المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معجزات الداروينية ..



_aMiNe_
12-13-2010, 12:12 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،

الحمد لله الخالق الكريم، و الصلاة و السلام على نبيه الأمين، سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين.

قمت، متوكلا على الله، بترجمة لقاء كانت أجرته مجلة علمية فرنسية (La Recherche) مع العالم و الأكاديمي، البروفيسور "Marcel-Paul Schützenberger" -و هو طبيب، و رياضي- .. حول الداروينية.

لم يكن هذا العمل بالأمر السهل .. لاسيما و أن الحوار مكتوب بلغة أقرب إلى اللغة المُتكلمة منها إلى لغة المقالات، زيادة على ضرورة مراجعة بعض المعلومات الواردة، لوضعها في سياقها المناسب في الترجمة ..

و الذي دفعني لترجمة ذلك اللقاء هو ما فيه من معلومات و نقد غنيين .. خاصة و أن الناقد عالم مطّلع على النقاش الدائر و أنه ليس من العلماء "الدوغمائيين" !

مضمون اللقاء علمي محض .. و سأضعه على أجزاء، حسب الظروف، إن شاء الله.

و سأقوم بوضع المصدر في النهاية.

أتمنى أن يكون في هذا العمل المتواضع إفادة للجميع.

مع التحية.

عيد عابدين
12-13-2010, 03:31 PM
في إنتظارك أخي أمين .
متــــــابع .

عبد الرحمن الموحد
12-13-2010, 07:05 PM
بارك الله فيك , ونحن في الأنتظار ياأخ أمين .

_aMiNe_
12-13-2010, 07:25 PM
أخوي العزيزين، عيد عابدين .. عبد الرحمن الموحد .
بارك الله فيكما و جزاكما خيرا.

_aMiNe_
12-13-2010, 07:32 PM
"La Recherche" : ما هو تعريفك للداروينية ؟

"M.-p. schützenberger" : سآخذ النسخة الأخيرة الأكثر تداولا، و الذي يُعدُّ البريطاني "ريتشارد داوكينز" مُمثلا شرسا لها.
و هي تَعتبر أن تطور الكائنات الحية، يُمكن أن يُفسر بالثنائي "انتخاب-طفرات عشوائية".

و في داخل هذا المذهب، يجب أن نُميز بين مدرستين، تناقض إحداهما الأخرى : التدرجيون "gradualistes"، حيث داوكينز هو الداعي الأكثر تطرفا، و القفزيون "saltationnistes"، حيث الداعي إليها هو الأمريكي "ستيفان جاي جولد"، و الذي لا يقل تطرفا.

بالنسبة للتدرجيين، يتم التطور بواسطة لمسات صغيرة متدرجة فقط.
و بالنسبة للقفزيين -الذين لم يبذلوا، بالمناسبة، جهدا لعرض منظم- : يتم التطور، أساسا، بالقفزات (sauts).

_aMiNe_
12-14-2010, 11:53 AM
" L.R. " : أنت معروف كرياضي (mathématicien) أكثر من كونك مختصا في التطور ..

"M.-P.S" : بالتأكيد .. البيولوجيا ليست مهنتي. و لكن شرعية الرياضيين في هذا النقاش تأتي، أولا : من خلال استعمال، أكثر "التدرجيين" دوغمائية -و على رأسهم "داوكينز"- لحججٍ مُستمدة من الرياضيات و علوم الحاسوب، و من تمَّ فرضها على القارئ ..

تأتي هذه الشرعية أيضا، من خلال كون الرياضيين "متحمسين جدا" -في ما يخص صميم تخصصهم- لعلم المعرفة (l'épistémologie). و بالتالي فمن الطبيعي أن يأتوا بنظرة نقدية مماثلة لأسس التخصصات الأخرى.

و أخير تأتي من الهجمة التي يشنها، في هذا النقاش-و في أعقاب حركة علم التحكم الآلي (cybernétique)-، رياضيون و فيزيائيون، كـ" René Thom"، أو "Ilya Prigogine"، و حديثا باحثي مؤسسة " Santa Fe"، في أمريكا، كـ"Stuart Kauffman"، و هو طبيب عاشق للمنطق الرياضي، و الذي يتلقى دعما كبيرا من الفيزيائي الكبير "Murray Gell-Mann".

يُطبق هذا التكتل الكنسي الثالث(*)، تصورات رياضية (concepts mathématiques)، على مشكل التطور الأساسي، و الذي يتجلى في التعقيد الوظيفي (complexité fonctionnelle) .. و هنا، أجدني معنيا بصفة شخصية ..


_____________________
(*) لم أفهم سر استعمال هذه العبارة، إذ لا تدل أي فكرة (أو إسم) سابقة في الفقرة على المفهوم المباشر لتلك العبارة ..
هل هي عبارة مجازية ؟ لم أجد ما يفيد ذلك .. و بالتالي فقد ترجمتها كما هي .. مع هذا التنويه.

_aMiNe_
12-14-2010, 12:10 PM
"L.R." : ما الذي تعنيه بالتعقيد الوظيفي ؟

" M.-P.S." : بدون هذا التصور (concept)، يصبح من المستحيل النظر إلى ظواهر الحياة. و حتى الكلمتان اللتان تكونانه، يحملان مفهومين أساسين ..

