المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حجية الأحاديث في دين الله (حوارٌ ثنائي مع الأخ عبدالله الشهري).



youssefnour
01-10-2011, 11:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم فطرة تتألق
نبدأ إن شاء الله تعالى اليوم حوارا جديدا حول حجية الأحاديث في دين الله . داعيا الله تعالى أن يستكمل هذا الموضوع .
وقبل أن أتكلم عن الأحاديث أود أن آخذك معي إلى ملحوظة هامة جدا
يقول الله تعالى في سورة الإسراء :
وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)الإسراء
هذا أمر إلهي (تشريع) بصلاة التهجد ، ولابد أن الرسول قد فَعّل هذا الأمر الإلهي ، وطبعا هذا التفعيل هو ما نسميه سنة الرسول في صلاة التهجد ، تدبر :
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) المزمل
في هذه الآية الكريمة نقل لنا الله تعالى كيف فَعّل الرسول الأمر الإلهي بصلاة التهجد، وكيف تم تعديله بواسطة الله عز وجل، وكانت سنة الرسول،عليه السلام، واضحة وبينة وجاءت لنا عبر منهج محفوظ بحفظ الله تعالى له ،،،، فهل هناك من يستطيع أن ينكر سنة الرسول، الواضحة والبينة والمحفوظة بحفظ الله لها، حول صلاة التهجد، إن من ينكرها يكون كافرا لأنه سيكون كافرا بالقرآن الكريم نفسه .
هذه الملحوظة أردت فقط أن أضعها أمامك حتى تعلم إن من ينكر سنة رسول الله المسجلة والمدونة في القرآن الكريم فهو كافر، لأن هذه السنة جاءت لنا عبر مصدر لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه .
والسؤال :
هل من ينكر تراث الأحاديث عند أهل الفرق والمذاهب ، يكون كافرا أيضا ؟!
وفي الواقع للإجابة على هذا السؤال يجب أولا أن ندرس حجية الأحاديث نفسها.وهل هي حقا المتممة، والمفسرة والمبينة، للقرآن الكريم .أو إن هذا وهما زرعه الشيطان بين المسلمين ليفرقهم ، ويبعدهم عن صراط الله المستقيم كوعده لله تعالى بأن يقعد للمسلمين صراط الله المستقيم .
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16)الأعراف
وحتى نصل إلى هذه الحقيقة يجب أن نتعرض بالدراسة إلى عدة أمور هامة جدا :
1/ كيفية انتقال الأحاديث منذ وفاة الرسول وحتى يومنا هذا ؟
2/ هل الأحاديث تحمل لنا تشريعات يجب إتباعها؟! مثل تشريعات الصلاة ، أو الوضوء أو الزكاة ....الخ؟!
3/ هل الشيطان استطاع أن يخترق الأحاديث؟! أم إن الأحاديث كانت محصنة ضد الشيطان مثلما كان القرآن محصن ضد الشيطان؟
وقبل أن نبدأ الدراسة أذكرك يا أخي وأذكر نفسى بأن منهجنا سيكون منهج علمى موحد وهو الإعتماد فقط على القرآن الكريم .في تقديم الأدلة والبراهين .حيث أنه لا خلاف بينى وبينك حول القرآن كمنهج .
ولنبدأ بالنقطة الأولى
كيف انتقلت الأحاديث منذ وفاة الرسول وحتى اليوم .
تعالى معي نبدأ في استعراض كيف انتقل الموروث الديني (بعد عصر الرسالة والى يومنا هذا)
أولا : بداية ظهور الإسلام / أمة واحده حول رسول الله – تعيش بالقرآن الكريم – وكيفية الأداء العملي لما أجمله من أحكام
ثانيا : وفاة الرسول / (سنة 11هجريه–632م) وفيه تحول فكر الأمة الواحدة إلى فكر التخاصم والتفرق – وفيها يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة آل عمران
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)
ثالثا :عصر الخلفاء الراشدين (من سنة 11هج - 40هج الموافق 632م –661م)
وتميزت هذه الفترة بزرع بزور الفرقة والتخاصم آلتي أدت إلى مقتل خليفة المسلمين عثمان بن عفان ثم قتل آلاف المسلمين في معركتي صفين والجمل سنة 35 هج
رابعا: بداية ظهور الفرق الاسلاميه (41هج –132هج الموافق 661م – 750م)
تميزت هذه الفترة ببداية ظهور الفرق الاسلاميه
أهل السنة – الشيعة – الخوارج – المعتزلة
كان ذلك في عهد الدولة الامويه (عمر بن عبد العزيز)
خامسا عصر التدوين وظهور المذاهب المختلفة (132/447هج الموافق 749/1055م)
أبو حنيفة( 80 –150هج) – مالك(93-179) –الشافعي (150- 204) أحمد(164- 241)
وبدأ تدوين الاحاديث مع
الإمام البخاري (194-256) – الإمام مسلم (204-261) الإمام الترمذى (209-270) الإمام ابن ماجة (207-273) الإمام أبو داود(202-275) النسائي(215-303)
كان هذا في عهد الدولة العباسية
سادسا : القرن الخامس عشر (447/1430هج الموافق 1055/2009م)
وتميزت هذه الفترة و ازدهرت فيها الجماعات الإسلامية والمؤسسات الدينية
وفيه نجنى ثمرة التخاصم والتقاتل على أرض الواقع
هكذا انتقلت الأحاديث إلينا
إذن فالأحاديث انتقلت شفاهه عن طريق الأخباريون أو ما نسميهم "بالرواة" لمدة تزيد عن 185 سنة قبل تدوين الأحاديث .
إذا فلابد أن ندرس في هذه المسألة نقطتين هامتين
الأولى : من هم الأخباريون الذين نقلوا لنا الأحاديث عن طريق الرواية؟ وما هي عدالتهم؟
ثانيا : هل هناك أحداث آثرت في نقل الرواية لنا؟ وهل تأثر بها الأخباريون.
ثالثا : المؤرخون الذين دونوا الأحاديث
هل أنت متفق معي لإستكمال هذه الدراسة الهامة جدا قبل أن ندخل في الحوار .
أنتظر ردك وملاحظاتك على بداية الحوار .

مراقب 4
01-10-2011, 11:47 PM
الحوار ثنائي بين الأخ عبدالله الشهري والزميل يوسف نور.
العنوان من وضع الإدارة.

عبدالله الشهري
01-10-2011, 11:52 PM
شكراً لك يوسف نور. يقال في علم النفس:"من يصنع الإطار يحكم النتيجة" ، وأراك قد صنعت إطاراً محدداً ولكن لا بأس به فهو يحتوي أهم فقرة عندي ألا وهي قولك:

وقبل أن نبدأ الدراسة أذكرك يا أخي وأذكر نفسى بأن منهجنا سيكون منهج علمى موحد وهو الإعتماد فقط على القرآن الكريم .في تقديم الأدلة والبراهين .حيث أنه لا خلاف بينى وبينك حول القرآن كمنهج .
وثق تماماً أني لن اعتمد في تقديم كبريات الحجج والبراهين إلا على القرآن فقط ثم على لغة العرب واستعمالاتها في فهم نصوصه. فلا حكم بيني وبينك إلا فهمنا لكتاب الله ولا أقبل أي حديث أو واقعة تاريخية أو ...الخ في بيان الحجج والبراهين وأساليب الجدل التي تحكم هذا النقاش ، اللهم إلا على سبيل التمثيل أو الاستئناس الثانوي.
الأمر الثاني وقبل أن نبدأ سوياً أريد أن نجيب على سؤال أهم من السرد التاريخي أعلاه ، وهو أخطر الأسئلة، السؤال هو: ما الدليل من القرآن على أن الأحاديث - كاسم جنس ، وليس كل حديث بعينه - حجة يجب اتباعها؟ فإن الجواب عن هذا السؤال هو أصل الأصول ، فإن كان الجواب: نعم يوجد دليل أو أدلة ، وكانت مقنعة لك، انتقلنا إلى سؤال: وضع الأحاديث التاريخي وقوانين الرواية ، أي باختصار تمحيص التاريخ ، بل سنرى - إن شاء الله- كيف أن القرآن لا يرفض التاريخ كله ولا يقبله كله وإنما يضع قواعد كلية للتعامل مع أي دعاوى تاريخية...ولن نستبق. إن شئت بدأت بالأدلة الدالة على حجية الأحاديث من كتاب الله ، وستلاحظ أني استدل بأدلة قد تكررت على سمعك كثيراً ولكني أريد أن أبدأ من الأساس حتى نبني الحجة بناءً ولا نتقدم خطوة واحدة إلا وقد أنهينا ما قبلها وإن طال النقاش فيها. فما رأيك؟

youssefnour
01-11-2011, 01:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم فطرة تتألق
طبعا لا مانع عندي في تقديم أدلتك من القرآن الكريم حول حجية الأحاديث في كتاب الله أولا .
ولكن أرجوا أن تراعي في وضعك للأدلة ألا تضعها كلها مرة واحدة حتى أستطيع أن أرد على كل دليل منفصل، وبذلك تكون الأدلة واضحة لمتابع الحوار ، ويكون الرد أيضا واضح له، فتعم الفائدة بإذن الله تعالى .
فمثلا :
عند استخدامك لآيات طاعة الرسول كدليل على حجية الأحاديث مثلا ، فيجب أن تضع الآيات التي تريد أن تستشهد بها و الخاصة بطاعة الرسول من القرآن الحكيم لتكون الدليل رقم واحد، ثم تنتظر إجابتي علي هذا الدليل، وبعد أن ننتهي من الحوار حول هذا الدليل ، تنتقل إلي دليل جديد ، كدليل ما أتاكم الرسول مثلا، وتنتظر أيضا ردي حول أدلتك في هذه النقطة، وبعد أن ننتهي من الحوار حولها ننتقل إلى الأدلة الجديدة مثل الأدلة الخاصة بالحكمة ،------الخ الأدلة ، ومع كل دليل تضعه تنتظر إجابتى عليه.
وبذلك يستطيع المتابع أن يفهم الدليل والإجابة عليه ، ويتعقل أيضا الدليل والإجابة عليه، في نقاط محددة واضحة وبينة .

