلمين - رغم أن الجند من المسلمين قد عادوا إلى إقليم بروفانس بأسلابهم وغنائمهم


بعدما صدرت أوامر الخلافة إليهم بالعودة لصعوبة وصول الإمدادات من خلال تلك السهول والجبال .. قام بنشر الإسلام فى


العديد من البلدان ودمرالهجمات الرومانية على دمياط بمصر وأقام بعدها الحصون الحصينة على كافة حدود الخلافة


الإسلامية .


الوليد بن يزيد بن عبدالملك بن مروان بن الحكم : يزيد بن الوليد بن عبدالملك بن مروان :

إبراهيم بن الوليد بن عبدالملك بن مروان : مروان بن محمد بن مروان بن الحكم :


قيل عن بعض الخلفاء ماقيل مما وضعه الأفاقين والمنافقين ومما دسوه ووضعوه فى كتب الأئمة وعلماء الدين ظلما وزورا


حتى نقوم بتصديقها وتسفيه رأى من يقول بغيرها وردده من لاعقل له ولا بصيرة من جهلة المسلمين فارتكبوا بذلك إثما وحوبا


كبيرا ..... لذا : عليك أن تحذر :


مما وضعه هؤلاء الحاقدين عن خلفاء المسلمين من أباطيل وأكاذيب وافتراءات ومغالطات . سواء كان ذلك : فى الدولة


الأموية أو العباسية أوالعثمانية :


فخلفاء المسلمين فى خلافتهم قد أذلوا الكفر وأهله حتى امتلأت القلوب منهم رعبا وفزعا وهلعا .. قد أصابهم الذعر منهم


حتى أرقوا نومهم وأقلقوا سهادهم .


خلفاء المسلمين ملكوا الأرض بما فيها وما عليها ملكوا مشارقها ومغاربها .. تحكموا فى جميع أنحاء ممالكها .. برها


وبحرها .. واديها وسهلها .. زرعها وجبلها .. علت راية الإسلام فى عهودهم خفاقة فكانت الدولة الإسلامية مهيبة منيعة


ذات قوة وعزة وهيبة .


يقول ابن العربى فى العواصم من القواصم :


(والناس إذا لم يجدوا عيباً لأحد وغلبهم الحسد عليه له أحدثوا له عيوباً .. فاقبلوا الوصية ولا تلتفتوا إلا إلى ما صح من


الأخبار واجتنبوا أهل التواريخ فإنهم ذكروا عن السلف أخباراً صحيحة يسيرة ليتوسلوا بذلك إلى رواية الأباطيل فيقذفوا فى


القلوب مالا يرضاه الله تعالى وليحتقروا السلف ويهونوا الدين وهو أعز من ذلك وهم أكرم منا فرضى الله عن جميعهم .


فصونوا أسماعكم وأبصاركم عن مطالعة الباطل ولا تسمعوا فى خليفة مما ينسب إليه ما لا يليق ويذكر ما لا يجوز نقله وبذلك


تكونوا على منهج السلف سائرين وعن سبيل الباطل ناكبين .



********



الخلافة العباسية



تولى الخلافة الإسلامية من بعد بنى أمية : بنى العباس منذ عام 132 هـ إلى 656هجرية (750 إلى 1258ميلادية ) ..


فاتجه خلفاء بنى العباس إلى استكمال بعض الفتوحات الإسلامية وصد الهجمات الرومانية والصليبية وإخماد بعض الفتن


والمؤامرات وما كان يحدث من تمردات .


كما اتجهوا إلى رعاية الحضارة وتعليم البشر شتى أنواع العلوم والمعرفة بعد أن أضفى الإسلام الهيبة والجلال على المسلمين


وألقى ربوعه على جميع الأنحاء والأرجاء للكرة الأرضية إما بالفتوحات الإسلامية وإما بنزولهم على حكم الله ورسوله صلى


الله عليه وسلم .


فالخلافة العباسية كانت كثيرة المحاسن جمة المكارم أسواق العلوم فيها قائمة وشعائرالدين فيها معظمة والخيرات فيها دائرة


والدنيا عامرة والحرمات مرعية والثغور محصنة .. ازدهرت فى عصرها الحضارة وازدانت العمارة.. شيدت الجوامع


والمساجد والخانقاوات والأربطة والقلاع والثغور والمدارس والحمامات والبيمارستانات والخانات والوكالات والقيساريات


والأسواق والفنادق والقصور والبيوت والأسبلة والآبار والقناطر والنافورات .. صنفت الكتب الفقهية واجتهد الأئمة والعلماء


وصنفت علوم التفسيروالحديث وكتب السيرة والتاريخ والمغازى .. وكان هناك مدرستان : أحدهما فى العراق : مدرسة أهل


الرأى . والأخرى فى المدينة : مدرسة أهل الحديث .. وفى اللغة والنحو مدرستان : مدرسة البصرة . ومدرسة الكوفة ..


وأبدع علماء وفقهاء المسلمين فى ترجمة شتى أنواع العلوم والمعرفة فأضافوا وصححوا وأخذ العالم ما صححوه وترجموه إلى


لغتهم فنهضوا من سباتهم ومن عصور ظلامهم وظلمتهم التى كانوا قابعين فيها .


وبنى العباس ينتسبون إلى العباس بن عبد المطلب عم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وكانت بغداد هى مقر الخلافة


لهم ثم انتقلت إلى سامراء فى عهد الخليفة المعتصم بالله ثم عادت مرة أخرى إلى بغداد .


