المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فيديو : حوار شيق وممتع مع الأستاذ طارق منينة حول أقطاب العلمانية



د. هشام عزمي
11-29-2010, 01:01 PM
هذا تسجيل فيديو من البالتوك للحوار الشيق والممتع مع الأستاذ طارق منينة حول أقطاب العلمانية ..
حيث ذكر فيه مغامراته واحتكاكاته بالعلمانيين مثل حسن حنفي ونصر حامد أبو زيد ..
وتناول فيه كبار رؤوس العلمانية أمثال فؤاد زكريا والجابري وطرابيشي ..
وتطرق في قسم كبير من كلامه إلى صراعات العلمانيين بينهم البعض وأنهم قلوبهم شتى ..
وأنهم متنافسون متباغضون يقاتلون بعضهم البعض من أجل السلطة والشهرة واللذة ..
وذكر أمثلة لذلك كالسجال بين جابر عصفور وعلاء الأسواني الذي وصل إلى الهجاء المباشر ..
وأمور أخرى كثيرة جدًا تستمعون إليها في هذا التسجيل النادر :
http://www.archive.org/download/manena/tariq-manena.mp4
والملف حجمه 45 ميجا ومدته 50 دقيقة ..
فلا يفوتكم ..!

حسام الدين حامد
11-30-2010, 02:47 AM
جزاكم الله خيرًا، لقاء دسم ومفيد، ليت الأستاذ طارق يكثر من أمثاله.
هذا هو الكتاب الذي أشرت إليه في اللقاء يا د. هشام:
عنوان الكتاب: الإسلام لا العلمانية مناظرة مع د. فؤاد زكريا
المؤلف: سالم البهنساوي
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=4349

حسام الدين حامد
11-30-2010, 09:36 PM
الشيخ الغزالي رحمه الله والقرضاوي وفقه الله مع فؤاد زكريا

http://www.youtube.com/user/AborasAhmedN#p/u/18/FDwSMUU8RVs

طارق منينة
11-30-2010, 11:11 PM
لم اتوقع ان يعرض هذا هنا وعلى كل فالحمد لله
اخي حسام الدين حامد هذه الاخيرة في دار الحكمة هي فعلا المناظرة التي اشرت اليها وماكنت اظن انها موجودة على الانترنت فساحاول مراجعتها
وفي النص المشاهد ندوة الإسلام والعلمانية 4/19
http://www.youtube.com/watch?v=_k5X65ykqcY

ينفي فؤاد زكريا ان هناك تضاد بين العلمانية والاسلام وهو من اشنع التزوير وهو مايؤكد سقوط فؤاد زكريا وفكره لانه هو القائل انه ينبغي مناقشة كافة المسلمات وان الدين تجاوزه العلم ولو توفر لي الوقت لعرضت قوله من كتابه الذي اشرت اليه وهو نص على كل ذكرته في الاقطاب الاول
لقد سقط زكريا في مربع اصحاب خطة التلفيق بين الاسلام والعلمانية لسبب الاختراق (اختراق النصوص بنظرياتهم العلمانية)وهو ماحاول فعله زكريا في هذه المناظرة(على الاقل في التلبيس على الجمهور بانه لاتضاد!!) اما هروبا من المواجهة مع الجمهور الغاضب واما تلبيسا وتقية وهو مايناقض مذهبه المسطور على كل حال.

جزاكم الله خيرا اخي الحبيب الدكتور هشام عزمي وهدانا واياك الى الجنة ونصرنا في الدنيا والآخرة وجمعنا باخوة المنتدى في رحمة الله وجنته

حسام الدين حامد
12-01-2010, 02:31 AM
أستاذنا الفاضل طارق منينة

يجمع وصفهم جمعًا قوله تعالى (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنما نحن مستهزؤون)، فالخطاب الموجه لبني نحلتهم مخالف تمامًا للخطاب الموجه للجماعة المسلمة، وبقدر تخلف العلة من هذه التقية يظهر الإعلان بالتمرد بدايةً من الغمز والإشارة وحتى الكفر البواح، فترى لسانهم في اللقاءات العامة والمتلفزة مخالف لقلمهم في الكتب مخالف لمناجاتهم بعضهم بعضًا.. يتبعون سنن من كان قبلهم في عصور النهضة في أوربا، فقد كانت هذه هي الحيلة في مواجهة السلطة الكنسية والرأي العام كما لا يخفاكم.

كما يتبعونهم فيما أشرتم إليه من "الاختراق"، إذ عرفت أوربا المثقف الذي يصنف الكتاب للرد على الإسلام أو "المحمديين" كما يسمونهم، ويكون نقده موجه لكافة الأديان لا للإسلام فحسب، لا يحتاج الأمر لأكثر من قارئ قليل الذكاء ليقع في الشرَك، وهذا ما يمارسه العلمانيون هنا بالكلام عن "الدين" خلطًا للصحيح بالمحرف، وقد أعجبني تنبه الشيخ الغزالي رحمه الله -في الندوة المشار إليها آنفًا- لهذه الحيلة عندما رفض مصطلح "الدولة الدينية" على المعنى الذي يروج له العلمانيون لتخويف الناس، ليقطع عليهم هذا الطريق في مخاطبة العواطف.. وهذه نكتة أخرى، إذ إنّ العلمانية تتهم "الإسلاميين" بمخاطبة العواطف ودغدغة المشاعر الدينية، ولكن عند التحقيق يظهر أنّ هذه التهمة ما هي إلا منقبةٌ في دينٍ يوفي النفس حقها والروح رواءها، وفي نفس الوقت تجد أنّ العلمانيين أكثر خلق الله مخاطبة للغرائز والعواطف - لكنها البهيمية هذه المرة!- دون أي ضابط أو وازع، والحديث عن هؤلاء يطول، ولا يجوز التقدم بين يديكم إلا طلبًا للاستزادة منكم..

حفظكم الله وجزاكم خيرًا.