هداك الله تعالى وهدانى إلى صراطه المستقيم،،،،،،

عبدالله الشهري
01-11-2011, 10:06 PM
تقدمة: السنة - والتي هي عندي مجموع ما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله وتقريراته الشرعية - ليست بقاضية على الكتاب، وإنما كما أخبر الإمام أحمد بن حنبيل رحمه الله بعبارته المؤدبة :"ما أجسر على هذا أن أقوله، ولكن أقول: إن السنة تفسر الكتاب". والسنة إنما اكتسبت قوتها التشريعية من تفويض القرآن. فعاد أصل الأمر - ولله الحمد - إلى القرآن. ولنأت للدليل الذي اخترت أن أبدأ به ، وهو قوله تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) [البقرة: : 129/ البقرة: 152 / الجمعة: 2] ففرّق في هذه الآية بين تلاوة الآيات وتعليم الكتاب.
وتعليم الكتاب عندي ليس مجرد تبليغ الكتاب كما قال في موضع آخر (بلّغ ما أنزل إليك) ، فإن تبليغ الكتاب شيء وتعليمه شيء آخر، وليس عندي معناه تلاوته عليهم لأنه قد ذكر ذلك استقلالاً في أول الآية، إذاً فتعليم الكتاب عندي هو تفهيمه وتبيين كيفية تطبيقه أمراً ونهياً، ولو كان القرآن قد بلغ من الوضوح والتفصيل بحيث يكفي فيه مجرد التبليغ وبالتالي تقع مسؤولية التعلّم كلها على الفرد وحده، لكان قوله تعالى (يعلّمهم الكتاب) تحصيل حاصل أو إطناب لا فائدة منه، تقدس كلامه تعالى عن ذلك. الخلاصة: تعليم الرسول للكتاب ، لا مجرد تبليغه أو تلاوته أو حتى تفسيره لأن التفسير ليس إلا صورة واحدة من صور التعليم، هو منهجه في رسم معالم الدين على أساس الكتاب، ومنهجه سيتضمن أقوالاً وأفعالاً معينة في سبيل تعليم الكتاب للأمة، مجموع هذه الأقوال والأفعال التعليمية إما أن يكون حجة على الأمة أو ليس بحجة، ولا يستقيم معنى الآية إلا باعتبار هذا المجموع التعليمي للكتاب حجة. والرسول في تعليمه للقرآن يمارس تشريعاً موجّهاً من الله بنص القرآن (لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ)
فهو يحكم، والحكم قدرة أو ملكة يهبها الله للرسول يمارس من خلالها وضعاً للتشريع ، كما قال تعالى (وما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة) ، والرسول صلى الله عليه وسلم "آتاه" الله الحكم - أي هذه القدرة لإصدار الأحكام فيأمر وينهى- كما "آتاه" الكتاب. فحكم الرسول الشرعي بكل صوره إيتاءٌ من الله بنص القرآن، فهو "مُلزم" أي "حجة" لأنه ، كما يفيد اللفظ بنفسه، "حكم".
و فرّق بين الإيتاء للكتاب ، والإيتاء للحكم ، والإيتاء للنبوة ، ولهذا التفريق - الذي يفيد المغايرة في اللغة العربية - معنى يأتي تفصيله في موضعه إن شاء الله.

...هذه فقط البداية...فتفضل هداني الله وإياك سبيل الرشاد.

youssefnour
01-12-2011, 03:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم فطرة تتألق
هناك مشكلة في طريقة تعامل الفرق والمذاهب مع القرآن الكريم، وقد نشأت هذه المشكلة غالبا بسبب إتباعهم لمصادر تشريعية أخرى غير القرآن الكريم فتوقفت عندهم آليات تدبر هذا القرآن ، فتراهم تارة يستقطعون الآيات من سياقها لخدمة توجههم المذهبي، وتارة يأخذون المعنى الحرفي للكلمة دون أن ينسبوها للمعنى الأساسي لسياق الآية ،ودائما لا يردون المتشابه للمحكم ، بغية تأويل القرآن بما يخدم توجههم الحزبي ، متناسين قول الله تعالى وتحذيره الواضح في سورة آل عمران :
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)
وهذا سأوضحه جملة وتفصيلا في ردى عليك يا أخي الكريم .
تعالى نفهم الآية إجمالا أولا، ثم نرد ما فيها من تشابه إلى الآيات المحكمة التي توضح مفهوم الآية الكريمة
يقول الله تعالى في سورة البقرة :
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)
وتفسير هذه الآية يقول
1/ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ،،،،،، آي يقرأ عليهم النصوص المنزلة
2/ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ ،،،،،،، آي يعلمهم طريقة قراءة النص ( آي مثلا كيف يقرءون [الم] في سورة البقرة بحروف هجاء – ألف – لام – ميم ، بينما يقرءونها في سورة الشرح [أَلَمْ] ككلمة واحدة مقروءة وليست كحروف...، وهناك الكثير من الكلمات في القرآن الكريم تقرأ بطرق مختلفة، فيقوم الرسول بتعليمهم كيف يقرءون القرآن .لأن قراءة القرآن بطريقة صحيحة من أهم شروط تفسير القرآن الكريم ، ولاحظ قول الله تعالى في سورة الشعراء
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)
3/ وَالْحِكْمَةَ : وتعليم الحكمة هنا بمعنى كيف يُستخرج من النص الأحكام والتوجيهات والمقاصد ، والحكمة مذكورة تفصيليا في القرآن الكريم ومن المؤكد إننا سنتعرض لها خلال حوارنا .
هذا هو تفسير الآية الكريمة والتي تتكلم في العموم عن طريقة التعامل مع نصوص الكتاب فبدأها الله تعالى بتلاوة النص ثم كيفية قراءة هذا النص ثم كيفية استنباط الأحكام من النص .
فإذا ذهبنا إلى النص المحكم يا أخي الكريم حول مسألة التعليم، لوجدنا الأمر واضحا وضوحا بالغا فتدبر معي .
يقول الله تعالى في سورة آل عمران :
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)
الملاحظ في هذه الآية الكريمة وضع الله تعالى مسألة تعليم الكتاب سابقة لمسألة دراسة الكتاب ، وهذا أمر غير طبيعي إذا كان الرسول، عليه السلام، هو من سيقوم بتعليمنا الكتاب ، إذ كيف سيعلمنا الرسول الكتاب قبل أن يقوم بدراسته، هذا غير منطقي ، فالمنطق يقول أن يقوم الرسول أولا بدراسة الكتاب ثم يقوم بتعليمه لنا .
وهذا يؤكد إن كلمة تعليم تعنى تعليم قراءة القرآن أولا حتى نستطيع أن نقوم بدراسته ، ولذلك أسبق الله تعالى تعليم الكتاب على دراسة الكتاب، لأن تعليم القراءة الصحيحة للقرآن الكريم شرط أساسي في تدبر القرآن والرسول الكريم كان أولاً يقرأ نصوص الكتاب على الناس ، ثم يتبع ذلك تعليمهم كيفية قراءة النص المنزّل ،ثم تبدأ الأسئلة من الناس لرسول الله حول محتويات النصوص المنزلة،وهو ما يعنى دراسة النص المنزل عليهم.
وهذا هو المقصود بقوله تعالى " بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ"
ولنضرب أمثلة :
تعالى نتدبر مسألة تحريم الخمر مثلا :
يقول الله تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)المائدة
1/ عندما أنزل الله تعالى نص تحريم الخمر، قام الرسول بقراءة نص التحريم أولا ،ثم تلاه الرسول أمام الناس، وعلمهم كيفية تلاوته وهو ما يعني مفهوم "تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ"
2/ ثم نتيجة لنزول نص بتحريم الخمر كان من الطبيعي أن يسأل الناس رسول الله عن أسباب تحريم الخمر، وهو أحد مصادر رزقهم وتحريمه يعنى حرمانهم من عنصر هام من عناصر رزقهم . وهنا تبدأ دراسة أمر التحريم وأسبابه، وهو ما يعنى مفهوم ( وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)
3/ فَيُنزّل القرآن الكريم الآيات التي تتمم دراسة أمر الخمر ببيان شامل في شأن تحريم الخمر
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)البقرة
لاحظ قول الله تعالى " يَسْأَلُونَكَ" وهو ما يفهم منه إن هناك تدارس يتم بين الرسول وبين الناس في مسألة تحريم الخمر ( أسألة وأجوبة)وهنا يستقيم مفهوم الآية الكريمة بتعليم الناس قراءة النص أولا ثم دراسة أمر هذا النص . ( بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)
وهناك الكثير من الآيات الموضحة للأمر أنظر معي يا أخى الكريم
وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُون.....،َ قُلِ الْعَفْو،،،َ الآية
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى....,، قُلْ إِصْلَاح،،، الآيةٌ
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيض....،ِ قُلْ هُوَ أَذًى،،، الآية
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ....، قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي،،،، الآية
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَال...،ِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي،،،، الآية
فلو كان الرسول هو الذي سيقوم بتعليم الناس الآيات المنزلة كما تقول يا صديقي ، فلماذا لم يجيب الرسول مباشرة على الناس عندما سألوه ، ولماذا كان ينتظر الوحي حتى يأتي بالرد أولا ثم يقوم الرسول بإبلاغه للناس .
يا صديقي العزيز تدبر معي قول الله تعالى في سورة الأنعام :
أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114)
إلي هنا إنتهى ردى الذي يوضح معنى "وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ"
ولكن لى ملاحظة هامة :
إذا إفترضنا أن معني "وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ" أن الرسول هو الذي كان يعلم ويفسر ويبين ما جاء في كتاب الله من أحكام للناس، فهل تقصد أن التراث الذي بين أيدينا الآن، والذي دون بعد وفاة الرسول بأكثر من 185 سنه ولم يشاهده الرسول، ولم يراجعه، ، وحمل في داخله ما بين تصحيح وتضعيف، وتجريح وتعديل طبقا لمذاهب علماء الجرح والتعديل ، هو الحاكم على كتاب الله ومفسر له ؟!!!!!!!!!!!!!!.
سؤال لا أريد الإجابة عليه الآن .
والآن أنتظر متابعتك للموضوع ، أو ملاحظاتك عليه .ولا تنسي يا أخي الكريم أن غدا هو الخميس موعد سفري، فإذا جاء متابعتك للحوار قبل الغد، سنتابع الحوار بإذن الله، أما إذا جاء متأخرا فسوف أتابع الحوار عند عودتى إن شاء الله تعالى .

