المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرسالة الطالبانية



د. هشام عزمي
11-11-2010, 01:41 PM
فيما يلي نص الرسالة كما نشرها موقع إمارة أفغانستان الإسلامية الإلكتروني:

إلي ممثلي الشعب الأمريكي!
يسعدني أن أغتنم الفرصة في إشراككم معي في سلسلة من المواضيع التي شغلت بال الشعوب المحبة للسلام ليس في أمريكا وأفغانستان فحسب، بل في المنطقة والعالم أجمع. ويصرّح الجميع بملء الفم أن الأوضاع الحالية غير قابلة للتوجيه والتحمّل أبداً، وأنه لا بدّ أن تتّخذ خطوات أساسية لتغيير هذا الوضع.
يا أعضاء الكونجرس الأمريكي !
إنكم تعلمون أن حربكم في أفغانستان أصبحت أطول من حربكم في فيتنام بمرور اليوم السابع من شهر يونيو من العام الجاري، وبذلك اندرجت أطول حرب في تاريخ أمريكا. الحرب التي لا زالت حكومتكم تسعي لإطالتها.
إن هذه الحرب المرهقة للأمريكيين إنها بدأت باستعمال أثقل القنابل وأفتك أنواع الأسلحة التي كانت في مخازن أسلحتكم، وقد تقدّم شعبنا الأعزل بإحساسه المقدس للدفاع عن الدين والوطن إلي ميدان المعركة.
ومع بدء الحرب جعل جيشكم وحلفاؤكم الدوليون، والمتملقون لكم في المنطقة، والانتهازيون، جميع القوانين العالمية للحرب وراء ظهورهم استغلالاً للظروف البائسة التي كان يعيشها الشعب الأفغاني.
وأصبح في أفغانستان والعالم قتل الأفغان والقبض عليهم وتعذيبهم والإساءة إليهم ليس من الأعمال الجائزة فقط، بل أصبحت هذه الأعمال من الأعمال المستحسنة ومما يكافئ عليها. وقد تساوت قري كاملة بالتراب نتيجة قصفكم الوحشي بحجة البحث عن ملاجئ الإرهابيين المزعومين.
وأكلت نيرانكم البساتين الخضراء، ووقعت المجازر الجماعية بشكل متكرر سراً وعلناً، ونهبت ممتلكات السكان العزّل بحجة البحث عن الإرهابيين المزعومين، وانتُهكت الحرمات، واحترقت المزارع نتيجة القصف البيولوجي المحظور.
وزُجّ بالأبرياء لسنوات في السجون الظالمة في جوزجان وجوانتانامو وبجرام وقندهار. وهكذا أُلقِيَ بشعبنا خلال السنوات التسعة الماضية في فرن الحرب المفروضة عليه، والتي لم يذق فيها شعبنا طعم الحياة الآمنة بسبب المجازر الجماعية المتكررة، والسجون، ومداهمات البيوت، والنهب المنّظم.
وأصبحت الحال أن كلّ أفغاني ذكر أو أنثي، طفل أو شيخ، حين يستيقظ في الصباح من نومه لا يمكنه أن يتنبأ أنه سيبقي حياً إلي المساء، لأنه يعلم أنه يمكن أن يحرمه قصف طائراتكم أو نيران جنودكم العشوائية في الطرقات والشوارع من حياته.
وقد ذكرت الصحافة نماذج من مثل هذه الحوادث إلاّ أن قصصها الواقعية تزخر بها صدور أفراد شعبنا.
وبما أن انتفاضة شعبنا الدفاعية ضد جيوشكم الغاشمة كانت جهاداً حقاً، فلذلك استطاع أن يصمد ويقاوم جيوشكم وجيوش حلفائكم المدججة بأحدث أنواع الأسلحة والتقنية الحربية الحديثة بأيدٍ شبه خالية، وكانت نتيجة هذه المقاومة ارتفاع عدد القتلى في جنودكم، وزيادة مصاريفكم الحربية بشكل تدريجي إلي أن وصل بها الأمر أن أثارت في عامة الشعب الأمريكي المناقشات حول هذه الحرب الجائرة، وقد انتقلت هذه المناقشات من عامة الشعب إلي ممثليه، والتي تحولت في النهاية إلي أهمّ موضوع للنقاش بينكم أنتم أعضاء الكونجرس الأمريكي.
وما يحدث الآن في أفغانستان من وقائع في مجاليّ السياسة والحرب فإن مسئوليكم العسكريين ينقلون لكم معلومات خاطئة، إنهم يسعون لترككم في تفاؤلاتكم المضللة، وما يدّعونه لكم من الانتصارات ليست إلاّ ذريعة لكسب الامتيازات المالية الشخصية، ولذلك يسعون لزيادة نار الحرب و قوداً.
إن وزير دفاعكم روبرت جيتس حين يقف وراء منصّات الخطابة يدّعي بشكل متكرر أن جنوده في حالة تقدّم، و يأتي الجنرال بتريوس ليقول لكم إن المبادرة في أوضاع أفغانستان هي في يد جيشه. فإن كان الأمر حقيقة بهذا اليسر فلماذا تعتبر الصحافة ووسائل إعلامكم السنة الجارية أكثر السنوات دموّية؟. ولماذا يستقبل أهالي جنودكم الهالكين توابيت ذويهم في صخب من الصراخ والعويل في مطاراتكم العسكرية؟.

