المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلة القديمة والمعلول الحادث



niels bohr
09-13-2010, 11:07 AM
يعترض بعض الملحدين على وجود الله الإبراهيمي والإسلامي بالقول باستحالة وجود حادث أول لأن العلة القديمة معلولها قديم والعلة الحادثة معلولها حادث بالتالي إذا كان الله أزلي فالكون كذلك أزلي.

قد يكون هذا الكلام صحيحا إذا كنا نتحدث عن علل ميكانيكية جبرية مثلما هو موجود حولنا في الكون, لكن هذا الكلام لا ينطبق على أي علة تتمتع بإرادة حرة لأنها قد تختار إحداث أي حدث وقتما تشاء وكيفما تشاء. وكون الله قديم أو أزلي لا يعني أن الكون نفس الشئ لأن الله يستطيع خلق أي شئ بما في ذلك الكون وقتما يشاء.

تحياتي.:emrose:

الدرادو
09-14-2010, 06:16 AM
بداية يجب ان تقوم بتعريف المصطلحات التى تكتبها تعريف جامع مانع ، حتى يمكن مناقشتك به.

فما هو تعريف الإرادة الحرّة ؟ وما هو تعريف العلّة ؟

تحيّاتى:emrose:

niels bohr
09-14-2010, 09:05 AM
الإرادة الحرة هي قدرتي على اتخاذ الخيار أ أو ب أو ج أو... في نفس الظروف.

العلة: أ تسبب ب إذا كان أ وب موجودان وإذا كان أ لم توجد فإن ب لم تكن لتوجد.

تحياتي.:emrose:

الدرادو
09-14-2010, 09:22 AM
الإرادة الحرة هي قدرتي على اتخاذ الخيار أ أو ب أو ج أو... في نفس الظروف.

العلة: أ تسبب ب إذا كان أ وب موجودان وإذا كان أ لم توجد فإن ب لم تكن لتوجد.

تحياتي.:emrose:

بالنسبة للعلّة فيمكن تعريفها بشكل أدق على هذه الصورة.

اذا كان لدينا ( أ ) و ( ب ) بحيث اذا انعدم ( أ ) انعدم ( ب ) بالضرورة ، فإن ( أ ) هو علّة ( ب ) ، وتكون العلّة تامّة إذا كان يلزم من وجود ( أ ) وجود ( ب ) ، وتكون ناقصة إذا كان لا يلزم من وجود ( أ ) وجود ( ب ).

اذاً اتفقنا على مفهوم العلّة.

اما بالنسبة "لتعريفك" للإرادة الحرّة ، فهو ترجّح من غير مرجّح ، إذ لو كانت جميع الشروط الضرورية لوجود المعلول ( الإختيار ) متوفّرة ، فما الذى يرجّح اختيار أ على ب ؟

لازم قولك ان العلّة التامّة قد تنتج المعلول وقد تنتج نقيضه ، وهو باطل بالضرورة.

niels bohr
09-14-2010, 09:30 AM
بالنسبة للعلّة فيمكن تعريفها بشكل أدق على هذه الصورة.

اذا كان لدينا ( أ ) و ( ب ) بحيث اذا انعدم ( أ ) انعدم ( ب ) بالضرورة ، فإن ( أ ) هو علّة ( ب ) ، وتكون العلّة تامّة إذا كان يلزم من وجود ( أ ) وجود ( ب ) ، وتكون ناقصة إذا كان لا يلزم من وجود ( أ ) وجود ( ب ).

اذاً اتفقنا على مفهوم العلّة.
هذا صحيح.

اما بالنسبة "لتعريفك" للإرادة الحرّة ، فهو ترجّح من غير مرجّح ، إذ لو كانت جميع الشروط الضرورية لوجود المعلول ( الإختيار ) متوفّرة ، فما الذى يرجّح اختيار أ على ب ؟

لازم قولك ان العلّة التامّة قد تنتج المعلول وقد تنتج نقيضه ، وهو باطل بالضرورة.
ما يرجح اختيار أ على ب هو الأنا بداخلي.

تحياتي.:emrose:

الدرادو
09-14-2010, 09:33 AM
هذا صحيح.

ما يرجح اختيار أ على ب هو الأنا بداخلي.

