المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنبيه نظرة شاملة للعلوم و مصطلحاتها



ابن السنة
10-05-2010, 03:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الكثير من المصطلحات المستخدمة فى العلوم تقود الى مفاهيم خاطئة العلم منها براء. لكن الخورة تكمن فيماً يستقيها دون أن يتفقه فى أبعادها. مثال بسيط كلمة "Created" و هى تُستخدم بكثرة فى العلوم الطبيعية و علوم الحاسوب.
لتوضيح الفكرة اكثر سأضع مفارقة ، ارجو من الأخوة محاولة حلها
قانون نيوتن الأول ( أو قانون جاليليو)
يقول القانون : يتحرك الجسم بسرعة ثابتة فى خط مستقيم ما لم يؤثر عليه مؤثر خارجى
اذن الجسم يتغير من وضع أ الى وضع ب و لكن دون مؤثر خارجى ( استخدم نفس المفاهيم التى يستخدمها العلماء الطبيعيون)
تغيير الموضع هى أمر حادث و هو لم يحتاج لمؤثر خارجى اذن لم يحتاج الى سبب. و هنا نصل حسب المصطلحات الدارجة لنتيجة متناقدة تماماً مع مبدأ السببية.

أين الخطأ فى المفارقة السابقة؟ الخطأ يكمن فى عدم ضبط المصطلحات و ادعو الأخوة للتفكر فى المفارقة حتى نبدأ فى نقاش الموضوع الهام " ضبط المفاهيم العلمية " و أمثلة عليها ليستطيع القارئ تبين الحقيقة باذن الله

ناصر التوحيد
10-05-2010, 05:45 PM
اعطاء التعريف الصحيح والدقيق للمصطلحات المستخدمة فى العلوم شيء مهم بل وفي كل شيء


والجسم لا يتغير من وضع أ الى وضع ب دون مؤثر خارجى



قانون نيوتن الأول ..يتحرك الجسم بسرعة ثابتة فى خط مستقيم ما لم يؤثر عليه مؤثر خارجى
بمعنى :
”الجسم الساكن يبقى ساكناً ما لم تؤثر عليه قوة محركة.“

فإذا وضعنا جسم فوق المنضدة فإنه يظل فى موضعه ما لم تؤثر عليه قوة خارجية تحركه أو تنقله من موضعه؛ لأن مجموع القوة المؤثر عليه = صفر
وإذا أثرنا على الجسم بقوة جانبية فإنه يتحرك.

الشق الثانى من القانون :
”الجسم المتحرك فى خط مستقيم يستمر متحركاً بسرعة منتظمة ما لم تؤثر عليه قوة تغير حالته“

(أ) إذا حرك راكب الدراجة البدال فإنها تنطلق على الطريق فى خط مستقيم.
إذا أوقف الراكب حركة البدال فالمفروض أن تستمر الدراجة فى حركتها فى خط مستقيم وبسرعة ثابتة منتظمة ”حسب القانون الأول لنيوتن“
ولكن إذا أوقف الراكب حركة البدال نلاحظ: سرعة الدراجة تتناقص بالتدريج حتى تقف بسبب:-
مقاومة الهواء للدراجة.
وقوى الاحتكاك بين إطار الدراجة والأرض.
وعندما تكون قوى الاحتكاك صغيرة تزداد المسافة التى تقطعها الدراجة قبل أن تتوقف.
إذا انعدمت قوى الاحتكاك فإن الدراجة تستمر متحركة فى خط مستقيم وبسرعة ثابتة (منتظمة).

فالقانون يتحدث عن خاصية احتفاظ الجسم بحالته من السكون أو الحركة فى خط مستقيم بسرعة ثابتة ”منتظمة“
إذا كان الجسم معزولاً تماماً عن الوسط المحيط ولم يؤثر عليه أى مؤثر خارجى فإن الجسم الساكن يبقى ساكناً والجسم المتحرك يبقى متحركاً وتكون سرعته ثابتة.
إذا تأثر الجسم بمؤثر خارجى فتغيرت سرعته مقداراً أو اتجاهاً أو كليهما.

