المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم عقلاً ونقلاً



انا المسلم
09-13-2010, 08:37 PM
كل إنسان يتوهم أنه خُلق عبثاً ، ليس عليه إلا أن يجرب طمس عينيه ليرى العبث الذي خلقتا من أجله .. أو يحاول سد أذنيه ليعرف الحكمة من وجودهما .. أو يقطع أصابعه ، ليرى العبث الذي خلقت الأصابع من أجله ..

وإذا سألت ما الحكمة من وجود أي جزء في الإنسان ؟ أجاب المختصون بقولهم : القيام بوظيفة لصالح الكيان الإنساني بأكمله ، فالفم يأكل للجسم كله ، والقلب يضخ الدماء للجسم كله وهكذا ..

وإذا كان كل جزء في الإنسان قد خلق لحكمة ، وهذه الحكمة هي من أجل خدمة الكيان بأجمعه . فهل يخطر على فكر عاقل بعد هذا أن الإنسان قد خلق عبثاً ؟! [1].

وإذا كان العاقل منا يتـنزه عن أن يعمل شيئاً عبثاً فمن باب أولى خالق العقل والعقلاء ومهندس الأرض والسماء ، لا شك أنه منزه عن كل العبث سبحانه وتعالى .. ولكي لا تُحار طويلاً أيها الإنسان في معرفة وظيفتك على هذه الأرض ، فقد أرسل الخالق سبحانه وتعالى للناس في كل أمة رسولاً منهم ، يخبرهم عن ذاته المباركة وصفاته ، ومقاصده فيهم ، وأن هناك حياة أخرى تنتظرهم من بعد الموت ، وأنهم مجزون فيها بدون شك على كل ما اكتسبوه في الدنيا من خير وشر : " رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا " [ النساء : 165 ]

ولكي لا يكذب أحد رسل الله ، ولكي لا يدعي كاذب النبوة والرسالة ، أيد الله رسله ببينات تشهد لهم أنهم رسله ، وتميزهم عن غيرهم ، وتقوم بهذه البينات والدلائل الحجة على الناس .

وأنه اذا كان على المدعي - أي مدع - أن يثبت دعواه ، ويقدم الدليل على صدقها وصحتها ، فإن رسالة رسول الإسلام قد قدمت الشواهد القاطعة ، التي تُكون بمجموعها البرهان القاطع على صدق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.



أولاً : إقرار الله تعالى له ولدعوته :

لقد بدأ النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - دعوته بمكة معلناً للناس أنه رسول مرسل من الخالق سبحانه وتعالى، وَأَنَّهُ قد أُنْزِلَ عليه كتاباً عظيماً اسمه القرآن الكريم ، فأخذ عليه الصلاة والسلام يُسْمِعُ قومه ما قد أوحاه الله إليه من هذا الكتاب ، فكان مما قرأه عليهم وهو في مكة هو قوله سبحانه وتعالى من سورة الانعام المكية : " قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ". ( الأنعام : 19 )

أي قل يا محمد أي شيء أكبر شهادة من الله حتى يعترفوا بنبوتك، فإن أكبر الأشياء شهادة هو الله سبحانه وتعالى الذي تكلمت أنت باسمه مدعياً النبوة ، فهو سبحانه الشهيد بينك وبينهم [2].

وقد تحققت شهادة الله سبحانه وتعالى لرسوله بالحق والصدق ، إذ قد سمح له بعمل المعجزات ، واستجاب له الدعوات ، وحقق له النبوءات ، ولم يتوفاه حتى أكمل رسالته ، وسمح له في النهاية أن ينتصر على كل من وقف في وجه دعوته ، وأن يؤسس لدولته ويثبت اركانها ، فصارت له الحُجَّة وكتب له النصر، بعد أن كان ضعيفاً وهم أقوياء وكان فقيراً وهم أغنياء وكان وحيداً وهم ذوو عدد …

وكأنه سبحانه وتعالى يقول لنا من خلال هذه المظاهر : صدق عبدي ونبيي فيما يرويه عني ، وأنا الذي بعثته نبياً رسولاًَ.

وحاشاه سبحانه وتعالى أن يسمح لهذه المظاهر أن تجتمع فيمن يدعي النبوة كذباً ونفاقاً ، ليضل الناس، بل هي بمقام الإقرار الواضح و التصديق منه سبحانه وتعالى لنبوة رسوله الكريم.

يروى أن سهيل بن عمرو قام على باب الكعبة بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاح بالناس فاجتمعوا إليه فكان مما قال : " كنت اعلم ان هذا الدين سيمتد من طلوع الشمس إلى غروبها. فقالوا له ومن أين علمت ؟ قال : إني رأيت رجلاً وحيداً لا مال له ولا عز - يقصد النبي صلى الله عليه وسلم - قام في ظل هذا البيت فقال : إني رسول الله ، وإني سأظهر ، فكنا بين ضاحك وهازل وراجم ومستجهل ، فما زال أمره ينمي ويصعد حتى دِنّا له طوعاً وكرهاً ، والله لو كان من عند غير الله لكان كالكسرة في أيدي أي فتى من فتيان قريش .." [3]



والآن لنتناول - أخي القارىء - ما قد قلناه بشيء من الشرح والتفصيل :



فعن سماح الله له بصنع المعجزات فالأمثلة كثيرة وأعظم هذه المعجزات وأدومها هي معجزة القرآن الكريم ، والتي تميزت عن معجزات سائر الأنبياء ببقائها حتى قيام الساعة ، وقد أظهرها النبي - صلى الله عليه وسلم - وأجراها ( باسم الله ) تبارك وتعالى ، فنقول وبالله التوفيق :

لما بدأ النبي - صلى الله عليه وسلم - دعوته بين قوم قد أحبوا الكلمة ، وتفاخروا بها فيما بينهم ، شعراً و نثراً و خطابةً [4] ، أخذ - عليه الصلاة والسلام - يسمعهم آيات القرآن الكريم ، معلناً لهم أن الله هو الذي بعثه للناس نبياً ورسولاً ، وان هذا القرآن الذي يسمعونه منه ، ليس كلامه ، ولا كلام مخلوق آخر ، إنما هو كلام الله ، أوحى به إليه ، وانه سبحانه يُخبرهم على وجه التحدي ، بأن الإنس والجن لو اجتمعوا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ، لما استطاعوا ذلك : " قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ". [ الإسراء : 88 ]



