سرهد
01-02-2011, 11:22 AM
تأملات في العصر الحاضر
إن وجود الإنسان على هذا الكوكب تم بأمر من الله عندما أخرج أبوينا من الجنة بعد الخطيئة التي ارتكباها ثم ازداد نسل ادم وكثر , فبدأت الفطرة تميل إلي الشهوات ومتع الحياة وتشبثوا بالدنيا وأصبح هم كل منهم كيف يعيش دنياه مستمتعا بها فأحبت القلوب الدنيا وامتلأ معها حب المشاهدات والمحسوسات ونسوا الله الذي خلقهم من ماء مهين وهاموا في أودية الضلال والغي وتتابع من قبل العزيز الحميد إرسال الرسل إلى أبناء آدم إلي هؤلاء الذين انحرفوا عن الطريق القويم وجاهد رسل ربي معهم وجوبهوا بالاستهزاء والعنف والتكذيب لان هؤلاء الرسل سلام الله عليهم أجمعين ابلغوهم الحقيقة التي تقتضي الإيمان بالله الواحد الأحد لا شريك له وصرف العبادة له وحده ولكنهم رفضوا ذلك البتة وأصرواعلى عنادهم وكفرهم وضلالهم – إلا من رحم الله منهم بإتباع الرسل – فأخذهم الله جل شأنه أخذ عزيز مقتدر وجعلهم خبراً بعد عين وقدموا بين يدي الله جميعا ليحاسبهم علي ما فعلوا في الدار الآخرة .
فمنهم من أغرق بالماء ومنهم من أهلك بريح صرصراً عاتية ومنهم من أخذه الله بالصيحة ومنهم من جعل الله أرضهم عاليها سافلها ومنهم من قص الله علينا خبرهم ومنهم من لم يخبرنا الله عنهم سبحانه .
ونحن علي سطح الأرض اليوم إنما نحن أبناء أولئك الناس وامتداد لهم ولكن الله – بهذا العصر – خصنا بأشياء لم تكن لتلك القرون المديدة منذ أدم إلي عصرنا الحالي باستثناء ملك نبي الله سليمان عليه السلام . فعلى امتداد تلك القرون كانت وسيلة النقل لديهم الدابة وهي قد خلقت لهذا الغرض حيث يقول تعالي : " والبغال والحمير لتركبوها وزينة " , فلم تكن لديهم سيارة أو طائرة أو قطار أو دراجة نارية وإنما حيوانات أكرمهم الله بركوبها والاستفادة منها في سفرهم وسلمهم وحربهم . وشتان ما بين العصرين من اختلاف .
أما وسائل الاتصالات القديمة فهي إما المشافهة أو الرسائل المكتوبة فيما بينهم ويتطلب إيصال الرسائل الكثير من الجهد والوقت لإبلاغها , أما نحن اليوم فقد تيسر الوصول للشخص الذي ترغب محادثته بلحظة وفي أي مكان كان المهم أن يوجد على سطح الأرض حياً ولديه جهاز يستقبل مكالمتك , وليست الجبال والهضاب والبحار بعائقة ذلك أبداً ناهيك عن وسائل الاتصالات الأخرى المرئية والمسموعة والمقروءة بل تستطيع تري وتسمع وتحاور من يبعد عنك آلاف الكيلو مترات وأنت في مكانك لم تبرحه .
أي تطور هذا وأي علم علمناه الله وأي بون شاسع بين القرون الأولى وهذا القرن .
الذين قبلنا لم يشاهدوا ما شهدنا ولم يستخدموا أجهزتنا ولا سياراتنا ولا مرئياتنا ولم تنهمر عليهم التكنولوجيا بمخترعات تذهل العقول وتحير الألباب ولم يطيروا متراً واحداً ونحن بلغنا عنان السماء .
ومع ذلك فألهت أهل القرون الأولي المشاهدات الحسية التي يرونها ويعيشون معها وأبعدتهم عن الإيمان بالغيب كليا وصدتهم عن سواء السبيل وهي بالنسبة لنا بدائيات , فكيف هو حالنا وقد فتحت علينا أبواب كل شيء وأعطينا ما لم يعط الصالحون الأوائل من وسائل مواصلات ووسائل اتصالات ومخترعات عديدة لا يمكن عدها ولا حصرها . هل هي الفتنة العمياء التي لا تدع بيتا إلا دخلته ؟! .