وقد قسم المؤرخون الخلافة العباسية إلى عصرين : الأول هوالأزهى والأقوى وينتهى بانتهاء تاسع الخلفاء : هارون الواثق


بالله .. والعصرالثانى يبدأ بخلافة جعغر المتوكل بالله وينتهى بآخر الخلفاء : المستعصم بالله .. وبعض المؤرخين



أضافواعصرا ثالثا : سموه عصر الأمراء ويبدأ بخلافة القاهر بالله وينتهى بآخر الخلفاء .



وقد تعاقب الخلافة العباسية سبعة وثلاثون خليفة على مدى 524 عاما وهم :


(أبو العباس) عبد الله بن محمد : هو أبوالعباس عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم


هو أول الخلفاء العباسيين بعد مروان بن محمد بن مروان بن الحكم .. قام بالفتوحات فى الشرق .. مدة خلافته لم تطل وتولى


أخوه أبو جعفر الخلافة من بعده .


( أبو جعفر) المنصور بن محمد : قام بفتح طبرستان وأمرابنه المهدى عليها ..غزا قبرص ..وأطاح بالراوندية القائلين


بتناسخ الأرواح فقتلهم واستئصل شأفتهم كما أطاح بالزنادقة والوضاعين وبرؤوسهم التى كانت تستشرى فى جسد الأمة ..


كان محبا للعلم والعلماء .. قال فى خطبته فى يوم عرفة : ( أيها الناس إنما أنا سلطان الله فى أرضه أسوسكم بتوفيقه


ورشده .. فيئه أقسمه بإرادته وإذنه .. فارغبوا إلى الله أيها الناس وسلوه فى هذا اليوم الشريف الذى وهب لكم فيه من فضله


والله أسأل أن يوفقنى للصواب ويسددنى للرشاد فإنه سميع مجيب ) .


( أبوعبد الله ) محمد المهدى : بعد وفاة أبيه بايعه أهل الحل والعقد فخطب فيهم وقال : ( إن أمير المؤمنين عبد دعى


فأجاب وأمر فأطاع - واغرورقت عيناه - لقد فارقت عظيماً - أبوه - وقلدت جسيماً فعند الله أحتسب أمير المؤمنين وبه


أستعين على خلافة المسلمين ) .. كان جوادا شهما محببا إلى الرعية جالس العلماء .. قام بعمارة طريق مكة وترك المقاصير


التى فى جوامع الإسلام وقصر المنابروصيرها على مقدار منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أول من عمل البريد من


الحجاز إلى العراق .. أنشأ ديوانا جديدا للتحرى عن الزنادقة والوضاعين وإبادتهم وتتبعهم فى الآفاق لما يبثوه من الأباطيل


الملفقة وما يدسوه من خرافات وأقاويل كاذبة .


( أبو محمد ) موسى الهادى : كان فصيحاً أديباً تعلوه هيبة له سطوة وشهامة أوصاه أبوه المهدى قبل أن يموت بقتل الزنادقة


والوضاعين الذين خالفوا فطر العقول وناقضوا كل الأصول وباينوا لباب النقول لإثارة البلبلة والشك والريبة فقتل منهم خلقاً


كثيراً .


( أبو جعفر) هارون الرشيد : كان أميرا على خراسان .. يعظم حرمات الإسلام ويبغض المراء فى الدين ومعارضة


النص .. بلغت الدولة الإسلامية فى عهده عظمة وقوة ومهابة .. ووصلت إلى أوج ازدهارها وعمرانها واتسعت فتوحاتها


المترامية من تونس إلى أفغانستان .. أطاح بالبرامكة واستأصلهم وشردهم وصادر أملاكهم وممتلكاتهم .. فى عهد خلافته كان


هناك من أراد أن يشق عصى الطاعة للخليفة : حيث رفضت الإمبراطورية الرومانية دفع الجزية وطلب نقفور الإمبراطور


الرومانى من الخلافة إعادة الأموال المدفوعة فأرسل هارون الرشيد ردا إليه : ( بسم الله الرحمن الرحيم من هارون الرشيد


إلى نقفور كلب الروم قرأت كتابك والجواب ماتراه ) وأرسلت الجيوش لتأديبه وفتح آخر بلاد امبراطوريته فعاد وأقر بدفع


الجزية وطلب المصالحة والأمان .


( أبو موسى ) محمد الأمين بن هارون الرشيد : وهو ابن هارون الرشيد كان شجاعا ذا قوة مفرطة وبطش شديد .. أنشأ


بيت الحكمة فكان مجمعا علميا فريدا .


( أبو جعفر) عبدالله المأمون بن هارون الرشيد : أخ الأمين لقب بأبى العباس وبأبى جعفر .. كان فقيها من كبار العلماء ومن


أفضل الرجال حزماً وعزماً وحلماً وعلماً ورأياً .. غزا الروم وفتح حصن قرة وحصن ماجدة .. جعل بيت الحكمة صرحا


عظيما وأولاه عناية فائقة وأنشأ به مرصدا ومكتبة جامعة وهيئة للترجمة .. من أقواله : (أول العدل أن يعدل الرجل فى


بطانته ثم الذين يلونهم ) .. يعد من أول الخلفاء الذين دخلوا إلى مصر بعد غزوه للروم وفتحه للحصون .


