المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوهّابيّة ُ تدخلُ زمنَ التيهِ والشتاتِ



حازم
07-27-2005, 07:24 AM
بقلم الأخ : فتى الأدغال


قبلَ فترةٍ بدأتْ قناةُ الحرّةِ الصليبيّةِ بحملةٍ جديدةٍ على الإسلامِ ومعاقلهِ ، حينَ هاجمتْ دعوةَ الشيخِ المُجدّدِ : محمّد بن عبدِ الوهّابِ – برّدَ اللهُ قبرهُ – وكذلكَ مناهجَ التعليمِ في بلادِنا في برامجَ تقومُ بنشرِها تِباعاً ، زاعمةً أنّها تؤجّجُ للعنفِ وتدعو على الكراهيةِ وتنبذُ التسامحَ ، وتزامنَ ذلكَ مع دعواتٍ أطلقها الرئيسُ بوش يؤكّدُ فيها على وجوبِ تغييرِ المناهجِ في المنطقةِ العربيّةِ ، ولا أدري عن أي مناهجَ يتحدّثُ ! ، فقد تمَّ التلاعبُ من قديمٍ بالمناهجِ في الكثيرِ من الدولِ وبإلزامٍ من أمريكا ، إذ دفعتْ ما يزيدُ على مليارِ دولار لمصرَ فقط في عمليةِ تطويرِ وتغييرِ المناهجِ وإعدادِ مدرّسينَ مختصّينَ ، دع غيرها من الدولِ الإسلاميّةِ .

وفي بلادِ الشّامِ تمّتْ مُهاجمة ُ وسجنُ مجموعةٍ من الشبابِ السعوديِّ وفي أثناءِ السجن ِ والتحقيق ِ معهم كانتْ من التّهم ِ الموجّهةِ إليهم : تهمة ُ اعتناق ِ الفكر ِ الوهّابي ! .

وفي موريتانيا في أقصى بلادِ العالم ِ الإسلاميِّ يُسجنُ العلامة ُ محمّد بنُ الددو ومن ضمن ِ التّهم ِ تهمة ُ التبشير ِ بالدعوةِ الوهّابيّةِ ! .

التغييرُ للمناهجِ والحربُ على المدارس ِ الدعويّةِ والحركاتِ الإصلاحيّةِ هو أحدُ أنواعِ الحروبِ الاستعماريّةِ الجديدةِ ، وهو استعمارُ العقلِ والفكرِ ، والهروبُ من المناقشةِ الموضوعيّةِ لأسبابِ العنفِ والإرهابِ ، إلى إسقاطِ الأخطاءِ على الآخرينَ بحجّةِ تغذيةِ الإرهابِ عن طريقِ الخطابِ المُتشدّدِ ، هو نوعٌ من أنواعِ الإرهابِ الفكريِّ ، فأمريكا دولةٌ قويّةٌ دونَ قانونٍ يحكمُها ، ولهذا تُريدُ فرضَ قيَمها بالقوّةِ ولو عرتْ عن الموضوعيّةِ والحقيقةِ ، مع أنّها أعلنتْ قبلَ فترةٍ أنَّ أي قوّةٍ تُريدُ فرضَ نظامٍ تعليميٍّ معيّنٍ على أمريكا ، فإنَّ هذا بمثابةِ إعلانِ حربٍ عليها ، وهي الآنَ تقومُ بذاتِ الدورِ لأنّها تملكُ القوّةَ الكافيةَ لردعِ من يُعارضُ سياستها الظالمةَ .

لا أدري لماذا تؤجّجُ أمريكا نارَ كراهيتها في شعوبِ المنطقةِ ، وتُمعنُ في التسلّطِ عليها بطريقةٍ لا تمتُّ إلى الحرّيةِ والديمقراطيّةِ المزعومةِ بسببٍ البتّة ، فهي مثلاً تستعمرُ العراقَ وتحظرُ كافّةَ أشكالِ المقاومةِ المُباشرةِ ضدّ قوّاتِها هناكَ ، بينما تطلبُ من سوريّا الخروجَ فوراً من لبنانَ ، مع أنَّ قرارَ مجلسِ الأمنِ يخوّلُ الدولَ عقدَ اتفاقاتٍ ثنائيةٍ للحمايةِ ونحوِها ، ولا يعدُّ هذا خارقاً للقانونِ الدوليِّ ، إضافةً إلى أنّها – أي أمريكا - تستعمرُ أجزاءَ من كوبا وكوريّا الجنوبيّةِ واليابانَ ، وتتواجدُ قوّاتُها في قطر والكويتِ وغيرِها .