لقد كان تحدياً صارخاً وفي نفس الوقت متناسباً منسجماً مع ما مَهَرَ به القوم ، وذلك لكي يفهموا معناه ويلتـفـتوا إليه ، وتتم به الحجة عليهم …



وعلى الرغم من أن هذا التحدي قد أُعيد عليهم بقوالب مختلفة من اللفظ والأسلوب - كما سنرى - وقد تم إنهاضهم إليه بالتقريع والتحمس ومختلف أشكال التحدي ، وهم ما هم عليه من أنفة ، وفيهم ما فيهم من الشعراء والخطباء وفرسان الكلام ، ومع حرصهم الشديد على إبطال دعوة محمد - صلى الله عليه وسلم - إذ قد سفه أصنامهم وعاب طريقتهم في الدين ، وجعل القرآن الكريم موجباً لطاعته والانقياد له ، إلا أنهم قد وقفوا أمامه موقف العاجز المهزوم ، ولم يستطع أحداً منهم المواجهة …

لذلك صار هذا التحدي الذي أعلنه النبي ( باسم الله ) والذي نتج عنه عجز العرب وهزيمتهم أمامه ، صار تصديقاً وتأييداً من الله لرسوله الكريم ، وشهادة منه على صدق نبوته كما مر معنا .



آيات التحدي القرآنية :

في مكة عندما كان مشركوا قريش يسرحون في اوج قدرتهم، بينما كان المسلمون مستضعفين ويشكلون قلة قليلة بينهم نزلت آيات التحدي للمشركين المرتابين تطلب منهم أن يأتوا بسورة من مثل سور القرآن :

فقال لهم متحدياً كما في سورة الطور : 33 وهي سورة مكية : " أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ".

والمعنى : إن كانوا صادقين في زعمهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم قد تقول القرآن الكريم من تلقاء نفسه ، فإنهم لن يعجزوا عن الإتيان بحديث مثله ، لأن محمد يتكلم اللغة العربية وهم مثله في العربية وأشد تمرناً منه في النظم والعبارة ..



وقال لهم متحدياً كما في سورة هود : 13 وهي سورة مكية : " أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ".

والمعنى : إن كانوا صادقين في زعمهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم قد افترى القرآن ، فإنهم لن يعجزوا عن تأليف العشر سور ، لأنهم مثله في العربية ، مع ما بهم من طول الممارسة للخطب والأشعار وكثرة المزاولة لأساليب النظم والنثر، ولهم أن يستعينوا بمن يستطيعون ليساعدوهم على تأليف العشر سور .



ثم تحداهم أن يأتوا بسورة واحدة من مثله إمعاناً في تعجيزهم وتحديهم فقال لهم كما في سورة يونس : 38 وهي مكية : " أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ".

والمعنى إن كان الأمر كما يقولون فليأتوا بسورة مثله أي في البلاغة وحسن الصياغة وقوة المعنى - على وجه الافتراء - فإنهم أقدر على تأليف الكلم واختلاقه منه صلى الله عليه وسلم ، لأنهم قد مارسوا مبادىء ذلك من الخطب والأشعار وزاولوا أساليب النظم والنثر ، ولهم أن يستعينوا بمن يستطيعون ليساعدوهم على تأليف السورة .



وكان قبل كل ذلك تحداهم في اسلوب عام يتناولهم ويتناول غيرهم من الانس والجن ، فقال لهم في نفي قاطع وصريح كما في سورة الاسراء : 88 وهي سورة مكية : " قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ".



وهنا نسأل : كيف لعربي في بداية دعوته أن يصدر هذا الحكم المتضمن لهذا النفي القاطع والصريح وهو يعلم أن مجال المساجلات بين العرب مفتوح على مصراعيه ؟!



يقول الإمام ابن تيمية : هذا لا يقدم عليه من يطلب من الناس أن يصدقوه إلا وهو واثق بأن الأمر كذلك ، إذ لو كان عنده شك في ذلك ، لجاز أن يظهر كذبه في هذا الخبر ، فيفسد عليه قصده [.5]



هذا وبعد أن أذن الله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم بالهجرة إلى المدينة المنورة ، هناك أعاد المولى تبارك وتعالى التحدي للمشركين وكفار أهل الكتاب في آيتين من سورة البقرة ، وهي من أوائل ما نزل من السور بعد الهجرة في وقت لم تظهر للإسلام فيه القوة ولا المنعة بعد ، فقال تعالى : " وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ". [ البقرة : 23 ]

ثم حكم عليهم سبحانه وتعالى حكماً مؤبداً فقال : " فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ".

يصف محمد الصادق عرجون آيتي سورة البقرة بأنهما أقوى ما جاء في التحدي ، لما فيهما من القطع بعجز المتحدين مع التقريع والتهديد بالوعيد ، البالغ حداً لا يبقى معه شيء من ساكن العداوة إلا تحرك ، ولا عامل من عوامل المعارضة - لو كانت ممكنة - إلا هاج وأرعد ، ولا بقية من نخوة الانتصار للنفس والمعتقد إلا ثارت وغبرت [6].



نتيجة التحدي :

لقد عجزوا عن الإتيان بالمطلوب ، فلم يأتوا بحديث مثل القرآن ، ولم يأتوا بعشر سور مثله ، ولم يأتوا بسورة من مثله ، وكان المؤمنون في ذلك الوقت يسمعون آيات التحدي ويقرأونها ولو ظهرت أي معارضة فعلية للقرآن لأهتزت قضية الدين عندهم، ولضاع الدين وانتهى وهو في بداية ظهوره ولما آمن بهذا القرآن أحد ، ولأنطفأ أمر النبي صلى الله عليه وسلم واختل حاله بين العرب ، إلا ان أمره صلى الله عليه وسلم كان يعلوا شيئاً فشيئاً وأتباعه يتزايدون حالاً فحالا …

ولو صح من العرب انهم قبلوا التحدي فعارضوا القرآن الكريم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لترتب عليه سقوط دعوته بعد ظهور هزيمته وانهيار حجته و بطلان معجزته ، فما كان لهذا القرآن ان يدخل في نفوس الناس في بدايات الدعوة في مكة والمدينة ، باذلين من اجله النفس والمال والولد ، يوم لم تكن للإسلام القوة والمنعة بعد ، وثمة معارضون للقرآن من العرب الاقحاح ، يأتون بمثله للناس مظهرين فساد دعوى التحدي في تلك الآيات .. فتأمل !