عبدالله الشهري
01-13-2011, 12:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم فطرة تتألق
هناك مشكلة في طريقة تعامل الفرق والمذاهب مع القرآن الكريم، وقد نشأت هذه المشكلة غالبا بسبب إتباعهم لمصادر تشريعية أخرى غير القرآن الكريم فتوقفت عندهم آليات تدبر هذا القرآن ، فتراهم تارة يستقطعون الآيات من سياقها لخدمة توجههم المذهبي، وتارة يأخذون المعنى الحرفي للكلمة دون أن ينسبوها للمعنى الأساسي لسياق الآية ،ودائما لا يردون المتشابه للمحكم ، بغية تأويل القرآن بما يخدم توجههم الحزبي
أخي المكرّم يوسف. هذه دعوى تقولها كافة الطوائف وترمي بها المخالف، ولا يكفي التمسك بالقرآن وحده ونبذ كل ما سواه في نجاتك مما ترمي به غيرك من الطوائف. ربما تضع يدك على قلبك وتقول: كيف تقول هذا الكلام؟ كيف لا يكفي التمسك بكتاب الله وترك كل ما سواه في النجاة؟ الجواب: لأنه يوجد في بعض ما سوى القرآن حقٌ دل عليه القرآن ، أي يوجد مصادر تشريعية - وهي عندي السنة دون غيرها - تستمد قوتها التشريعية من نصوص القرآن نفسه، وهذا هو أساس موضوعنا الذي نريد أن نثبته في هذا الحوار: أن السنة في عمومها - وليس كل حديث بعينه - حجة شرعية بتفويض من القرآن وأن إنكارها، سواء بتأويل الآيات على غير وجهها أو بغير ذلك من الطرق، يؤدي إلى تعطيل نصوص قرآنية كثيرة وتفريغها من معناها. وبالتالي نحن نعتقد أنكم اتبعتم القرآن ولكن الاكتفاء بالقرآن وحده لا يعني أنكم أصبتم في فهمه.



متناسين قول الله تعالى وتحذيره الواضح في سورة آل عمران :
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)
أنا أنازعك في هذا ولا أسلم لك بهذا الاستنباط وهذا الاستدلال. لأني أساساً اعتبر دلالة القرآن على حجية السنة أمراً محكماً لا تشابه فيه.



1/ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ،،،،،، آي يقرأ عليهم النصوص المنزلة
2/ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ ،،،،،،، آي يعلمهم طريقة قراءة النص ( آي مثلا كيف يقرءون [الم] في سورة البقرة بحروف هجاء – ألف – لام – ميم ، بينما يقرءونها في سورة الشرح [أَلَمْ] ككلمة واحدة مقروءة وليست كحروف...، وهناك الكثير من الكلمات في القرآن الكريم تقرأ بطرق مختلفة، فيقوم الرسول بتعليمهم كيف يقرءون القرآن .لأن قراءة القرآن بطريقة صحيحة من أهم شروط تفسير القرآن الكريم
تلاوة الآيات هي قراءة الآيات، أي آيات القرآن، فلا نص منزل هنا إلا القرآن، فلنسم الأشياء بأسمائها، هذا أولاً. ثانياً: إن التلاوة أخص من القراءة ، لأنها صورة معينة من صور القراءة، فالتلاوة تتضمن تجويد القراءة وضبطها على وجهها، فيكون مطلع الآية قد أدّى المعنى دون الحاجة لإقحامه مكرراً في معنى "تعليم الكتاب"، وفي الحقيقة استغربت هنا كيف صرفت ظاهر اللفظ عن معناه واعتبرت قوله تعالى (يتلو عليهم) غير كاف في الدلالة على المعنى، فإنه إذا "تلاه" عليهم فقد علّمهم القراءة، وعلى اعتبار أن تعليم القراءة أيضاً صورة من صور التعليم المضمنة في "تعليم الكتاب" فإنه يكون من باب عطف العام على الخاص.
أما تعليم الكتاب فهو عندك = تعليم قراءة الكتاب. وهذا اقتصار غير مبرر على صورة واحدة من صور التعليم عبّرت عنه الآية في مطلعها في قوله (يتلو عليهم) بكل وضوح. تعليم القراءة ليس إلا صورة واحدة - تنزلاً معك أن هذا هو المراد فقط - من صور التعليم، وإلا فهناك تعليم أحكامه و بيان مجمله: كيف أصلي، كيف أصوم، أنواع الربا...الخ، ولو جئتني بكتاب رياضيات ثم قلت لي: علمني ما فيه ، فقرأته عليك على أحسن ما تكون القراءة ، ثم قلت لك: اذهب فقد علمتك الرياضيات، لا ستغربت ولكان لك أن تتهمني في عقلي. ولذلك قال الله تعالى في موضع آخر (علمناه صنعة لبوس) لأن التعليم يتضمن بيان كيفية فعل شيء ما، وقال (علّم الإنسان مالم يعلم) أي علمه أشياء كثيرة ومنها كيف يصطاد، كيف يزرع، كيف يصنع، كيف يخترع، كيف يطوّع قوانين الفيزياء لخدمته ، الخ.

وَالْحِكْمَةَ : وتعليم الحكمة هنا بمعنى كيف يُستخرج من النص الأحكام والتوجيهات والمقاصد ، والحكمة مذكورة تفصيليا في القرآن الكريم ومن المؤكد إننا سنتعرض لها خلال حوارنا .
إذا كان الرسول قد علّم أمته كيفية استخراج الأحكام والتوجيهات والمقاصد، فأين هذا التعليم ؟ لا سبيل لمعرفة هذا إلا بنقل عن الرسول، فمن أين لنا الإطلاع على تعليم الرسول أمته كيفية استخراج الأحكام؟ هذا أولاً.
ثانياً: هذا تنزلاً معك أن معنى الحكمة ما ذكرت فقط. وإلا فالحكمة أوسع وأشمل مما اقتصرت عليه.


يقول الله تعالى في سورة آل عمران :
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)
الملاحظ في هذه الآية الكريمة وضع الله تعالى مسألة تعليم الكتاب سابقة لمسألة دراسة الكتاب ، وهذا أمر غير طبيعي إذا كان الرسول، عليه السلام، هو من سيقوم بتعليمنا الكتاب ، إذ كيف سيعلمنا الرسول الكتاب قبل أن يقوم بدراسته، هذا غير منطقي ، فالمنطق يقول أن يقوم الرسول أولا بدراسة الكتاب ثم يقوم بتعليمه لنا .
وهذا يؤكد إن كلمة تعليم تعنى تعليم قراءة القرآن أولا حتى نستطيع أن نقوم بدراسته ، ولذلك أسبق الله تعالى تعليم الكتاب على دراسة الكتاب، لأن تعليم القراءة الصحيحة للقرآن الكريم شرط أساسي في تدبر القرآن والرسول الكريم كان أولاً يقرأ نصوص الكتاب على الناس ، ثم يتبع ذلك تعليمهم كيفية قراءة النص المنزّل ،ثم تبدأ الأسئلة من الناس لرسول الله حول محتويات النصوص المنزلة،وهو ما يعنى دراسة النص المنزل عليهم.
أولاً: هذه الآية غير الآية محل النقاش، ففي الآية التي أوردتها أعلاه التعليم لا يعني الإقراء فقط لأن هذا تكرار قبيح ننزه عنه كلام الباري وبينا معنى التعليم هنالك.
ثانياً: "الواو" في لغة العرب لا تفيد "الترتيب" على المشهور في اللغة، فلا داعي للتأكيد على أهمية الترتيب الذي ذكرته.
ثالثاً: وهو الأهم، “درست" لها في لغة العرب معنيان لهذا السياق: الأول: "قرأت" أو "تلوت" (انظر لسان العرب (5/245)، وفيه:"دُرِست أي قُرِئَت وتُليَت")، والمعنى الآخر: "الحفظ" (لسان العرب(5/245(، وقال فيه:"درست السورة: أي حفظتها")
النتيجة: يكون معنى "تعلمون " في قوله "بما كنتم تعلمون الكتاب" كما أوضحنا سابقاً وهكذا يستقيم معنى الآية.

