المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشاريع نهضوية عبر الحضارة الإسلامية



د . عبدالباقى السيد
11-03-2010, 12:48 AM
حيا الله الأحبة
يموج عصرنا هذا بالأفكار المتنافرة ، وكل صاحب فكر يزعم أنه قدم مشروعا علميا تترقى به الأمة وتنهض ، ولا يمكن لباحث أن يقدم مشروعا إلا إذا استوعب المشاريع العلمية التى نظرها اصحابها لنهضة هذه الأمة سواء من أهل النص او من أهل الرأى .
أهل الاجتهاد أو أهل التقليد.
أهل السنة أو من خالفهم .
هناك مشاريع نهضوية طرحها أتباع كل فكرة ليدللوا على ان الإصلاح إنما سيكون على النهج الذى نهجوه .
لذا علينا ان نقف أولا على هذه المشاريع ونحيط بها علما ثم نبدا فى المناقشة والحوار.
ولقد عانيت من هذه الأصناف الكثير .
فكل صاحب فكرة يطرح وجهة نظره ويدعى انه صاحب السبق ، وانه حامل لواء الإصلاح والتجديد ، وأنه صاحب مشروع نهضوى.
لذلك علينا ان نقف على المشاريع التالية :
1- ابن حزم قدم مشروعا نهضويا متكاملا لنهضة الأمة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفكريا وثقافيا .
فهلا وقفنا على كنه هذا المشروع؟!!
2- ابن سينا قدم مشروعا إصلاحيا ، وكذا شيخه الفارابى فهلا تدبرنا كلا المشروعين؟
3- أبوحامد الغزالى قدم مشروعا علميا مبهرا من خلال العديد من كتاباته مثل ( الإحياء- المستصفى- المنقذ) وغيرها .
4- ابن رشد قدم مشروعا نهضويا من خلال عدة كتب صنفها " فصل المقال - بداية المجتهد- مناهج الأدلة) وغيرها فهل وقفنا على هذا المشروع النهضوى
5- ابن تيمية قدم مشروعا نهضويا عظيما ، وقد حاول تلميذه أن يحذو حذوه ، فهل انتبهنا لحقيقة هذين المشروعين ؟
6- جمال الدين الأفغانى وتلميذه محمد عبده والعلامة محمد رشيد رضا قدموا مشروعا نهضويا متكاملا لإحياء الأمة من رقدتها .
7- محمد الغزالى نجح إلى حد كبير فى التقدم بمشروع تجديدى إصلاحى ، وتبعه فى نهجه الدكتور يوسف القرضاوى .
8- محمد عمارة وهو امتداد لمدرسة الأفغانى وعبده ورشيد رضا والغزالى والقرضاوى قدم مشروعين أحدهما قومى لإصلاح الأمة العربية والآخر إسلامى .
9- محمد عابد الجابرى وحسن حنفى كلاهما قدم مشروعا نهضويا ليبراليا لنهضة الأمة حسب الفكر الليبرالى العلمانى ، وتارة حسب الفكر الماركسى .
10- هناك مشاريع سلفية جلها يفتقد إلى الشمول والتآلف والجمع بين الأصالة والمعاصرة ، وبين فهم السف والخلف ، رغم تفضيلنا للسف على الخلف قطعا ، لكن هناك أمور لابد فيها من الجمع بين الفهمين .
هذه نماذج وأمثلة لمشاريع علمية نهضوية عرفتها الأمة الإسلامية ، وهناك غيرها الكثير والكثير كمشورع الكواكبى لإصلاح الأمة من الاستبداد ، وكمشروع النائينى وهو شيعى لإصلاح الأمة ونهضتها من رقدتها ، وقد تاثر إلى حد كبير بالكواكبى .
وهناك مشروع نهضوى قام به سعد زغلول فى السياسة والثقافة والاقتصاد والاجتماع .
وهناك مشروع مصطفى كامل النهضوى الشمولى .
ومشروع مالك بن نبى.
ومشروع الأمير عبدالقادر الجزائرى.
ومشروع عبدالحميد بن باديس
وهناك وهناك .
بقى علينا ان نحيط علما بهذه المشاريع ، ثم ننظر للمشاريع المطروحة على ساحتنا وهى .
1- المشروع الإسلامى ( التجديدى الإصلاحى الوسطى - السلفى بشقيه التجديدى والتقليدى- النصى بشقيه الحقيقى والمزيف).
2- المشروع الحركى بشقيه الإسلامى والليبرالى .
3- المشروع العلمانى المختلط .
بعد الإحاطة بما سبق نستطيع ان نرجح من الأحق بإبراز مشروعه ، ومناقشته مناقشة جادة .