طارق منينة
12-01-2010, 04:25 AM
يتبعون سنن من كان قبلهم في عصور النهضة في أوربا، فقد كانت هذه هي الحيلة في مواجهة السلطة الكنسية والرأي العام كما لا يخفاكم.
اما هذه اخي حسام فخبرتك رائعة فجزاكم الله خيرا
ولك ان تتقدم والاخوة في هذا المنتدى فانتم سابقون اصلا ولله الحمد ومتقدمون فصلا واصلا وهي منة الله عليكم بل هي سند لي فالمؤمن باخوانه ايضا والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض وانت لكم علم وخبرة به خصوصا نقد الفلسفات وهذا ليس من المدح وانما هي الحقيقة التي اشهد الله عليها والله انكم لعلى دراية خبيرة وعلى مستوى رفيع جدا من الفهم ، اجد نفسي في كثير من الاحيان اشعر انكم افضل مني ومن كتاب كثر وهذا من رحمة الله بكم وبالامة بل وبي ايضا.
ارجو عدم التعقيب بالمدح على هذه النقطة وتجاوزها كما اتمني عدم تلقيبي بالدكتور كما حدث في الغرفة فانا لست كالقمني العلماني-يخترع الالقاب ولست دكتورا ولااريدها -ابتسامة
فانا عبد فقير" مسلم اسمي"(وهو افضل الاسماء بين البشر، وبعده المؤمن ثم المحسن" وافضل الاسماء ماذكره الرسول ) لو قيل لي استاذ اغتر فمابالك بالدكتور فيكفي الاخ طارق فهو الصق بي وبالتعامل معي كما كنا نطلقها على انفسنا في السبعينات من القرن الفائت فالذكرى تنفع المؤمنين.

حسام الدين حامد
12-02-2010, 12:25 AM
بارك الله فيكم أخي الحبيب، فلم تترك لمعقّبٍ قولًا..
حفظك الله وزادك من فضله وأسبغ عليك نعمه ..

د. هشام عزمي
12-02-2010, 05:42 PM
لقد سقط زكريا في مربع اصحاب خطة التلفيق بين الاسلام والعلمانية لسبب الاختراق (اختراق النصوص بنظرياتهم العلمانية)

بارك الله فيك يا أخي الأستاذ طارق ..
وفعل فؤاد زكريا هنا وجدت كل القوم تقريبًا متورطين فيه ..
فكلهم - في حدود علمي - يلجأون إلى تبرير العلمانية من خلال النصوص الإسلامية ..
حتى جورج طرابيشي في كتابه (هرطقات) وجدته ينحو نفس المنحي رغم كونه ليس من خلفية إسلامية ..
وعجبي ..!

ولست دكتورا ولااريدها -ابتسامة
فانا عبد فقير" مسلم اسمي"(وهو افضل الاسماء بين البشر، وبعده المؤمن ثم المحسن" وافضل الاسماء ماذكره الرسول ) لو قيل لي استاذ اغتر فمابالك بالدكتور فيكفي الاخ طارق فهو الصق بي وبالتعامل معي كما كنا نطلقها على انفسنا في السبعينات من القرن الفائت فالذكرى تنفع المؤمنين.

بارك الله فيك ..
وقد كان هناك جزء من الحوار قلت فيه للإخوة ألا يلقبوك ولكني حذفته من التسجيل اقتصارًا على المادة العلمية واختصارًا لوقت التسجيل ..
والله يجمعنا في جنته برحمته ومنته وفضله .. اللهم آمين !

طارق منينة
12-02-2010, 11:31 PM
جزاكم الله خيرا اخي الدكتور هشام
ومع ذلك فقد لقبوني بالدكتور وانا لست هو -ابتسامة
افضل كلمة قالها اخي حسام هي ان مايفعله هؤلاء العلمانيون من التستر و الروغان والتلاعب بموقفهم والترضيات المكشوفة هو نفس موقف الفلاسفة الغربية ايام قرونهم الوسطى المظلمة
وهناك فرق واحد فارق ومفارق ومفرق وهو مفترق الطريق والفاصل بين الناجي والغريق والعالم والبطريق والمسلم الكوني والزنديق وهو ان الذي هيج الفلاسفة والعلماء في الغرب على عالمهم وفكرهم واسفارهم وواقعهم كان هو الاسلام الذي شكل واقعا جديدا في بيئة جاهلة فصنع منها امة عالمة قائلة كاتبة قارئة امة كونية عالمية انسانية رحمانية علمية نظيفة وجميلة منظمة ومهندمة حتى انها اغرت شباب اوروبا المظلمة بالهجوم على واقعهم ودينهم واسفارهم وقساوستهم وشعروا بنظافة الاسلام والمسلمين بقذارة القساوسة والبيئة فلما واجهتهم الكنيسة لسبب علمها بمصدر تمردهم ومنطلق ثورتهم وجهة علومهم وعقلهم تستروا وتلونوا حتى يتمكنوا لانهم رأوا قتلا وتنكيلا وحرقا وجهلا وتصليبا وشرا وتزويرا،وجهلا وتجهيلا فلما نجوا بالحيلة وانقذتهم علوم الاسلام بكل وسيلة علمية وخصلة بحثية تقدموا بالمجتمع للامام منكرين اصلهم والإسلام
فاما فلاسفتنا المعاصرون من العلمانيين فعلى العكس من ذلك فانهم لم يولدوا في بيئة العلم التي انقذت اوروبا من القذارة والجهل القاتل والظلمة المعتمة وانما ولدوا في بيئة علمانية منسوخة متمكنة ظاهرة وفقر ومرض وبلاء واقع بالمسلمين واستعمار واستحمار ولما وجدوا دفاع اصحاب الحضارة الاصيلة عن حضارتهم ودينهم واصحاب الفضل الاول والاخير على اساتذتهم في علوم المدنية الحقيقية تستروا وتغيروا ورموا الاسلام من داخله وتستروا بعناصره وركبوا الطروادة الغربي مع ان اشباههم في الغرب القديم ركبوا خيول الاسلام الظافرة وادخلوا بها علوم المسلمين الى ديارهم المظلمة
ياحسرة على فلاسفتنا الجهلة يتسترون تحت ادعاء ان النجاة في العلمانية مع انها كانت قرونا في الاسلامية ودهورا طوالا في حواصل الخيل الاسلامية والطير الايمانية الذي جاب الاقطار وفتح الامصار ونظر في الاكوان واكتشف الاثار وسمى النجوم واخترع المناهج والاسفار وعالج الابدان والعقول بافضل الامصال وفيصل الافكار
ان تستر فلاسفة الغرب القدماء ومثلهم من اعيان العلماء غير تستر فلاسفتنا الجهلاء واعيانهم السفهاء فقد تستروا في الغرب القديم ومعهم في خنادقهم قناديل الاسلام ومصابيح المسلمين وكانوا يعددون ساعات التحرير بساعة الاسلام المخترعة المثيرة للعجب اما فلاسفتنا فقد تستروا بجهل التاريخ واثواب الزور والتزوير وعيرونا بعلوم نحن روادها ومناهج نحن اساتذتها ومدنية نحن منشؤوها فخدعتهم عقلانية لاعقلية وتنويرية لانورانية ومدنية لاتمدينية وحداثية بدائية اقرب لحداثة الحيوان وتقدم الهمجية في نفس الانسان فلاهي من التقدمية في شيء ولا من الفرادة الانسانية في شيء...
لكن النصر قادم وارجاع الحضارة الى اصلها واصولها حتم وامر لازم

