المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقترح لقواعد عامة فى فهم إعجاز القرآن الكريم



أبو جهاد الأنصاري
08-20-2005, 02:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى هذا القسم سأحاول جاهداً
أن أضع مقترحاً لبعض القواعد المهمة
فى فهم مسألة الإعجاز فى القرآن الكريم
أدعو المولى سبحانه وتعالى أن يوفقنى.
وبداية أنبه على مسألة فى غاية الأهمية
وهى أن هذا المقترح من إعدادى واجتهادى الخاص
ومن خلال فهمى أثناء مطالعاتى فى مسألة أعجاز القرآن الكريم.
استنتجتها : استقراءاً أو استنباطاً.
وهى مطروحة لجميع الأخوة لمناقشتهاوإبداء الرأى حولها.
حتى لا نقول على الله من غير.
فإن كان منه شئ صواب ، فهو من توفيق الله ومنته.
وإن كان منه شئ خطأ فمن نفسى والشيطان.
وأنا منه برئ ، وعنه راجع ، فى حياتى وبعد مماتى.
والله - وحده - المستعان.

أبو جهاد الأنصاري
08-21-2005, 09:59 PM
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
أعتذر لأخوانى لتأخرى عن إرسال المشاركةالأولى فى هذا القسم.
وذلك لانشغالى - حالياً - فى كتابة رد الشبهة حول مسألة تأخر كتابة السنة النبوية
وسوف أشرع فى إرسال أول مشاركة لهذا القسم فور الانتهاء من رد هذه الشبهة بإذن الله تعالى.
وللمهتم بقضية جمع السنة إليك الرد عليها فى هذا الرابط .
http://eltwhed.com/vb/showthread.php?p=20482#post20482
والله المستعان

أبو جهاد الأنصاري
08-22-2005, 06:22 PM
هذا القسم للمسلمين فقط
وليس للمحاورات الإلحادية

قواعد عامة فى فهم إعجاز القرآن الكريم

القاعدة الأولى
القرآن معجزة إلهيـــة
ومعنى الإعجاز أنه لا يستطيع أحدٌ – مهما بلغ – أن يأتى بمثله.
والمثلية على وجهين:-
(أ) مثلية ذات :
أى أن هذا القرآن هو من عند الله ، ولن يستطيع أحد أن يأتى بكلام (مثله من عند الله).
وهذا أكبر دليل على صدق النبوة.
قال تعالى : (قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (50) ) [القصص]
وكونه من عند الله يوجب على من آمن به التمسك الكامل بكل ما جاء به ، تمسكاً مطلقاً.
(ب) مثلية صفات :
أى أن أحداً لن يستطيع أن يأتى بكلام على نسق مثل نسق القرآن. وهذا ما يختص به الإعجاز البلاغى فى القرآن.
وحتى تكون المسألة واضحة فى أمر الإعجاز البلاغى فهناك ضابط مهم جداً ومقياس حقيقى لهذه المسألة وهى :-
( أنه لو أزيلت كلمة أو حرف من القرآن الكريم ، ثم دارت عليه لغة العرب جمعاء لتأتى بكلمة أو حرف آخر أفضل أو مثله لما وجد).
(ولو تغير حرف واحد من القرآن عن غير موضعه : إثباتاً أو نفياً ، تقديماً أو تأخيراً ، تذكيراً أو تأنيثاً ، إفراداً أو تثنية أو جمعاً ، لاختل المعنى ولاختل الإعجاز منه).
وبمعنى آخر ....
(أن الإعجاز البلاغى فى القرآن الكريم قاعدته الأساسية هو أنه [ لا يستدرك عليه فى لفظه أو معناه ] ، بخلاف كلام البشر جميعاً الذى يستدرك عليه لفظاً ومعنى).
وهذا ما أعجز العرب ، ذلك أنهم كانوا يتبارون ويتنازلون فى ميدان الفصاحة ، بأن يعبر كل منهم عن أفكاره بألفاظ معينة مصاغة فى أبيات شعرية ، فيأتى آخر فيعبر عنها بألفاظ أفصح ، ثم يأتى ثالث ، فيستدرك على سابقيه بعض الأخطاء ويضيف بعض التحسينات ... وهكذا.
أما القرآن فقد انكسرت عنده هذه القاعدة (أقصد قاعدة الاستدراك على الكلام البشرى) ولم يعارضوه ولم يستدركوا عليه شيئاً البتة.
ومثلية الصفات تكون على أحد ثلاث مستويات:-
(1) مثلية فى أغلب الصفات.
(2) مثلية فى بعض الصفات.
(3) مثلية فى أهم صفة منه.
وهذا جميعه منتفى فى حق كلام الله. فلن يحدث أن يأتى كلام بشرى يضارع القرآن فى أى شئ منه. ولو لن يستطيع هذا الكلام الذى يظن صاحبه أن يعارض به القرآن أن يسير على وتيرة واحدة يصاغ فيها أفكاره دون حدوث تناقض أو خلل صريح.
وسيأتى – إن شاء الله تعالى - مزيد بيان وتفصيل عند الحديث عن الإعجاز البلاغى فى القرآن الكريم.
[والله المستعان وهو وحده من وراء القصد]