يحيى
11-11-2010, 02:30 AM
... فهل وقفنا على هذا المشروع النهضوى ..
... بعد الإحاطة بما سبق نستطيع ان نرجح من الأحق بإبراز مشروعه ، ومناقشته مناقشة جادة .

صحيح, بعد الإحاطة, فلا يمكن أن نقارن أو نقدم هذا على ذاك بدون توفر رسالات واضحة في جميع هذه المشاريع النهضوية تبين مميزاتها و معالمها.

هل يمكن أن نقول أن مشروعا معينا مشروع نهضوي؟ هذا يتوقف على تعريف النهضة أولا و قبل كل شيء.

أرى أن كل تلك المشاريع تستحق النظر و الإهتمام إلا المشروع العالماني لأنه بعيد عن هويتنا الثقافية و أرضيتنا التاريخية, فلا علاقة لنا نحن بوثنيات الإغريق و الرومان.

نــشكرك.

حسن المرسى
11-11-2010, 03:49 PM
حيا الله الدكتور عبد الباقى :
ولا أدرى إن كان وضع هذا الموضوع ليستقبل تعليقاتنا عليه
أم ليتمه بعد ذلك ..
لكن.....
الصحيح أن هناك مشروعا نهضويا شاملا موجود بالفعل يتحلى بالصدق والموضوعية والقابلية للتطبيق فى كل زمان ومكان .
مشروع شهد العقل والنقل وتجارب التاريخ على قدرته على إنتشال الأمم من أعماق الجهل والتخلف والإنكسار الى سيادة العالم وأستاذية الحضارة :
مختصر الى حد الإيجاز ومفصل الى حد الإطناب