فعندما يُكلم البيولوجي، الذي يعمل في المخبر، نفسَه -أحيانا بصوت خافت- بمصطلحات تشير إلى الوظيفة (وظيفة جين، وظيفة أنزيم، وظيفة "ريبوزوم"، وظيفة قرني الدروزوفيلا)، فإنه يفكر في الوظيفية و له كل الحق في هذا الفعل. إنه تصور مطابق تماما للواقع. و الذين يلاحظون هذا أكثر هم علماء "علم وظائف الأعضاء" .. بالنسبة لهم الكل وظيفي. فهم يصفون الأجهزة : الجهاز الدوري، الجهاز الهضمي، الجهاز الطرحي، الخ. أما بالنسبة للبيولوجيا الجزيئية، فيبدو أنها تطرح مشاكل للبعض. ربما لأن مفهوم العضو ليس حاضرا على هذا المستوى. و لكن غياب العضو لا يمنعنا من الحديث عن وظائف !

التعقيد، هو أيضا مفهوم أساسي (concept de base). فحتى عند الكائنات الأحادية الخلية، تُعتبر آليات الانفصال و الالتحام، و الانقسام الميوزي، و الانقسام الميتوزي، عملياتٍ غاية في التعقيد و الدقة.

الكائنات الحية تبدو و كأنها مجموعة معقدة من العلاقات البينية الوظيفية.
و إذا أردنا أن نفسر تطور الكائنات الحية، فيجب أن نفسر الوظيفية و التعقيد في آن واحد.
هذا هو التعقيد الوظيفي. و هنا ليس الأمر سهلا أبدا ..

خادم أبى القاسم
12-14-2010, 12:54 PM
جزاك الله خيرا كثيرا أخي أمين
متابع إن شاء الله

_aMiNe_
12-15-2010, 01:29 PM
بارك الله فيك أخي خادم أبي القاسم ..

_aMiNe_
12-15-2010, 01:37 PM
" L.R. " : ما الذي يستعصي على الفهم في مسألة التعقيد الوظيفي ؟

"M.-P.S." : ربما تطور الكائنات الحية يعتمد على شيء ما، على عنصر هام، لا تسمح لنا معارفنا الفيزيائية و الكيميائية الحالية، بتخيُّله، و الذي لحدّ الآن لم يتمكن المنطق الصوري (la logique formelle) من استيعابه !

سواء كانوا "تدرجيين" أو "ققزيين"، فإن الداروينيين، كما يبدو لي، لديهم تصور بسيط للبيولوجيا، تصور يمكن أن نقول عنه أنه عبارة عن مفاتيح في الأيدي (أي تصور جاهز !).

بالنسبة لهم، يعتبر الجين، و كأنه "طلبية" في "كاتالوج" "La Redoute".
و مقال "Walter Gehring" الذي نشرتموه -حول الجين الخارق (le supergène) الذي يطلق شرارة إنتاج عيني الذبابة- يعكس هذا التصور.

يمكننا قبول أن الجينات تعمل كذلك، و لن نطرح أسئلة. و لكن إذا بحثنا عن التفسير، فإن الداروينية، عندها، لن تُجدي ..

mokraki
12-15-2010, 01:49 PM
أعانك الله
موضوع متميز ..

_aMiNe_
12-15-2010, 01:54 PM
"L.R." : تقول بأنه يُنظر إلى الجين على أنه "طلبية" في "La Redoute". فماذا تريد أن تقول بالضبط ؟

"M.-P.S." : تصورياً، يُعتبر الجين وحدة معلوماتية (une unité d'information).
فهو موجود أو غير موجود.
عندما يُنشّط، فإنه أمر بسيط من نوع (نعم-لا).
(مثلا) ضع بقدونسا، أوقف الطبخ .. الخ ..

و لنبقى عند مثال العين. نقول أنه يلزم ألف جين أو ألفين، لصنع عين. إذن يلزم من ألف إلى ألفي وحدة معلوتاتية .. هذا أمر مثير للسخرية !

لنفترض أن شركة فرنسية تريد أن تُصنّع، آلة كهرومنزلية، جديدة بالكامل، في مصنع بجنوب شرق آسيا.
و لأسباب تجارية، لا يقول هذا المصنع شيئا بخصوص وظيفة هذه الآلة، و لا يقول شيئا عن كيفية عملها و لا حتى لماذا تصلُح.
باستعمال بضع آلاف من الـ"بتات" (bits)، لن يذهب الصانع بعيدا. لأنها مكافئة لفقرة من هذا النص.
فالآلة (وهي أبسط من العين) لن تكون مصنوعة كما يجب، إلا إذا فهم الصانع معنى العمليات التي نطالبه بأن يضمن القيام بها .. بمعنى : إذا كانت عنده فكرة مُسبقة عن الهدف قبل الصنع. مِمّا يُشكل كتلة معرفية مُعتبرة، مشتركة بين مُصدر الأوامر (الشركة الفرنسية) و المُصنِّع (الشركة الآسيوية).

