حجب الفتاوى الأنترنتية.. هل أصبح مطلباً ملحاً؟؟

[عساف]

يقولون: "شرّ البلية ما أضحك"

بعض المرّات ترى على الانترنت فتاوى عجيبة.. أذكر أنّي مرّةً قرأت على الإنترنت فتوى أصدرتها إمرأة تحرم على النساء الاتكاء على الجدار أو شيءٌ من هذا القبيل. المضحك أكثر أنّ لهذه المرأة مريدات وطالبات اقتنعوا بمنطقها العجيب!!
وفتوى أخرى توصّل صاحبها إلى أنّ الجن هم من يتحكمون بالإنسان !!!!!!! ويتكلم بقال الله وقال الرسول (ص)(صدّق أو لا تصدق)

مشكلة الأنترنت "الكبرى" أن الإفتاء فيها مثل شرب الشاي بعد وجبة الفطور. أي واحد يأتي بكلام أي واحد ويفسره بكلام أي واحد ويقتنع كذا واحد. فيموت كذا واحد. وينحرف كذا واحد. ويتحول دين الواحد لفكر شخص واحد.

ومن الناحية الأخرى هناك من تقدم له خدمة الانترنت مجالا واسعاً للبحث الشرعي السليم. والحصول على المعلومة الموثقة من خلال مواقع موثوقة . ومثل هؤلاء يرون الحل يكمن في تثقيف الناس. وحث الناس على عدم أخذ العلم والفتوى والرأي "الديني" إلا من خلال العلماء الموثوقين.

فهل ييعد التدخل الخارجي لضبط مثل هذه الزوابع مطلب مهم. على الأقل إلى أن تزول مثل هذه الغمة عن الأمة؟

[إلى حب الله]

الأخ الكريم عساف ...

لنكن واقعيين أخي ...
نعم .. ما قلته أنت صحيح بشأن انتشار الفتاوى الضالة على النت انتشار القمامة في شوارع البلاد القذرة ..
ولهذا : كان على المسلم أن يبحث وينتقي فقط المواقع الموثوق بها لهيئات ولعلماء وشيوخ أفاضل ..

وكان على ولاة أمور المسلمين : أن يحجبوا المواقع الضالة للمعتزلة والليبرالية والملاحدة واللادينيين والليبراليين ومُنكري السنة والمواقع الإباحية وغيرهم : حفاظا ًعلى الشعوب الإسلامية من الفساد الديني العقدي والفقهي والخـُلقي ..

ولكن الغريب أخي :
أن يؤخذ الصالح مع الطالح في القدمين كما يقولون في مصر !!!..
أن يُعلن تكميم الأفواه في السعودية مثلا ًعن الإفتاء للناس من غير لجنة الإفتاء الدائمة : ومعلوم أن فيها من فيها من العلماء والشيوخ الراسخين !!!..
ثم يُترك الحبل على الغارب لأمثال المدعو أحمد الغامدي منذ عامين تقريبا ًوهو ينخر في مسلمات الأمة وعلى الأخص التي يلتزم بها الشعب السعودي ثبته الله !!!..
أو أن يُسمح للكتاب والإعلاميين الليبراليين والعلمانيين أن يكتبوا ما شاؤا ((في الدين)) ((وعن الدين)) : طعنا ًوهمزا ًولمزا ًواستهزاءً : بغير رادع ولا رقيب !!!!!!...

فهذا ما أ ُسميه أخي : سياسة الكيل بمكيالين !!!!..
تكميم أفواه الحق من جهة .. وفتح الأبواق أمام عشرات الأفواه في الباطل لتملأ عقول الناس وقلوبهم بالشهوات والشبهات !!..
وكيف للجنة الدائمة للإفتاء أن ترد على كل الناس : وأن تتابع كل قضايا البلاد وأسئلة العباد :
اللهم إلا أن تعلن اللجنة عن قائمة كبيرة بالشيوخ والعلماء والدعاة الموثوق بعلمهم وبقدرتهم على الفتيا ...

فاما مَن أصاب : فله أجران ...
وأما مَن اخطأ : فله أجران .......
ووجب تبيان خطئه للناس وإعلان ذلك : لئلا يُفتنوا به ....
فاما مَن عاند وتكبر على الحق وعلى الإجماع : فهذا يتم سحب هذه الأهلية منه : فلا يعد يُفتي علنا ًمن بعدها لأحد ..
وذلك كالشيخ الراجحي مثلا ًهداه الله ...

