المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال حول ذنب تضييع الوقت



أمَة الرحمن
10-18-2010, 04:35 PM
لا أحد يشك أن تضييع الوقت بلا فائدة بحجة "قتل الفراغ" يعد ذنباً، لكن هل يعتبر من الكبائر؟

فكثيراً ما رأيت اخوة و اخوات يقعون في هذا الذنب - و لا أنكر أنني أقع فيه في كثير من الأحيان - لكنهم يتعاملون معه بشيء من الإستهانة بحجة أنه ليس من الكبائر، مع أن الإصرار على صغيرة يجعلها كبيرة.

أمَة الرحمن
10-18-2010, 10:15 PM
للرفع.

أمَة الرحمن
10-19-2010, 04:04 PM
للرفع مرة أخرى!

إلى حب الله
10-19-2010, 06:05 PM
أختي الكريمة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

كبائر الذنوب : هي التي تتعلق بحق الله تعالى أو حق الناس ..
مثل الشرك بالله وقتل النفس بغير الحق وممارسة السحر وقول الزور وعقوق الوالدين .... إلخ
فإذا كان تضييع الوقت كما تسميه : يُرتكب فيه كبيرة من الكبائر : فهو يأخذ نفس حكمها في هذه الحالة !!..
أي يكون هو أيضا ً: كبيرة من الكبائر ..

وكذلك أيضا ًلو كان يُرتكب فيه من الذنوب : ما هو دون الكبائر : مثل سماع الموسيقى أو مشاهدة الحرام أو الخلوة المُحرمة أو النميمة أو الغيبة .. إلخ :
فهو أيضا ًيكون في نفس حُـكمها ...
ولكنه لا يكون كبيرة : إلا إذا استمرأه صاحبه في جنب الله عز وجل ..
---
هذا مِن جهة حُـكمه ..
وأما مِن جهة تعيينه .. فالمفترض أصلا ًفي المسلم أو المسلمة : أن كل ما يقوم به : لا يكون حراما ًبإذن الله !!..
فما تسمينه أنت أ ُخيتي : تضييع وقت : يُسمى في الإسلام بـ : استغلال وقت !!..
حتى ولو كان ذلك الاستغلال هو : في الترفيه الحلال عن النفس !!!!..

فاستغلال الوقت في الإسلام : إما في طاعات أو عبادات أو عمل .. وإما في راحة أو ترويح أو ترفيه عن النفس : في غير معصية : فيكون ذلك بإذن الله تعالى أيضا ً: مِن الأعمال الصالحة لأنه يُعين العبد على مواصلة الطاعات والعبادات والعمل : كونه إنسانا ًوليس ملاك !...
فالوقت أختاه في ديننا : غال ٍنفيس ...
قال عنه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :

" نعمتان : مغبون (أي منقوص مخدوع) فيهما : كثيرٌ مِن الناس !!.. الصحة .. والفراغ " !!..
رواه البخاري وغيره ..
والمعنى : أنه لا يلتفت معظم الناس لاستغلال هاتين النعمتين للأسف : إلا : بعد فوات الأوان كما يقولون !!..
فكم مِن مُعمّر ٍ: شعر باقتراب أجله : فأراد أن يُحسن العمل : فما وجد الصحة التي تعين لا على قيام ٍولا صيام !!..
وكم مِن مُعمّر ٍ: صار أكبر ندمه على أوقات عمره التي فاتت من غير أن يُحسن استغلالها فيما يُرضي الله عز وجل أو يرفع له به الدرجات عند ربه !!!..
حتى ليُـقال أنه لو في الجنة ندم : لندم المؤمنون على كل لحظٍ مرت عليهم في الدنيا : لم يفعلوا فيها حسنا ً: ولو بذكر الله : ولو بالشفاه : مما يرونه من جزيل النعيم في الأخرة على الأعمال الصالحات !!!..

