المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منهجية للحوار حول نظرية التطور (رؤية شخصية) ..



_aMiNe_
10-05-2010, 02:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
معلوم أن هذا القسم من المنتدى، هو للحوار حول المذاهب و الأيديولوجيات الفكرية المادية .. فعندما يأتي "مخالف" مُحتجا بنظرية التطور .. فهذا الأمر لا يكون نابعا عن "علميته" و "حبه للعلم"، بل كتبريرٍ لموقفه الأيدلوجي ..

و لمَّا كان هناك "مخالفون" يختلفون فيما بينهم من ناحية مواقفهم تجاه الإيمان و الدين .. ما بين إلحاد و لا أدرية و لادينية.. الخ! .. فأرى، من وجهة نظري، أن الحوار حول نظرية التطور، يجب أن يكون على شكل "مُستويات" بحسب المُخالف ..

فالملحد ينفي وجود خالق للكون، مُدبر له، مُعتقد بوجودٍ بلا قصد و لا غاية .. فهذا يجب أن يُبدأ الحوار معه من هذا "المستوى" ..
ما الذي يجده في نظرية التطور -إذا احتج بها-، كـ"دليل" على هذا الاعتقاد .. كدليل على عبثية الوجود .. و نفي الخالق .. الخ ..
هذا مستوى أول ..

ثم بعد ذلك يأتي اللاأدري .. الذي لا يجزم بوجود خالق للكون -بما فيه- مُدبر له، و كذلك لا يجزم بعدم وجوده ..
فما الذي يجده في نظرية التطور -إذا احتج بها-، كـ"دليل" على موقفه هذا ..
هذا مستوى ثاني ..

ثم اللاديني .. الذي يؤمن بإله ما أو بقوة ما خالقة (و يمكن أن تكون مدبرة) .. و لكنه ينفي أحقية اتباع الدين ..
ما الذي يجده في نظرية التطور -إذا احتج بها-، كـ"دليل" على نفي الدين بصفة عامة .. على أن الخالق أوجد مخلوقات واعية، عبثا دون غاية .. الخ ..
هذا مستوى ثالث ..


هذه مجرد رؤية شخصية، قابلة للنقد و التطوير .. لعلها تفيد في تنظيم و تقنين الحوارات الخاصة بموضوع نظرية التطور.
و إذا كانت هناك ملاحظات لإخوتي المسلمين، فمرحبا ..

مع التحية.

laith43d
10-05-2010, 03:05 PM
في الحقيقة كلامك جميل جدا، وأجده ينطبق على الحوار كمنهج بصورة عامة، أعم من كون الحوار يدور حول نظرية التطور أو غيرها، فالحوار الذي ينبع من خلفية أيديولوجية، لابد أن يتخذ مواقف متعددة بتعدد الأيديولوجيات المختلفة، وما يميز الفكر الإسلامي بصورة عامة هو قابليته لاستيعاب جميع الأيديولوجيات وإيجاد الحلول للمشاكل المطروحة من قبلها وتصحيح المفاهيم بصورة عامة.

فمن أهم خصائص الفكر الإسلامي، هو أنه يضع نقطتين نصب عينيه: الأولى هي محاولة إيجاد طريقة للتفكير تكون واقعية وموضوعية وصحيحه، والثانية هي محاولة إيجاد رؤية كونية تبعا لتلك الطريقة.

بكلمة أخرى فإن الفكر الإسلامي يوجد لك نظرية للمعرفة، ووظيفتها تفسير الإدراك البشري وكيفية ذلك الإدراك، ويحدد أيضا قيمة المعرفة البشرية، ومن ثم تبعا لتلك النظرية المعرفية يوجد لك رؤية فلسفية للعالم. وما يميز الفكر الإسلامي هو قابليته لإعطاء قيمة للعلم التجريبي وفي ذات الوقت استطاع أن يفسر ظواهر الكون بصورة فلسفية شاملة لتكوين صورة لدى الإنسان لواقعه، بحيث يعطي لحياة الإنسان معنى عميق لحياته، وهدف أسمى دائما يسعى وراءه.

