المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عن الروح



ذو البصيرة
12-25-2010, 03:42 AM
لم يتحدث القران عن الروح كما تحدثت عنها السنة، فالروح في القران كانت دائما تشير إلى منزلة أكثر مما تشير إلى طاقة حيوية تغادر البدن عند الموت و ما إلى ذلك، و القران عندما يتحدث عن البعث و الإحياء لا ينسب زوجية الجسد إلى الروح بل إلى النفس، كما قال تعالى: فإذا النفوس زوجت، و في أية أخرى: الله يتوفى الأنفس حين موتها، و لم يقل أن الوفاة تكون للروح، فهي في القران تحمل معنى أخر تماما عما تحمله في السنة.

مثلا نرى في الأية الكريمة: يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده، و الروح هنا بمعنى الوحي، و في أية أخرى: نزل به الروح الأمين، و هو مقام جبريل عليه السلام.

و لكن السؤال هو أي من تلك المعاني هو حاصل عندما يكون الحديث عن الروح التي ينفخها الله في الإنسان؟ فإذا سويته و نفخت فيه من روحي، و الياء هنا للتشريف، فما الروح المعنية في أيات الخلق؟ أهي منزلة (و هذا أرجح لأن الله نسبها إلى نفسه)؟ أم أنها كما ذكرت في السنة، يعني كالنفس التي تغادر الجسم و تدخله؟

ثم هل جاء ذكر الروح في السنة بمعنى أخر غير الروح التي تدخل الجسم و تغادره؟ هل جاءت بمعنى المقام أو الوحي أو ما إلى ذلك؟

أفيدونا أفادكم الله.

ذو البصيرة
12-26-2010, 05:41 AM
أفيدونا يا قوم أفادكم الله.

عَرَبِيّة
12-26-2010, 07:19 AM
السلام عليكم ورجمة الله وبركاته
أهلاً بالأخ الفاضل .. أسأل الله أن يكون لك من اسمك نصيب


مثلا نرى في الأية الكريمة: يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده، و الروح هنا بمعنى الوحي، و في أية أخرى: نزل به الروح الأمين، و هو مقام جبريل عليه السلام.
كلمة " الروح " في القرآن لها عدة معانٍ يُفهم معناها من السياق ..
يقول ابن القيّم في كتابه الروح :
الروح في القرآن على عدة أوجه :
أحدها: الوحي؛ كقوله تعالى { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا } , وسمى الوحي روحا لما يحصل به من حياة القلوب والأرواح .
والثاني: القوة والثبات والنصرة التي يؤيد بها من شاء من عباده المؤمنين كما قال تعالى { أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ } .
والثالث: جبريل عليه السلام , كقوله تعالى { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ } .
والرابع: الروح التي سأل عنها اليهود، فأجيبوا بأنها من أمر الله ، وقد قيل: إنه الروح المذكور في قوله تعالى { يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً } .
والخامس: المسيح بن مريم عليه السلام, قال تعالى { إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ }


و لكن السؤال هو أي من تلك المعاني هو حاصل عندما يكون الحديث عن الروح التي ينفخها الله في الإنسان؟ فإذا سويته و نفخت فيه من روحي، و الياء هنا للتشريف، فما الروح المعنية في أيات الخلق؟ أهي منزلة (و هذا أرجح لأن الله نسبها إلى نفسه)؟
أيضاً من كتاب الروح ..
فصل وأما استدلالهم بإضافتها إليه سبحانه بقوله تعالى
ونفخت فيه من روحي فينبغي أن يعلم أن المضاف إلى الله سبحانه نوعان صفات لا تقوم بأنفسها كالعلم والقدرة والكلام والسمع والبصر فهذه إضافة صفة إلى الموصوف بها فعلمه وكلامه وإرادته وقدرته وحياته وصفات له غير مخلوقة وكذلك وجهه ويده سبحانه
والثاني إضافة أعيان منفصلة عنه كالبيت والناقة والعبد والرسول والروح فهذه إضافة مخلوق إلى خالقه ومصنوع إلى صانعه لكنها إضافة تقتضي تخصيصا وتشريفا يتميز به المضاف عن غيره كبيت الله وإن كانت البيوت كلها ملكا له وكذلك ناقة الله والنوق كلها ملكه وخلقه لكن هذه إضافة إلى إلهيته تقتضي محبته لها وتكريمه وتشريفه بخلاف الإضافة العامة إلى ربوبيته حيث تقتضي خلقه وإيجاده ...