فما الذي يؤثر على الجسم فيغير أو يحاول تغيير سرعته مقداراً أو اتجاهاً أو كليهما معاً.
هو القوة وفى غياب القوة المؤثرة يبقى الجسم الساكن ساكناً ويبقى الجسم المتحرك فى خط مستقيم متحركاً بسرعة منتظمة.. ما لم يؤثر عليه مؤثر مثل قوة جذب الأرض للجسم.. وقوى الاحتكاك .. والقوة العكسية والمضادة ..

ابن السنة
10-06-2010, 05:40 AM
بارك الله فيك استاذنا ناصر التوحيد
ما قصدتُه هو أنه قد يقول قائل أن جسماً ما يتحرك بسرعة منتظمة فى خط مستقيم بالنسبة لمناط قصورى بين نقطتين أ و ب. فعندما يكون عند النقطة أ فى لحظة س1 مثلاً نقول أن هذا هو الحادث الأول ثم نراه ينتقل فى لحظة س2 الى النقطة ب فنقول هذا هو الحادث ب. و بما أنه لا يوجد مؤثر خاجرى يؤثر على الجسم فنقول أن الحادث أ تحول الى الحادث ب من دون سبب.
عندى بعض الاجابات على تلك النقة و لكننى احب أن اسمع ردودكم لاستفيد منها و يستفاد منها الزملاء.
الشاهد فى الموضوع هو الاهتمام بضبط التعاريف. فلنعرف ما هو الحادث و ما هو التغيير فى الحادث ؟

حسام الدين حامد
10-06-2010, 04:23 PM
ما شاء الله لا قوة إلا بالله!

ومثلك أخي الكريم ينبغي أن يحشد ذهنه لمثل هذا الأمر، ويكون جوابه بدلالته على المهيع الواسع لا على الجواب الضيق، فيرتقي في علم الطبيعة ومعه من الدين ما ينفي به انتحال المبطلين، فاستعن بالله ولا تعجز!

ومدارسةً من أخيك أقول إنّ نص قانون نيوتن المترجم عن كتابه:
Every body continues in its state of rest, or of uniform motion in a right
line, unless it is compelled to change that state by forces impressed upon it

أي أن كل جسم يستمر في حالة كمونه أو في حركته المنتظمة، ما لم يغير من هذا الوضع قوى خارجة، وهذا كما هو واضح أخذ بالسببية وليس العكس، وحتى لو سلمنا لهم بالترجمة التي ذكروها، ( يتحرك الجسم بسرعة ثابتة فى خط مستقيم ما لم يؤثر عليه مؤثر خارجى)، فإنّها تثبت أن الجسم يتحرك بطاقته ما لم يؤثر عليه مؤثر خارجي وهذا ليس فيه شيء يفهم منه نفي السببية.

ثم إنّ مدلولات الموضع عند نقطة معينة تشمل القوة المؤثرة عند تلك النقطة، فالحركة من نقطة إلى نقطة تكون بفعل هذه القوى حتى ولو كانت الترجمة "دون مؤثر خارجي" وهذا تنزل مع ترجمة غير موجودة، ثم إن الفيزياء الكلاسيكية تؤول وتدور حول السببية والحتمية وهي أساس بنيانها والمعيار في صياغة قوانينها، وأخيرًا فهل يظن أحد أن نيوتن الذي كتب قبل وفاته موعد التنبؤ بعودة المسيح يضع قانونًا ينفي فيه السببية!!؟

فهذه عدة جهات أراها صالحة في الرد ومنكم المراجعة ومن الله السداد.

وهذا الموضوع الأنسب له قسم المذاهب.

نور الدين الدمشقي
10-06-2010, 06:13 PM
بارك الله فيك أخي الكريم ابن السنة على الطرح والموضوع المتميز.
اقول مستعينا بالله: لا تنس ان السببية هي الحاكم على القوانين الفيزيائية. فما القوانين التي صاغها نيوتن او غيره الا مشاهدات مطردة جعلتنا نصوغ من خلالها ذلك القانون.
والجسم المتحرك من نقطة أ الى نقطة ب لا يقال انه يحافظ على تحركه بسرعة ثابتة من غير "سبب". فمحافظته على سرعته سببها واجب الوجود الذي ترجع اليه كل الأسباب. وانما لما اطلق القانون بأنه يحافظ على سرعته من غير مؤثر خارجي..انما عني بذلك المؤثر المتعلق بمشاهداتنا التي صغنا حولها ذلك القانون الفيزيائي.
والله أعلم.

نور الدين الدمشقي
10-06-2010, 06:15 PM
اضف الى ذلك ان شئت بأن الجسم الثابت يحتوي على ذرات والكترونات دائمة الحركة. فهو بالرغم من ثباته متغير ومتحرك!! وذلك التغير والتحرك كذلك له سبب...وكل الأسباب ترجع الى خالقها سبحانه واجب الوجود.

ontology
10-06-2010, 06:40 PM
ملاحظتين للاخوة:
اولاُقوانين نيوتن قائمة فقط على الاجسام الكبيرة الذرة وما دونها, فلها معادلات اخرى كمعادلة جرودنجر وغيره.
ثانياً لا ننسى ان ثبات سرعة الجسم انه بالنسبة الى جسم اخرى, فهي تمتلك ثباتها من ثبات القوة الجاذبية فهي التي تكسب الحركة والسكون
تحياتي

يحيى
10-06-2010, 06:51 PM
لم تكتب القانون بطريقة كاملة أخي
((يتحرك الجسم بسرعة ثابتة فى خط مستقيم ما لم يؤثر عليه مؤثر خارجى))
و لكن القانون (الاتفاق) يجب أن يكون:
((الجسم الذي لا يؤثر عليه مؤثر خارجي يكون ساكنا أو يتحرم بسرعة ثابتة فى خط مستقيم))

و ليس هناك أي فرضية أو نظرية علمية يمكن أن تنفي السببية لأن السببية هي أساس العلوم
و هي أقوى وضوحا من العلم.

العلم بكل بساطة لا يستطيع أن ينفي أي شيء, يستطيع أن يثبت فقط, أو ينفي على أساس ما يثبت بسبب تعارض و تضاد أو بسبب هوية ما يثبته.

قانون عدم التناقض
و قانون الهوية
مثل قانون السببية

هي قوانين كلها تعلو العلوم, فوق العلوم, فلا علم بدون هذه القوانين.

قد يرصد عالم ظاهرة (أ) ما فيقول لك سببها (س1) لكن لا يمكن أن يقول بأن السبب (س2) أو (س3) أو (س .م) لا دور لهم في تفسير الظاهرة (أ) و لا تدخل لهم في ذلك بدون أن يستند في ذلك على الأسس التي يقوم عليها العلم.

حتى في الفلسفة غير ممكن.
الشيء الذي نراه هو (خ), مثال (خ) = مادي
لكن لا تستطيع أن تثبت بأن هذا الشيء (خ) فقط و ليس (ح) و (ج) و (ت) ...

ابن السنة
10-07-2010, 01:37 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بدايةً أشكر كل من شارك من الأخوة فى اثراء الموضوع.
بالفعل قام الأخوة بتوضيح النقطة و لكن سألخص ما توصلتُ اليه و هو لا يبعد عن ما ذكره الأخوة.
أول خلط بين المفاهيم و الذى يتضح من المثال المذكور هو تطبيق الأفكار المثالية على ارض الواقع. فمثلاً لا يوجد مناط اسناد قصورى مثالى فى الواقع. كل ما هناك هو تقريب ، فعالم الطبيعة يفترض وجود جسم معزول نهائياً عن كل ما حوله أو أن محصلة تأثير القوى عليه يكون صفراً و الواقع يقول غير ذلك.
هذه هى النقطة الأولى.
أما النقطة الثانية فقد اشار الى (اجابتها) بعض الأخوة فى ثنايات كلامهم. نقول هل صحيح أن الجسم المتحرك بسرعة ثابته فى خط مستقيم لا سبب لحركته لانعدام القوى ( و لو لفترة وجيزة حتى)؟
المرء لا يستطيع تقبل الفكرة و يجد أنها شاذة و لكن بالفهم المغلوط للعلم يصل الى استنتاجات خاطئة. و يقول نعم هذا مثال لانعدام قانون السببية و سيتضح هذا بجلاء حينما نتناول السببية فى الفيزياء الكمية بعون الله تعالى فيما بعد.
اذن أين الخطأ؟
الخطأ فى خلط التعاريف: القوى ليست سبب ( السبب الطبيعى المباشر) الحركة ، بل القوى هى مؤثر :وجود المؤثر سبب، غياب المؤثر سببٌ آخر و تغيره سبب ثالث.
فاذا ما دفعت الكتاب على سطح المكتب فأكون اثرت بالقوة( دفعى للكتاب) و الكتاب تحرك بسبب "تواجد القوى"
الجسم المتحرك بسرعة ثابته ( مع فرض تواجدها) يمر على النقطة "أ" ثم بعد وقت يمر على النقطة "ب" و هذا الوقت يساوى السافة الفاصلة بين النقطتين "أ" و "ب" مقسومة على سرعة الجسم. فما سبب هذا؟
الجواب: انعدام القوى
آه اذن السبب هنا مختلف عن المؤثر
ما هو تعريف السبب ؟ السبب هو تواجد أو غياب أو تغيير المؤثرات و التى لها "القدرة" على تغيير حالة النظام المدروس.
هل يستطيع أى انسان أن يثبت أن شئ ما تغيير بدون سبب؟
بمعنى هل يوجد شئ لانستطيع تغييره مطلقاً باستخدام مؤثر خارجى سواء باضافة المؤثر أو بحذفه؟؟
الجواب: مستحيل
فى مثالنا تكون اضافة قوى كافى لتغيير حركة الجسم و بالتالى فلحركة الجسم سبب و هى تسارعه فى حالة وجود المؤثر(القوى) و السرعة المنتظمة فى حالة انعدام المؤثر (القوى). لكن لا نستطيع أن نقول بأن حالة ما لا تتغير و لا يمكن عقلاً و لا عملياً تغييرها.

الشاهد من هذا هو ضبط المصطلحات المستخدمة فى العلاقات الفيزيائية. مع الأسف نبدأ باستخدام المصطلحات و نعطيها معانى ما تجاوزاً ثم بمرور الوقت ننسى المعانى التجاوزية و تتحول الى معانى حقيقية.
مثل " كلمة تخليق جزيئات" ، " الطبيعة تختار المسار الذى يستهلك أقل طاقة" ، " القانون الفلانى هو سبب الحركة الفلانية" ...و غيرها كثير

يحيى
10-07-2010, 03:05 AM
بالنسبة لنظريات نيوتن فأنا لا أعلم من حاول أن ينفي السببية في ثناياها حقيقة!!
الذي أعرفه فيما يخصص السببية هو محاولة البعض في نفيها على أساس فرضية الكم!
قرأت واحد منهم يرد على أشهر الكتب الفلسفية التي تدعو للايمان بالله يثبت فيه الإيمان
على أساس الحجج الكلامية التي صاغها الكلاميون المسلمون
للفيلسوف الأمريكي المثير للجدل William Lane Craig

صيغة الحجة الأولى:

1- كل شيء له بداية في الوجود له سبب
2- الكون له بداية

النتيجة: الكون له سبب

و الذي حاول أن ينقض هذا الاستتناج الاستناطي حاول أن يضرب المقدمة الاولى
اي "كل شيء له بداية, له سبب".
فاستند فيها إلى فرضية عدم اليقين في نظرية الكم
و ما نسبه لهذه النظرية في قوله أن جزيئات من الطاقة قد يمكن أن تأتي إلى حيز الوجود بغير سبب في فضاء فارغ!!
و هذا كلام فاسد بالمنطق الذي اسس عليه العلم طبعا.

ابن السنة
10-07-2010, 04:09 AM
أخى الكريم يحيى ،
احد السادة المشرفين ارسل لى كتاب حول السببية فى نظرية الكم، جزاه الله خيراً. أنا ما زلت فى بداية الكتاب و الموضوع فعلا هام خاصة بعد قيادة هوكنج لفكرة نشأة الكون من الفراغ الكمومى. و هنا أيضاً نجد خلط لمفهوم السببية و ربطه بال Determinism. و هذا هو مكمن الخلل كما أرى و ان كنت فى بداية دراساتى للموضوع. الخطورة الاساسية هى استغلال غرابة ميكانيك الكم لتمرير ايدلوجيا الحادية اسوة بايدلوجية التطور.
هذا أمر يحتاج الى دراسة طويلة. ان شاء الله تعالى نتناولها قريباً

نور الدين الدمشقي
10-07-2010, 07:14 AM
ما هو تعريف السبب ؟ السبب هو تواجد أو غياب أو تغيير المؤثرات و التى لها "القدرة" على تغيير حالة النظام المدروس
وقلت بارك الله فيك:

بل القوى هى مؤثر :وجود المؤثر سبب، غياب المؤثر سببٌ آخر و تغيره سبب ثالث.
اخي الحبيب ابن السنة. أولا بارك الله فيك على الموضوع القيم.
ثانيا ان كنت قد فهمت كلامك بشكل صحيح فعندي حول العبارات المذكورة سؤال. تقول: السبب قد يكون غياب المؤثر...أرى في هذه العبارة ما يسبب عندي خلطا. كيف يكون غياب المؤثر سببا؟ احاول ان اقارن ذلك بكون الله سبحانه هو سبب الوجود واجب الوجود...فهل نستطيع ان نقول عقلا ان غيابه سبحانه وتعالى قد يكون سبب في بقاء الكون على سبيل المثال...أتمنى التوضيح بارك الله فيكم.

ابن السنة
10-07-2010, 04:08 PM
اخي الحبيب ابن السنة. أولا بارك الله فيك على الموضوع القيم.
و بارك الله فيك. ما اضعه من تعاريف هى اجتهادات قابلة للنقد و التغيير.


ثانيا ان كنت قد فهمت كلامك بشكل صحيح فعندي حول العبارات المذكورة سؤال. تقول: السبب قد يكون غياب المؤثر...أرى في هذه العبارة ما يسبب عندي خلطا. كيف يكون غياب المؤثر سببا؟ احاول ان اقارن ذلك بكون الله سبحانه هو سبب الوجود واجب الوجود...فهل نستطيع ان نقول عقلا ان غيابه سبحانه وتعالى قد يكون سبب في بقاء الكون على سبيل المثال...أتمنى التوضيح بارك الله فيكم.

لا لم أقصد أن غياب المؤثر سبب فى ذاته. بمعنى لا نقول المؤثر معدوم فهذا معناه أنه لا يوجد سبب لأننا لا يمكن أن نضيف المؤثر بسبب لانعدامه.
مثال لنفترض ان احدهم قال سبب مرض السرطان هو لدغ الحية ذات المائة رِجل. و قال أن هذه الحية غير موجودة ، لم تُخلق( لدغ الحية هنا هو المؤثر فاذا ما لدغت اُصاب الانسان بالمرض و اذا لم تلدغ لم يُصب) اذاً و بما أن الحية غير موجودة (معدومة) فلا سبب لمرض السرطان. أما ان نقول أن سبب المرض هو لدغ الحية ذات الأجراس فهنا المؤثر موجود.
أعتقد أن سبب التساؤل هو فهم غياب المؤثر بانعدامه و هذا ما لم أقصده.

فالله سبحانه و تعالى واجب الوجود فلا يصح أن نقول بأن غيابه يكون سبب فى شئ. و أى شئ يخضع لله سبحانه و تعالى عقلاً و شرعاً
عقلاً: لأنه سبحانه تنتهى اليه سلسلة المؤثرات (لامتناع التسلسل اللانهائى) و بما أن الله سبحانه و تعالى واجب الوجود فيكون السبب بوجوده الواجب.، عكس المؤثرات المخلوقة.
شرعاً لأنه تعالى القيوم
مثال: الجسم المتحرك بسرعة منتظمة فى خط مستقيم
سبب تحركه: انعدام المؤثرات
سبب انعدام المؤثرات: تلاشى محصلة القوى من جميع جزيئات الكون
سبب ذلك: لكل حالة أسبابها
سبب كل حالة......
حتى نصل الى سبب أول و هذا السبب اما لعدم وجود "المؤثر" أو لوجود "المؤثر" و بما أنه العلة الأولى واجبة الوجود فالقول بعدم وجودها قول خطأ.
اشكرك أخى الكريم لتفاعلك و ارجو أن ترشدنى و يرشدنى الأخوة لأى خطأ منطقى أو عقائدى و قعت فيه، لأننى كما قلت أحاول معكم ضبط المفاهيم العلمية الدارجة و التى تحتاج لتفاعل أهل العلم ( أنا لست منهم بالتأكيد)

نور الدين الدمشقي
10-07-2010, 04:36 PM
اخي الحبيب ابن السنة...اسمح لي أبدأ بما ختمت به قولك:

و التى تحتاج لتفاعل أهل العلم ( أنا لست منهم بالتأكيد)
ولا أنا

لا لم أقصد أن غياب المؤثر سبب فى ذاته. بمعنى لا نقول المؤثر معدوم فهذا معناه أنه لا يوجد سبب لأننا لا يمكن أن نضيف المؤثر بسبب لانعدامه.
هذا صحيح وأوافقك عليك بارك الله فيك. ولكنني ما زلت أرى بعض الخلط لأنك بعده أعدت المثال وعدت تقول:

مثال: الجسم المتحرك بسرعة منتظمة فى خط مستقيم
سبب تحركه: انعدام المؤثرات
فأرى مرة أخرى بأنك جعلت السبب انعداما او غيابا لمؤثر في ذاته...وهذا ما أرى فيه خلطا والله أعلم.
لذلك أقول ..وكما ذكرت من قبل:

والجسم المتحرك من نقطة أ الى نقطة ب لا يقال انه يحافظ على تحركه بسرعة ثابتة من غير "سبب". فمحافظته على سرعته سببها واجب الوجود الذي ترجع اليه كل الأسباب
والله أعلم

نور الدين الدمشقي
10-07-2010, 04:38 PM
على فكرة...هل نقل هذا الموضوع الى الخاص أم ماذا؟

ابن السنة
10-07-2010, 04:52 PM
صراحة اتمنى نقله الى الخاص الى ان نصل الى مفاهيم راسخة

ابن السنة
10-07-2010, 04:55 PM
]مثال: الجسم المتحرك بسرعة منتظمة فى خط مستقيم
سبب تحركه: انعدام المؤثرات
فأرى مرة أخرى بأنك جعلت السبب انعداما او غيابا لمؤثر في ذاته...وهذا ما أرى فيه خلطا والله أعلم.
لذلك أقول ..وكما ذكرت من قبل: [/quote]
نعم هذا خطأ منى ما قصدته هو غياب المؤثرات فانعدامها بمعنى انها مؤثرات قابلة للتغيير
ارجو المعذرة

مشرف 1
10-07-2010, 09:09 PM
على فكرة...هل نقل هذا الموضوع الى الخاص أم ماذا؟


صراحة اتمنى نقله الى الخاص الى ان نصل الى مفاهيم راسخة

سينظر الاخ المراقب في طلب نقل هذا الموضوع الى الخاص وسيعمل اللازم والمناسب باذن الله تعالى
ودمتم - ايها الاخوة الافاضل - انصارا للحق والحقيقة

يحيى
10-08-2010, 01:23 AM
أخى الكريم يحيى ،
احد السادة المشرفين ارسل لى كتاب حول السببية فى نظرية الكم، جزاه الله خيراً. أنا ما زلت فى بداية الكتاب و الموضوع فعلا هام خاصة بعد قيادة هوكنج لفكرة نشأة الكون من الفراغ الكمومى. و هنا أيضاً نجد خلط لمفهوم السببية و ربطه بال determinism. و هذا هو مكمن الخلل كما أرى و ان كنت فى بداية دراساتى للموضوع. الخطورة الاساسية هى استغلال غرابة ميكانيك الكم لتمرير ايدلوجيا الحادية اسوة بايدلوجية التطور.
هذا أمر يحتاج الى دراسة طويلة. ان شاء الله تعالى نتناولها قريباً
ربط الحتمية بمبدأ العلية هو قديم أخي (هذا سبب الاعتقاد بقديمين الروح العليا و الهيولي و منها الفيض التي أنشأت فكرة وحدة الوجود و غير ذلك عند الإغريق قديما) و الحتمية هذه هي السبب في الاعتقاد الذي كان سائدا عند هوكنج في البداية (حاجة الكون للخالق) و لكي يخرج من هذا إلى التفكير الالحادي كان و لابد أن يضرب الحتيمة (لارتباطها بمدأ العلية) عرض الحائط و يعتمد على ما يشكك في مبدأ الحتمية و بالتالي في السببية على أساس فرضية الطفرة (الكوانتا), هذه التي قال بها الفلاسفة قديما و حتى المتكلمون المعتزلة كابراهيم النظام لكن ما ضربوا بها (حسب علمي) مبدأ العلية لأن السببية عند التجريبيين غير السببية عند العقلانيين -المذهبين المتصارعين منذ القدم في الابستمولوجيا-, ثم يضيف عليها بعض الخيالات مثل تخيل أبعاد معينة ليصل الانسان الى فكرة يعبر عنها بمعادلة رياضية معينة ثم يفترض نشأة الكون من عدم (فراغ).

مبدأ الحتيمة يفرض وجود الخالق بدون الحاجة إلى نظرية حول نشوء الكون (مثل الانفجار العظيم)
السبب: بطلال التسلسل اللانهائي في الأسباب.

بطلال التسلسل معرفة عقلية بحثة, الانفجار الكبير يدعم هذه المعرفة و يقول أن للكون بداية.
إذا كانت للكون بداية و القوانين الفيزيائية حتمية فلابد للكون من خالق.

الخلاص الالحادي من هذه العقيدة هو الاعتماد على اللاحتمية, و هذه اللاحتمية تفرض اللايقينية فهي كما قلت يا أخي هناك استغلال لها في تمرير ايدلوجيا الحادية, و ليس هذا فقط, بل حتى في السفسطة.
(أنظر موضوع الدكتور أبو مريم: الفيزياء الحديثة ومذهب السفسطة)

لكي نحاكم هذه اللاحتمية يجب أن نخوض في المعرفة أولا:
- هل هناك علوم ضرورية يخضع لها العلم التجريبي أم لا؟
- هل التجربة هي المصدر الوحيد للمعرفة = السفسطة لأن هذه المقوله بدورها تحتاج للتجربة حتى تثبت و هذه أيضا .. الخ, أضف عليها ان معارفننا تتغير و أدواتنا التي نقيس بها -مهما بلغت من الدقة- فإنها محدودة؟
- كيف تـأتي الحتمية من اللاحتمية؟ أو العكس؟
- هل الله يلعب النرد مع الكون (كيف نفسر النظام الدقيق في الكون إن كان نتيجة للاحتمية)؟
- كيف نترك معرفة يقينية (الحتمية) لنعتمد على معرفة لايقينية (اللاحتمية)؟
- هل فرضية الكوانتا كاملة و تفسر كل شيء في الميكروفيزياء حتى نعتمد عليها في الاوتار و الجمع بين النقيضين (فرضية م)؟