قال الجاحظ : لو تكلف بعضهم ذلك - يريد المعارضة - فجاء بأمر فيه أدني شبهة ، لعظمت القصة على الأعراب وأشباه الأعراب .. ولكثر القيل والقال ، وان سورة واحدة وآيات يسيرة كانت أسرع في تفريق أتباعه [7]. وتبعه الباقلاني فذكر أنهم لو كانوا عارضوه بما تحداهم إليه لكان فيه توهين أمره ، وتكذيب قوله ، وتفريق جمعه ، وتشتيت أسبابه ، وكان من صدق به يرجع على أعقابه ويعود في مذهب أصحابه .. ورأى صاحب المغني : أن المعارضة لو وقعت لكان فيها اضطراب لنفوس أصحابه [8].

ولما لم يكن شيئاً من هذا قد حدث فإننا على يقين تام بأن العرب قد وقفوا أمام هذا التحدي موقف العاجز المهزوم ، وقد دفع هذا العجز بأهل الاستكبار منهم أن يصفوا هذا القرآن الكريم بقولهم : { هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ } كما في سورة الزخرف المكية آية : 30 ، وبقولهم : { إِنْ هَذَا إلا سِحْرٌ يُؤْثَرُ } كما في سورة المدثر المكية آية : 24 ، وذهبوا ينعتون هذا الرسول الذي جاءهم بما أعجزهم بقولهم : { إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ } كما في سورة يونس المكية آية : 2 ، وكذلك قولهم : { هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ } كما في سورة ص المكية آية : 4 ، وليس كل ذلك إلا لهزيمتهم وقصور قرائحهم أمام القرآن الكريم ، ومدى تأثيره العجيب في نفوسهم . . وقد ذهبوا يتواصون على عدم سماع القرآن والمشاغبة والتشويش عليه قائلين فيما بينهم : { لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ .. } فصلت : 26 ، ونلاحظ من هذه الآية الكريمة انهم أرادوا الغلبة من خلال عدم السماع لهذا القرآن ، وليس من خلال قبولهم التحدي لأنهم قد فهموا حقيقته وانه خارج عن مقدرتهم ، ولذلك لما قال البعض منهم على سبيل الكذب والوقاحة : { لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ } كان هو قول منهم بلا فعل ..

هذا ولقد كانت آيات التحدي تُقرأ في قوالب مختلفة من اللفظ والأسلوب - كما رأينا – ولو لم تكن تلك الآيات حقيقة واقعة في حياته - صلى الله عليه وسلم - لسارع كبار الصحابة من بعده والمؤمنون به وكتاب الوحي وكبار الحفظة القراء وقت جمع القرآن الكريم إلى إنكارها ورفضها ، كيف لا ، وقد ضحوا بأموالهم وأنفسهم شرقاً وغرباً في سبيل نشر هذا الكتاب الذي جاءهم به - صلى الله عليه وسلم - إذ لا مصلحة في تحمل الأذى في سبيل دين باطل يكذب عليهم …

ولقد كان هذا التحدي سبباً في إسلام الكثيرين، لأن القرآن الكريم بهذه الاستثارة للعقول والألباب والقلوب يدعو للتفكر في القرآن بشكل أكبر ، ويجعل الإنسان الشاك يتدبر أكثر و أكثر ، حتى يصل إلى النهاية المحمودة إذا كان ممن يبحث الحق متجرداً من الهوى [9].



وبجانب معجزة القرآن الكريم - أخي القارىء - هناك الكثير من المعجزات والآيات الحسية قد أظهرها الرسول صلى الله عليه وسلم وقد أشار إليها القرآن الكريم بكل وضوح كما في قوله تعالى في سورة الصافات الآية رقم 14 : " وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ .. وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ " وقوله في سورة القمر الآية رقم 2 : " وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ " وقوله في سورة الانعام الآية 25 : " وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا ..".

ففي هذه الآيات الكريمات نجد أن الـتعبير بـ ( وَإِذَا رَأَوْا آيَةً ) يدل بوضوح على انهم شاهدوا معجزة أو معاجز للنبي صلى الله عليه وسلم ، الأمر الذي اجمع عليه كافة علماء المسلمين المعتبرين في العالم ودلت عليه الروايات المتواترة أيضا . ومن المسلم به ان الآيات القرآنية سمعية وليست بصرية, وعليه لا يمكن ان يكون قوله تعالى : (( وَإِذَا رَأَوْا آيَةً )) عائد للآيات القرآنية , بالإضافة إلى ذلك فان التعبير بـ : (( سِحْرٌ مُبِينٌ و سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ )) يتناسب تماماً مع المعجزات وخوارق العادات , والواقع ان اتهامهم نبي الإسلام بالسحر , وترويجهم لهذه المسألة بشكل واسع يدل على انهم رأوا منه خوارق عادات ومعجزات . هذا ولو لم تكن تلك المعجزات حقيقة واقعة في حياته صلى الله عليه وسلم لتشكك المؤمنون في ذلك الوقت بالقرآن الكريم ولقالوا كيف يشير القرآن إلى معجزات لم نشاهدها وكيف نصدق ما لم يقع ؟ [10]



……………………………………………

……………………………

…………..



وأما عن استجابة الله له الدعوات فذلك معلوم بالتواتر من سيرته وأخباره وأحواله - صلى الله عليه وسلم - فمن ذلك على سبيل المثال :

يقول الله سبحانه وتعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا ". [ الأحزاب : 9 ]

فلقد تجمع الأحزاب - جماعات - من المشركين لقتال النبي ، وكان عددهم نحواً من عشرة آلاف ، مقابل ثلاثة آلآف مسلم فقط ، وتحالفوا مع اليهود القاطنين في شرق المدينة على حرب النبي وأصحابه ، وأشتد الحال على المسلمين الذين حفروا خندقاً بينهم وبين الكفار ، واستمر الكفار قريباً من شهر وهم يحاصرون المسلمين في المدينة .

