المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام السياسي !



متعلم أمازيغي
07-24-2010, 01:25 AM
هنا (http://adiltahiri.maktoobblog.com/189/الإسلام-السياسي/)

لا شئ يوقع في التيه الوجداني و الضلال الفكري كالمفاهيم التي تتولد في رحم "الإيديولوجيا"،إنها لا تصاغ من أجل حاجة البشر في التواصل،أي أنها لم توجد لضرورة إنسانية متمثلة في حاجة الإنسان إلى التحاور مع الآخر،على اعتبار أن اللغة،أقصد لغة الحوار،هي السبيل الواحد الأوحد لرفع الخلافات بأسلوب حضاري و في جو من التفاهم و التعايش الفكري.بل إنه بدل أن توظف المفاهيم للحوار،تصير –أي اللغة بما هي مفاهيم- موضوعا للحوار و المناقشة، و مفهوم "الإسلام السياسي" من جنس هذه المفاهيم التي صارت موضوعا للنقاش و الحوار،لما يحيط بها من دخان كثيف يحجب الرؤية و يعتّمها و يضلّلها،فهي من جنس المفاهيم التي توظف للصيد في الماء العكر.

يقال أن المفاهيم قوالب المعاني، و هذا القول ليس صحيحا على إطلاقيته،فالمفاهيم تحمل شحنة معينة غير بريئة إذا كانت تنزع إلى الأدلجة،أقصد إذا كانت تخفي معنى معينا يتوارى خلف هذا المفهوم. إن المفهوم الإيديولوجي لا يؤدي وظيفة تواصلية،و إنما هو جند من أجندة الفكر، و قالب يضع داخله كل هموم و مطامح واضعيه،فهو إذن مفهوم غير متفق عليه،و إنما وضعته "أقلية" لدوافع إيديولوجية. لذا فالمخرج من هذه الزوبعة المفاهيمية هو وضع قاعدة تساعدنا على فحص هذه الكثرة المتكاثرة من الفاهيم المستوردة،و يمكن صياغتها على النحو التالي : "كل مفهوم منقول معترض عليه،حتى يُثبت بالدليل صحته" ، و في المقابل " كل مفهوم مأصول مسلّم به،حتى يثبت بالدليل فساده". إن القاعدتين يشبهان إلى حد كبير ما قاله فقيه الرأي أبو حنيفة النعمان "قولنا صواب يحتمل الخطأ،و قول غيرنا خطأ يحتمل الصواب"، فعلى غرار ذلك نقول، إن المفاهيم المأصولة مسلم بها،لمّا جرت عادة لسان العرب على توظيفها،فهي في غنى عن دليل يثبت صحتها،لكن تجدد اللغة قد يحملنا على إعادة النظر في بعض المفاهيم التي استعملها أجدادنا العرب،لذا فنقد بعض المفاهيم باستلهام التجربة التاريخية القومية أمر مؤكد عليه لتفادي الوقوع في "التقليد"،طبعا دون المبالغة في طرح أي مفهوم مأصول بدعوى التجديد و نبذ التقليد من غير وجود مبرر معقول،فالمفاهيم لا ترمى في سلة المهملات إلا إذا أثبت الواقع عدم جدوانيتها،في المقابل فالمفاهيم المنقولة مرفوضة لأنها أخذت من محيط تختلف إشكالياته و ظروفه عن واقعنا القومي،لذا فنقله لا يكون ذا قيمة إلا إذا تشابهت الملابسات الثقافية و التاريخية و السياسية و الاجتماعية .. لتوظيفه،و هذا نادر جدا.

"الإسلام السياسي" مفهوم محوري غير مأصول في "إيديولوجيا العلمانية"،لذا فهو باطل مردود عليهم حتى يثبت بالبرهان الساطع صحته.و لأن الحكم على الشئ فرع عن تصوره فإن وضع تعريف لـ "الإسلام السياسي" سيفتح عينينا أكثر على بطلان هذا المفهوم،و سيبرز اللبس و التعتيم الكبير الذي يخفيه.

إن "الإسلام السياسي" باختصار يحيل على معنى مقتبس من حضارة الغرب،مفاده انه "لا دين في السياسة،و لا سياسة في الدين"،فحركات "الإسلام السياسي" وظفت الدين توظيفا تعسفيا لأغراض سياسية سافرة و وضعت الشئ في غير محله عندما حشرت المقدس في ميدان المدنس.إن المفهوم يحمل تناقضا متمثلا حسب مزاعم أنصار الإيديولوجية العلمانية في الجمع بين الدين و السياسة،و هذا غير مستساغ حسب الإيديولوجية. إنها دعوى عريضة فضفاضة لا دليل لهم عليها إلا منطق التقليد،فالتقليد ثم التقليد هو دليلهم على غياب السياسة في الدين،و خلو الدين من السياسة،فلننظر إذن في هذه الدعوى العريضة.

إن أول ما يلفت انتباه الباحث المنقب في "الإيديولوجيا العلمانية" هو تضارب الآراء،فالتناقض هو السمة البارزة لهذا الفكر الشائه،فبخصوص الموقف أو المواقف العلمانية من نظام الحكم في الإسلام نجد من يزعم بلا روية أن الإسلام دين روحي بعيد عن التنظير السياسي، في المقابل نجد من يقول أن النظام الإسلامي ثيوقراطي يحكم بالحق الإلهي !

يقول العلماني فرج فودة " إن الإسلام دين وليس دولة ، وإن الدولة الإسلامية على مدى التاريخ الإسلامي كله كانت عبئاً على الإسلام وانتقاصاً منه وليست له" ، و هذا ادعاء عريض خطير،يعبر عن مشاغل و هموم النخبة العلمانية،المختزلة في إبعاد السياسة عن نطاق الدين،كمنظومة تحوي السياسة احتواءا،و إقصاء الدين كعامل فاعل إيجابا من السياسة،و ذلك حتى يتسنى لهم استيراد القوانين الوضعية و تطبيقها عنوة على المسلمين.و في مقابل من يقول بـ "الإسلام السياسي"،نجد من يقول بثيوقراطية نظام الحكم الإسلامي،و هذا الموقف و لاشك يتعارض على طول الخط مع الزعم الآخر،يقول العلماني فؤاد زكريا " أقبح أنواع الخطأ هو الخطأ الذي ينبثق من تحت عباءة الحكم الديني ويرتكبه حكام يتصورون أن أهواءهم ومصالحهم الضيقة تجسيد للإرادة الإلهية ويوهمون الناس أن كل ما يفعلونه مستلهم من وحي الشرع الإلهي الذي يحكمون بمقتضاه " ، هكذا يحاول فؤاد زكريا أن يمرر مغالطات و تمويهات،و يقارن النظام الإسلام المدني كما عرفه النبي و الصحابة بالحكومات الثيوقراطية التي جاء الإسلام ضدا عليها،و ناقضا لأطروحاتها "الفرعونية" و "الكسروية" و 'الكهنوتية".و إن كان ما قاله فؤاد زكريا صحيحا غير أنه "حق أريد به باطل"،فالإسلام ليس أهواء و مصالح الساسة و الحكام،و لا هو يضفي الشرعية على الظلم و الاستبداد،فبأي حق يحمّل الإسلام و خصوصية نظامه السياسي وزر الحكام؟

