المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هي معايير الملحدين لتقدم الدولة ؟



قبلت الإسلام ديناً
08-05-2010, 07:19 PM
بســــم الله الرحمن الرحيم

كثيراً ما نري الملحدين دائماً يتهمون المسلمين بالتخلف و الرجعية و ينظرون إلي الغرب كأنه إله و يتمنون لو تتحول دولتهم العربية إلي دولة مثل أمريكا بكل ما تحمل من فسق و فجور .
اسئلتي هي :
1-كيف تقدم الغرب ؟
2-لماذا لا يتقدم المسلمون ؟
3-منذ متي و الإسلام يتناقض مع العلم ؟
4-كيف وقع المسلمون بعد حكم العالم ل8 قرون ؟
5-ما هي معايير التقدم ؟
6-هل تري بأن التقدم بأن نجعل النساء ينزلون الشارع عرايا و أن نخصص شواطئ للعري ؟

عمر الأنصاري
08-05-2010, 09:15 PM
قبل الحديث عن التقدم وجب الحديث أولا عن معنى التقدم
فالإنسان له جانبان: جانب لا علاقة له بالطبيعة (الدين الأخلاق الفن النحت الرسم الشعر الأدب) هذا الجانب نستطيع وصفه بأنه سماوي لا ينتمي لهذه الطبيعة أو كما يقول علي عزت بيكوفيتش أن الإنسان ابن السماء نزل إلى الأرض، والجانب الآخر هو ألصق ما يكون بالطبيعة أو هو امتداد ليد الإنسان أو امتداد وتطور للأداة
الجانب الأول هو ما يُصطلح بـ "الثقافة" أما الجانب الآخر فهو ما يُصطلح عليه بـ "الحضارة" أو بشكل أكثر دقة "المدنية"

الآن بعد معرفة كلا الجانبين الروحي (الثقافة) والمادي (الحضارة) نستطيع إدراك هل الفعل العلاني تقدم أم لا
لتقريب المسألة أكثر نفترض أن الإنسان الفلاني اسمه (x)
فهذا الشخص (x) سيبلغ قمة السُلم الحيواني أو الصورة الأكمل للحيوان الدارويني عندما يستطيع تكييف الطبيعة بشكل أكثر دقة وأكثر إحكاما، والحضارة هي ذلك العالم الذي يُمارس فيه الشخص (x) سيطرته على الطبيعة.
إذا عملية التحكم في الطبيعة هي عملية تخضع لآليات مادية تعتمد على القدرة على التكيف والبقاء للأقوى والقضاء على الأضعف
وبالتالي فهي من منظور مادي تُـعتبر تقدما ولا يستطيع أي شخص أن يُماري في هذا الأمر
لكن من المنظور الآخر (الثقافي أو الروحي) فإن هذا التقدم يُصبح إنحطاطا وانبطاحا للشخص (x) ويكفي أنه انتقل من درجة (الإنسان) إلى درجة (الحيوان النموذجي)
الشخص (x) إذا حافض على جانبه الروحي/الثقافي بمُحافضته على الدين والأخلاق ثم بمُمارسته ما يجعله غريبا عن الطبيعة كالأدب والشعر والرسم والنحت والتي هي فنون تُؤكد غربة الإنسان عن هذا العالم فإن هذا الشخص سيسموا بجانبه الروحي لكن في المُقابل سيُسيطر على شقه الحيواني المادي ويمنعه من مُمارسة سيطرته التامة على الطبيعة واستهلاك جميع مواردها
إذا صار التقدم الحضاري المادي انحطاطا أما الرُقي الإنساني في دينه وأخلاقه هو التقدم الحقيقي

وطبعا هذا لا يعني أن الإنسان لا يستطيع الجمع بين التقدمين
لكن مع الأسف نحن كمسلمين تصرب إلى ذهننا أن نموذج التقدم يجب أن يسير قصرا وإجبارا على خُطى التقدم الغربي، وهذا خطأ فادح وفاحش
فالغرب بنى تقدمه على أساس مرجعية مادية أما نحن المسلمين نبني تقدمنا على أساس مرجعية دينية إلهية
الفرق واضح جدا عند النظر إلى أن الإنسان الغربي نصب نفسه إله (Super man) ومرجعا ومُولدا للقيم بينما الإنسان المُسلم هو إنسان مُستخلف (خليفة) في الأرض يأمر بالمعروف وينهى عن المُنكر
وبالتالي فالإنسان الغربي (التقدم الغربي) يسعى إلى استهلاك كُل خيرات الأرض والسيطرة على الطبيعة، بين الأنسان المُسلم (التقدم الإسلامي) يسعى إلى نشر الخير في الارض وإعمارها

