المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عضو جديد و أسئلة تحيرني



Question
07-18-2005, 02:19 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

أنا عضو جديد في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله .

و لكم سعدت عندما عرفت بهذا المنتدي عن طريق منتدى كل الطلبة منتدي شباب جامعة القاهرة

عن طريق أخي الفاضل رياض الصالحين جزاه الله و إياكم خيراً كثيراً و جعله في ميزان حسناتكم .

و كان سبب اشتراكي في هذا المنتدى المبارك أن لدي الكثير من الاستفسارات و التي أرجو من

الله أن أجد لديكم إجابة شافية عندكم .

جزاكم الله خيراً

Question
07-18-2005, 02:32 PM
قال تعالى : ((إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا))72 الأحزاب

تم تصحيح الآية
أشكر الأخ أبى جهاد على التنبيه
مشرف 3
و قد سألت أحد أصدقائي عن متى قبلت أنا الأمانة قال أنه سمع أنني قبلتها في عالم الذر و لكنه لا يملك معناً محدداً لكلمة الأمانة هنا .

و هنا أسأل

متى قبلت أنا الأمانة ؟؟

فأنا أرى أنني لو كان قد عرض علي الأمانة لما قبلت أو كنت فضلت أن أصبح حيواناً أو جماداً ، ليس اعتراضاً على مشيئة الله و العياذ بالله و لكن كنت سأشفق من حملها مثل السماوات و الأرض و الجبال فأنا أرى أنني مهما عبدت الله و التزمت بأوامر الدين و نواهيه لن أستطيع أن أؤدي الأمانة ، فمتى قبلت أنا الأمانة ؟

ثانياً : ما هو عالم الذر ؟؟؟

ثالثاً : ما هي الأمانة بالضبط ؟؟؟ .

و جزاكم الله خيراً .

محمد عبد الرحمن
07-18-2005, 04:06 PM
مرحبا بك أخي السائل في منتدى التوحيد

و أدعو الله لي و لك و للجميع بمزيد من الهداية و التوفيق .

أما عن سؤالك عن الأمانة فأحيلك إلى هذا الرابط عسى أن تجد فيه ما يشرح لك صدرك و يوضح لك سؤلك .:

http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3050&highlight=%C7%E1%C3%E3%C7%E4%C9

احمد المنصور
07-18-2005, 10:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،

في البداية ارحب بالأخ الكريم. سأضع ردًا قصيرًا - على سؤالك - ولسببين: أولهما قلة الوقت نظرًا لإنشغالي الشديد وثانيهما لأنني لا أزعم أنني أملك ردًا قاطعًا على سؤالك. فقط مجرد محاولة؛ ولهذا إعتبر ردي هذا تصورًا. والتصور يقرب المسائل للفهم. فإن أصبتُ، ووجدتَ فيه غايتك فلله الحمد وحده؛ وإلا فمن نفسي وأعوذ بالله منها ومن شرورها.

بالنسبة لمعنى الإمانة فرأيي (والله أعلم) هو أنها (التخيير {دون التسيير} بالتكليف في العبادة مقابل الجزاء والعقاب). لأن سبب خلقنا هو (العبادة) فماذا ستكون إذًا الأمانة؟. هناك إحتمالان: العبادة طوعًا، والعبادة كرها. والعبادة كرها لا خيار فيها ولا مشقة - إذًا (لا أمانة) فلا عقاب ولا جزاء.


"إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا"

يقول أبن كثير رحمه الله:
قَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس يَعْنِي بِالْأَمَانَةِ الطَّاعَة عَرَضَهَا عَلَيْهِمْ قَبْل أَنْ يَعْرِضهَا عَلَى آدَم فَلَمْ يُطِقْنَهَا فَقَالَ لِآدَم : إِنِّي قَدْ عَرَضْت الْأَمَانَة عَلَى السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال فَلَمْ يُطِقْنَهَا فَهَلْ أَنْتَ آخِذ بِمَا فِيهَا ؟ قَالَ يَا رَبّ وَمَا فِيهَا ؟ قَالَ إِنْ أَحْسَنْت جُزِيت وَإِنْ أَسَأْت عُوقِبْت فَأَخَذَهَا آدَم فَتَحَمَّلَهَا فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى : " وَحَمَلَهَا الْإِنْسَان إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا " وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس : الْأَمَانَة الْفَرَائِض عَرَضَهَا اللَّه عَلَى السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال إِنْ أَدَّوْهَا أَثَابَهُمْ وَإِنْ ضَيَّعُوهَا عَذَّبَهُمْ فَكَرِهُوا ذَلِكَ وَأَشْفَقُوا عَلَيْهِ مِنْ غَيْر مَعْصِيَة وَلَكِنْ تَعْظِيمًا لِدِينِ اللَّه أَنْ لَا يَقُومُوا بِهَا.