_aMiNe_
12-15-2010, 02:31 PM
"l.r." : تعني أن الجينوم لا يحتوي على معلومات كافية، لكي يفسر الكائن الحي ؟

"m.-p.s." : نعم .. على الأقل، وِفقا للمعرفة التي بين أيدينا الآن.
فما يستند عليه البيولوجيون ليس كافيا إطلاقا. فليس بعِلمِنا أنَّ جينا يُسبب تركيب بروتين معين، يُمكنُنَا أن نفهم كيف أن جينا أو ألفي جين، تكفي لتوجيه مسار النمو الجنيني.

_aMiNe_
12-15-2010, 02:33 PM
جزاك الله خيرا أخي mokraki ..

_aMiNe_
12-15-2010, 04:54 PM
"L.R." : سوف تدفع بنفسك لتكون متهما بالتكون القبلي (préformisme) ..

" M.-P.S. " : نعم، و بـ"جرائم" أخرى أيضا. و مع ذلك فموقفي عقلاني للغاية.
أصوغ إشكالا، أراه على أنه إشكال كبير : كيف تتمكن المادة الحية، انطلاقا من تعليمات بسيطة، من تصنيع أشياء في غاية التعقيد و الفعالية ؟ هذه الخاصية التي تتمتع بها .. ما طبيعتها ؟ لا شيء في معارفنا الفيزيائية و الكيميائية الحالية، يسمح لنا بتخيلها.

و إذا نظرنا بمنظار التطور، فيجب أن نقبل أيضا، أنه -بطريقة أو بأخرى-، كانت أسماك العصر الأول تحتوي، بقوة، على "بذور الأعضاء" التي لم تكن عندها، و لكن ستكون عند خلائفها، عندما تترك المياه إلى اليابسة، و الهواء .. كل هذا مع الوصلات العصبية المناسبة.

_aMiNe_
12-16-2010, 02:25 PM
"L.R." : تقول بأن الداروينية لا تفسر، في الحقيقة، شيئا يُذكر ..

" M.-P.S" : يبدو لي، أن الزوج "طفرات عشوائية-انتخاب"، يمثل، بالفعل، قيمة وصفية ما، و لكن لا يمثل في أي حال من الأحوال، قيمة تفسيرية.

تقوم الداروينية بملاحظات ايكولوجية، فيما يخص الوفرة النسبية للأنواع، و البيئات الإحيائية (biotopes).
و بالمناسبة، فحتى القيمة الوصفية لهذا النموذج (modèle)، تُعتبر محدودة.

إضافة إلى ذلك، و هذا ما يركز عليه "القفزيون"، فالأطروحة التدرجية تبدو مرفوضة بالكامل، على ضوء تقدم معارف علم المتحجرات.
و فيما يتعلق بمعجزات "القفزيين"، فلا يمكنها إلا أن تحيل على الخاصية الغامضة التي ذكرتها سابقا.

حامي الحمى
12-16-2010, 02:46 PM
وفقك الله اخ امين

_aMiNe_
12-16-2010, 02:48 PM
"L.R." : لنأتي (الآن) على موضوع الانتخاب الطبيعي .. أليس له، رغم كل شيء، قيمة تفسيرية معينة ؟

" M.-P.S" : لا يمكن لأحد أن ينكر وجود هذه الظاهرة.
الانتخاب الطبيعي، ببساطة، هو المبدأ الذي ينص على أن لا شيء يمكن أن يوجد، ما دام ليس له القوة الكافية لأن يوجد. و تطبيقه الأكثر روعة يتجلى في قوانين "Berthollet"، في الكيمياء الأساسية.

الأنواع التي تختفي بسرعة، في منطقة متصحرة، هي الأنواع الأكثر احتياجا للماء.
و لكن هذا لا يفسر وجود التراكيب ذات الخصائص الوظيفية التي تسمح للأنواع الناجية، بمقاومة الجفاف.
فالانتخاب الطبيعي، لا يعتبر مفهوما (concept) قويا جدا. لأن معارفنا -ما عدا في بعض التطبيقات الاصطناعية- لا تمكننا من التنبؤ بكون نوع أو آخر، صنف أو آخر، سيتمكن من البقاء أو الفناء، وفقا لتطور البيئة.
و الذي يمكننا أن نفعله بعد ذلك، هو أن نلاحظ أثر الانتخاب الطبيعي.

أنْ تلاحظ، على سبيل المثال، أنَّ أنواعا معينة من الحلزون، تؤكل بقِلَّة بالمقارنة مع أنواع أخرى، من طرف بعض الطيور، ربما لأن قواقعها أقل وضوحا. هذه ايكولوجيا، و هذا شيء مهم.
بعبارة أخرى، الانتخاب الطبيعي، عبارة عن أداة استدلالية ضعيفة، لأن ظواهر الانتخاب الطبيعي واضحة، و لكنها لا تثبت شيئا، من الناحية النظرية.

عيد عابدين
12-16-2010, 03:24 PM
وفقك الله أخي أمين ... متابع .

massoud
12-16-2010, 10:30 PM
لقاء رائع وترجمة أروع...بارك الله فيك

_aMiNe_
12-17-2010, 12:11 AM
جزاكم الله خيرا و وفقكم و بارك فيكم اخوتي الكرام ..