د. هشام عزمي
12-03-2010, 12:00 AM
جزاك الله خيرًا أستاذي الحبيب ..
هل يمكنك أن تزودني بنماذج أو أمثلة لنفاق دعاة التنوير في أوروبا ..؟
حيث أني قراءتي المحدودة للقوم طبعت عندي قناعة أنهم في دعوتهم لفصل الدين عن الدولة كانوا ينطلقون من منطلقات نصرانية ..
على الأقل في أوائل الدعاة ..
فجون لوك مثلاً في رسالة التسامح التي دعا فيها إلى نبذ الاضطهاد الديني وإيقاف الحروب الدينية رفض إدخال المسلمين والملاحدة في دائرة التسامح ..
وهذا يدل على أن الرجل كان متمسكًا بصليبيته وليس ملحدًا ..
والله أعلم .

طارق منينة
12-03-2010, 01:25 AM
احبك الله واكرمك الآن ساعرض عليك مااظن انه لم يعرضه احد في رسالة او كتاب وقد تعبت حتى حصلت عليه وبما انكم من اهل الحوار والبرهان فاليك هذه الهدايا-ابتسامة
خذ فولتير مثلا ، مثلا في فرنسا فقد تقلب في كل شيء ونافق القساوسة والباباوات والملوك ومن ذلك انه كتب مسرحيته ضد الرسول وكتب ضد المسيحية باسماء مستعارة واحيانا باسمه لكن دعني اقول لك ان فولتير تأثر بالتراث الاسلامي عن التوحيد والعلم مع انه كان متذبذبا منافقا قال ديورانت في قصة الحضارة المجلد 38 ص217 ):" وهل كان فولتير فيلسوفاً ؟ نعم . أنه كان كذلك على الرغم من أنه لم يصطنع مذهباً. وأنه تردد وتذبذب في كل شيء وغالباً مابقى فوق سطح الأشياء ولم يتعمق فيها.

وعن الكتابة باسماء مستعارة لسبب الخوف من الكنيسة-على فكرة كتابي الاول كتبته في اوروبا ضد فرقة مسيحية عام1997 باسم مستعار!-
قال ديورانت في قصة الحضارة المجلد 38 ص 195):" ولكن فولتير لم يكن يكتب الآن تحت أسم فولتير، بل استخدم أكثر من مائة من مختلف الأسماء المستعارة، بل أحياناً، في مرح شيطاني، نسب هجماته العنيفة إلى رئيس أساقفة كنتربري، أو رئيس أساقفة باريس، أو إلى قسيس أو كاهن أو راهب، ورغبة في أبعاد كلاب السماء عن طريقه خص نفسه بإحدى قذائفه. وكان يعرف أصحاب مطابع باريس وأمستردام ولاهاي ولندن وبرلين، فاستخدمهم في حملته. وعن طريق داملافيل وغيره، وكان يزور باعة الكتب مجاناً بهذه النشرات، وكانوا يبيعونها بأثمان رخيصة. وهم بذلك يغامرون. وأشتد العود ونما الغرس.
ونشر آنذاك في 1762 "عظة الخمسين" التي كان قد ألفها قبل ذلك بعشر سنين على الأقل، وقرأها على فردريك الأكبر في بوتسدام، وكانت أول هجوم مبار على المسيحية. وبدأت بداية بريئة كل البراءة: "اجتمع كل يوم أحد في المدينة تجارية آهلة بالسكان، خمسون شخصاً متعلماً تقياً