بالنسبة لكلامك: "عن متى قبلت أنا الأمانة" أقول والله المستعان – كل منا عُرضت عليه الأمانة وإلا لكان هناك ظلم، وتعالى ربي عن ذلك علوا كبيرا. فكيف يُحمل إنسانا رغمًا عنه بما لا يطيق ثم يُحاسب عليه. فقط في عالمنا هذا اصبح المعلوم من الغيبيات وهذا من شروط التخيير.


(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) (لأعراف:172)

عمومًا يجب أن تتذكر أننا ندرك بعضًا من عالم الظاهر (عالم الشهادة) ولا ندركه كله أبدا، اما عالم الباطن فهو كله غيبٌ بالنسبة لنا ولا يُطلع الله منه على شيءٍ (إلا لمن ارتضى من رسول). الأحداث التي اُخبرنا عنها غيبية ولا قِبَلَ لنا بإدراكها ويمكنك أن تتصور أنها حدثت في عالم الغيب (الذي لا ندرك منه شيئا). وربما هذا هو المقصود بعالم الذر، فالغيب هو بالنسبة لنا لا لخالقنا.

اُضيف:

" وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ" وربما "الإنسان" هنا مقصود به النوع، عندها يكون هناك من خُيَّر من البشر وأبى أن يحملها وأشفق منها. خاصة وأننا نلاحظ أن هناك غير عاقلين، وهناك من لم تبلغهم الرسالة، وهناك من مات وهو طفل ... ألخ. فتكون مهمة مثل هؤلاء الفتنة والإختبار للغير فقط. وهذا لمن يتعذر لنفسه بعدم تكليف غيره. فيقول مابال فلان:


" قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى(51) قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52)" طه

والله أعلم.


---------------
بخصوص "عالم الذر" تحت أنقل إليك كلاما ليس لي:

س: 1 ــ ما هي حقيقة عالم الذر؟
2 ــ وهل هناك ذكر له في القرآن والروايات؟
3 ــ وما هو حكمه الاعتقادي والشرعي؟

ج: 1 ــ الذي يبدو من الروايات المروية من الفريقين ان هناك نحواً من الوجود للبشرية قبل اتحادها مع عالم الأجسام ولا يتيسر لنا تحديد حقيقة هذا الوجود.
2 - جاء في بعض التفاسير لقوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) (لأعراف:172)، ان الآية إشارة لعالم الذر، كما تناولت عدة نصوص رواها الفريقان عالم الذر وبعض خصوصياته.
3 - لا يجب الاعتقاد بالتفاصيل الواردة في الروايات في هذا الخصوص بل يكفي الاعتقاد الإجمالي بالواقع على ما هو عليه في علم الله سبحانه. بل لا يجوز نسبته لله تعالى والاعتقاد به اعتماداً على نظريات ونصوص غير معتبرة.
(انتهى النقل)
----------------

سيف الكلمة
07-21-2005, 05:01 AM
العدل الإلهي في خلق (المؤمن والكافر)
قضية تخيير لا تسيير
هل خلق الله الكافر كافرا والمؤمن مؤمنا
وهل لهذا الأمر علاقة بالعدل الإلهي

أصل هذه القضية:

(إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)72 الأحزاب
خلق الله الناس سواء لا فرق بينهم
والأمانة عهد بين الله والإنسان في عالم الذر
تعهد الإنسان فيه بالعبادة مقابل الجنة
وكان مخيرا في حمل هذه الأمانة أو عدم حملها
واختار بنو آدم حمل الأمانة
وهى ثقيلة الحمل كبيرة الجائزة للمثابرين على حمل الأمانة
كبيرة العقوبة عند التقصير في حمل الأمانة
فلا ظلم مع الاختيار
وعد الله ولا يخلف الله وعده فالإنسان هو الذي يقرر دخول التجربة أو عدم دخولها
وكان اختياره حمل الأمانة

علم الله طبائع البشرفهو خالقهم وعلم أن بينهم من سيخل بهذا العهد
حمل الأمانة بعبادة الله وحده مقبل الجنة
والجحيم عقوبة الإخلال بالعهد مع الله
وعلم الله لا يعنى تدخله في قيام العبد بطاعة أو معصية
قبل الإنسان باختياره دخول التجربة

(وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ،
قالوا بلى شهدنا ، أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ) 172 الأعراف