أبو جهاد الأنصاري
08-24-2005, 12:01 PM
القاعدة الثانية
القرآن معجزة عامة
فالقرآن الكريم معجزة عامة لكل البشر بل للثقلين جميعاً ، الإنس والجن.
فالدليل على كونه معجز للإٌنس والجن.
قوله تعالى : (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) ) [الإسراء]

أبو جهاد الأنصاري
08-24-2005, 12:12 PM
القاعدة الثالثة
القرآن معجزة شاملة
فالقرآن معجزة شاملة لكل زمان ولكل مكان.
فليس إعجازه قاصراً على قوم بعينهم (كالعرب مثلاً).
ولا على زمان بعينه ( كزمان النبى صلى الله عليه وسلم ) مثلاً.
بل إعجازه قائم فى كل مكان وقائم ما قام الزمان.
قال تعالى : (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ) [الأعراف : 158]
وقال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)[الحج : 107]
وكونه نزل على العرب وبلغتهم ، ليس هذا دليلاً على الخصوصية.
ولكنه دليل على التحدى والإعجاز.
ذلك أنهم هم الذين بلغوا فى ميدان الفصاحة قمته بين البشر جميعاً.
فلو كان نزل على غيرهم ما كان لإعجازه معنى ، ولا كان لتحديه قيمة.
وهذا على غرار تحدى سيدنا موسى - صلى الله عليه وسلم - للسحرة ، وتحدى سيدنا عيسى - صلى الله عليه وسلم - لقومه وقد برعوا فى الطب.

أبو جهاد الأنصاري
08-24-2005, 12:22 PM
القاعدة الرابعة
إعجاز القرآن قائم ولا يزال
فمعجزة القرآن مستمرة عبر كل العصور حتى يرفعه الله - سبحانه - من الصدور والسطور.
ولن ينتقض ما به من إعجاز أبداً.
والدليل قوله تعالى :
(قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) ) [الإسراء : 88]

أبو جهاد الأنصاري
08-24-2005, 12:28 PM
القاعدة الخامسة
تعدد وتنوع وجوه الإعجاز فى القرآن الكريم
فللقرآن الكريم وجوه إعجازية عدة. منها ما عرفناه. ومنها ما لم نعرفه بعد.
فمما عرفناه وأظهره الله لنا :
1- الإعجاز البلاغى.
2- الإعجاز الغيبى.
3- الإعجاز التشريعى.
4- الإعجاز العلمى ( الفلك - الطب - ................ إلخ).
5- الإعجاز الرقمى.
..........
والدليل قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا (54)) [الكهف]

سيف الكلمة
08-25-2005, 09:50 PM
أرى مؤشرات لإعجاز فى نظام الحكم
وقد دخل ضمن إطار الإعجاز التشريعى

قد يخلط البعض بين الشورى والديموقراطية
الشورى حكم الصفوة من أهل العلم يختارون أفضلهم علما وقدرة على الإمارة
والديموقراطية التى يتغنون بها وفق مسماها حكم الشعب
ولم يحدث أبدا أن كان الحكم للشعب
فهو حكم فئة تعتبر نفسها صفوة المجتمع
هى التى تشكل لجان الموافقة على تشكيل الأحزاب ولا تسمح بحزب معارض معارضة حقيقية كحزب إسلامى مثلا
وهى التى يخرج منها قيادات الأحزاب المختلفة وتقود الأحزاب
وهى التى تتكون منهم البرلمانات ويضمنون بالإختيار ما يكفى لترجيح كفة الحزب المرغوب وجوده على قمة الحكم
والأدلة كثيرة على أن الديموقراطية حكم صفوة فكر بعينه
كما أن الشورى فى الإسلام حكم الصفوة المؤمنة
والفارق الحقيقى فى :
1) الإسلام لا يكرس الكذب والخديعة فهو يتطلب حكم الصفوة المؤمنة فى مقابل أن الأمم الديموقراطية تكذب بالقول بحكم الشعب وتكرس حكم الصفوة العلمانية ولذلك جميع النظم السياسية عدا الحكم الإسلامى تقول أنها ديموقراطية وكلها كاذبة
2) إذا سمح بحيز محدود فى القرار الشعبى قد يكون حكم الشعب خاطئا كما حدث فى ولاية إمريكية بإباحة زواج المثل بقرار من البرلمان بما يخالف حكم الله ويخالف صالح المجتمع وفى مقابل ذلك اختيار الحاكم فى الإسلام بالشورى يهدف إلى الحكم بما أنزل الله

أبو جهاد الأنصاري
08-26-2005, 05:57 PM
جزاك الله خير أخانا سيف الكلمة
كلامك صحيح
فضلاً عن أن يزعمونه بمسمى الديمقراطية يدخل ضمن شرك الحاكمية. والعياذ بالله.
وسوف يأتى إن شاء الله بعض القواعد فى مسألة الإعجاز التشريعى عندما ننتهى من وضع القواعد العامة.
وأعتذر للتأخر فى استكمال باقى القواعد لضيق الوقت.