كل من الأيديولوجيات المطروحة، من قبيل الفكر الملحد أو اللاديني أو اللاأدري، كلها تقدم لك تصورا عن العالم، وتكون مفهوما فلسفيا عن العالم، وهي تتخذ من العلم منطلقا لها، فتعتبره الركيزة الأساسية لتصوير العالم، وقد وقعوا في أخطاء جسيمة، حيث إنهم فشلوا بصورة عامة من إعطاء صيغة مقبولة لنظرية المعرفة التي على أساسها يبنى الصرح المعرفي للرؤية الكونية، ولهذا تجدهم قدموا تفاسير عقيمة ورؤى كونية ناقصة، تهتم بجانب من الإنسان وتغفل عن الجانب الأكبر من شخصية الإنسان، وبهذا تكونت معالم الفكر المادي الذي يؤمن بأن الوجود يساوي المادة.

بأخذ ذلك بنظر الاعتبار، فإننا عندما نريد استيعاب جميع أطراف الحوار، بمختلف الإيديولوجيات، لابد من إيجاد صيغة أو أرضية مشتركة، ويكون حوارنا لكل طرف بالنظر إلى خلفيته الأيديولوجية، بحيث نستطيع تقديم صيغ لحلول قريبة من فكره، وهو ما أشرت إليه في كلامك الكريم.

مع أطيب التحيات

يحيى
10-06-2010, 06:29 PM
السلام عليكم
نعم أخي أمين أنا متفق مع هذه المنهجية بارك الله فيك
و هذه المنهجية كنت أشير إليها منذ أول مرة أتكلم في التطور
و أضيف أن التطور أو الحركة و التغيير بشكلها العام تثبت أن هذا
الكون أو ما اصطلح عليه بالطبيعة لا يمكن أن تكون واجبة الوجود
ناهيك على إمكانية تفسيرها الخلق و التصميم و النظام و التدبير..

أما مشكلة الأفكار العلموية التي يستخدمها بعض المشككين و اللادينيين
لتثبيث إيمانهم في الشك و اللادينية فهي تعود أصلا لما أشار إليه الأخ laith43d
و هي اصول المعرفة.

لنفترض التطور أو حتى العشوائية
نفترض أن حواسنا مصدر المعرفة
و نفترض أن هذه الحواس تتطور أو هي نتيجة عوامل عشوائية
إذن النتيجة أن أي مقولة أو فكرة أو كلمة تقال
قابلة للتطور (التغيير) بحيث يمكن أن تنتقل من الأدنى إلى الأعلى في الإثبات و الإنكار
أو في التحديد و التجريد
بما في ذلك فكرة وجود "تطور" و "عشوائية"
و هذه هي أم السفسطة.


من يتفق و من يختلف معي هنا؟؟

_aMiNe_
10-11-2010, 03:23 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
جزاكم الله خيرا أخي ليث على مرورك الكريم .. و على إضافاتك القيمة.

و أشكر أخي العزيز يحيى على مروره ..
و بالنسبة لـ :

لنفترض التطور أو حتى العشوائية
نفترض أن حواسنا مصدر المعرفة
و نفترض أن هذه الحواس تتطور أو هي نتيجة عوامل عشوائية
إذن النتيجة أن أي مقولة أو فكرة أو كلمة تقال
قابلة للتطور (التغيير) بحيث يمكن أن تنتقل من الأدنى إلى الأعلى في الإثبات و الإنكار
أو في التحديد و التجريد
بما في ذلك فكرة وجود "تطور" و "عشوائية"
و هذه هي أم السفسطة.


فأنا شخصيا أرى أن الإنسان ككائن عاقل "واعي" .. يتميز بمُكون غير مادي و هو الوعي .. فكيف لآلية مادية أن تستحدث مكونا غير مادي ؟!
.. لا زلت في مرحلة التوسع و البحث فيما يخص هذه الفكرة ..

مع التحية.