المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفهوم التناقض، كيف أدركه دماغك أيها الملحد؟



عبد الواحد
10-28-2010, 04:14 PM
من أهم ما يميز العقل قدرته على إدراك (معنى التناقض)، وبما أن الملحد يدعي أن مرجعه الوحيد للحكم على الواقع هو المرجع المادي. فعليه إذاً أن يفسر -بموضوعية مادية- كيفية إدراك الدماغ (لمعنى التناقض) دون أن يهدم فكره المادي.. فاختلاف الحالات المادية هو اختلاف (تنوع وتعاكس وتضاد بين القوى) وليس اختلاف (تناقض). ومن سبق له دراسة بعض المنطق يعلم الفرق الشاسع بين (الضد) وبين (النقيض). فالتناقض مستحيل، والواقع المتنوع ليس مستحيلاً بل هو من الممكنات! فكيف إذاً وصل الى دماغك أيها الملحد (مفهوم التناقض) الذي لا تعرفه المادة؟ وهل يمكنك أن تشرح الفرق:
1- بين الاختلاف على مستوى النشاط الدماغي الذي يمثل التناقض.
2- وبين الاختلاف على مستوى النشاط الدماغي الذي يمثل التنوع.
http://public.blu.livefilestore.com/y1pxdryZSFl25fNABjpwJ_2CdXMBPrB7ksyN7SvDplclN2lCrS 9OU-A-waISh5AsukPIB491qBnouWLznCPE3RclA/isoBrain.png?psid=1

أنت كإنسان عاقل تدرك الفرق بين (اختلاف التنوع) وبين (اختلاف التناقض).. لكن دماغك لا يعرف ذلك الفرق!
فلا يوجد "تناقض فيزيائي" بين (شفرة الدماغ التي ترمز الى الجملة1) وبين (شفرة الدماغ التي ترمز الى نقيض الجملة1)
كما أنه لا يوجد "تناقض فيزيائي" بين (مادة المداد التي ترمز الى الجملة1) وبين (مادة المداد التي ترمز الى نقيض الجملة1).
واستباقا لأية مراوغة ...
- ليس المطلوب من الملحد أن يُعرّف التناقض نظرياً!
- بل عليه أن يُعرّف (علمية إدراك التناقض) تعريفا مادياً صرفاً.. هذا إذا التزم بفكره!

أكرر السؤال: ما هو تعريفك للتناقض يا زميلي الملحد؟
هل هو مجرد اختلاف بين الحالات المادية للشفرات في الدماغ؟
1- إن قال لا: إذاً كيف ميّز دماغك بين اختلاف التنوع واختلاف التناقض.. إذا كانت كل جملة مختلفة تمثل شفرة مختلفة؟
2- وإن قال نعم، التناقض هو اختلاف الشفرات: إذاً كل جملة منطقية هي نقيض أية جملة أخرى! وهذه هي عين الحماقة.

في إنتظار "الموضوعية المادية" للزميل بسام..

تحياتي..

د. هشام عزمي
10-28-2010, 04:59 PM
من البين الواضح أن الملاحدة - عمومًا - أكثر تهورًا في العقليات من أهل الملل ..
فتجدهم يندفعون بتهورٍ بالغٍ لإنكار ما لا يسع العاقل إنكاره ..
وهذا كله للدفاع عن موقف ضعيف عقليًا أو غير سائغ ..
فينطلق الواحد منهم للإنكار المجرد والمعاندة المحضة ..
فقط لمجرد إثبات صواب رأيه وعقله ..!
وهذا من التهور الشديد بمكان ..
والله المستعان .

بسام العباس
10-30-2010, 11:07 PM
من البين الواضح أن الملاحدة - عمومًا - أكثر تهورًا في العقليات من أهل الملل ..
فتجدهم يندفعون بتهورٍ بالغٍ لإنكار ما لا يسع العاقل إنكاره ..
وهذا كله للدفاع عن موقف ضعيف عقليًا أو غير سائغ ..
فينطلق الواحد منهم للإنكار المجرد والمعاندة المحضة ..
فقط لمجرد إثبات صواب رأيه وعقله ..!
وهذا من التهور الشديد بمكان ..
والله المستعان .

نتمنى على الزميل أن لا يطلق الأحكام جزافاً

ونرجو أن يكون هذا الموضوع المطروح للحوار نموذجاً يطبق عليه ما اتهم به الملحدين.

مع الشكر.

----------------------

أعتذر من الزملاء الكرام عن التأخير لأكثر من سبب: ضغوط العمل، ودقة الموضوع المطروح للحوار، ورغبتي في شرح وجهة نظري بطريقة لا تستعصي على القارئ غير المطلع على هذا النمط من الحوارات.

سيكون الرد جاهزاً غداً إن لم يعقني شيء.

مع أطيب الأمنيات.

د. هشام عزمي
10-31-2010, 12:55 AM
نتمنى على الزميل أن لا يطلق الأحكام جزافاً

ونرجو أن يكون هذا الموضوع المطروح للحوار نموذجاً يطبق عليه ما اتهم به الملحدين.

مع الشكر.

ومن قال إني أطلق الأحكام جزافًا ..؟
في انتظارك حتى نطبق سويًا ما قلتُه على كلامك ..

بسام العباس
10-31-2010, 04:17 PM
من أهم ما يميز العقل قدرته على إدراك (معنى التناقض)، وبما أن الملحد يدعي أن مرجعه الوحيد للحكم على الواقع هو المرجع المادي. فعليه إذاً أن يفسر -بموضوعية مادية- كيفية إدراك الدماغ (لمعنى التناقض) دون أن يهدم فكره المادي.. فاختلاف الحالات المادية هو اختلاف (تنوع وتعاكس وتضاد بين القوى) وليس اختلاف (تناقض)...


مرحباً.

لا يبدو لي ما طرحه الزميل عبد الواحد أكثر من ولع بالمصطلحات، بسبب الطبيعة الشخصية لأطروحاته، فهو يقرر أن {اختلاف الحالات المادية هو اختلاف (تنوع وتعاكس وتضاد بين القوى) وليس اختلاف (تناقض)}..

بداية أنوه إلى أنه لا فرق بين قولنا بالمتضادات أو المتناقضات، ولكننا سنستخدم مصطلحات الزميل كما هي.