إن قادتكم العسكريين وضعوا خلال السنتين الماضيتين عدّة إستراتيجيات من زيادة في الجنود، وإنشاء للقواعد العسكرية الجديدة، وفتح للمطارات، واستخدام للمليشيات، وتقوية للجيش العميل في كابل، بالإضافة إلي إجراء عمليات مختلفة، ولكن بما أنّ جميع هذه الإجراءات تمت من دون دراسة الظروف العينية، والنظر إلي الواقع، فلذلك ظهرت نتائج جميع هذه الاستراتيجيات والإجراءات معكوسة.
وقد باءت جميع جهود قادتكم العسكريين بالفشل بكل سهولة من قبل مقاومتنا الشعبية. فلئن ازداد عدد جنودكم نتيجة إستراتيجية أوباما الجديدة في الجنوب، فقد فتحنا ضدكم جبهات قتال جديدة في الشرق والشمال، وقّوينا فيها العمليات.
إنكم بدأتم العمليات للسيطرة علي المناطق الريفية، فأجبناكم ببدء عملياتنا في داخل المدن بما فيها كابل وقندهار وكثّفنا فيها نفوذنا. إنكم كنتم تحلمون بتقليص المقاومة ضدكم، ولكننا وسّعنا الجهاد ضدكم حتى شمل البلد كله ولا توجد الآن في البلد أية منطقة يشعر فيها جنودكم بالأمن والاستقرار.
وأمّا إجراء عملياتكم الموسومة بـ (خنجر) في العام الماضي في ولاية هلمند التي كنتم تعتبرونها اختباراً لحظّكم، فلم تكن نتيجتها سوي الخسائر الكبيرة في أرواح جنودكم، والهزيمة المطلقة للقوات الأمريكية.
والمناطق التي قمتم فيها بالعمليات العسكرية فإن المقاومة الجهادية فيها الآن أكبر وأشدّ مما كانت سابقاً، وفيها يتحمّل جنودكم أكبر الخسائر.
ولقد اضطر جنرالكم المعزول ماك كرستل نتيجة انتصارات المجاهدين في شرق البلاد أن يلغِيَ إستراتيجية الحفاظ علي المناطق الريفية، وأن يعلن عن إستراتيجية جديدة لسحب القوات من المناطق الريفية، وجمعها في مراكز المدن. أمّا عمليات مارجة التي كنتم تعتبرونها عمليات مصيــرية، وقد بدأتموها مصحوبة بضجّة إعلامية كبيرة، فقد دفعت الآلاف من جنودكم إلي معركة قاتلة مدوّخة، والتي يتحملون فيها يومياً خسائر فادحة.

