المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال مصدوم وحقيقة ساطعة.. بحث فى أسباب الضلال.



حسن المرسى
08-21-2010, 09:22 PM
ما الذي يدفع الإنسان إلى إقحام نفسه في نار تلظى أبدية ولا ينفع فيها الندم .. وخسارة جنة عرضها السموات والأرض فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ؟
هذا السؤال هو توقيع العضو الملحد الحقيقة الصادمة ...
.. وهو المصدوم بحقيقة أنه لا يستطيع أن يجد دليلا ينفى به وجود خالقه .
تذكرت الاسلوب الامريكى فى نفخ الكلمات وحب المصطلحات وأنا أطالع إسم المعرف الذى إختاره لنفسه .
ثم تأملت التوقيع .
.. فأستنتجت أن الزميل الملحد بعد عصر ذهنه وإستنطاق أفكاره
.. لم يجد أفضل من هذا التوقيع لتجود به قريحته .ولعل هذا التوقيع يدل على عجزه الشديد.!

فهيا بنا نطوف فى بستان أوهامه وسراب أحلامه...
لنستخرج الاجابة على السؤال المصدوم والحقيقة المهترئة .
أولا.......هو كما يقول لا يعتقد بوجود خالق أو إله للكون .
وهو مستيقن من هذا 100% كما يقول دائما .
والسؤال هنا ما علاقة هذا السؤال بهذا الاعتقاد؟
فالزميل يدمن كما أرى ضرب الامثلة المخالفة للواقع
والتى لاتدل ولا تستلزم ما يحاول أن يستنطقها به
إذ يمكن صياغة السؤال الذى يسأله بالنتيجة التى يحاول أن يستنطقنا بها كالتالى .
بما أن بعض الناس يعرض عن طريق الله ويختار الدنيا الفانية بالاخرة الباقية والعذاب المقيم بالنعيم الذى لايزول وهذا ينافى مافطر عليه العباد من حب الخير لانفسهم إذا الله غير موجود .
..... ولنا أن نتسائل هل هذا يستلزم هذا.!!!!!!!
وهل هذا يدل على هذا؟؟!!!!!
يراجع مقال الفلاشة التكتونية لملاحظة هذا الخلط المستمر فى ضرب الامثلة .
إذ ما العلاقة بين المقدمة والنتيجة؟
ربما يستقيم الكلام إذا كان السؤال هكذا.....
بما أنه بعض الناس يعرض عن طريق الله ويختار الدنيا الفانية بالاخرة الباقية والعذاب المقيم بالنعيم الذى لايزول وهذا ينافى مافطر عليه العباد من حب الخير لانفسهم إذا طريق الهداية غير واضح وغير جذاب .
لكن العضو لا يقول ذلك طبعا وإنما غايته أن ينفى وجود الله .
فهنا نرى أن ما يحاول أن يستدل به الحقيقة الصادمة ليس له علاقة بالمدلول إطلاقا , وهذا أولا.
ثانيا.....
إذا كان هذا السؤال إستفهام غرضه الانكار على الأبله الذى يفعل هذا .
فنحن فعلا نوافقه ونضيف علامة التعجب بعد علامة الاستفهام فى أخر السؤال ليصبح هكذا.
ما الذي يدفع الإنسان إلى إقحام نفسه في نار تلظى أبدية ولا ينفع فيها الندم .. وخسارة جنة عرضها السموات والأرض فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ثم نضع الاجابة كالتالى .