( أبو إسحق ) محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد : كان فصيحا مهيبا سمحا ذا دهاء وهيبة وشجاعة .. أنشأ مدينة


سامراء وجعلها مقرا لخلافته .. وفى عهده : أراد الرومان النيل من هيبة الدولة الإسلامية العظمى فأغار أحد الأباطرة


الرومان - ثيوفيل - على إحدى المدن الإسلامية - زبطرة - وأبى دفع الجزية فتم تسيير حملة تأديب إليه مكونة من ثلاثة


جيوش قادها بنفسه وزحف بها إليه ودمر مدينة عمورية عليه وفى هذا قال أبو تمام :


( السيف أصدق أنباء من الكتب ... فى حده الحد بين الجد واللعب )


( أبو جعفر) هارون الواثق بالله بن محمد : هو ابن الخليفة محمد المعتصم كنيته أبو جعفر وكانت الرعية تسميه المأمون


الثانى .. كان قويا صبورا حليما يراقب الولاة فى الأمصار وقضى على الثورات والفتن التى قامت فى عهده .. غزا الروم


ودك بعض حصونهم التى أقاموها وأرسل الفضل بن جعفر الهمدانى لفتح جزيرة صقلية .. قام بتشييد المساجد والقصور


والأبنية الشامخة .


( أبو الفضل ) جعفر المتوكل بالله بن محمد : وهو أخ هارون الواثق .. فى عهده انطلقت الزنادقة من مخابئها وأفشت القول


بخلق القرآن فحاربهم وشتت شملهم واستقدم العلماء والمحدثين إلى سامراء لمحو كل أثر لهذه البدعة .. واتجه لصد الرومان


الذين حاولوا الإغارة على مصر من ناحية دمياط فقاتلهم وأسر الآلاف منهم وغنم منهم مغانم كثيرة .. وقام بطرد الأحباش من


بلاد النوبة ودمر الصليبيين على أطراف صعيد مصر.. عزل بعض الولاة والقضاة وصادر أملاكهم بعد أن كثرت الشكوى من


فساد بعضهم .


( أبو جعفر) محمد المنتصربالله بن جعفر المتوكل بالله : كان راجح العقل فطنا متحرزا منصفا عادلا مالت إليه قلوب


الرعية وأحسن إلى العلويين وحاول إثنائهم عما ساروا عليه من أباطيل وأراجيف .


(أبو العباس ) أحمد المستعين بالله بن المعتصم : كان بليغا وأديبا واسع الفضل والخير .. قاتل الرومان لإغارتهم على


بعض الثغور الإسلامية فى معركة مرج الأسقف.


( أبو عبد الله ) محمد المعتزبالله بن جعفر المتوكل بالله : كان محدثا بارعا فى الحديث واتسع نفوذ الأتراك فى عهده ونشبت


عدة ثورات وتمردات.


( أبو إسحاق ) محمد المهتدى بالله بن هارون الواثق : كان ورعا متعبدا جازما فى أوامر الله ونواهيه يراقب بنفسه أمور


ودوواين الدولة التى تفشت فيها المظالم والجور وعدم العدل .


( أبو العباس ) أحمد المعتمد على الله بن جعفرالمتوكل بالله : قاد بنفسه الجيش الإسلامى للقضاء على صاحب الزنج كما


قام بصد الروم عند طرسوس وقتل قائدهم .


( أحمد المعتضد بالله بن طلحة الموفق بن جعفرالمتوكل بالله : كان من ذوى الرأى والصلاح .. أعاد مقرالخلافة الإسلامية


إلى بغداد .


( أبو محمد )على المكتفى بالله بن أحمد المعتضد بالله: كان حسن السيرة محمود من الرعية أطاح بالقرامطة الذين قالوا


بالعصمة ووجوب الإمام المعصوم فى كل زمان والذين قد تغلغلوا فى أمصارالخلافة خاصة فى الكوفة ودمشق وبغداد وغيرها


( أبو الفضل ) جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله : تم مبايعته للخلافة بعد وفاة أخيه المكتفى .. يقول


الذهبى فى سيرأعلام النبلاء أنه كان جيد العقل صحيح الرأى .. طارد فلول القرامطة وحارب جيوش الروم التى عاثت


فسادا فى بعض


الثغورالإسلامية وحال التحام القتال رماه بربرى بحربة من خلفه فسقط شهيدا .


( أبو المنصور) محمد القاهر بالله بن أحمد المعتضد بالله : كان ذا بطش وقوة مع الرعية فى أوامر ونواهى الله فانتشرت


فى عهده الفتن والتمردات الداخلية .


( أبو العباس ) محمد الراضى بالله بن جعفرالمقتدر بالله : كان كريما سمحا يحب العلم والعلماء تعلم الحديث من البغوى ..


فى عهده ساءت إدارة الولاة فى بعض أمصارالخلافة واضطربت أحوالها واستقلت بعض البلدان الإسلامية وتم إعلان الخلافة


الأموية فى الأندلس والفاطمية فى مصر.. وعادت فلول القرامطة لنشر أفكارها .. والزنادقة فى بث سمومها .. كما تجمع


الصليبيون للإنقضاض على المسلمين .