ولنضرب أمثلة :
أتيت بالأمثلة الطويلة بناء على الأساس الذي أسسته سابقاً، وقد قوضت ونقضت لك هذا الأساس الذي كان من اجتهادك دون الرجوع لكلام العرب واستعمالاتهم في الخطاب.

وهنا يستقيم مفهوم الآية الكريمة بتعليم الناس قراءة النص أولا ثم دراسة أمر هذا النص . ( بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)
من أين يستقيم وهو مقلوب تماماً كما أوضحت سالفاً. فتدريس النص هو قراءته ، وتعليمه هو تعليمه، هكذا بكل بساطة، والقرآن واضح لا يحتاج تكلف، ولا حاجة للإطالة في إعادة تفصيل معنى "التعليم".


فلو كان الرسول هو الذي سيقوم بتعليم الناس الآيات المنزلة كما تقول يا صديقي، فلماذا لم يجيب الرسول مباشرة على الناس عندما سألوه ، ولماذا كان ينتظر الوحي حتى يأتي بالرد أولا ثم يقوم الرسول بإبلاغه للناس .
وما أدراك أن الرسول لم يجب مباشرة؟ وكيف عرفت أنه كان ينتظر الوحي؟ فهذا شيئاً لم يذكره القرآن.


يا صديقي العزيز تدبر معي قول الله تعالى في سورة الأنعام :
أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114)

نعم الكتاب “مفصل"، لكن مفصل على مستوى القواعد العامة والأصول الكلية التي تحكم على ما دونها مفصل فيما ما يحتاج إليه الناس في معرفة سبب وجودهم وقضايا الإيمان...الخ ، ولكنه لم يفصل كيفية الصلاة أو الزكاة أو كيفية دفن الميت المسلم، الخ.


إلي هنا انتهى ردى الذي يوضح معنى "وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ"

وانتهى ردي الذي يوضح عدم صحة توضيحك ومخالفته لتعبير القرآن.


ولكن لى ملاحظة هامة :
إذا إفترضنا أن معني "وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ" أن الرسول هو الذي كان يعلم ويفسر ويبين ما جاء في كتاب الله من أحكام للناس، فهل تقصد أن التراث الذي بين أيدينا الآن، والذي دون بعد وفاة الرسول بأكثر من 185 سنه ولم يشاهده الرسول، ولم يراجعه، ، وحمل في داخله ما بين تصحيح وتضعيف، وتجريح وتعديل طبقا لمذاهب علماء الجرح والتعديل ، هو الحاكم على كتاب الله ومفسر له ؟!!!!!!!!!!!!!!.
سؤال لا أريد الإجابة عليه الآن .
ثق تماماً أنه لا مفر من افتراض ما ذكرت عاجلاً أم آجلاً، فإن شئت ناقشنا هذه الجزئية من الآن ووفرنا الوقت – لأننا لا محالة سننتهي إلى ذلك الافتراض- وإن شئت نؤجل ، فما رأيك؟

دعوة لك أيها المسافر:"أستودع الله دينك ، و أمانتك ، و خواتيم عملك" (حديث صحيح).