فدعا النبي ربه أن ينصره على المتمالئين على الإسلام فقال : " اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ سَرِيعَ الْحِسَابِ اهْزِمْ الأَحْزَابَ اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ ". [11].

فاستجاب الله دعاء رسوله وأرسل على الأحزاب ريحاً شديدةً اقضّت مضاجعهم ، وجنوداً زلزلتهم مع ما ألقى الله بينهم من التخاذل فأجمعوا أمرهم على الرحيل وترك المدينة النبوية. وظل الرسول - صلى الله عليه وسلم - طوال حياته يسبح بحمد ربه ، فيقول في جل المناسبات : " لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده " . وعلمنا أن نردد ذلك في كل موطن …. إلى غير ذلك من الأدعية الكثيرة جدا، التي استجاب الله له فيها دعائه - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا لا يمكن أن يتيسر لكاذب، بل لا يكون إلا لصادق مؤيد من الله .

هذا ولو لم تكن تلك الحادثة قد وقعت لتشكك المسلمون آن ذاك في القرآن ، وربما ارتدوا عن دينهم، وقالوا : كيف نصدق ما لم يقع؟! إلا ان أمره صلى الله عليه وسلم كان يعلوا شيئاً فشيئاً وأتباعه يتزايدون حالاً فحالا …

وانظر أخى القارىء كيف تمنن عليهم بعد ذلك بقوله : " وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ". ( الاحزاب : 25 ) إذ قد صرف عنهم هؤلاء الاحزاب بالريح وكفاهم قتالهم ، وما نال المسلمين من الريح أذى مع قرب المسافة ، ولو لم تكن تلك الحادثة قد وقعت لما امتن بها عليهم ولا احتج بها والوليّ والعدو يسمع ، ولكان الأمر باعثا لتكذيب اتباعه له، وهذا لا يفعله عاقل فكيف بمن يدعي النبوة. صلى الله عليه وسلم .



وأما عن قولنا بأن الله حقق له النبوءات فالشواهد عليه ستأتي في الكلام عن الدليل الثاني.

وأما قولنا بأن الله لم يتوفاه حتى أكمل – عليه الصلاة والسلام – دعوته وختم رسالته ، وانتصر على كل من عانده ، فدليل ذلك ما يعرفه القاصي والداني من عاقبة أمره صلى الله عليه وسلم وكيف نال النصر والظفر والفتح والتمكين في الأرض ، وقال مخبراً عن ربه : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ ديناً " [ المائدة : 3 ] .

والمدهش انه - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر عن ربه وهو في مكة عندما كان يواجه الأذى من قومه في سبيل تبليغ رسالة الله للناس بأن النصر و العاقبة ستكون له ، أخبر عن ذلك على سبيل الجزم والقطع والمسلمون قلة قليلة آن ذاك ، فنجد في الآية التاسعة والأربعين من سورة هود المكية : " تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ " .

هذه الآية جاءت تعقيباً على قصة نوح عليه السلام مع قومه ، التي انتهت بإغراق الكافرين بالطوفان ، وإنجاء نوح وأتباعه المؤمنين في السفينة ، ثم إنزالهم الأرض بعد الطوفان ، لاستئناف الحياة من جديد. فجاء التعقيب على ذلك بقوله تعالى : " تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ " .

يقول الله لرسوله محمد : " ، فالعاقبة لك كما كانت لنوح في هذه القصة . والفاء في قوله : " فاصبر " لتفريع ما قبلها لما بعدها . قال السعدي رحمه الله " : فستكون لك العاقبة على قومك، كما كانت لنوح على قومه. وهو ما تم بالفعل .فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ " أي : فاصبر يا محمد على أذاهم

والأدهش من ذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - قد خاطب قومه أيضاً من خلال القرآن الكريم وهو في مكة قبل الهجرة بأنه لو كان كاذباً على الله في دعواه النبوة فسوف لن يدعه الله بل سيقصمه ويهلكه ، فنجد في سورة الحاقة المكية النزول : " وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ، لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ، ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ". [ الحاقة : 44 - 45 ] وعلى الرغم من انه - صلى الله عليه وسلم - قد تعرض بسبب دعوته الإسلامية إلى كثير من المواقف الحرجة جداً التي أصبحت فيها حياته قاب قوسين أو أدنى من القتل والموت ، إلا أنه يخرج منها سالماً وكأن الله سبحانه وتعالى وبإصرار شديد لا يريد لمدعي النبوة هذا إلا أن يكمل دعوته ويختم رسالته !

خذ على سبيل المثال الموقف المميت الذي تعرض له في معركة أحد .. وقبل ذلك إجماع المشركين على قتله ليلة الهجرة ، ثم تعقبهم له إلى الغار .. وموقفه البطولي يوم حنين .. وكلها شواهد تاريخية مشهورة معروفة .. فلا مناص اذن من القول ان محمد - صلى الله عليه وسلم - كان يعمل فى ظل حماية الله و رعايته ..



وأرى أنه من الروعة أن نقارن كل ذلك مع الوعد الذي أخبر به النبي عن ربه وهو في مكة يوم لم تكن للإسلام القوة والمنعة بعد ، المتمثل في قوله تعالى : " وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ". ( الاسراء : 60 ) قال الطبري في تفسيره : " يقول جل ثناؤه : واذكر يا محمد إذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس قدرة , فهم في قبضته لا يقدرون على الخروج من مشيئته , ونحن مانعوك منهم , فلا تتهيب منهم أحدا ". وأيضاً قوله سبحانه وتعالى : " وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ". ( الطور : 48 ) أي انك بمرأى منا نراك ونحفظك .





والحق ان دليل إقرار الله له ولدعوته - صلى الله عليه وسلم - هو دليل عقلي يخاطب العقول إن كانت تَعِي !



ثانياً: وعوده المستقبلية الصادقة :

لقد جاء محمد - صلى الله عليه وسلم - بكتاب يُخبر فيه عن الله بوعود مستقبلية ستـقع ، وبالفعل تحققت هذه الوعود وسمح الله لها أن تقع تصديقاً وتأييداً لنبوة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم .

ومن هذه الوعود ما تحقق في حياته صلى الله عليه وسلم .