( أبو إسحاق ) ابراهيم المتقى بالله بن جعفر المقتدر بالله : كان المتقى بالله عابدا كثير الصوم يعظم حرمات الله بويع له


بالخلافة بعد وفاة أخيه .. فى عهده تدخل الأتراك فى أمور وشئون الخلافة وزاد اضطراب الدولة الإسلامية وتفكك بلدانها ..


البويهيين نزلوا بواسط .. الإخشيديين فى مصر .


( أبو القاسم ) عبد الله المستكفى بالله بن على المكتفى بالله : خلع على أحمد بن بويه لقب معز الدولة وولاه الأهواز


والبصرة وواسط كما خلع على أخيه على عماد الدولة وعلى أخيه الحسن ركن الدولة .. لقب على السكة المتعامل بها -


إمام الحق -


( أبو القاسم ) الفضل المطيع لله بن جعفر المقتدر بالله : كان ملقبا بالشيخ الفاضل حارب الرومان عند نصيبين وخرج إلى


البصرة مقاتلا للقرامطة .. وظهر فى عهده أمر الدولة العبيدية فى مصر والشام .. توفى الخليفة المطيع لله بواسط


( أبو الفضل) عبد الكريم الطائع لله بن الفضل المطيع لله :


(أبو العباس) أحمد القادربأمر الله بن اسحق المقتدر بالله :


(أبو جعفر )عبدالله القائم بأمر الله بن أحمد القادر بأمر الله :


(أبو القاسم )عبدالله المقتدى بأمر الله بن محمد بن عبد الله القائم بأمر الله :


(أبو العباس) أحمد المستظهربالله بن عبد الله المقتدى بأمر الله :


(أبو منصور)الفضل المسترشد بالله ابن عبد الله المستظهر بالله :


(أبو جعفر) المنصور الراشد بالله ابن الفضل المسترشد بالله :


(أبو عبدالله ) محمد المقتفى لأمر الله ابن أحمد المستظهر بالله :


(أبو المظفر ) يوسف المستنجد باللهبن محمد المقتفى لأمر الله :


(أبو محمد )الحسن المستضىء بأمر الله بن يوسف المستنجد بالله :


(أبو العباس )أحمد الناصرلدين الله بن الحسن المستضىء بأمر الله :


(أبو نصر ) محمد الظاهر بأمر الله بن أحمد الناصرلدين الله :


(أبو جعفر )المنصور المستنصربالله بن محمد الظاهر بأمر الله :


(أبو احمد )عبدالله المستعصم بالله بن منصور المستنصربالله :




اتسم عهد هؤلاء الخلفاء بالعدل والتقوى والصلاح بين الرعية ونشر العلم والحضارة وصد الهجمات الصليبية والرومانية


التى كانت تحاول الإغارة أوالإستيلاء على بعض البلاد الإسلامية كما حدث فى : ملازكرد : حيث قام المسلمون بدك مدن


الرومان وقلاعهم ومزقوا أوصالهم ودمروا ثغورهم وحصونهم وأسرواامبراطورهم أسره القائد الإسلامى ألب أرسلان .


إلا أن الخلافة العباسية تعرضت فى بعض عهودهم للفتن والقلاقل وحبك المؤامرات والدسائس وانتشارالأفكار الهدامة


والتعاليم الملوثة .


كما أصابها سهام مسمومة حين أغارالصليبيون الذين اجتمعوا من الممالك الأسبانية ومن فرنسا وألمانيا وبلجيكا وانجلترا على


بعض بلدان الخلافة وكونوا بها إمارات صليبية : ( فى الرها . وفى أنطاكية . وفى بيت المقدس . وفى طرابلس )..


ولكنها سرعان ماهب المسلمون عليهم فقام عماد الدين زنكى بدك هذا الوتد الصليبى فى الرها .. ومن بعده صلاح الدين


الأيوبى الذى ضرب الحصار عليهم وقام بغزو حصونهم وتدميرها وهدمها وقتل ملكهم أرناط الصليبى وفتح طبرية وطارد


فلولهم فتجمعوا فى حطين فتوجه إليهم وفتك بهم واستعاد بيت المقدس من براثنهم .


كما جاء هجوم المغول والتتارعلى مقرالخلافة ببغداد هجوما وحشيا خربوا فيها دور العلم والعلماء ودمروا الصرح العظيم


بيت الحكمة وعاثوا فسادا ثم عبروا الفرات واتجهوا إلى الرها وحران ونصيبين واتجهوا إلى مصر فتصدى لهم المسلمين


بقيادة السلطان المملوكى سيف الدين قطز وقضى عليهم فى عين جالوت وتم ملاحقتهم وملاحقة من فرمنهم حتى شمال حلب .


كما تعرضت الخلافة الإسلامية :


لحركات الزندقة والوضاعين : الذين عاثوا فسادا بالروايات وبالقصص والحكايات التى كان يقصها القصاصون ..


وبالأباطيل والخرافات التى دسها ووضعها المنافقون .. هؤلاء عاثوا فسادا ومازالوا حتى يومنا هذا يعيثون .


والفرق المذهبية التى أفشاها المنافقون وأعداء الدين : والتى ما زالت قائمة ظاهرة حتى اليوم لإذكاء نار الفتنة والفرقة


بين المسلمين .


وتفكك الأمصار واستقلال العديد من البلدان : وتكوينها دولا وإمارات وممالك نأت بها عن الخلافة الإسلامية مثل :


الدولة الأموية فى الأندلس : والتى استقل بها عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك .


والدولة العبيدية فى شمال أفريقيا : والتى تنتسب إلى أبو عبيد الله والتى كان منها :


الدولة الرستمية : فى الجزائر التى تنتسب إلى عبد الرحمن بن رستم وابنه عبد الوهاب ..


ودولة الأدارسة : فى المغرب التى تنتسب إلى إدريس بن عبد الله بن الحسن بن على رضى الله عنهم وابنه إدريس ..


ودولة الأغالبة: فى تونس التى تنتسب إلى ابراهيم بن الأغلب .


ودول بلاد فارس وبلاد ما وراء النهر : ومنها : الدولة الطاهرية فى خراسان التى تنتسب إلى طاهر بن الحسين وابنه عبد


الله ..


والدولة الصفارية .. فى خراسان التى تنتسب إلى يعقوب بن الليث الصفار ..


والدولة السامانية .. التى تنتسب إلى نصر بن أحمد السامانى ..


والدولة الغزنوية .. فى بلاد الأفغان والهند والبنجاب التى تنتسب إلى محمود الغزنوى الذى شبه بالمنصور العباسى لفتوحاته


العظيمة فى إقليم البنجاب وفى ربوع الهند وتدميره للمعابد اليهودية والعمران والتنظيم الإدارى الذى كان فى عهد دولته ..


والدولة البويهية .. فى أصفهان والعراق التى تنتسب إلى بويه وابنه على بن بويه ..


والدولة الحمدانية .. فى الموصل وحلب التى تنتسب إلى قبيلة تغلب وزعيمها كان حمدان بن حمدون ..


والدولة السلجوقية .. فى كرمان وأذربيجان وبلاد الأناضول التى تنتسب إلى سلجوق التركى الذى كان قائدا لوالى التركستان


وجاء من بعده طغرل بك الذى دعاه الخليفة إلى بغداد


ودول مصروالشام : الدولة الطولونية .. والتى تنتسب إلى أحمد بن طولون وابنه خمارويه ..


والدولة الإخشيدية .. التى تنتسب إلى محمد بن طغج الإخشيد ..


والدولة الفاطمية .. التى بدأت فى أفريقيا واتخذت القيروان مقرا لها ثم المهدية على سواحل تونس ثم أرسل الخليفة المعز لدين


الله الفاطمى قائده جوهر الصقلى إلى مصر لإقامة الدولة الفاطمية بها ..


والدولة الأيوبية .. التى تنتسب إلى صلاح الدين يوسف بن أيوب.. ودولة المماليك .. التى تنتسب إلى المماليك البحرية .


***


كل هذا الإنفصام وعرى الإنفصال كان يفت فى عضد الدولة الإسلامية .


******


الخلافة العثمانية



تولى الخلافة الإسلامية : العثمانيين منذ عام 699هـ إلى 1343هجرية (1258إلى 1924ميلادية ) .. وكانت


اسطنبول أو الآستانة أو القسطنطينية بعد فتحها هى مقر الخلافة .. ولقد قسم المؤرخون الخلافة العثمانية إلى دورين :


الدور الأول : دور القوة ويبدأ من بدء الخلافة وحتى انتهاء خلافة سليمان القانونى


والدور الثانى : دور الضعف ويبدأ منذ حكم سليم الثانى وحتى الإعلان بانطواء صفحاتها فى 2 مارس 1924.


وقد تعاقب الخلافة العثمانية سبعة وثلاثون خليفة على مدى 642 عاما وهم :


السلطان عثمان غازى بن إرطغرل : وهو أول السلاطين العثمانيين شتت شمل المغول وأمراء الروم وأخضع آسيا


الصغرى للخلافة وعبر الدردنيل ووصل إلى مقدونيا .. وأنشأ جيشا نظاميا عرف بالإنكشارية


السلطان أرخان غازى بن عثمان بن إرطغرل : وفى عهد سلطنته قام بضرب العملة الذهبية والفضية .


السلطان مراد الأول بن أورخان بن عثمان : أرغم ملك الصرب وأمير البلغارعلى دفع الجزية وحين أبوا قاتلهم وحاصر


صوفيا لمدة ثلاث سنوات وفتحها .. فتح أجزاء كثيرة من بلاد اليونان والصرب .


السلطان بايزيد بن مراد بن أورخان : لقب بالصاعقة لانقضاضه المستمروالدائم فى غزو وقتال الصليبيين .. ضم إمارات


عديدة للدولة الإسلامية آخرها مدينة الأشهر قرب أزمير فى غرب الأناضول وأخضع البلغار للخلافة الإسلامية .. أصاب


أوربا الذعر من فتوحاته فهبت البابوات فى روما ينادون بوقف زحف المسلمين فتجمع الصليبيون فى نيقوبولس من فرنسا


وألمانيا وبولندا والمجر فتوجه إليهم بايزيد ودكهم ودمر حصونهم وشرد جمعهم وفرق شملهم وشدد حصاره على القسطنطينية .


محمد بن بايزيد بن مراد بن أورخان : عهده كان مليئا بالفتن والإضطرابات ووقوف الفتوحات الإسلامية .


مراد بن محمد بن بايزيد بن مراد بن أورخان : عقد هدنة مع ملك المجر وصالح أمير القرمان على الجزية وانشق عنه


بعض المسلمين .. نقضت المجر عهدها فتم قتالهم وقتل ملكهم ومطاردتهم حتى نهر الدانوب .. أقام فى عهد خلافته الجوامع


والمدارس والقناطر والقصور والتكايا .. كان خيرملوك زمانه عقلا وحزما وعزما أفنى عمره فى الجهاد فى سبيل الله لرفع


راية دين الله وتولى من بعده ابنه محمد الفاتح .


