المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا نتعلم أولا؟؟



عمر الأنصاري
10-12-2010, 01:42 AM
الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفر، وأعوذ بالله من شرور نفسي وسيئات أعمالي، ثم أما بعد..
فهذا مقال كتبه الأستاذ الحبيب الفاضل: متعلم، المشرف العام على منتدى الفرقان، كتبه ناصحاً لطلاب العلم والمُسلمين، مُوجهاً إياهم إلى الطريق السليم القويم، لمن أراد مُحاججة المُخالفين من أهل الأديان الباطلة.
وقد غيرتُ فيه النزر الطفيف وعدلت الشيء القليل حتى يتناسب وتوجه منتدى التوحيد، المُتخصص في الرد على المُلحدين.

يقول فيه بعد التعديل:

الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

أول خطوة لك أخى الكريم لدراسة الإلحاد ومذاهبه: أن تمتنع عن قراءة أى كتاب أو مقال فى الإلحاد أو الرد على الإلحاد، وأن تلجم نفسك عن قراءة المكتوب فى منتديات الملحدين والردود عليهم !

والخطوة الثانية أن تأخذ نصيبك من الميراث الذى تركه لك محمد عليه الصلاة والسلام. فتتعلم قراءة القرآن كما كان يقرأه محمد عليه الصلاة والسلام، وتحفظ ما استطعت منه. ثم تأخذ بطرف صالح من العقيدة والفقه والحديث والتفسير واللغة والسيرة والرقائق وباقى العلوم الضرورية.

والثالثة أن تتوسع أكثر فى دراسة العقيدة، فتتعمق أكثر فى مسائل العقيدة وتفاصيلها، وتتعرف بشكل أوسع على الفرق والأديان والمذاهب.

والرابعة أن تدرس أمهات الكتب فى مجال دعوة أهل الإلحاد، وعلى رأسها درء تعارض العقل والنقل.

والخامسة الاطلاع على أمهات كتب الملحدين.

فإن شقّ عليك ذلك الطريق، وطال وصعب فى ناظريك، فلا عليك بأى خطوة مما سبق ! ..

ولكن اعمد إلى مواقع الإنترنت ومنتدياتها، واهدر من وقتك ما استطعت، واقرأ نتفـًا من هنا وهناك، حتى إذا عرفت بعض المطاعن فى الإلحاد، فاذهب إلى منتديات الملاحدة، وطارحهم الجدل والجدال، وبادلهم السب والسباب، ثم قل فى نفسك: قوم لا عقول لهم ! .. فارجع إلى منتدى التوحيد أو غيره من المنتديات، واحرص لنفسك فى كل يوم على مشاركة تضعها فيه، لا تزيد عن اقتباس فقرة من سخافات الملاحدة، وتهكم عليها واسخر منها، وانتظر تهنئة إخوتك لك على رائع تهكمك وعظيم سخريتك، فبادلهم التهانى، وتعجب من حال الملاحدة الذين لا يعقلون! .. وأنت فى كل ذلك حريص على هدر أوقاتك، وربما إضاعة صلواتك ! .. وتمر عليك السنون والسنون، ولم تعرف من الإسلام أكثر مما عرفت حتى اليوم ! .. وهذا إن تغمدك الله برحمته، ولم تنكت بعض الشبه فى قلبك نكتـًا سوداء، ولم يصر قلبك من عدم الإنكار كالكوز مجخيًا والعياذ بالله !

وأنت فى ذلك الطريق السهل تتعلم الإسلام أيضـًا ! .. لكنك تتعلمه عن طريق الشبهات ! .. فينحصر علمك بدينك فى ردود الشبهات. فلو وقفت فى الصلاة بين يدى ربك، وقرأت: ( واستغفر لذنبك )، لم يقع فى قلبك إلا أن هنا شبهة حول خطايا النبى، والرد عليها كذا ! .. وإذا قرأت: ( سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله )، لم تستحضر فى قلبك إلا شبهة كذا والرد عليها كذا ! .. وإذا قرأت ( يا أخت هارون )، لم تجد فى بالك إلا إجابة السؤال: كيف تكون مريم أخت هارون ؟! .. وهكذا يصير علمك بدينك مجرد ردود على شبهات .. أو قل بلا مواربة : يصير دينك عندك شبهات مردود عليها !