ومنها ما تحقق بعد وفاته صلى الله عليه وسلم .

وقد جاءت هذه الوعود لتعلن عن أخبار مستقبلية وتجزم بأحداث قادمة كما يلي :



الوعد الجازم بنصرة الله للرسول والتمكين له :

لقد كان النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - يتوعد قريشاً قبل هجرته وهو بمكة والمسلمون آن ذاك قلة قليلة بينهم ، يتوعدهم بنصر الله له وظهوره عليهم ، فكان يتلـو عليهم من سورة القمر المكية ، ما أنزل الله بالأمم ، أمة أمة إلى أن قال لهم : " أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ ، أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ ، أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ ، سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ". ( القمر : 43 )

وتلا عليهم من سورة الدخان المكية متهدداً لهم ومتوعداً ومنذراً لهم ما حل بأشباههم ونظرائهم من المشركين كقوم تبع حيث أهلكهم الله عز وجل وخرب بلادهم وشردهم في البلاد وفرقهم شذر مذر ، فقال : " أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ". ( الدخان : 37 )

وتلا عليهم من سورة هود المكية ما جاء من قصة نوح عليه السلام مع قومه ، وكيف أن العاقبة كانت له ، فجاء التعقيب على ذلك بقوله سبحانه وتعالى : " تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ " . ( هود : 49 ) أي فستكون لك العاقبة على قومك، كما كانت لنوح على قومه في هذه القصة.

وتلا عليهم من سورة ابراهيم المكية فقال : " أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ … إلى قوله : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ، وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ .. " ( ابراهيم : 9 )



وبعد أن هاجر عليه الصلاة والسلام الى المدينه المنورة ، أعاد هناك توعده أيضاً لكفار أهل الكتاب وغيرهم من مشركي العرب بنصر الله له وظهوره عليهم ، فقرأ عليهم من سورة آل عمران قول الله سبحانه وتعالى : " قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ". ( آل عمران : 12 ) أي قل يا محمد لهؤلاء الكفار من اليهود وغيرهم ستغلبون أي في الدنيا وتحشرون أي يوم القيامة إلى جهنم وبئس المهاد.



وقرأ عليهم من سورة الانفال متوعداً ومنذراً : " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ..". ( الانفال : 36 )



ثم أخبر عليه الصلاة والسلام عن أولئك المتربصين له من يهود ونصارى وغيرهم من مشركي العرب بأنهم مهما فعلوا فلن يستطيعوا أن يطفئوا نور دعوته الربانية ، فقرأ من سورة الصف قول الله سبحانه وتعالى : " يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ". ( الصف : 8 )



ولقد صدق الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - فيما أخبر به عن ربه ، فلقد انتصر في النهاية على كل من وقف في وجه دعوته ، فعاد إلي مكة فاتحاً منتصراً كما يعلم الجميع ، فصارت له الكلمة وكانت له العقبى كما قال و أخبر … فلك اللهم ربنا الحمد على هذه المواعيد الصادقة.



الوعد الجازم باستخلاف النبي وأصحابه في الأرض :

تحقق وعد الله سبحانه وتعالى باستخلاف النبي وأصحابه في الأرض وأن يبدلهم من بعد خوفهم أمناً وقد جاء هذا الوعد في وقت كان المؤمنون فيه قلقين خائفين لا يبيتون إلا بالسلاح كما سيأتي ، فأنزل الله وعده العظيم لهم بقوله كما في سورة النور آية : 55 : " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ".

أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن البراء في قوله تعالى : " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ .. " قال : فينا نزلت ونحن في خوف شديد.

وأخرج ابن المنذر والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وآوتهم الأنصار رمتهم العرب عن قوس واحدة ، فكانوا لايبيتون إلا في السلاح ولا يصبحون إلا فيه فقالوا : أترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله تعالى؟! فنزل قوله تعالى : " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض .. " .

وهو ما تم بالفعل ، فقد استخلف الله المسلمين ، ومكن لهم دينهم ، وأبدلهم بالخوف أمناً ، فأيةُ آية أو نبوة أصح وأبين من هذه؟! وقد كان القرآن من مكة يقص على المسلمين من أنباء الرسل ما يثبت به الأفئدة ويعدهم الأمن والنصر الذي كان لمن قبلهم : " وَكُلا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ( هود : 120 ) " وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمْ الْمَنْصُورُونَ ، وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ". ( الصافات : 172 )

وهم في هذه الأوقات العصيبة ينبئهم القرآن بما سيكون لهم من النصر والغلبة علاوة على الأمن والإطمئنان فما هذا؟ أحلام وأماني؟ لا ، بل وعد مؤكد بالقسم : " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ .. "

فانظر كيف جاء تأويلها على أوسع معانيها في عصر الصحابة أنفسهم الذين وقع لهم خطاب المشافهة في قوله ( مِنْكُمْ ) فبدلوا من بعد خوفهم أمناً لا خوف فيه ، واستخلفوا في أقطار الأرض … فسبحان من أنزل هذه المواعيد الصادقة.







ثالثاً : الحقائق العلمية :

بالرغم من أن محمداً - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عاش في بيئة وزمن عُرف بندرة العلم وندرة الأدوات العلمية ، إلا أنه جاء بكتاب قد حفل بالكثير من الحقائق العلمية التي لم يكتشفها العلم إلا في العصر الحديث ، وليرجع القارىء الكريم إلى مقال ( الحقائق العلمية في القرآن الكريم ودلالتها على ) الموجود على الموقع.مصدره الرباني



رابعاً : نشأته في بيئة أمية وإتيانه بعلوم إلهية :

فإذا أضفنا إلى كل ما سبق أن هذا القرآن بما احتواه من علوم ومعارف مختلفة : إلهية - علمية - تشريعية - تربوية - اقتصادية .. الخ قد أتى به رجل نشأ كما يعرف القاصي والداني مع بني قومه في اواسط جزيرة العرب ، في بيئة بدوية من الأعراب ، اتصفت بالأمية ، قبل 1400 عام .. فنحن إذن أمام معجزة حقيقية لا يجادل فيها إلا مكابر معاند مستغلق المشاعر … فإن كنت - أخي القارىء - في شك من ذلك فالتبحر التفكير بعقلك إلى ذلك الزمن متخيلاً نفسك في تلك البادية متحرياً حال البدويين. لتخرج بفائدة عظيمة ألا وهي ان هذا الكتاب بما احتواه من علوم ومعارف لا يمكن أن يكون نتاج تلك البيئة إلا بوحي إلهي ..