يعني كالنفس التي تغادر الجسم و تدخله؟
أنا عن نفسي .. أظن النفس هي ( الروح + البدن أو الجسم أو الوعاء الذي يحمل الروح ) وربما هي شيءٌ ما يربط بينهما كما يربط البرزخ بين الحياة والممات .
يقول الحق تبارك وتعالى { وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ }
لو تلاحظ أن النفس ذُكِرت على أنها مادة ملموسة كالعين والأنف والأذن والسِّن , وقوله تعالى { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى } فأنت مثلاً لا تقول احلِق لروحك ..!! , ولكن تقول احلق لنفسك أي لذاتك أمرٌ أنت فاعله ببدنك .. والله أعلم


يعني كالنفس التي تغادر الجسم و تدخله؟
التي تغادر البدن هي الروح , وإن كانت الروح والنفس مترادفتان فلماذا تُذكر الروح تارة والنفس تارةً أُخرى ؟؟ بل إنه من مسلمات اللغة أن اختلاف الاسم يدل على اختلاف المسمى/المعنى .
يقول قائل : ألا تتشابه المفردات / الجسم / البدن / الجسد ؟؟
نقول ..
الجسم : مصطلح يُستخدم في الفيزياء وتعريفه : هو كل ما يتحيز في المكان أي كل ما له طول و عرض و ارتفاع .
البدن : يدل على جسم لا روح فيه ولا نفس قال تعالى { الْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ }
الجسم : يعنى الجسم الشبه حي , أي: كحالة النائم والنائم لا يأكل و لا يشرب ولكن يُمكن أن يتكلم ويصدر أصواتاً قال تعالى { وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ } والعجل لا روح فيه ولا يأكل ولا يشرب ولكن يصدر صوت .
أما قوله تعالى { أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) } فإن تلازم النفس للجسد ودخولها به إلى الجنّة يُمكنّا من وصفها بالنفس وليس ( كروح مجردة ) .
يقول الله عن الروح { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا }
ويقول تعالى { اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } فالنفس تموت وإن قلنا أنها هي ذاتها الروح فكيف بالله تموت الروح التي بها تكون الحياة ؟؟
ويقول تعالى { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } فنحن كأشخاص كذوات فعلاً نذوق الموت وهو نوعان موتةٌ صُغرى وهي النوم و موتةٌ كُبرى وهي الموت الذي تُفصل فيه الروح عن الجسم .
وقال بعض المفسرين في تفسير الآية السابقة:” إن التوفي مستعمل في الأول حقيقة، وفي الثاني مجازًا. والتي تتوفى عند الموت هي نفس الحياة، التي إذا زالت، زالت معها النفس. والتي تتوفى عند النوم هي النفس، التي بها العقل، والتمييز، وهي التي تفارق النائم فلا يعقل. والفرق بين قبض النوم، وقبض الموت: أن قبض النوم يضاد اليقظة، وقبض الموت يضاد الحياة “
ويقول الباحث الإسلامي / احمد كرار أحمد الشنقيطي في كتابه , ماهية النفس البشرية :

إذا تمعنا في نصوص القرآن و الحديث فسوف نلاحظ أن الروح إذا دخلت في أي جسم لتحييه فإنها تتسبب في تغيير التركيب المادي لذلك الجسم. فعندما دخلت الروح في جسم آدم عليه السلام جعلت الطين يتحول إلى لحم وعظم. و كذلك عيسى ـ عليه السلام ـ عندما كان ينفخ في الطين الذي كهيأة الطير كان ذلك يجعل الطين يتحول إلى لحم و عظم فيصير طيرا بإذن الله، و كذلك الحال أيضا في قصة عجل السامري الذي دخلت الروح فيه فتحول جسمه من ذهب و فضة إلى لحم و عظم و دم.
و بناء على هذه الملاحظة فإننا نستطيع أن نستنبط أن الجسم الميت تتغير مادته عندما تدخل الروح فيه. فالجني الذي كان بدنه في الأصل مخلوقا من مارج من نار فإن دخول الروح فيه يجعل بدنه يتحول من نار إلى شيء آخر لا نعلم كنهه. و الدليل على ذلك أننا لا نستطيع أن نرى الضوء الصادر من الجن ولا نحس بالحرارة الصادرة منهم مع أنهم مخلوقون أساسا من نار. و السبب في ذلك كما قلنا أن أجسامهم قد تحولت من نار إلى شيء آخر غير معلوم لنا كما تحولت طينة آدم إلى لحم و دم. وكذلك الأمر مع الملائكة الذين هم مخلوقون من نور فإن أبدانهم تتحول من نور إلى مادة أخرى لا نعلمها و لهذا السبب فنحن لا نستطيع أن نرى النور الذي نفترض أنه يصدر عنهم.
و نلاحظ في مقابل ذلك أنه عندما تخرج الروح من جسم حي فإن التركيب المادي لذلك الجسم يتبدل و يعود إلى حالته الأولى التي كان عليها قبل أن تدخل فيه الروح. فإن كان أصله من تراب، مثل الإنسان، عاد وتحول إلى تراب. وإن كان أصله من نار، مثل الجني، عاد و تحول إلى نار تحترق ، و إن كان أصله من ذهب وفضة، مثل عجل السامري، عاد أيضا إلى أصله.