وفي هذه السنة أراد قائدكم الجنرال بتريوس إجراء عمليات قندهار، إلاّ أن المجاهدين أخذوا منه زمام المبادرة مثل أي وقت آخر، وسبقوه ببدء العمليات التكتيكية وحرب العصابات في داخل مدينة قندهار، والتي لا زالت مستمرة حتى الآن بكل نجاح.
وإنّ أهمّ مشروع بدأته إدارتكم المدنية في كابل هو تجنيد المليشيات، وتوسعة الجيش العميل لإدارة كابل، ولكنها أصبحت عرضة للشك والتردد في إنجاز المشروع حين تمكن المجاهدون من إدخال عناصر من المجاهدين في صفوف الجيش والمليشيات، وقد استخدموا ضدكم في مواضع كثيرة نفس المليشيات وأسلحتها التي زوّدتموها بها.

ولكن علي الرغمّ من جميع هذه الهزائم الظاهرة يصر قادتكم العسكريون علي الحرب، وبكل برودة حس يقدّمون لكم معلومات خاطئة عن معركتهم الخاسرة في أفغانستان. ولكي يخفِيَ عنكم مسئولوكم العسكريون، وأجهزة مخابراتكم هزيمتهم في هذه الحرب، أو يقنعوكم بدوامها، فإنهم يقدّمون لكم حججاً خادعة، وأدلّة مضللة، ويعتبرون المقاومة ضدهم تارة تدّخلاً من جيران أفغانستان، وتارة أخري ينسبونها إلي جهات أخري، وأحياناً يسعون لإظهار جهاد الشعب الأفغاني مخالفة يقوم بها فصيلة واحدة من فصائل الشعب الأفغاني وهم (الطالبان) ويطلق هذا المصطلح في أفغانستان علي طلبة العلم، أو يعتبرون المقاومة تمرّداً تقوم به قومية واحدة من قوميات أفغانستان، إلاّ أن الحقيقة هي أنه هناك انتفاضة وطنية شاملة ضدكم. خرج فيها لمقاومتكم الرجال والنساء والشباب والشيوخ حتى الأطفال من جميع القوميات والفصائل والمناطق.

إنكم الآن شمّرتم عن ساعدكم لإبادة شعب بأسره. فكروا يا رجال الكونجرس الأمريكي! هل يمكن أن تُقاوَمَ الجيوش المدججة بأحدث أنواع الأسلحة لثمان وأربعين دولة بما فيها القوي العسكرية العظمي في معركة تملك فيها زمام المبادرة والتقّدم في الحرب أيضا من قِبَلِ عدة أشخاص مسلحين؟ وهل يمكن أن يتمّ كل هذا بتدّخل أجنبي سرّي ضعيف؟ وهل يمكن أن يقوم طلبة العلم في أيّ بلد من البلاد بمثل هذا العمل؟ أو هل يمكن لقومية واحدة في بلد تعيش فيه عدّة قوميات أن تقاتل تحالفاً عالمياً يملك جميع وسائل القتال والغلبة؟.

إن كان يمكن التقدّم وإحراز النصر بالتدّخل الأجنبي، لأمكن لحكومة كرزي أن تكسب هذه المعركة. فإن كنتم ترون أن المقاومة ضدكم هي من غير المجاهدين الأفغان فلتأت حكومتكم وتحالفكم بالأدلة والبراهين لإثبات هذا الإّدعاء.
إنكم بعد احتلالكم لأفغانستان وبعد بدأ الجهاد ضدكم أدخلتم عشرات الآلاف من الناس في سجونكم باسم القبض علي المخالفين، فليتفضل قادتكم العسكريون بتقديم مئة شخص فقط من العناصر الخارجية من بين أولئك المساجين كدليل علي أنّ من يقاومونكم هم من غير الأفغان.
فلئن كان لا يمكنكم تصديق هذه الحقائق فقوموا بتجربة صغيرة وهي أن ترسلوا وفداً حرّاً لا يخضع لجهاز مخابراتكم لمشاهدة هذه الحقائق وتقصّيها، ثم لينظر وفدكم هل يسمح له قادتكم العسكريون بالخروج عن القواعد العسكرية والفنادق، أم يحبســـــونهم فيها كمســــــــــاجين محترمين!!؟، ولنفترض أنه قد سُمِحَ له بالتجوال ومشاهدة الحقائق فهل يمكنهم أن يخرجوا إلي خارج بعض زقاق مدينة كابل و شوارعها؟ وحتى لو خرجوا إلي خارج المدينة فهل سيرجعون إلي قواعدهم أحياءً؟.
صدّقوا إنكم لن تجدوا في أفغانستان كلها خارج قواعدكم العسكرية أية منطقة ولو بمساحة كيلو مرتين لتتجولوا فيها بحرّية، وعلي العكس من ذلك حين أَسَرَ المجاهدون جنديكم المسلّح (بوبرغ دال) فقد ساروا به مسافة خمسمائة كيلومتر، وباعترافه هو لم يستوقفه أحد علي طول هذا الطريق الطويل.