_aMiNe_
12-17-2010, 12:27 AM
"L.R." : الذي يُعتد به هو الزوج "انتخاب-طفرات عشوائية" .. أليس له قيمة تفسيرية ؟

"M.-P.S" : باكتشافنا للترميز، أصبحنا نعلم أن الجين مثل كلمة مُكونة من أبحديات الحمض النووي (ADN). و تُكون تلك الكلمات نصا، هو الجينوم.
هذه الكلمة هي التي ستملي على الخلية إنتاج بروتين معين.
إما بروتين تركيبي (une protéine de structure)، أو بروتين يشترك -بنفسه- مع إشارات أخرى لإصدار أمر إلى الجينوم بتصنيع بروتين آخر. و جميع النتائج التجريبية المعروفة، تندرج تحت هذا المخطط.

تطبيقه في نظرية التطور يعطي، تقريبا، ما يلي :
يخضع الجين لطفرة.
و باعتبار الوسط، فمن المحتمل أن تُسهل تلك الطفرة تكاثر الأفراد الحاملين لها، و هكذا تستطيع تلك الأفراد المُعززة، تدريجيا، و إحصائيا، من تعويض الأفراد الغير متطفرة.
التطور لن يكون إلا تراكما لتغيرات، يمكن أن نصفها بأنها "مطبعية".

يدرس علماء علم الوراثة السكانية، السرعة التي يمكن معها لطفرة إيجابية من الانتشار في تلك الظروف.
يقومون بهذا، بمهارة كبيرة .. و لكنها تمارين مدرسية، لأن لا عامل من العوامل المستعملة يمكن أن يُحدَّد بطريقة تجريبية.

زيادة على ذلك، نجد العائق الذي ذكرته سابقا.
نعلم تقريبا عدد الجينات في الكائن الحي. و يوجد ما يقرب من مائة ألف جين عند الفقريات العليا. و هذا يبدو غير كافٍ بتاتا لتفسير الكمية الكبيرة من المعلومات التي كانت لازمة لإنجاز التطور.

_aMiNe_
12-19-2010, 05:40 PM
"L.R." : هل لك أن تعطينا مثالا ملموسا ؟

"M.-P.S" : يقول الداروينيون بأن الأحصنة، التي كانت ثديات بحجم الأرانب، زادت من حجمها لتستطيع الهروب بسرعة، و تفر من مفترسيها.
و في النموذج التدرّجي، يجب القبول بأننا قادرون على عزل هذه الصفة، أيْ زيادة الحجم، و اعتبارها نتيجة لسلسلة من الطفرات "المطبعية".

و لكن هذا، ليس -في الواقع- إلا كلاما خطابيا.
حيث نفرض على القارئ، ضمنا، الفكرة القائلة بأن الذي يُعتد به بالنسبة لحيوان مجتر، هو سرعة الهروب من الحيوان المفترس.
هذا يمكن أن يكون صحيحا جزئيا. و لكن لا يوجد أي دافع بيولوجي يسمح بتحديد، ما إذا كان ذلك هو المعيار الحاسم. فلا شيء يمنع من التفكير بأن زيادة الحجم يمكن أن يكون له تأثير سلبي.

يظهر لي بأن الداروينيين حافظوا على رؤية ميكانيكية للتطور، و التي بِـحسبها نلاحظ تسلسلا -تقريبا- خطيا، للأسباب و النتائج.

و يبدو لي أنه من الصعب على الفكرة التقليدية في الفيزياء -و التي مفادها أنه : يمكن للأسباب أن تتفاعل مع بعضها البعض- أن تخترق مجال البيولوجيا .. في الوقت الذي تتفاعل فيه التغيرات المحلية -في الغالبية العظمى من الظواهر المشاهدة- بطريقة درامية.
لا يوجد عدد في مجلة "La Recherche"، لا يُلمح -تحت ذريعة أو أخرى- في مقالٍ، إلى "تأثير الفراشة" (l'effet papillon).
و علوم الحاسوب هي -بالضبط- الميدان الذي يعطي حدسا ملموسا لتلك الظواهر.

تغيير مطبعي في برنامج معلوماتي لن يغير من البرنامج قليلا، بل سيلغيه تماما.
و نفس الشيء يحدث مع رقم الهاتف. إذا حاولت مُهاتفت شخص، فلا يهم إذا أخطأت في رقم أو رقمين أو ثلاث، أو ثمانية أرقام !

_aMiNe_
12-19-2010, 06:45 PM
"L.R." : هل تقبل فكرة كون الطفرة البيولوجية، لها طابع "الأخطاء المطبعية" ؟

"M.-P.S." : نعم .. أيْ أن قاعدةً تُستبدل بأخرى، وحدة رمزية تُستبدل بوحدة رمزية أخرى .. و لكن على مستوى النشاط البيوكيميائي الناتج : لا يمكننا الحديث عن "الطباعة" (typographie).

هنالك "قواعد لغوية" كاملة، لتَكوُّن البروتين -على مستوى الثلاث أبعاد- لا تزال غير معروفة جيدا.
و لا نملك أي معلومة فيزيوكيميائية، تسمح لنا بربط التغيرات "المطبعية" بـبُنْيَة بيولوجية فعَّالة، بطريقة ملموسة.