هذا والله أعلى وأعلم
وإن أتاك علم من ذوي العلم فخذه وكلامي أمامهم ساقط فهذا رأيي " حالياً" لحين إستقاء المزيد
اللهم زدنا علماً وعملاً .

تفضل بزيارة مواضيع مشابهة :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2823
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3413

ذو البصيرة
12-26-2010, 08:21 AM
هنا كلام تحته خطوط حمراء.

و إن النفس لأمارة بالسوء. فهل النفس الأمارة بالسوء هي الجسد هنا؟ و لو قلنا أن الجسد "يأمر" (و هو لفظ غير مناسب إذا أخذ على هذا النحو) الروح بالشهوة فهل السوء في الشهوة أم في موضعها (هذا إذا كان محرم)؟ و ماذا عن قوله تعالى: و أخضرت الأنفس الشح؟ هل هي الأجساد؟ أشك في ذلك.

نقطة هامة أخرى: النفس في القران و السنة ذكرت في مواضع الذم، فهي أمارة بالسوء، و في هي موضع أخر أنفس شح، في حين أن الروح لم ترد أبدا في موضع الذم، و ما ورد في السنة عن الملائكة: "ما هذه الروح الخبيثة" أو "أخرجي أيتها الروح الخبيثة" ليس في أي من الروايات المعتمدة شيئ منها، بل ذكرت النفس، فحاشا هذه الروح التي نسبها الله إلى نفسه أن تكون خبيثة، مما يشير أكثر و أكثر إلى كونها منزلة و مقام و ليس شيئ يتجول بين جسم الإنسان و بين الفضاء كما نتوهم دائما.

لا أريد إستنباطات و أراء فلا مجال لها هنا، أريد تحديد لمعنى الفظ عندما يكون عن الإنسان، لأني اشك كثيرا (لأسباب قد أوردتها) أن يكون المعنى كما يذهب إليه العوام.

عَرَبِيّة
12-26-2010, 09:01 AM
هنا كلام تحته خطوط حمراء.
كلامي لم يخرج عن قال الله ولا أراه معارضاً لأقوال الروسل ( ص ) وماكتبته لك من تنبيه هو حتى لاتجعل كلامي مقدّساً وتقبل الحق إن سمعت تصحيح لقوله تعالى { ... فَبَشِّرْ عِبَادِ (17)الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ }.


لا أريد إستنباطات و أراء فلا مجال لها هنا، أريد تحديد لمعنى الفظ عندما يكون عن الإنسان، لأني اشك كثيرا (لأسباب قد أوردتها) أن يكون المعنى كما يذهب إليه العوام.
وماذا عن التفسير والفقه ألا تأخذ بهما ؟؟

ياأخي لو أنّك تُركز فيما كتبُ لك .!

فهل النفس الأمارة بالسوء هي الجسد هنا؟
قلتُ :

من مسلمات اللغة أن اختلاف الاسم يدل على اختلاف المسمى/المعنى .
فالنفس شيء والروح شيء والجسد شيءٌ آخر .


و لو قلنا أن الجسد "يأمر" (و هو لفظ غير مناسب إذا أخذ على هذا النحو) الروح بالشهوة فهل السوء في الشهوة أم في موضعها (هذا إذا كان محرم)؟
الجسد لايأمر هو - أي الجسد - وسط ناقل بين المحيط والجهاز العصبي والنفس الأمّارة بالسوء هي التي تحثها على السوء .
مجرد وسوسة النفس ليس محرماً ولكن المحرم هو الفعل قال ( ص ) :"إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم " رواه البخاري ومسلم .
ونقل السيوطي عن العز بن عبد السلام أنه قال: " الذي في النفس على قسمين: وسوسة، وعزائم. فالوسوسة هي حديث النفس وهو المتجاوز عنه فقط، وأما العزائم فكلها مكلف بها " اهـ. ,
وفي جهاد النفس ثوابٌ كبير وخيرٌ عظيم قال ( ص ) " أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه " [رواه أبو نعيم وصححه الألباني] .