وتحت عنوان فولتير المسيحية كتب ديورانت في كتابه قصة الحضارة المجلد 38 ص162 ):" - فولتير والله : ونكتفي هنا في تلخيص آرائه في الدين وحربه ضد المسيحية. ولن نذكر هنا شيئاً لم يذكر مائة مرة من قبل. كما أنه لم يقل عن المسيحية شيئاً لم يسبق قوله. وكل ما في الأمر أنه تكلم انطلقت كلماته مثل اللهب سرى في أوربا، وأصبحت قوة شكلت عصره وعصرنا. ... يغذي شكوكه بين الربوبيين في إنجلترا ساعياً وراء العلم في سيري، متبادلاً رسائل الإلحاد مع فردريك في ألمانيا. ومع ذلك فإنه حتى بلغ السادسة بعد الخمسين احتفظ بإلحاده أو كفره مظهراً عارضاً أو لعبة أو تسلية خاصة. ولم يشن على الكنيسة الحرب علانية. بل على النقيض من ذلك دافع علناً وتكراراً عن أساسيات العقيدة المسيحية: إله عادل وإرادة حرة والخلود. وإذا لم نعده كذوباً (وغالباً ما كان طذلك) فإنه احتفظ حتى وفاته بإيمانه بالله وبقيمة الدين. ويمكن أن نقتبس عنه لأي غرض تقريباً"
وفي نقده للمسيحية يقول ديورانت ج38 ص 139):" في غمرة هذا الصراع انقلبت مناهضة فولتير للمسيحية إلى بغض استمر عشر سنين من حياته (175-1769) وكان قد بدأ باحتقار شبابي للمعجزات والأسرار والأساطير التي واجهت الناس، ثم انتقل إلى تشكك ساخر في المبادئ المسيحية مثل التثليث وتجسد المسيح (اتحاد الألوهية والناسوتية فيه) وآلام المسيح وموته (تكفيراً عن خطايا البشر)، عما اعترف توماس أكويناس صراحة بأنه ليس في متناول العقل، أو أنه يشق على الفهم"
فولتير يهين الكثوليكية
يقول ديورانت ج37 ص127 ):" وبين المسرحيات والسياسة، والزوار، وفلاحة حديقته، وجد متسعاً من الوقت ليكمل في فيللته"دليس" عملين كبيرين وينشرهما. وقد ساءت سمعة الأول لما قيل عن خروجه عن للياقة، أما الثاني فقد فتح عهداً جديداً في كتابة التاريخ.
كان يحتفظ بقصيدته"لابوسيل"منذ 1730 باعتبارها ترفيهاً أدبياً: ويبدو أنه لم يكن في نيته أن ينشرها، لأنها لم تكتف بالتهكم بعذراء أورليان (جان دارك) البطلة، بل هاجمت عقيدة الكنيسة الكاثوليكية، وجرائمها، وشعائرها، وأخبارها. وأضاف الأصدقاء والأعداء إلى مخطوطاتها المتداولة ينهم نتفاً فيها من البذاءة والمرح ما كان حتى فولتير ليكتبه. والآن، في 1755، بعد أن وجد الهدوء والسلام في جنيف، ظهرت في بازل طبعة مسروقة من القصيدة. فحرمها البابا، وأحرقها برلمان باريس، وصادرتها شرطة جنيف، وزج بناشر باريسي في سفينة الأسرى والعبيد لأنه أعاد إصدارها في 1757. وقد أنكر فولتير أنه كاتبها، وأرسل إلى ريشليو، ومدام بومبادور، وبعض موظفي الحكومة، نسخاً من نص مهذب نسبياً، وفي 1762 نشر هذا النص، فلم يناكده أحد بسببه. وحاول أن يكفر عن إساءته لجان دارك بتصويرها صورة أكثر إنصافاً وجداً في كتابه "مقال عن الأعراف"وقد هجم فولتير في كتابه عن التاريخ من انتقدوه لانه انتقد المسيحية وكان :" معهم مونتسكيو في الناحية فقال "إن فولتير يشبه الرهبان الذين لا يكتبون من أجل الموضوع الذي يعالجونه، بل لمجد طائفتهم؛ إنه يكتب من أجل ديره."(53) ورد فولتير على نقاده بأنه أكد على أخطاء المسيحية لأن غيره ما زالوا يدافعون عنها؛ ثم استشهد بأقوال مؤلفين معاصرين امتدحوا الحروب التي شنت على الالبيجنس، وإعدام هس، بل مذبحة القديس برتلميو، فالعالم يحتاج ولا ريب إلى التاريخ يدمغ هذه الأفعال بالإجرام ضد الإنسانية والفضيلة"(قصة الحضارة ج37 ص 134-135)

فولتير يشتم محمد رسول الله في مسرحيه ولايعرف ان مدحه لعلوم العرب هو مدح لمحمد الرسول لانه هو الذي جاء بمفاتيح هذه العلوم
ففولتير كان اول من اعترف بدين الفكر الاوروبي لعلم العرب كما قال ديورانت وذلك في تاريخ فولتير المشهور الموضوع في (النص الكامل بجنيف في 1756 في سبعة مجلدات بعنوان "مقال في التاريخ العام"، قال ديورانت :" وصرح بأن محكمة التفتيش الإسبانية، ومذبحة الأليجنس المهرطقين، هما أحط ما وعى التاريخ من أحداث. وبدت له العصور الوسطى في العلم المسيحي فاصلا مقفراً بين جوليان ورابليه، ولكنه كان من أول من اعترفوا بدين الفكر الأوربي لعلم العرب وطبهم وفلسفتهم."(قصة الحضارة المجلد 37 ص 131-132)

وقال ج36 ص211 ):" . وفي 17 أغسطس 1745 أرسل نسخة من رواية "محمد" إلى البابا بندكت الرابع عشر، يسأله أن يهديها إليه. وفي 19 سبتمبر رد البابا اللطيف: سعدت الليلة الماضية بروايتك "محمد" التي قرأتها بشغف وسرور عظيم. وإني لأقدر مواهبك أكبر تقدير ، وهذا أمر يعترف به الجميع... وأني لأكبر كل الإكبار نبلك وإخلاصك... وإني هنا أمنحك بركتي الرسولية(73)".
واغتبط فولتير بهذا الوسام أيما اغتباط حتى أنه كتب إلى البابا تقديراً حاراً ختمه بقوله: بكل إجلال وتقدير واحترام أقبل قدميك المقدستين(74)وأعلن إلى باريس تمسكه بالمذهب الكاثوليكي وإعجابه باليسوعيين، وأطنب في مدائحه لمدام بمبادور والملك. وتوسلت بمبادور إلى الملك وقبل الملك رجاءها. وأخيراً في 9 مايو 1746 وافقت الأكاديمية على الانضمام أمير الشعراء في هذا العصر والكتاب المسرحيين فيه إليها. وزيادة في تكريمه وتدعيم مركزه عين في 22 ديسمبر موظفاً في الحاشية الملكية مخصصاً للقيام على شئون الملك."