لا نعتقد أن كلمة (تناقض) التي ضمتها اللغة العربية قد أتت من فراغ، فهي لا بد أن تشير إلى ظاهرة ما بين شيئين، فهل ينفي (التنوع والتعاكس والتضاد).. (التناقض) فعلاً كما يقول؟..

تتنوع الموجودات المادية تنوعاً كبيراً، وهذا التنوع يضم اختلافات كبيرة بينها، تصل إلى درجة التفاني في عدد كبير من الحالات، فهل نستطيع مثلاً أن نقول أن الفرق بين الذئب والخروف هو مجرد تنوع، أم هو تناقض في إطار التنوع البيئي؟..

إذا ما قمنا بتشريح كل من هذين الحيوانين لوجدنا أن التناقض بينهما كبير بنسبة كبيرة قياساً إلى أعضائهما، فبينما يتجه بصر الذئب إلى الأمام، يتجه بصر الخروف إلى جميع الجهات تقريباً، وبينما يفشل الذئب في هضم النباتات عموماً، ينجح الخروف بنقيضه، وهكذا على مستوى كثير من أعضائهما.. فإذا ما أخذنا الفرق بينهما في عمومه لوجدنا أنه (تناقض) في إطار (التنوع)، وأن التنوع لا ينفي التناقض كما يعتقد الزميل عبد الواحد.

وكان الفيلسوف الألماني (هيغل) قد أطلق على هذا النمط من الظواهرالمادية قانونه الشهير: {وحدة وصراع المتناقضات}، حيث لا يستطيع النقيض في هذه الحالة التواجد بدون ضديده.

إذاً تتواجد الظواهر المادية في وحدة وتضاد معاً، ويكفي أن ننظر إلى جسيمات الذرة حتى نصادق على هذا القانون الفلسفي، وهكذا كافة الظواهر المادية.

لا يختلف الحديث في (التعاكس) و(التضاد) عن ذلك، فجميع هذه المصطلحات تبين بكل وضوح طبيعة التنوع في المادة، وأن التنوع والتعاكس والتضاد هي الوجه الظاهر للتناقض.. إذ لا يمكننا مثلاً ملاحظة الحركة ما لم (ينتفِ) (النقيض)، ويظهر هذا على شكل تنوع وتعاكس وتضاد.. والحركة نفسها هي مجموعة (متنافيات) متتالية (ينقض) كل منها حالته السابقة.. ويكون كل من (التنوع، التعاكس، التضاد) شكلاً لتبدي هذه المتناقضات.

لقد نظر الزميل إلى الوجه النسبي لظواهر المادة: (التنوع، التعاكس، التضاد)، وأهمل الإطار المطلق لوجودها: (التناقض).


ومن سبق له دراسة بعض المنطق يعلم الفرق الشاسع بين (الضد) وبين (النقيض). فالتناقض مستحيل، والواقع المتنوع ليس مستحيلاً بل هو من الممكنات! فكيف إذاً وصل الى دماغك أيها الملحد (مفهوم التناقض) الذي لا تعرفه المادة؟

يبدو أن المنطق لدى الزميل عبد الواحد منطق كيفي، يتم تشكيله تبعاً للقناعات والرغبات الشخصية.. أين هي هذه الدراسات التي تنقض الفرق بين الضد والنقيض وتقول باستحالة التناقض؟..

لقد اختار الزميل نقض (التناقض) ليهدم به على ما يبدو مفاهيم الملحدين، لاهياً عن أن هذا المفهوم هو مفهوم علمي وفلسفي، لا علاقة له بالإلحاد، وأن الملحدين يستخدمونه لدعم آرائهم.. ولعل الزميل قد لجأ إل هذه الطريقة لأنه غفل بشكل عفوي عن عمومية (التناقض) ولاحظ جزئية (التنوع والتعاكس والتضاد) في الظواهر المادية الملموسة.

لقد لاحظ عقلي (التناقض) أيها الزميل في الظواهر المادية بنفس الطريقة التي لاحظ بها عقلك كل من (التنوع والتعاكس والتضاد)، ولكن الفرق بيننا أنك لهوت بالخواص عن العوام.

وصل مفهوم التناقض إلى عقلي على الشكل التالي: لأن التناقض من خواص المادة - عكس ما تعتقد - فمن خلال ملاحظة عدد كبير من التنوعات بين الظواهر المادية، والبحث في طبيعة العلاقات القائمة بين الظواهر المادية، تبين لي أن هنالك خصائص (تنوع وتعاكس وتضاد) بينها، ومن خلال التمعن في هذه الخصائص وجدت أنها تنتج جميعاً عن ميزة مادية واحدة هي (التناقض).

مثلاً.. هنالك تنوع كبير لألوان طيور اليمام في العالم، ولكنك تجد أن اليمامة الدورية - التي تعيش في الدور السكنية - وكذلك العصفور الدوري، يتميزان بريش غامق اللون بالقياس إلى نظائرها ذات اللون الفاتح التي تعيش في البرية.. إذاً (تنوع) الألوان هو ظاهرة عامة، أما (تعاكسها)، فهو ظاهرة خاصة، ولكن جميع هذه الألوان {بشكل مطلق} قد نتجت عن (التناقض) القائم بين الألوان المتضادة بين ريش الطائر والبيئة، إذ أدى هذا (التناقض) إلى كشف ألوان الطيور المضادة لألوان البيئة من قبل الكواسر واصطيادها.

بهذه الطريقة التعميمية يمكن فهم {قانون التناقض} الذي يعتبر واحداً من أعمدة الفلسفة المادية.. واستيعابه في دماغ الملحد وغير الملحد إن هو رغب بتشغيله.

وهذا القانون لا علاقة له بالإلحاد ولا غيره، إنه يتعلق بالمنطق السليم الذي زعمت أنه لا يعترف بالتناقض.


وهل يمكنك أن تشرح الفرق:
1- بين الاختلاف على مستوى النشاط الدماغي الذي يمثل التناقض.
2- وبين الاختلاف على مستوى النشاط الدماغي الذي يمثل التنوع.

