المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار مع ملحد: هل الاسلام دين الفطرة؟ (مسرحية)



نور الدين الدمشقي
07-28-2010, 06:17 PM
مشاركتي الأولى في المنتدى الطيب فارجوا ان تعجبكم.

الزمان: الساعة الثامنة مساءا من يوم الجمعة.
المكان: في غرفة امام مسجد الجالية الاسلامية في شمال فرجينيا, امريكا.
القصة: ملحد ايقن بوجود الله ولكنه لا يدري اي دين يتبع.

دخل الملحد غرفة الامام بعد ان اخبره بانه امن بالله ولكنه لا يدري اي دين يتبع وانه يبحث عن الدين الصحيح.

الملحد: أنا كنت ملحدا ولكني الآن تيقنت من وجود اله. بيد أن مشكلتي هي في معرفة اي دين انتمي اليه فانا اسمع عن الكثير من
الاديان. وانا اؤمن من كل قلبي الآن بما اجده في نفسي من وجود خالقي ومن الادلة الكثيرة التي تثبت وجوده. ولكن لماذا اختار الاسلام دينا من بين كل هذه الاديان؟

المسلم: أولا الحمد لله الذي هداك لمعرفة وجوده واسأله ان يهديك الى دينه الحق. فاخبرني اذ أنك تيقنت الآن من وجوده سبحانه ما هو أهم عنصر يكون في أي دين من الأديان؟

الملحد: أظنك تقصد الايمان بالله ذاته؟
المسلم: تماما يا صاحبي. فهل تأملت في مفهوم الاله في جميع هذه الأديان؟

الملحد: اظن ان هذه الاديان كلها تؤمن بنفس الفطرة وهي وجود الله وهذا ما يحيرني في الاختيار.
المسلم: حسنا يا صاحبي فاخبرني عن هذه الفطرة العميقة في نفسك والتي تجعلك موقنا بوجود الاله العظيم ماذا تخبرك هذه الفطرة عن الله؟

الملحد: أنه قدير عليم قوي حكيم مدبر خالق صفاته لا يضاهيها اية صفة من صفات الكمال فهو في قمتها.
المسلم: فما رأيك بأله يزعم متبعوه بأنه بقرة؟

الملحد: هذا بالتأكيد ليس الاله الذي اتحدث عنه.
المسلم: فما رأيك بمن اتخذ الشمس اله او القمر؟

الملحد: لا طبعا. لا اجد الفطرة في نفسي تقول لي بأن الله هو الشمس او القمر ابدا!
المسلم: حسنا فماذا عن صنم. عن حجر يشكله الانسان ثم يعبده كما في كثير من الاديان القديمة والمعاصرة؟

الملحد: لا لا انا لا أؤمن بهذا بالطبع. ذكرت لك الصفات التي اجدها في فطرتي وقناعتي عن الله.
المسلم: اذا لعل دين من يعبد الشيطان او يعبد الجن او حتى الفرج معقول اكثر!!

الملحد: لا يا صاحبي اظنك قد ابتعدت اكثر. لا تحدثني عن هذه الاديان فانا ارفض هذا المفهوم الالهي تماما.
المسلم: اذا لعلها النار. هل تشعر ان للنار قوة تجعل في فطرتك بانها اله.

الملحد: لا لا. ليست النار. يجب ان يكون الاله اعظم اعظم من ذلك. ولكن هل حقا هناك من يؤمن بالنار على انها الاله!
المسلم: نعم يا صديقي. ولكن لا عليك. حدثني عن من يؤمن باله نزل على صورة بشر يأكل معنا مثلنا ولكنه اله. وفي ذات الوقت هو ابن الاله. ولا تسألني عن كيفية ذلك فالله يستطيع ان يفعل ما يريد فانه قادر.

الملحد: حسنا هذا افضل من النار والصنم. ولكن: اله يصبح بشرا ثم يأكل وقد ولد من امرأة؟ ام انه قد تلبس بذلك الطفل؟ وهل يتلبس الاله هكذا؟ هممم. لا اجد فيما تمليه علي فطرتي وعقلي ان هذا مريحا!
المسلم: اذا دعك منه. فماذا عن اله له بنات؟ وله أولاد. بل وأولاده هم المصطفين من الدنيا هذه لأنهم اولاده!! ولكنهم بشر!