قال ديورانت ج37 ص 98-131):" النص الكامل بجنيف في 1756 في سبعة مجلدات بعنوان "مقال في التاريخ العام"، وكان يشمل "عصر لويس الرابع عشر" وبعض فصول تمهيدية عن الحضارات الشرقية. وفي 1762 أضاف "خلاصة لعصر لويس الرابع عشر" ... أما القصة الأكمل فتبدأ بشرلمان، حيث توقف كتاب بوسويه "حديث في التاريخ العالمي" (1679). كتب فولتير يقول "أريد أن أعرف ما هي الخطوات التي انتقل بها البشر من الهمجية إلى المدينة"-وهو يعنى الانتقال من العصور الوسطى إلى الأزمنة الحديثة.
وقد أثنى على بوسويه لمحاولته كتابة "تاريخ عالمي". ... وهاجم إهمال الأسقف بوسويه للصين والهند، وفكرته عن العرب، أنهم مجرد زنادقة همج. " وردودنا انا وانتم كلها رد على سؤال فولتير!
ولاني مرهق لااستطيع الان اكمال المداخلة لكن هاهي بعض الملامح المثيرة والخطيرة
على فكرة فمجلدات قصة الحضارة موجودة على النت الا مجلدين وانا انقل لك منها

د. هشام عزمي
12-03-2010, 01:53 AM
ما شاء الله ! .. بارك الله فيك يا أستاذي ..
طبعًا أرغب في المزيد في أقرب فرصة ، ولن أثقل عليك الليلة ..
وربما يشاركنا أخونا الدكتور حسام بما لديه كذلك ..

وعلى صعيد آخر ، أحسب أنه بإمكاننا الإعداد لحوار جديد في الغرفة حول نفاق العلمانيين في عالمنا العربي ..
وله عدة جوانب :
منها إظهارهم الاحترام للإسلام وإبطانهم الطعن فيه ..
ومنها تحاملهم على الإسلاميين وتهاونهم مع النصارى ..
ومنها تملقهم لرجال السلطة وأصحاب النفوذ ..
حيث أن هذا الموضوع تحديدًا تتم إثارته في الغرفة كثيرًا ..
بل هو من الموضوعات الرئيسية للغرفة التي يتم تناولها مرة بعد مرة ..
والله الموفق .

حسام الدين حامد
12-04-2010, 09:11 PM
جزاكم الله خيرًا ورفع الله أقداركم..

التدافع الذي حدث بين العلمانية والكنيسة في الغرب من الموضوعات التي لم تأخذ حقها بالدراسة عن كثب من قبل الباحثين، والمعول عليه فيها عند التحقيق لا يزيد على عدة كتب وبضع باحثين، والصورة التقليدية من وجود صراع مستعلن بين الكنيسة والعلمانية تمثل الكنيسة فيه الجهل والعلمانية فيه العلماء، والكنيسة الباطل والعلمانية الحق، بينما الأمر في حقيقته متشابك وينطوي على العديد من التدافعات والحيل والأحداث التي لا يمكن أن تجتمع في سياقٍ واحد، فضلًا عن السياق التقليدي المنتشر.

من ضمن ما يصلح لما طرح الدكتور هشام التمثيل عليه، ما فعله آبي سانت بيير في كتابه عن "المحمدية" حيث أورد كل الحجج التي تتوجه بنفس الدرجة للكاثوليكية، وكذلك طالب بمنح جائزة في أكاديمية العلوم الفرنسية لمن يقوم بإيراد تفسير مادي للمعجزات التي يدعيها المسلمون والبروتستانت، ولم يأتِ على ذكر الكاثوليكية .. هذه الحيلة يستعملها العلمانيون عندنا حين يهاجمون "الإسلام المتطرف" بزعمهم، ولكنك تجد الكلام أصلًا موجهًا للإسلام عمومًا، فما الخصوصية التي تفرق بين الإسلام و"الإسلام المتطرف" حين يكون الهجوم على "الالتزام بالنص" و "تقديم النقل" ؟!

كذلك نجد بوفون عالم الطبيعة الشهير، عندما أخرج الجزء الأول من كتابه "التاريخ الطبيعي العام والخاص" وبدأ يلمح فيه للأصل المشترك للأنواع، واجهته كلية اللاهوت بالسوربون، فأبدى بوفون تراجعًا في بقية الكتاب عن التصريح بالأصل المشترك، ولكنه لم يكن تراجعًا معلنًا، فتجده يعلن أن الشبه بين الحمار الوحشي والحصان لا يتعدى الحافر الصلب، وفي ذات الآن يستنتج أن التشابه بين الإنسان والحصان أكبر من الفرق بينهما!! هذا التذبذب فهمه تشارلز دارون - بسوء نية فيما يبدو لي- أن بوفون كان مترددًا بخصوص قضية الأصل المشترك، فكان تحقيق صمويل بوتلر في كتاب "التطور قديما وحديثا" أن بوفون لجأ لهذا تقية للكنيسة وللعوام بأسلوب ساخر يستشف من خلاله القارئ مقصود بوفون.. هذا نراه في كتابات العلمانيين حين يخرج أحدهم رأسه من الحفرة ليجس نبض الناس، فإن وجد ممانعة سار مع التيار، ولكن شذوذه لا يزال يظهر في لحن القول.

هناك كذلك ما ذكره الأستاذ .. أقصد الأخ الحبيب طارق منينة :): من إنتاج المئات من الكتب بأسماء مستعارة، ومعظم مفكري الغرب في عصر النهضة والتنوير الأوربي كانوا يبدؤون بإنتاج تحت اسم مستعار، مالم يكن متكئًا على القرب من بلاط أحد الملوك أو الملكات .. نرى ذلك الآن في كتابات الملاحدة والنصارى عند مهاجمة الإسلام، وقد مرّ عليكم من منتجات هؤلاء المجاهيل ما يغني عن ذكره.