تحياتي.:emrose:

وهل هذا الترجيح واجب أم ممكن ؟

ان كان هذا الترجيح واجب ، فهو نفى للإرادة الحرّة وامكان الإختيار المتعدد ، أما ان كان الترجيح ممكن فانت فى احتياج الى مرجّح آخر فيتسلسل المرجّح. :):

niels bohr
09-14-2010, 09:47 AM
وهل هذا الترجيح واجب أم ممكن ؟

ان كان هذا الترجيح واجب ، فهو نفى للإرادة الحرّة وامكان الإختيار المتعدد ، أما ان كان الترجيح ممكن فانت فى احتياج الى مرجّح آخر فيتسلسل المرجّح. :):
هذه الأنا غير مادية أو فيزيائية لهذا لا ينطبق عليها التسلسل الذي ينطبق على الأحداث الفيزيائية داخل الكون.

الدرادو
09-14-2010, 09:52 AM
هذه الأنا غير مادية أو فيزيائية لهذا لا ينطبق عليها التسلسل الذي ينطبق على الأحداث الفيزيائية داخل الكون.

اذاً انت تقول بأن مبدأ امتناع الترجّح من غير مرجّح ليس مبدأ عام ، وإنما هو حالة خاصّة فى كوننا ؟

niels bohr
09-14-2010, 10:10 AM
اذاً انت تقول بأن مبدأ امتناع الترجّح من غير مرجّح ليس مبدأ عام ، وإنما هو حالة خاصّة فى كوننا ؟
هو ينطبق على الظواهر الفيزيائية فقط.

د. هشام عزمي
09-14-2010, 02:11 PM
الإرادة الحرة هي المرجح الذي يرجح أ على ب أو يرجح ب على أ ..
ولا يوجد ترجيح بدون مرجح لأنه كالقول بالفعل بدون فاعل أو الأثر بدون مؤثر ..
وهذا مبدأ عام ينطبق على ما هو مادي وما هو غير ذلك ..

الدرادو
09-15-2010, 05:34 AM
الإرادة الحرة هي المرجح الذي يرجح أ على ب أو يرجح ب على أ ..
ولا يوجد ترجيح بدون مرجح لأنه كالقول بالفعل بدون فاعل أو الأثر بدون مؤثر ..
وهذا مبدأ عام ينطبق على ما هو مادي وما هو غير ذلك ..

هنا مشكلتان فيما يسمى بالإرادة الحرّة :

1 لم تعلّقت الإرادة بأحد الممكنات ( أ مثلاً ) دون الآخر فى غياب مرجّح آخر ، وفى نفس الظروف ؟
2 ما علّة هذا الترجّح الحادث ؟ فالترجّح حادث ، وبالتالى لابد له من محدث ، وهذا المحدث لابد ان يكون هو الآخر حادث ، فيتسلسل الأمر.

:emrose:

niels bohr
09-15-2010, 08:09 AM
هنا مشكلتان فيما يسمى بالإرادة الحرّة :

1 لم تعلّقت الإرادة بأحد الممكنات ( أ مثلاً ) دون الآخر فى غياب مرجّح آخر ، وفى نفس الظروف ؟
2 ما علّة هذا الترجّح الحادث ؟ فالترجّح حادث ، وبالتالى لابد له من محدث ، وهذا المحدث لابد ان يكون هو الآخر حادث ، فيتسلسل الأمر.

:emrose:
بما أن التسلسل إلى مالانهاية مستحيل منطقيا فأعتقد أن الترجح نابع من ذات الإرادة الحرة, تماما مثل واجب الوجود الذي ينبع وجوده من ذاته.

تحياتي.:emrose:

الدرادو
09-15-2010, 09:12 AM
بما أن التسلسل إلى مالانهاية مستحيل منطقيا فأعتقد أن الترجح نابع من ذات الإرادة الحرة, تماما مثل واجب الوجود الذي ينبع وجوده من ذاته.