محمد مراد بن محمد بن با يزيد : ( الفاتح ) لقب بالفاتح لفتحه القسطنطينية من أيدى الرومان بعد أن حاصرها لمدة عامين


ثم قيامه بدكها بالمدافع التى استعملت لأول مرة وتم تسلق أسوارها وتدمير حصونها وقلاعها والهجوم عليها من كل مكان برا


وبحرا وليلا ونهارا أمطروا جندهم بالقذائف والحراب والسهام والرماح .. حتى فتحها ودخلها رحمه الله فى ظهر العشرين 20


من جمادى الأولى عام 857 هجرية ( 29مايو 1453ميلادية ) مهنئا جنده بأنهم فاتحى القسطنطينية الذى أخبر عنهم سيدنا


رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لقب بعدها بأبى الخيرات .. لقد كان الخليفة محمد الفاتح عادلا محبا للعلم والعلماء سارعلى


نهج أبيه .. قام بتنظيم إدارات الدولة واهتم بالعمران والبناء .. بنى مسجدا بمكان وفاة أبى أيوب الأنصارى أول صحابى


حاصر القسطنطينية .


بايزيد بن محمد الفاتح : فى عهد سلطنته كانت الهجمة الصليبية البربرية فقام الأسبان والبرتغال بالإغارة على الأندلس


وأعملوا التخريب والنهب والسلب والتنكيل والغدر بالمسلمين فى غرناطة وبلنسية .. فى الوقت الذى كان السلطان بايزيد


يجابه تحالفا صليبيا آخر من المجر والبندقية وفرنسا .. وهجوما بولنديا على مولدافيا .


سليم بن بايزيد بن محمد الفاتح : صد محاولات الأسبان والبرتغال فى الإستيلاء على مدينة الجزائر وقد اشتهر أمير البحار


خير الدين بربروس وأخيه بإذاقتهم ألوانا من الفتك بهم وتدمير سفنهم حتى أجلوهم عن المدينة .


سليمان القانونى بن سليم بن بايزيد : فى عهد خلافته رفض ملك المجر دفع الجزية فاتجه الخليفة إليه وحاصره حتى طلب


الأمن والأمان ورضخ لدفعها.. كما ألزم ملك النمسا بدفع جزية عما استولى عليه من أراضى المجر .. وتوجه إلى طرابلس


بأسطول بحرى لطرد فلول الأسبان والبرتغال من بنزرت ووهران بعد إغارتهم عليها.. ووجه سليمان باشا من مصر لملاقاة


البرتغاليين فى موقعة ديو البحرية لوقف زحفهم وتدميرسفنهم عند سواحل الهند .


سليم بن سليمان القانونى : مراد بن سليم الثانى بن سليمان القانونى :


محمد بن مراد بن سليم : أحمد بن محمد الثالث بن مراد :


مصطفى بن محمد بن مراد : عثمان بن أحمد الأول بن محمد الثالث :


مراد بن أحمد الأول : إبراهيم بن أحمد الأول :


محمد بن إبراهيم بن أحمد : سليمان بن ابراهيم بن أحمد الأول :


أحمد بن ابراهيم بن أحمد : مصطفى بن محمد الرابع بن ابراهيم :


أحمد بن محمد بن ابراهيم : محمود بن مصطفى بن محمد :


عثمان بن أحمد الثالث : مصطفى بن أحمد بن محمد :


عبدالحميد الأول بن أحمد : سليم الثالث بن مصطفى بن أحمد :


مصطفى بن سليم الثالث : محمود بن عبد الحميد :


عبدالمجيد الأول بن محمود : عبدالعزيز بن محمود الثانى :


مراد بن عبدالحميد الأول : عبدالحميد برن عبدالمجيد :


محمد رشاد بن عبدالمجيد : محمد وحيد الدين بن عبدالمجيد :


عبدالمجيد بن عبدالعزيز بن محمود :


اتسمت الخلافة الإسلامية فى عهد هؤلاء الخلفاء بالضعف والوهن والإهمال ودب الضعف والإنقسام والدسائس وعمت الفتن


والقلاقل والإضطرابات وبلغ التفكك الإسلامى ذروته ودب الترف بين المسلمين وتفشى الصراع والإقتتال فيما بينهم وأقبلوا


على الدنيا ونسوا الآخرة .


وتسللت الدول الصليبية كاللصوص إلى مقار وإدارات الخلافة وأبدوا للخلفاء أسبابا وذرائع للحصول منهم على امتيازات


وموافقات قاصمة لهيبة وعظمة وقوة الدولة الإسلامية فحصلت أسبانيا على موافقة من الخليفة بزيارة بيت المقدس وحصلت


فرنسا على الموافقة بالسماح لها بالإشتراك فى حمايته.. وحصلت روسيا وبريطانيا على عديد من الإمتيازات فتت فى عضد


الدولة الإسلامية .