لأنها أثرت إدراك المحسوس بمحسوس آخر وبذلك انشغل الناس بها أكثر وزادت من البعد بين المشاهد والغائب لاسيما وإنها مغرية جدا لبني البشر وأصبحت من ضرورات الحياة التي لا غني لهم عنها .
لو وقفنا لننظر نظرة تأمل في مشهد يحضر فيه أحد من عاشوا في القرون السابقة إلي حياتنا العصرية وفجأة رأى سيارة وهي تسير بسرعة 80 كم / س متجهة إليه لولي منها فراراً ولمليء منها رعباً ولو رأي إنساناً يكلم حديدة ويضحك لقال أصحاب العقل في نعمة ولو رأي طائرة لالتصق بالأرض خوفاً منها ولو رأي أشياء وأشياء لصعق وذهل وربما فقد عقله هذا المشهد قد يكون مضحكا للوهلة الأولي ولكنه لا يضحك بقدر ما يبكي أهل الألباب ! .
والعكس صحيح فلو رأي أحد من أهل هذا العصر رجلا في فلاه ممتطياً صهوة جواده وممتشقاً سيفه وبين يديه زوادته وماؤه أشعث أغبر لاستغرب صاحبنا و اندهش من هذا المنظر العجيب بالنسبة له رغم أن هذا المنظر هو السائد فيما قبل عصرنا وليس بمستغربا أبداً – وهنا يمكن لنا أن ندرك الفرق بين العصرين ومدي التباين بينهما وهو تباين كبير جداً وتحول من حال إلي حال .
هل أعطينا نحن كل هذا لفضلنا علي العالمين أم للامتحان والفتنة وهي فتنة توازي فتنة الدجال إن لم تكن أكبر منها .
تأمل قول العزيز الحميد(( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء... ))الآية
نسأل الله العافية .....
إن وجود الإنسان على هذا الكوكب تم بأمر من الله عندما أخرج أبوينا من الجنة بعد الخطيئة التي ارتكباها ثم ازداد نسل ادم وكثر , فبدأت الفطرة تميل إلي الشهوات ومتع الحياة وتشبثوا بالدنيا وأصبح هم كل منهم كيف يعيش دنياه مستمتعا بها فأحبت القلوب الدنيا وامتلأ معها حب المشاهدات والمحسوسات ونسوا الله الذي خلقهم من ماء مهين وهاموا في أودية الضلال والغي وتتابع من قبل العزيز الحميد إرسال الرسل إلى أبناء آدم إلي هؤلاء الذين انحرفوا عن الطريق القويم وجاهد رسل ربي معهم وجوبهوا بالاستهزاء والعنف والتكذيب لان هؤلاء الرسل سلام الله عليهم أجمعين ابلغوهم الحقيقة التي تقتضي الإيمان بالله الواحد الأحد لا شريك له وصرف العبادة له وحده ولكنهم رفضوا ذلك البتة وأصرواعلى عنادهم وكفرهم وضلالهم – إلا من رحم الله منهم بإتباع الرسل – فأخذهم الله جل شأنه أخذ عزيز مقتدر وجعلهم خبراً بعد عين وقدموا بين يدي الله جميعا ليحاسبهم علي ما فعلوا في الدار الآخرة .
فمنهم من أغرق بالماء ومنهم من أهلك بريح صرصراً عاتية ومنهم من أخذه الله بالصيحة ومنهم من جعل الله أرضهم عاليها سافلها ومنهم من قص الله علينا خبرهم ومنهم من لم يخبرنا الله عنهم سبحانه .