تحياتي.:emrose:


التسلسل الى ما لانهاية لم يقدّم على بطلانه دليل واضح ويقينى ، بل اننا نستخدم مبدأ امتناع الترجّح من غير مرجّح للبرهنة على وجوب التسلسل فى القدم وليس إمكانه فحسب. وقد قدّم الإمام ابن تيمية نقداً للأدلة التى جمعها الإمام الفخر الرازى فى إبطال التسلسل ، ونقدها واحدة واحدة. بل انه رأى ان الحل الوحيد للرد على الفلاسفة والهروب من إلزاماتهم فيما يسمى بالمعضلة الزباء والداهية الدهياء هو القول بالتسلسل فى القدم ، ولكن فى الآثار لا العلل. ( راجع مجموع فتاوى ابن تيمية الجزء السادس ).
:emrose:


التعريف المقدّم للإرادة الحرّة هو مجرد إعادة تسمية للترجّح من غير مرجّح ، فبدلاً من القول بالترجّح من غير مرجّح تمت إعادة التسمية إلى الإرادة الحرّة. :):

شرف الدين الصافي
09-15-2010, 09:36 AM
هنا مشكلتان فيما يسمى بالإرادة الحرّة :

1 لم تعلّقت الإرادة بأحد الممكنات ( أ مثلاً ) دون الآخر فى غياب مرجّح آخر ، وفى نفس الظروف ؟
2 ما علّة هذا الترجّح الحادث ؟ فالترجّح حادث ، وبالتالى لابد له من محدث ، وهذا المحدث لابد ان يكون هو الآخر حادث ، فيتسلسل الأمر.

:emrose:

إن وضوح مفهوم الإرادة من حيث هي صفة أزلية قائمة بذاته تعالى من شأنها تخصيص الممكنات وتمييز الشيء عن مثله ، يوجب خطأ قول القائل من خصص الإرادة ، لأن الإرادة هي المخصص ، وسبب الوهم هو إما الخلط بين صفتي الإرادة والقدرة أو قياس إرادة الحادث على القديم .
وطبعا هذا الإدعاء هو من كلام الفلاسفة القدماء ، وقد رد الإمام الغزالي رحمه الله على هذا الكلام وما يتعلق به في كتابه "تهافت الفلاسفة "
فقال:
( قلنا إنما وجد العالم حيث وجد ،وعلى الوصف الذي وجد ، وفي المكان الذي وجد بالإرادة ، والإرادة صفة من شأنها تمييز الشيء عن مثله ، ولولا أن هذا شأنها لوقع الاكتفاء بالقدرة ، ولكن لما تساوت نسبة القدرة إلى الضدين ، ولم يكن بد من مخصص يخصص الشيء عن مثله ، فقيل للقديم وراء القدرة صفة من شأنها تخصيص الشيء عن مثله ، فقول القائل : لم اختصت الإرادة بأحد المثلين ؟ كقول القائل : لم اقتضى العلم الإحاطة بالمعلوم على ما هو به ، فيقال لأن العلم عبارة عن صفة هذا شأنها ، فكذا الإرادة عبارة عن صفة هذا شأنها ، بل ذاتها تمييز الشيء عن مثله ....)
ثم قال :
(وتمثيلكم بإرادتنا مقايسة فاسدة ، تضاهي المقايسة في العلم ، وعلم الله سبحانه يفارق علمنا في أمور كثيرة فلم تبعد المفارقة في الإرادة ...)

الدرادو
09-15-2010, 09:48 AM
إن وضوح مفهوم الإرادة من حيث هي صفة أزلية قائمة بذاته تعالى من شأنها تخصيص الممكنات وتمييز الشيء عن مثله ، يوجب خطأ قول القائل من خصص الإرادة ، لأن الإرادة هي المخصص ، وسبب الوهم هو إما الخلط بين صفتي الإرادة والقدرة أو قياس إرادة الحادث على القديم .
وطبعا هذا الإدعاء هو من كلام الفلاسفة القدماء ، وقد رد الإمام الغزالي رحمه الله على هذا الكلام وما يتعلق به في كتابه "تهافت الفلاسفة "
فقال:
( قلنا إنما وجد العالم حيث وجد ،وعلى الوصف الذي وجد ، وفي المكان الذي وجد بالإرادة ، والإرادة صفة من شأنها تمييز الشيء عن مثله ، ولولا أن هذا شأنها لوقع الاكتفاء بالقدرة ، ولكن لما تساوت نسبة القدرة إلى الضدين ، ولم يكن بد من مخصص يخصص الشيء عن مثله ، فقيل للقديم وراء القدرة صفة من شأنها تخصيص الشيء عن مثله ، فقول القائل : لم اختصت الإرادة بأحد المثلين ؟ كقول القائل : لم اقتضى العلم الإحاطة بالمعلوم على ما هو به ، فيقال لأن العلم عبارة عن صفة هذا شأنها ، فكذا الإرادة عبارة عن صفة هذا شأنها ، بل ذاتها تمييز الشيء عن مثله ....)
ثم قال :
(وتمثيلكم بإرادتنا مقايسة فاسدة ، تضاهي المقايسة في العلم ، وعلم الله سبحانه يفارق علمنا في أمور كثيرة فلم تبعد المفارقة في الإرادة ...)