إختصاره : تركت فيكم ما أن تمسكتم به لا تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسُنتي
وقاعدته : قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين
ونتيجته : ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون
وتفصيله : هو الإسلام والإيمان و الإحسان تطبيقاً واقعياً على مستوى الفرد والمجتمع .
نجاحه : ثبت بالنقل إذا تبايعتم بالعينة واتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله أرسل الله عليكم ذلا لا يرفعه عنكم حتى تراجعوا دينكم ...
يبتدأ من تشخيص الداء : خمس بخمس، قيل: يارسول الله، وما خمس بخمس؟ قال: ما نقض قوم العهد إلا سلَّط الله عليهم عدوَّهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر، وما ظهرت الفاحشة فيهم إلا فشا فيهم الموت، ولا طفَّفوا الكيل إلا مُنِعوا النبات وأُخِذوا بالسنين، ولا منعوا الزَّكاة إلا حُبس عنهم المطر
ويتجه نحو تحديد الدواء : وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض وكل نهج خالف هذا المنهج فإنه يقود الأمة الى الهلاك ويغرقها أكثر وأكثر فى بحار التخلف والجهل والإنكسار .
هذا النهج هو ما قاد الأمة للنهوض أيام نور الدين محمود وعماد الدين زنكى ... أنشأت المدارس ونشرت السنة وقمعت البدعة وطبق الشرع . فأذدهرت الحضارة وأرتقت الأمة ووضعت لبنات فى صرح النهضة لتجنى ثماره فى عهد صلاح الدين حين قمع الروافض ونشر السنة ونشر العدل ووضع الأمة على المسار الصحيح .
أظن هذا هو المشروع المقبول الوحيد لنهضة الأمة ..
طبعاً هذا المشروع يتنازعه أطياف لكن يمكننا أن نقصى منها من نرى مخالفته لهذا المشروع المعصوم ... بعدم الضلال ...
وحبذا أن يحدثنا الدكتور عبد الباقى عن المشاريع التى لا نعرف عنها شيئاً خصوصا مشروع إبن حزم
ولا شك أن لدينا مرجح أخر نتبين به صلاح هذه المشاريع الحديثة والقديمة وهو قابليتها للتطبيق وتأثيرها فى الواقع منذ أن طرحها أصحابها ..
فمشروع الغزالى مثلاً كان مشروعا ناجحاً للغاية منذ المدرسة النظامية التى خرجت الكوادر التى قادت الأمة بعد ذلك ونشرت النهضة العلمية والحضارية التى أثمرت فى عهد نور الدين وصلاح الدين .. وهذا المشروع لا يغفل دور الوزير المفكر نظام الملك فى ترسية قواعده والسعى فى إنجاحه .
المشروع الذى قدمه إبن تيمية وتلامذته من بعده رغم المحاربة الشديدة له منذ زمان إبن تيمية وحتى الأن إستطاع أن يثبت قدرته ويستمد من فكره حتى الأن الجميع ملهما ومنظراً وكان من ثمراته الدعوة الوهابية التى كانت عالة على تراث إبن القيم وشيخه إبن تيمية فيما أظن ..
ولعل الناظر فى هذين المشروعين الناجحين يرى سمة مشتركة فيهما ......
وهى أنهما كانا مشروعين علميين دعويين يدعوا كل منهما الى العودة للفهم الصحيح للدين ومحاربة البدع والمنكرات الشرعية فى زمانيهما وإحياء روح الجهاد .. الذى إن أنتقد فى كتابات الغزالى والغزالى كان جزء من المشروع ولم يكن كل المشروع
الى أن هذه السمة كانت ظاهرة فى مشروع إبن تيمية الذى كان من كبار أساتذة السياسة الشرعية والعمل الحركى المنظم بالإضافة الى العمل الدعوى المخلص
أما باقى المشاريع فمنها ما يبطل بمجرد النظر
كمشروع سعد زغلول الذى حرر الأمة من الحجاب ونسى تحريرها من الإنجليز ...
ومشروع إبن سينا والفارابى ... لا يجتنى من الشوك العنب .
والمشروعات العالمانية والقومية والإنبطاحية التى تدعوا للإنسحاق أمام الواقع وتتأثر بالحدود السياسية والمستجدات العصرية ... تأثراً يضلها عن إبصار المنهج الصحيح
مصطفى كامل كان له مشروع جيد لكن ظروف التاريخ وأوضاع عصره كانت قاسية أكثر من اللازم ..
........................
ولعلنا لا نذكر مشروعا عظيما نهضوياً أجهض فى بداياته
وهو مشروع شيوخ الأزهر قبل الحملة الفرنسية وكان مشروعاً علميا دعويا نهضوياً صاحب مشروع الشيخ محمد إبن عبد الوهاب التجديدى السلفى فى الجزيرة العربية وأشار لهذا المشروع الجبرتى فى تأريخه فلقد كان والده من رواد هذا المشروع وأسهب فى بيانه الشيخ محمود شاكر فى كتابه الثمين
رسالة فى الطريق الى ثقافتنا
لكن هذا المشروع كبت أثناء الحملةالفرنسية التى كانت تعى جيدا ما تعمل بناء على توجيه من أساطين الإستشراق والجاسوسية وبعدها كبت هذا المشروع فى عصر محمد على الذى قضى أيضاً على الدعوة السلفية الناشئة فى الجزيرة العربية نتيجة جهل بطبيعتها وتحريض إنجليزى فرنسى
للدولة العثمانية والمصرية أيامها

لكن فى النهاية فنحن فى واقعنا اليوم أمام ما قاله الدكتور عبد الباقى حول طبيعة الخيارات المتاحة اليوم يقول
ننظر للمشاريع المطروحة على ساحتنا وهى .

1 .. المشروع الإسلامى .... التجديدى الإصلاحى الوسطى - السلفى بشقيه التجديدى والتقليدى- النصى بشقيه الحقيقى والمزيف...
2..... المشروع الحركى بشقيه الإسلامى والليبرالى .
3....المشروع العلمانى المختلط .

ومن خلال التصفية نجد أننا أمام هذه المشاريع ..
الإسلامى التجديدى الإصلاحى الوسطى
الإسلامى السلفى التجديدى
الإسلامى السلفى التقليدى
الإسلامى النصى الحقيقى
الإسلامى الحركى
أرى أن هذه المشروعات هى الجديرة بالنقاش ... وإن كنت أظن أن الخلاف بين هذه المشروعات هو إختلاف تنوع ويجمعها الحرص على الدين ... والسعى لنهضة أمة المسلمين ..
وتختلف تحركاتها لنصرة هذا الهدف فى الوسائل
وأظن أن القاعدة التى يمكننا بها وزن الوسائل هى
قاعدة اللاميكيافيلية الغاية لا تبرر الوسيلة فلا بد من غاية شريفة ووسيلة أشرف ....
وقاعدة عرض الوسائل على الشرع فإن وافقته فحيهلا بها وإن صادمته فلا حاجة لنا بها .
مع الأخذ فى الإعتبار ظروف المرحلة وطبيعة الصراع وقواعد السياسة الشرعية والوسائل العصرية دون تفريط فى الثوابت
والله المستعان.