حقا ما أحمق الكفار والملحدين كيف يفعلون هذا.ألا يعقلون؟!
باعوا الثمين بالخسيس ورضوا بالدون وأوردوا أنفسهم النار وبئس الورد المورود .
ثالثا......إذا كان هذا السؤال إستشكالا عقليلا صياغته كالتالى
كيف يستقيم عقلا أن يختار إنسان العذاب الأبدى على النعيم المقيم مع أن هذا مخالف لفطرة البشرفى كونهم يحبون الخير لأنفسهم ويرجون صلاحها ويخشون تلفها وضياعها .........؟؟؟
ولعل هذا ما يرمى اليه الزميل مع كونه مخالف لما يحاول الإستدلال به من نفى الخالق كما أسلفت البيان.
فنقول والله المستعان
هذا الاستشكال لايلزم وهذه القاعدة غير مضطردة .
والدليل على ذلك الواقع المشاهد
فنحن نرى
مثال :مدمن التدخين يرى واعظ الشيطان مكتوبا على علبة السجائر
(( التدخين ضار جدا بالصحة ويسبب الوفاة))
بارزة واضحة تملئ نصف مساحة العلبة ..
ومعها رسمة مؤثرة حقا
تدل على فوات الصحة كسرطان بالرئة .
أوالعمر كمريض يحتضر.
أو القدرة كسيجارة ملتوية .
ثم هو لا يرتدع ويعب منها عباً.
وينفق فيها المال الذى ربما كان يحتاجه لقوته وقوت أطفاله .
وهنا يحق لنا أن نسأل العضو المصدوم بحقيقة عدم وجود دليل على إلحاده كيف يفسر لنا هذه الظاهرة المثيرة حقا.....؟!!!
وأيا كانت الاجابة أو التفسير ..
..فنحب أن يضعها كإجابة على سؤاله الذى طرحه فى البداية
ويضعها أسفل التوقيع الذى إختاره لمعرفه لكى تتم المعرفة لجميع الأعضاء...
وإلا فهو غير منصف . وغير جاد . وغير محايد .. ......

مثال أخر : من جد وجد ومن زرع حصد ..
كلنا يعرف هذا المثال ..
فما بال بعض الطلاب الذين يعرفونه ويستيقنون من صدقه يلعبون طوال العام...
ولا يذاكرون ... وهم يعرفون أن يوم الامتحان يكرم المرء فيه أو يهان .؟!!!!!
لماذا ياترى يتغافلون ويهربون من حقيقة أن الإمتحان قادم .؟!!
والإجابة أيضا عن هذا السؤال تصلح كتوقيع للعضو المحترم.
ومثال أخر : مدمن الخمر معرض ل
فقدان العقل.. قرحة المعدة ..تليف الكبد.. إضطراب الاعصاب.. عمى البصر.. فقدان منزلته فى المجتمع ..ورغم ذلك يعب الخمر عباً
ومثله مدمن المخدرات

فهنا أقول إن الإنسان بطبيعته البشرية الضعيفة معرض لعوامل شتى تجعله يتنكب الطريق القويم ورغم كون الحق واضحاً إلا أن هناك من يعرض عنه
وما ذلك إلا لأن البشر (يحبون العاجلة) ولأن الانسان (خلق من عجل) ولأن الإنسان(ظلوم جهول).
ولعل النبى قد أشار الى ذلك الإباء الذى يؤدى الى رفض الناس دخول الجنة فى الحديث إذ يقول:
((كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى قَالَ مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى))
فليس الأمر بالتمنى كما قال النبى
((الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني .)) ...

وفى الحديث
‏((إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها فجعل ينزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها فأنا آخذ بحجزكم عن النار وهم يقتحمون فيها ‏ ))
فما أحمق من كان كالفراش وعمى بصره وطمست بصيرته عن رؤية الحق فما منع عن الحق إلا لجهله وهواه وغروره .


رابعاً ..... إذا كان السؤال هنا عن أسباب الإستكبار عن الحق وإتباع الباطل والهوى..
فإننا نوردها بعضها كالتالى :
1_الشيطان الرجيم:
هذا العدو القديم للبشرية منذ أدم عليه السلام وهو من قال:
(( رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين))
وقال
)) قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين))

وقال (( وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً.يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا.أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا))
((وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً ((
(( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً )(
وقال
((إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ))
(( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ))
وهو يأمر بالكفر ثم يهرب :
(( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ))
فها هو الشيطان
يزين بالباطل (( هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ))
وينصح كاذبا ((وقاسمهما إنى لكما من الناصحين))
ويدس السم فى العسل (( ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ))
ويجادل بالباطل ((وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ))
وهو يجرى منك مجرى الدم من العروق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان يجري من ابن آدم كمجرى الدم في العروق
وقد قعد لك بالطرق كلها إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ, فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الإِسْلَامِ؛ فَقَالَ: تُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ وَآبَاءِ أَبِيكَ؟ فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ, ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ, فَقَالَ: تُهَاجِرُ وَتَدَعُ أَرْضَكَ وَسَمَاءَكَ؟ وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ, فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ, ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ, فَقَالَ: تُجَاهِدُ فَهُوَ جَهْدُ النَّفْسِ وَالْمَالِ, فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلُ, فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ, وَيُقْسَمُ الْمَالُ, فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ, وَمَنْ قُتِلَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ, وَإِنْ غَرِقَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ, أَوْ وَقَصَتْهُ دَابَّتُهُ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ
ولهذا حذرنا الله تعالى منه
قال تعالى :
(( يابني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ))
وقال:
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )

وهو فى النهاية يتبرأ من أتباعه :
{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
2 النفس الانسانية وهى مليئة بالمعايب وإن لم تزكى وتتعاهد بالإصلاح صارت سبباً لضلال كثير من الناس .
فالله عز وجل خلقها وهداها النجدين ..
ثم بعد ذلك من إهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها
ولا حجة لها إن إختارت الضلال فالله يقول (( بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيرة ))
و من صفاتها
1_أمارة بالسوء (( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ))
2_تحب الهوى (( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى
3_توسوس للانسان (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ))
4_النفس تظلم (( وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لاَفْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ))
وفى سورة الشمس يقسم الله عز وجل قسما من أطول القسم فى القرأن على فلاح من زكى نفسه يقول تعالى: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا
3_ الهــوى وهو من خصائص النفوس التى متى نهيت عنه حازت الفلاح قال تعالى :
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى
و قال تعالى : ((أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ))
قال عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام : "ما ابتدع رجل بدعة إلا أتى غداً بما ينكره اليوم" وقال عبد الله بن عون البصري :"إذا غلب الهوى على القلب،استحسن الرجل ما كان يستقبحه". و صاحب الهوى ليس له معايير ضابطة، ولا مقاييس ثابتة، يردُّ الدليل إذا خالف هواه لأدنى احتمال، ويستدل به على ما فيه من إشكال أو إجمال، وإذا لم يستطع ردَّ الدليل لقوته، حمله على غير وجهه، وصرفه عن ظاهره إلى احتمال مرجوح بغير دليل.
وقال تعالى : فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ
والهوى من أسباب الانتكاس كما فى هذا العابد الذى ضل عن علم فضرب به مثل السوء وربما يكون هذا سبب ضلال العضو المصدوم.
قال تعالى: (﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِم نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلى الأَرْضِ وَاتـَّــبَعَ هَوَاهُ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذيِنَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ سَاءَ مَثَلاً القَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ))
يقول إبن القيم وفي تشبيه مَن آثر الدنيا وعاجلها على اللهِ والدارِ الآخرةِ مع وفور علمه بالكلب في حال لهثه سِرٌّ بديعٌ، وهو أنَّ هذا الذي حاله ما ذكره الله مِن انسلاخه مِن آياته واتباعه هواه إنما كان لشدة لـهفه على الدنيا لانقطاع قلبه عن الله والدار الآخرة فهو شديد اللهف عليها، ولـهفه نظير لـهف الكلب الدائم في حال إزعاجه وتركه. واللهف واللهث شقيقان وأخوان في اللفظ والمعنى.
وقال تعالى: {فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً}
وقال النبى صلى الله عليه وسلم ((ثلاث مهلكات شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه ))
4_الجهلوهو سبب من أسباب الإعراض عن الرسل..
ومن جهل شيئا عاداه
قال تعالى ( بل كذبوا بمالم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين )
وقال ((أَلا إِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ))
وقال (( ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون))
و من الجهل ما هو بسيط كمثل قول القائلين ...
))بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ))
وكما قال تعالى
(( قالوا ياشعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز))
ومنه المركب
قال تعالى
(( فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ))
وقال(( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ))

5_الحسد والبغى والاستكبار وهذا داء إبليس (( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ ))
قال تعالى: ))سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ))
وقال عز وجل: ((فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ))
وقال ((الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ))
قال تعالى: ((وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ))
6_الترف والشهوات والمال. قال تعالى
﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآب قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾
وقال ((بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمر ))
وقال تعالى "بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى".
وقال تعالى (كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وتذرون الآخرة) ....
وقال ((زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ))
7_إحتقار الحق وأهله وإستصغارهم مثل قول الكفار ((فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين ))...
و أيضا ((قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ))
وَقَوْلُهُمْ : ( وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ )
8_الرياسة والخوف عليها
وكانت هذه الصفة هي السبب في رفض آل فرعون لموسى وهارون ((فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ))
9_عدم الاهلية(( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الاليم ))
فإذا كان القلب قاسيا غليظا جافيا لا يعمل فيه العلم شيئا وكذلك إذا كان مريضا مهينا مائيا لا صلابة فيه ولا قوة ولا عزيمة لم يؤثر فيه العلم
قال عز من قائل : ((إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ))
10_تقليد الاباء والاجداد
ولذلك (( وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ))
هذا التصميم على تقليد الأسلاف، تقليد القدماء، تقليد الآباء، قال: ((قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ))
.. ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ ))
...(( مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرىً وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ))