إن الأطروحة الثاوية وراء مفهوم "الإسلام السياسي" هي تلك التي تنطوي على مفارقة الجمع بين الدين و السياسة،فالمغزى يعرفه الجميع و هو "فصل الدين عن الدولة"،غير أن هذا الشعار- الذي رُفع ضد الكنيسة لظروف خاصة، يحاول البعض تعميمها على الشعوب العربية الإسلامية، و كأن تاريخه نسخة طبقة الأصل لتاريخ الغرب، و مما له دلالة خاصة في هذا الصدد تسميتهم عصر أنوار المسلمين الذي قادوا فيه العالم بالعدل –يسمونه- "عصور وسطى"،مع أن هذا الوصف لا ينطبق إلا على الغرب الذي رزح تحت ظلام دامس عندئذ، أما المسلمون فكانوا ينعمون في ظل تقدم العلوم و سيادة الفكر الديني بدمشق و بغداد و الأندلس...- أعود فأقول هذا الشعار هو الآخر يتعارض مع مفهوم "الإسلام السياسي"، المفهوم الذي يجد واضعوه غضاضة في اعتبار السياسة مكونا من مكونات الدين،و يرون فيه بدعة محدثة لم يسنها النبي صلى الله عليه و سلم حسب "الفقاهة العلمانية" و تبعا لفقه عبّاد الإله العاطل الذي لا يأمر و لا ينهى،تلك الفقاهة التي لا تخرج عن نطاق السفاهة،و الشعار يتعارض مع مفهوم "الإسلام السياسي" لأن الفصل بين شيئين يستلزم وجود وصل مسبق بينهما،و هذا ما ينفيه مفهوم "الإسلام السياسي"،من هنا فأية قيمة تبقى لعبارة "لا دين في السياسة و لا سياسة في الدين" على ضوء العبارة "فصل الدين عن الدولة"؟

إن مفهوم "الإسلام السياسي" الذي تلوكه الألسنة العلمانية لا يكاد يصمد مع الطرحين الجدلي و النقدي،إنه يعلن عن إفلاسه ما أن يوضع تحت الأضواء المجهرية،فالطرح الجدلي يروم من خلال تتبع فكر معين استكشاف مواطن التناقض فيه،و هذا ما أبرزنا شيئا منه من خلال التنصيص على تعارض اثنين من الأطروحات العلمانية مع المفهوم،أولهما ادعاء الحكم بالحق أو بالتفويض الإلهي في الدولة الإسلامية،ثم إن المفهوم الذي يرى في السياسة بدعة "إسلاموية" لا يستقيم مع المبدأ العلماني الشهير الذي ينصّ على ضرورة الفصل بين الدين و السياسة. و الآن لنوجه سهام النقد للمفهوم من داخله لنقضه من خلال الوقوف على المرجعية التراثية التي ستحسم في المسألة،و السؤال الذي يعبر عن الإشكالية هو ببساطة : أ لم يمارس النبي صلى الله عليه و سلم صاحب الرسالة السياسة؟ و ماذا عن الصحابة الراشدين رضي الله عنهم؟

مصادرنا التاريخية تزخر بالوثائق السياسية للنبي صلى الله عليه و سلم و الصحابة الأبرار رضي الله عنهم،و الكثير من المبادئ التي توصل إليها الإنسان كثمرة لنضالاته على درب تحقيق العدل و حفظ حقوقه نجدها في وثائقنا السياسية و إن اختلفت المسميات،كمبدأ التعاقد الاجتماعي،و الديموقراطية،و مراقبة الحاكم و محاسبته،و التعايش مع الأقليات،و حفظ حقوقهم و إشراكهم في صناعة القرار بل إنه سار على هذا الدرب كما يورد الماوردي في "الأحكام السلطانية" أن خوّل للذمي حق تقلد منصب "وزير التنفيذ"،كما أن النظام الإسلامي يفسح المجال للمعارضة لتمارس حقها في النقد الإيجابي الساعي إلى تجويد الفعل السياسي،لا المعارضة التي تحرّكها المصالح السياسية الخسيسة،فالمعارضة في الإسلام جزء من الذات تحتضنها و تحتويها،و ليس بالضرورة أن تكون موجهة من طرف أحزاب سياسية أو تكتلات جماعية،بل للفرد الحق في الاعتراض و المحاسبة و تقديم النصح الواجب للمسؤولين القائمين على شأن المسلمين عملا بمبدأ "الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر".غير أن فلسفة الغرب في الحكم و حفظ الحقوق السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية تختلف مع فلسفة الإسلام،فالغرب يجعل من هذه المطالب الإنسانية حقوقا فقط ،بينما يرفعها الإسلام إلى مصاف الواجبات و التكاليف،كما أن الوقائع أثبتت و مازالت تثبت أن الغرب انحاز و ينحاز إلى الإنسان الأبيض،فهو يستفيد من هذه الحقوق أكثر من سواه،و أحيانا دون سواه،بينما الإسلام حفظ هذه "الحقوق-الواجبة" للإنسان،مطلق الإنسان،بغض النظر عن اللون و الدين و المعتقد.


إن أول وثيقة سياسية نصادفها في ملفات أرشيفنا السياسي ،هي تلك الوثيقة النبوية المسماة في مصادرنا بـ "الصحيفة" أو "الكتاب"،و قد سميت كذلك لأن محمدا عليه الصلاة و السلام قال في مستهلها "كتاب من محمد النبي،رسول الله،بين المؤمنين و المسلمين..."،و هي موجهة كذلك إلى رعايا الدولة الذين يشتركون مع المسلمين في حق المواطنة و هم اليهود فوصفهم بأنهم "أهل الصحيفة"،و إن كانت مصادرنا التاريخية لم تذكر لنا شيئا عن الظروف و الملابسات التي تمت فيها صياغة هذه الوثيقة المهمة فإننا نميل إلى أن وضعها كان ثمرة للمبدأ الإسلامي "الشورى"،لأنها تختص بتنظيم الحياة السياسية و الشأن الداخلي للدولة الفتية،و مادام اليهود الطرف الآخر في هذه الوثيقة قد وافقوا في أول أمرهم على مضامينها فلا شك أنها صيغت باعتماد مبدأ الشورى.و المهم في هذه الوثيقة ليست تلك البنود التي احتواها أول دستور عربي إسلامي، فهذا الدستور خاطب القبائل العربية من المسلمين و اليهود التي شكلت طيف الدولة الإسلامية-العربية،إذا فهي متجاوزة لا تصلح لتنظيم حياتنا السياسية،بل إن أهميتها في كونها صيغت بعد أن نزل قسط مهم من القرآن،ما يعني أنه لا غنى للدول الإسلامية عن دساتير تعنى بالشؤون السياسية و تحدد الاختصاصات و تنظم الاقتصاد و الاجتماع،فالقرآن باعتراف الكثير من الباحثين لم يضم بين طياته نظاما سياسيا و إنما جاء بـ "كليات" و "مبادئ" و "قواعد" و "مثل"،و من خلالها يتم صياغة دساتير محكمة الدلالة بينة الحدود،و بعبارة أخرى فلما كان الإسلام خاتم الأديان فقد تطلب الأمر أن لا يحدد لهم نظاما سياسيا ثابتا لأن الظروف الزمكانية متغيرة،لذا اكتفى الشارع بـ "روح" التشريع الذي نستلهم منه القوانين المتغيرة،و من هنا فالشريعة –بمعناها الأصولي لا العامي- ثابتة،أما الفقه (القوانين) الذي نجتهد في استخراجه على ضوء روح التشريع الإسلامي فمتغير.