و ماذا عن قوله تعالى: و أخضرت الأنفس الشح؟ هل هي الأجساد؟
يعني أنت ممن يقولون بأن الأنفس هي الأجساد ؟؟؟
وضح أكثر من فضلك .!


النفس في القران و السنة ذكرت في مواضع الذم
ليست كل الأنفس ولا تعميم لقوله تعالى :

{ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) }


ما ورد في السنة عن الملائكة: "ما هذه الروح الخبيثة" أو "أخرجي أيتها الروح الخبيثة" ليس في أي من الروايات المعتمدة شيئ منها
ماتقول أنه من السنة " ماهذه الروح الخبيثة "
بحثتُ في موقع درر السنية ولم أجد أي حديث بهذا اللفظ ...!!
والصحيح كما تفضلت بالذكر أن الروح .


فحاشا هذه الروح التي نسبها الله إلى نفسه أن تكون خبيثة، مما يشير أكثر و أكثر إلى كونها منزلة و مقام و ليس شيئ يتجول بين جسم الإنسان و بين الفضاء كما نتوهم دائما.
من أين لك هذا ؟ وماهو دليلك ؟
هل رأيت الروح وحدثتك وأخبرتك أنها ليست في أجسادنا ولا تسري فيها أو لها عالهما أو بالأحرى بُعدها ؟؟؟
ماهي مشكلتك مع الروح بالضبط ؟


راجع الروابط المرفقة + حاول تحميل كتاب الروح لابن القيّم
هدانا الله وإياك إلى مايحبه ويرضاه

عَرَبِيّة
12-26-2010, 09:20 AM
فقط للتنبيه :
وأما السؤال عن صفة العمل المنوه عنها في الحديث، على تعبير السائل، فجوابه: أن عمل كل شيء بحسبه، فالقلب عمله الاعتقاد والعزم، واللسان عمله النطق بالكلام، والجوارح عملها معروف، ويوضح المراد به قول النبي صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه. متفق عليه.

فبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: العمل الذي تؤاخذ عليه كل جارحة من الجوارح، وأنه بحسب وظيفتها.

وإذا تبين هذا، فالذي يعني السائل بالأساس هنا: أن يعلم أن الوسوسة إذا لم تجد تقبلا واستقرارا في القلب، ولم ينطق اللسان ولم تتحرك الجوارح بما يعني ثبات هذا الوارد، فالعفو قائم بفضل الله.

وأما ما ذكره السائل الكريم من تغير ملامح الوجه أو وضع اليد على الفم أو التأفف، فهذا كله يدل على كراهته ونفوره وانزعاج قلبه من هذه الخواطر والوساوس الشيطانية، وهذا بدوره يدل على صحة الاعتقاد وقوة الإيمان، لا العكس كما يتصوره السائل، فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.

قال النووي: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلا عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك اهـ. وراجع في ذلك الفتويين رقم: 7950، 12300.

ولذلك، فإنا نوصي السائل بأن يطرح هذه الأفكار عن نفسه ولا يسترسل معها، ولا يجعل للشيطان عليه سبيلا، فإن الوسوسة مرض شديد وداء عضال، والاسترسال معها يوقع المرء في الحيرة والشك المرضي، والضيق والحرج الشرعي.

المصدر (http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=135420&Option=FatwaId)

ذو البصيرة
12-26-2010, 09:41 AM
القصد هو أن عدم ذكر الروح في أي موضع سلبي لا في القران و لا في السنة و نسبتها إلى الله تعالى ينفي كونها ذلك الشيئ الذي يتجول في الإنسان أو يستقر فيه أو ما إلى ذلك، فالإنسان فيه الصالح و الطالح و الكافر و المؤمن و ما إلى ذلك، في حين أن الروح لم ترد إلا في موضع القدسية، أما النفس فقد وردت في موضع الذم و المدح، مما يؤكد أن الروح منزلة ربانية منسوبة إلى جلالته عز و جل، و أنها ليست كما نعتقد.

ثم ما معنى قوله: "فإذا النفوس زوجت" إذا كانت النفس هي الجسد؟ و ما الذي تزوج به النفس في يوم القيامة عند خروجها من القبر؟ العفريت القرين مثلا؟

يبقى إحتمال واحد، أن الروح منزلة أو مقام، و ليست كائن أثيري أو ما إلى ذلك.