فإن كنتم عاجزون عن إجراء مثل هذه التجربة الصغيرة فيلزمكم من باب المسؤولية الخُلقية أن تصّدقوا قولي كحقيقة مرّة. ويجب عليكم بناءً علي المسؤولية الملقاة علي عاتقكم أن تستنكفوا عن مزيد من دفع شعبكم نحو هاوية الهلاك. ولا تدفعوا بأولادكم المدلّلين إلي أتون حرب لا تُعرف لها نهاية، ولا طائل لكم من روائها.
وتوقفوا عن استهداف شعبنا البائس المظلوم الذي نكبته الحروب لأكثر من ثلاثين عاماً، وهو الشعب المحسن الذي أحسن إليكم وإلي العالم أجمع بتخليصه العالم من شرّ الشيوعية، واتركوا هذا الشعب ليأخذ حظّه من نعمة الحياة الحرّة علي أرضه.
يا أعضاء الكونجرس الأمريكي! أخرجوا من أذهانكم خطر التخوفات الخيالية المجهولة التي تختلقها حكومتكم زوراً وكذباً، وهي أن أفغانستان ستتحول إلي ضرر علي أمريكا والعالم بعد خروجكم عنها، إنها إشاعة مضللة من قِبَل حكومتكم، وليست لها أية حقيقة.
إنّكم لن تكسبوا هذه الحرب، وستضطرون للاعتراف بهذه الحقيقة، سواء اعتبرتموها حقيقة حلوة أوُ مرّة، لأنكم تقاتلون شعباً له تاريخ مقاومة المحلتين والغلبة عليه لآلاف السنين، ويري في مقاومة المحلتين خيريّ الدنيا والآخرة، ويعتبر الموت والحياة كليها في هذا الطريق انتصاراً.
إن معّداتكم العسكرية المتطوّرة التي تبلغ قيمتها إلي مليارات الدولارات، وجنودكم الذين يستغرق إعدادهم وتربيتهم السنين الطوال يتمّ هنا تخريبها والقضاء عليها بطرق ووسائل بسيطة، ومصاريف قلية جداً.
وعلي سبيل المثال فإن اثنين من المجاهدين في ولاية هلمند أحدهما الشيخ صالح جان البالغ من العمر 69 عاماً، والآخر ابنه عطا جان البالغ من العمر 18 عاماً استطاعا لوحدهما خلال 21 شهراً ماضيا أن يفجرا 32 دبابة و6 ناقلات للجنود من نوع رينجر للناتو والجيش العميل بواسطة زرع الألغام لها في طرق مرورها.
وكلّ ما صرف من المال في هذا العمل لا يتجاوز 2500 دولار، لأننا وفّرنا له من الأدوات ما بلغت قيمته هذا المبلغ فقط. والأعجب من ذلك أن جميع الأدوات والوسائل التي استخدمت في هذا العمل قد تمّ شراؤها من (سوق لشكركا) المحلية، ولم يدرك البائع حتى الآن أنّ ما يبيعه لنا من الوسائل يتمّ استعمالها في التفجيرات.
وقد تمّ كلُ هذا العمل في الوقت الذي لا عّطل له العمّ (صالح جان) وابنه عمليهما في الفلاحة، ولا اضطرا للسفر إلي قرية أخري. كما أنه لا تعّلم هذا العمل في أية أكاديمية عسكرية، ولا طلب الأجر الماديّ علي ما فعلاه من العمل العظيم.
هذا، وقد تمّ تفتيش بيته أربع مّرات من قبل جنود الناتو خلال هذه المدة، إلاّ أن جنودكم المدربين!!!؟ لم يعرفوا في بيته ما يمكن أن يستعمل في التفجيرات. ويحكي العمّ (صالح جان) إنني ذات مرّة قمت بتفجير العبوة الناسفة عن بُعدٍ علي الجنود الذين كانوا في طريق الخروج من القرية بعد تفتيش بيتي، فقتل منهم واحد، وجرح ثلاثة آخرون، فسقيت الجرحى الماء البارد لأموّه عليهم أنني لست الذي قام بهذا التفجير، ولاعتقادي أن الجرحى إن شربوا الماء البارد في هذه اللحظة فستنفتق جروحهم أكثر وأكثر.