أما محتويات الوثيقة فبينة دلالتها السياسية و واضحة لغتها القانونية التي صيغت بها، فقد حاول النبي صلى الله عليه و سلم من خلال هذه المعاهدة إحداث قطيعة مع الفكر القبلي الذي أطر العقلية العربية،فأخرجهم من نطاق القبيلة الضيق إلى رحاب الدولة و الأمة، فإذا كان وزر الفرد في "الجاهلية" يعود للقبيلة بأكملها فقد أثبت النبي عليه الصلاة و السلام مسؤولية الفرد وحده أمام القانون فـ "من ظلم و أثم فإنه لا يوتغ (يهلك) إلا نفسه"، هكذا تذوب الروابط القبلية الجاهلية،و تثبت ذاتية الفرد و مسؤوليته،و من هنا يؤكد النبي صلى الله عليه و سلم أن "النصر للمظلوم"،أما القاعدة الجاهلية "انصر أخاك ظالما أو مظلوما" فلم يعد لها أي مصداقية في دولة المواطنة و المساواة أمام القانون لأن "ذمة الله واحدة"، و التكافل لتحقيق العدالة الاجتماعية من سمات هذه الدولة الفتية،فـ "المؤمنين لا يتركون مُفرَحا (المثقل بالدين و الكثير العيال) بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل" ،و لم يغفل النبي صلى الله عليه و سلم الحديث عن حقوق "غير المسلمين"،و هم اليهود في هذه الوثيقة،فأكد أنهم رعايا الدولة "و أن بطانة يهود كأنفسهم" و "أن على اليهود نفقتهم و على المسلمين نفقتهم و أن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة و أن بينهم النصح و النصيحة و البر دون الإثم"،فالدولة الإسلامية لا تضيق من الاختلاف الديني كما حفظت لنا صفحات التاريخ عن كثير من الأديان التي لم تتسع لقبول خلافاتها الدينية الداخلية فضلا عن أن تحتضن "الآخر" و ترحب به في دولتها،فمحمد صلى الله عليه و سلم حفظ حق اعتناق الدين المرتضى لأي شخص،و مادام الآخر الديني في هذه الوثيقة هم اليهود فقد أكد النبي صلى الله عليه و سلم "أن لليهود دينهم و للمسلمين دينهم" ، و لم يشترط النبي صلى الله عليه و سلم على هذا الآخر إلا أن يكون لبنة في الجدار الأمني للدولة فـ "بينهم النصر على من دهم يثرب"،غير أن الوقائع التاريخية أثبتت أن الغدر اليهودي و نقضه للمعاهدات قاعدة مطردة لا تتغير،حيث نصروا المشركين ضدا على المسلمين و نقضوا ما أبرموه من معاهدات مع المسلمين،لذا فقد أسقط الإسلام "الخدمة العسكرية" على غير المسلمين مخافة الغدر، و لأن الدفاع عن حياض دولة تحكمها منظومة فكرية مخالفة لما يعتقده ذلك "الآخر" أمر مستبعد،فتضحية الإنسان بحياته من أجل معقتد لا يؤمن به أمر غير مستساغ ألبتة، لذا فرض الإسلام الجزية على الذميين في مقابل الخدمة العسكرية و الأمن الذي يوفره المسلمون لهم،و هي ضريبة زاهدة مقارنة مع الزكاة التي يعطيها المسلم،كما أنها مفروضة على من له القدرة لقوله تعالى "حتى يعطوا الجزية عن يد" (اليد جمع أيد و تعني القدرة و قد قال تعالى "و السماء بنيناها بأيد") فلا تؤخذ الجزية إلا من الصحيح المعتمل،شرط أن تحقق لهم الدولة الإسلامية الأمن،و قد قال خالد بن الوليد رضي الله عنه لقس " إني عاهدتكم على الجزية والمنعة.... فإن منعناكم فلنا الجزية وإلا فلا حتى نمنعكم ".إنها فلسفة الإسلام في التعامل مع "الآخر" التي تثار حولها زوابع لا تسكن إلا لا تقوم أخرى بل "أخريات". و ثمة معاهدات أخرى سياسية أبرمها الرسول صلى الله عليه و سلم مع نصارى نجران (10هـ) دشن بها عليه أفضل الصلاة و السلام أول لبنة في صرح التعايش بين الديانات و حفظ حقوق "الأقليات"،ليس فقط حقوقهم الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية،بل إنه تعهدهم بحفظ حقوقهم الدينية التي تتعارض مع عقائد الإسلام،فـ"كتب" صلى الله عليه و سلم يقول "و لنجران و حاشيتها جوار الله و ذمة محمد النبي رسول الله على أموالهم و أنفسهم و ملهم و غائبهم و شاهدهم و عشيرتهم و بيعهم،و كل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير،لا يُغيّر أسقف من أسقفيته و لا راهب من رهبانيته و لا كاهن من كهانته.و ليس عليهم دنية و لا دم جاهلية.و لا يحشرون و لا يُعشرون و لا يطأ أرضهم جيش،و من سأل منهم فبينهم النصف غير ظالمين و لا مظلومين" و تعهدهم كذلك بـ "أن أحمي جانبهم،و أذب عنهم،و عن كنائسهم و بيعهم و بيوت صلواتهم،و مواضع الرهبان،و مواطن السياح،حيث كانوا..و أن أحرس ملتهم أين كانوا..بما أحفظ به نفسي و خاصيتي و أهل الإسلام من ملتي". هذه هي السماحة الإسلامية التي تمخضت عن نضج سياسي و سمو حقوقي لمحمد صلى الله عليه و سلم النبي الإنسان الذي وعى قيمة حقوق الإنسان فملأ الدنيا عدلا و نشر فيها أريج الحب و التسامح و التعايش،فكيف ببعض المتفيهقة يدعون أن الإسلام دين العنف و الحقد و الإرهاب،إنها صفاقة الوجه العلماني الحاقد و التطاول على الخوض فيما يجهلون.