عموما شكرا على النقاش، و كالعادة فقد نلت مرادي هنا.

عَرَبِيّة
12-26-2010, 10:07 AM
بالله أيُّ نقاشٍ هذا وأنت لم تُجبني على أي سؤال .. عجبي ..!!!!
يستطيع القاريء أن ينظر إلى خربشتك ويعرف أنك أنك تدور حول دائرة مفرغة " نقلك ثور .! تقول أحلبوه .! " ..!!


ينفي كونها ذلك الشيئ الذي يتجول في الإنسان أو يستقر فيه أو ما إلى ذلك
ماشاء الله .!
هذا الذي يتكلم ويطبل ويقول لا أراء لا إستنباطات على الأقل هاتِ بدليل ..!!
ماهو تفسير جلالتكم لقوله تعالى {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي}
الضمير " فيه " عائدٌ على ماذا ؟


مما يؤكد أن الروح منزلة ربانية منسوبة إلى جلالته عز و جل

هنا كلام تحته خطوط حمراء.
وآآآآآآآآآصل .....!


ثم ما معنى قوله: "فإذا النفوس زوجت" إذا كانت النفس هي الجسد؟
مرةً أخرى تفترض أن الروح هي الجسد متجاهلاً ماورد في الردود السابقة أم لكم قلوب لا تعقلون بها ..!


و ما الذي تزوج به النفس في يوم القيامة عند خروجها من القبر؟ العفريت القرين مثلا؟
النفس هي البدن + الروح ..
والسعداء يزوجون بنظرائهم في الجنان
والأشقياء يزوجون بنظرائهم في الجحيم
فهمت .؟!


يبقى إحتمال واحد، أن الروح منزلة أو مقام، و ليست كائن أثيري أو ما إلى ذلك.
إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ

ذو البصيرة
12-26-2010, 10:33 AM
على مهلك لا داعي للعصبية.

يبدو أنك أنت من لم تجيبي الأسئلة و ليس أنا (:


القصد هو أن عدم ذكر الروح في أي موضع سلبي لا في القران و لا في السنة و نسبتها إلى الله تعالى ينفي كونها ذلك الشيئ الذي يتجول في الإنسان أو يستقر فيه أو ما إلى ذلك، فالإنسان فيه الصالح و الطالح و الكافر و المؤمن و ما إلى ذلك، في حين أن الروح لم ترد إلا في موضع القدسية، أما النفس فقد وردت في موضع الذم و المدح، مما يؤكد أن الروح منزلة ربانية منسوبة إلى جلالته عز و جل، و أنها ليست كما نعتقد.

ثم يبدو أنك أنت من تخترعين معادلات و ليس أنا، قولك أن النفس هي الروح + البدن.

أما تفسيرك لأية "فإذا النفوس زوجت" فما أنزل به من سلطان، لأن الأية تتحدث عن الحشر قبل الجنة و النار.

بخصوص أية: نفخت فيه من روحي، نعم الضمير عائد على الإنسان، و أين المشكلة؟ أم أن نفخ "الأرواح" كالنفخ في الأفواه مثلا؟ إن نفخ الروح تشريف و ليس خلق، و لا أرى في الأية ما يجبر أحدا على الإعتقاد بأن الروح هنا هي ذلك الطائر الأثيري الذي تتحدثون عنه.

عَرَبِيّة
12-26-2010, 10:44 AM
سبحانك ربي ماأحلمك .!


أم أن نفخ "الأرواح" كالنفخ في الأفواه مثلا؟
قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ


ثم يبدو أنك أنت من تخترعين معادلات و ليس أنا، قولك أن النفس هي الروح + البدن.
أما تفسيرك لأية "فإذا النفوس زوجت" فما أنزل به من سلطان، لأن الأية تتحدث عن الحشر قبل الجنة و النار.
تفسير ابن كثير
وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ

أَيْ جُمِعَ كُلّ شَكْل إِلَى نَظِيره كَقَوْلِهِ تَعَالَى " اُحْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجهمْ" وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الصَّبَّاح الْبَزَّار حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن أَبِي ثَوْر عَنْ سِمَاك عَنْ النُّعْمَان بْن بَشِير أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَإِذَا النُّفُوس زُوِّجَتْ " قَالَ : الضُّرَبَاء كُلّ رَجُل مَعَ كُلّ قَوْم كَانُوا يَعْمَلُونَ عَمَله" وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يَقُول " وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَة فَأَصْحَاب الْمَيْمَنَة مَا أَصْحَاب الْمَيْمَنَة وَأَصْحَاب الْمَشْأَمَة مَا أَصْحَاب الْمَشْأَمَة وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ" قَالَ هُمْ الضُّرَبَاء . ثُمَّ رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم مِنْ طُرُق أُخَر عَنْ سِمَاك بْن حَرْب عَنْ النُّعْمَان بْن بَشِير أَنَّ عُمَر بْن الْخَطَّاب خَطَبَ النَّاس فَقَرَأَ " وَإِذَا النُّفُوس زُوِّجَتْ" فَقَالَ تَزَوُّجهَا أَنْ تُؤَلَّف كُلّ شِيعَة إِلَى شِيعَتهمْ وَفِي رِوَايَة هُمَا الرَّجُلَانِ يَعْمَلَانِ الْعَمَل فَيَدْخُلَانِ بِهِ الْجَنَّة أَوْ النَّار وَفِي رِوَايَة عَنْ النُّعْمَان قَالَ سُئِلَ عُمَر عَنْ قَوْله تَعَالَى " وَإِذَا النُّفُوس زُوِّجَتْ " قَالَ : يُقْرَن بَيْن الرَّجُل الصَّالِح مَعَ الرَّجُل الصَّالِح وَيُقْرَن بَيْن الرَّجُل السُّوء مَعَ الرَّجُل السُّوء فِي النَّار فَذَلِكَ تَزْوِيج الْأَنْفُس . وَفِي رِوَايَة عَنْ النُّعْمَان أَنَّ عُمَر قَالَ لِلنَّاسِ : مَا تَقُولُونَ فِي تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة " وَإِذَا النُّفُوس زُوِّجَتْ " ؟ فَسَكَتُوا . قَالَ وَلَكِنْ أَعْلَمهُ هُوَ الرَّجُل يُزَوَّج نَظِيره مِنْ أَهْل الْجَنَّة وَالرَّجُل يُزَوَّج نَظِيره مِنْ أَهْل النَّار ثُمَّ قَرَأَ " اُحْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجهمْ " وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى " وَإِذَا النُّفُوس زُوِّجَتْ " قَالَ ذَلِكَ حِين يَكُون النَّاس أَزْوَاجًا ثَلَاثَة وَقَالَ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد" وَإِذَا النُّفُوس زُوِّجَتْ " قَالَ الْأَمْثَال مِنْ النَّاس جُمِعَ بَيْنهمْ وَكَذَا قَالَ الرَّبِيع بْن خُثَيْم وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَاخْتَارَهُ اِبْن جَرِير وَهُوَ الصَّحِيح . " قَوْل آخَر " فِي قَوْله تَعَالَى " وَإِذَا النُّفُوس زُوِّجَتْ " قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَشْعَث بْن سِرَار عَنْ جَعْفَر عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : يَسِيل وَادٍ مِنْ أَصْل الْعَرْش مِنْ مَاء فِيمَا بَيْن الصَّيْحَتَيْنِ وَمِقْدَار مَا بَيْنهمَا أَرْبَعُونَ عَامًا فَيَنْبُت مِنْهُ كُلّ خَلْق بَلِيَ مِنْ الْإِنْسَان أَوْ طَيْر أَوْ دَابَّة وَلَوْ مَرَّ عَلَيْهِمْ مَارّ قَدْ عَرَفَهُمْ قَبْل ذَلِكَ لَعَرَفَهُمْ عَلَى وَجْه الْأَرْض قَدْ نَبَتُوا ثُمَّ تُرْسَل الْأَرْوَاح فَتُزَوَّج الْأَجْسَاد فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى " وَإِذَا النُّفُوس زُوِّجَتْ " وَكَذَا قَالَ أَبُو الْعَالِيَة وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَالشَّعْبِيّ وَالْحَسَن الْبَصْرِيّ أَيْضًا فِي قَوْله تَعَالَى " وَإِذَا النُّفُوس زُوِّجَتْ" أَيْ زُوِّجَتْ بِالْأَبْدَانِ .

وَقِيلَ زُوِّجَ الْمُؤْمِنُونَ بِالْحُورِ الْعِين وَزُوِّجَ الْكَافِرُونَ بِالشَّيَاطِينِ . حَكَاهُ الْقُرْطُبِيّ فِي التَّذْكِرَة .

سلاماً .!