للأسف.. لا أستطيع، فمعلوماتي محدودة من هذه الناحية.. فإن كنت تطلب مني شرح عضوية الدماغ، فهذا ما لا أستطيع شرحه.. ما أستطيعه هو شرح النتائج الفكرية المترتبة على هذا النشاط، وليس طبيعة النشاط نفسه، لأن العلم لم يتوصل بعد إلا إلى القليل من فهمه.

ورد في مجلة العلوم - مقالة (العقل والدماغ) ما يلي:

(التوصيف الحالي للظواهر البيولوجية العصبية مايزال ناقصا تماما من جميع الوجوه. فمايزال علينا أن نحل تفاصيل كثيرة تتعلق بعمل العصبونات والدارات circuits على المستوى الجزيئي)

لكن هذا لا يعني بأنه لن يكون باستطاعتنا كشف مجاهيل الوعي والعقل والدماغ، فقد ورد أيضاً:

(وفي الواقع، ما يزال التعليل الفيزيائي المتعلق بالأحداث البيولوجية غير مكتمل. وبالتالي فإن الإعلان عن أن مشكلة العقل الواعي غير قابلة للحل بدعوى كوننا استوفينا دراسة الدماغ ولم نجد العقل، أمر يبعث على السخرية.).

وقراءة هذه المقالة مفيدة لتبيان الآفاق المبشرة لفهم العقل.

أنظر: مجلة العلوم - الدماغ والعقل

http://www.oloommagazine.com/Articles/ArticleDetails.aspx?ID=420

أنظر أيضا: مجلة العلوم - الانفعال والذاكرة وارتباطهما بالدماغ

http://www.oloommagazine.com/Articles/ArticleDetails.aspx?ID=165

وللاستزادة مقالة جيدة مؤلفة بالاستعانة بعدة مصادر علمية بعنوان : الدماغ.. (كيف يفكر) إقرأها هنا:

http://arabic.nabeelnayef.com/index.php?option=com_content&task=view&id=131&Itemid=52

إن كان لديك ما تفيدنا به من هذه الناحية فشكراً.


أنت كإنسان عاقل تدرك الفرق بين (اختلاف التنوع) وبين (اختلاف التناقض).. لكن دماغك لا يعرف ذلك الفرق!

الدماغ آلة مثلها مثل القلب وغيره، وهو في حد ذاته كمادة لا يعي ذلك الفرق، فالخلية الدماغية مثل غيرها لاتعي، ولكن النتائج المترتبة على تراكم وترتيب المعلومات بطريقة معينة في خلايا الدماغ ككل تؤدي إلى وعيه بالفرق، فالوعي هو مجموعة الانعكاسات الحسية وتفاعلاتها وترابطاتها التي تحدث في مجموع الدماغ وتؤدي بمجموعها إلى نشوء العقل، وعليه فالعقل نسخة دماغية عن الواقع، ولا تنشأ هذه النسخة إلا عن الواقع.

فالإنسان الذي يولد معزولاً في ظلام تام لن يعرف حتى أنه حي، وخلال سنوات ثلاث بعد الولادة - حسب العلم - لن يغير جهله هذا شيء لأن التعلم يغير من تركيب الدماغ، فإن لم يحدث هذا التغير فقد الإنسان القدرة على التعلم، ولم يختلف عن البهيمة.. وللعلم فإن هذه الخاصة تتميز بها القردة العليا غير المذنبة، فمعلوماتها مكتسبة وليست غريزية موروثة كباقي الحيوانات.

لو كان الدماغ بحد ذاته واعياً (يدرك الفرق حسب قولك) لولد الإنسان واعياً، ولكنه آلة قابلة لحمل الوعي، ولذلك فالدماغ يتعلم أن (يدرك الفرق)، وهذا ما يميز دماغ الإنسان عن الحيوانات.

إن تنوع الطبيعة ومتضاداتها قد أدت إلى ظهور العقل النقيض الموضوعي لسوء الإدراك لدى باقي الكائنات الحية.

دماغي كجزئيات لا يدرك الفرق، أما دماغي بمجموعه يدرك تماماً.. الإدراك ظاهرة مرتبطة بعمل خلايا الدماغ مشتركة.


فلا يوجد "تناقض فيزيائي" بين (شفرة الدماغ التي ترمز الى الجملة1) وبين (شفرة الدماغ التي ترمز الى نقيض الجملة1)
كما أنه لا يوجد "تناقض فيزيائي" بين (مادة المداد التي ترمز الى الجملة1) وبين (مادة المداد التي ترمز الى نقيض الجملة1).

لا تستطيع قول هذا ببساطة لأننا نجهل التراكيب الجزيئية المرافقة لتكون الوعي، فهنالك مسألة لم نتطرق إليها وهي أنواع التناقضات، فالتناقضات قد تكون متنافية كالموت والحياة، أو متعايشة كالسالب والموجب، لذلك ليس من جواب لسؤالك إلا لدى ما قد يكشفه العلم مستقبلاً.

فالوعي يختلف عن الحبر بأنه مركب من ترابطات جزيئية أو فيزيائية بين خلايا الدماغ، وليس مجرد اتحاد كيمائي لذرتين أو جزيئتين أو ثلاث كما هو الحبر.


واستباقا لأية مراوغة ...
- ليس المطلوب من الملحد أن يُعرّف التناقض نظرياً!
- بل عليه أن يُعرّف (علمية إدراك التناقض) تعريفا مادياً صرفاً.. هذا إذا التزم بفكره!

طرحت وجهة نظري أعلاه، فإن كان هنالك ما يشوبها أرجو تبيانه.


أكرر السؤال: ما هو تعريفك للتناقض يا زميلي الملحد؟
هل هو مجرد اختلاف بين الحالات المادية للشفرات في الدماغ؟
1- إن قال لا: إذاً كيف ميّز دماغك بين اختلاف التنوع واختلاف التناقض.. إذا كانت كل جلمة مختلفة تمثل شفرة مختلفة؟
2- وإن قال نعم، التناقض هو اختلاف الشفرات: إذاً كل جملة منطقية هي نقيض أية جملة أخرى! وهذه هي عين الحماقة.

سأجيب ببساطة حسب ما أرى مستخدماً مفرداتك:

جوابي نعم.. وعي التناقض هو اختلاف بين الحالات المادية للشفرات في الدماغ.