كذلك أذكر أنّ المسؤولين في بلاط الأميرات والملكات كانوا يتعاملون مع الملكات بطريقة تجعلهن في مصاف فلتات الزمان، ولكن أحدهم وقد أورد ول ديورانت ذكره في موسوعة الحضارة ربما في المجلد المعرب باسم عصر فولتير، ولا يحضرني اسم هذا الشخص مع بعدي عن مكتبتي، المقصود أنّ هذا الرجل كان يوصي ابنه بوصايا مكتوبة خرجت بعد ذلك في صورة كتاب بعد موته، ترى مفارقة غريبة بين حاله مع الملكة وبين تشريحه لوصف المرأة وهو ينصح ابنه ويعطيه مفاتيح الدخول، وأذكر أن كلامه جميعه كان يصب في خانة زيادة العاطفة عند المرأة، وغير ذلك مما يأخذه علينا دعاة التحرير الآن ولكني لا أشك أنهم عند تعاملهم يعرفون خطأهم، يذكرنا ذلك بعادل إمام الذي طالما نادى بمواجهة أسلمة الفن، لما سئل عن سماحه لأحد بتقبيل ابنته في إطار "درامي" مقبول، رفض تمامًا، والحوار معه قد نقله الدكتور هشام وهو حوار كاشف عن هذا النفاق.

بالنسبة لجون لوك فهو أبو الليبرالية، وعندما كنت أقرأ كتابه كنت أتصور أنّه بحاجة لأحد العلمانيين عندنا ليعقد مجلسًا أسبوعيا يشرحه فيه وليكن في دار الندوة :)، دعوة جون لوك مبناها على رؤيته في فصل الدولة عن الدين، مع احتواء الجميع والتسامح معهم، وما أورده من عدم التسامح مع الملاحدة فقد قرأتُ أنّه عاد عنه بعد ذلك، ولم أتابع ذلك بعد، ولم يكن طرح جون لوك نصرانيا، فقد ردت عليه الكنيسة برسالة ألفها أحد رجالها بعنوان "نقد التسامح"، ولعل مقدمة كتاب التسامح لجون لوك المعربة فيها ذكر الكتب التي ألفت في الرد على جون لوك ومعظمها لقساوسة على ما أذكر .. وليعذر الدكتور هشام ذاكرتي إن لم يجد ذلك.

عندما نواجه دعاوى التطوريين بأسلوب علمي بحت، بل بأسلوب علمي تجريبي بحت، تجدهم يحورون دعوانا ليجعلونا نواجه العلم بالدين، تجد ذلك بعينه في المناظرة التي جرت بين صمويل ويلبرفورس وهكسلي، فقد كانت المناظرة قويةً بحق وقد أورد ويلبرفورس العديد من الحجج على التطور والأصل المشترك، تم تحوير هذه المناظرة وتشويهها لتختصر في "جدك القرد من جهة الأم أو الأب؟؟" والجواب من هكسلي "أفضل أن يكون جدي قردا على أن يكون قسيسا" .. هذه الفرقعة الإعلامية نعاني منها كذلك..

أحيانًا كان الحق مع الكنيسة ولكن كانت الآفة في سوء إدارة الخلاف، وهذا له عدة أمثلة تجدونها في الكتب التي تدافع عن تاريخ النصرانية، وفي هذه الكتب من التكلف والكذب، ولكن تجد أنّ التاريخ لا يخلو من أمورٍ كانت الكنيسة فيها على حق في مقابل مخالفها من المشتغلين بالعلم التجريبي، ولكنها خسرت الحرب لأنّها لم تحسن إدارة الخلاف..

وهذا ما يحضرني وهو جهد المقل وعسى أن يقدح في الأذهان أفكار، فيكون ذلك القطر وننتظر منكم ما ينهمر، حفظكم الله وأحسن إليكم وغفر لي ولكم.

طارق منينة
12-04-2010, 11:17 PM
جزاكم الله خيرا اخي حسام الدين حامد
واحتاج ان امخمخ اولا في مداخلتك القيمة التي فيها كثافة فهم
واقدم هنا فقط مااورده ويل ديورانت في المجلد 38 من قصة الحضارة ص134 من النسخة الموجودة على النت مصورة

انه في زمن واحد ومكان واحد كان يجتمع قادة الحرب ضد المسيحية ومنهم من تراجع عن ماكتبه وادين لاجله مما كان قد قال باكثره علماء الاسلام قبله كهلفشيوس مثلا

وأعدت مدام دي هولباخ كل يوم خميس ويوم أحد المائدة لأثني عشر ضيفاً. ولم يكونوا هم أنفسهم دائماً في كل مرة، ولكنهم كانوا على الأغلب من قادة الحرب ضد المسيحية: ديدرو: هلفشيوس، دالمبير، بولانجيه، ومريليه، سانت لامبرت، مارمونتيل، وأحياناً بيفون، ترجو، وكني، كذلك جاء روسو ولكنه كان يرتاع للألحاد الذي يتدفق من حوله، وهناك كان ديدرو في ذروة الحماسة والعنف، أما الراهب جالباني فقد ابتعد عن الفلسفة حيث أفسد النظرية بالدعابة والسخرية. وكان عقد هذا الكنيس- كما كان البارون يسمى هذه الاجتماعات- يلتئم في الساعة القانية يتجاذبون أطراف الحديث ويأكلون ويتحدثون حتى الساعة السابعة أو الثامنة. ".