و قد سار الخلفاء ممن تربوا في حضن النبوة على دربه في الحكم بالعدل،فكانت صفحات التاريخ التي سطرتها أعمالهم و سياساتهم الحكيمة من أشرق الصفحات في تاريخ البشرية ككل، و خطبهم و وثائقهم خير دليل على ما نقول،و لم تظل هذه الوثائق حبيسة فكر نظري و إنما ترجمت إلى فعل و حياة و حضارة،و قد حفظت لنا كتب التاريخ خطبة الخليفة أبي بكر رضي الله عنه المليئة بالدروس و الفوائد الجديرة بالتأمل.لقد كانت هذه الخطبة السياسية تنم عن عبقرية الصديق الذي وعى حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه،ففي مقام يكون فيه الزهو بالانتصار و تنسم نشوتها نجد الصديق رضي الله عنه في موقفه متواضعا يخفض جناح الرحمة لرعيته،قال رضي الله عنه "أيها الناس إني قد وليت عليكم و لست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني و إن أسأت فقوموني" و في هذه العبارة الأخيرة رد على من يدعي أن الحاكم في الدولة الإسلامية يدعي العصمة لنفسه،فهذا أبو بكر رضي الله عنه يعلنها صراحة أنه قد يسئ التصرف و لم يضفِ على نفسه أو ساسيته أية صبغة إلهية،إنها كلمة واعية تنسف الشبهة من أصلها و لا تترك أي مجال لخصوم الحل الإسلامي لنعت الحكومة الإسلامية بالثيوقراطية،لأن الحكم بالحق أو التفويض الإلهي لا يسمح بأي صوت أن يرتفع على صوت الحاكم،أو أن يتقدم أحد برأي يخالف ما رآه الحاكم،فهو ظل الله في الأرض و سيفه على رقاب عباده الذي ينفذ أوامره فأي اعتراض على قراراته أو انتقاد لسياسيته فمعدود من قبيل الخروج على طاعة الإله التي تعجل بالعقاب في الدنيا قبل الآخرة،لذا فتحذيرا من وراثة السلطة النبوية عمد أبو بكر على التمييز بين شخصية "الرسول-السياسي" التي جمعت بين "السلطة الزمنية" و "السلطة الدينية"، و بينه كشخص يصيب و يخطئ من غير أن ينزل عليه الوحي لتقويم أفعاله،يقول رضي الله عنه "إن الله اصطفى محمدا على العالمين و عصمه من الآفات،فإنما أنا متبع و لست بمبتدع فإن استقمت فاتبعوني و إن زغت فقوموني"،و ما يلفت الانتباه في هذه الكلمة المضيئة المشرقة لسيدنا أبو بكر رضي الله عنه و أرضاه تأسيسه لفقه المعارضة السياسية،بل و الترحيب بذلك و تقبله بصدر رحب على اعتبار أنه مبدأ إسلامي نوّه به النبي صلى الله عليه و سلم،فالمعارضة في الإسلام بمثابة "الأمر بالمعروف و النهي بالمنكر"،قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "سيد الشهداء حمزة و رجل قام إلى إمام جائر،أمر و نهاه فقتله"،و قد شهدت كتب التاريخ تراجع الخلفاء عن الكثير من مواقفهم بعد مشاورة رعيتهم،من هنا فـالترحيب بالمعارضة السياسية ميزة للنظام الإسلامي مدعاة للفخر،فإذا كانت العلاقة بين الحكومة و المعارضة في الدول الغربية تتسم بالكثير من التوتر و التشنج،فإنه على العكس من ذلك نجد الخلفاء الراشدين يدعون إلى الاعتراض على تصرفاتهم بالحق و مراجعة قراراتهم " إن أسأت فقوموني..و إن زغت فقوموني"،و السياسة نفسها نهجها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع رعيته،و ليس أدل على حضور فقه المعارضة في الإسلام من التعامل الراقي لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه و أرضاه مع الخوارج،فهم الذين كفروه و سلوا سيوفهم عليه و مع ذلك نجده يقول " لهم علينا ثلاث : ألا نبدأهم بقتال ما لم يقاتلونا ، وألا نمنعهم مساجد الله أن يذكروا فيه اسمه ، وألا نحرمهم من الفيء ما دامت أيديهم مع أيدينا" إن هذه العبارة تحسم بوضوح أن المعارضة في النظام الإسلامي لا تفسد للود قضية مادامت الأيدي متحدة، الغاية من المعارضة إنما هو النهوض بالفعل السياسي ليرقى إلى مستواه النموذجي المثالي.

و يجدر بنا هنا أن ننبه على أن السياسة عند السنة من فروع الدين لا من أصوله، فهي ليست واجبة لذاتها شرعا،كما أنها من الأمور التي لا يتعلق بها تكفير،لأنها ليست من الأصول الاعتقادية، عكس ما ذهب إليه الشيعة من اعتبار الإمامة من أصول دينهم التي يكفر من لم يعتقد فيها،فهي عندنا أهل السنة "واجب مدني" و إن اقتضته واجبات دينية.إن الإنسان مدني بالطبع،لذا فإخراج قوة طبع المدنية في الإنسان إلى فعل يتطلب علة ،و هي قسمان : الأولى عقلية،يقول الماوردي رحمه الله : "الإنسان مطبوع على الافتقار إلى جنسه،و استعانته صفة لازمة لطبعه،و خلقة قائمة في جوهره"،و لأجل ذلك احتاج الإنسان إلى تنظيم حياته السياسية،و ذلك لا يقوم إلا بدولة تسهر مؤسساتها على ذلك. و الثانية شرعية : فالإسلام أمر بمجموعة من الأحكام لا سبيل لتنفيذها إلى بوجود دولة تحكم باسمه و تسهر على قوانينه و تحرص على تطبيق تعاليمه،من قبيل ذلك إقامة الحدود و القصاص،فهذه الأخيرة ليس من حق أحد أن ينفذها إلا رئيس الدولة،و جمع الزكاة و تنظيم الجيوش للجهاد و تطبيق فريضة الشورى..إلخ

ختاما، إن السياسة يحكمها منطق الإمكان،أما دعاة العلمانية و أبواقها في الدول العربية فقد جعلوا منها "واجبا" عندما يتعلق الأمر بتقليد الغرب،و "ممتنعا" مستحيلا إذا ما كانت خاضعة لمعيار الدين الإسلامي يقيّمها و يقوّمها،و من مزايا النظام الإسلامي أن جعل السياسة من الممكنات التي تتغير بتغير الزمان و المكان،لذا فهو لم يلزم المسلمين بنظام سياسي ثابت،عدا الإشارة إلى مبادئ و كليات و قواعد تحكم الفعل السياسي،و هذا ما عبر عنه الإمام ابن قيم الجوزية في تعريفه للسياسية بأنها : "ما كان من الأفعال بحيث يكون الناس معه أقرب إلى الصلاح و أبعد عن الفساد،و إن لم يشرعه الرسول و لا نزل به وحي".