ّ فالسماوات والأرض والجبال أبين أن يحملن هذه الأمانة
وأشفقن منها
خشيه عدم الوفاء بعهد الله وهو خطأ جسيم

بينما قبل الإنسان حمل هذه الأمانة

ولهذه الأمانة تبعات
فأصل الأمانة عهد
والعهد عبادة الله وحده
ولهذه العبادة تبعات
الطاعة لكل أوامر الله
والانتهاء عن كل ما نهى الله عنه
المقابل هو الثواب بالجنة لمن يفي بالعهد من بنى آدم
والعقاب بالنار لمن يخل بالعهد منهم
عهد بين طرفين الله والإنسان
ولا يخلف الله عهده
الحمل ثقيل والجائزة عظيمة
والقرار والاختيار كان للإنسان بحمل الأمانة

أبت السماوات والأرض والجبال حمل الأمانة
وكان الإنسان يستطيع أن يرفض حمل الأمانة
ولكنه اختار بإرادته أن يحملها

وعلم الله أن بعض البشر سيختار الدنيا قصيرة الأجل
على دار الدوام حيث الثواب والعقاب
ولكن الإنسان اختار حمل الأمانة
وسوف يفي الله بوعده فهو لا يخلف الميعاد

كل الكائنات تسبح بحمد الله ولكن لا نفقه تسبيحهم
الكائنات جبلت على تسبيح الله وعبادته
ولكن الكائنات غير مكلفة بالاختيار بين طريق الخير أو الشر
فقد جبلت على الخير فقط

(وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) 44 الإسراء
(ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته) 13 الرعد

ولكن تسبيح الإنسان وطاعته بالاختيار ويثاب عليه
وتسبيح الكائنات بما فطره الله فيهن ولا اختيار لها
يستطيع الإنسان اختيار طريق المعصية ولا تفعل الكائنات ذلك
أعطى الله للإنسان عطايا كثيرة لتعينه على تأدية مهمته التي تعهد بالقيام بها
عبادة الله وحده وتبعاتها
سخر له كل شيء حوله
سخر الشمس والقمر والنجوم والجبال والأرض وما فيها من خلق الله للإنسان
ليؤدى عملا واحدا هو حمل الأمانة

ألهم الله نفس الإنسان فجورها وتقواها وترك لها اختيار الطريق إما تقوى وإما فجور
(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها)7 الشمس

وحدد له الهدف
(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) 56 الذاريات
فليس له أن يحيد عن الهدف من وجوده وخلقه بعبادة من دون الله
وليس له ترك عبادة الله
ويعاقب على فعل ذلك تنفيذا للعهد بينه وبين الله بحمل الأمانة
والعهد بحمل الأمانة كان في الأصل اختياريا
طمع الإنسان في جائزة العهد وهى الجنة

ورحمة من الله
رفع الله قيمة النفس اللوامة إلى درجة القسم بها
لأنها سبيل المرء إلى الحق والطاعة
هناك عشرات بل مئات الآيات التي تؤكد أن عمل الإنسان يحدد جزاءه
إن خيرا فخير وإن شرا فشر
الاختيار بين طريقى الخير والشر متاح لكل من قبل الأمانة
هداه الله النجدين
وألهم نفسه التقوى والفجور
وترك له الخيار
وهذا الاختيار غير متاح لكل من أبى الأمانة
لم يلهم الله نفوسا فجورها فقط لتكون من أهل النار ولم يلهم الله نفوسا أخرى التقوى فقط لتكون من أهل الجنة
فهذا فهم للنص فيه قصور
بل ألهم الله كل نفس فجورها وتقواها ولها أن تختار طريقها الذي تريد
إما طريق التقوى أو طريق الفجور
النجدين في يد الإنسان هداه الله إليهما وله أن يختار

البعض آثر المتاع القريب وهو العاجلة متاع الحياة الدنيا فخسر الآخرة
والبعض آثر الحياة الآجلة ففاز بها

ذكر الله الناس بعهدهم على يد الأنبياء
(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة )111 التوبة
هم يشترون الدنيا بالتضحية بالآخرة
ثم يريدون نعيم الجنة في الآخرة
أيريدون ألا يلقوا عذاب جهنم ؟
ما لهم إلى ذلك من سبيل
فقد أخلوا بتعهدهم السابق بحمل الأمانة
برفضهم تنفيذ العهد مع الله الذي يذكرهم به الأنبياء
فالنبوة تجديد للعهد الأول في عالم الذر
(بعد الخلق الأول للإنسان)
في زمن سبق حياة الإنسان على الأرض
علم الله أن الإنسان منه من يحفظ العهد والأمانة ومنه من سيخل بعهده
علم ذلك ونحن في عالم الذر
ووصف الإنسان بأنه كان ظلوما جهولا لأنه قبل حمل الأمانة
ولكن العهد ملزم للطرفين
الإنسان يحمل الأمانة والله يعطى جائزتها لمن يحملها وهى الجنة
ويوقع العقوبة للمقصرين في حمل الأمانة بعذاب الحريق