ولكن ليس هنالك أية حماقة، فالنقائض قد تتعايش كالسالب والموجب، فإن - أقول إن - كانت الشفرات التي تدل على النقائض في الدماغ متناقضة، فلا يعني هذا بأنها متفانية، ولا يعني هذا بأن الجمل المنطقية المترتبة عليها متناقضة هي الأخرى أو متنافية.. فحسب دائرة الألوان مثلاً يكون وعي اللون الأخضر نقيضاً للون الأحمر، ولكنه في الواقع مجرد اختلاف في أطوال الموجات الضوئية، فالتناقض في الدماغ (العقل) لا يعني التناقض في الواقع أو المنطق بالضرورة.

النقائض الدماغية تختلف عن النقائض المنطقية.. ولكن كيف تجزم أن النقائض المنطقية يقابلها بالضرورة نقائض دماغية، هل أنت عالم بيولوجيا عصبية؟، وما أدراك أن النقائض المنطقية يقابلها تراكيب جزيئية (فيزيائية أو كيميائية) معينة في الدماغ ليس بينها أي تناقض، بل اختلاف في الترتيب مثلاً.

يبدو أن الزميل يعشق الألاعيب اللغوية وطلسمة معاني الجمل والعبارات ليحقق فوزاً شكلانياً.. ولكن.. مالذي تريد أن تطرحه بالضبط أيها الزميل؟.. ألا تلاحظ معي بأن أغلب مشاركات الزملاء المؤمنين هي أسئلة وتشكيك، وأن أغلب مشاركات نقائضهم أجوبة وتعريف؟..

مع كل التقدير.

----------------------------------------

على الهامش:

يا أخي يا دكتور عزمي، ألم يكن من الأفضل أن تنتظر انبثاق الماء قبل أن تدلي بكيلك؟.. :p:

عبد الواحد
11-07-2010, 01:21 AM
الزميل بسام تحية طبية،
تقول: "لا يبدو لي ما طرحه الزميل عبد الواحد أكثر من ولع بالمصطلحات".. والحقيقة يا زميلي أن الناس أعداء ما جهلوا، ووضعك لكل المصطلحات في سلة واحدة ربما يرجع سببه الى عدم ضبطك لتعريف التناقض، وهو كالتالي:
http://56ebgg.blu.livefilestore.com/y1prYu26iA04wHXpCfiBzq712BvJTradfgkq2HGZR8_o4WTJWy 48nhWNwlMnqNXLyWgY5wLfeJ_m8z5T15wQVZv4AJidL1jF7gr/contradiction5.png?psid=1
• تعْرف التناقض -في جدول الحقيقة- عندما تحصل في جميع الحالات على النتيجة (خطأ) أي FFFF ، وهذه حالة واحدة فقط من بين 16 حالة هي جميع التوليفات التي باختلافها تختلف العلاقة المنطقية بين الجملة P والجملة Q. ولأن جميع مداخل خانة التناقض هي خاطئة.. إذاً (احتمال تحقق التناقض) يساوي صفر.. ومن هنا أتى (مبدأ عدم التناقض) الذي يفيد استحالة ظهور التناقض في أرض الواقع.

• وإذا كان التناقض هو علاقة بين boolean expressions أي (جمل مفيدة تقبل الصح أو الخطأ) ، فإن التضاد يكون بين (عناصر أو قوى في فضاءاتها)! ولذلك توجد في الطبيعة (قوة مضادة) لكن لا يوجد شيء اسمه (قوة مناقضة) فهذه العبارة لا معنى لها ولن تجدها في الفيزياء. ولو قلتُ لك: "قوة الجاذبية" وسكتُ! فماذا ستفهم؟ لا شيء! لأن القوة في حد ذاتها ليست جملة مفيدة يمكن تقييمها في جدول الحقيقة. بل لا بد أن تُدخلها في جملة لها معنى قبل أن تبحث لها عن نقيض! وهذا يكفيك للتمييز بين التناقض من جهة وبين التضاد الذي ليس له أصلاً خانة خاصة به في جدول الحقيقة! فتأمل مدى الخلط الذي تغرق فيه!

• ومن الخطأ القول: "مادام الذي له ضد عندما يدخل في الجملة يصبح له نقيض، إذاً الضد والنقيض وجهان لعملة واحدة".
في هذا القول مغالطة تتضح في المثل التالي:
(الجيش الأول قام بالهجوم1) و (الجيش الثاني قام بالهجوم2) ... إذاً هناك هجوم وهجوم مضاد.
- لكن: نقيض ( الجيش الأول قام بالهجوم1 ) ليس ( الجيش الثاني قام بالهجوم2 )
- بل: نقيض ( الجيش الأول قام بالهجوم1 ) = هو ( الجيش الأول لــــــم يقم بالهجوم1 ) أصلاً!
والصورة التالية توضح الأمر أكثر وتساعدك على "ضبط البوصلة"..
http://56ebgg.blu.livefilestore.com/y1pCwhBWNRdprnIlvXifYXYHkzxE9l6Pbeu6lAYske-8Ts4DasHnQirmQRSZCgmV0QdSK2mBlQbaQjRXwbarga7BgUWJJ SZv-ra/cont2.png?psid=1

• وكما قال الأستاذ الحبيب ناصر الشريعة: http://www.eltwhed.com/vb/images/buttons/lastpost.gif (http://www.eltwhed.com/vb/showpost.php?p=110318&postcount=3) ("لا يلزم من إثبات الضد نفي الشيء ولا إبطاله، والتفريق بين النقيض والضد مهم جدا في هذه المسالة").
والتفريق مهم في هذا الموضوع أيضاً يا سيد بسام حتى تميز بين (الممكن) وبين (المستحيل)، وتميز بالتحديد بين (إمكانية التضاد) وبين (مبدأ عدم التناقض).
- فالتناقض لا يعرفه الواقع لأنه: يلزم من إثبات صحة أية حقيقة إبطال نقيضها.
- أما التضاد فممكن عقلاً لأنه: لا يلزم من إثبات وجود الشيء نفي وجود ضده.

• أيضاً يجب التمييز بين (أساليب اللغة والبلاغة والإيجاز والإطناب .. ) وبين (القواعد والتعريفات المنطقية "الصارمة") التي لا تتغير بتغير اللغات والألسن. يمكن في تعبيراتنا اليومية القول مثلاً أن (الموت) هو نقيض (الحياة) ولا مشكلة في ذلك أبداً ما دام المقصود -بعيدا عن أي مجاز- أن صفتي الموت والحياة لا تجتمعان في نفس الكائن.. أي أنك في الحقيقة تقارن بين الجملة P = (شخص ميت) وبين الجملة Q = (نفس الشخص حي)! أما إن كان فهمك من الصيغة المختصرة أنه يجوز الحكم منطقيا على الصفة مجردة من موصوفها.. فإعلم أنه لا يُتصور عقلاً قيام الصفة بذاتها دون موصوف، وبالتالي لا يمكن تقييم (الصفة) في جدول الحقيقة دون تحديد الموصوف ، لأنه لا معنى للقول أن (الحياة خطأ) أو ( الحياة صح)!


التلاعب بهوية الموصوف هو تلاعب بجدول الحقيقة

لو قارنت بين الجملة Q =(عدنان حي الآن) وبين الجملة P =(عباس ميت الآن).. فستحصل في جدول الحقيقة على النتيجة (TFFF) وهذه تفيد Logical conjunction وليس Contradiction ! وهذا الأخير أي التناقض تحصل عليه عندما تفترض أن (عدنان) هو (عباس)! ومن يعلم هذه الأمور الأساسية- بالدراسة أو حتى بالفطرة- لا يدعي أن القول بأن (الخروف النباتي) يناقض القول بأن (الذئب الغير نباتي). التناقض الحقيقي هو أن يكون الخروف نفسه غير نباتي، وليس حيوان آخر. أما المقارنة بين (الصفة) و (نقيضها) دون تحديد الموصوف..لن يقودك الى نتجية واحدة، لان النتيجة تتغير بتغير هوية الموصوف! وبيني وبين جدول الحقيق.. أتحداك أن تشرح كيف حصلت على النتيجة (FFFF) بمقارنتك بين (الخروف النباتي) وبين (الذئب الغير نباتي). دعك من الكلام الفلسفي بل أرسم الجدول نفسه وضعه هنا!

• أما الخلط بين النقيض والسالب فقصة أخرى.. حيث تقول أن "النقائض قد تتعايش كالسالب والموجب"! ولا أدري من أخبرك يا زميلي أن (للقيمة) نقيض أصلاً؟ هنا أيضاً عليك أن تُدخل (القيمة) في جملة مفيدة قبل أن تبحث لها عن نقيض. وحينها أسألك متى كان (عدم امتلاكك لــ5$) = (دليل أنه عليك دين قيمته 5$)؟ ومتى كان (نفي وجود خمسة شحنات موجبة) دليل على (وجود خمسة شحنات سالبة)؟ ومتى كان (نفي سير النيزك في الاتجاه الفلاني) دليل على (سيره في الاتجاه المعاكس بالتحديد دون بقية الإتجاهات)؟

• ومصيبة أخرى أن تدعي أن التنوع داخل النسق هو تناقض! لو كان الأمر كما تقول، لكان كل كلامك سلسلة من التناقضات بعدد جملك المختلفة التي تتطرق الى مواضيع متنوعة. ولكان لزاما على من يرغب في الحفاظ على نسقه الفكري أن يكتب جملة واحد فقط يكررها طوال حياته. أما إن قال (التوت أحمر) و (النعناع أخضر) ثم قال (السلام عليكم).. حينها وحسب منطقك العجيب عليك أن تتهم الرجل بأنه ناقض نفسه ثلاث مرات. لماذا؟ لان التنوع عندك تناقض!


كيف يُدرك العقل مفهوم التناقض؟

بدون فهم المقاربة التي يلجأ إليها العقل لإدراك التناقض لن تصل الى أية نتيجة سليمة.
فعلاوة على قدرة العقل على التفكر في الصفات بتجرد
فإنه يستطيع أيضاً إدراك التناقض بعد تجريد الكون من أحد أبعاده الزمكانية.:
• التجرد من البُعد المكاني:
لا يوجد تناقض بين (المصباح يضيء المكان الأول الآن) وبين (المصباح لا يضيء المكان الثاني الآن)...
لكن بإلغاء عامل المكان.. تحصل على تناقض بين (المصباح يضيء الآن) وبين (المصباح لا يضيء الآن)
• التجرد من البُعد الزمني:
لا يوجد تناقض بين (المصباح يضيء الغرفة الآن) وبين (المصباح لا يضيء الغرفة البارحة)...
لكن بإلغاء عامل الزمن تحصل على تناقض بين (المصباح يضيء الغرفة) وبين (المصباح لا يضيء الغرفة)
إذاً في جميع الأحوال التناقض الذي يدركه الإنسان لا وجود له إلا في كون نظري مجرد من بعض أبعاده.
وبصفة أعم يمكن في أي فضاء رياضي إظهار التناقض بإلغاء بُعد أو أكثر، وتحييد التناقض بإضافة بُعد أو أكثر!

• وإذا لم تستوعب يا زميلي حقيقة الإشكال الى الآن.. .
السؤال عن قدرة العقل على إدراك التناقض، هو سؤال عن قدرته على التجرد من أبعاد الكون.
فهل المادة تستطيع الخروج من واقعها والتجرد من الأبعاد الزمكانية التي تحكمها؟


أصل الخلل في كل كلامك.

أصل الخلل يمكن في خلطك بين (الواقع كما هو حيث لا توجد صفات قائمة بذاتها) وبين (الصفة المجردة من موصوفها)! أي أنك حكمتَ على حالة مجردة في الذهن متوهما أنك تحكم على حقيقة الحالة كما هي في الطبيعة! وهذا خير مثال على عدم فهم الملحد لتلك "الموضوعية المادية" التي ينادي بها!. ونفس الخلل يتكرر عندما تصف (الكون مجرداً من أحد أبعاده) متوهما أنك تصف (الكون بكل نسيجه الفيزيائي). وما دمتَ تنسب التناقض "للحركة".. إذاً أنت متناقض لأنك تارة تقول (أنك في العمل) وتارة تقول (أنك في البيت).. فكيف ستدافع عن نفسك؟ المتوقع أنك ستنفي عن نفسك التناقض وتقول أنك تعمل في الصباح ثم تذهب للبيت في المساء! إذاً يمكنك أن تنفي التناقض عن نفسك بالإشارة الى عامل الزمن الذي هو جزء من النسيج الكوني، ويمكنك أن تنسب "للحركة" تناقضاً وهمياً بتحريفك للواقع وإلغائك لعامل الزمن رغم أنه جزء من النسيج الكوني.


النظرة "المطلقة" للتناقض

الطريفة في الأمر يا زميلي أنك تنصح أن يُنظر الى التناقض "بنظرة مطلقة". وغفلتَ أن تلك النظرة التي تدعو إليها تتعارض مع النظرة الموضوعية التي يُفترض أن تصف الكون كما هو بكامل نسيجه الفيزيائي بما في ذلك الزمكان الذي يدخل في المعادلات التي تحكم المادة. ولا عيب في تجريد المادة من أحد أبعادها ما دمتَ تدري أن تلك النظر لا تمثل الحقيقة! لكن مشكلتك أنك لا تدري! لا تدري أن تلك "النظرة المطلقة" كما شرحتَها تتعارض مع النظرة الموضوعية للواقع! لأنه في الواقع لا توجد أحداث دون زمن حتى تنسب للحركة التناقض!


ماذا لو سلمت لك بتعريفك الخاص للتناقض؟

الترجمة السليمة لــ the unity and struggle of opposites هي {وحدة وصراع الأضداد} وليست {وحدة وصراع المتناقضات}! فالأضداد تتصارع في الواقع ولا تفيد الاستحالة أما المتناقضات فتتصارع فقط في الذهن كما تم إثباته بالتفصيل الممل! فأنظر هل العيب في هيجل الذي ربما لم يكن يميز بين الخانات الـ16 في جدول الحقيقة أم العيب في من ترجموا عنه من الألمانية الى لغة أخرى الى أخرى الى العربية، وفي جميع الأحوال لستَ مضطرا للدخول في دوامة شبيهة "بتفسير الترجمات المختلفة للإنجيل".. فلن ينقلب الباطل حقاً تبعا لهوية من لم يقتني مصطلحاته بعناية! فأنت حر في القول أن لك تعريفك الخاص للتناقض وأن لصاحبك توظيفه الفلسفي الخاص للمصطلحات، وأنه حتى أفهم كلام أي كاتب لا بد أن أفهم تعريفاته. هذا صحيح إذا كنت تريد دراسة منهج شخص بعينه وتفهم أسلوبه وقصده. لكن السؤال لم يكن عن كيفية إدراك دماغك لما قصده "هيجل".. بل سألتك كيف أدرك دماغك التناقض كما هو معرّف في (الرياضيات/والمنطق) بالتحديد، لأنه المجال الوحيد الذي تتفق حوله مع من يختلف معك في العقيدة والفلسفة وفي الأخلاق..! أسألك بالتحديد كيف أدرك دماغك (مبدأ عدم التناقض) المرتبط بماشرة بالتعريف التالي:
http://56ebgg.blu.livefilestore.com/y1prYu26iA04wHXpCfiBzq712BvJTradfgkq2HGZR8_o4WTJWy 48nhWNwlMnqNXLyWgY5wLfeJ_m8z5T15wQVZv4AJidL1jF7gr/contradiction5.png?psid=1


يُتبع....

الإشراف العام
11-07-2010, 02:41 AM
الحوار هنا مقتصر بين الأخ الفاضل عبد الواحد، والزميل بسام.
ومن أراد التعليق على الحوار يمكنه التعليق هنا:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=26632

عبد الواحد
11-08-2010, 04:38 AM
الزميل بسام، إن سألك شخص هل السلحفاة تطير؟
وأجبتَ بنعم، ثم ذهبت تصفها بأن لها ريش وأجنحة..
حينها سيحاول إقناعك أن ذلك الحيوان الذي تصفه ليس سلحفاة..
أو ربما سيأتيك بصورة لحيوان ثم يسألك هل هذا يطير؟ وأنت حر في تسميته بعد ذلك!
...
كما أنك حر في فهم كلمة (تناقض) كما تشاء.. لكن العبرة في التعريف وليس في الاسم.
1- التناقض كما تعرفه الرياضيات هو مرتبط مباشرة (بمبدأ عدم التناقض) الذي يفيد استحالة التناقض!
2- أما التناقض كما تعرفه أنت.. فهو مجرد تنوع ممكن داخل نفس النظام والنسق.
المشكلة أن باستبدالك (1) بــ(2) تكون قد حرفت -ربما دون قصد- في السؤال قبل أن ترد عليه!

وتفادياً لأي "سوء فهم" قادم.. يمكنك أن تعتبر نفسك المالك الحصري لكلمة (تناقض).. فعرفها كما تشاء!
لكن في المحصلة.. ستتغير فقط المسميات .. وتبقى الحقائق كما هي..
- أنت تقر بقدرتك على إدراك معنى الاستحالة.. أليس كذلك؟
- وتقر أيضاً أن الواقع هو من الممكنات وليس من المستحيلات!
ولذلك سأعيد نفس المداخلة الأولى مع استبدال كلمة (تناقض) بـ(استحالة)
http://56ebgg.blu.livefilestore.com/y1pQJxNFd1w8psl3WUgOrPl1_xC_rlxgMIg7Ulnsqd6fESzG5-ied8Yhf5DSqcyN-nyM1LTpI7Hi-to5ZthkXnYe8v4GGkyOdo5/isoBrain2.png?psid=1
هل يمكنك أن تشرح الفرق:
1- بين الاختلاف المادي الممكن على مستوى النشاط الدماغي الذي يمثل الاستحالة المنطقية.
2- وبين الاختلاف المادي الممكن على مستوى النشاط الدماغي الذي يمثل الإمكانية المنطقية.

ربما ستعود لتقول "ليس من جواب لسؤالك إلا لدى ما قد يكشفه العلم مستقبلاً"
والحقيقة أن "جهل العلم بخبايا الدماغ" هي شماعة لا تقدم ولا تؤخر في هذا الموضوع بالذات!
- لأن تفاصيل الدماغ التي نجهلها.. تبقى هي الأخرى ضمن الممكنات عقلاً!
- ولأن المادة إن كان لها "علم" فلن يخرج عن صفاتها الذاتية التي لا تخرج عن الممكنات.
وهنا تتبخر موضوعية الملحد.. عندما تسأله عن إمكانية إدراك المادة لمفهوم الاستحالة؟

- مادة الدماغ أدكرت (تنوعاً ممكناً) بين النشاطات المادية في الدماغ
- فمن أدرك إذاً مفهوم (الإستحالة المنطقية)؟
- ومن ربط بين (التنوع المادي الممكن في الدماغ) وبين (الإستحالة الغير ممكنة والتي لا تمثل الواقع)؟

فهل النشاط الغير عاقل -والممكن- أدرك أنه يرمز الى المستحيل الذي ليس له أي وجود في عامل الممكنات!



الاستحالة لا يمكنها أن تكون إلا علماً أزلياً.

أ- من البديهيات أن الاستحالة لا يمكنها أن تكون صفة لموجود ! ولا يمكنها أن تكون إلا علماً نظرياً !

لكن كيف طرأ هذا العلم النظري على عقلك؟
إن قلت المادة هي التي أوصلت إليك هذا العلم.. تناقض حينها (أ)
- لأن المادة هي من الممكنات ولا يمكنها أن تتصف بالاستحالة
- ولأنها غير عاقلة ولا يمكنها أن تدرك أي علم نظري يتجاوز واقعها وصفاتها. (لكنك تستطيع رغم أن علمك حادث)

وليس أمامك إلا أن الإقرار بضرورة وجود أزلي عالم بالممكنات والمستحيلات، مكّنك من إدراك معنى المستحيل..

وهكذا بكل بساطة.. تصبح قدرتك الحادثة على إدراك معنى المستحيل، دليل على وجود الله!


تحياتي.

بسام العباس
11-10-2010, 08:44 PM
زميلي الكريم

أتيتنا بجدول خاص ببرمجة الكمبيوتر، حاولت جاهداً فك طلاسمه دون جدوى، رغم أني استعنت بالكثير من المصادر التي تتناوله، ولكنها جميعاً مختصة وتتطلب مقدمات معرفية خاصة بالبرمجة ورياضياتها.

وكي يكون باستطاعتي الاستمرار، فأنا أمام أحد أمرين: إما أن نتابع الحوار (على قدر فهمي)، أو أن أعيد تعريف التناقض والتضاد وأضرابهما من وجهة النظر الفلسفية، وعلى أساسها نتابع.

فأيهما تفضل دام فضلك؟..

مع كل الود.

عبد الواحد
11-11-2010, 09:36 PM
الزميل بسام تحية طبية،
جدول الحقيقة ليس جدولاً خاصاً ببرمجة الكمبيوتر!
ويمكنك "إعادة" تعريف التناقض كما تشاء!
على أن تلتزم بتعريفك بعد ذلك
تحياتي

بسام العباس
11-14-2010, 11:27 PM
- أنت تقر بقدرتك على إدراك معنى الاستحالة.. أليس كذلك؟
- وتقر أيضاً أن الواقع هو من الممكنات وليس من المستحيلات!
ولذلك سأعيد نفس المداخلة الأولى مع استبدال كلمة (تناقض) بـ(استحالة)

هل يمكنك أن تشرح الفرق:
1- بين الاختلاف المادي الممكن على مستوى النشاط الدماغي الذي يمثل الاستحالة المنطقية.
2- وبين الاختلاف المادي الممكن على مستوى النشاط الدماغي الذي يمثل الإمكانية المنطقية..


لا أحد يستطيع شرح الفرق بدقة، وأنت تعلم ذلك أيها الزميل. ولكن ما نحدسه هو أن الفرق جزيئي، بمعنى أن هنالك تراكيب جزيئية - خلوية تترتب على هذاالفرق.


ربما ستعود لتقول "ليس من جواب لسؤالك إلا لدى ما قد يكشفه العلم مستقبلاً"
والحقيقة أن "جهل العلم بخبايا الدماغ" هي شماعة لا تقدم ولا تؤخر في هذا الموضوع بالذات!
- لأن تفاصيل الدماغ التي نجهلها.. تبقى هي الأخرى ضمن الممكنات عقلاً!
- ولأن المادة إن كان لها "علم" فلن يخرج عن صفاتها الذاتية التي لا تخرج عن الممكنات.
وهنا تتبخر موضوعية الملحد.. عندما تسأله عن إمكانية إدراك المادة لمفهوم الاستحالة؟

يا زميلي.. إدراك الممكنات وإدراك الاستحالة شيء، و الاستحالة شيء آخر.. أنت تخلط بينهما بحيث يبدو إدراك الاستحالة مستحيل.

الإدراك ممكن لأنه مادته ممكنة.. ولكن كذلك إدراك الاستحالة ممكن لأن (نقيضها) وهو الإمكان (الوجود) و إدراكه ممكنان، وهذا يعيدنا إلى التناقض الذي اعتبرته تنوعاً، غير ما هو حقيقة.

الاستحالة كمفهوم ممكنة لان نقيضها (المفاهيمي) المادي (العقلي) موجود، أما الاستحالة كوجود فممكنة، لأنها تعرّف بنقيضها: الإمكان، فلو كانت الاستحالة غير ممكنة لنفت نقيضها الإمكان، وهذا لا يحدث.

مثلاً: يستحيل العثور على مادة ذات كثافة منخفضة في أسفل مادة ذات كثافة مرتفعة في ظروف الجاذبية الأرضية (غاز في سائل).. الاستحالة هنا ممكنة، ولو لم تكن ممكنة لهبط الغاز في السائل، وهذا لا يحدث إلا في ظروف انعدام الجاذبية.. إذا فالتناقض الذي طلبت تركه يشكل (عموماً) طرفي المفارقة بين الاستحالة والإمكان.

وهذا يعيدنا إلى الموضوعية عكس ما تتهم به الملحدين، لأننا كنمط خاص من المادة قادرون على إدراك مفهوم الاستحالة، دون أن نخرج عن صفاتنا الذاتية كمادة، ودون أن نخرج عن الممكن.


- مادة الدماغ أدركت (تنوعاً ممكناً) بين النشاطات المادية في الدماغ
- فمن أدرك إذاً مفهوم (الإستحالة المنطقية)؟

مادة الدماغ نفسها هي من أدرك (الاستحالة المنطقية).


- ومن ربط بين (التنوع المادي الممكن في الدماغ) وبين (الإستحالة الغير ممكنة والتي لا تمثل الواقع)؟

هنا خلط كبير في المفاهيم والعبارات..

أثبتنا أن الاستحالة ممكنة كنقيض للممكن، ولولا وجود أحدهما لانتفى الآخر - غير رأيك في متناقضات هيغل - ولا أحد يربط بين (التنوع المادي الممكن في الدماغ) وبين (الإستحالة الغير ممكنة والتي لا تمثل الواقع) إلا حضرتك، وبشكل تعسفي، لأنه لا رابط بين الفكرة الدماغية والاستحالة.. الفكرة مسألة إدراك لظاهرة، أي أن الفكرة عن الاستحالة هي إدراك عقلي لنقيض ممكن ملموسة، وهذا لا علاقة له بالاستحالة نفسها، ولذلك لا يمكنك القول: (من ربط) بين الفكرة ونقيض الممكن، لأنهما ليسا من أرومة واحدة: فإحداهما مفهوم، والأخرى ممكنة.

سؤالك هنا هو من بخّر الموضوعية.. لأن الاستحالة ممكنة مفاهيمياً، لأنها ممكنة موضوعياً.

أكرر بأن إمكانية الاستحالة ناتجة عن تناقضها مع الممكن (وحدة وصراع الأضداد حسب هيغل).. والتناقض هو مشروعية بالإمكانية لأية إمكانية بما فيها الاستحالة والعدم..


فهل النشاط الغير عاقل -والممكن- أدرك أنه يرمز الى المستحيل الذي ليس له أي وجود في عالم الممكنات!

لا.. بل النشاط العاقل - والممكن - (أدرك) أنه يرمز الى المستحيل الذي له وجود في عالم الممكنات.. لقد أوصلك تفتيت المفاهيم إلى تفتيت المعنى.

ما هو النشاط غير العاقل، لا يستطيع نشاط غير عاقل أن (يرمز) لأنه غير عاقل، ولكن يستطيع نشاط غير عاقل أن (يرمّز) بفعل الضرورة المادية، كما حدث بشأن رموز dna مثلاً.. فالطبيعة الجزيئية لـِ dna تبين طبيعته المادية، وترابطه الجزيئي الناتج عن طبيعة المادة نفسها يوضح أن(الترميز) هو وعي نسبي يفصل الكائن الحي عن المادة الجامدة، وتباين الرموزالجينية يؤكد أن طبيعة (الترميز) مؤشر على التاريخ التطوري لحامله، إذ لا يمكن الزعم بمؤشر آخر.

المستحيل موجود كنقيض للإمكان، ولكن رموزه موجودة في نقائضه الإدراكية المادية الملموسة، مثلا ً: لا حياة لميت.. الحياة هنا استحالة، والاستحالة استمديناها من إمكانية نقيضها: الموت.. ولكنها هي نفسها ليست مستحيلة إلافي هذا الموقع.. وكما في النظرية النسبية فإن الموقع هو ما يحدد أبعاد الزمكان بالنسبة للراصد، فإن الإمكان والاستحالة تتحددان من موقع الراصد أيضاً، لأنهما قد يتبادلان المواقع ، كما لو قلنا بالعكس من السابق: لا حي ميت، فالموت استحالة، والاستحالة استمديناها من إمكانية نقيضها: الحياة.

ولذلك تلعب حالات المادة دور النقائض، ويعبرعنها الإنسان بالإمكان والاستحالة، تبعاً لموقعه منهما، أي يدرك إمكانها من عدمه، فالممكن يعدم المستحيل، والمستحيل يعدم الممكن، ولكن هذا العدم نسبي، وليس مطلقاً... فما هو مطلق: التناقض فقط.

للحوار جزء ثان ٍ.

عبد الواحد
11-17-2010, 02:28 PM
للحوار جزء ثان ٍ.
الزميل بسام.. قبل أن تكمل الجزء الثاني..
من العبث الحديث عن (الاستحالة كمعرفة) تنسبها للمادة "العالمة".. قبل أن تضع تعريفا ماديا (للمعرفة) نفسها!

يا زميلي.. إدراك الممكنات وإدراك الاستحالة شيء، و الاستحالة شيء آخر.. أنت تخلط بينهما بحيث يبدو إدراك الاستحالة مستحيل
نعم! بالفعل أخلط بينهما تطبيقاً للموضوعية المادية التي تدعو أنت إليها! مشكلتك يا زميلي أنك تؤمن بالفكر الإلحادي ثم تتملص من تبعاته!
قبل الحديث عن إدراك المادة (لمفهوم الاستحالة).. عليك تعريف كلمة (المعرفة) نفسها بموضوعية مادية !


متى تقول أن (المادة أ) عالمة وعارفة بــ(المعلومة ب)؟

ليتك ترد مباشرة على هذا السؤال بالتحديد قبل إكمال النقاش!

تحياتي

عبد الواحد
11-24-2010, 11:51 PM
الزميل بسام،
لا أدري هل لردك جزء ثانٍ كما ذكرت سابقاً أم لا..
على كل حال إذا كنت تحتاج الى مزيد من الوقت ..
فليتك ترد الآن على السؤال الجوهري الذي بدونه لن نصل بالحوار الى شيء.

متى تقول أن (المادة أ) عالمة وعارفة بــ(المعلومة ب)؟

وهل توافق على التعريف المادي التالي:
لو كانت للمادة (معرفة) فلن تخرج عن صفاتها الذاتية والآثار التي خضعت لها مباشرة؟
لو كان لديك اعتراض على هذا التعريف فليتك تأتي بالبديل دون الخروج عن "الموضوعية المادية"!

تحياتي

عياض
11-25-2010, 04:24 AM
أقولها بدون نية للمدح بله المجاملة و انما تعبيرا عن ضرورات جهلنا ...حق كتابات الأستاذ عبد الواحد ان تفرد او تقدم او تثبت و ان كان لديه الوقت ان يتفضل بشرحها و تيسيرها فما فيها من الفوائد لا نستوعب جميعه و لا يعرف قدره الا مشتاق متيم...

ontology
07-24-2011, 06:02 AM
ما شاء الله تعالى، والله إنّ عروشَ الإلحاد تتزلزل أمام هذا الصنديد الهمام...