الأشاعرة حاولوا بالفعل الخروج من هذا المأزق ، ولكن مع الأسف لم يوفّقوا للتالى :

اولاً ، لأنك تقول ان معنى الإرادة نفسه هو تخصيص الممكنات وترجيح احدهما على البقيّة ، وانت هنا لم تفعل شيئاً سوى الهروب من المشكلة عبر اختراع اسم للمشكلة ، فهذا ترجّح من غير مرجّح فكل ما تفعله هو اختراع لفظ الإرادة ثم القول ان معنى الإرادة هو كذا وكذا والماهيات لا تعلل ، وهذا واضح الخطأ. اذ انك تستثنى الإرادة من قانون امتناع الترجّح من غير مرجّح دون سبب.

وقياس الإرادة على العلم خاطئ ، إذ ان فى الأوّل انما نسأل عن تعليل ماهيّة العلم ، أما فى الثانية فنحن نسأل عن علّة الإستثناء من المبدأ العام ( إمتناع الترجّح من غير مرجّح ).

ثانياً ، ان المشكلة الرئيسية فى اوّل الحوادث ، اذ انه يجب ان يعلل بعلّة ، المشكلة ان هذه العلّة يجب ان تكون تامّة وإلا كان الشرط الذى يتمّمها حادث ويسبق أوّل الحوادث. وهذه العلّة التامّة يستحيل ان تكون قديمة وإلا لزم قدم المعلول وهو باطل. ويستحيل فى نفس الوقت ان تكون حادثة وإلا كانت تسبق أوّل الحوادث وهو باطل.
:emrose:

niels bohr
09-15-2010, 10:55 AM
التسلسل الى ما لانهاية لم يقدّم على بطلانه دليل واضح ويقينى ، بل اننا نستخدم مبدأ امتناع الترجّح من غير مرجّح للبرهنة على وجوب التسلسل فى القدم وليس إمكانه فحسب. وقد قدّم الإمام ابن تيمية نقداً للأدلة التى جمعها الإمام الفخر الرازى فى إبطال التسلسل ، ونقدها واحدة واحدة. بل انه رأى ان الحل الوحيد للرد على الفلاسفة والهروب من إلزاماتهم فيما يسمى بالمعضلة الزباء والداهية الدهياء هو القول بالتسلسل فى القدم ، ولكن فى الآثار لا العلل. ( راجع مجموع فتاوى ابن تيمية الجزء السادس ).
:emrose:


التعريف المقدّم للإرادة الحرّة هو مجرد إعادة تسمية للترجّح من غير مرجّح ، فبدلاً من القول بالترجّح من غير مرجّح تمت إعادة التسمية إلى الإرادة الحرّة. :):
إبن تيمية يقول ما يقوله. المهم الحجة والبرهان.
والتسلسل إلى ما لانهاية مستحيل منطقيا لأن معنى هذا قطع شوطا لانهائيا للوصول للوقت الحاضر أي لا بد أن ينتهي أن غير المنتهي وهذا تناقض مستحيل.
إذن لا بد أن تكون الإرادة الحرة أزلية ومستثناة من مبدأ (إمتناع الترجح من غير مرجح).

تحياتي.:emrose:

د. هشام عزمي
09-15-2010, 12:58 PM
الأشاعرة حاولوا بالفعل الخروج من هذا المأزق ، ولكن مع الأسف لم يوفّقوا للتالى :

اولاً ، لأنك تقول ان معنى الإرادة نفسه هو تخصيص الممكنات وترجيح احدهما على البقيّة ، وانت هنا لم تفعل شيئاً سوى الهروب من المشكلة عبر اختراع اسم للمشكلة ، فهذا ترجّح من غير مرجّح فكل ما تفعله هو اختراع لفظ الإرادة ثم القول ان معنى الإرادة هو كذا وكذا والماهيات لا تعلل ، وهذا واضح الخطأ. اذ انك تستثنى الإرادة من قانون امتناع الترجّح من غير مرجّح دون سبب.