وقد شذ شذوذا ًغريبا ًفي مسألة الاستعانة بالسحر والسحرة في فك السحر والعمل (وكأنه لا يدري حتى مخاطر ما سيجر له ذلك من تمكين للسحرة رسميا ًووجودهم علنا ًفي بلاد الإسلام بعد ذلك !!.. ناهيك عن حكم النبي عليهم بالكفر والقتل) !!.. وكان الاولى به المناداة بتعميم تعلم الرقية الشرعية من القرآن والسنة ونحوه : لعلاج السحر والمس وغيره ...

كما شذ شذوذا ًغريبا ًأيضا ًفي مسألة إعادة بلبلة فتنة مسألة رضاع الكبير : بعد أن سكنت والحمد لله وبيّن الشيوخ الأفاضل في شتى البلدان حقيقتها وخصوصيتها ساعتها بسالم مولى أبي حذيفة : كما قالت باقي زوجات النبي أنفسهن : مخالفين بذلك اجتهاد عائشة رضي الله عنها : والتي كانت تنظر لهذا الأمر على أنه رخصة : لتسهيل دخول الكثير من طلبة العلم إليها ليتلقون منها حديث رسول الله !!!..
أقول :
قام الشيخ الراجحي هداه الله بإشعال تلك الفتنة من جديد (من بعد نظيره المصري منذ سنوات) :
ضاربا ًبعرض الحائط ما سيترتب عليها من زهو واستعلاء للباطل على باطله :
من العلمانيين والملحدين والليبراليين والشيعة الروافض والنصارى وغيرهم !!!...

وهو في ذلك كله (أي مسألة الاستعانة بالسحرة أو رضاع الكبير) :
خاصم العلماء الذين نصحوه : ألد الخصام !!!..
وتجمد على رأيه : أشد الجمود وما كان له هذا ......

قمثله : هو الذي يجب أن تؤخذ التدابير التي قلنا تجاهه :
لا أن يُستغل أمثاله في تقييد صالحي الأمة عن الإفتاء وإرشاد ملايين الناس :
وعلى رأس ذلك حجب موقع هام صالح ولا نزكيه على الله : مثل موقع الإسلام سؤال وجواب !!!..
----
--------
ومن هنا أخي عساف :
هل علمت معنى قولي : (((( فلنكن واقعيين )))) ؟!!!..

إن أمثال الفتاوى الغريبة التي ذكرت أنت :
تجدها في آلاف المواقع على النت !!!!!......
فهل تم حذفهم جميعا ًأو حجبهم ؟!!!..
بل :
وهل يستطيع ذلك أحد أصلا ًمعهم كلهم ؟!!!!..
إذ : ما أسهل أن يُنشيء أحدهم اليوم موقعا ًأو أحد المنتديات التي يملأها بمثل هذه الخزعبلات طعنا ًفي الدين ..
فنحن زمن : لن يعدم كل جاهل فيه أن يجد لنفسه بوقا ًأو إعلاما ًيستخدمه ويتبناه !!!..
في الصحف أو المجلات أو القنوات أو الفضائيات أو على النت !!!!..

فكان الواجب على أهل الخير إذا ً:
أن يُساعدوا على ((تكثير)) جبهات الحق التي تتصدى لمثل تلك الفتاوى الغريبة وغيرها من الشبهات والأسئلة ..
لا أن تقوم بـ ((تقليلها)) كما حدث !!!!...
وذلك ليتطاول المفسود عقيدتهم وعلمهم على الساحة استئسادا ً: مثل هذا الأحمد الغامدي !!!..

والله المستعان ...

[عساف]

وكان على ولاة أمور المسلمين : أن يحجبوا المواقع الضالة للمعتزلة والليبرالية والملاحدة واللادينيين والليبراليين ومُنكري السنة والمواقع الإباحية وغيرهم : حفاظا ًعلى الشعوب الإسلامية من الفساد الديني العقدي والفقهي والخـُلقي ..


هذا الموضوع لا يجب أن يناقش لأنه في حكم المنتهي. فكل هذه المواقع حجبها من باب أولى. وأبشرك أنّها محجوبة في السعودية من زماااااااان.

وتعليقا على باقي ماذكرت أستاذي العزيز.. أقول:
أنّ الفتيا والتوقيع باسم الله عز وجل يختلف عن النقاش. فالنقاش أمرٌ ضروري ولا ضير فيه.. فعندما يخرج من يلمز الدين أو يدعوا إلى دعاوى تبعد الناس عن التمسك باخلاقهم أو دينهم يرد عليه ويعنف وينصح.

ما أتحدث عنه بالضبط هو الفتوى.. كأن تقول.. لايجوز شرعاً أن يفعل أحد كذا وكذا .. أنا أناقش هنا قضية التحليل والتحريم. دون الرجوع لرأي العلماء الثقاة.

وأنا أتفق معك في الكثير مما قلت واختلف معك أيضاً.
ولا أدري هل تعتبر اختلافي معك "عدم إذعانٍ للحق" أم لا؟؟
وجزاك الله خيراً على هذه المداخلة الثمينة أخي الفاضل.

[ابن النبلاء]

حجب المواقع التى تهتم بتوعية المسلمين في امور دينهم قد اضر بالناس في الوقت الذي نرى فيه المواقع الليبرالية تجاهر بالزندقة صباحا ومساء !!
ولقد قام بعض الاخوة بدعوتهم الى منتدى التوحيد لمقارعة الحجة بالحجة .. ولا مجيب؟
اخي عساف المواقع الليبرالية لم تحجب ( خبرك عتيق):sm_smile:
الاخ الاستاذ ابو حب الله يبدوانه سبق قلم حينما قلت الراجحي والصواب هو العبيكان

[الشهاب العابر]

اخي ابوحب الله

تقييد السعودية الافتاء باللجنة العامه، ليس لمنع الشذوذ، وانما من اجل عدم خروج فتاوى شرعيه تحرج السعودية مع ولي نعمتها امريكا..... فالدين والفتوى مسيسه للاسف الشديد .... ولعلمك ان اللجنة العامة للافتاء لا يجوز لها ان تبادر بأصدار فتوى .... وانما دورها فقط ابداء الرأي بما يعرض عليها. والله المستعان

اما بالنسبة لاخي عساف

هذا الموضوع لا يجب أن يناقش لأنه في حكم المنتهي. فكل هذه المواقع حجبها من باب أولى. وأبشرك أنّها محجوبة في السعودية من زماااااااان.
ومن قال انها محجوبة اخي؟؟؟؟ بل المحجوب هي المواقع الجهادية والله المستعان



ما أتحدث عنه بالضبط هو الفتوى.. كأن تقول.. لايجوز شرعاً أن يفعل أحد كذا وكذا .. أنا أناقش هنا قضية التحليل والتحريم. دون الرجوع لرأي العلماء الثقاة.

ومن الذي يحدد ان هذا ثقة وان غيره ليس بثقة؟؟؟؟
فالمشكله ان العلماء الربانيون مغيبون، من قبل الدولة والاعلام .... والحكومات تستطيع باعلامها جعل الحمار من اعلم اهل الارض.

[عساف]

الأستاذ أحمد رزق الله المولد

لا أعرف لما كل علامات الاستفهام هذه.. على العموم أنا لم أقل أنهم قاموا بحجب موقع "gooogle" وحياك الله لمناقشة الموضوع ودعك من الأمور الجانبية والشخصية. بارك الله فيك.

الأستاذ فارس جموح

وجهة نظر.. شكراً على ما أبديته من رأي.

أخي الشهاب العابر

سأعود للتعليق على ما ذكرت في وقتٍ لاحق.

[إلى حب الله]

أشكر الأخ فارس جموح أولا ًعلى التصحيح ..
فإنما قصدت الشيخ العبيكان فعلا ًوليس الراجحي ..
وقد التبس عليّ قلمي من كثرة ما أتحدث فيه هذه الاوقات ..
والله المستعان ..

كما أقول انه بالفعل : هناك بعض المواقع المشبوهة المحجوبة في السعودية ..
من الكفر والإلحاد الصريح والبدع في الدين ...
ولكن ليس بالصورة التي تخيلتها أخي عساف بارك الله فيك ..

فإن الاخذ على أيدي المنافقين من الليبراليين والعلمانيين :
لهو أهم وأخطر في كثير من الاوقات من مواجهة المُجاهرين بالكفر !!!..
فهؤلاء الليبراليون والعلمانيون من المنافقين :
إنما يطعنون الإسلام من الخلف .. وكما قال رسولنا الكريم :
" هم من جلدتنا " .. ويتحدثون بلساننا للأسف ...
ولو أنهم أعربوا عن حقيقتهم جهرا ً:
لاحترز الناس منهم ومن شرهم ..
ولكنهم يتخفون برداء الإسلام للأسف ...

ومن هنا أخي :
فالمواقع المحجوبة للفتوى مثل الإسلام سؤال وجواب :
هو موقع : ليس لإبداء الرأي أو النقاش !!!!!!!!!..
بل هو موقع صريح في إعطاء الفتوى الشرعية بأدلتها !!!!!..
وهو حُجة لمَن استفتاه أو وصلته الفتوى !!!..