والآن وبعد هذه المُقدمة الطويلة وآسف على طولها يُمكن الإجابة على الاسئلة الهامة التي أرفقها أخونا الفاضل قبلت الإسلام ديناً


1-كيف تقدم الغرب ؟
بأمور عديدة
1 باعتبار المادة مرجعا
2 الاعتقاد بالمقدمة (1) أعطاهم الحق في تصفية الضعيف وأعطاهم الحق في استغلال موارد الارض أينما كانت، وعصر الأنوار الذي يتبجح به العالم الغربي والذي يُعتبر حسب زعمهم أفضل ما وصل إليه الإنسان من حرية أخوة ومساوات في هذا العصر بدأت الحملات الإمبريالية الاستعمارية فتمت إبادة ثقافات وحضارت بأكملها (الهنود الحُمر و سكان أستراليا ,,,) وتم مص خيرات العديد من البلدان كمصر والهند ودول آسيا ودول جنوب أمريكا وأفريقيا وغيرها، بمعنى آخر ما ينعم به الغرب اليوم من رفه مادي هو ميراث من السرقة والسفك والإجرام المُقنن


2-لماذا لا يتقدم المسلمون ؟
ببساطة لأننا نُريد أن نتقدم كما تقدم الغرب، ونُريد أن نُلبس التقدم الغربي قميصا وقلنصوة حتى يتماشى مع إسلامنا، وهذا خطأ فاحش نقع فيه ويقع فيه من بيده مقاليد الأمور، فتركنا نظرتنا للتقدم (الاستخلاف في الأرض) وتبعنا نظرة الغرب للتقدم
وفي هذا الجانب لك أن تتوسع أكثر بقراءة كتاب لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم للعلم شكيب أرسلان
http://www.4shared.com/document/b4vqKrtv/__-______.html


3-منذ متي و الإسلام يتناقض مع العلم ؟
لم يحدث أبدا أن تم ذلك


4-كيف وقع المسلمون بعد حكم العالم ل8 قرون ؟
لو قرأت تاريخ الأندلس من الفتح إلى السقوط ستخرج برؤية شاملة لسبب سقوط المسلمين
أضف إلى ذلك أن هناك سنن كونية لا تُحابي أحدا لا مسلما ولا كافرا


5-ما هي معايير التقدم ؟
جواب ذلك بناء على تعريفنا للتقدم وعلى أساس أي مرجعية، وقد أجبت عن ذلك في المُقدمة


6-هل تري بأن التقدم بأن نجعل النساء ينزلون الشارع عرايا و أن نخصص شواطئ للعري ؟
لا
هذا ليس تقدما، وكثيرا ما يعيب علينا الملاحدة هذا الفهم فيزعمون أن أمور الفساد لا علاقة لها بالإلحاد أو بالتقدم الغربي
لكن مهلا، فكلامهم باطل، وبتحليل دقيق لظاهر الفساد (المثلية الجنسية العُري وو) يظهر جليا أنها من صميم التقدم الغربي المادي
فقد قُلتُ سابقا أن التقدم الغربي بُنبي على مرجعية مادية لا تؤمن بالإنسان بقدر ما تؤمن بالحيوان المثالي الدارويني، والحيوان يسعى للسيطرة على الطبيعة ولإشباع غرائزه منها، وبالتالي فالتقدم المادي للمُجتمع هو بتحسين الإنتاج وتطوير الآليات لسيطرة أكبر على الطبيعة وذلك كُله بحثا عن اللذة، أما في ما يتعلق بالأفراد فاللواط أو المثلية يُحقق للبعض المُتعة واللذة والإشباع، فما دام الأمر كذلك فهو من صميم التقدم المادي، وطبعا لم نسمع في أي ثقافة أو دين يُقنن للمثلية الجنسية (إلا ما شذ) ما عدا الإلحاد، ومؤخرا صادقت 7 دول أوربية على عقد زفاف بين مثليين، يُضاف إلى ذلك أن الإنسان من منظور مادي هو شيء، أتحدث هنا عن تشييء للإنسان واعتباره كأي شيء مادي آخر، فتُصبح بذلك أمور الفساد خاضعة فقط لمذهب اللذة، فمادام العُري والمثلية والقتل وسفك الدماء يُحقق اللذة إما على مستوى المُجتمع أو على المستوى الفردي فإن هذا من صميم التقدم الغربي المادي

أخيرا أقول
أن التقدم الغربي سقوط لإنسانية الإنسان