وقياس الإرادة على العلم خاطئ ، إذ ان فى الأوّل انما نسأل عن تعليل ماهيّة العلم ، أما فى الثانية فنحن نسأل عن علّة الإستثناء من المبدأ العام ( إمتناع الترجّح من غير مرجّح ).

ما ذكره الغزالي ليس هروبًا من المأزق ..
لأنك تسأل عن المرجح ونحن نقول لك هو الإرادة ..
فالإرادة هي التي ترجح أ على ب أو العكس ..
كما أن إرادتك الحرة ترجح قبض يدك على بسطها أو ترجح السير يمين الطريق على يساره ..
فهذا هو معنى الإرادة ..
فهي مرجح حقيقي يخصص فعلاً دون فعل ..
لأنه لو كان الأمر يرجع إلى محض القدرة لكان احتمال أ يساوي احتمال ب ..
لكن ترجيح أ على ب يعني وجود خاصية زائدة رجحت هذا على ذاك ..
وهذه الخاصية هي الإرادة ..
ولها نموذج مركوز في كل مخلوق حي ..
ودعني أضرب مثالاً قريبًا من هذا لأبين به مدى التهافت العقلي الذي تطفو على مستنقعه ..
ما هي علة كلامك يا الدراودو ..؟
لو قلت إنك أنت - الدرادو - عله كلامك لوجب أو يكون كلامك قديم منذ ظهورك ولا يرتبط بوقت معين أو محدد ..
وإلا فأخبرني ما هي علة كلامك يا الدرادو ..!
ما الذي رجح كلامك على صمتك ..؟
ثم ما الذي رجح كلامك بكلام معين على التكلم بغيره من سائر الكلام ..؟
تفكر في هذا ودعك من هلاوس الفلسفة النظرية التي تنقلها دون فهم أو وعي أو استيعاب ..

أما ابن تيمية رحمه الله فقد انتقد إبطال التسلسل في المعلولات والآثار ..
لكنه أثبت امتناع وقوع التسلل في العلل أو الفاعلين ..
وهذا معلوم لمن لديه اطلاع على كتابات ابن تيمية رحمه الله في هذه المسائل ..
وربنا يشفي ..!

الدرادو
09-15-2010, 08:16 PM
ما ذكره الغزالي ليس هروبًا من المأزق ..
لأنك تسأل عن المرجح ونحن نقول لك هو الإرادة ..
فالإرادة هي التي ترجح أ على ب أو العكس ..
كما أن إرادتك الحرة ترجح قبض يدك على بسطها أو ترجح السير يمين الطريق على يساره ..
فهذا هو معنى الإرادة ..
فهي مرجح حقيقي يخصص فعلاً دون فعل ..
لأنه لو كان الأمر يرجع إلى محض القدرة لكان احتمال أ يساوي احتمال ب ..
لكن ترجيح أ على ب يعني وجود خاصية زائدة رجحت هذا على ذاك ..
وهذه الخاصية هي الإرادة ..
ولها نموذج مركوز في كل مخلوق حي ..
ودعني أضرب مثالاً قريبًا من هذا لأبين به مدى التهافت العقلي الذي تطفو على مستنقعه ..
ما هي علة كلامك يا الدراودو ..؟
لو قلت إنك أنت - الدرادو - عله كلامك لوجب أو يكون كلامك قديم منذ ظهورك ولا يرتبط بوقت معين أو محدد ..
وإلا فأخبرني ما هي علة كلامك يا الدرادو ..!
ما الذي رجح كلامك على صمتك ..؟
ثم ما الذي رجح كلامك بكلام معين على التكلم بغيره من سائر الكلام ..؟
تفكر في هذا ودعك من هلاوس الفلسفة النظرية التي تنقلها دون فهم أو وعي أو استيعاب ..