ونحن علي سطح الأرض اليوم إنما نحن أبناء أولئك الناس وامتداد لهم ولكن الله – بهذا العصر – خصنا بأشياء لم تكن لتلك القرون المديدة منذ أدم إلي عصرنا الحالي باستثناء ملك نبي الله سليمان عليه السلام . فعلى امتداد تلك القرون كانت وسيلة النقل لديهم الدابة وهي قد خلقت لهذا الغرض حيث يقول تعالي : " والبغال والحمير لتركبوها وزينة " , فلم تكن لديهم سيارة أو طائرة أو قطار أو دراجة نارية وإنما حيوانات أكرمهم الله بركوبها والاستفادة منها في سفرهم وسلمهم وحربهم . وشتان ما بين العصرين من اختلاف .
أما وسائل الاتصالات القديمة فهي إما المشافهة أو الرسائل المكتوبة فيما بينهم ويتطلب إيصال الرسائل الكثير من الجهد والوقت لإبلاغها , أما نحن اليوم فقد تيسر الوصول للشخص الذي ترغب محادثته بلحظة وفي أي مكان كان المهم أن يوجد على سطح الأرض حياً ولديه جهاز يستقبل مكالمتك , وليست الجبال والهضاب والبحار بعائقة ذلك أبداً ناهيك عن وسائل الاتصالات الأخرى المرئية والمسموعة والمقروءة بل تستطيع تري وتسمع وتحاور من يبعد عنك آلاف الكيلو مترات وأنت في مكانك لم تبرحه .
أي تطور هذا وأي علم علمناه الله وأي بون شاسع بين القرون الأولى وهذا القرن .
الذين قبلنا لم يشاهدوا ما شهدنا ولم يستخدموا أجهزتنا ولا سياراتنا ولا مرئياتنا ولم تنهمر عليهم التكنولوجيا بمخترعات تذهل العقول وتحير الألباب ولم يطيروا متراً واحداً ونحن بلغنا عنان السماء .
ومع ذلك فألهت أهل القرون الأولي المشاهدات الحسية التي يرونها ويعيشون معها وأبعدتهم عن الإيمان بالغيب كليا وصدتهم عن سواء السبيل وهي بالنسبة لنا بدائيات , فكيف هو حالنا وقد فتحت علينا أبواب كل شيء وأعطينا ما لم يعط الصالحون الأوائل من وسائل مواصلات ووسائل اتصالات ومخترعات عديدة لا يمكن عدها ولا حصرها . هل هي الفتنة العمياء التي لا تدع بيتا إلا دخلته ؟! .
لأنها أثرت إدراك المحسوس بمحسوس آخر وبذلك انشغل الناس بها أكثر وزادت من البعد بين المشاهد والغائب لاسيما وإنها مغرية جدا لبني البشر وأصبحت من ضرورات الحياة التي لا غني لهم عنها .
لو وقفنا لننظر نظرة تأمل في مشهد يحضر فيه أحد من عاشوا في القرون السابقة إلي حياتنا العصرية وفجأة رأى سيارة وهي تسير بسرعة 80 كم / س متجهة إليه لولي منها فراراً ولمليء منها رعباً ولو رأي إنساناً يكلم حديدة ويضحك لقال أصحاب العقل في نعمة ولو رأي طائرة لالتصق بالأرض خوفاً منها ولو رأي أشياء وأشياء لصعق وذهل وربما فقد عقله هذا المشهد قد يكون مضحكا للوهلة الأولي ولكنه لا يضحك بقدر ما يبكي أهل الألباب ! .
والعكس صحيح فلو رأي أحد من أهل هذا العصر رجلا في فلاه ممتطياً صهوة جواده وممتشقاً سيفه وبين يديه زوادته وماؤه أشعث أغبر لاستغرب صاحبنا و اندهش من هذا المنظر العجيب بالنسبة له رغم أن هذا المنظر هو السائد فيما قبل عصرنا وليس بمستغربا أبداً – وهنا يمكن لنا أن ندرك الفرق بين العصرين ومدي التباين بينهما وهو تباين كبير جداً وتحول من حال إلي حال .
هل أعطينا نحن كل هذا لفضلنا علي العالمين أم للامتحان والفتنة وهي فتنة توازي فتنة الدجال إن لم تكن أكبر منها .
تأمل قول العزيز الحميد(( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء... ))الآية
نسأل الله العافية .....