ويرجع الأمر الآن إليكم أن تحكموا هل يمكنكم أن تقضوا علي مقاومة العمّ (صالح جان) بإجراء عمليات كبيرة مثل الخنجر والكوبرا الجبلية والأمل؟ وهل من الممكن القضاء علي مقاومته بتجفيف الموارد المالية، ووضع الإستراتيجيات العسكرية، أو الزيادة في أعداد الجنود؟ وهل ستوَثرّ عملية تغيير الجنرالات علي معنويات العمّ (صالح جان) وابنه (عطا جان)؟
وهل يمكنكم صرفه عن مقاومتكم بإشاعة الأكاذيب التي يطلقها المتحدثون باسم قوّاتكم من قاعدة بجرام) ي الإذاعات أن الجنود بخير، وقد رأي العمّ (صالح جان) بأم عينيه الدبابة التي فجرها هو بنفسه؟ وفكروا مرة أخري! أن حرباً من هذا النوع من سيكون فيها الخاسر؟ واحكموا في النهاية أن زمام المبادرة في هذه الحرب هو بأيديكم أم بأيدينا نحن؟.
يا أعضاء الكونجرس !
إنني أستلفت انتباهكم إلي نقطة أخري أيضاً وهي أنكم جئتم إلي هذه البلاد من مسافة عشرات الآلاف من الكيلومترات، وتريدون أن تكون لكم في هذا المنطقة القواعد العسكرية والمراكز الإستراتيجية. أتظنّون أن دول المنطقة وشعوبها غافلة عن نواياكم؟ ولا تقوم تجاهكم بأيّ عمل؟ وأنها تكتفي بمشاهدة تصّرفاتكم وتتحّمل تواجدكم وتدّخلاتكم؟ وأنها بالفعل ستفعل ما تتوافق عليه معكم علي طاولة المحادثات؟
إنكم ستجدون الإجابات الحقيقية علي هذه الأسئلة إذا افترضتم أنّ جيوشاً من بلاد هذه المنطقة ذهبت بالقوة إلي جواركم، وبدأت تفتح لها هناك القواعد العسكرية، فهل تتحملونها هناك؟ وهل ستقتنعون بقولها إذا قالت لكم أنها لم تأت إلي جواركم إلاّ لتوفير الأمن لكم؟.
علي أية حال .. وبما أن (البرلمان) هو المرجع النهائي لاتّخاذ القرار في (ديمقراطيتكم) التي هي شعاركم العالمي، وتُخَصّص الميزانيات لإنجاز أيّ مشروع صغير وكبير من قِبَلكم، وتعود مسؤولية نتائج جميع القضايا والأحداث عليكم أنتم، فلذلك أحببت أن أذكركم ببعض القضايا، وأوضح لكم الواقع في أفغانستان.
وقبل أن أنهي حديثي إليكم أودُّ أن ألفت انتباهكم إلي موضوع آخر أيضاً وهو أنه يجب عليكم أن تفكروا بدّقة أنّه لماذا كان مجيئكم إلي أفغانستان؟ وما الذي أحرزتموه إلي الآن؟ وما الذي تنتظرون إحرازه فيما بعد؟ وهل يمكنكم أن تحقّقوا أهدافكم للمدى البعيد عن طريق الحرب؟.
ولكي تكتسبوا ثقة شعوبكم، لكونكم ممثليه، وضّحنا لكم بصفتنا أصحاباً حقيقيين للقضية صورة حية من الواقع في هذه الرسالة المفتوحة التي تختلف كثيراً عمّا يوافيكم بها جنرالاتكم من تقارير إدّعاءات الانتصارات الكاذبة المزوّرة من ميادين المعركة.