وتجمع الصليبيون تحت راية البابوية وبقيادة إيطاليا التى نقضت ما تعهدت به للخلافة الإسلامية قاموا بهجمة بحرية على


أسطول المسلمين فى معركة ليبانتو واستولوا على بلغراد وتقدموا نحو البلقان واستولوا على بلاد الصرب وعلى بعض


الجزر من بحر إيجة .. كما نقضت روسيا أيضا ما تعهدت به من عدم بناء أى سفينة فى البحر الأسود إلا أنها مالبثت أن قامت


هى الأخرى واستولت على الأفلاق والبغدان كما قامت فرنسا والنمسا بالإستيلاء على ما تم فتحه من الدول الإسلامية فى


أوربا ثم تحالفوا على تدمير الأسطولين البحريين العثمانى والمصرى وعادت فرنسا كالحية الرقطاء وأبرمت معاهدات وتعهدات


للصداقة فيما بينها وبين الخلافة ما لبثت بعدها إلا أن أرسلت نابليون بونابرت للإستيلاء على مصر عام 1798 ميلادية


وجاء الهجوم الصليبى من هنا وهناك ومن كل حدب وصوب على بلاد الخلافة الإسلامية .. فظفرت فرنسا بشمال إفريقيا


فاستولت على الجزائر ثم تونس ثم مراكش واستولت بريطانيا على مصر وسواحل جزيرة العرب واقتطعت إيطاليا ليبيا ..


وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى أطبقوا مرة أخرى على البلدان الإسلامية فضمت فرنسا إليها سوريا ولبنان وبريطانيا


استولت على فلسطين والأردن والعراق .


كما ظهر فىعهد الخلافة العثمانية أخطر جرثومة سرت وما زالت تسرى فى جسد الأمة الإسلامية وهى : ظهور الجمعيات


الماسونية ذات الأهداف الخبيثة التى تحمل أسماء أدبية وأسماء علمية .. وانضم إليها اليهودى موئيز كوهين مؤسسا لهم كتابا


ملأه بسمه وحقده ومبينا لهم بأن الحرب على المسلمين حربا مقدسة .


فى بادىء الأمر أنشأ السلطان عبد الحميد جهازا للمخابرات والتحرى عن هؤلاء الماسونيين ومن يعاونهم من الإنفصاليين


الذين يدعون أنهم مسلمين وهم أشد أعداء الدين للقضاء عليهم واستئصال شأفتهم .


وقامت بريطانيا بمساندة حكومة وطنية يقودها مصطفى كمال أتاتورك فى استانبول أمدوها بكل ما يملكون حتى صارت ذات


قوة منيعة وأضحت لها أعوانا وأنصارا مالبثوا أن طالبوا بالإعتراف بها وبأفكارها ومبادئها.. وما هو إلا زمن يسير إلا


وفرضت مطالبها وكان من أول هذه المطالب : إلغاء الخلافة الإسلامية :


فغادر الخليفة استانبول وتم الإعلان بإلغائها فى 2 مارس 1924وطويت صفحة الخلافة الإسلامية وما زالت تلك


الصفحة مطوية على مدى 76 ستة وثمانون عاما .



