المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة موسى وحجية الدين الإلهى



youssefnour
08-17-2010, 04:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله وسلم
إذا ذهبنا إلى قصة موسى ، عليه السلام ، مع فرعون ، علمنا كيف تقام الحجة على المكذبين ، وكيف تثبت مرجعية الدين الإلهي أمام مرجعيات البشر، المفتر أه على الله ورسوله.
إن إقامة الحجة على الناس، يجب أن تبدأ بتوجيه نظرهم إلى ضرورة تفعيل آليات عمل قلوبهم ، للوقوف على دلائل الوحدانية.
قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)الشعراء
فها هو الفرعون يسأل موسى ، عليه السلام ، عن الإله الذي يعبده ، والذي أرسله إليه ليبلغه رسالته فانظروا كيف رد موسى على الفرعون ، وكيف أقام عليه الحجة والبرهان ..، فهل أبصر فرعون دلائل الوحدانية ، ببصيرته لا ببصره؟! وهل انفعل معها وسجد لها ؟! أم صده عن ذلك إستكباره في الأرض؟!تدبر :
قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25)الشعراء
فزاد موسى،عليه السلام، دلائل الوحدانية بيانا:
قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26)الشعراء
وزاد الفرعون من أدلة كفره وإستكباره ، تكذيبا وجحودا :
قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27)الشعراء
فما كان من موسى ، عليه السلام، إلا أن بين لفرعون أن المجنون الحقيقي هو الذي غيبت عنده آليات التعقل والتفكر والنظر ..، الموصلة إلى دلائل الوحدانية:
قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28)الشعراء
وهنا وأمام الحجج الإلهية ، يهرب آي مكذب من استكمال الحوار ، متوعدا مخالفه بالعذاب الأليم، إن لم يتبع تراث ومذهب آبائه:
قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29)الشعراء
وكان لابد من حسم القضية نهائيا ، وبدون رجعة ، وذلك بالحجة الإلهية {البينة} المدعمة لصدق الرسل في بلاغهم عن الله ، وهى الآيات الحسية ن فقال موسى:
قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33)الشعراء
تدبر قوله :( بِشَيْءٍ مُبِينٍ) ثم قوله بعدها(ثُعْبَانٌ مُبِينٌ) ثم قوله:( بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ) لتعلم أن الحجة لا يمكن أن تكون ظنا ، او رواية بسند إلى رسول ، وغنما هي سلطان مبين.
لقد وضع موسى ، عليه السلام، قواعد الحوار العلمي الذي يجب أن يتأسى به كل إنسان يريد أن يتعرف صراط ربه المستقيم.، فلا آبائية(هكذا وجدنا آبائنا يفعلون) ، ولا مذهبية ، ولا مرجعيات دينية إلا بعد إقامة الحجة والبرهان العلمي على صحة نسبة كل ذلك إلى الله تعالى.
وهذا ما فعله موسى ،عليه السلام، مع فرعون عندما سأله وأخاه هارون:
قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)طه
لقد لفت موسى ، عليه السلام نظر فرعون إلى الفرق بين البصر والبصيرة ، بين الحجج الإلهية ،والحجج الشيطانية ، بين العشوائية الدينية الآبائية، والمنهجية العلمية الإلهية:
) قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51) قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52)طه
تدبر سؤال فرعون :" فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى"؟!!!
إنه نفس السؤال الذي يسأله دائما أهل الباطل لدعاة الحق، على مر الرسالات.
يسألون: من سبقكم من علماء السلف في هذا الذي تقولونه؟! من هو إمامك، الذي اتبعته الذي قال بقولك هذا؟! وهل كل السلف في ضلال إلا أنت؟!
لقد بين موسى،عليه السلام،لفرعون وملته ، أن الذي جاءهم به من حجة إلهية هو الحق الذي لا يشك فيه عاقل ، وأن الحق غير الباطل ،فالباطل دوما زهوق.
قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78)يونس
إن الفرعون وملؤه ،يؤمنون بأن تراث آبائهم الديني حجة ودين مقدس: " أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا"...، لذلك يستحيل التنازل عنه أمام دعوة الأنبياء والرسل "... لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا"!!!
لقد كان الفرعون ،على مر العصور ، يمثل المرجعية الدينية المزيفة،المرجعية الأبائية ، آلتي اعتاد الشيطان أن يزينها للناس، بعد وفاة الرسل. لقد كان هو الملة والشريعة والمنهج آلتي زين للناس اتباعها،من دون الله عز وجل.
قَالَ فِرْعَوْنُ آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123)الأعراف
تدبر قوله " آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ" فهذا كان الفرعون،الذي يدعى الألوهية، لا يقبل أن يطعن في ألوهيته المفتراه،إلا بإذن منه وسلطان، فتدبر:" آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ"؟! وتوعد من يخالف ذلك بالعذاب الأليم:
لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (125)الأعراف
لقد\ إستهذأ الفرعون برسل الله ، واتهمهم بالسحر والجنون، وأراد إبادة نسل كل من ليس على دينه وملته:
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23) إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25)غافر
لقد أراد الفرعون أن يقطع حلقات التواصل الإيماني ليطفئ مصابيح الهدى ، ويقتلع المرجعية الإلهية الحقة عن هذا الوجود البشرى ..، ليتفرغ الناس لعبادته واتباعه!!
لذلك كان عليه أن يستعين في هذه المهمة بالمستشارين الأقوى والأكثر تأثيرا على الشعوب ،المستشار الإعلامي(هامان) والمستشار الاقتصادي(قارون)
ولخطورة هذه القوى وتأثيرها على الشعوب ، أرسل الله تعالى موسى عليه السلام إليهم جميعا:
وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39)العنكبوت
لقد كان فرعون يجسد الإرهاب السياسي والعسكري ، وكان قارون يمثل الفساد الاقتصادي ، أما هامان فقد كان المستشار الإعلامي لفرعون وموضع سره.