فيا الله .......
أين نحن مِن كل ذلك !!...
-----
ولأننا بشر : فإن الحكيم هو : مَن إذا مر به وقت فراغ : أراد ان يُروح أو يُرفه فيه عن نفسه :
فهو الذي لا يرتكب فيه ما يُغضب ربه !!!..
ولا يكونن مِمَن فهم قول النبي " ساعة ُوساعة " فهم الشيطان !!.. والذي يُخبره بأن ساعة ًلربك : لا يُعصى فيها : وساعة ًلنفسك : لا بأس فيها مِن بعض المعاصي !!!...
أقول :
إنما عني النبي بقوله " ساعة ٌوساعة " أي : وقت ٌنعبد الله فيه على وجه الطاعات المعروفة .. ووقت ٌآخرٌ : نباشر فيه راحة الأبدان ومعافسة الأهل والضيعات ... فنحن بشرٌ ولسنا ملائكة كما قلنا !!!..
ولهذا :
فمَن مر به وقت فراغ ٍ: فليقضه في النوم والراحة .. أو : في القراءة المفيدة .. أو : في التنزه .. أو : في محادثة مَن تشغله الحياة عن محادثتهم وموادتهم مثل الأب والأم والإخوة والأخوات أو الزوجة والأبناء !!.. أو : مارس دعوة ًللغير بسيطة : لا تمل منها النفس فضلا ًعن عدم مشقتها (مثل إرسال حديث مُنتقى يوميا ًبالإميل مثلا ًللأصدقاء والمعارف) .... إلخ ..
بل والله :
ما زال الواحد يتعهد استغلال وقت الفراغ فيما يُفيد : حتى لا يكون هناك وقت فراغ بالمعنى المعروف !!!..
وهذا والله هو المُوفق !!..
بل والله : لجلوسه مع زوجته وأبنائه يُضاحكهم ولو ساعة : أو الخروج بهم للنزهة ولو ساعة : لفيه من الأجر والثواب ما فيه : برغم أنه يُعد وقت فراغ أو (تضييع وقت) عند البعض !!!..
وكذلك مع الأب والام او ذي رحم أو صديق محتاج لمشورة ٍأو قرب ٍأو نصيحة !!..

ووالله : ما صار عالمٌ عالما ً: ولا داعية ٌداعيا ً: إلا باستغلال الوقت الضائع أو وقت الفراغ فيما يُفيد !!!..
إما في علم ٍيُنتفع به (ويكفي الانترنت الآن بكل ما فيه من علوم وأخبار لا يمل المتتبع لها فيما يُفيد) ..
وإما في واجب اجتماعي يسد ما عليه من حقوق للأهل والمعارف مثلا ً!!..

وأعتذر للإطالة المعهودة مني ..
ولكني أختم بحديث (ساعة وساعة) الشهير : لكي تكتمل الصورة أكبر وأكبر ....
فعن (حنظلة بن الربيع الأسيدي) رضي الله عنه قال :
" لقيني أبو بكر فقال : كيف أنت يا حنظلة ؟.. قلت : نافق حنظلة !!.. قال : سبحان الله !!.. ما تقول ؟!.. قلت : نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم : يُذكرنا بالنار والجنة : كأنا رأي عين !!.. فإذا خرجنا مِن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم : عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات !!.. نسينا كثيرا ً!!.. (حيث ظن حنظلة أن مِن كمال تخيل الجنة والنار : أن ينقطع الغنسان لذلك من الدنيا : إلى عبادة ربه فقط : طمعا ًفي الجنة ونعيمها : وخوفا ًمن النار وعذابها) قال أبو بكر : فو الله : إنا لنلقى مثل هذا (أي وأنا أيضا ً!) !!..
فانطلقت أنا وأبو بكر : حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقلت : نافق حنظلة يا رسول الله !.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما ذاك ؟!.. قلت : يا رسول الله ! نكون عندك : تذكرنا بالنار والجنة : كأنا رأي عين !!.. فإذا خرجنا من عندك : عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات !!.. نسينا كثيرا ً!!.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده : لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذِكر : لصافحتكم الملائكة على فــُرُشكم !!.. وفي طرقكم !!.. ولكن يا حنظلة : ساعة وساعة " ثلاث مرات " ...
رواه مسلم وغيره ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

أمَة الرحمن
10-19-2010, 07:01 PM
بارك الله فيك، أخي.

كفيت و وفيت.