إلى حب الله
12-26-2010, 11:13 AM
الزميل أبو البصيرة ..
إليك رأيي الشخصي في المسألة .. مُدعما ًبالأدلة من فهمي للقرآن والسنة ..
..........
بداية ًأقول :
الإنسان مكون من : (بدن أو جسم أو جسد) ........ و (روح) ..
فإذا نـُفخت الروح في البدن أو الجسم او الجسد : صارت نفسا ًتعي وتتصرف ..
وهذه الروح التي هي سر حياة أي مخلوق :
لا يقدر عليها ولا يهبها ولا مصدر لها : إلا الله عز وجل : جملة ًوتفصيلا ً.........
" وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً " الإسراء 85 ..
---------
وأما أدلتي على ما سبق .. فهي كالآتي ..
1...
ربط الله تعالى لنفسية الإنسان المخلوقة : والتي سيبتليها فيما بعد :
ربطها بالخلق أولا ً(كبدن او جسم أو جسد) : ثم نفخ الروح فيها لتعي وتتصرف بحرية الاختيار ..
يقول عز وجل :
" إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ .. فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ " ص 71- 72 ..
فهنا : نسب الله عز وجل الروح في البشر عموما ً(وليس آدم فقط عليه السلام) : نسبها إلى نفسه ..
وهو نفس معنى الآيتين التاليتين أيضا ً:
" وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ .. فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ " الحِجر 28- 29 ..
فهذا من حيث مبدأ خلق الإنسان عموما ًوالإعلام به للملائكة وغيرهم (أي أن خلق كل نفس من هؤلاء البشر : سيكون بنفخ الروح من الله : في البدن او الجسم أو الجسد) ...
وأما تفاصيل ذلك في الدنيا .........
فقد جاء في الأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم وغيرهما :
أن الله تعالى يُرسل ملكا ًفي نهاية الأربعين الأولى من عمر الجنين : وبعد تصوير سمعه وبصره وهيئته الإنسانية :
فينفخ فيه الروح .........
فمن وقتها : يصير هذا المخلوق : نفسا ً: يحرم إيذائها بغير ضرورة بإجهاض أو إمراض أو تجارب ونحوه ..
وله أيضا ًبعض الحقوق الشرعية مثل الإرث وغيره ..
---------
وهذا ما يتوافق مع ما جاء في قصة ميلاد عيسى عليه السلام أيضا ً..
حيث يقول عز وجل عنه وعن امه مريم عليها السلام :
" وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ " الأنبياء 91 ..
وأيضا ً:
" وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ " التحريم 12 ..
وفي هذا :
يتساوى خلق عيسى مع خلق آدم نفسه عليه السلام ....
فكلاهما كان جسدا ًلا روح فيه .. فصار نفسا ًمسؤولة ًبخلق الروح فيه ..
" إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ " آل عمران 59 ..
وقوله هنا " كن فيكون " : هي الإرادة العليا لله تعالى : والتي بها تنفعل وتتحقق الأشياء في الكون ..
-----------
2...
وأما الدليل الثاني على كلامي ...
فهو بيان القرآن لنا أن النفس (والتي هي حاصل البدن أو الجسم او الجسد : مع الروح) :
هي التي صارت مسؤولة ًبهذا الخلق : عن تفكيرها وأفعالها واختيارتها ...
وهذا ما نلاحظه في آيات كثيرة ...
وأخص منها بالذكر الآن : مراتب النفس الثلاث :
الأولى : النفس الأمارة بالسوء ..
وهي التي لا تعترف بأي ضوابط على افعالها من دين أو عرف أو آداب ..
فقط : هي تفعل ما تريد ربما كالحيوانات : بغير مُحاسبة للنفس ولا ضمير ..
" وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ " يوسف 53 ..
الثانية : النفس اللوامة ..
وهي بداية طريق النجاة .. عندما تلتفت النفس لنور الإيمان .. ولنداء الضمير والفطرة بداخلها :
تلك الفطرة التي عرفها الله تعالى بها الخير من الشر قائلا ً:
" وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا .. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا .. قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا .. وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا " الشمس 7 : 10 ..
فهذه النفس اللوامة : هي التي بدأت تلوم وتحاسب نفسها ..
ولعظيم منزلتها في بيان طريق الحق والإيمان والاستقامة : أقسم الله تعالى بها قائلا ً:
" لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ .. وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ " القيامة 1- 2 ..
وأما النفس الثالثة : فهي النفس المطمئنة ..
وهي التي استقرت في كنف ربها عز وجل ..
فآمنت به .. وتقبلت أوامره ونواهيه .. فرضي عنها .. ورضت عنه ..
" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ .. ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً .. فَادْخُلِي فِي عِبَادِي .. وَادْخُلِي جَنَّتِي " الفجر 27 : 30 ..
------------
3...
وأما تزواج الانفس المذكور في القرآن يوم القيامة :
" وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ " التكوير 7 ..
فله أكثر من تفسير واحتمال .. وليس تفسيرا ًواحتمالا ًواحدا ً...
فقد يكون المعنى :
أن نفوس الشر : زوجت مع نفوس الشر التي على شاكلتها ..
تماما ًكما تُزوج نفوس الخير : مع نفوس الخير التي على شاكلتها !!..
فالتزاوج هنا في يوم القيامة : هو الجمع بين المتلازمين ..
وهو مثل قول الله عز وجل :
" هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ .. احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ " الصافات 21- 22 ..
----------
وأما إذا أردنا هنا حمل الآية على النفوس والأرواح والأجساد ..
فنقول أنه بالموت .. تنفصل الروح عن الجسد ...
وتعيش النفس في حياة برزخ ..
تعلم بحال جسدها الذي بلى ....
وتشعر بنعيم أو عذاب الروح في هذا البرزخ وحتى قيام الساعة (حسب الإيمان والكفر والاستقامة والعصيان) ..
حيث الروح ها هنا لها من الخفة في الانتقال او التقيد او الشعور بالنعيم او العذاب :
ما يشعر به الواحد منا في الحلم : من ألم أو فرح أو سعادة أو حزن ....
والله تعالى أعلى وأعلم ..
----------
وعلى هذا :
فمعنى تزويج النفوس يوم القيامة أي :
يتم جمع ما كان متلازما ًمعها في الدنيا : مرة ًثانية ًللحساب والجزاء الأبدي بإذن الله ..
أي : يجمع الله تعالى لها : جسدها وروحها .. لتصير نفسا ًواعية ًمرة ًاخرى ...
وليقع الثواب او العقاب على الجميع هذه المرة :
بما فيهم الجسد نفسه : بعكس حياة البرزخ كما قلنا ....
حيث ان هذا الجسد :
إما أنه كان مُستخدما ًفي تنعيم نفسه بالحرام والتلذذ به في الدنيا :
فيستخدم لذلك في تعذيب وإيلام هذه النفس في الآخرة ..
وإما انه كان مُستخدما ًمن نفسه في طاعة الله في الدنيا .. ولم يتعد ما أحل الله له ..
وصبر عن المحرمات والشهوات وكان قادرا ًونفسه عليها :
فله أيضا ًالنعيم الأبدي في الآخرة بما يستحق وصبر ..
----------
4...
وأما آخر ما أختم به ..
فهو الإشكال الذي وقع لديك في قول الملائكة لروح الكافر كما جاء في الأحاديث الصحيحة عندما تُرفع لها في السماء :
" ما هذه الروح الخبيثة " ؟!!..
أقول والله تعالى أعلى وأعلم ..
أن الروح التي صارت بها الحياة للنفس دنيا وآخرة منذ لحظة خلقها ...
فهذه يُطلق عليها جوازا ًأوصاف :
من جنس النفس التي حوتها .........
فإن كانت النفس طيبة .. فيجوز وصف روحها أيضا ًبالطيبة ..
وإن كانت النفس خبيثة .. جاز أيضا ًوصف روحها بالخبيثة ..
ونحن نفعل ذلك جوازا ًفي حياتنا اليومية أيضا ً..
إذ ربما لو شاهدنا شخصا ًصالحا ً.. قال البعض : هذا من نطفة مباركة ..
وإذا شاهدنا شخصا ًخبيثا ًطالحا ً: قال البعض : هذا من نطفة خبيثة ...
والمعنى :
أن بركة النطفة هنا او خبثها : هو وصف مجازي قد تعلق بحال حاملها ..
وإلا :
فما دخل النطف نفسها في مباركة الشخص أو خبثه ..
وهذا ابن نوح عليه السلام مات كافرا ً!!!..
-----------
هذا ما لدي ...
فما كان من الحق .. فمن توفيق الله عز وجل ..
وما كان من خطأ أو زيغ أو جهل او هوى او نسيان : فمني ومن الشيطان ..
والله تعالى أعلى وأعلم ..
-----
(وبالمناسبة للأخ ذو البصيرة ..
قرأت موضوعك عن بطلان مفهوم الإنسان الاول : وأنه لم يكن آدم عليه السلام ..
فإذا أردت قراءة ردي عليه : فأرجو إعلامي على الخاص مشكورا ً) ..