اجتاحتِ العالمَ الإسلاميَّ حركاتُ عنفٍ داميّةٍ وإرهابٍ مسلّحٍ مُنظّمٍ ، كانَ أكثرُها بمباركةٍ ومُشاركةٍ أمريكيّةٍ وصهيونيّةٍ ، ولم يكنْ للخطابِ الدينيِّ أو المناهجِ أثرٌ في إشعالِ تلكَ الحوادثِ ، كما حصلَ في حربِ لبنانَ وحركاتِ العنفِ في الثوراتِ المُصاحبةِ للانقلاباتِ وتصفيةِ الحركاتِ المُناوئةِ كما في مصرَ وسوريّا والعراقِ وغيرِها ، وحصلتْ حوادثُ عنفٍ في دولٍ إسلاميّةٍ ليسَ للتديّنِ أثرٌ يُذكرُ في مناهجِها ، كما هو الحالُ في تركيّا وتونسَ والجزائرَ ومصرَ وليبيا .

وفي أمريكا تنشطُ أكثرُ من 200 مجموعةٍ إرهابيّةٍ قامتْ وتقومُ بالعديدِ من حوادثِ التفجيرِ والقتلِ والسرقةِ والإرهابِ ، دعْ تلكَ المجموعاتِ اليمينيّةِ الأصوليّةِ المُتطرّفةِ ، والتي ينتمي إليها خمسونَ مليونَ شخصٍ في أمريكا وتقومُ بتغذيةِ النشاطِ الصهيونيِّ في أرضِ الميعادِ ، وتستعدي الإسلامَ والمُسلمينَ جهرةً وتتحدّى مشاعرهم بخطاباتٍ بالغةٍ في الإهانةِ لمقدّساتِهم ونبيّهم – صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ - ، وفي أحدِ الإحصائياتِ فإنَّ عددَ الذين ارتكبوا جرائمَ في أمريكا بلغَ 40% من مجموعِ عددِ السكّانِ ، وجميعُ هذه الأرقامِ هي من بلادِ الحريّةِ والديمقراطيّةِ أمريكا !! ، كما ينشطُ في بريطانيا الجيشُ الأيرلندي ، وفي أسبانيا الإيتا ، وفي هولندا تكثرُ الهجماتُ ضدَّ المسلمينَ قتلاً وأذيةً ، وفي الهندِ – رائدةُ الديمقراطيّةِ في آسيا – ينشطُ الهندوسُ والسيخُ ضدَّ المسلمينَ ، وفي فنزويلا – قرّةُ العينِ الأمريكيّةِ – يُذبحُ عشراتُ الألوفُ بسببِ الميلشيات المسلّحةِ المحميّةِ من الدولةِ ، وفي أفريقيا ساهمتْ أمريكا بتسليحِ عشراتِ الدولِ الأفريقيّةِ وساعدتْ في عملياتِ الانقلابِ لتقعَ المذابحُ فيما بعدُ ، فأين مناهجُ التعليمِ والخطابُ المتشدّدُ في إذكاءِ الصراعاتِ في هذه المناطقِ جميعِها !! .

أمريكا لا تُريدُ الحوارَ الموضوعيَّ المُباشرَ ، وإنّما تعمِدُ إلى فرضِ ما تُريدُ بالقوّةِ والإرهابِ ، ومن لم يسرْ في فلكها ومنظومتِها فهو مارقٌ وخارجٌ عن القانونِ الدوليِّ ، وتُلزمُ الدولَ العربيةَ بالقوّةِ والتهديدِ على تغييرِ مناهجِ التعليمِ والخطابَ الدينيَّ من طرفٍ واحدٍ ، وفي المقابلِ تغضُّ الطرفَ عن أسوأ نظامِ تعليمٍ عنصريٍّ وحاقدٍ ألا وهو النظامُ التعليميُّ في إسرائيلَ ، بحسبِ شهادةِ الإسرائيليينَ أنفسِهم .

وتقول : إلينا رومانسكي وهي المسئولةُ عن برامجِ مبادرةِ الشراكة الأمريكيةِ الشرقِ أوسطيةِ - في محاضرةٍ لها بقطرٍ - " لا توجدُ فسحةٌ من الآن فصاعدًا للكراهيةِ ، وعدمِ التسامحِ ، والتحريضِ ، ونحنُ نحاولُ أن نعيشَ معًا ، وأيُّ منهجٍ دراسيٍّ لا يسيرُ في هذا الاتجاهِ يجب تغييرهُ " ، وقالتْ أيضًا : " الإدارةُ الأمريكيةُ تسعى بجديةٍ إلى تغييرِ مناهجِ التعليمِ في الدولِ العربيةِ، فالمنطقةُ والأجيالُ المقبلةُ ليستْ في حاجةٍ إلى مزيدٍ من العنفِ ، ولذلك ستُساعدُ أمريكا دولَ المنطقةِ على تغييرِ كلِّ ما يدعو إلى الحقدِ والكراهيةِ " .