خامساً: هل يعقــل ؟!! :

محمد صلى الله عليه وسلم رجل أثارت دعوته إلى التوحيد حفيظة المشركين وحميتهم بحيث شكلوا خطراً حقيقياً على حياته منذ اللحظة الأولى التي جهر فيها بدعوته، وكلنا يتذكر الاضطهاد والأذى اللذان تعرض لهما فترة إقامته بمكة، وكذلك إجماع المشركين على قتله ليلة الهجرة، كما لم تكن حياته، صلوات الله وسلامه عليه، في المدينة المُنورة بعد الهجرة أكثرُ أمناً ولا أرغد عيشاً فقد أثارت دعوته حقد اليهود ومكرهم، حيثُ تشابكت أيدي اليهود والمشركين فشكلوا خطرا مُزدوجاً على حياة هذا النبي الكريم، وكثُرت المؤامرات الهادفة إلى اغتياله كتلك التي حاول اليهود فيها إلقاء صخرة عليه وهو في زيارة لحيَهم ، كما حاولوا تسميمه عن طريق إطعامه بعضاً من شاة مسمومة أثناء زيارته لخيبر، ولا ننسى غزوة الأحزاب التي اتحد فيها المشركون واليهود لمحاربة الإسلام واستئصاله، وغيره كثير من المؤامرات الهادفة للقضاء عليه وعلى دعوته.

لا يُمكن لعاقل أن يُصدق أن رجل مثل محمد، صلى الله عليه وسلم، والذي انشغل بدعوة الناس دعوة عملية .. وانشغل بأعدائه … وانشغل بتأسيس الدولة الإسلامية … وانشغل بفتوحاته المقدسة … رجل عانا في حياته الخاصة، لا يُمكن لعاقل ان يُصدق أن هذا الرجل استطاع في ظل هذه المحن والمشاغل أن يأتي بكتاب يتناول فيه جوانب مختلفة من العلوم والمعارف البلاغية والأدبية ، والتربوية ، والتشريعية ، والعلمية ، وغير ذلك. لا يمكن لعاقل أن يتخيل أن كل هذا من نتاج فكر رجل عاش حياة كتلك التي عاشها محمد صلى الله عليه وسلم … لقد كانت حياته مليئة بالمحن والمشاغل التي تتطلب انشغال الذهن بأمور بعيده كل البعد عن الإخبار عن حقائق علمية أو التأسيس لمناهج تربوية ... لكنه الله سبحانه وتعالى الذي علم رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - وأوحى إليه ما أوحى ..



سادساً : مخالفة القرآن لطبع الرسول ، وعتابه له :

ان من أدلة صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - ما نجده من مخالفة القرآن الكريم لطبع الرسول ، و عتابه له في المسائل المباحة ، وأخرى كان يجيئه القول فيها على غير ما يحبه ويهواه ؛ فيخطئه في الرأي يراه ، ويأذن له في الشيء لا يميل إليه كقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ". [التحريم:1] وقوله تعالى : " وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ". [ الأحزاب : 37 ] وقوله : " عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ". [التوبة : 43 ] وقوله : " عَبَسَ وَتَوَلَّى . أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى " [ عبس :5-10 ] .

أيُعقل أن يؤلف محمد - صلى الله عليه وسلم - الكتاب ثم يوجه العتاب إلى نفسه ؟

ألم يكن له في السكوت عنها استبقاء لحرمة آرائه ؟ بل إن هذا القرآن لو كان يفيض عن وجدانه , لكان يستطيع عند الحاجة أن يكتم شيئاً من ذلك الوجدان ، و لو كان كاتماً شيئاً لكتم أمثال هذه الآيات ، و لكنه الوحي لا يستطيع كتمانه { وما هو على الغيب بضنين } [ التكوير الآية : 24 ] .
وقد أقر بهذا الدليل بعض المستشرقين ، مثل المستشرق (ليتنر) حيث قال : مرة أوحى الله إلى النبي وحيا شديد المؤاخذة ؛ لأنه أدار وجهه عن رجل فقير أعمى , ليخاطب رجلا غنيا من ذوي النفوذ، وقد نشر ذاك الوحي، فلو كان محمد كاذبا - كما يقول أغبياء النصارى بحقه - لما كان لذلك الوحي من وجود [12].



سابعاً: مآثر لا يمكن أن تجتمع إلا لنبي مؤيد من الله :

لقد اجتمعت في النبي - صلى الله عليه وسلم - مآثر عظيمة مجموعها يدلك على صدق نبوته ، وهي كالآتي :

- كان نبياً يتنبأ كما مر معنا في الدليل الثاني.

- وسياسياً ناجحاً بنى أساس أمة و دولة من لا شيء ، من قبائل و شراذم متفرقة لا تعرف إلا الثأر و التفاخر بالاحساب و الأنساب.

- ومشرعاً وضع قانوناً يشمل الأحوال الشخصية والعقوبة الجنائية والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

- وقائداً عسكرياً ناجحاً وهو ما اقر به خصومه إذ يقول القس يوسف درة الحداد و هو من اعتي خصوم الإسلام : " كان محمد عبقرية عسكرية و من أعظم قواد العالم العسكريين فى التصميم و التنفيذ .. و هو يقود الغزوات و الحملات بذاته يعرف كيف يهيىء الحملة و كيف يقودها و كيف يعود منها غالبا و كيف ينقلب مغلوبا , و التصرف في حال الهزيمة ابرع من نشوة الظفر , يتوسع بالجهاد كلما ازداد قوة , و لا يعلن عن أهدافه إلا متى حان وقتها. يعرف كيف يستشير و كيف يأخذ برأي صائب , و كيف يفرض رأيه في الظرف الحاسم و لو خالف رأى زعماء الصحابة كما حدث في أسرى بدر و صلح الحديبية و غزو تبوك و يكون هو بذاته الأسوة الحسنة في المعركة ، فلولا موقفه البطولي في هزيمة أُحد [13] , وحصار المدينة [14] لقضي على الإسلام , و لولا موقفه الجريء في معركة حنين لخسر فتح مكة و نصر الإسلام " .