youssefnour
01-16-2011, 03:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد عبد الله
أشكرك كثيرا على دعاء السفر، وهذا ليس مستغرب على المسلمين عامة ، وعليك أنت خاصة ففي حوارك معي لمست فيك الأدب الجم ، والأدب في الحوار هو خاصية تلازم من يملكون ثقة التحاور، كنتيجة طبيعية لغزارة المعلومات عندهم .
والآن دعنا يا صديقي نعود لحوارنا
وسأقوم بالتعليق على ردودك التي شملت البراهين والأدلة فقط ، أما ما لم يشمله البرهان والدليل فسأتجاوز عنه .
فأنت تقول
أخي المكرّم يوسف. هذه دعوى تقولها كافة الطوائف وترمي بها المخالف، ولا يكفي التمسك بالقرآن وحده ونبذ كل ما سواه في نجاتك مما ترمي به غيرك من الطوائف. ربما تضع يدك على قلبك وتقول: كيف تقول هذا الكلام؟ كيف لا يكفي التمسك بكتاب الله وترك كل ما سواه في النجاة؟
وفي الواقع يا أخي الكريم أنا لم أقل نهائيا أننا نتمسك بالقرآن وحده ، ولكن هذا هو قول القرآنيين، وقد تحاورت معهم كثيرا في هذا الأمر، وأثبت لهم بالحجج والبراهين أن ادعائهم هذا باطل .
ولكن أيضا ليست الأحاديث هي القسم الثاني المصاحب لكتاب الله تعالى ، وطبعا هذا ما سنصل إليه من خلال حوارنا هذا .
ثم أنت تقول
ثالثاً: وهو الأهم، “درست" لها في لغة العرب معنيان لهذا السياق: الأول: "قرأت" أو "تلوت" (انظر لسان العرب (5/245)، وفيه:"دُرِست أي قُرِئَت وتُليَت")، والمعنى الآخر: "الحفظ" (لسان العرب(5/245(، وقال فيه:"درست السورة: أي حفظتها")
وأنا أقول أنظر معي إلي لسان العرب الذي إستشهدت به لتري كم معنى لفعل درس
درس (لسان العرب)
دَرَسَ الشيءُ والرَّسْمُ يَدْرُسُ دُرُوساً: عفا.
ودَرَسَته الريح، يتعدَّى ولا يتعدَّى، ودَرَسه القوم: عَفَّوْا أَثره.
والدَّرْسُ أَثر الدِّراسِ.
وقال أَبو الهيثم: دَرَسَ الأَثَرُ يَدْرُسُ دُروساً ودَرَسَته الريحُ تَدْرُسُه دَرْساً أَي محَتْه؛ ومن ذلك دَرَسْتُ الثوبَ أَدْرُسُه دَرْساً، فهو مَدْرُوسٌ ودَرِيسٌ، أَي أَخْلَقْته.
ومنه قيل للثوب الخَلَقِ: دَرِيس، وكذلك قالوا: دَرَسَ البعيرُ إِذا جَرِبَ جَرَباً شديداً فَقُطِرَ؛ قال جرير: رَكِبَتْ نَوارُكُمُ بعيراً دارساً، في السَّوقِ، أَفْصَح راكبٍ وبَعِيرِ والدَّرْسُ: الطريق الخفيُّ.
ودَرَسَ الثوبُ دَرْساً أَي أَخْلَقَ؛ وفي قصيد كعب بن زهير: مُطَّرَحُ البَزِّ والدِّرْسانِ مَأْكُولُ الدِّرْسانُ: الخُلْقانْ من الثياب، واحدها دِرْسٌ.
وقد يقع على السيف والدرع والمِغْفَرِ.
والدِّرْسُ والدَّرْسُ والدَّريسُ، كله: الثوب الخَلَقُ، والجمع أَدْراسٌ ودِرْسانٌ؛ قال المُتَنَخِّلُ: قد حال بين دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبَةٌ، نِسْعٌ لها بِعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ ودِرعٌ دَرِيسٌ كذلك؛ قال: مَضَى وَورِثْناهُ دَرِيسَ مُفاضَةٍ، وأَبْيَضَ هِنْدِيّاً طويلاً حَمائِلُهْ ودَرَسَ الطعامَ يَدْرُسُه: داسَه؛ يَمانِيَةٌ.
ودُرِسَ الطعامُ يُدْرسُ دِراساً إِذا دِيسَ.
والدِّراسُ: الدِّياسُ، بلغة أَهل الشام، ودَرَسُوا الحِنْطَة دِراساً أَي داسُوها؛ قال ابنُ مَيَّادَة: هلاَّ اشْتَرَيْتَ حِنْطَةً بالرُّسْتاقْ، سَمْراء مما دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ ودَرَسَ الناقة يَدْرُسُها دَرْساً: راضها؛ قال: يَكفيكَ من بعضِ ازْدِيارِ الآفاقْ حَمْراءُ، مما دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ قيل: يعني البُرَّة، وقيل: يعني الناقة، وفسر الأَزهري هذا الشعر فقال: مما دَرَسَ أَي داسَ، قال: وأَراد بالحمراء بُرَّةً حمراء في لونها.
ودَرَسَ الكتابَ يَدْرُسُه دَرْساً ودِراسَةً ودارَسَه، من ذلك، كأَنه عانده حتى انقاد لحفظه.
وقد قرئ بهما: وليَقُولوا دَرَسْتَ، وليقولوا دارَسْتَ، وقيل: دَرَسْتَ قرأَتَ كتبَ أَهل الكتاب، ودارَسْتَ: ذاكَرْتَهُم، وقرئ: دَرَسَتْ ودَرُسَتْ أَي هذه أَخبار قد عَفَتْ وامَّحَتْ، ودَرُسَتْ أَشدّ مبالغة.
وروي عن ابن العباس في قوله عز وجل: وكذلك نُصَرِّفُ الآيات وليقولوا دَرَسْتَ؛ قال: معناه وكذلك نبين لهم الآيات من هنا ومن هنا لكي يقولوا إِنك دَرَسْتَ أَي تعلمت أَي هذا الذي جئت به عُلِّمْتَ.
وقرأَ ابن عباس ومجاهد: دارَسْتَ، وفسرها قرأْتَ على اليهود وقرأُوا عليك.
وقرئ: وليقولوا دُرِسَتْ؛ أَي قُرِئَتْ وتُلِيَتْ، وقرئَ دَرَسَتْ أَي تقادمت أَي هذا الذي تتلوه علينا شيء قد تطاول ومرَّ بنا.
ودَرَسْتُ الكتاب أَدْرُسُه دَرْساً أَي ذللته بكثرة القراءة جتى خَفَّ حفظه عليَّ، من ذلك؛ قال كعب بن زهير: وفي الحِلم إِدْهانٌ وفي العَفْوِ دُرْسَةٌ، وفي الصِّدْقِ مَنْجاةٌ من الشَّرِّ فاصْدُقِ قال: الدُّرْسَةُ الرِّياضَةُ، ومنه دَرَسْتُ السورةَ أَي حَفظتها.
ويقال: سمي إِدْرِيس، عليه السلام، لكثرة دِراسَتِه كتابَ اللَّه تعالى، واسمه أَخْنُوخُ.
ودَرَسْتُ الصَّعْبَ حتى رُضْتُه.
والإِذهانُ: المذَلَّة واللِّين.
والدِّراسُ: المُدارَسَةُ. ابن جني: ودَرَّسْتُه إِياه وأَدْرَسْتُه؛ ومن الشاذ قراءة ابن حَيْوَةَ: وبما كنتم تُدْرِسُونَ.
والمِدْراسُ والمِدْرَسُ: الموضع الذي يُدْرَسُ فيه.
والمَدْرَسُ الكتابُ؛ وقول لبيد: قَوْمِ إلا يَدْخُلُ المُدارِسُ في الرَّحْـ ْمَةِ، إِلاَّ بَراءَةً واعْتِذارا والمُدارِسُ: الذي قرأَ الكتب ودَرَسَها، وقيل: المُدارِسُ الذي قارَفَ الذنوب وتلطخ بها، من الدَّرْسِ، وهو الجَرَبُ.
والمِدْراسُ: البيت الذي يُدْرَسُ فيه القرآن، وكذلك مَدارِسُ اليهود.
وفي حديث اليهودي الزاني: فوضع مِدْراسُها كَفَّه على آيةِ الرَّجمِ؛ المِدْراسُ صاحب دِراسَةِ كتبهم، ومِفْعَل ومِفْعالٌ من أَبنية المبالغة؛ ومنه الحديث الآخر: حتى أَتى المِدْراسَ؛ هو البيت الذي يَدْرسون فيه؛ قال: ومِفْعالٌ غريب في المكان.
ودارَسْت الكتبَ وتَدارَسْتُها وادَّارَسْتُها أَي دَرَسْتُها.
وفي الحديث: تَدارَسُوا القرآن؛ أَي اقرأُوه وتعهدوه لئلا تَنْسَوْهُ.
وأَصل الدِّراسَةِ: الرياضة والتَّعَهُّدُ للشيء.
وفي حديث عكرمة في صفة أَهل الجنة: يركبون نُجُباً أَلينَ مَشْياً من الفِراشِ المَدْرُوس أَي المُوَطَّإِ المُمَهَّد.
ودَرَسَ البعيرُ يَدْرُسُ دَرْساً: جَرِبَ جَرَباً قليلاً، واسم ذلك الجرب الدَّرْسُ. الأَصمعي: إِذا كان بالبعير شيء خفيف من الجرب قيل: به شيء من دَرْسٍ، والدَّرْسُ: الجَرَبُ أَوَّلُ ما يظهر منه، واسم ذلك الجرب الدَّرْسُ أَيضاً؛ قال العجاج: يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ، من عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيم الدَّرْسِ من الأَذى ومن قِرافِ الوَقْسِ وقيل: هو الشيء الخفيف من الجرب، وقيل: من الجرب يبقى في البعير.
والدَّرْسُ الأكل الشديد.
ودَرَسَتِ المرأَةُ تَدْرُسُ دَرْساً ودُرُوساً، وهي دارِسٌ من نسوة دُرَّسٍ ودَوارِسَ: حاضت؛ وخص اللحياني به حيض الجارية. التهذيب: والدُّرُوس دُروسُ الجارية إِذا طَمِثَتْ؛ وقال الأَسودُ بن يَعْفُر يصف جَواريَ حين أَدْرَكْنَ: الَّلاتِ كالبَيْضِ لما تَعْدُ أَن دَرَسَتْ، صُفْرُ الأَنامِلِ من نَقْفِ القَوارِيرِ ودَرَسَتِ الجارية تَدْرُسُ دُرُوساً.
وأَبو دِراسٍ: فرج المرأَة.
وبعير لم يُدَرَّسْ أَي لم يركب.
والدِّرْواسُ: الغليظ العُنُقِ من الناس والكلاب.
والدِّرْواسُ: الأَسد الغليظ، وهو العظيم أَيضاً.
والدِّرْواس: العظيم الرأْس، وقيل: الشديد؛ عن السيرافي، وأَنشد له: بِتْنا وباتَ سَقِيطُ الطَّلِّ يَضْرِبُنا، عند النَّدُولِ، قِرانا نَبْحُ دِرْواسِ يجوز أَن يكون واحداً من هذه الأَشياء وأَولاها بذلك الكلب لقوله قرانا نبح درواس لأَن النبح إِنما هو في الأَصل للكلاب. التهذيب: الدِّرْواسُ الكبير الرأْس من الكلاب.
والدِّرْباسُ، بالباء، الكلب العَقُور؛ قال: أَعْدَدْتُ دِرْواساً لِدِْرباسِ الحُمُتْ قال: هذا كلب قد ضَرِيَ في زِقاقِ السَّمْن يأْكلها فأَعَدَّ له كلباً يقال له دِرْواسٌ.
وقال غيره: الدِّراوِسُ من الإِبل الذلُلُ الغِلاظُ الأَعناق، واحِدها دِرْواسٌ. قال الفراء: الدِّرواسُ العِظامُ من الإِبل؛ قال ابن أَحمر: لم تَدْرِ ما نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قَبْلَها، ودِراسُ أَعْوَصَ دَارِسٍ مُتَخَّدِّدِ قال ابن السكيت: ظن أَن اليَرَنْدَجَ عَمَلٌ وإِنما اليَرَنْدَج جلود سود.
وقوله ودِراسُ أَعوصَ أَي لم تُدارِس الناسَ عَويص الكلام.
هل لاحظت كم معنى لفعل درس .
يا سيد عبد الله خذ المعنى من السياق القرآني، فإن أقرب معني في لسان العرب هو ما قاله عن الحنطة :
ودَرَسُوا الحِنْطَة دِراساً أَي داسُوها
إن معنى درسوا الحنطة آي داسوا عليها، فهل المقصود من المعنى أنهم يدوسون على الحنطة سيرا إلى اتجاه معين يريدون الذهاب إليه أم إن معناها أنهم يدوسون على الحنطة ذهابا وعودة ليفصلوا البذرة عن القشرة، فيظهرون البذرة وهو المطلوب من درس الحنطة ونحن كلنا فلاحون نفهم المعنى .
إذا فالمعني العام في (وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) هو إظهار ما في الآية من معني
أما قولك
وما أدراك أن الرسول لم يجب مباشرة؟ وكيف عرفت أنه كان ينتظر الوحي؟ فهذا شيئاً لم يذكره القرآن.
يا أخي الكريم تدبر معي الآية الكريمة
يقول الله تعالى
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)البقرة
في بداية الآية الكريمة يقول الله تعالى (يَسْأَلُونَكَ) هذا سؤال من الناس للرسول عن الخمر .
ثم يقول الله تعالى (قُل) وهذا أمر إلهي من الله إلي الرسول ليقول الإجابة التي أوحيت إليه وهى (قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا)
وكلمة (قُل) هنا فعل أمر من الله تعالى إلي رسوله بأن يقول ما سيملى عليه بواسطة الوحي
بينما عندما يقول الرسول من تلقاء نفسه فإن الله تعالى يظهر هذا أيضا تدبر:
حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)البقرة
هذا هو الفرق
ثم أنت تقول :
نعم الكتاب “مفصل"، لكن مفصل على مستوى القواعد العامة والأصول الكلية التي تحكم على ما دونها مفصل فيما ما يحتاج إليه الناس في معرفة سبب وجودهم وقضايا الإيمان...الخ ، ولكنه لم يفصل كيفية الصلاة أو الزكاة أو كيفية دفن الميت المسلم، الخ.
وهل فصلت الأحاديث كيفية الصلاة .
لا أريد رد على هذا السؤال فسيأتى الرد عليه في وقته
تدبر معي قول الله تعالى في سورة الإسراء :
إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10) وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (11) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12)
تدبر قول الله تعالى " وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا" إنها ترد عليك في إن القرآن فصل كل شيء وطبعا هناك عناصر أخري ستساعد هذا التفصيل ، ولكن هذه العناصر من صنع الله تعالى أيضا وحفظها الله كما حفظ القرآن الكريم ، وأيضا هذا سيأتى مع تسلسل الحوار .
وحتى تتفهم ما أقوله أضرب لك مثلا :
لقد بين القرآن الكريم أن هناك ترتيبا لمناسك الحج
ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) البقرة
أن الإفاضة هنا هى الإفاضة الثانية يا تري من آي مصدر معرفي عرفت مكان الإفاضة الأولى ، هل في الأحاديث ما يظهر مكان الإفاضة الأولى .
أو عندما يقول الله تعالى في سورة التوبة :
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)
من آي مصدر معرفي عرفت أسماء الشهور الإثني عشر؟! .وهل المقصود بها هي الشهور العربية أم الميلادية؟! .وما الدليل على إنها الشهور العربية؟! .
كل هذا طبعا سيأتي في حوارنا .
ولكن ما لفت إنتباهي جدا وحذنت أن تقول هذا يا سيدى الكريم هو قولك :
ثانياً: "الواو" في لغة العرب لا تفيد "الترتيب" على المشهور في اللغة
يعني إيه ؟!! وماذا تقصد؟!!
هل تعنى مثلا عندما يقول الله تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ,,,,(الآية6) سورة المائدة
هل معنى إجابتك إنني أستطيع أن أغسل رجلي قبل وجهي لأن الواو لا تفيد الترتيب ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أرجوا توضيح إجابتك وبأمثلة من القرآن الكريم حتى أستطيع أن افهم .
ثم أنت تقول
ثق تماماً أنه لا مفر من افتراض ما ذكرت عاجلاً أم آجلاً، فإن شئت ناقشنا هذه الجزئية من الآن ووفرنا الوقت – لأننا لا محالة سننتهي إلى ذلك الافتراض- وإن شئت نؤجل ، فما رأيك؟
أنت يا أخي الكريم الذي افترضت أن نبدأ بالآيات الدالة على وجوب إتباع الأحاديث ، ولو عدت لبداية الحوار لوجدت أنني طلبت أولا أن ندرس الأحاديث وكيف وصلت إلينا، ولكنك أنت من إستحسنت وضع أدلتك من القرآن الكريم على وجوب إتباع الأحاديث .
لذلك ولأننا بدأنا فعلا بوضع الأدلة فأرجوا أن تستمر في وضع أدلتك على وجوب إتباع الأحاديث من القرآن الكريم فهذا هام للغاية مادمنا قد بدأناه .
تحياتي وأنتظر دليلك الجديد ،من القرآن الحكيم، في ضرورة إتباع الأحاديث والتي لم يحفظها الله تعالى ودونت بعد وفاة الرسول بحوالي قرنين من الزمان . وما حملته في داخلها من حق وباطل طبقا لتصنيفكم أنتم يا أهل الحديث .