والسلام على من اتبع الهدى
المتحدث الرسمي باسم إمارة أفغانستان الإسلامية
محمد يوسف الأحمدي
الأحد 7 نوفمبر 2010

د. هشام عزمي
11-11-2010, 01:42 PM
قال الأخ مهاجر :
http://aljame3.net/ib/index.php?showtopic=9624
والرسالة الطالبانية إلى الإدارة الأمريكية فيها من الحقائق الموضوعية التي تباشرها الحركة على أرض الواقع ما لا يعلمه كثير منا ، وإن كان مهتما بالشأن الأفغاني .
وفيها إشارات إلى مسائل تشبه إلى حد كبير مسائل وقعت في أرض الرافدين فالاحتلال واحد والعمالة له على نفس النمط تقريبا ، فالمنطقة الخضراء في كابول تحاكي نظيرتها في بغداد ، أو العكس فذلك من التشبيه المقلوب ! ، فمنها :
محاولة اختزال حركة جهادية كاملة في مجموعة من المقاتلين الأجانب ، فليس في المصرين رجال تقريبا ! ، والقوات التي تحشد بمئات الآلاف إنما تحارب مجموعات لا تتعدى المئات وكثير منهم أشباح لا تظهر إلا في خيال الإدارة الأمريكية التي أرعبت شعبها لتحمله على نقل المعركة الافتراضية إلى أرض العدو ، فذلك مراد تيار المحافظين الجدد ذي الصبغة الدينية الذي سار خطوات حثيثة إبان العصر البائد لفرض طابعه الفكري والعقدي على مناطق النفوذ الإسلامي ، فالإسلام هو العدو الرئيس الذي يناطح المشروع الكتابي : اليهودي النصراني المشترك ، فسارع أولئك إلى تحقيق نصر مؤقت بفرض نفوذ عسكري على بلدين في نحو سنتين أو أقل ، وهو ما أصابهم بسكرة النصر فبدأ الإعداد السريع والصريح لغزو بقية دول العالم الإسلامي لا سيما دول الجوار العراقي ، فكان الدور على سوريا ، كما قال رئيسها عقيب الغزو الأمريكي للعراق مباشرة ، وهو ما يفسر ، والله أعلم ، دعمها المستتر ولو بتسهيل مرور المقاتلين إلى العراق مع أن كثيرا منهم يحمل أفكارا إسلامية تناقض ما عليه المؤسسة الحاكمة في سوريا وفي كل بلاد العالم العربي تقريبا ، ولكن رباط المصلحة قد جمع ، فالوحش الأمريكي السكر بنشوة النصر لم يعد يملك القدرة على المصانعة فصرح بأهدافه التي تعني تغيير كثير من الأنظمة الحاكمة في المنطقة بقوة السلاح العسكري أو الفكري ، مع أن كثيرا منها ليس إسلامي النزعة ، ولكنه قديم مستهلك فلا بد من ضخ دماء جديدة يكون أصحابها أشد ولاء لأمريكا ذات الصبغة الدينية ، فمزيد من العلمانية المتطرفة في العالم الإسلامي على مستوى مراكز صنع القرار ، كما هي الحال عندنا في مصر ، وإن كان الأمر مختلفا على مستوى الأفراد فالإقبال على التدين أمر ظاهر رغم اشتداد الحرب على كل مظاهره وتلك سنة الرب ، جل وعلا ، القاضية بظهور دينه ولو كره الكافرون سواء أكانوا أصليين كنصارى مصر الذين يتميزون غيظا من دك الإسلام لحصونهم البشرية بعد دكه لحصونهم الفكرية من لدن دخل الإسلام مصر فأعداد المهتدين من إخواننا المسلمين الجدد تبشر ، ولله الحمد والمنة ، بانقراض دين المثلثة عباد الصلبان والباباوات ، عما قريب ، فالدين ظاهر ولو كره الكفار سواء أكانوا كفارا أصليين أم كانوا مرتدين قد استغلوا حالة الضعف العام للعالم الإسلامي والضغط الكبير على حكوماته فصار الجهر بما يعتمل في صدورهم أيسر من ذي قبل فلا ينشطون إلا إذا ضعف