(ختامه مسك وفى ذلك فليتنافس المتنافسون) 26 المطففين
(ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا )79 النساء
هل يريدون أن يكون الله غير عليم بخلقه ولو كان كذلك لقالوا كيف يحكم بين العباد

علم الله من سيكون من المهتدين ومن ستحق عليه كلمة الكفر
من خلال علمه المسبق باختيارات البشر

لم يجبر الله أحدا من خلقه على حمل الأمانة
وقد أبت السماوات والأرض حمل الأمانة ولم يجبرها الله على قبولها
ولكن حملها الإنسان باختياره وهو مطلق الحرية
فكانت الأمانة عهدا مع الله
ومن تعهد فعليه عهده ومن قبل الأمانة فعليه الوفاء بها
فحق الله على عبده الوفاء بمتطلبات الأمانة التي حملها بإرادته
وحق العبد على ربه الفوز بثمرة وفائه بهذا العهد بعد حمله لهذه الأمانة
ومن يقصر في حق الأمانة التي ارتضاها من قبل فقد أساء إلى نفسه والله لا يسيء إلى العبد
ولكن يسيء العبد إلى نفسه
(ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غنى كريم)40 النمل
(ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه)1 الطلاق
(ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) 79 النساء
وقد أعد الله للكافرين نارا وقودها الناس والحجارة أعاذنا الله منها
كتب الله مقادير الخلائق بعلمه عن عبادة أنهم سيخطئون وليس بكونه أمرهم أن يكونوا من الخاطئين أو خلقهم بصفة الكفر فقد خيرهم بين حمل الأمانة وعدم حملها وتعهدوا بحملها
وخيرهم بين الإيمان والكفر فاختاروا أن يكونوا من الكافرين بإرادتهم الكاملة
ويسر الله للإنسان من يوضح له سبيل الحق من سبيل الباطل
فاختار الإنسان ما شاء أن يختار
وعلم الله اختياره
فعلم الله ليس فيه إجبار للإنسان على هذا الاختيار
وإلا ما كان هناك ضرورة للاختيار ولا للجنة ولا للنار
فأصل قضية الاختيار في حمل الأمانة
وفى الوفاء بالعهد أو الإخلال به
والثواب والعقاب من أجل ذلك
والله أعلم

أبو جهاد الأنصاري
08-30-2005, 09:34 PM
قال تعالى : ((إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقنا منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا))72 الأحزاب

الآية المدرجة بها خطأ وهذا صوابها :
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) ) [سبأ]
الخطأ فى (أشفقنا) والصواب : (َأَشْفَقْنَ )
فالضمير فى فعل الشفقة يعود على السماوات والأرض والجبال وليس على رب العزة سبحانه وتعالى.

أبو جهاد الأنصاري
08-31-2005, 03:03 PM
و قد سألت أحد أصدقائي عن متى قبلت أنا الأمانة قال أنه سمع أنني قبلتها في عالم الذر و لكنه لا يملك معناً محدداً لكلمة الأمانة هنا .

حتى نفهم معنى الأمانة المذكورة فى الآية يجب علينا أن نفهم معنى كلمة ( الإنسان ) المذكورة فى الآية.
فكلمة ( الإنسان ) تذكر فى القرآن على معنيين :
الأول : هو الإنسان الأول وهو أبونا آدم عليه السلام.
والثانى : وهو جنس الإنسان جميعاً أى كل البشر.
والأول كما فى قوله تعالى : (وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ) [السجدة]
والثانى كقوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ (77) ) [يس]
وبالرجوع إلى تفسير ابن كثير قد وجدنا المسألة واضحة بفضل الله ولا تحتاج لكثير بيان.
إذ وضح الشيخ رحمه الله أن الإنسان المذكور فى الآية هو الإنسان بالمعنى الأول أى سيدنا آدم عليه السلام.
وأن الأمانة المقصودة فى الآية هى العبادة وجنس الطاعات.
فمن يعمل خيراً يجزى به ، ومن يعمل سوءاً يعاقب عليه.
وهذا ما قاله ابن عباس رضى الله عنهما وما قاله جمهور التابعين من بعده.
فالأمانة هى إذن عبادة الله وحده لا شريك له.
والإنسان هنا هو سيدنا آدم ومعنى قوله : (ظلوماً) اى ظالماً لنفسه أنه فهو لا يحكم نفسه عن الشهوات والمعاصى ، وهو ما حدث فعلاً مع أبينا آدم فى حادثة الشجرة.
ومعنى قوله : (جهولاً) أى غير عالم بما فى نفسه من ضعف تجاه المعصية.
والله أعلم.
وأنصح أخى الكريم بالرجوع إلى تفسير ابن كثير فى هذه المسألة فهو نافع جداً.
يتبع ..... إن شاء الله