أخى الحبيب ..

حبك لدعوة أهل الإلحاد لا بأس فيه. ولكنك مسلم قبل أن تكون محاورًا مجادلاً. وإسلامك يطالبك بتعلم دينك أولاً، بصرف النظر عن تخصصك فى مجادلة أهل الإلحاد فيما بعد أم لا.

وكيف تشرح للملاحدة محاسن شرعة الإسلام وأنت لم تدرس متنـًا فقهيـًا للمبتدئين ؟ .. وكيف تقرب الملاحدة إلى القرآن العظيم وأنت لا تحسن تلاوته ولم تقرأ تفسيرًا مختصرًا لآياته ولم تتقن لغته ؟ .. وكيف تحبب الملاحدة فى محمد عليه الصلاة والسلام وأنت لا تعرف نسبه ولا سيرته ولا أخلاقه ولا شمائله ؟

وأعود فأقول: حتى ولو لم تتصدى لجدال أهل الإلحاد فأنت كمسلم مطالب بمعرفة عقيدتك وكتابك ونبيك وشريعتك، بحسب ما آتاك الله من وقت وجهد وذكاء، ولا يكلف الله نفسـًا إلا وسعها.

وطائفة من المسلمين كانوا لاهين عن الدين، فلما جادلهم الملاحدة وأرادوا اغتيالهم عن دينهم، رجعوا إلى الإسلام، فبحثوا عن إجابات لشبه الملاحدة.

ولا اعتراض على ما حدث لتلك الطائفة، فقد كان خارجـًا عن مقدورهم. ولا اعتراض على بحثهم عن الإجابات، فلا مفر من ذلك بعد حلول الشبه.

لكن الاعتراض كل الاعتراض أن تواصل هذه الطائفة تعلم دينها على أيدى الملاحدة ! .. الخطر كل الخطر أن تدرس الإسلام عن طريق الشبهات وردها !

والواجب على هذه الطائفة أن تحمد ربها أن أفاقها من غفلتها، وأن تنتهى عن التعرض للشبه، وأن تمتنع عن الولوغ فى المواقع والمنتديات التى تنشر هذه القاذورات دون رد، بل عليهم عدم الانشغال بالمنتديات الإسلامية التى ترد وتدعو وتجادل. وإنما الواجب عليهم بالدرجة الأولى تعلم دينهم، كلٌ بحسبه، ولا يكلف الله نفسـًا إلا وسعها.

أخى الحبيب ..

لا أريدك بعد سنتين من الآن أن تكون عالمـًا بحال ماركس ونيتشه وداروين وجاهلاً بحال نبيك. لا أريدك أن تكون حافظـًا للجمل الكثيرة من كتابات الملاحدة وناسيـًا لأكثر آيات الذكر الحكيم. لا أريدك أن تكون واعيـًا بقبائح العلمانية والشيوعية وغافلاً عن مزايا الشريعة الإسلامية.

فليراجع كلٌ منا نفسه .. وليختر لنفسه الطريق التى يحب أن يراه الله فيها.

ا.هـ

وكتبه المشرف العام : متعلم ، جزاه الله خير الجزاء ، وأكمله ، وأوفاه ، وأوفره ، وأعلاه
وعدله بما يتوافق وتوجه مُنتدى التوحيد: الفقير إلى ربه أبو عمر الأنصاري

محمد حمدي
10-12-2010, 02:04 AM
جزاك الله خيرا

ممتاز

ahmedmuslimengineer
10-12-2010, 03:29 PM
جزاك الله خيرا
الكثير يقرأ هذا الكلام متأخرا جدا للأسف

vet9192
11-09-2012, 01:58 PM
جزاك الله خيرا

نور الدين الدمشقي
11-09-2012, 05:15 PM
صدقت بارك الله فيك

YaCiine
10-13-2013, 04:28 AM
بارك الله فييك