عبدالله الشهري
01-18-2011, 12:53 AM
وسأقوم بالتعليق على ردودك التي شملت البراهين والأدلة فقط ، أما ما لم يشمله البرهان والدليل فسأتجاوز عنه .
لقد تجاوزت عن كثير.


ولكن أيضا ليست الأحاديث هي القسم الثاني المصاحب لكتاب الله تعالى ، وطبعا هذا ما سنصل إليه من خلال حوارنا هذا .
هذا تعبير غير دقيق، سوف يشوش عليك قبل أن يشوش على غيرك. السنة هي "مصدر تشريعي بتفويض ودلالة القرآن".


ثم أنت تقول
ثالثاً: وهو الأهم، “درست" لها في لغة العرب معنيان لهذا السياق: الأول: "قرأت" أو "تلوت" (انظر لسان العرب (5/245)، وفيه:"دُرِست أي قُرِئَت وتُليَت")، والمعنى الآخر: "الحفظ" (لسان العرب(5/245(، وقال فيه:"درست السورة: أي حفظتها")
وأنا أقول أنظر معي إلي لسان العرب الذي إستشهدت به لتري كم معنى لفعل درس
درس (لسان العرب)
دَرَسَ الشيءُ والرَّسْمُ يَدْرُسُ دُرُوساً: عفا.
ودَرَسَته الريح، يتعدَّى ولا يتعدَّى، ودَرَسه القوم: عَفَّوْا أَثره.
والدَّرْسُ أَثر الدِّراسِ.
وقال أَبو الهيثم: دَرَسَ الأَثَرُ يَدْرُسُ دُروساً ودَرَسَته الريحُ تَدْرُسُه دَرْساً أَي محَتْه؛ ومن ذلك دَرَسْتُ الثوبَ أَدْرُسُه دَرْساً، فهو مَدْرُوسٌ ودَرِيسٌ، أَي أَخْلَقْته.
ومنه قيل للثوب الخَلَقِ: دَرِيس، وكذلك قالوا: دَرَسَ البعيرُ إِذا جَرِبَ جَرَباً شديداً فَقُطِرَ؛ قال جرير: رَكِبَتْ نَوارُكُمُ بعيراً دارساً، في السَّوقِ، أَفْصَح راكبٍ وبَعِيرِ والدَّرْسُ: الطريق الخفيُّ.
ودَرَسَ الثوبُ دَرْساً أَي أَخْلَقَ؛ وفي قصيد كعب بن زهير: مُطَّرَحُ البَزِّ والدِّرْسانِ مَأْكُولُ الدِّرْسانُ: الخُلْقانْ من الثياب، واحدها دِرْسٌ.
وقد يقع على السيف والدرع والمِغْفَرِ.
والدِّرْسُ والدَّرْسُ والدَّريسُ، كله: الثوب الخَلَقُ، والجمع أَدْراسٌ ودِرْسانٌ؛ قال المُتَنَخِّلُ: قد حال بين دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبَةٌ، نِسْعٌ لها بِعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ ودِرعٌ دَرِيسٌ كذلك؛ قال: مَضَى وَورِثْناهُ دَرِيسَ مُفاضَةٍ، وأَبْيَضَ هِنْدِيّاً طويلاً حَمائِلُهْ ودَرَسَ الطعامَ يَدْرُسُه: داسَه؛ يَمانِيَةٌ.
ودُرِسَ الطعامُ يُدْرسُ دِراساً إِذا دِيسَ.
والدِّراسُ: الدِّياسُ، بلغة أَهل الشام، ودَرَسُوا الحِنْطَة دِراساً أَي داسُوها؛ قال ابنُ مَيَّادَة: هلاَّ اشْتَرَيْتَ حِنْطَةً بالرُّسْتاقْ، سَمْراء مما دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ ودَرَسَ الناقة يَدْرُسُها دَرْساً: راضها؛ قال: يَكفيكَ من بعضِ ازْدِيارِ الآفاقْ حَمْراءُ، مما دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ قيل: يعني البُرَّة، وقيل: يعني الناقة، وفسر الأَزهري هذا الشعر فقال: مما دَرَسَ أَي داسَ، قال: وأَراد بالحمراء بُرَّةً حمراء في لونها.
ودَرَسَ الكتابَ يَدْرُسُه دَرْساً ودِراسَةً ودارَسَه، من ذلك، كأَنه عانده حتى انقاد لحفظه.
وقد قرئ بهما: وليَقُولوا دَرَسْتَ، وليقولوا دارَسْتَ، وقيل: دَرَسْتَ قرأَتَ كتبَ أَهل الكتاب، ودارَسْتَ: ذاكَرْتَهُم، وقرئ: دَرَسَتْ ودَرُسَتْ أَي هذه أَخبار قد عَفَتْ وامَّحَتْ، ودَرُسَتْ أَشدّ مبالغة.
وروي عن ابن العباس في قوله عز وجل: وكذلك نُصَرِّفُ الآيات وليقولوا دَرَسْتَ؛ قال: معناه وكذلك نبين لهم الآيات من هنا ومن هنا لكي يقولوا إِنك دَرَسْتَ أَي تعلمت أَي هذا الذي جئت به عُلِّمْتَ.
وقرأَ ابن عباس ومجاهد: دارَسْتَ، وفسرها قرأْتَ على اليهود وقرأُوا عليك.
وقرئ: وليقولوا دُرِسَتْ؛ أَي قُرِئَتْ وتُلِيَتْ، وقرئَ دَرَسَتْ أَي تقادمت أَي هذا الذي تتلوه علينا شيء قد تطاول ومرَّ بنا.
ودَرَسْتُ الكتاب أَدْرُسُه دَرْساً أَي ذللته بكثرة القراءة جتى خَفَّ حفظه عليَّ، من ذلك؛ قال كعب بن زهير: وفي الحِلم إِدْهانٌ وفي العَفْوِ دُرْسَةٌ، وفي الصِّدْقِ مَنْجاةٌ من الشَّرِّ فاصْدُقِ قال: الدُّرْسَةُ الرِّياضَةُ، ومنه دَرَسْتُ السورةَ أَي حَفظتها.
ويقال: سمي إِدْرِيس، عليه السلام، لكثرة دِراسَتِه كتابَ اللَّه تعالى، واسمه أَخْنُوخُ.
ودَرَسْتُ الصَّعْبَ حتى رُضْتُه.
والإِذهانُ: المذَلَّة واللِّين.
والدِّراسُ: المُدارَسَةُ. ابن جني: ودَرَّسْتُه إِياه وأَدْرَسْتُه؛ ومن الشاذ قراءة ابن حَيْوَةَ: وبما كنتم تُدْرِسُونَ.
والمِدْراسُ والمِدْرَسُ: الموضع الذي يُدْرَسُ فيه.
والمَدْرَسُ الكتابُ؛ وقول لبيد: قَوْمِ إلا يَدْخُلُ المُدارِسُ في الرَّحْـ ْمَةِ، إِلاَّ بَراءَةً واعْتِذارا والمُدارِسُ: الذي قرأَ الكتب ودَرَسَها، وقيل: المُدارِسُ الذي قارَفَ الذنوب وتلطخ بها، من الدَّرْسِ، وهو الجَرَبُ.
والمِدْراسُ: البيت الذي يُدْرَسُ فيه القرآن، وكذلك مَدارِسُ اليهود.
وفي حديث اليهودي الزاني: فوضع مِدْراسُها كَفَّه على آيةِ الرَّجمِ؛ المِدْراسُ صاحب دِراسَةِ كتبهم، ومِفْعَل ومِفْعالٌ من أَبنية المبالغة؛ ومنه الحديث الآخر: حتى أَتى المِدْراسَ؛ هو البيت الذي يَدْرسون فيه؛ قال: ومِفْعالٌ غريب في المكان.
ودارَسْت الكتبَ وتَدارَسْتُها وادَّارَسْتُها أَي دَرَسْتُها.
وفي الحديث: تَدارَسُوا القرآن؛ أَي اقرأُوه وتعهدوه لئلا تَنْسَوْهُ.
وأَصل الدِّراسَةِ: الرياضة والتَّعَهُّدُ للشيء.
وفي حديث عكرمة في صفة أَهل الجنة: يركبون نُجُباً أَلينَ مَشْياً من الفِراشِ المَدْرُوس أَي المُوَطَّإِ المُمَهَّد.
ودَرَسَ البعيرُ يَدْرُسُ دَرْساً: جَرِبَ جَرَباً قليلاً، واسم ذلك الجرب الدَّرْسُ. الأَصمعي: إِذا كان بالبعير شيء خفيف من الجرب قيل: به شيء من دَرْسٍ، والدَّرْسُ: الجَرَبُ أَوَّلُ ما يظهر منه، واسم ذلك الجرب الدَّرْسُ أَيضاً؛ قال العجاج: يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ، من عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيم الدَّرْسِ من الأَذى ومن قِرافِ الوَقْسِ وقيل: هو الشيء الخفيف من الجرب، وقيل: من الجرب يبقى في البعير.
والدَّرْسُ الأكل الشديد.
ودَرَسَتِ المرأَةُ تَدْرُسُ دَرْساً ودُرُوساً، وهي دارِسٌ من نسوة دُرَّسٍ ودَوارِسَ: حاضت؛ وخص اللحياني به حيض الجارية. التهذيب: والدُّرُوس دُروسُ الجارية إِذا طَمِثَتْ؛ وقال الأَسودُ بن يَعْفُر يصف جَواريَ حين أَدْرَكْنَ: الَّلاتِ كالبَيْضِ لما تَعْدُ أَن دَرَسَتْ، صُفْرُ الأَنامِلِ من نَقْفِ القَوارِيرِ ودَرَسَتِ الجارية تَدْرُسُ دُرُوساً.
وأَبو دِراسٍ: فرج المرأَة.
وبعير لم يُدَرَّسْ أَي لم يركب.
والدِّرْواسُ: الغليظ العُنُقِ من الناس والكلاب.
والدِّرْواسُ: الأَسد الغليظ، وهو العظيم أَيضاً.
والدِّرْواس: العظيم الرأْس، وقيل: الشديد؛ عن السيرافي، وأَنشد له: بِتْنا وباتَ سَقِيطُ الطَّلِّ يَضْرِبُنا، عند النَّدُولِ، قِرانا نَبْحُ دِرْواسِ يجوز أَن يكون واحداً من هذه الأَشياء وأَولاها بذلك الكلب لقوله قرانا نبح درواس لأَن النبح إِنما هو في الأَصل للكلاب. التهذيب: الدِّرْواسُ الكبير الرأْس من الكلاب.
والدِّرْباسُ، بالباء، الكلب العَقُور؛ قال: أَعْدَدْتُ دِرْواساً لِدِْرباسِ الحُمُتْ قال: هذا كلب قد ضَرِيَ في زِقاقِ السَّمْن يأْكلها فأَعَدَّ له كلباً يقال له دِرْواسٌ.
وقال غيره: الدِّراوِسُ من الإِبل الذلُلُ الغِلاظُ الأَعناق، واحِدها دِرْواسٌ. قال الفراء: الدِّرواسُ العِظامُ من الإِبل؛ قال ابن أَحمر: لم تَدْرِ ما نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قَبْلَها، ودِراسُ أَعْوَصَ دَارِسٍ مُتَخَّدِّدِ قال ابن السكيت: ظن أَن اليَرَنْدَجَ عَمَلٌ وإِنما اليَرَنْدَج جلود سود.
وقوله ودِراسُ أَعوصَ أَي لم تُدارِس الناسَ عَويص الكلام.
هل لاحظت كم معنى لفعل درس .
يا سيد عبد الله خذ المعنى من السياق القرآني، فإن أقرب معني في لسان العرب هو ما قاله عن الحنطة :
ودَرَسُوا الحِنْطَة دِراساً أَي داسُوها
إن معنى درسوا الحنطة آي داسوا عليها، فهل المقصود من المعنى أنهم يدوسون على الحنطة سيرا إلى اتجاه معين يريدون الذهاب إليه أم إن معناها أنهم يدوسون على الحنطة ذهابا وعودة ليفصلوا البذرة عن القشرة، فيظهرون البذرة وهو المطلوب من درس الحنطة ونحن كلنا فلاحون نفهم المعنى .
إذا فالمعني العام في (وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) هو إظهار ما في الآية من معني