أبو جهاد الأنصاري
09-01-2005, 11:04 PM
ثانياً : ما هو عالم الذر ؟؟؟

إليكم مختصر تفسير ابن كثير عند تفسيره لقوله تعالى :
(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172)) [الأعراف]

(يخبر تعالى أنه استخرج ذرية بني آدم، من أصلابهم، شاهدين على أنفسهم أن اللّه ربهم ومليكهم، وأنه لا إله إلا هو، كما أنه تعالى فطرهم على ذلك وجبلهم عليه....
وقد وردت أحاديث في أخذ الذرية من صلب آدم عليه السلام وتمييزهم إلى أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، وفي بعضها الاستشهاد عليهم بأن اللّه ربهم، ...
عن ابن عباس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (إن اللّه أخذ الميثاق من ظهر آدم عليه السلام بنعمان – وادى ببطن عرفة - يوم عرفة، فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرها بين يديه ثم كلمهم قبلاً قال: {ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا - إلى قوله - المبطلون} ....
.... مات ابن للضحاك بن مزاحم ابن ستة أيام، قال فقال: يا جابر إذا أنت وضعت ابني في لحده فأبرز وجهه وحل عنه عقده، فإن ابني مجلس ومسئول، ففعلت به الذي أمر، فلما فرغت قلت: يرحمك اللّه عم يسأل...من يسأله إياه؟ قال: يسأل عن الميثاق الذي أقر به في صلب آدم، قلت يا أبا القاسم: وما هذا الميثاق الذي أقر به في صلب آدم؟ قال: حدثني ابن عباس: إن اللّه مسح صلب آدم فاستخرج منه كل نسمة هو خلقها إلى يوم القيامة، فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وتكفل لهم بالأرزاق، ثم أعادهم في صلبه، فلن تقوم الساعة حتى يولد من أعطى الميثاق يؤمئذ، فمن أدرك منهم الميثاق الآخر فوفى به نفعه الميثاق الأول، ومن أدرك الميثاق الآخر فلم يقرَّ به لم ينفعه الميثاق الأول، ومن مات صغيراً قبل أن يدرك الميثاق الآخر مات على الميثاق الأول على الفطرة.
..... (عن) عمر بن الخطاب: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سئل عنها، فقال: (إن اللّه خلق آدم عليه السلام ثم مسح ظهره بيمينه، فاستخرج منه ذرية، قال: خلقت هؤلاء للجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية، قال: خلقت هؤلاء للنار، وبعمل أهل النار يعملون، فقال رجل: يا رسول اللّه ففيم العمل؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إذا خلق اللّه العبد للجنة استعمله بأعمال أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله بأعمال أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله به النار) ....
عن أبي هريرة قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (لما خلق اللّه آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم، فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه، قال: أي رب من هذا؟ قال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال: ستين سنة، قال: أي رب قد وهبت له من عمري أربعين سنة، فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أولم تعطها ابنك داود؟ قال: فحجد آدم، فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته) ""رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح"".
....
قال قائلون من السلف والخلف: إن المراد بهذا الإشهاد إنما هو فطرهم على التوحيد، .... ثم قال: {وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى}، أي أوجدهم شاهدين بذلك قائلين له حالاً وقالاً، ... ومما يدل على أن المراد بهذا هذا أن جعل هذا الإشهاد حجة عليهم في الإشراك، فلو كان قد وقع هذا كما قال من قال لكان كل أحد يذكره ليكون حجة عليه، فإن قيل: إخبار الرسول صلى اللّه عليه وسلم به كاف في وجوده؟ فالجواب أن المكذبين من المشركين يكذبون بجميع ما جاءتهم به الرسل من هذا وغيره، وهذا جعل حجة مستقلة عليه فدل على أنه الفطرة التي فطروا عليها من الإقرار بالتوحيد، ولهذا قال: {أن تقولوا} أي لئلا تقولوا يوم القيامة {إنا كنا عن هذا} أي التوحيد {غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا} الآية.)
انتهى باختصار