- وكان صلى الله عليه وسلم إدارياً موفقاً [15] .

- ومُعلماً دينياً.

- وربانياً عابداً [16].

- ولُقب بالأمين فكان مثلاً أعلى في الخلق الكريم [17].

- وفوق هذا و ذاك هو صاحب معجزة عقلية بيانية ألا وهي القرآن الكريم كما مر معنا في الدليل الأول .

من ذا يسامى هذه المآثر أو يظفر بمثل هذه المنزلة ؟
لقد كان الاسكندر فاتحا عسكرياً مظفراً , و تتلمذ على يد أعجوبة البشرية أرسطو و لكنه لم يكن المشرع و لم يكن النبي ..
و كان أعجوبة البشرية أرسطو فريداً في الفلسفة و المنطق و الآداب و العلوم , و لكنه لم يكن رجل الدولة و لا رجل الدين و لا القائد العسكري . و كان قيصر رجل دولة و رجل سياسة و آداب و قائداً منتصراً , و لكنه لم يكن رجل الدين أو المشرع … وكان نابليون رجل دولة و رجل سياسة و قائداً عسكرياً و مشرعاً , و لكنه لم يكن صاحب الدين أو رجل اللغة و الأدب أو المثل الأعلى في الأخلاق .
و كان كل من شكسبير و جوته علما من أعلام الأدب و الشعر و المسرح و لكنهما كانا أصفاراً في السياسة و التشريع و القيادة العسكرية أو الرسالة الدينية .

أين كل هؤلاء الآن وما هو تأثيرهم وأين نبي الله محمد ومدى تأثيره !!!!!
ان الشخصية الباهرة غير العادية للرسول قد فرضت نفسها .. و كل هذا يصدر من عربي .. فإذا لم يكن هذا وحياً و إذا لم يكن محمد نبياً فان البديل الوحيد هو أن يكون محمد كما كان يرى اليونان و الرومان إلهاً أو نصف اله ! [18]

ثامناً : عاش بين أصحابه وأهله وزوجاته :

لقد عاش محمد ( ص ) بين أصحابه وأهله وزوجاته ، لذلك لم تكن تصرفاته تخفى على أحد ، فكان كالكتاب المفتوح بينهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم ..

وقد تنبه لذلك ( الكاتب الإنكليزي هـ. ج ويلز ) حين قال : ان من أدفع الأدلة على صدق محمد كون أهله واقرب الناس إليه يؤمنون به، فقد كانوا مطلعين على أسراره، ولو شكوا في صدقه لتركوا الإيمان به. قلت : ولتركوا التضحية بالموت من أجل دعوته. خصوصا وانهم عاشوا معه فترات كان الإسلام فيها ضعيفاً ، لم يكن له مال يبذله لهم ولا سيف يخيفهم به.

يقول ( ميخائيل طعمه ) : لو لم يكن خلق محمد عظيماً لأنقلب عليه محيطه ، ولو لم يكن خلق محمد عظيماً لضعف أمام ما اعترضه من العقبات ، .. ولما قوي على إحداث ما أوجده من الانقلاب العظيم ، فبدل الضلال بالهدى ، والجهل بالعلم والهمجية بالمدنية [19] .

ولقد عايش الصحابة رضوان الله عليهم صفة الصدق فيه - صلى الله عليه وسلم - فلولا صدقه - صلى الله عليه وسلم - لما استمر الصحابة رضوان الله عليهم في دعوته باذلين من أجلها المال والنفس والتضحية .

abdullah99
09-14-2010, 03:04 AM
السلام عليكم
شكراً أخي على الموضوع الجيد و الذي يستحق الرفع
أخي الكريم أعلم حفظك الله أنني قد تركت الإسلام لفتره طويلة ولم أقراء القران خلالها وقد عدت إلى الاسلام من جديد بفضل الله ثم بفضل قرائتي للقران

هذا القران أقوى حجة من كلام جميع البشر عالمهم وجاهلهم
هذا القران رحمة للبشرية ولكن الكثير من العالمين يجهله
وكما قيل الجاهل عدو نفسه

شكراً لك مره أخرى

shahid
09-14-2010, 11:14 AM
شكرا لك الاخ الكريم انا المسلم على هذا الموضوع الرائع .
الذي يقول ان محمدا صلى الله عليه وسلم لم يكن مرسلا من ربه فهو لا يعرف القرآن ولا محمد ولا قريش . واقرب مثال قوله تعالى (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ) فلو كان من عند محمد لما كتب هذه الآية ، لانه ربما استجدت مشكلة بعد هذه الآية واستدعت معالجتها قرآنيا فيتعذر ذلك ، فما الذي يجعل محمدا يثق في انه لن تحدث مشكلة ؟
ومثال آخر سورة المسد ( تبت يدا ابي لهب وتب ) ماذا لو اسلم ابولهب تنكيلا بالرسول ؟ اليس هذا كفيلا بالقضاء على دعوته ؟ .
ثم مثال ثالث : علمنا انه صلى الله عليه في حجته كان يقول : خذوا عني مناسككم فلعلي لا القاكم بعد عامي هذا ) فما الذي يدعوه الى التلويح بهذا القول الخطير ؟ هل لديه اتفاق مسبق مع الموت ؟ فنحن نعلم انه من يحج آنذاك فهو في كامل صحته واوج عافيته فلماذا مثل هذا القول ؟
ضف الى ذلك انه بعد رجوعه الى المدينة في ذلك العام لوح مرارا بأن عامه هذا سيرتفع الى لقاء ربه !! بل صرح سرا للمقربين !! فمن اين له بهذا اليقين ؟ ثم ثبت انه حتى أخر ثانية في حياته كان يوصي بالتمسك بهذا الدين !! فماذا يستفيد انسان وهو على شفا الموت من ان يتمسك غيره بهذا الدين وهو يعلم انه من قريحته وبنات افكاره ؟!!؟ اليس كان من الاليق ان يقول : لقد دوخت العرب اجمعين ولعبت بهم وفعلت ما لم يفعله احد . ؟ .
سبحان الله عجبي ممن يسمع القرآن ثم لايؤمن !!! ( ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ، ونذرهم في طغيانهم يعمهون ) اللهم اعوذ بك من الضلالة بعد الهدى .