أما ابن تيمية رحمه الله فقد انتقد إبطال التسلسل في المعلولات والآثار ..
لكنه أثبت امتناع وقوع التسلل في العلل أو الفاعلين ..
وهذا معلوم لمن لديه اطلاع على كتابات ابن تيمية رحمه الله في هذه المسائل ..
وربنا يشفي ..!

اسمع واسمع جيّداً.

ليس حرف الدال الذى يسبق اسمك هو الذى سيعطيك احتراماً لا تستحقّه ، فلا تغتر بنفسك واحفظ ادبك معى.

ان اردت النقاش فتأدب فى الحديث ولا تشخصن الحوار وإلا فلا تناقش لأنك غير مؤهل للنقاش.

--------------

الآن نحن نتحدث عن إرادة قديمة ، تمثّل علّة قديمة ، ومعلول حادث ( سنتحدث هنا عن أوّل الحوادث الذى لا يسبقه أى حادث ).

الآن الإرادة القديمة تمثّل علّة قديمة ، إما تامّة أو ناقصة.

ان كانت علّة تامّة ، فيجب قدم المعلول وهو باطل.
ان كانت ناقصة ، فيستحيل ايجاد المعلول الا بعد تحقق شرط وجوده ، وهذا الشرط سيكون حادث ، وبالتالى سنسأل عن علّة حدوث هذا الشرط هل هو الإرادة أم غير الإرادة ، وفى الحالتين هو قول باطل.

هذه هى المشكلة الأولى.

المشكلة الثانية فى ان جميع الإحتمالات ممكنة التعلق من قبل الإرادة ، وبالتالى لا يوجد مرجّح يرجّح أحدهما على الآخر ، ولا يصح القول بأن هذا المرجّح الإرادة نفسها ، لأنه لو كانت الإرادة نفسها هى المرجّح لكانت علّة تامة لأحد الخيارات ، وبالتالى فتعلق الإرادة بهذا الإختيار ليس ممكن بل واجب ، وهذا ينفى أساس الإختيار من الأساس ان فهمت قصدى.

فالإرادة بالنسبة للإختيارات الممكنة تمثل علّة ناقصة ، ويجب وجود شرط آخر خارج الإرادة يوجب اختيار ممكن على البقيّة ، أما ان قلت ان الإرادة هى التى تخصص دون مرجّح خارجى ، فانت تجعل العلّة التامّة علّة للشئ وضده وهو باطل.


ارجو ان ارى جواباًَ محترماً هذه المرّة لكى يثمر النقاش.

تحيّاتى :emrose:

الدرادو
09-15-2010, 08:19 PM
إبن تيمية يقول ما يقوله. المهم الحجة والبرهان.
والتسلسل إلى ما لانهاية مستحيل منطقيا لأن معنى هذا قطع شوطا لانهائيا للوصول للوقت الحاضر أي لا بد أن ينتهي أن غير المنتهي وهذا تناقض مستحيل.
إذن لا بد أن تكون الإرادة الحرة أزلية ومستثناة من مبدأ (إمتناع الترجح من غير مرجح).

تحياتي.:emrose:

استثناء الإرادة من مبدأ امتناع الترجّح من غير مرجّح ، فضلاً عن انه نقضاً للبديهة العقلية ، وفضلاً عن انه غير مدعم بدليل ، فانه يجعل الوجود مجنوناً لا ضابط له ، فيخرج اى شئ من أى شئ.

ولو كانت الإرادة مستثناة من هذا المبدأ لكان لا ضابط لها ، ولكان من الممكن ان يريد الله شيئاً اليوم ، ثم يريد نقيضه غداً ، وهو التزام يهدم الإعتقاد. فتأمل!

تحيّاتى :emrose:

نور الدين الدمشقي
09-15-2010, 09:48 PM
ان كانت ناقصة ، فيستحيل ايجاد المعلول الا بعد تحقق شرط وجوده
الأخ الدرادو...
هل يمكن توضيح هذه الجزئية لو سمحت. ما الفرق بين شرط الوجود والعلة (الناقصة مثلا)؟ وهل كل ممكن يحتاج الى شرط ام علة ام كليهما؟

niels bohr
09-16-2010, 07:11 AM
استثناء الإرادة من مبدأ امتناع الترجّح من غير مرجّح ، فضلاً عن انه نقضاً للبديهة العقلية ، وفضلاً عن انه غير مدعم بدليل ، فانه يجعل الوجود مجنوناً لا ضابط له ، فيخرج اى شئ من أى شئ.