الجسد الإسلامي ، والضعف الآن أظهر من ذي قبل ، رغم ما تقدم من إقبال الأفراد على التدين ، فلا زال الإشكال قائما لا سيما بعد تردي أحوال كثير من الدول الإسلامية بما فيها الدول البترولية الغنية ، فمقابل هذا التطرف العلماني في الشرق يظهر التطرف الديني في معسكر العدو : من نصارى أمريكا الإنجيليين ، ونصارى أوروبا الكاثوليك ، ونصارى المشرق بكافة طوائفهم لا سيما الأرثوذكس ، الذين أغراهم التقدم الأمريكي الحثيث في أول الأمر فحققوا مكاسب ما كانوا يحلمون بها من قبيل ما تتعرض له أخواتنا الآن في معتقلاتهم الكنسية فقد صار الأمر علانية بعد أن كان يقع سرا في نطاق ضيق لا سيما مع الحماية الأمنية الرسمية التي نسخت في السنين الأخيرة فارتفع من قاموس المؤسسة الأمنية حكم حماية المسلمات الجدد ولو برسم المواطنة العلماني ، واستعجلوا مشروع التقسيم تأسيا بالنموذج السوداني ، فالدور كان على مصر بعد سوريا ، وهو ، أيضا ، والله أعلم ، ما جعل بعض المحللين السياسيين ممن عاينوا الوضع في العراق ، والعهدة على الراوي ، يشير إلى نوع تعاون خفي بين مصر والمقاومة العراقية على ما بينهما من التباين الفكري الكامل الذي يصل إلى حد العداء السافر ، ولكن رباط المصلحة أيضا قد يكون الجامع بينهما فبالمقاومة التي أشبعناها سبا وقذفا بالتطرف والأصولية ، بتلك المقاومة في بلاد الأفغان وفي العراق خصوصا ، على ما في التجربتين من تجاوزات ، فليس في كليهما مدع للعصمة ! ، بل قد وقعت أخطاء جسيمة ، بتلك المقاومة توقف الزحف الأمريكي على دول المنطقة التي لا يعنيها إلا الحفاظ على كراسيها التي باتت مهددة مع ما تقدمه من تنازلات مهينة ! ، فكان لزاما عليها أن تتحالف مع أي أحد ، ولو عدوا فكريا لها ، لإيقاف الخطر الذي يتهددها ، وبالمقاومة العراقية أيضا : توقف التمدد الفارسي نوعا ما بعد اجتياحه العراق بضوء أخضر من أمريكا لا سيما في الفترة من 2005 إلى 2007 والتي شهدت مذابح لأهل السنة تصل إلى حد الجماعية على أيدي الميليشيات الطائفية التي استنفذ الغرض منها فزج بكثير من أفرادها في السجون ، والآن تستعد الحكومة العراقية لإطلاقهم من جديد على الشعب العراقي في إطار صفقة مع رءوسهم من أجل مناصب القيادة وذلك مما يزيدهم توحشا لشعورهم بحاجة الحليف إليهم وهو حليف يشاطرهم النحلة الطائفية الحاقدة على أهل السنة بل لعله أشد تطرفا منهم ، ولكنه يختلف معهم على نصيب كلٍ من الكعكة ، فوقع الخلاف المعروف في بدايات 2008 ثم حل الآن في هذه الصفقة المشبوهة ، ومع ذلك فقد نجحت المقاومة قبل ظهور حركة الصحوات ، رد الفعل للأخطاء المنهجية لبعض فصائل المقاومة ، نجحت في تحجيم دور تلك الميليشيات وتصفية عدد كبير من قادتها وأفرادها فتوقف الخطر ولو مؤقتا وتلك من المواقف المحمودة شرعا وعرفا لتلك المقاومة فلا يمكن مع كل تلك التضحيات إنكار العنصر المحلي فيها بادعاء أنها مجرد فروع لمنظمات أجنبية تعمل لحسابها الخاص باسم الدين ! ، فذلك تسفيه لأمتين كاملتين لهما من التاريخ العسكري الحديث ما يجعلهما يصدان غزوا كالغزو الأمريكي فلن يقل شراسة عن الغزو السوفييتي لبلاد الأفغان .