حامي الحمى
09-14-2010, 03:32 PM
مجهود جبار يا اخي
بارك الله فيك

انا المسلم
09-16-2010, 10:55 PM
السلام عليكم
شكراً أخي على الموضوع الجيد و الذي يستحق الرفع
أخي الكريم أعلم حفظك الله أنني قد تركت الإسلام لفتره طويلة ولم أقراء القران خلالها وقد عدت إلى الاسلام من جديد بفضل الله ثم بفضل قرائتي للقران

هذا القران أقوى حجة من كلام جميع البشر عالمهم وجاهلهم
هذا القران رحمة للبشرية ولكن الكثير من العالمين يجهله
وكما قيل الجاهل عدو نفسه

شكراً لك مره أخرى

شكرا اخي الكريم علي مرورك

واقسم بالله لو ان كل عاقل قرا القران بحثا عن الحق لا تفتيشا عن شبهات لوجد الحق ناصعا واضحا امامه ولكنها المكابرة
والعند

حامي الحمى
09-17-2010, 01:11 AM
قَدۡ كَانَتۡ ءَايَـٰتِى تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَكُنتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَـٰبِكُمۡ تَنكِصُونَ (٦٦) مُسۡتَكۡبِرِينَ بِهِۦ سَـٰمِرً۬ا تَهۡجُرُونَ (٦٧) أَفَلَمۡ يَدَّبَّرُواْ ٱلۡقَوۡلَ أَمۡ جَآءَهُم مَّا لَمۡ يَأۡتِ ءَابَآءَهُمُ ٱلۡأَوَّلِينَ (٦٨) أَمۡ لَمۡ يَعۡرِفُواْ رَسُولَهُمۡ فَهُمۡ لَهُ ۥ مُنكِرُونَ (٦٩) أَمۡ يَقُولُونَ بِهِۦ جِنَّةُۢ‌ۚ بَلۡ جَآءَهُم بِٱلۡحَقِّ وَأَڪۡثَرُهُمۡ لِلۡحَقِّ كَـٰرِهُونَ (٧٠) وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلۡحَقُّ أَهۡوَآءَهُمۡ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَـٰوَٲتُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّ‌ۚ بَلۡ أَتَيۡنَـٰهُم بِذِڪۡرِهِمۡ فَهُمۡ عَن ذِكۡرِهِم مُّعۡرِضُونَ (٧١) أَمۡ تَسۡـَٔلُهُمۡ خَرۡجً۬ا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيۡرٌ۬‌ۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٲزِقِينَ (٧٢) وَإِنَّكَ لَتَدۡعُوهُمۡ إِلَىٰ صِرَٲطٍ۬ مُّسۡتَقِيمٍ۬





أَلَمۡ تَكُنۡ ءَايَـٰتِى تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَكُنتُم بِہَا تُكَذِّبُونَ (١٠٥) قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتۡ عَلَيۡنَا شِقۡوَتُنَا وَڪُنَّا قَوۡمً۬ا ضَآلِّينَ (١٠٦) رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡہَا فَإِنۡ عُدۡنَا فَإِنَّا ظَـٰلِمُونَ (١٠٧) قَالَ ٱخۡسَـُٔواْ فِيہَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (١٠٨) إِنَّهُ ۥ كَانَ فَرِيقٌ۬ مِّنۡ عِبَادِى يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَا وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلرَّٲحِمِينَ (١٠٩) فَٱتَّخَذۡتُمُوهُمۡ سِخۡرِيًّا حَتَّىٰٓ أَنسَوۡكُمۡ ذِكۡرِى وَكُنتُم مِّنۡہُمۡ تَضۡحَكُونَ (١١٠) إِنِّى جَزَيۡتُهُمُ ٱلۡيَوۡمَ بِمَا صَبَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡفَآٮِٕزُونَ (١١١) قَـٰلَ كَمۡ لَبِثۡتُمۡ فِى ٱلۡأَرۡضِ عَدَدَ سِنِينَ (١١٢) قَالُواْ لَبِثۡنَا يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمٍ۬ فَسۡـَٔلِ ٱلۡعَآدِّينَ (١١٣) قَـٰلَ إِن لَّبِثۡتُمۡ إِلَّا قَلِيلاً۬‌ۖ لَّوۡ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (١١٤) أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَـٰكُمۡ عَبَثً۬ا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ (١١٥) فَتَعَـٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّ‌ۖ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡڪَرِيمِ (١١٦) وَمَن يَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَ لَا بُرۡهَـٰنَ لَهُ ۥ بِهِۦ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ ۥ عِندَ رَبِّهِۦۤ‌ۚ إِنَّهُ ۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلۡكَـٰفِرُونَ (١١٧) وَقُل رَّبِّ ٱغۡفِرۡ وَٱرۡحَمۡ وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلرَّٲحِمِينَ (١١٨)

شاكوشي
09-19-2010, 12:10 AM
مجهود جبار يا اخي
بارك الله فيك

(...)

عندما تتعلم احترام الآخرين سيُسمح لك بالحوار
مربوط في مُتحف أم قشعم لمدة سبع أيام
مشرف 3

niels bohr
09-19-2010, 12:36 AM
(...)
يا ريت تحترم نفسك.

(...)
وطبعا المثقف الواعي هو حضرة جنابك ومعك باقي الملحدين؟:):

فهو يورد أقوال بعض الغربيين للتدليس بأن جميعهم كذلك .. ولو سقنا لكم ما قاله المفكرون الغربيون لما سمحت الإدارة به
وستحذفه مباشرة وتوقفني كما فعلت عدة مرات
نعلم أن هناك من الكتاب الغربيين من كال للإسلام كل ما هو موجود بقاموس الشتائم, فلسنا منتظرينك يا عزيزي لتخبرنا بهذا. ولم يقل أحد بتاتا أن كل الغربيين على رأي واحد من الإسلام, أو من المسيحية, أو من الإلحاد! لكن النقد ممن يختلف عنك أمر طبيعي ومتوقع, أما المدح والثناء فله قيمة كبيرة لو تعلم. فاتعظ.:emrose:

تحياتي.:hearts: