المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال سؤال وإجابة عن وجود الله



أبو حمزة المصري
10-05-2010, 09:27 PM
(( الأدلة علي وجود الله سبحانه وتعالي ))
عن ابن عباس رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
((تفكروا في خلق الله , ولا تفكروا في الله ))
سبحانه وهل يطيق بشر ان يفكر في ذاته؟
هل تطيق الذرة الهائمة التائهة الفانية المحدودة ان تحيط بحقيقة الأزل والأبد , التي لا آخر لها
وان اهتدت... إن وصلت واتصلت بالله .. فما حاجتها الي (( التفكير )) في ذات الله وهي واصلة الي حماه؟!
وهل فرغ الإنسان من تدبر أسرار الكون, ليفكر في ذات الخالق سبحانه ( ليس كمثله شئ)؟
وهل وصل في علمه الي حقيقة جوهرية واحدة من حقائق الكون ؟ أم انه ما يزال في محيط (( الظواهر)) لا يجرؤ علي الدخول في الأعماق؟
ابسط قواعد المنطق انك إذا عجزت عن الصغير فأنت اعجز عن الكبير.
واذا عجزت ان تسير ميلا فستهلك مئات الأميال فضلا عن الألوف والملايين .
والكون أمام الإنسان واسع هائل عريض..
فهل فرغ من أمرة ؟
هل وسل الي آخر أبعادة؟
هل أحاط به علما . بل تصورا وخيالا ؟

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/d/df/Sun_in_X-Ray.png


فلنسمع هنا كلام العلم الرسمي فانه وحده يبهر الخيال ويذهل الرءوس!
((إن اقرب نجم إلينا يبعد عن الشمس فوق الأربع من السنوات الضوئية. أي أن النور وسرعته 186000 ميل في الثانية يقطع المسافة من الشمس الي اقرب نجم في نحو اربع سنوات . انه علي مسافة تبلغ نحوا من 000.000.000.000 26,ميل !!! انك لو مثلت الشمس بنقطة من حبر علي هذه الصحيفة . لتمثل اقرب نجم بنقطة أخري تبعد عن النقطة الأولي بنحو 4 أميال .
(( المجرة قرص عظيم . وهي قرص مفرطح , كالرغيف ... وقطر القرص نحو من 100.000 سنة ضوئية . والسنة الضوئية مسافة مقدارها 5 مليون ميل . وارتفاعه نحو عشر ذلك )) !!
وهناك مجرات أخري كثيرة في الكون غير المجرة الي تتبعها مجموعتنا الشمسية .
(( هذه الدنيبات . التي تشبه مجرتنا .. كم عددها ؟ ألف ؟ ألفان ؟ لا إنها مائة مليون من المجرات . مائة مليون جزيرة في فضاء هذا الكون الواسع وقد تزيد ))
هذا في المحيط الخارجي للكون . وهو مظهر واحد يعجز عن حمله الخيال وتعجز العقول.
فلننظر في الأرض وحدها . تلك الذرة الهائمة في الفضاء . هباءة منثورة في محيط الكون , لا تمسكها إلا القدرة القادرة الخالقة المبدعة .
كم جبلا بها وكم نهرا وكم بحيرة ؟
كم كهفا في جبالها وكم حفرة في أراضيها ؟
كم نقطة من المطر تهبط اليها وكم ذرة من البخار تصعد منها أناء الليل وأطراف النهار ؟
وكم بها من أنواع الحياة ؟ الحياة النباتية والحيوانية والإنسانية ؟
كم ألفا من صنوف النبات علي وجه الأرض ؟ وأي دقائق تفرق بين نبات ونبات :
{وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} سورة الرعد آية 4

تأمل في نبات الأرض وانظر إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات بأحداقٍ هي الذهب السبيك
على كثب الزبرجد شاهداتٍ بأنّ الله ليس له شريك

وكم ألف من صنوف الحيوان والطير والحشرات في السهور والفيافي والقفار والوديان والغابات ؟
وكم من ملايين البشر من مختلف الألوان واللغات والعقائد والأفكار؟ بل النبات الواحد والحيوان الواحد والإنسان الواحد .. كم فيه من معجزات الخلق؟
الزهرة الواحدة البديعة التناسق المعجزة التكوين. هل يفرغ الإنسان من تأملها ؟
إن امهر المصورين واقدر الرسامين ليعجز عن الإحاطة بالرسم الذي تمثله زهرة واحدة من تلك الزهور .
فأن فيها من تعدد الألوان , وتدرجها , وتناسقها , وما فيها من جاذبية للعين والحس , زائدا كله عن عنصر الضرورة الذي يستلزم أعضاء التذكير وأعضاء والتأنيث ولا زيادة ... إن هذا كله لآية تبهر النفوس.
و (( التخصص )) الذي يميز عضوا من عضو في كيان النبات . الجذر والساق والأوراق والزهور... وكلها من حبة واحدة تبدو للعين شيئا واحدا لا تخصص فيه ولا تمييز!
وعمليه التمثيل الضوئي التي تحول طاقة الشمس الي مادة !!
وتوزع النبات علي سطح الأرض بحسب توزيع الحرارة والبرودة والجفاف والرطوبة .. بل بحسب توزيع النور والظلام !
فقد اثبت العلم أن ( اختلاف الليل والنهار) بمعني انتظام دورتهما التي يخلف احدهما الأخر , ومعني اختلاف طولهما كذلك.. هو الذي يوزع النبات علي ظهر الأرض ! فلكل نبات زهرة. والزهرة تتكون في فترة الإظلام في في فترة النهار ! وكل زهرة تحتاج الي فترة معينة من الظلام حتي تطلع ! ومن ثم تتوزع أنواع النبات علي أطوال الليل والنهار . بحسب حاجة كل زهرة الي الظلام وإذا أخذت نباتا يحتاج ظلمة اثنتي عشرة ساعة لكي يزهر , وزرعته في مكان ليله لا يزيد عن عشر ساعات , فانه قد ينبت ولكنه لا يزهر , ومن ثم لا يصل االي الإثمار .
والحيوان الواحد كم فيه من موافقات عجيبة ومعجزات ؟
و الحواس وحدها معجزة , والجلد والشعر معجزة ز والأنياب والأظافر معجزة . وجهاز الهضم والتنفس والانسال كلها معجزات . كل عضو مخصص لوظيفة . وهي كلها في الأصل بويضة واحدة أو حيوان منوي – في رأي العين – غير مميز الأجزاء .
والإنسان قمة الحياة علي سطح الأرض وسيد المخلوقات فيها كم معجزة في خلقة ؟
ودعك من خواص الحيوانية كلها , وان كان في كل منها ما يحير العقل ويزهل الفكر , من شدة الدقة وعجيب التناسق وعظمة القدرة التي تهيئ لكل خلق مما يصلح له وما يعينه علي أداء وظيفته.
ودعك من ان هذه الخصائص التي يشترك فيه مع الحيوان قد ارتفعت في الانسان وصارت اروع واعجب وادق واكمل .
وانظر في خصائصة التي تفرد بها وتميز علي كل الخلق . انظر الي عقله وانظر الي روحه . أي اعجاز .!
ما العقل ؟ كيف يفكر ؟ كيف يصل الي الحقائق ؟ كيف يرتب بعضها علي بعض ويستنبط بعضها من بعض ؟
وما التفكير ؟ كهرباء هو ام مادة ام طاقة ؟
وما الروح ؟ صدق الله العظيم اذ يقول :
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } سورة الإسراء

اخي :
ومعرفة الله تعالي والاقرار بربوبيته امر فطري ضروري يحسه الانسان في نفسة وتنادي به فطرتة :
(أفي الله شك فاطر الموات والارض)
وهذه المعرفة الضرورية هبة من الله تعالي لعباده , ففي الحديث القدسي :
( إني خلقت عبادي حنفاء كلهم ثم جاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ))
وقال صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
( كل مولود يولد علي الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ))
وكان بعض السلف يقول :
(( عرف ربي بربي , ولولا ربي ما عرفت ربي )) !!
فدل ذلك علي ان هذه المعرفة لا تنشأ بالتفكر والتأمل وانما تزداد بذلك .
قيل لابن عباس : بم عرفت ربك ؟
فقال : من طلب دينه بالقياس لم يزل دهره في التباس , خارجا عن المنهج , ظاعنا في الاعوجاج : عرفته بما عرف به نفسه , ووصفته بما وصف به نفسه !
وهذه الفطرة عند الكثير من المفسرين هي الميثاق الذي اخذه الله بربوبيته علي بني ادم قبل ان يوجدوا وهم في عالم الذر.
قال تعالي :
﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ .. ﴾ سورة الأعراف

أخي الحبيب :
لله فــــى الافــاق آيــــات لعــــــــــــل اقلــــها هــو مـــا اليـــــه هـــداكـــــا
ولـعل مـافــــى النفس مـــن آياتــــه عجب عجاب لو ترى عيناكــــــــــــــا
والـــكون مشــــــحون باســــــرار اذا حاولـــــت تفســـــيرا لها أعياكــــــــا
قـــل للطبيـب تخـــــطفته يــد الردى من يــا طبيب بطبــــــــه ارداكـــــــــــا
قـل للـمريض نجـــــا وعــوفى بعد مـا عـجزت فنون الطب من عافاكــــــــــــا
قــل للصــــــحيح يــموت لا من علــة مـن بالـمنايا ياصحيح دهاكـــــــــــــــا
قــل للبصـــــــير وكــان يحذر حفـــــرةً فـهوى بـها من ذا الذى اهواكــــــــــــا
بل ســائل الاعمى خطـا بين الزحام بلا اصــطدام مــن يقــــــود خطاكـــــا
قـل للجنين يعيش مــعزولاً بـــــــــــلا راع ٍ ومــرعى مــا الذى يرعـــــــــاـــا
قــل للوليد بكى واجهش بالبكــــــــاء لـدى الولادة مــا الذى ابكــــــــاكــــــــا
واذا تـــرى الثعبــان ينفث ســــــــــمه فاسـاله منــذا بالسموم حشـــــاكـــا
واسله كيـف تعيــــش ياثعبــــــــان او تحيـــا وهــــذا الســــم يمـــلا ْ فاكــــا
واسال بطون النحل كــيف تقـــاطـرت شهداً وقــل للشهد من حــــــــلاكــــا
بل ســـائل اللبن المصــفى كان بين دم ٍ وفــــرث ٍ مــا الـــذى صــــفاكـــــا
واذا رايــت الحـــى يخــــرج مــــــــــن حنـايا ميت ٍ فاســـاله من احياكـــــــا
قل للهواء تحسه الايدى ويخفى عن عـــــــيون الناس من اخفاكــــــــــــــا
قل للنبات يجف بعد تعهــــــــــــــــــد ورعاية مــــن بالجفــــاف رماكــــــــــا
واذا رايت النبت فــــــى الصحـــــــراء يربــــــو وحـــده فاساله من اسراكــا
واذا رايت البـدر يســرى ناشــــــــــراً انــــــوارة فاســـاله من اســـــــراكــــا
واسال شعاع الشمس يـــدنو وهـى أبعــد كــل شىً ما الذى ادناكــــــــــا
قل للــمرير من الثمار مـن الــــــــذى بالمـر من دون الثمـــــــــار غذاكـــــــا
واذا رايت النخل مشقوق النــــــــوى فاساله مــن يـا نخـــيــل شق نواكــا
واذا رايت النار شـب لهيبهـــــــــــــــا فاســـأل لهـــــيب النار مـن اوراكــــــا
واذا ترى الجـبل الاشــــم مناطحـــــا قــمم الســحاب فسله من ارساكــــا
واذا تــرى صـــــخرا تفجــــر بالميــــاه فسله مـــن بالماء شــــــق صفاكــا
واذا رايــت النــهر بالعـــذب الـــــــزلال جرى فسله مــــن الذى اجـــــراكـــــا
واذا رايت البـــحر بالملح الاجـــــــــاج طغى فسله مــــن الذى اطغاكــــــــا
واذا رايت الليل يغشى داجيــــــــــــا فاساله من ياليل حــــــاك دجاكــــــا
واذا رايت الصبح يسفــــر ضـــــاحـياً فاساله من ياصبـــــــــح صــاغ ضحاكا
ستجيب مافى الكــــــــون آياتـــــــــه عــــجبٌ لـــــو تــــــرى عـــــــيناكــــــا
يا أيـــها الأنســــان مهـــــلاً ما الـــذى بالله جـــــل جـــــــلاله ُ اغـــــــــراكـــا؟
يا مـــدرك الأبصـــــار الأبصــــــــــــار لا تــــــــــــدرك لــــــــه ولكنهــــــه ادراكـا
ان لم تـــكن عــــينى تـــراك فإنـــنى فى كــل شــــــئ استبين عـــــلاكــا
يامنبت الأزهــــــــار عاطــــرة الشـــذا هــــــذا الشذا الفــــــواح نفخُ شذاكــــا
فاقبــــــل دعائــى واستجيب لرجــاوتى ما خاب يـــــوما من دعــــــا ورجــــــاكـا

اخي هل وصلت (( الفلسفة )) في جميع اطوارها وجميع محاولتها الي حقيقة واحدة مستقرة تكشف للناس عن المجهول ؟ ان باءت كلها بالفشل الجازم والعجز المحتوم ؟ وهل هذه التخبطات التي كتبها الفلاسفة في شأنالله حقيقة بان ينظر اليها عاقل ويوليها شيئا من اهتمامه ؟
وفيم هذه العناء كله؟!
ما وراء النطح في الصخرة التي تحطم الرؤوس؟!
ايريد ان يصل الي الله ؟ سبحان الله ! فما له لا يصل من الطريق العبد المفتوح ؟ ماله يلف ويدور , ويعود ( كالمخووت ) الذي ركبة الخبال ؟
يريد ان يصل الي الله ؟
اما يحس في اعماق نفسه السبيل ؟
اما يطرق العنان للفطرة وهي تصل به الي هناك ؟
اما يدع روحه تحلق وحدها , عارفة طريقهاالي النور الذي قبست منه وهيه كائنة في علم الله منذ الازل والاباد ؟
الطريق هو الايمان ! والفطرة تعرف الطريق !
وما يحتاج الانسان الا ان يدع فطرته علي سجيتها , لا يكبلها بقيود مصطنعة من فلسفة منحرفة او علم فطير. ولا يغشيها بركام الشهوات الغليظة والنزوات الهابطة التي تحجب شفافيتها وتمنع عنها النور وهي وحدها تهديه الي الله .
ولله در ابن عطاء الله السكندري حين قال :
((الهي كيف يستدل عليك بما هو في وجودك مفتقر اليك .ايكون لغيرك من الظهور ما ليس ل حتي يكون هو المظهر لك , متي غبت حتي تحتاج الي دليل يدل عليك . ومتي بعدت حتي تكون الاثار هي التي توصل اليك .
الهي عميت عين لا تراك عليها رقيبا وخسرت صفقة عبد لم يجعل له من حبك نصيبا .
الهي امرت بالرجوع الي الاثار فارجعني اليها بكسوة الانوار وهداية ا لاستبصار حتي ارجع اليك منها كما دخلت اليك منها مصون السر علي النظر اليها ومرفوع الهمة عن الاعتماد عليها انك علي كل شئ قدير .
الهي هذا زلي ظاهر بين يديك وهذا حالي لا يخفي عليك منك اطلب الوصول اليك وبك استدل عليك فاهدني بنورك اليك واقمني بصدق العبودية بين يديك.
الهي اغنني بتدبيرك عن تدبيري وباختيارك لي عن اختياري واوقفني علي مراكز اضطراري .
بك استنصر فانصرني وعليك اتوكل فلا تكلني واياك اسألك فلا تخيبني وففي فضلك ارغب فلا تحرمني ولجنابك أنتسب فلا تبعدني وببابك اقف فلا تطردني .
(وان اراد الانسان عونا للفطرة وهي في الطريق الي الله .....فليكن ذلك العون الاكبر هو تدبر ايات الخلق والبحث عن ايات القدرة في صفحة الكون الحافلة بالمعجزات فذلك هو الذي يطيقه وذلك هو الذي يعينه علي السبيل) .

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) و الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } سورة آل عمران

إن الكون كله آية الله وفي كل شئ منه آية وكما قال الله عز وجل :
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } سورة ق
الليل والنهار , الشمس والقمر والافلاك , السحابة والمطر , النبته الحية الخارجة من الحبة الميته ( في ظاهر العين ) والحطام الميت الذي ينتهي اليه النبات الحي .
الارض ( الميته ) التي تخرج الحياة . والحياة التي تفضي في الاحياء جميعا الي الموت .
الانسان الذي صورة الله فأحسن تصويرة .
الارض التي بث فيها من كل دابة .
التوافق بين الحياة والاحياء يبدوا في الاشعة الكونية التي يرسلها الفضا ء للأرض فلا تقوم بدونها الحياة , كما يبدوا في النسب المضبوطة من البحر واليابس , والاكسجين والايدروجين والنيتروجين .......... ومدي صلابة القشرة الارضية ومدي تأثر الارض بالجاذبية الارضية ومدي بعدها عن الشمس ومدي سرعتها امامها الي اخر هذه الموافقات .
وقال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله (( وجود الله تعالي من البداهات التي يدركها الانسان بفطرته , ويهتدي اليها بطبيعته .....
ولولا ان شدة الظهور قد تلد الخفاء واقتراب المسافة جدا قد يعطل الرؤيا وما اختلف علي ذلك مؤمن ولا ملحد !
(أفي الله شك فاطر السموات والارض)
وقد جاءت الرسل لتصحيح فكرة الناس عن الالوهية فانهم وان عرفوا الله بطبيعتهم الا انهم اخطأوا في الاشراك به والفهم عنه .
(فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك)
والبيئة الفاسدة خطر شديد علي الفطرة , فهي تمسخها وتشرد بها , وتختلف فيها من العلل ما يجعلها تعاف العذب وتسيغ الفج وذالك سر انصراف فريق من الناس عن الايمان والصلاح , وقبلوهم للكفر والشرك ! مع منافاة ذلك لمنطق العقل وضرورات الفكر واصل الخلقة.
(( اني خلقت عبادي حنفاء كلهم فأتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما احللت لهم ))
وقد ا قترنت حضارة الغرب التي تسود العالم اليوم بنزوح حاد الي المماراة في وجود الله والنظر الي الشرائع السماوية نظرة تنقص او قبولها كمسكنات اجتماعية لانصارها والعاطفين عليها .
ولا شك ان المحنة التي يعانيها العالم الان اازمة روحية منشأها كفرة بالمثل العليا التي جاء بها الدين من الحق والانصاف والتسامح والايخاء فلا مجال له مما يرتكس فيه الا بالعودة الي هذه المثل يهتدي اليها بفطرته كما يهتدي سبيله الجنين في ولادته والفرخ من بيضته .
ومتي هدي العالم الي الفطرة هدي الي الاسلام فان الاسلام هو دين الفطرة .
ولا بأس من سوق طائفة من الدلائل التي تفتق للذهن الغفل منافذ يبصر بها ويلتفت لما وراءها .
أ – ان الانسان لم يخلق نفسه ولم يخلق اولاده ولم يخلق الارض التي يدرج فوقها ولا السماء التي يعيش تحتها .
والبشر الذين ادعو الالوهية لم يكلفوا انفسهم مشقة ادعاء ذلك . فمن المقطوع به ان وظيفة الخلق والابراز من العدم لم ينتحلها لنفسه انسان ولا حيوان ولا جماد .
ومن المقطوع به كذلك , ان شيئا لا يحدث من طلقاء نفسه , فلم يبق الا الله !
وقد قرر القراان هذا الدليل
{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ الطور(35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ } سورة الطور
ويلفت انظار العرب الي مظاهر الابداع في المجتمع السازج الذي يحيوون فيه
افلا ينظرون الي الابل كيف خلقت . والي السماء كيف رفعت . والي الجبال كيف نصبت . والي الارض كيف سطحت )
ويسمي هذا الدليل دليل ((الابداع ))
ب – لو دخل المرء دارا , فوجد بها غرفة مهيئه للطعام , واخري للمنام , واخري للنظافة , واخري للضيافة (........... الخ ) , لجزم بأن هذا الترتيب لم يتم وحده وأن هذا الاعداد النافع لابد قد نشأ عن تقدير وحكمة واشرف عليه فاعل يعرف ما يفعل والناظر في الكون و افاقة والمادة وخصائصها يعرف انها محكومة بقوانين مضبوطة شرحت للكثير منها علوم الطبيعة والكيمياء والنبات والحيوان والطب و افادت منها الناس اجمل الفوائد وما وصل اليه علم الانسان من اسرار العالم حاسم في ابعاد كل شبهه توهم انه وجد كيفما اتفق .
كلا . ان النظام الدقيق المختفي في طوايا الذرة مطرد فيما بين افلاك السماء الرحبة من ابعاد :
( تبارك الله الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا . وهو الذي جعل الليل والنهار خلقة لمن اراد ان يذكر او اراد شكورا )
وفي القراان ايات شتي تقرر هذا الدليل ويسمي دليل العناية
ج – هل فكرت في هذه السيارات المنطلقة اعني هذه الكواكب التي تخترق اعماق الجو والتي تلتزم مدارا واحدا لا تنحرف عنه يمينا او يسارا وتلتزم سرعة واحدة لا تبطل ولا تعجل .
ثم ترتقبها في موعدها المحسوب فلا تختلف عنه ابدا؟ !
ان الكرة تنطلق من اقدام اللاعبين ثم لا تلببث ان تهوي بعد تحليق اما هذه الكرات الغليظة الحجم الحي منها والميت المضيء منها والمعتم فهي معلقة لا تسقط لا سائرة لا تقف ! الكل في دارته لا يعدوها .
وقد يصطدم المشاة والركبان علي أرضنا وهم أصحاب بصر وعقل .
اما هذه الكواكب التي تزحم الفضاء فإنها لا تزيغ ولا تصطدم
{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ(39) لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } سورة يس
من الذي هيمن علي نظامها واشرف علي مدارها .
بل من الذي امسك بأجرامها الهائلة ودفعها تجري بهذه القوة الفائقة انها لا ترتكز علي علوها الا علي دعائم القدرة ولا تطير الا بأجنحة اعارها لها القدر الاعلي
{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } سورة فاطر
اما كلمة الجاذبية فدلالتها العلمية كدلالة حرف (س) علي المجهول .
انها رمز لقوانين تصرخ باسم الله , ولكن الصم لا يسمعون ؟ ويسمي هذا الدليل ( الحركة ).
د – لا شك ان لوجود كل واحد منها بداية معروفة .
فنحن قبل ميلادنا لم نكن شئ يذكر .
{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً } سورة الإنسان
وعناصر الكون الذي نعيش فيه كذلك لها بداية معروفة . وعلماء الجيولوجيا يقدرون لها اعمارا محدودة مهما طالت فقد كانت قبلها صفرا وكان هناك ظن بأن المادة لا تفني اعتمد عليه فريق من الناس في القول بقدم العالم وما يتبع هذا القدم الموهوم من اباطيل .
علي ان تفجير الذرة هدم هذا الظن ولو لم يتم تفجيرها ما قبلنا هذا الظن علي انه حقيقة ثابته .
اننا جازمون بان وجودنا محدث لان تفكيرنا واحساسنا يهدينا لذلك وغير معقول ان يتطور العدم الي وجود تطورا ذاتيا .
انه اذا وقعت حادثة لم يدر فاعلها .......قيل : ان الفاعل مجهول .
ولم يقل احدا قط : انه ليس لها فاعل فكيف يراد من العقلاء ان يقطعوا الصلة بين العالم وربة ؟
اننا لما نكن شيئا فكنا فمن كوننا ؟
(قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون)
ويسمي هذا دليل ( الحدوث )

فيا عباد الله.
(تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله ) فتهلكوا وهاهو الكون كله من عرشة الي فرشة ومن ذراته الي مجراته شاهد صدق علي وجود الله.
فيا عجبا كيف يعصى الإله "
" أم كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيء له آية "
" تدل على أنه واحد
ولله في كل تحريكة "
" وتسكينة أبدا شاهد

أعلم أن الحق أمامكم وترونه لكن الجرأة والشجاعة هي الفيصل, الجرأة التي ستوصلكم للأمان إن شاء الله.

وبرجاء الإطلاع على هذا المقطع:

http://www.youtube.com/watch?v=BKJsa95JgAM

أدعو الله أن يهديكم للحق وأن يرزقكم الإسلام دينا.

سعادة
10-05-2010, 09:39 PM
جزاك الله خير حديث ابن عباس مهم جدا