ومنها أيضا :
الإشارة إلى الوسائل الفعالة في حرب العصابات طويلة الأمد ، وهي مع فعاليتها لا تكلف كثيرا في مقابل مليارات تنفق برسم : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) ، فضلا عما يعتمل في صدر الجندي الأمريكي خصوصا وجنود حلف الناتو عموما من شكوك صارت بما احتف بها من قرائن الواقع يقينا بخسران القضية لا سيما في بلاد الأفغان ، وأوروبا ، لا سيما فرنسا ، تصب جام غضبها على حكوماتها التي ورطتها في حرب بوش الخاسرة ، ولعل إعلان فرنسا الإنسحاب تدريجيا ، لا سيما بعد التهديد الأخير ، هو إعلان استسلام وفشل وإن قيل بأسلوب مهذب ! .

ومنها أيضا :
الإشارة إلى ما وقع في معسكرات الاعتقال في تلك البلاد فالقصص واحد ، لا سيما ما تعرضت له حرائر الموحدات ، وهو أمر لا يحسن الخوض فيه على جهة البسط للعبارة ، فيكفي المسلمين منه ما ظهر في باجرام من قبيل قصص كقصص الدكتورة عافية صديقي ، نجاها الله وفك أسرها ، وما ظهر في أبي غريب فهو أشهر من أن ينوه به .

ومنها :
الإشارة إلى الوضع المتشابه فسحب القوات الأمريكية من ريف بلاد الأفغان إبان قيادة الجنرال ماكريستال لتقبع في قواعدها في المدن في دوائر ضيقة يخشى الجنود تخطيها ، هو استنساخ للمنطقة الخضراء في بغداد فقد صارت مناطق بعدد قواعد أمريكا والناتو ! . وهناك من يدفع للمقاومة لتكف بأسها عنه كما قد أشيع عن القوات الإيطالية .

ومنها :
الإشارة إلى فشل العمليات ذات الأسماء الرنانة التي تشنها قوات الناتو من وقت لآخر ، وهي من جنس عمليات تشنها هي والقوات العراقية الرسمية ، والذي جمعها كلها وصف : الدعاية الضخمة وما يواكبها من الفشل والإخفاق الضخم أيضا .

والله أعلى وأعلم .

حسن المرسى
11-11-2010, 02:22 PM
ولعل البعض فى بلادنا حتى الأن لا يفهم طبيعة الصراع
ولا يعى أن المجاهدين فى العراق وأفغانستان إنما يذودون عن مصر والحجاز ..
وأنه إن تهلك هذه الطائفة ..... فعلى باقى بلدان الإسلام السلام...
ولعل البعض لا يكف أذاه عنهم... ولا يكتفى بمجرد المراقبة ..
وكأنه لا يعى ما قاله الثور فى قديم الزمان .... أكلت يوم أكل الثور الأبيض ...
و والله إن الإنسان ليستحى من نفسه .. حينما يرى تقصيره وعجزة ..ولا يملك إلا الدعاء لهؤلاء ..
أشراف الأمة المرابطين عند الثغور ... وكفى ببارقة السيوف على رؤوس هؤلاء فتنة ...
وحيا الله العم صالح جان وإبنه ... وزاد من أمثالهم ..
وسلامي على طالبان .. يانعمة الرحمن .
سنه بعد قرآن .. في الجنة حورية .

أمَة الرحمن
11-11-2010, 02:38 PM
هنالك بحث أمريكي يتحدث عن أسباب غزو أمريكا لأفغانستان، لكنني أشك في مصداقية و موضوعية المعلومات المطروحة فيه:

http://www.assembly-weu.org/en/documents/sessions_ordinaires/rpt/2010/2070.pdf