و بالرجوع إلى مثال العين، إذا اعتبرنا تلك الآلاف من الجينات، اللازمة لصنعها، فعند عزلها كُلّاً على حِدَة، لن يصبح لها معنى. و إنما الذي له معنى هو توليفة تفاعلاتها فيما بينها. تفاعلات متتالية (en cascade)، مع حلقات المفعول الرجعي (boucles de rétroaction)، كل هذا يمثل تعقيدا لا نعرف تحليله .. يمكننا أن نأمل في تحليله .. و لكننا، الآن، لا زلنا بعيدين عن هذا ..
و لقد لاحظ (Gehring) بأنه مع تغيير جين معين، ينتج تحول معين .. هو لاحظ ذلك، و لكنه لم يسعى إلى تفسيره.

_aMiNe_
12-20-2010, 02:46 AM
" L.R." : و لكن داوكينز، على سبيل المثال، يعتقد بإمكانية عملية تراكمية ..

"M.-P.S" : بالفعل .. يعتقد داوكينز، بما يُسمى بـ"الانتخاب التراكمي للطفرات العشوائية".
و لكي يُدعم أطروحته، يلجأ داوكينز إلى استعارة اخترعها الرياضي (Emile Borel) : مفادها، أن قردا يكتب بعشوائية، على لوحة مفاتيح، يحصل في الأخير على نص أدبي. و هي استعارة هتف لها -للأسف !- (Francis Crick) أحد مكتشفي الشريط الحلزوني المزدوج.

لقد قام داوكينز، بواسطة الحاسوب، بكتابة متتالية لثلاثين حرف، تنطبق على عدد الحروف في بيت واحد لشيكسبير (Shakespeare). بعد ذلك قام بعمل محاكاة للآلية الداروينية : "انتخاب-طفرات عشوائية".

فقرده الخيالي "يكتب" ثم "يكتب" نفس الحروف، إلا أن الحاسب يختار، في كل مرة، الجملةَ التي تشبه أكثر، بيت شيكسبير، ولو من بعيد.
و بهذه الطريقة التي يسميها داوكينز "الانتخاب التراكمي"، يصل القرد إلى الهدف، بعد أربعين أو ستين جيلا.

_aMiNe_
12-20-2010, 02:52 AM
" L.R." : و لكنك لا تعتقد بأن قردا "يكتب" على لوحة المفاتيح، و حتى بمساعدة الحاسوب ..

"M.-P.S." : هذه البرهنة عبارة عن خدعة .. و داوكينز لا يصف بدقة كيف يعمل.
إذا شاركنا في التمرين على الحاسوب، فسنلاحظ أن الجمل التي نتحصَّل عليها، تقترب بالفعل، بسرعة كافية من هدف البداية. و لكن عندما نقترب من الهدف، فالأمر يصبح أطول، أكثر فأكثر.
فطفرات في اتجاه خاطئ تجعلنا نتقهقر.

و في الحقيقة، (يكفي) استدلال بسيط ليبين أنه، إذا لم نختر المعلمات (les paramètres) الرقمية بدقة، فإن التقدم سيصبح بطيئا لأقصى الحدود.

_aMiNe_
12-20-2010, 02:55 AM
" l.r." : تريد أن تقول أن نموذج الانتخاب التراكمي، المُتخيل من طرف داوكينز، لا علاقة له بحقيقة بيولوجية ملموسة ؟

"m.-p.s." : بالضبط .. فنموذج داوكينز يترك المشاكل الثلاثة، جانبا، بالكلية : التعقيد، الوظيفية، و تفاعلهما.

_aMiNe_
12-20-2010, 06:58 PM
"L.R." : أنت رياضي .. لنفرض أنك تحاول، رغم كل شيء، تقديم صياغة واضحة لمفهوم (concept) التعقيد الوظيفي ..

"M.-P.S." : سأستعين، دون شك، بمفهوم مُلغى من طرف المجتمع العلمي، و لكنه مفهوم تماما من طرف الجميع : إنه "الهدف" (but).
باعتبارنا معلوماتيين، نستطيع أن نجعل هذا المفهوم واضحا بالطريقة التالية : نبني فضاء مناسبا، بحيث تُشكل فيه إحدى الإحداثيات، "خيطا أردياني" (fil d'Ariane) لتوجيه المسار نحو الهدف .. إنها صياغة محكمة.
فعندما يُكوَّنُ هذا الفضاء يتطور النظام بطريقة ميكانيكية نحو الهدف الذي حددناه له.
و لكن هناك صعوبة : و هي أن "بناء" الفضاء، "نفسِه"، لا يمكن أن يتم إلا بعد تحليلٍ قَبْلي لمختلف المسارات الممكنة، و تقديرِ المسافة للوصول إلى الهدف في نهاية كل مسار.
و هذا ليس في متناول الدراسة التجريبية (empirique). فهي تفترض -سأستعمل نفس الكلمة مرة أخرى- أنني أعرف الوضع كله، سَلَفاً.
و بكلمات منطقية رياضية، بناء هذا الفضاء، عبارة عن مشكل ذي رتبة أكبر بكثير (infiniment supérieur) من المشكل المطروح.
و مع ذلك فالوظيفية هي النجاح في الوصول إلى الهدف.