11_ أن الحق ثقيل ومخالف لهوى النفس
من أسباب رفض الحق، أن الحق ثقيل، وله تبعات، ويخالف هوى النفس، والنفس تحب الدعة والكسل والراحة، والتخفف من التكاليف، ولذلك بعض الناس لا يستقيمون، ويمكن أن يستقيم فترة، ثم ينتكس، والسبب أن نفسه لا تتحمل هذه التبعات، فهو يريد اللهو واللعب، وعندما يحس بوطأة التكاليف، يقول: اعذروني! أنا لا أستطيع أن أواصل في الطريق. لماذا؟ لا أتحمل ولا أسمع كذا، ولا أرى كذا، وفوق هذا تريد أن أفعل كذا، وأقوم بالواجبات، فيرفض، ولكن من لاحت له حلاوة الأجر هانت عليه مشقة التكليف .

12_العقبات الاجتماعية والخوف من إنهيار الجاه.
لذلك قالوا مع إعترافهم أن النبى جاء بالهدى...
(( وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضنا ))
وها هو أبو طالب يقول :
ولقد علمت بأن دين محمد هو خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتنى سمحا بذاك مبينا
ثم لا يسلم رغم ذلك .

13_حصر الحق على طائفة معينةكما فى اليهود والنصارى حين قالوا ((وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم))
(( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ))
قال تعالى: ((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْراً مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ ))

14_الرضى بالباطل حتى يحال بين القلب والحققال تعالى
‏((‏وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ‏ ))
وقال تعالى (( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ))
وقال ((أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ))
وقال : ((إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون )).
ففى البداية يحاول المخالف لمنهج الله سواء كان ملحدا أم مشركا أم مبتدعا تبرير أفعاله المخالفة لما إتضح له وظهر بينا فيطبع الله على قلبه ويصاب بالران كما فى الحديث:
تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ..

15_التعنت
كما قال تعالى
((إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ ))
ولهذا قالوا)) لن نؤمن لك حتى تَفْجُر لنا من الأرض ينبوعاً، أو تكونُ لك جَنَّةٌ من نخيلٍ وعنب، فتُفجِّر الأنهارَ خلالها تفجيراً، أو تُسقِطَ السماءَ كما زعَمْتَ علينا كِسَفاً، أو تأتي بالله والملائكة قَبِيلاً، أو يكونَ لك بيتٌ من زُخْرفٍ، أو تَرْقَى في السماء. ولن نؤمنَ لِرُقِيِّك حتى تُنَزِّلَ علينا كتاباً نقرؤه. قل: سبحان ربي، هل كنتُ إلا بشراً رسولاً؟ ))




الخلاصة .فقط للتذكير ..... فقد كان سؤال العضو الحقيقة الصادمة هو :ما الذي يدفع الإنسان إلى إقحام نفسه في نار تلظى أبدية ولا ينفع فيها الندم .. وخسارة جنة عرضها السموات والأرض فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ؟
وقد رددنا عليه إستفهامه هذا فى أربعة محاور
الأول: بيان عدم إستلزام إجابة هذا السؤال لما يرمى إليه من نفى وجود الخالق.
الثانى:إضافة علامة تعجب إضافية بجوار إستفهامه من حماقة من يرى هذا التناقض فى الفهم والسلوك ولا يتبع الحق ويعمل بعمل أهل الجنة.
الثالث: بيان عدم أضطراد الإستشكال العقلى الذى أورده عن كيف يلقى الإنسان بنفسه الى التهلكة وبينا أن هذا منتشر فى البشر بصورة ملفتة للنظر كما فى مثال التدخين.
الرابع: بيان الأسباب المانعة من قبول الحق والإنقياد له.
ولا يسع العضو المصدوم إلا أن يعترف بعجزه التام عن إيجاد دليل يستدل به على إلحاده وأن يغير توقيعه بشهادة الحق .والله المستعان....