************************************************** ******


سعيد شويل

د . عبدالباقى السيد
05-31-2010, 06:48 PM
بارك الله فيك ايا الفاضل على هذا الطرح الرائع الذى استوعب تاريخ الغسلام من نشأته حتى سقوط الخلافة العثمانية على يد الزنديق مصطفى كمال اتاتورك .
استوعب هذا الطرح قرون وعقود عدة تبين من خلالها أخى الحبيب انك تمتطى بزمام الموضوع ، وتريد ان تظهر حقيقة غفل عنها كل الكتاب بل والقراء بشان تاريخنا الإسلامى وهى :
كيف نقرا التاريخ؟
كيف نجلى حقائقه ؟
كيف نرد على المزورين والأفاكين ؟
وكأنى أراك ايها الفاضل من طراز من يرفع شعار " قل الحق وأعلى مناره حتى يسير الآخرون على ضيائه "
عموما اخى الحبيب المقال اكثر من رائع ولكن لطوله قد يشعر- من يقراه ممن لا صبر عنده- بالملل .
لذا لابد من وقفات مع المقال من أوله إلى آخره .
فهذه فرصة طيبة لمدارسة تاريخ العالم الإسلامى على مدار أربع خلافات بعد عصر الرسالة .
وهى :
1- خلافة الراشدين 11-41هـ وتشمل خمسة من الخلفاء وهم
أبوبكر - عمر - عثمان - على - الحسن بن على .
وأنتظر تساؤلاتكم حول جعل الراشدين خمسة على غير المألوف ؟!
2- الخلافة الأموية العربية الأصيلة 41هـ-132هـ وتبدا بالصحابى الجليل معاوية بن أبى سفيان كاتب الوحى الأمين ، وصهر سيد المرسلين ، وخال المؤمنين رضى الله عنه وعن الصحابة أجمعين .
وتنتهى بمروان بن محمد ذالكم الخليفة الشجاع القوى الذى ورث تركة مهلهلة الكيان فراح ضحية أعمال بضعة نفر من الخلفاء سبقوه ، وقتل بقرية أبوصير بمصر ، ورأى رحمه الله وقطة تمضغ فى لسانه بعد قطع راسه .
3- الخلافة العباسية تلكم الدولة الأبية التى بدات على يد أبى العباس السفاح سنة 132هـ وانتهت بالعراق عام 656هـ بقتل الخليفة اللاهى المستعصم على يد التتار شر قتله إذ قتله ركلا بالأقدام وهو موضوع فى جوال .
وقد جن جنون البشر وظن الجميع ان القيامة قد قامت بسقوط الخلافة وقتل الخليفة .
انتهت الخلافة بالعراق لتقوم ثانية بمصر على يد الظاهر بيبرس البندقدارى فى العام 659هـ وتستمر الخلافة العباسية فى القاهرة حتى سقوط دولة المماليك فى العام 923هـ وسيطرة العثمانيين على مصر بعد معركة الريدانية ( صحراء العباسية الحالية بمصر) وينقل السلطان سليم الأول الخليفة المتوكل معه من القاهرة إلى استانبول ، وبعد وفاة المتوكل يلقب سليم الأول بلقب الخلافة اعتمادا على فتوى الأحناف ومفادها أن من سيطر على الحرمين جاز له ان يلقب بأمير المؤمنين .
وبالفعل تلقب سليم الأول بلقب الخلافة بعد أن سيطر على الحرمين فى مكة والمدينة ، وبعد ان امتلك بعض شارات الخلافة التى كانت فى حوزة الخليفة المتوكل وهى سيف النبى ، وبردته ، وبعض شعيرات للرسول صلى الله عليه وسلم .
4- الخلافة العثمانية كان سليم الأول اول من لقب بلقب خلافة من سلاطين الدولة العثمانية لتتحول الدولة العثمانية من سلطنة إلى خلافة .
ويستمر لقب الخلافة ملتصقا بكل من يلى حكم هذه الدولة العلية العثمانية حتى كان ما كان من تدبير إسقاطها فتم ذلك بتخطيط أوربى صليبى صهيونى ، ونفذ هذا التخطيط من هو منتسب للإسلام نسبة فحسب وهو مصطفى كمال أتاتورك اليهودى الاصل وذلك فى العام 1342هـ/1924م ، وكان آخر خلفاء العثمانيين هو عبدالمجيد الثانى والذى تولى الحكم من عام 1340هـ/1922م حتى إقالته من منصبه .
يبقى علينا أن نترك للمناقشة سؤالا وهو :
هل استوفت الخلافة العثمانية شروط الخلافة لا سيما شرط القرشية ؟
أترككم لحسم الامر والمشاركة بطروحاتكم الماتعة لحين أعاود الطرح حول الموضوع .
وفقنى الله وإياكم لكل خير ، وشكر الله لك أخى شويل على ان فجرت بداخلى قوة ونشاطا لاستظهار تاريخ امتنا الذى طالما أطوف عليه ليل نهار بحكم التخصص .

السعيد شويل
05-31-2010, 11:48 PM
*************************

بسم الله الرحمن الرحيم

أخى الفاضل والكريم .. الدكتور عبد الباقى السيد

أشكركم أولا على مشاركتكم وقراءتكم للموضوع وعلى الإشادة التى تعد بمثابة شهادة أعتز بها

وبارك الله فيكم وأفاض الله عليكم من أنواره وزادكم من علمه وفضله

****

أخى الكريم الدكتور عبد الباقى السيد

قلتم :


- خلافة الراشدين 11-41هـ وتشمل خمسة من الخلفاء وهم
أبوبكر - عمر - عثمان - على - الحسن بن على .

وأنا لا أختلف معكم فى ذلك .. ولكن أرجو البيان

قلتم :



وتنتهى بمروان بن محمد ذالكم الخليفة الشجاع القوى الذى ورث تركة مهلهلة الكيان فراح ضحية أعمال بضعة نفر من الخلفاء سبقوه ، وقتل بقرية أبوصير بمصر ، ورأى رحمه الله وقطة تمضغ فى لسانه بعد قطع راسه .

واختلف معكم هنا

قلتم :



الخليفة اللاهى المستعصم على يد التتار شر قتله إذ قتله ركلا بالأقدام وهو موضوع فى جوال .

وأختلف معكم أيضا

فهذا لايكون مع أى خليفة من خلفاء المسلمين كان يحكم الأرض بمن فيها وما عليها


**********

تساؤلكم عن شرط الخلافة فى الخلافة العثمانية بالقرشية .. لم أبحث فيه لذا : لاأستطيع

القول فيه بشىء

***

أشكركم جزيل الشكر ولكم تحياتى وخالص تقديرى

د . عبدالباقى السيد
06-01-2010, 12:45 AM
بارك الله فيكم ايها الفاضل وشكر لكم هذا الطرح الممتع حقيقة .
بخصوص جعل الراشدين خمسة
لأن النبى صلى اله عليه وسلم قال فيما ثبت عنه بإسناد حسن " الخلافة بعدى ثلاثون عاما" والثلاثون إنما تكتمل بتولية الحسن بن على الخلافة بعد أبيه لمدة ستة أشهر .
إذ إن الإمام على استشهد رضى الله عنه وكانت مدة الخلافة للراشدين تسعة وعشرين عاما ونصف .
وفى عام 41 هـ تنازل الحسن بن على عن الخلافة للصحابى الجليل معاوية بن أبى سفيان وعرف بعام الجماعة الأول وفيه مبتدا الدولة الأموية .
وبخصوص السؤال الثانى لا ادرى هل الاختلاف حول قطع راس الخليفة مروان بن محمد ؟
أم حول انه كان شجاعا وراح ضحية بضعة نفر ممن سبقوه ؟
أرجو التوضيح
يتبع إن شاء الله .