طارق منينة
12-04-2010, 11:22 PM
لااريد ان اغفل مداخلة دكتورنا هشام عزمي لكني افكر فيها وانا احاول ان ابتعد عنها واقترب منها ثم ادور حول نفسي وانظر الى الثلح الكثيف القريب مني وقد غرقت هولندا في ثلوج كثيفة جدا منعتني من استعمال دراجتي اليوم ، ان الكتابة من وراء ستار بتركيز افضل من الكلام في ميكروفون والكل منصت -ابتسامة

طارق منينة
12-04-2010, 11:53 PM
لقد كفر هؤلاء بالمسيحية واتجهوا للالحاد مع تعلمهم بعض علوم المسلمين مثل الطب او الفلك وبدا من بعض اقوالهم ماعليه المسيحي من عدم الثقة بالحواس بينما كان المسلم يركز بالحواس على مركز الارض ومواقع الافلاك ومعالجة الاجساد ولهذا غضب الفلاسفة غضبة عنيفة جدا على الكنيسة والدولة
وفي ذلك يقول ديورانت (في نفس المجلد ال38 من قصة الحضارة ص 134-138)وهو يذكر موت صاحبة مجلس قادة الحرب ضد المسيحية وتأليف زوجها لكتاب

وبلغ صالون دي هولباخ من الشهرة حداً استخدم معه بعض زوار باريس من الأجانب نفوذهم للحصول على دعوة ليحضروا هذه اللقاءات. ومن ثم جاء في أوقات مختلفة هيوم وستيرن وجاريك وهوراس وولبول وفرانكلين وبريستلي وآدم سميث وبكاريا. زقد أزعجهم في بعض الأحيان وجود هذا العديد من الملحدين هناك.وكم من مرة سمعنا ديدرو يقول (لروميللي) أنه حين كان هيوم يشك في الوجود الفعلي للملحدين كان البارون يؤكد له "أنك تجلس إلى المائدة مع سبعة عشر(88)." وروى جيبون أن فلاسفة باريس "سخروا من تشكك هيوم الموسوم بالحذر، وبشروا بتعاليم ومعتقدات الملحدين مع نفس التعصب الأعمى لدى الدوجماتيين (الدوجماتية أي الجزمية) توكيد الرأي بغطرسة دون مبرر وتمحيص كافيين وصب اللعنات على المؤمنين في تسخيف وازدراء(89)". كذلك روى بريستلي أن "كل الفلاسفة الذين تعرفت بهم في باريس كانوا لا يؤمنون بالمسيحية بل صرحوا بأنهم ملحدون(90)" ومهما يكن من أمر فإن موريليه لحظ "أن عدداً كبيراً منا كانوا ملحدين ولم يخجلوا من ذلك. ودافعنا بشدة عن أنفسنا ضد الملحدين، على الرغم من إننا أحببناهم لحسن رفقتهم وصحبتهم".(91) ورأى ووليول أن "وكر الفلاسفة" لدى دي هولباخ يؤذي ذوقه الإنجليزي...وماتت في عام 1754 في ريعان شبابها وظل دي هولباخ لبعض الوقت يعاني يأساً تاماً(94) وبعد عامين تزوج من أختها التي أثبتت أنها مخلصة قدر إخلاص أختها.... حتى لم يكد أحد يرتاب في أنه كتب مثل هذا الدفاع القوي عن الإلحاد في كتابه "نهج الطبيعة" ...ومن هنا ساند دي هولباخ "دائرة المعارف" أكبر مساندة وأسهم فيها بماله ومقالاته. وطمأن ديدرو وشجعه حتى حين تخلى دالمبير وفولتير عن المشروع، وكانت مقالاته في معظمها عن العلوم الطبيعية...وافتتن دي هولباخ بالعلم وتوقع من ورائه نهوضاً سريعاً بحياة الإنسان، ومن ثم فإن البارون نظر نظرة عدائية بالغة العداء إلى الكنيسة التي بدا أن سيطرتها على التعليم تسد الطريق أمام المعرفة العلمية، فانتهز كل فرصة لمهاجمة رجال الدين فكتب مقالتي "آباء الكنيسة" و "الحكومة الدينية" لدائرة المعارف. فمنذ 1766 فصاعداً نظم مع نيجبون مصنعاً حقيقياً لإخراج الأدب المعادي للكنيسة. ثم ظهر في تعاقب سريع "قائمة القديسين"، "والوقفة المقدسة" و"آباء الكنيسة بغير قناع" و "القساوة الدينية وتحطيم الجحيم" وهنا جاء البشير بأنباء سارة- القضاء على الجحيم.
وفي 1761 صدر عن هذا الذي أطلق عليه بعضهم معمل الإلحاد كتاب عنوانه "المسيحية في خطر" كتبه أساساً دي هولباخ، ولكنه نسب في صحيفة العنوان إلى بولانجيه الراحل. وبسبب بيع هذا الكتاب اتهم ووصم بالعار أحد الباعة الجائلين وعوقب بالتجديف في السفن الشراعية لمدة خمس سنين. ولقي مثل هذا الجزاء لمدة تسع سنين غلام اشترى هذا الكتاب ليبيعه ثانية(99). وكان الكتاب هجوماً مباشراً على التحالف بين الكنيسة والدولة كما إنه استبق حقاً وصف ماركس للديانة بأنها "أفيون الشعوب". "إن الديانة هي فن تخدير الناس بالحماسة (وفي القرن الثامن عشر كانت هذه اللفظة تعني الغيرة الدينية) لتحول بينهم وبين مناهضة المساوئ والمظالم التي يعانونها من حكامهم. ولم يعد فن الحكم إلا مجرد الإفادة من أخطاء وخمول الذهن والنفس، وهي ما غرقت فيه الأمم بفعل الخرافة... وبتهديد الناس بالقوى الخفية استطاعت الكنيسة والدولة أن تفرضا على الناس أن يعانوا ويحتملوا في صمت ما يلقون من عنت وشقاء من القوى المرئية، وفرض عليهم أن يأملوا في السعادة في الحياة الآخرة إذا وافقوا على أن يكونوا بائسين في هذه الحياة الدنيا"ورأى دي هولباخ في اتحاد الكنيسة والدولة السيئة الجوهرية أو الشر الأساسي في فرنسا. "أني بوصفي مواطناً أهاجم الديانة لأنها تبدو لي ضارة بسعادة الدولة معادية للعقل البشري ومناقضة للفضيلة الحقة أو الخلق القويم"(101).
"إن المسيحي يلقن، بدلاً من الفضيلة والأخلاق القويمة، الخرافات الخارقة القائمة على المعجزات والمبادئ والتعاليم البعيدة عن التصديق لديانة تتنافى تماماً مع العقل السليم. إن هذا المسيحي منذ أول لحظة في دراسته يتعلم ألا يثق فيما تشهد به حواسه وأن يخضع عقله..... ويعتمد اعتماداً أعمى على ما يقرره أستاذه. إن أولئك الذين حرروا أنفسهم من هذه الأفكار يجدون أنهم عاجزون لا حول لهم ولا قوة أمام الأخطاء التي رضعوها مع ألبان أمهاتهم"(102).
ودفع دي هولباخ بأن بناء الفضيلة والأخلاق على المعتقدات الدينية عمل فيه مجازفة ومخاطرة، لأن هذه المعتقدات عرضة للتغيير وقد يدمر انهيارها القانون الأخلاقي القائم على أساسها أو المتفق معها.
"إن كل من يكتشف ضعف أو زيف البيانات التي قامت عليها ديانته... لابد يميل إلى الاعتقاد بأن الفضيلة والأخلاق وهمية مثل الدين الذي قامت عليه. وهذا يوضح كيف أن لفضتي "كافر وخليع" أصبحتا مترادفتين، ولن يكون ثمة ضرر من تعليم أخلاق طبيعية بدلاً من أخلاق لاهوتية، وبدلاً من تحريم الزنى والجرائم والرذائل لأن الله والدين حرماها، يجدر بنا القول بأن كل إفراط يؤذي الإنسان ويحول دون صيانته والإبقاء عليه ويجعله جديراً بالازدراء في أعين المجتمع... وهو كذلك إفراط يحرمه العقل وتحرمه الطبيعة التي تريد للإنسان أن يعمل من أجل سعادته الدائمة".
وأنه لمن العسير أن نفهم كيف أن رجلاً نعم بمثل هذا الثراء يجد فسحة من الوقت ليؤلف مثل هذا العدد الكبير من الكتب أو يحث على تأليفها. وفي 1767 أخرج "اللاهوت السهل الحمل theologie portative سخر فيه سخرية بالغة من المبادئ السخيفة، وأجمل كل اللاهوت في رغبة الكنيسة في التسلط والسيطرة. وفي 1768 نشر "العدوى المقدسة أو التاريخ