عجباً أخي يوسف، لو أنك استشهدت بالمعاني التي حددتها باللون الأخضر لكان أليق بكلام الله من استخراج المعاني العويصة البعيدة المتكلفة من بطن حبة الحنطة، وقد قال الله (وما أنا من المتكلفين) ، ولكان أليق بشخص يحب الحق مثلك. [إضافة: قال الفارسي في "معجم مقاييس اللغة" (2 / 268) - من أهم معاجم اللغة - :"ومن الباب درست القرآن وغيره، وذلك أنّ الدارس يتتبع ما كان قرأ، كالسالك للطريق يتتبعه"].


أما قولك
وما أدراك أن الرسول لم يجب مباشرة؟ وكيف عرفت أنه كان ينتظر الوحي؟ فهذا شيئاً لم يذكره القرآن.
يا أخي الكريم تدبر معي الآية الكريمة

ما بقي سأتركه لأمرين: لأنه لا يخدمني في صلب الموضوع: وهو بيان أدلة حجية السنة من القرآن ، والأمر الثاني أنك أكدت أكثر من مرة أنها ستأتي معنا مستقبلاً في الحوار.
.
.
.

ولكن ما لفت إنتباهي جدا وحذنت أن تقول هذا يا سيدى الكريم هو قولك :
ثانياً: "الواو" في لغة العرب لا تفيد "الترتيب" على المشهور في اللغة
يعني إيه ؟!! وماذا تقصد؟!!
هل تعنى مثلا عندما يقول الله تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ,,,,(الآية6) سورة المائدة
هل معنى إجابتك إنني أستطيع أن أغسل رجلي قبل وجهي لأن الواو لا تفيد الترتيب ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أرجوا توضيح إجابتك وبأمثلة من القرآن الكريم حتى أستطيع أن افهم .

نعم، سوف أوضح لك ، وسوف تفهم، فلا داعي لعلامات التعجب التي كادت أن تخرج من شاشة الحاسب .
من لطائف الأمور فعلاً أنك أتيت بهذه الآية بالذات ، لأنها فعلاً موضع عناية العلماء في بيان وظيفة "الواو". فالواو هنا لم تفد الترتيب، إذاً ما الذي أفاد الترتيب ؟ الجواب: الذي أفاد الرتيب أن الآية جاءت بممسوح بين مغسولين ، والعرب لا تقطع النظير عن نظيره إلا لفائدة، والفائدة هنا بيان الترتيب، هذه عادة العرب في خطابها آنذاك ، كما بينه علماء اللغة والتفسير قديماً وحديثاً، وهذه معلومة مشهورة معروفة عند أدنى طالب علم من طلبة أهل السنة، بل وغيرهم من الطوائف المعروفة، ولكن أرجو ألا يدل جهلك بها على وثوقك برأيك الشخصي فقط و بعدك عن أقوال العلماء من أهل اللغة والتفسير ، فإني وجدت كثيراً ممن ينكر السنة يأنف عن مراجعة أقوال العلماء ويزدري رأيهم ولا يثق إلا برأيه فقط. [ زيادة فائدة وتأكيد: هل الواو تفيد الترتيب في قوله تعالى (وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا ) ؟ ] المقصود : أن الواو لا تفيد الترتيب مطلقاً بنفسها وإنما بقرائن تفيد لك.


أنت يا أخي الكريم الذي افترضت أن نبدأ بالآيات الدالة على وجوب إتباع الأحاديث ، ولو عدت لبداية الحوار لوجدت أنني طلبت أولا أن ندرس الأحاديث وكيف وصلت إلينا، ولكنك أنت من إستحسنت وضع أدلتك من القرآن الكريم على وجوب إتباع الأحاديث .
لذلك ولأننا بدأنا فعلا بوضع الأدلة فأرجوا أن تستمر في وضع أدلتك على وجوب إتباع الأحاديث من القرآن الكريم فهذا هام للغاية مادمنا قد بدأناه .
عجيب أخي. نعم، بدأت بتقرير حجية السنة من القرآن لأنه من العبث ومن المخالف لقواعد للجدل والمناظرة أن نبدأ في الكلام على السنة والأحاديث وأنت لا تعترف بحجيتها أصلاً. ولو أني مثلك أنكر حجيتها لما ساوت عندي جناح بعوضة ولاعتبرتها في أحسن الأحوال تاريخاً للقراءة والمتعة فقط ، مثلها مثل كليلة ودمنة وتاريخ ابن الأثير ، ولما أقلقت نفسي إطلاقاً بعمل المحدثين من تصحيح وتضعيف ونقد رجال ورواة ، فمناقشة هذا او مجرد الاهتمام به ليس إلا مضيعة للوقت ما دمت أنكر حجية السنة أو الأحاديث في دين الله.