ومن هنا :
يظهر لك الفخ الذي أظن انه أ ُحكم مؤخرا ًعلى سد أفواه الحق :
في مقابل فتح أفواه الباطل تتحدث بغير رقيب :
فتلقي الشبهات تلو الأخرى في غيبة حراس الدين ........

أعاننا الله وإياك أخي وكل المؤمنين على نوازل هذا الزمان ..
وفقهنا في أمور ديننا ...
فهو لا يُعطي التفقه في الدين إلا لمَن أحب ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

[عساف]

الأخ الشهاب العابر:

قلت أنت:

تقييد السعودية الافتاء باللجنة العامه، ليس لمنع الشذوذ، وانما من اجل عدم خروج فتاوى شرعيه تحرج السعودية مع ولي نعمتها امريكا..... فالدين والفتوى مسيسه للاسف الشديد .... ولعلمك ان اللجنة العامة للافتاء لا يجوز لها ان تبادر بأصدار فتوى .... وانما دورها فقط ابداء الرأي بما يعرض عليها. والله المستعان

هذا الكلام أخي بارك الله فيك.. هل هو مبني على بينة أم هو مجرد تخمين وتحليل شخصي؟؟
لو لاحظت يا أخي أن قرار التقييد لم يأتي إلا بعد ظهور فتاوى شاذة كارضاع الكبير واستباحة الأغاني والأختلاط وغيره.. أما العلاقة السياسية بين المملكة والولايات المتحدة فهي قديمة جداً ولم تحدث هذه العلاقة هذه الأيام.


ومن قال انها محجوبة اخي؟؟؟؟ بل المحجوب هي المواقع الجهادية والله المستعان

أنا أقول لك أنها محجوبة أما اذا وجد موقع مفتوح أو اثنين فأنت تعلم صعوبة السيطرة على كل شيء فلا بد من وجود هفوات. وبإمكانك مراسلة الجهة المختصة وتقديم طلب ايقاف للموقع اذا كانت المبررات مقبولة.


ومن الذي يحدد ان هذا ثقة وان غيره ليس بثقة؟؟؟؟
فالمشكله ان العلماء الربانيون مغيبون، من قبل الدولة والاعلام .... والحكومات تستطيع باعلامها جعل الحمار من اعلم اهل الارض.


أولاً أخي بارك الله فيك ينبغي عليك التأدب عند الحديث عن العلماء ولا ينبغي وصف العلماء بكلمات نابية.
وطبعاً من يحدد أنّ هذا الشيخ ثقة أو غير ثقة .. فهناك معايير لا تحددها أنت ولا أنا ولا غيري ولا غيرك..

[عساف]

الأخ أبو حب الله:


ومن هنا أخي :
فالمواقع المحجوبة للفتوى مثل الإسلام سؤال وجواب :
هو موقع : ليس لإبداء الرأي أو النقاش !!!!!!!!!..
بل هو موقع صريح في إعطاء الفتوى الشرعية بأدلتها !!!!!..
وهو حُجة لمَن استفتاه أو وصلته الفتوى !!!..



هذا ما أحاول ايصاله لك بالضبط.. ابداء الرأي والمناقشة أصبح سمة العصر وضرورة. وهذا لا إشكال فيه لأن الحجة ترد بالحجة والكلمة بالكلمة. وفي النهاية القارئ يمتلك حرية الأختيار بين الحق والباطل.
أما مواقع الافتاء فهي ليست ميدان للمحاورة والنقاش بل الأمر فيها محسوم ومنتهي وهذا هو شرع الله قبل من قبل وأبى من أبى!!

يعني باختصار لو أن الشيخ العبيكان حفظه الله وأطال في عمره. ناقش ارضاع الكبير وناقش فكرته مع علماء في مستواه (أي تماما كما يحدث في لجان الإفتاء وهيئة كبار العلماء) لما حدثت مثل هذه الضجة.. ولكنه قام بنشر فتواه ورأيه الإجتهادي فاصطاد هذه الفتوى أناس يتصيدون مثل هذه الزلات.

العالم اليوم تغير عن ما كان عليه في السابق والفتوى الآن أصبحت أكثر تعقيداً فيؤخذ بآراء أهل الاختصاص من كافة العلوم كالطب والاقتصاد والتربية. الفتاوى الفردية أصبحت غير مقبولة فيما يتعلق بالنوازل.
هدانا الله وأياك لما يحبه ويرضاه.