حمزة
07-30-2010, 10:57 PM
بما ان السياسة من الدين -كما فهمته من الموضوع- فلماذا لا توجد آليات واضحة تبين طرق الحكم و أساليبه وكيفية تعيين الحاكم او تغييره ومدة بقائه في الحكم و تحديد صلاحياته وطرق تعيينه للولاة و الوزراء و مجالس الشورى وغيرها من تفاصيل الحكم الكثيرة ؟

إن هم إلا يظنون
07-31-2010, 01:38 AM
تعيين الحاكم وتغييره وبقاؤه وكل ذلك يكون عن طريق أهل الحل والعقد

Light
07-31-2010, 07:48 AM
بما ان السياسة من الدين -كما فهمته من الموضوع- فلماذا لا توجد آليات واضحة تبين طرق الحكم و أساليبه وكيفية تعيين الحاكم او تغييره ومدة بقائه في الحكم و تحديد صلاحياته وطرق تعيينه للولاة و الوزراء و مجالس الشورى وغيرها من تفاصيل الحكم الكثيرة ؟
اخي حمزة , اريد ان اعرف موقفك اولا , هل انت تؤمن بفصل الاسلام عن السياسة , يعني علماني , ام انك تؤمن بان السياسة جزء لا يتجزأ من الاسلام؟

متعلم أمازيغي
07-31-2010, 03:27 PM
الأخ حمزة
هب أن الشارع حسم في هذه المسائل التي تحدثت عنها، ألا يكون ذلك كعصا تحول دون تقدم العجلة إلى الأمام؟
أليس مما ينقم على الإسلام الآن أنه لا يواكب التطور الاجتماعي؟
أرى أن تلك ميزة و مزية للإسلام أنه لم يقرر في هذه الأمور إلا "كليات" و "مبادئ" و "مُثُل" ،و لم يفصّل في تلك الجزئيات،و لو قرأت مقالي لما كنت في حاجة إلى إعادة هذا الكلام.

حمزة
07-31-2010, 09:54 PM
تعيين الحاكم وتغييره وبقاؤه وكل ذلك يكون عن طريق أهل الحل والعقد

الحكم لا يعني فقط الأمور المتصلة بالحاكم - و ياريت نبتعد عن الحديث عن الحكام الحاليين حتى لا يغلق الموضوع- لكن كل ما يتعلق بتسيير امور الدولة من القمة إلى القاعدة من المجالس المحلية إلى المجالس العليا، هل هناك في الإسلام ما ينظم هذه الامور ام هي متروكة للناس واجتهاداتهم؟

حديثك اخي عن اهل الحل و العقد يلزمه الكثير من التفصيل ،أولا من هم ثم من يعينهم و ماهي صلاحياتهم وكيف يتم اجتماعهم و ماهي آليات اتخاذ القرار و الكثير من الامور التنظيمة التي لاتزال غامضة بالنسبة لي فهلا تكرمت ووضحت لنا الامر.

حمزة
07-31-2010, 10:01 PM
اخي حمزة , اريد ان اعرف موقفك اولا , هل انت تؤمن بفصل الاسلام عن السياسة , يعني علماني , ام انك تؤمن بان السياسة جزء لا يتجزأ من الاسلام؟

في السابق كنت اعتقد ان الإسلام حدد كل الامور المتعلقة بالحكم لكن يبدو أن الامر ليس بالشمول الذي اعتقدته ورغم ذلك هناك من يستغل الدين لأغراض سياسية .

حمزة
07-31-2010, 10:16 PM
الأخ حمزة
هب أن الشارع حسم في هذه المسائل التي تحدثت عنها، ألا يكون ذلك كعصا تحول دون تقدم العجلة إلى الأمام؟
أليس مما ينقم على الإسلام الآن أنه لا يواكب التطور الاجتماعي؟


يعني هي متروكة للناس و اجتهاداتهم؟



أرى أن تلك ميزة و مزية للإسلام أنه لم يقرر في هذه الأمور إلا "كليات" و "مبادئ" و "مُثُل" ،و لم يفصّل في تلك الجزئيات،

ليتك أخي لو توضح لنا كيفية التعامل مع تلك الجزئيات وتوضح لنا ماهي الكليات و المبادئ و المثل التي لا ينبغي تجاوزها.



و لو قرأت مقالي لما كنت في حاجة إلى إعادة هذا الكلام.
قرأت مقالك اخي العزيز ورغم ذلك سأعيد قراءته لعله قد فاتني بعض ماجاء فيه.
تحياتي.

بوعابدين
07-31-2010, 10:47 PM
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة light
اخي حمزة , اريد ان اعرف موقفك اولا , هل انت تؤمن بفصل الاسلام عن السياسة , يعني علماني , ام انك تؤمن بان السياسة جزء لا يتجزأ من الاسلام؟

في السابق كنت اعتقد ان الإسلام حدد كل الامور المتعلقة بالحكم لكن يبدو أن الامر ليس بالشمول الذي اعتقدته ورغم ذلك هناك من يستغل الدين لأغراض سياسية .
يعني ما في إجابة واضحة للسؤال هل أنت علماني أم لا

Light
07-31-2010, 10:59 PM
في السابق كنت اعتقد ان الإسلام حدد كل الامور المتعلقة بالحكم لكن يبدو أن الامر ليس بالشمول الذي اعتقدته ورغم ذلك هناك من يستغل الدين لأغراض سياسية .
في الحقيقة انت لم تجبني , انا لم لسئلك هل حدد الاسلام امورا ام لم يحددها , بل سألتك هل تومن بان السياسة جزء من الاسلام حيث ان جميع العلاقات السياسية التي تحددها الدولة الاسلامية بينها و بين الدول الاخرى يجب ان تكون من منطلق اسلامي ؟ ام انك ترى انه يجب على الاقل فصل الدين عن الدولة من الناحية السياسة يعني انت عالماني ؟

متعلم أمازيغي
08-01-2010, 03:44 AM
نعم هي متروكة للاجتهاد،و من رأى غير ذلك فليثبته بالدليل،و سنرضخ للحق.

حمزة
08-01-2010, 02:45 PM
نعم هي متروكة للاجتهاد،و من رأى غير ذلك فليثبته بالدليل،و سنرضخ للحق.

هل ترى ان المسلمين طيلة القرون السابقة قد نجحوا في بلورة نظام خاص للحكم وهل هناك اجتهادات يمكننا إدراجها كتجارب ناجحة في الحكم القائم على توجه المجتمع ككل و ليس اجتهادات فردية تزول بزوال صاحبها ؟

خادم أبى القاسم
08-01-2010, 05:45 PM
من يقول لا تدخل الإسلام في السياسة
فيلزمه قوله هذا
بعدم إدخال الإسلام في الإقتصاد
وعدم إدخال الإسلام في الإجتماع
وعدم إدخال الإسلام في الإسلام!!!