الملحد: كيف يكون اولاده بشر؟ لا يا صاحبي لا ارتاح لهذا ابدا. والله ان فطرتي لترفضه مثلما ترفض ان يكون الهي بقرة!!
المسلم: حسنا لن اطيل عليك اكثر من هذا: فما رأيك باله واحد. ليس بشر. ليس كمثله شيء. يعتمد عليه كل شيء وتصمد اليه كل الحوائج ولا يحتاج هو الى شيء لغناه عنه. لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. لا يتجسد وليس بحيوان او جماد. هو اعظم من ذلك. قوي عزيز. ملك قدوس. عزيز جبار. غفور رحيم. يسمعك من قريب. وهو اقرب اليك من نفسك. لا تدركه الابصار. خالق باريء مصور. حي قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم. لا نحيط بعلمه الا بما شاء. علي عظيم!!!

الملحد (وقد جرى الدمع من عينيه): كفى بالله عليك. والله اني لا اجد في نفسي من الايمان باله ادق واقرب مما ذكرت. والله ان فطرتي تقسم علي بأن ما ذكرته تماما هو ما تحفظه وتعلمه. والله لا اظن عاقلا ممن يؤمن بالله يستطيع ان يصفه بغير هذا الوصف او احسن منه. لقد هززت كياني فاخبرني اي دين هذا الذي يؤمن بمثل هذا الاله العظيم.
المسلم: انه دين التوحيد. دين الحنيفية. انه الفطرة التي فطر الناس عليها: انه دين الاسلام.

الملحد: فاني والله اشهد انه دين الحق فكيف ادخل فيه؟
المسلم: تقول لا اله الا الله محمد رسول الله وتشهد عليه.

المسلم2 (الملحد سابقا): اشهد ان لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله!!!

هنا يعانق المسلم1 المسلم الجديد 2 ويبشره. ويقشعر بدن المسلم الجديد بما وجد في قلبه من حلاوة الايمان والتوحيد.

انتهت المسرحية. واسمحوا لي هنا انقل لكم قصة حقيقة حدثت بيني وبين صديقي المسلم الأمريكي الأصل حين سألته لماذا أسلم وكيف عرف انه دين الحق!

قال لي: والله لحظة اعلان شهادتي شعرت بقشعريرة في بدني وشيء وقر في قلبي ما شعرت به قط. ثم نظر الي ونظر الى يده: وقال: انظر الى جسدي كيف يقشعر الان لمجرد تذكري لتلك اللحظة. فنظرت فاذا بجسده يقشعر. ثم نظر الي وقال: اتدري يصعب على وصف هذا الشعور من الراحة واليقين والذي والله لم اشعر به في كل حياتي ولا حتى عندما قررت ان اصبح نصرانيا في السابق. ولكنني عندما اعلنت شهادتي عرفت انه الحق يقينا. قلت له: كيف عرفت انه الحق. فاجاب: مرة اخرى يصعب الاجابة على هذا السؤال ولكن اسمح لي بأن اصفه لك وصفا بقصة صغيرة. قلت تفضل. قال: لو اوقعت قلما في مكان ما وبدأت البحث عنه وكلما نظرت وظننت انه سيكون في مكان ما لم تجده فشككت ان ظنك كان صحيحا. ثم فجأة وجدت القلم فأمسكته ونظرت اليه وفرحت بذلك. هل تشك بعد ذلك لحظة بأنك قد وجدت القلم؟ قلت: لا. قال والله هذا ديني وهذا وصفي ليقيني بالاسلام.

كانت تلك نهاية القصة. رجعت يومها الى البيت. تذكرت كلامه. اقشعر بدني وبكيت. يجب ان نسجد شكرا على نعمة الاسلام ونعمة التوحيد فانها والله اعظم نعمة!!

عَرَبِيّة
11-25-2010, 09:25 AM
مسرحية رائعة وهادفة أحضرها لأول مرّة
وقصص التائبين تحدثنا دوماً على تجديد التوبة وترسخ الإيمان الأكثر
بارك الله فيك أخي الفاضل

نور الدين الدمشقي
12-30-2010, 05:20 AM
وفيك بارك...ذكرتني بأول مشاركة لي في هذا المنتدى الطيب المبارك.