و الحيلة (المستعملة) في المثال التبريري لدواكينز هي تمرير هذا الفضاء، بطريقة تدليسية.
فبرنامجه المعلوماتي الخاص بالانتخاب التراكمي، يُحدث (هذا الفضاء) ضمنيا، عن طريق حساب المسافة من الهدف -الجملة المراد الوصول إليها-، بواسطة عدد الأحرف التي ليست بعدُ في مكانها.
و هذا لا يوافق بتاتاً الواقعَ البيولوجي.
الدالة التي يستعملها تُدهش المخيلة، لأن هذه الأخيرة لها خاصية البساطة التي تدفع إلى التصديق الساذج.

و الفضاء الذي يجب الغوص فيه لوصف أبسط وظيفة، في الواقع البيولوجي، هو من التعقيد بحيث يستعصي على الفهم، و بطبيعة الحال يتحدى أي حساب.

_aMiNe_
12-21-2010, 05:01 PM
" L.R." : حتى عندما يقولون بأنهم داروينيون .. فإن (القفزيين) "متواضعون" جدا، بحيث أنهم لا يدعون امتلاك المفتاح، الذي يسمح بتفسير التطور ..

"M.-P.S." : قبل التطرق إلى "القفزيين" (les saltationnistes)، نقول كلمة في حق الياباني (Mooto Kimura). حيث أنه أثبت أن أكثر الطفرات : محايدة، بدون تأثير انتخابي. و بالنسبة للأطروحة الأساسية للداروينية، فهذا أمر محرج ..

(بالنسبة لـ) الأطروحة "القفزية" (La thèse saltationniste)، و التي جدّدها (Stephen Jay Gould)، فهي تعتمد على الفكرة الأساسية التي أتى بها (R. Goldschmidt) في 1940 : تحدثُ طفرات هائلة، و تهُمُّ، بلا شك، مئات الجينات، و تتم بسرعة -في أقل من ألف جيل- و بالتالي تكون تحت عتبة الدِّقة الباليونتولوجية.
و الغريب أن (Gould)، لا يظهر عليه أنه منزعج من إبقاءه على الزوج "انتخاب-طفرات عشوائية"!

و تصطدم "القفزية" بنوعين من الانتقادات ..
من ناحية : الماكروطفرات "المُفترضة"، ليست قابلة للتفسير في إطار البيولوجيا الجزيئة الحالية، و من ناحية أخرى : فإن (Gould) يُمرِّر في صمت، وجود "ميولات" كبيرة، كزيادة تعقيد النظام العصبي المركزي.
فهو يعتبر أن نجاح الأنواع الجديدة الأكثر تعقيدا، كالثديات، مسألة عارضة. إنه غير مستعد لاعتبار "اتجاهٍ" للتطور، أو على الأقل وجود مسارات، موجودة بدون شك.

لقد اقتصرنا إذن على ذكر نوعين من المعجزات : أولهما هو الماكروطفرات، و ثانيهما هو مسألة وجود مسارات للتطور ..

التواضع سيصون العالم
12-25-2010, 05:13 PM
شكرا جزيلا والله مجهود جبار
على فكرة
نفس الفكرة التي يتحدث عنها استاذ الرياضيات هذا قرأتها في كتاب ل دكتور سوري مرموق اسمه هاني رزق
حيث يقول ريتشارد دوكنز(ما المدة التي يحتاجها قرد النسناس وهو يضرب باصابعه [COLOR="red"]عشوائيا على مفاتيح الة كاتبة ليصل الى بيت من الشعر على غرار شعر شكسبير,سيتطلب الامر رقما فلكيا من الضربات اي 1×10 مرفوع للاس 40 اي ان على النسناس ان يستمر بالضرب مدة عشرين عام تقريبا بدون توقف) لكن دوكنز سرعان مايضيف( لكن لنفترض اننا احتفظنا في كل مرة بالحرف الصحيح من الجملة وسمحنا للنسناس ان يعيد طباعة الاحرف الخاطتة فقط فاته سيحتاج فقط الى بضعة الاف من الضربات)
تعليق الدكتور هاني رزق على ريتشارد دوكنز:ان هذا يعني ان هذا النسناس باحتفاظه بالاحرف الصحيحة يدرك ان هدفه كتابة جملة شكسبير فهناك توجه واضح نحو الهدف.ان هذا بذاته ينفي العشوائية كليا.
هل توافقني اخي امين؟

_aMiNe_
12-27-2010, 01:56 PM
أُوافقك أخي الكريم .. ففي النموذج الداوكينزي تمرير "تدليسي" لمفهوم الهدف ..
و إذا كان هناك هدف فهناك قصد .. و إذا كان هناك قصد فلا مجال للعبث .. و هذا ما يحاول الملاحدة الفرار منه، على وضوحه! ..

كما أن النموذج التدرّجي الداوكينزي يصطدم بمفهوم، اعتنى بتفصيله، البيوكيميائي مايكل بيهي .. و هو مفهوم التعقيد الغير قابل للاختزال .. و إن شاء الله نتناول هذا الموضوع في وقت لاحق، إن شاء الله ..

و لنُعد كلمات العالم المُتحدث : "فنموذج داوكينز يترك المشاكل الثلاثة، جانبا، بالكلية : التعقيد، الوظيفية، و تفاعلهما." ..