حمزة
08-02-2010, 07:34 PM
هل هناك منتديات إسلامية متخصصة في السياسة الشرعية وشؤون الحكم أو على الأقل منتديات بها أقسام تهتم بهذه الشؤون؟

متعلم أمازيغي
08-03-2010, 01:40 AM
لا تعجل علينا يا اخي سنتناقش في الموضوع ان شاء الله

متعلم أمازيغي
08-03-2010, 11:17 PM
الأخ حمزة أجدد التحية لك :emrose:

بخصوص موضوعنا المتعلق بالمقاربة الإسلامية لمفهوم الدولة،و الخصوصية الإسلامية في التأسيس لفقه السياسة،فأرى أن ذلك سيتطلب منا الكثير من الوقت حتى نسلط ما يكفي من الأضواء على هذا الموضوع المهم.

نعم الإسلام فتح الباب على مصراعيه للاجتهاد في السياسة،لكن ذلك لا يعني أن الشارع لم يرسم حدودا لهذا الفعل السياسي،فالخصوط الكبيرة التي وضعها الشارع تؤطر الفعل السياسي،فمثلا السياسة ليست كما يقول البعض موطنا من مواطن الدنس،بل إن الإسلام يطال كل المحالات و يرفع دنسها و يضفي عليها صبغة ربانية،فنقرأ مثلا في سورة الأنفال قوله تعالى : "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا،يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّه وَأَطِيعُوا الرَّسُول وَأُولِي الْأَمْر مِنْكُمْ ، فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّه وَالرَّسُول إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر، أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْك وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلك يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوت وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ""

فففي هذه الآيات الكثير من كليات الدين التي تنظم الحياة السياسية في المجتمع الإسلامي :

1- التحلي بخلق الأمانة.
2- الحكم بالعدل.
3- و نحن في خضم حياتنا السياسية لا بد أن نطيع الله و رسوله،و نطيع أولي الأمور ما أطاعوا الله و رسوله،و في الآية دلالة واضحة أن معيار تقييم الأمور هو الكتاب و السنة لقوله تعالى :"فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّه وَالرَّسُول إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر"
4- أن الصدود عن ما قال الله و رسوله في السياسة من سمات المنافقين،و هذا حال العلمانيين في عصرنا.

و المشاركة السياسية حاجة ملحة،و السلوك السلبي غبر مقبول من المسلم،فالعمل على اختيار حاكم يسوس الأمة و تفوض له أمر دينها و دنياها أمر واجب،يقور رسول الله عليه و سام " من مات و ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية"، طبعا ليس المقصود بالبيعة ما نراه الآن من شكليات كل عيد عرش،من نقديم بيعة زائفة خالية من أي معنى.
إن السياسة من أعظم الأمور في الدين الإسلامي،كيف لا و استقامة الدين قائم عليها،لذا نجد شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول في السياسة الشرعية : "يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الناس،بل و لا قيام للدين و لا للدنيا إلا بها. فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا باجتماع (هذه هي العلة الأولى التي يخرج بها قوة طبع المدينة إلى فعل) لحاجة بعضهم إلى بعض،و لا بد عند الاجتماع من رأس.حتى قال النبي صلى الله عليه و سلم "إذا خرج ثلاثة في سفر،فليؤمروا أحدهم" اهـ

لكن كيف يتم تأمير الحاكم؟

هنا نطفو تلك المسألة التي تحدثت عليها،و هي أن لدولة الإسلام معالم كبرى،لا ينبغي محوها أو تشويهها،و على أساس هذه المعالم نجتهد في تقنين أمورنا السياسية بواسطة دساتير ترضي الراعي و الرعية في شكل تعاقد اجتماعي.
فمثلا الحاكم في الإسلام شخصية مدنية لا دينية لاهوتية،أقصد أنه يستمد شرعيته من إرادة الشعب لا أن الله فوضه و أعطى له الحق في الحكم،و لك في التجربة الإسلامية عبرة،فلا أبو بكر و لا عمر و لا عثمان و لا على رضي الله عنهم،لا أحد منهم ادعى أن الله هو الذي نصبه في موضعه،فأبو بكر رضي الله عنه اختير في السقيفة،ثم تواترت الأيدي على مبايعته،و عمر اختاره أبا بكر بعد موافقة الأمة،و عثمان و هو الذي قال "ما كنت لأنزع قميصا سربلنيه الله" و يجعل منها بعض العلمانيين قناة للحكم على ثيوقراطية الدولة في الإسلام،هذا الخليفة الراشد اختير بانتخابات نزيهة تولى أمرها عبد الرحمان بن عوف...

و هي دولة المواطنة : فهي تفتح بابها لكل الأجناس و الأعراق باختلاف أيديولوجياتهم و عقائدهم،شرط الانضباط بالقوانين،فقد رأينا في الدول الإسلامية نصارى و يهود و مجوس و مانويين و هرمسيين، و ما سمعنا يوما أن أحدا تعسف عليهم أو جار عليهم و ظلمهم،بالعكس بشهادة الكثير من الباحثين (و سنوثق كلامنا فيما بعد إن شاء الله)،أن أسباب التطرف الإسلامي على مر التاريخ ساهم فيه أهل الكتاب عندما تعطي لهم الدولة الإسلامية مساحات أكبر مما يستحقون،فتجدهم يظلمون الرعية...و تحضرني هنا قصة لطيفة للمعتزلي العالم الكبير ابن جني رحمه الله،كيف كان ينقم على الحكام عندئذ الميول و الحيدة إلى النصارى على حساب المسلمين،و هذه القصة مشهورة في كتب التاريخ،و إن شئت فعد إليها فإنها مؤنسة في موضعنا هذا.

و هي دولة شورية : بمعنى أن الحاكم لا يستبد فيها بالقرار،بل لا بد له من مشاورة رعيته قبل أن يقبل على شئ،و النبي ( ص ) ضرب المثل الأعلى فيما نقول،فهو مع عصمته فلم يكن يقدم على شئ إلا شاور الصحابة،بل كان يشاور حتى النساء، و قصة مشاورة النبي صلى الله عليه و سلم لأمنا سلمة رضي الله عنها مشهورة...

كتبت هذه المداخلة بعجالة،و يمنك أن تطلع على كتب قيمة في هذا الصدد
مثل كتاب العقيدة و السياسة للدكتور لؤي صافي
و سماحة الإسلام و حقوق الإنسان للدكتور محمد عمارة
و الدولة الإسلامية بين العلمانية و السلطة الدينية لمحمد عمارة
و من فقه الدولة في الإسلام للشيخ الدكتور يوسف القرضاوي
و كتاب الإسلام و العلمانية و جها لوجه للدكتور يوسف القراضاوي
و لا يخلو كتاب الماوردي "الأحكام السلطانية و الولايات الدينية" من فوائد
و كذلك كتب السياسة الشرعية لكل من ابن اتيمية و تلميذه ابن قيم
و كذلك تحقيق الدكتور محمد عمارة لكتاب الإسلام و أصول الحكم للشيخ علي عبد الرزاق،و هو كتاب أحدث ضجة كبيرة عندما أصدر.