حسام الدين حامد
10-11-2010, 06:39 AM
يقول الجرجاني رحمه الله في الشافية:
(ومن ضعف الرأي أن تسلك طريقًا يغمض، وقد وجدتَ السنن اللاحب، وأن تطاول المريض في علاجك، ومعك الدواء الذي يشفي عن كثب، وأن ترخي من خناق الخصم، وفي قدرتك ألا يملك نفَسًا ولا يستطيع نطقًا).


أول خلط بين المفاهيم و الذى يتضح من المثال المذكور هو تطبيق الأفكار المثالية على ارض الواقع. فمثلاً لا يوجد مناط اسناد قصورى مثالى فى الواقع. كل ما هناك هو تقريب ، فعالم الطبيعة يفترض وجود جسم معزول نهائياً عن كل ما حوله أو أن محصلة تأثير القوى عليه يكون صفراً و الواقع يقول غير ذلك.

ليست المسألة مسألة تقريب، بل استقراء واستنتاج منطقي، فالجسم الذي يتحرك في وجود ممانعة تتوقف حركته على مقدار هذه الممانعة، فإن افترضنا ارتفاع هذه الممانعة استمرت الحركة، وليس في الأفكار شيءٌ يدفعنا لرفضها أو رميها بالارتفاع عن الواقع.


الخطأ فى خلط التعاريف: القوى ليست سبب ( السبب الطبيعى المباشر) الحركة ، بل القوى هى مؤثر :وجود المؤثر سبب، غياب المؤثر سببٌ آخر و تغيره سبب ثالث.
فاذا ما دفعت الكتاب على سطح المكتب فأكون اثرت بالقوة( دفعى للكتاب) و الكتاب تحرك بسبب "تواجد القوى"
الجسم المتحرك بسرعة ثابته ( مع فرض تواجدها) يمر على النقطة "أ" ثم بعد وقت يمر على النقطة "ب" و هذا الوقت يساوى السافة الفاصلة بين النقطتين "أ" و "ب" مقسومة على سرعة الجسم. فما سبب هذا؟
الجواب: انعدام القوى
آه اذن السبب هنا مختلف عن المؤثر
ما هو تعريف السبب ؟ السبب هو تواجد أو غياب أو تغيير المؤثرات و التى لها "القدرة" على تغيير حالة النظام المدروس.
هل يستطيع أى انسان أن يثبت أن شئ ما تغيير بدون سبب؟
بمعنى هل يوجد شئ لانستطيع تغييره مطلقاً باستخدام مؤثر خارجى سواء باضافة المؤثر أو بحذفه؟؟
الجواب: مستحيل
فى مثالنا تكون اضافة قوى كافى لتغيير حركة الجسم و بالتالى فلحركة الجسم سبب و هى تسارعه فى حالة وجود المؤثر(القوى) و السرعة المنتظمة فى حالة انعدام المؤثر (القوى). لكن لا نستطيع أن نقول بأن حالة ما لا تتغير و لا يمكن عقلاً و لا عملياً تغييرها.

لا أفهم سبب القول إن القوة ليست السبب الطبيعي المباشر للحركة، ولا أفهم الفرق بين المؤثر والسبب، وما هو أثر المؤثر المقصود؟؟

وانعدام المؤثر يصح أن يكون سببًا لانعدام الأثر، وذلك إثبات للسببية، وفي المثال المعنى عندما يتحرك جسم في اتجاه معين، فإن انعدام القوى الخارجية الممانعة لهذه الحركة، يعني انعدام أثر هذه القوة وهو عدم استمرار حركة الجسم .. فانعدام المؤثر يتسبب في انعدام الأثر، ولا يصح أن يقال إن انعدام المؤثر يكون سببًا في وجود أثر، وبذلك لا يصح ما يُبنى على ذلك من قول.