ولا يسعنا هنا إلا أن نذكر طرفاً من هداية القرأن الى الحق ..
إذ القرأن يخاطب لحظات الصدق مع النفس ..
والتجرد من الهوى ...
وهنا يطرح القرأن أسالته التى تهدى الى الحق بمجرد الإجابة العفوية الصادقة ....
قال تعالى : ((أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون ))
وقال عز وجل :
(( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ))
وقال عز من قائل :
(( وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ))

َ ((أوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ ))
(( وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ ))
(( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاء رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ ))
(( أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ مَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ((
((أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلا ماتذكرون ))
والله أسأل أن يتقبل منى هذا العمل . وأن يهدى قارئه وينفع كاتبه .....

د. هشام عزمي
08-22-2010, 01:21 AM
ما شاء الله ..! ما أروع هذا الكلام ..!

حسن المرسى
08-22-2010, 01:40 AM
ما شاء الله ..! ما أروع هذا الكلام ..!

جزيت خيرا على المرور يا أخى

Light
08-24-2010, 04:01 AM
فعلا كلام رائع و ملخص جيد جدا حول عدم ايمان الانسان ولو وقف امام ادلة وجود الله علميا و منطقيا , جزاك الله خيرا و تابع عملك

وفقك الله

Freethinker FreeLife
08-24-2010, 04:29 AM
في كل يوم أكتشف كنزا جديدا من كنوز هذا المنتدى الرائع، رسالة تقدير للجميع

حسن المرسى
08-26-2010, 04:10 AM
إخوانى
شكرا على المرور
وجزيتم خيرا

حسن المرسى
08-27-2010, 11:54 PM
كنت جالسا بالامس فى العناية المركزة
وحدثت حالة وفاة مفاجئة
وبعد ذلك
رأيت أخا المتوفى وقد ضرب رأسه فى الزجاج وشجه شجاً شنيعا حتى سال منه الكثير من الدماء
وأخذ يتسخط على القدر
عند ذلك تبادر فى ذهنى السؤال
لماذا يفعل هذا ويؤذى نفسه؟!
فقلت لعل الملاحدة يفسون هذا السلوك من الانسان لنا؟

حسن المرسى
02-16-2011, 03:07 AM
يرفع للأهمية

الحسيني
02-17-2011, 08:52 PM
بارك الله فيك اخي الكريم موضوع رائع

الإصبع الذهبي
02-18-2011, 06:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

هذا الموضوع ينغي أن لا يرفع بل يثبت وهو الواجب لما يحمله من الفائدة العظيمة وردود إشكالات عديدة


فجزاك الله خيراً أخي حسن وبارك الله فيك ونفعك الله بعلمك و وفقنا الله وإياك الى العلم النافع والعمل الصالح اللهم آمين

( صاحب الهوى ليس له معايير ضابطة، ولا مقاييس ثابتة، يردُّ الدليل إذا خالف هواه لأدنى احتمال، ويستدل به على ما فيه من إشكال أو إجمال، وإذا لم يستطع ردَّ الدليل لقوته، حمله على غير وجهه، وصرفه عن ظاهره إلى احتمال مرجوح بغير دليل )

ياسلام والله لإنها هي الحقيقة أسأل الله العلي القدير أن يقينا وإياك شر الهوى اللهم آمين

حسن المرسى
02-18-2011, 10:07 PM
بارك الله فيك اخي الكريم موضوع رائع
أخى الكريم الحسينى بارك الله فيك
أخى الكريم الإصبع الذهبى ... بارك الله فيك ...

gamal_2009
03-02-2011, 01:30 AM
ماشاء الله د حسن
جزيت خيرا
لم انشغلت عن الغرفة بالمنتدي ؟!

الأزدي
03-03-2011, 01:11 AM
بارك الله فيك

أنا متأكد أنه لايوجد ملحد باحث عن الحق
مشكلة الملحد بأنه لايخجل من الاصطدام بالمسلمات ثم يأتي بأدلة ضعيفة ان وجدت ليسند عليها وهي ليست أدلة بل هي عبارة عن حيل فلسفية لاتلبث ان تنكشف سريعا عند التمعن فيها