أطيب المنى :hearts:

متعلم أمازيغي
08-04-2010, 04:38 AM
أود أن أصحح خطأ وقعت فيه سهوا،فالآيات التي أوردتها سابقا هي من سورة النساء و ليس الأنفال.


أولا الحكم بين الناس كله قائم على الاجتهاد،فالقضاء في الإسلام يقوم على النظر و الاستماع لكل الأطراف،و ينبغي أن يكون عادلا،كما أن سلطة القضاء ينبغي أن تكون منفصلة عن سلطة المنفذ،أما التشريع فلله و رسوله ( ص ).

ثم إننا عندما نقول أن هذه السياسة لم يأتِ بها الله و رسوله،فهذا من زاوية فقط،و إلا فإن الشرط في هذه السياسة أن تكون عادلة،و مادامت كذلك فهي من شرع الله،لأن الله حث على العدل،و حيث المصلحة فثم شرع الله،فانتبه.

و القول بجواز الاجتهاد في السياسة، لا يعني أن نقع في محظورات و نتخطى الخطوط الحمراء التي وضعها الشارع،فالاجتهاد يتم من داخل المنظومة الإسلامية،فهو منها و إليها،و ذلك بتوظيف آليات و أصول إسلامية في الاجتهاد،ثم شرط أن لا تتعارض هذه السياسة مع كليات الدين، فكما ترى الاجتهاد يتم من خلال أصول إسلامية،و هذه السياسة التي اجتهدنا في استخراجها يشترط فيها أن لا تتعارض مع كليات دينية.

إن هم إلا يظنون
08-05-2010, 10:04 AM
الحكم لا يعني فقط الأمور المتصلة بالحاكم - و ياريت نبتعد عن الحديث عن الحكام الحاليين حتى لا يغلق الموضوع- لكن كل ما يتعلق بتسيير امور الدولة من القمة إلى القاعدة من المجالس المحلية إلى المجالس العليا، هل هناك في الإسلام ما ينظم هذه الامور ام هي متروكة للناس واجتهاداتهم؟

حديثك اخي عن اهل الحل و العقد يلزمه الكثير من التفصيل ،أولا من هم ثم من يعينهم و ماهي صلاحياتهم وكيف يتم اجتماعهم و ماهي آليات اتخاذ القرار و الكثير من الامور التنظيمة التي لاتزال غامضة بالنسبة لي فهلا تكرمت ووضحت لنا الامر.
كل ما يتعلق بأمور الدولة والحياة بأكملها ينظمه الإسلام ومن مظاهر إعجاز شريعته أنها مرنة تقدم أدوت مثل القياس وغيره من أصول الفقه - وهو علم كامل يختص بآلية فهم النصوص - لاستنباط احكام لكل ما يطرأ على المجتمع من النصوص الأصلية ومن معجزات النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوتي جوامع الكلم لذلك فهي شريعة صالحة لكل زمان ومكان

سواء كانت أمور الدولة التي تسأل عنها لها حكم صريح أم متروكة للاجتهاد لا يعني أن الإسلام لا شأن له بها ولا يعقل أن نتوقع نص لكل مسألة مثل مدة بقاء الحاكم أو نظام اشارات المرور أو شروط الكتابة في منتدى التوحيد مثلا

أهل الحل والعقد كانوا الصحابة ومن وثقوا من التابعين بعدهم, هم كبار العلماء الثقات ينوبون عن الأمة في ترشيح وتقويم الحاكم فهم الذين بايعوا الخليفة ولم يستشيروا كل المسلمين واحد واحد
إلى أن اعتمدت الدولة الأموية نظام تعيين الخليفة بالوراثة وكانت هذه بداية السقوط

حمزة
08-07-2010, 02:53 PM
الأخ حمزة أجدد التحية لك :emrose:



ولك مني تحية اخي متعلم امازيغي،




بخصوص موضوعنا المتعلق بالمقاربة الإسلامية لمفهوم الدولة،و الخصوصية الإسلامية في التأسيس لفقه السياسة،فأرى أن ذلك سيتطلب منا الكثير من الوقت حتى نسلط ما يكفي من الأضواء على هذا الموضوع المهم.


أرجو ان يكون لديك بعض الوقت لإفادتنا على الأقل ببعض الامور العامة.



نعم الإسلام فتح الباب على مصراعيه للاجتهاد في السياسة،لكن ذلك لا يعني أن الشارع لم يرسم حدودا لهذا الفعل السياسي،فالخصوط الكبيرة التي وضعها الشارع تؤطر الفعل السياسي،فمثلا السياسة ليست كما يقول البعض موطنا من مواطن الدنس،بل إن الإسلام يطال كل المحالات و يرفع دنسها و يضفي عليها صبغة ربانية،فنقرأ مثلا في سورة الأنفال قوله تعالى : "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا،يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّه وَأَطِيعُوا الرَّسُول وَأُولِي الْأَمْر مِنْكُمْ ، فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّه وَالرَّسُول إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر، أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْك وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلك يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوت وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ""

فففي هذه الآيات الكثير من كليات الدين التي تنظم الحياة السياسية في المجتمع الإسلامي :

1- التحلي بخلق الأمانة.
2- الحكم بالعدل.
3- و نحن في خضم حياتنا السياسية لا بد أن نطيع الله و رسوله،و نطيع أولي الأمور ما أطاعوا الله و رسوله،و في الآية دلالة واضحة أن معيار تقييم الأمور هو الكتاب و السنة لقوله تعالى :"فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّه وَالرَّسُول إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر"
4- أن الصدود عن ما قال الله و رسوله في السياسة من سمات المنافقين،و هذا حال العلمانيين في عصرنا.

و المشاركة السياسية حاجة ملحة،و السلوك السلبي غبر مقبول من المسلم،فالعمل على اختيار حاكم يسوس الأمة و تفوض له أمر دينها و دنياها أمر واجب،يقور رسول الله عليه و سام " من مات و ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية"، طبعا ليس المقصود بالبيعة ما نراه الآن من شكليات كل عيد عرش،من نقديم بيعة زائفة خالية من أي معنى.
إن السياسة من أعظم الأمور في الدين الإسلامي،كيف لا و استقامة الدين قائم عليها،لذا نجد شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول في السياسة الشرعية : "يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الناس،بل و لا قيام للدين و لا للدنيا إلا بها. فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا باجتماع (هذه هي العلة الأولى التي يخرج بها قوة طبع المدينة إلى فعل) لحاجة بعضهم إلى بعض،و لا بد عند الاجتماع من رأس.حتى قال النبي صلى الله عليه و سلم "إذا خرج ثلاثة في سفر،فليؤمروا أحدهم" اهـ


كل التجمعات البشرية متفقة في كون تعيين قائد لها امر ضروري ، الإختلاف في كيفية تعيين وعزل هذا القائد و تحديد صلاحياته والاختلاف في تنظيم شؤون الحكم الاخرى كالفصل بين السلطات مثلا.