متروي
08-17-2010, 05:02 PM
إنه نفس السؤال الذي يسأله دائما أهل الباطل لدعاة الحق، على مر الرسالات.
يسألون: من سبقكم من علماء السلف في هذا الذي تقولونه؟! من هو إمامك، الذي اتبعته الذي قال بقولك هذا؟! وهل كل السلف في ضلال إلا أنت؟!

هذه هي خلاصة مواضيعك يا يوسف ؟؟؟ فأنت تشبه المسلمين بالكفار و ترى بعقلك انه لا فرق بين أجيال التوحيد و اجيال الضلال و انهم سواء في الضلال و أننا يجب ان نتبعك أنت فيما ستأتي به من جديد لمجرد أنه جديد و نرفض الحق الذي وجدنا آباؤنا عليه لمجرد أننا عرفناه منهم و هو قديم ؟؟؟

youssefnour
08-18-2010, 01:31 AM
هذه هي خلاصة مواضيعك يا يوسف ؟؟؟ فأنت تشبه المسلمين بالكفار و ترى بعقلك انه لا فرق بين أجيال التوحيد و اجيال الضلال و انهم سواء في الضلال و أننا يجب ان نتبعك أنت فيما ستأتي به من جديد لمجرد أنه جديد و نرفض الحق الذي وجدنا آباؤنا عليه لمجرد أننا عرفناه منهم و هو قديم ؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز متروى :
هل هذه الفقرة هى فقط التى لفتت نظرك فى الموضوع ، طيب حتى شجعنى وقول لى إن الموضوع فيه جهد واضح ههههههههههه
بس أنا لى سؤال عندك ، هل قصص الأنبياء فى القرآن الكريم ، هى فقط من أجل أن نقرأها كنوع من القصص ، أم هى للعبرة والتأسى بهم
من قصص الأنبياء ، عرفت أن الشيطان كان يوسوس لأقوام الرسول حتى يبعدهم عن تدبر دين الله ، وكان الشيطان ينفذ خطته بنجاح ساحق خصوصا بعد وفاة الرسل ، وإستطاع الشيطان أن ينفذ خطته التى عرضها على الله من قبل فى غواية البشر
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18)الأعراف
لقد أخذ الشيطان على نفسه العهد أن يقعد الصراط المستقيم ، وهو الصراط الذى تجده فى الكتب المقدسة التى أنزلت من عند الله .
لذلك نجح فى تنفيذ خطته فى كافة الكتب المقدسة ووسوس لمن يحفظوها ليحرفوها ، عدا القرآن الكريم ، الذى لم يستطيع أن يخترقه وذلك لحفظ الله له .
وهنا أسألك يا صديقى ما هى فى رأيك خطة الشيطان التى يقعد بها صراط الله المستقيم فى الدين الخاتم ، وهو لا يستطيع إختراق القرآن الكريم.
أنتظر إجابتك إن شاء الله تعالى .

شرف الدين الصافي
08-18-2010, 03:04 AM
جزاك الله خيرا : نعم فيتوجب على الإنسان أن لا يسلك أي سبيل سواء في اعتقاده أو سلوك إلا ما يهديه إليه الدليل .
أما كلامك :

إنه نفس السؤال الذي يسأله دائما أهل الباطل لدعاة الحق، على مر الرسالات.
يسألون: من سبقكم من علماء السلف في هذا الذي تقولونه؟! من هو إمامك، الذي اتبعته الذي قال بقولك هذا؟! وهل كل السلف في ضلال إلا أنت؟!

فلا أعلم على وجه القطع ما الذي تقصد منه ، لكن إن كنت ترمي إلى ذم أي نوع من الاتباع وإجازة رد الإجماع استنادًا بالآيات التي شنعت على المقلدين فأقول قياسك فاسد وغير صحيح :
لأن الآيات ذكرت أمر الله لهم أن بأن يتبعوا ما جاءهم من الدلائل والبراهين الواضحة ، فكان موقفهم ،
أن عارضوا الحقائق الساطعة ، بالتقليد والتعصب (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا )، أما رجوعنا لأسلافنا فلأنهم هم أهل الدليل ، ثم إن الله أخبر أن آباءهم كانوا جهلة (أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ ) ، (أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ ) ، أما أسلافنا فنحن على يقين أنهم سادة العلماء وخير من يفهم مراد الله أضف إلى ذلك شدة التقوى والورع التي تحملهم على أن لا يقولوا على الله ورسوله إلا ما يعلمون .
أما قولك :

وهل كل السلف في ضلال إلا أنت
فيرده ما تقدم من قولي ، إضافة إلى ما حذر الله عز وجل منه بقوله : (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) فالله نهانا عن اتباع غير سبيل المؤمنين ، والكل متفق على حجية الإجماع ، فكيف يصح أن يقبل خلاف ما عليه سواد هذه الأمة .
فالخلاصة : إنه من الإجحاف والقول الجزاف أن يساوى بين من رسخ التعصب الأعمى في نفسه ولا يعول في قبول أي شيء ولو كان حقا إلا على قول الآباء الجهال ، وبين من يجعل من العلماء الراسخين المتقين مرجعا له .

youssefnour
08-18-2010, 04:53 AM
أشكر مرورك الكريم صديقى السيد شرف الدين
إن شاء الله تعالى عندما أفرغ من قصص الأنبياء وحجية الدين الإلهى ، وكذلك مقالاتى فى عطاء الآية القرآنية ، سيكون لنا يا صديقى حوار طويل معك ومع ابن السنة ، فهو حوار أحتاجه