ولو كانت الإرادة مستثناة من هذا المبدأ لكان لا ضابط لها ، ولكان من الممكن ان يريد الله شيئاً اليوم ، ثم يريد نقيضه غداً ، وهو التزام يهدم الإعتقاد. فتأمل!

تحيّاتى :emrose:
كيف يكون نقضا للبديهة العقلية وغير مدعم بدليل إن كنا قد توصلنا إليه باستحالة التسلسل منطقيا؟
تسلسل الأسباب مستحيل كما وضحت بالتالي لا بد لوجود مسبب أول هو مصدر السببية وبالتالي حر.
ليس من الممكن أن يريد الله شيئا اليوم ثم يريد نقيضه غذا, ليس لأنه مسلوب الإرادة, ولكن لأنه عليم وعلمه كامل.

تحياتي.:emrose:

د. هشام عزمي
09-16-2010, 11:13 AM
احترامًا لا أستحقه ..!!
لا أغتر بنفسي ..!!
وأتأدب لأني غير مؤهل للنقاش ..!!
وترجو أن تجد جوابًا "محترمًا" ..!!
هل من المعقول أن تبلغ الدرجة بالذبابة أن تتصور نفسها نحلة منتجة للعسل حتى تخرج بهذا الكلام الفارغ ..؟!
يا ذبابة قف عندك واعرف مقامك جيدًا ..
فليس سكوتي على جهلك البالغ والفاضح يعني أن حلمي بلا حدود ..
فوالله الذي لا إله إلا هو لأني أعلم أنك أجهل من الدبة التي قتلت صاحبها وأحمق من براقش ..
وقد ألقمتك الحجر في مشاركتي السابقة فما رددت على نص كلامي بحرف ..
إنما هو جهلك وتشبعك بما لم تعط وتلبسك بالزور من الهراء ..
والدليل على هذا استعمالك للمصطلحات بصورة تدعو إلى السخرية والتهكم ..
فضلاً عن هذا وقاحة وسوء أدب يستحقان درسًا في الأدب والأخلاق ..!
ونعوذ بالله من كل إنسان أسود المعنى ، فإنما مقت الله وسخطه سوادٌ في معاني الناس ..
وأنت إن لبست الزور وتقعرت في الكلام - الذي لا تفهمه على وجهه - ومشى هرائك على ضعفاء العقول ، فأنت أمامي عريانٌ أعرف أصلك وفصلك ومنبتك ..
لأني أعرف من كلامك المتفكك مدى تحصيلك لما تزعم الانتساب إليه ..
فقف عندك والزم حدك ..
ولا يعجب المرء من شيء قدر عجبه من جهلك المخزي بمعنى الإرادة كصفة ..
وتصورك الساذج للإرادة يدل على قصور حاد في معاني التفكر والتدبر ..
فالإرادة في نفسها هي الصفة التي ترجح فعل على فعل ..
ليس هذا فقط ، بل هي ترجح كذلك وقوع الفعل في وقت دون وقت ..
تمامًا كما يريد المرء أن يصلي صلاة العصر ..
فالمسلم دومًا يريد أن يصلي صلاة العصر وعلى هذا إرادته متوفرة وعازمة ..
إذن لماذا يقع منه فعل الصلاة في وقت العصر دون غيره من الأوقات ..؟
لأن إرادته الحرة هي التي خصصت وقت العصر بالفعل دون سواه ..
وهذا ظاهر لكل ذي عقل ..
أما من لا يملك العقل ولا القريحة ولا الملكة ولا الذكاء ، فنعامله في هذه الحالة معاملة السفيه ..
فمن ينكر وجود الإرادة أصلاً ، فهو أحمق سفيه لا يؤبه لعقله ، فضلاً عن قوله ..
هل فهمت الآن يا حشرة ..؟
هذا فقط في موطن النزاع ..!
أما هرائك الفاقع وجهلك الناقع في الكلام عن ابن تيمية وإبطال التسلسل والإرادة من حيث كونها صفة قديمة أو آحاد حادثة فله وقت آخر إن شاء الله تعالى ..