جزاك الله خيرا أخي الكريم على المرور و الإضافة القيمة.

_aMiNe_
12-27-2010, 02:18 PM
" L.R." : بأي معنى تستخدم كلمة "معجزة" ؟

" M.-P.S." : أستعملها في اتجاه عقلاني للغاية .. كحدثٍ احتمال وقوعه مُهمل، لدرجة -إذا جاز التعبير- فوق فلكية (ultracosmologique).

لنتكلم عن الماكروطفرات .. لكي نحصل على فيل، لا يكفي أن يمتلك بين ليلة و ضحاها، خرطوما طويلا .. بل يجب في نفس الوقت، امتلاك جهاز مختلف تماما .. فيجب أن يُغيَّر المخيخ، لتأسيس مجموعة الروابط اللازمة لكي يستطيع الفيل أن يستخدم خرطومه.

يجب أن تكون الماكروطفرات، مترابطة بمنظومة من الجينات ابتداء من المرحلة الجنينية.
و إذا نظرنا إلى تاريخ التطور، فالحاصل سيكون عشرات و عشرات الآلاف من المعجزات، التي لا يستطيع القفزيون أخذها بعين الإعتبار، حالهم في ذلك حال التدرجيين.

في ما يخص الصنف الثاني من المعجزات، فهو يتعلق بمسألة كون بعض تلك الماكروطفرات (إذا سلمنا بحدوثها)، أضيفت بعضها إلى بعض في اتجاه مُحدَّد، لتُكوِّن الميولات الكبرى للتطور : تعقيد النظام العصبي، و أيضا جعل عمليات التكاثر "داخلية"، ظهور العظام، ظهور الآذان، إثراء الوظائف المترابطة، الخ ..
سلسلة من المعجزات، بحيث يؤدي تراكمها إلى زيادة تعقيد الكائنات و فعاليتها.

من هذه الزاوية، يُعتبر مفهوم "الترقيع" (bricolage) الذي استحدثه (François Jacob) ملاحظة جد مهمة.
إنها كلمة جميلة، و لكنها لا تعطي أيَّ تفسير.

_aMiNe_
12-27-2010, 02:37 PM
"L.R." : هل يُعتبر ظهور الإنسان، معجزة، بالمعنى الذي تقصده ؟

"M.-P.S." : بطبيعة الحال .. و هنا يبدو أن هناك أصواتا أخرى للبيولوجيون معاصرين، زيادة على صوتي، ، تُشكك بالتفسير الدارويني الذي كان "موضة" على مدى العشرين سنة الماضية.

"التدريجيون" أو "القفزيون"، على حد سواء، غير قادرين على إعطاء تفسير مقنع، للظهور الشبه متزامن، للعديد من الأنظمة البيولوجية، التي تُميز الإنسان عن القردة العليا :
الاستقامةُ، مع ما يصاحب ذلك من تغيرات : في الحوض، و بدون شك، في المخيخ.
يدٌ أكثر مهارة، بالإضافة إلى بصمات تمنح لمسا أكثر دقة.
تغيراتُ البلعوم التي تسمح بإخراج الصوت.
تغيرات النظام العصبي المركزي، و لا سيما، على مستوى الفصوص الصدغية، مُمَكِّنةً بذلك تعرفا أكثر دقة على الكلام.

تُعتبر هذه الأجهزة، من حيث التكوُّن الجنيني، مُختلفة تماما عن بعضها البعض.
تُشكِّل كل واحدة من هذه التغيرات، "ِهبَة" من الهبات التي كان على عائلة من القردة -تملك طموحا كبيرا تُجاه نسلها- أن تطلبها من "جِنِيَّة"، كهَدِيّة عند الولادة.
فمن الغريب جدا، أن تتطور هذه "الهبات" في وقت واحد، لفائدة الرئيسيات التي نُمثلها.

البعض يتحدث عن "استعداد قبلي" للجينوم. و لكن من شَمِلهُ هذا الاستعداد، إذا وُجد ؟ هل كان موجودا سلفا عند الأسماك الأولى ؟
في الحقيقة .. نحن نواجه عوزا تصوريا (carence conceptuelle) كليا.

_aMiNe_
12-27-2010, 04:54 PM
"L.R." : كنتَ ذكرتَ تيارا آخر، أتى، بصفة عامة، من مدرسة (Santa Fe)، يستعين بمفاهيم مثل "الفوضى" (le chaos) ..

"M.-P.S." : لقد لمحت إلى سلسلة من الأشخاص ذوي الكفاءات العالية جدا، استطاعوا إيجاد عبارات شاعرية و جوفاء، لا تفسر شيئا.
أقصد : النظام بالضجيج للسيبيرنيتيكيين (cybernéticiens)، بِنْيَات (Prigogine) المُبددة (les structures dissipatives)، نُظُم (Varela)، و الآن "حافة الفوضى" لـ(Stuart Kauffman)، حيث سيصلنا فراغها الرنان قريبا إلى فرنسا.
تضع هذه المدارس على التعقيد جميع "الصلصات".
و يذكرون، لدعم نهجهم، أمثلة كـ : بعض المعادلات الكيميائية، أو رسم ساحل البحر، أو الإضطرابات الجوية، أو بنية سلسلة جبلية، حيث التعقيد كبير جدا، بكل تأكيد، و لكنه يعتمد، بالمقارنة مع العالم الحي، على نوع من التنظيم، فقير جدا، و في كل الحالات غير وظيفي.