وهكذا ترى ان الغضب على الكنيسة ادى ليس للكفر بالدين فقط وانما في الكفر بالقيم الدينية ومن هنا بدأت العلمانية تتنامى من غضبة لم يكن الاسلام طرف فيها اللهم الا انه كان سببها الايجابي من ناحية صحوة العقل والعلم وهو ماكان يُرى في نفس زمن التقاء قادة الحرب على المسيحية ولكن في عالم النور والعلم وعواصم الاسلام القريبة التي كان العلم الاسلامي يتسلل الى البلاد المسيحية
ان تستر بعض نقاد المسيحية انما كان لاجل الخوف من القتل والحرق وقد انقذ الاسلام اوروبا من هذا العالم فمحمد محمود احمد ولكن العلمانيون لايحمدون لاالرب والا الانسان.

د. هشام عزمي
12-05-2010, 11:08 AM
بارك الله فيكم وجزاكم خيرًا ..
إيه الحلاوة دي يا دكتور حسام ..!
بصراحة استفدت كثيرًا من المداخلات الثرية الدسمة ..
أما بخصوص الحوار في الغرفة يا أستاذ طارق فلا تقلق ..
سيكون - إن شاء الله - شيئًا عفويًا نتبادل فيه الآراء والأفكار كما كان الحوار السابق ..
والله الموفق .

طارق منينة
06-09-2011, 10:12 PM
كنت في حواري مع الدكتور هشام قد اشرت الى ضرورة نزول العمل الاسلامي للشارع والاهتمام بحياة الناس اليومية وهم امر ذو شأن وهو من امر ديننا، وان كان الشباب انصرفوا عنه -او لم يكن من اهتماماتهم لزوم التربية العلمية والعقلية والنفسية-عقودا من الزمان وان كان الامر لم يخلو من حركة في الاتجاه... بل ومايزالون منشغلين عنه الا من رحم ربي
اما اليوم فقد رأينا الدكتور حازم ابو اسماعيل يتكلم عن حاجة الناس اليومية والضرورية وتحسين مستوى معيشتهم وكذلك الدكتور عبد المنعم الشحات ، اما هذا الفيديو فهو يظهر شباب سلفي في ساحة الطعام والشراب لتخفيف العبيء عن المواطن المصري، وهنا مربط الفارس او طلاقته او فاعليته في الحقيقة-وفي مراغمة العلمانية وادعاءتها!- او عضويته في المجتمع العملي
فان العمل الاجتماعي من اهم اعمال الدعوة حاليا فياحبذا لو يتوسع الأمر ويرى الناس ان شباب الدعوة يهتمون بالدنيا لترقيتها، والعمل التنموي ، كما يهتمون بالعبادة المعروفة للآخرة!
هذا هو مقطع فذ يظهر حركة غير اعتيادية في الحركة الاعتيادية لتصير غير الاعتيادية اعتيادية يومية!
فجراهم الله خيرا
http://www.youtube.com/watch?v=8r2jFcyzPCU&feature=player_embedded
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=24040

طارق منينة
07-03-2011, 02:25 PM
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=25389
http://www.youtube.com/watch?v=-xLd3CgvpOU&feature=player_embedded#at=269

د. هشام عزمي
03-22-2012, 05:44 AM
qE3nilNj1ic