لكن كيف يتم تأمير الحاكم؟


هذا ما اتمنى ان تفيدنا بخصوصه



هنا نطفو تلك المسألة التي تحدثت عليها،و هي أن لدولة الإسلام معالم كبرى،لا ينبغي محوها أو تشويهها،و على أساس هذه المعالم نجتهد في تقنين أمورنا السياسية بواسطة دساتير ترضي الراعي و الرعية في شكل تعاقد اجتماعي.

مامعنى دساتير ترضي الراعي و الرعية ؟ كنت اظن ان الراعي و الدساتير في خدمة الرعية.



فمثلا الحاكم في الإسلام شخصية مدنية لا دينية لاهوتية،أقصد أنه يستمد شرعيته من إرادة الشعب لا أن الله فوضه و أعطى له الحق في الحكم،و لك في التجربة الإسلامية عبرة،
لنناقش هذه المسالة،
هل فعلا من خلال التجربة الإسلامية كما سميتها يستمد الحاكم شرعيته من إرادة الشعب ؟



فلا أبو بكر و لا عمر و لا عثمان و لا على رضي الله عنهم،لا أحد منهم ادعى أن الله هو الذي نصبه في موضعه،فأبو بكر رضي الله عنه اختير في السقيفة،ثم تواترت الأيدي على مبايعته


من اختاره في السقيفة؟ وكيف يمكننا ان نعمم هذه الحالة لنتمكن من تسميتها بنظام إختيار الحاكم على طريقة السقيفة بشرط ان لا تتعارض مع إرادة الشعب كما ذكرت انت



،و عمر اختاره أبا بكر بعد موافقة الأمة،

هل اختاره أبا بكر ام اختارته الامة؟ فكلامك في هذه النقطة غير واضح ، مامعنى اختاره أبا بكر بعد موافقة الامة هل كان هناك استفتاء أو ماشابه؟



و عثمان و هو الذي قال "ما كنت لأنزع قميصا سربلنيه الله" و يجعل منها بعض العلمانيين قناة للحكم على ثيوقراطية الدولة في الإسلام،هذا الخليفة الراشد اختير بانتخابات نزيهة تولى أمرها عبد الرحمان بن عوف...

ممكن توضح لنا كيف جرت هذه الإنتخابات النزيهة و ماهي الآليات المعتمدة فيها لتحقيق إرادة الشعب؟

هذه سنين قليلة جدا في بدايات الإسلام ماذا عن حكام المسلمين فيما بعد ؟



و هي دولة المواطنة : فهي تفتح بابها لكل الأجناس و الأعراق باختلاف أيديولوجياتهم و عقائدهم،شرط الانضباط بالقوانين،فقد رأينا في الدول الإسلامية نصارى و يهود و مجوس و مانويين و هرمسيين، و ما سمعنا يوما أن أحدا تعسف عليهم أو جار عليهم و ظلمهم،بالعكس بشهادة الكثير من الباحثين (و سنوثق كلامنا فيما بعد إن شاء الله)،أن أسباب التطرف الإسلامي على مر التاريخ ساهم فيه أهل الكتاب عندما تعطي لهم الدولة الإسلامية مساحات أكبر مما يستحقون،فتجدهم يظلمون الرعية...و تحضرني هنا قصة لطيفة للمعتزلي العالم الكبير ابن جني رحمه الله،كيف كان ينقم على الحكام عندئذ الميول و الحيدة إلى النصارى على حساب المسلمين،و هذه القصة مشهورة في كتب التاريخ،و إن شئت فعد إليها فإنها مؤنسة في موضعنا هذا.

ماذا تقصد بدولة المواطنة؟ هل هي التي تساوي بين جميع مواطنيها في الحقوق و الوجبات ؟



و هي دولة شورية : بمعنى أن الحاكم لا يستبد فيها بالقرار،بل لا بد له من مشاورة رعيته قبل أن يقبل على شئ،و النبي ( ص ) ضرب المثل الأعلى فيما نقول،فهو مع عصمته فلم يكن يقدم على شئ إلا شاور الصحابة،بل كان يشاور حتى النساء، و قصة مشاورة النبي صلى الله عليه و سلم لأمنا سلمة رضي الله عنها مشهورة...

كنت أتمنى ان تستشهد بصور أخرى من فترات الحكم الطويلة للحكام المسلمين و مدى اعتمادهم على مبدا الشورى في إدارة شوؤن البلاد و هل كانت الشورى ملزمة ام معلمة بالنسبة لهم و هل كانت مجالس الشورى تضم مختلف اطياف الشعب بمن فيهم المعارضين أم كان للحكام مستشارين لا يسمعونهم إلا ما يريدون سماعه ويستشيرونهم فقط ليقال انهم يطبقون هذا المبدأ العظيم ، هل هناك نصوص توضح مبدأ الشورى؟



أطيب المنى :hearts:
تحياتي لك.

حمزة
08-12-2010, 11:34 PM
سواء كانت أمور الدولة التي تسأل عنها لها حكم صريح أم متروكة للاجتهاد لا يعني أن الإسلام لا شأن له بها ولا يعقل أن نتوقع نص لكل مسألة مثل مدة بقاء الحاكم أو نظام اشارات المرور أو شروط الكتابة في منتدى التوحيد مثلا

نعم أخي لا يمكن أن نتوقع نص لكل مسألة لكن مثلا كما قام القائمون على إدارة منتدى التوحيد بوضع قانون لتنظيم المنتدى حسب أهدافهم كذلك علينا وضع قوانين محددة لتنظيم شوؤن الحكم و تسيير الدولة وضبط الحكام و المحكومين بما يخدم الصالح العام لجميع المواطنين ويساوي بينهم في الحقوق و الواجبات دون تمييز.



أهل الحل والعقد كانوا الصحابة ومن وثقوا من التابعين بعدهم, هم كبار العلماء الثقات ينوبون عن الأمة في ترشيح وتقويم الحاكم فهم الذين بايعوا الخليفة ولم يستشيروا كل المسلمين واحد واحد

ممكن تعطينا امثلة عن واقعنا اليوم منهم اهل الحل والعقد ؟



إلى أن اعتمدت الدولة الأموية نظام تعيين الخليفة بالوراثة وكانت هذه بداية السقوط

ماهي من وجهة نظرك السبل الأنجع لإعادة الامور إلى ما يجب ان تكون عليه؟
تحياتي.