فلا يوجد أي خوارزمية (algorithme) تسمح لنا بإدراك تعقيد الكائن الحي، الذي له، و بعكس كل الأمثلة المستمدة من العالَم الفيزيوكيميائي، طبيعة وظيفية.

_aMiNe_
12-27-2010, 05:03 PM
"L.R." : هل نفهم موقفك على أنه بيان استقالة ؟ على أنه دعوة إلى مزيد من التواضع ؟ أو على أنه شيء آخر .. ؟

"M.-P.S." : لنقلب المعنى (antiphrase) و لنَقُل أنه، لم يبق للمتفائلين إلا أن ينشدوا النشيد العظيم لمبدأ الأنثروبي (principe anthropique) .. و لكننا هنا لسنا في الخطاب العلمي، مهما كانت علميّةُ المعادلات التي يصحب صخبُها النشيدَ.
و آخرون سيمارسون تعليق الحكم (la suspension du jugement).

_aMiNe_
12-27-2010, 05:22 PM
إلى هنا ينتهي الحوار الذي أجراه "Olivier Postel-Vinay" مع "Marcel-Paul Schützenberger" .
.
المصدر : Les failles du darwinisme, La Recherche, N° 283, janvier 1996, p. 86-90

المقال الأصلي من أرشيف المجلة : http://www.larecherche.fr/content/recherche/article?id=22531

مع التحية.

التواضع سيصون العالم
12-27-2010, 08:43 PM
شكرا اخي العزيز امين على هذا الجهد وان شاء الله في ميزان حسناتك

كما أن النموذج التدرّجي الداوكينزي يصطدم بمفهوم، اعتنى بتفصيله، البيوكيميائي مايكل بيهي .. و هو مفهوم التعقيد الغير قابل للاختزال .. و إن شاء الله نتناول هذا الموضوع في وقت لاحق، إن شاء الله ..

انا شخصيا انتظر هذا التفصيل بفارغ الصبر لاني مهتم بامور الداروينية
وشكرا

حسام الدين حامد
12-28-2010, 06:24 PM
جزاكم الله خيرًا أخي الحبيب..
لو جمعتَ الترجمة في مشاركة واحدة ليسهل نشرها كموضوع في المنتديات والمواقع؟؟

عَرَبِيّة
12-28-2010, 06:44 PM
جزاكم الله خيراً أخي أمين .

_aMiNe_
12-30-2010, 01:52 AM
جزاكما الله خيرا أخي العزيز حسام الدين .. و أختي الفاضلة عربية ..

أخي حسام الدين .. لقد نقلت الموضوع في منتدى حراس العقيدة ..
و الحوار منقول هناك في مشاركة واحدة ..
http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=31071

بارك الله فيكم و جزاكم خيرا ..

_aMiNe_
02-25-2011, 11:47 AM
للرفع ..

_aMiNe_
02-25-2011, 11:53 AM
بالمناسبة ..
البروفيسور "Marcel-Paul Schützenberger" هو من قدَّمَ للترجمة الفرنسية من كتاب د. مايكل دنتون : "التطور : نظرية في أزمة".

و هذا مُلخص مقدمته :

http://h1.ripway.com/aMiNe3/preface.bmp

الترجمة :

لقد تركزت الجدالات، بخصوص تطور الكائنات الحية، -التي تهيمن على النقاش العلمي في علم الأحياء، منذ "لامارك" و "كوفييه"-، على نظرية داروين، ثم (بعد ذلك) على نسختها الحديثة : النظرية التركيبية للتطور.
و بدا أن هذه الأخيرة، لقِيَت، و لفترة طويلة، شبه إجماع بين علماء البيولوجيا ..

ومع ذلك، فقد غيَّرت التطورات الحديثة في العلوم -و بشكل كبير-، القيمةَ النسبيةَ للحججِ الداعمة لهذه النظرية.

وأدى تقدم علم الحفريات بعدد متزايد من العلماء إلى رفض الفرضية الداروينية التي تقول بأن التطور يتم عبر تراكم بطيء لتغيرات طفيفة.
وقد فعل غولد الكثير (في سبيل) الرؤية المعاكسة .. أيْ تطورٌ بقفزاتٍ مفاجئة.

وأخيرا، سمحت البيولوجيا الجزيئية اليوم، باستدلالات و حسابات غير مسبوقة.

مع التحية.

أبو البركات
02-25-2011, 06:31 PM
أخي الفاضل
هل بالامكان فتح موضوع منافشة نظرية التطور ومايجري في علم الأنثربولوجيا من تقاطع بينهم لدعم النظرية عبر الإكتشافات العلمية وقطع الأحافير !
وجزاك الله خير.

_aMiNe_
02-28-2011, 08:32 PM
بارك الله فيك أخي الكريم ..
لا أعد بهذا حاليا .. و لعل الأخوة يفيدون حول هذه النقطة ..
و لكن إن شاء الله إذا اجتهدت في هذا الموضوع، فسأشارك إخوتي فيما وصلت إليه ..
مع التحية.