أبو جهاد الأنصاري
08-26-2005, 08:46 PM
القاعدة السادسة
تجدد وجوه الإعجاز فى القرآن الكريم
فكلما جاء عصر واختلفت مقاييسه وقيمه عن الذى كان قبله ، وظهرت فيه وسائل جديدة يُميز بها عن غيره من العصور الماضية ، ظهر للناس مظهراً معجزاً فى القرآن يتماشى مع ما برع فيه أهل هذا الزمان.
وهذا واضح تماماً من الناحية التاريخية:
= فعندما كان الزمان يتم التقييم فيه بناءً على البلاغة والفصاحة كان الإعجاز البلاغى هو أظهر ما فى القرآن.
= وعندما جاء عصر العلم ظهر الإعجاز العلمى فى القرآن ، ولم يكن معروفاً فى القرآن من قبل.
= وعندما أصبحت الثورة الرقمية هى لسمة البارزة الآن ، ظهر الإعجاز الرقمى فى آيات القرآن الكريم ، وبشكل يسلب اللب.
وهكذا ............ نجد القرآن يدهش أهل كل عصر وزمان ويعجزهم فى جنس ما برعوا فيه.
فالقرآن : (لا تنقضى عجائبه ، ولا يخلق على كثرة الرد ) كما قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه.
ونحن فى انتظار وجوه إعجازية جديدة تظهر مع تغير قيم ونسق وملامح كل عصر.

أبو جهاد الأنصاري
08-26-2005, 08:51 PM
القاعدة السابعة :
السلامة من التعارض
فرغم تعدد وتنوع وجوه الإعجاز إلا أنه لن يكون هناك ثمة تعارض أو اختلاف أو قصور أو تناقض بين أى وجهين من وجوه الإعجاز .
ويتفرع عن هذه القاعدة مسألةمهمة جداً وهى:
عند ظهور تعارض ظاهرى فى القرآن ، فإن الخطأ يكمن فىالفهم ، وليس فى القرآن.
لقوله تعالى : (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا).

أبو جهاد الأنصاري
09-05-2005, 03:13 PM
ملامح الإعجاز التشريعى فى القرآن الكريم
حتى نصف تشريعاً ما بأنه معجز فلابد أن يتضمن عدة أمور ، هذه الأمور لا يمكن أن توجد إلا فى القرآن الكريم وهى:

[1] العموميـــة : ومعناها أن يكون المنهج التشريعى صالحاً لكل زمان ولكل مكان ، ولكل البشر ولامجتمعات ، على اختلاف قيمهم وعاداتهم وأعرافهم وبالمعنى الحديث [عالمية المنهج التشريعى].
والدليل على أن القرآن الكريم له صفة العمومية قوله تعالى : (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا) [الأعراف : 15]
وقوله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ) [سبأ : 28]

[2] الكمـــال : فلا يتخله نقص ولا تناقض ولا خلل. لا فى نصه ، ولا ناجم عن تطبيقه.
والدليل على أن القرآن الكريم له صفة الكمال قوله تعالى : (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيراً (82) ) [النساء].

[3] الشموليــة : بمعنى أن يشمل جميع النواحى البشرية ، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية ...... إلخ.
والدليل على أن القرآن الكريم له صفة الشمولية قوله تعالى : (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)) [الملك].
وقوله تعالى : (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3)) [الأعلى]

[4] القدرة على البقاء (الحفظ): حيث يتضمن عوامل حفظه وبقائه وهذا لا يشترط ضرورة استمرار تطبيقه فى كل زمان ومكان ، ولكن معناه استمرار وجود هذا التشريع محفوظاً من عبث العابثين ، ومتميزاً على دونه من تشريعات.
والدليل على أن القرآن الكريم قادر على البقاء ومحفوظ قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)) [الحجر]
يتبع إن شاء الله.

أبو مريم الأنصارى
09-06-2005, 08:31 PM
بارك الله فيك يا أبا جهاد وشفا الله خديجة إن شاء الله

سيف الكلمة
09-09-2005, 08:49 AM
الإعجاز العلمى أحد أوجه الإعجاز القرآنى
وليس من الصواب الإستناد إلى نظرية علمية فى إثبات حقيقة قرآنية
فالنظرية أقل درجة من الحقيقة
ولا نثبت الأقوى بالأضعف أو الأقل قوة
ويجب لكى نقول أن هناك إعجاز علمى قرآنى أن نقابل الحقيقة القرآنية بحقيقة علمية وليس بمجرد نظرية
فهذا الإستناد الناقص أوقع البعض فى الغلو والخطأ
وهذا يدخل ضمن ضوابط القول بالإعجاز فى كتاب الله
ننتظر المزيد

أبو جهاد الأنصاري
04-29-2006, 11:12 AM
يرفع لإبداء آراء الأخوة ولا ننسى أن الموضوع اسمه : (مقترح) لقواعد عامة فى فهم إعجاز القرآن الكريم.

أبو جهاد الأنصاري
05-14-2006, 11:03 PM
يرفع ..................