ووصلَ الإذلالُ لبعضِ الدولِ الإسلاميّةِ إلى حدٍّ فظيعٍ ، عندما منعتْ أمريكا تدفّقَ المساعداتِ الماليّةِ إليها ، إلا بعدَ أن تقومَ بوضعِ خطّةٍ إغلاقِ المدارسِ الدينيّةِ وتشديدِ الرقابةِ عليها وتغييرِ المناهجِ الدراسيّةِ عامّةً بتمويلٍ أمريكيٍّ خالصٍ ، كما حدثَ ذلكَ مع كلٍّ من اليمنِ وباكستانَ .

هل استفادتْ أمريكا شيئاً من حركاتِ التغريبِ للتعليمِ في مصرَ وتركيّا ؟ ، الواقعُ يؤكّدُ على أنَّ الشعبَ المصريَّ من أعظمِ دولِ المنطقةِ كراهيةً لأمريكا وسياستِها ، وحُبّاً للدينِ والديانةِ والتفاني في العملِ لهذا الدينِ ، بل إنَّ جيرانَ أمريكا من النّصارى هم من أكثرِ النّاسِ عداءً لها ، كما هو الحالُ في دولِ أمريكا اللاتينيّةِ ، وذلكَ بسببِ سياساتِها الظالمةِ تِجاهَ الآخرينَ ، فإذا أرادتْ نشرَ السلامِ والمحبّةِ في العالمِ ، فلْترفعْ يدها عن التدخّلِ السافرِ في شئونِ الآخرينَ ، كما يلزمُها أن تردعَ إسرائيلَ عمّا تقومُ بهِ من إذلالٍ وقمعٍ لشعبٍ أعزلَ إلا من إرادتهِ وصمودهِ .

لن تزيدَ المسلمينَ حركاتُ التغريبِ الموجّهِ إلا ثباتاً ويقيناً في دينِهم ، وعلى مرِّ التاريخِ كانَ المسلمونَ يزدادونَ ثباتاً وقوّةً بازديادِ قوّةِ عدوّهم ، كما حصلَ ذلكَ في فترةِ حروبِ الردّةِ ، ثمَّ في الحروبِ الصليبيّةِ ، ثمَّ في فترةِ المغولِ ، وساهمتْ تلكَ الحروبُ في إحياءِ الأمّةِ من جديدٍ ، وخرجَ من رحمِ تلكَ المآسي عظماءُ الرجّالِ وقادةُ الأمّةِ .

أمريكا إلى الآن لم تفهم نفوسَ المُسلمينَ ولم تُدركْ طبيعةَ مُجتمعاتِهم ، فهي تظنُّ أن إلهاءهم بأكاذيبِ الديمقراطيّةِ والعالمِ الحرِّ سيجعلُهم يقبلونَ بها حاميةً لهم أو مستعمرةً لديارِهم ، كما أنّها تغترُّ بمجموعةٍ من منافقي العصرانيّةِ الذين يُزينونَ لها حاجةَ المنطقةِ إليها بعدَ أن باعوا دينهم بدنيا غيرِهم ، وأنَّ الشعوبَ تبحثُ عن الحرّيةِ في ظلِّ صدرِ أمريكا الحنونِ الدافئ ، وهذا ما حدا ببعضِ العلمانيينَ والعصرانيينَ بإرسالٍ نسخةٍ من المنتقدِ على مناهجِنا إلى لجنةِ المناهجِ وتطويرِها في اليونسكو ، بغيةَ الضغطِ على الوزارةِ لتعديلِها !! ، فانظرْ كيفَ يُسارعُ هؤلاءِ في رضا عدوّهم على حسابِ ولائهم لدينِهم ووطنِهم ! ، ألا لعنةُ اللهِ على مبدأ يُلغي الولاءَ ويُبيحُ بيعَ الدينِ والأرضِ والعرضِ على المحتلِّ بحثاً عن حرّيةٍ في أحضانِ عاهرةٍ .

وأبشّركم أنَّ المناهجَ الدينيّةَ لدينا في أيدٍ أمينةٍ ، بعد أن خيّبَ اللهُ مسعى أولئكَ العصرانيينَ ومن لفَّ لفيفهم من أذنابِ العلمانيّةِ الذين سعوا في إفسادِها واستعداءِ الغربِ علينا فردَّ اللهُ أولئكَ بغيظِهم لم ينالوا خيراً ، وقد أوكلتْ عمليّةُ تأليفِ وتطويرِ المناهجِ إلى نخبةٍ من أساتذةِ الجامعاتِ في الرّياضِ من الدعاةِ أهلِ العلمِ والفضلِ والمنهجِ السويِّ ، وقد أخبرني بذلك أحدُ الأساتذةِ العاملينَ عليها ، فاللهمَّ لكَ الحمدُ والمنّةُ وباركَ اللهُ في جهودِهم ووفّقهم وأعانهم .

" نحنُ لسنا ضدَّ التطويرِ بمعناهُ الحقيقيِّ الذي ينطلقُ من العقيدةِ ، ويحمي شخصيّةَ الأمّةِ وهويتها ويبسطُ المناهجَ والمقرّراتِ ويعرضها بأسلوبٍ عصريٍّ مناسبٍ ، ولسنا ضدَّ التطويرِ الفعّالِ الذي يُفيدُ نظريّاً ليدفعَ الطلاّبَ والمُتعلّمينَ إلى مجالِ التطبيقِ والإنتاجِ والإبداعِ ، ولسنا ضدَّ تطويرٍ يُزيلُ الشبهاتِ والتناقضاتِ والخرافاتِ من مناهجِ التعليمِ ، وأمّا التطويرُ الذين يكونُ واجهةً للتغريبِ وتمريرِ المخطّطاتِ التخريبيّةِ للعقولِ والأفكارِ ، وسلخِ الأمّةِ من دينها وفكرها وعقيدتِها ، فهذا ما نرفضهُ ونُحاربهُ ونكشفُ خِططَ من يسيرُ في دربهِ " .

لقد دخلتْ أمريكا – كما نشرتْ ذلك تقاريرُ كثيرةٌ – مرحلةَ النفقِ المُظلمِ ، فهي تفرضُ بالقوّةِ والعنفِ ما يمكنُ أن يُفرضَ باللينِ والمُحاورةِ ، ولا تُريدُ أن تفهمَ أو تتعلّمَ من أخطاءها بل تمضي سادرةً في غيّها ، وتعتقدُ أنَّ القوّةَ والمالَ يكفيانِ في الحِفاظِ على الهيمنةِ ، إلا أنَّ الفوقيّةَ والتعالي تمنعُ صاحبها من معرفةِ عيوبهِ ومقاتلهِ ، والتشتّتُ في التخطيطِ والتنفيذِ هو أوّلُ خطواتِ الضياعِ والانهيارِ ، خاصّةً وأنَّ هناكَ دولاً قويّةً تنمو بسرعةٍ مهولةٍ ستدخلُ اللعبةَ السياسيّةَ مثلَ الصّينِ والهندِ ، وقد قالَ نابليونَ " الصينُ ماردٌ نائمٌ اتركوهُ يغطُّ في نومهِ ، لأنّهُ عندما يستيقظُ سيهزُّ العالمَ " ، وعلّقَ على ذلكَ نيكسونَ قائلاً – في كتابهِ 1999 نصرٌ بلا حربٍ - " وقد استيقظَ الماردُ وحانتْ لحظتهُ وهو يتأهّبُ ليهزَّ العالمَ " .

يقولُ أستاذُ الجيلِ العلاّمةُ : مُحمّد قُطب – متّعهُ اللهُ بالعافيةِ وأسعدَ أيّامهُ - : " ذاتَ يومٍ في التأريخِ توغّلَ الصليبيّونَ في البحرِ الأحمرِ وقلبوا سفينةً للحُجّاجِ وقتلوا من فيها ، ونزلوا جدّةَ ، وساروا بالفعلِ نحوَ الأرضِ المُقدّسةِ بأقدامِهم المُدنّسةِ ، ولو أنَّ إنساناً وقفَ يرصدُ التأريخَ في تلكَ اللحظةِ ، مقطوعَ الصلةِ بالغيبِ المستورِ ، لقالَ إنَّ الإسلامَ قد انتهى ولن تقومَ لهُ قائمةٌ بعدَ اليومَ ، فليسَ بعدَ ذلكَ شيءٌ .

ولكنّا نعلمُ من التأريخِ أنَّ هذه الحادثةَ بالذاتِ ، هي السببُ في قومةِ صلاحِ الدّينِ قاهرِ الصليبيينَ .

واليومَ يخنقُ الصهيونيونَ والصليبيّونَ الإسلامَ في كلِّ الأرضِ .

ثمَّ .. ثمَّ ينتشرُ الإسلامُ في أفريقيّا بصورةٍ تُزعجُ أعصابَ المُبشّرينَ والدولَ التي تبعثُ المبشّرينَ ، وينتشرُ الإسلامُ في زنوجِ أمريكا المُضطهدينَ ، في داخلِ السجونِ التي تضطهدهم وتُشرّدهم .

تلكَ إشارةٌ إلى المُستقبلِ ! .

وهي إشارةٌ موحيةٌ للأجيالِ القادمةِ من المسلمينَ : (( واللهُ غالبٌ على أمرهِ ولكنَّ أكثرَ النّاسِ لا يعلمونَ )) " .

انتهى كلامهُ حفظهُ اللهُ وأطالَ على الخيرِ بقائهُ .

دمتم بخيرٍ .

أخوكم : فتى .