تحياتي وأنتظر دليلك الجديد، من القرآن الحكيم،
انتقالي لدليل – بل أدلة – جديد لا يعني أنك أفلحت في الخروج من إلزامات الدليل السابق. فإلى الآن الآية محل البحث لا زالت تدل – وفق مقتضى اللغة والسياق – على ما ألزمتك به، وكل ما أتيت به إلى الآن هو تكلف بعيد – وإن كان محتملاً ولكن ليس كل محتمل صحيح – عن السياق بل فيه تجريد للقرآن من بلاغته ونحن نربأ بكلام الله أن يكون محشواً بتكرار للمعاني لا حاجة إليه.

في ضرورة إتباع الأحاديث والتي لم يحفظها الله تعالى
لم يحفظها ؟ لا ندري ، ليس عندنا دليل من القرآن أن الله لم يحفظها، كل ما نعرفه أن الله لم يتعهد بحفظها نصاً في القرآن ، مثلها مثل لغة العرب ، لم يتعهد الله بحفظها نصاً في القرآن ، ولكن من مقتضيات حفظ القرآن أن يحفظ الله اللغة التي نزل بها، حتى نفهمه ونعقله ، ولذلك عبّر عنه في الآية بلفظ الذكر فقال (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ، والذكر يشمل لفظ القرآن ومعانيه وأحكامه . فتخيل أنه لم يصلنا كتاب موثوق حول أساليب العرب في خطابها أو معجم صحيح في بيان معاني مفردات العرب الفصحى، لا فائدة من حفظ نص القرآن إذاً. ولن أستعجل في بيان كيف أن هذه الآية تشمل السنة من باب أولى، خاصة وأن الآية جاءت بلفظ "الذكر" ولم تأت بلفظ "القرآن" أو "الكتاب" ، ذلك أن الذكر له دلالات أوسع في هذا المقام نذكرها ونذكر علاقتها بباقي الأدلة والبراهين التي سوف أسوقها من القرآن إن شاء الله.

ودونت بعد وفاة الرسول بحوالي قرنين من الزمان.
أثبت لي أنها لم تدون إلا بعد وفاة الرسول بقرنين؟ أو بعبارة أخرى: كيف ستثبت ذلك؟ هل ستثبته بالتاريخ أم بالقرآن ؟ وهل ما ستثبته قطعي أم ظني ، فإن كان قطعياً فهات منهجيتك القطعية في التثبت من تاريخ هذه المعلومة الدينية المهمة جداً ، هاتها حتى نتبعها ونعمل بها (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).
وإن كان ما ستثبته ظنياً فلم هذا الاهتمام أصلاً بالتثبت من معلومة ليست أكيدة لديك، ولن تكون أكيدة لديك.
لعلك بدأت الآن تستشف شيئاً من صعوبة، بل استحالة كما سترى، إقصاء السنة والأحاديث من دائرة الاهتمام التشريعي، فإنها قد امتزجت بلحم وعظم الأمة في تاريخها وهويتها، ولهذا حكمة مقصودة، أدلتها مبثوثة في القرآن، ولا زلنا فقط في البداية...في البداية معك فقط...وإلا فأهل السنة أو أهل الحديث والأثر أو سمهم ما شئت، قد حسموا أمرهم منذ زمن بعيد واتخذوا منهجية قرآنية في تمحيص هذا الواقع ، كما سأبينه في موضعه إن شاء الله خلال حوارنا.
= = = = = = = = = = = = = = = =
خلاصة ما سبق: الآية التي أوردتها عليك واضحة الدلالة على ما قررته لك، لم أجد لك جواباً مقنعاً في صرف معانيها عن ظاهر ما تدل عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

youssefnour
01-19-2011, 01:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ عبد الله
حياك الله
أنت تقول
ثانياً: "الواو" في لغة العرب لا تفيد "الترتيب" على المشهور في اللغة، فلا داعي للتأكيد على أهمية الترتيب الذي ذكرته.
ثم تابعت فذكرت
عم، سوف أوضح لك ، وسوف تفهم، فلا داعي لعلامات التعجب التي كادت أن تخرج من شاشة الحاسب .
من لطائف الأمور فعلاً أنك أتيت بهذه الآية بالذات ، لأنها فعلاً موضع عناية العلماء في بيان وظيفة "الواو". فالواو هنا لم تفد الترتيب، إذاً ما الذي أفاد الترتيب ؟ الجواب: الذي أفاد الرتيب أن الآية جاءت بممسوح بين مغسولين ، والعرب لا تقطع النظير عن نظيره إلا لفائدة، والفائدة هنا بيان الترتيب، هذه عادة العرب في خطابها آنذاك ، كما بينه علماء اللغة والتفسير قديماً وحديثاً، وهذه معلومة مشهورة معروفة عند أدنى طالب علم من طلبة أهل السنة، بل وغيرهم من الطوائف المعروفة، ولكن أرجو ألا يدل جهلك بها على وثوقك برأيك الشخصي فقط و بعدك عن أقوال العلماء من أهل اللغة والتفسير ،
ثم تابعت فذكرت
زيادة فائدة وتأكيد: هل الواو تفيد الترتيب في قوله تعالى (وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا ) ؟ ] المقصود : أن الواو لا تفيد الترتيب مطلقاً بنفسها وإنما بقرائن تفيد لك.
أنا لم افهم شيئا يعنى إيه الكلام الكبير ده [(بممسوح بين مغسولين)،المقصود : أن الواو لا تفيد الترتيب مطلقاً بنفسها وإنما بقرائن تفيد لك. ]
هل الواو في النهاية أفادت ترتيب أم لم تفد الترتيب؟! - علامة تعجب واحده فقط حتى لا تخرج خارج الشاشه-هههههههه
يا أخي الكريم، إن كل ما ذكرته من علوم تفهمونها أنتم يا أهل الفرق والمذاهب في النهاية وصل بنا إلى أن الواو تفيد الترتيب
حتى إستخدامك لآية سورة النساء والتى إستشهدت بها تؤكد أن "الواو" تفيد الترتيب تدبر :
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163)
لاحظ قول الله تعالى " إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ " في بداية الآية الكريمة ثم تابع رب العزة بقوله " كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ "
ماذا لو قال الله تعالى( إنا أوحينا إليك وأوحينا إلى نوح) هل المعني لن يتغير
لو أن "الواو" لا تفيد الترتيب لقال الله تعالى ( وأوحينا إلى نوح ) بدلا من قوله " كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ " ولذلك استخدامه لحرف "الواو" بعد ذلك جاء يفيد الترتيب فاستخدم بعد نوح الواو في ذكره للأنبياء لإفادة الترتيب، أما قولك إن هناك قرائن في الآية تفيد الترتيب ، فأين هى هذه القرائن ، إن الله سبحانه وتعالى استخدم أسماء الأنبياء وترتيبها نعلمه نحن لسابق علمنا بترتيب الأنبياء ، ولكن ليس لأن هناك قرائن في الآية الكريمة تدل على الترتيب سوى حرف "الواو" فقط
ومع ذلك أنا طلبت منك أن تأتى بالآيات التي لا تفيد فيها "الواو" الترتيب، لنناقشها معا ويفهمها المتابعين للحوار .
فإذا لم تجد آيات لا تفيد فيها "الواو" الترتيب، فهذا يعنى إن دراسات أهل السنة التي ذكرتها يا صديقي ليس لها آي لزوم لأننا في النهاية وجدنا وبأبسط المعلومات، أن الواو تفيد الترتيب .
وعلى هذا الأساس فإنه يصبح أمامنا الآية المحكمة في سورة آل عمران هى الحكم الفيصل بينى وبينك :
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)
فهذه الآية الكريمة توضح طريقة تعامل الرسل كافة مع الناس عن طريق الكتب المنزلة عليهم ، وهي تعليم الناس أولا طريقة تلاوة هذه الكتب ثم دراستها بما أنزل الله تعالى .
والتلاوة هي من أهم طرق الدراسة فتلاوة التدبر لن تنجح إلا إذا كان هناك تلاوة صحيحة للنصوص المنزلة على الرسل
الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)البقرة
هذا أهم ما جاء في ردك السابق، أما موضوع [الذكر] فهذا ما أريد أن أعرفه إن شاء الله تعالى
الآن موضوع التعليم واضح أمام الناس برأيك ورأيى وهم يتابعون فالننتقل إلي النقطة التالية من دلائل القرآن على وجوب إستخدام الأحاديث كمصدر ثان للتشريع ، ومبينا ومفسرا للقرآن الكريم .

عبدالله الشهري
01-20-2011, 12:03 AM
أسأل الله أن يجعلني وإياك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.



يا أخي الكريم، إن كل ما ذكرته من علوم تفهمونها أنتم يا أهل الفرق والمذاهب في النهاية وصل بنا إلى أن الواو تفيد الترتيب
حتى إستخدامك لآية سورة النساء والتى إستشهدت بها تؤكد أن "الواو" تفيد الترتيب تدبر :
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163)
لاحظ قول الله تعالى " إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ " في بداية الآية الكريمة ثم تابع رب العزة بقوله " كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ "
ماذا لو قال الله تعالى( إنا أوحينا إليك وأوحينا إلى نوح) هل المعني لن يتغير
لو أن "الواو" لا تفيد الترتيب لقال الله تعالى ( وأوحينا إلى نوح ) بدلا من قوله " كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ " ولذلك استخدامه لحرف "الواو" بعد ذلك جاء يفيد الترتيب فاستخدم بعد نوح الواو في ذكره للأنبياء لإفادة الترتيب، أما قولك إن هناك قرائن في الآية تفيد الترتيب ، فأين هى هذه القرائن ، إن الله سبحانه وتعالى استخدم أسماء الأنبياء وترتيبها نعلمه نحن لسابق علمنا بترتيب الأنبياء ، ولكن ليس لأن هناك قرائن في الآية الكريمة تدل على الترتيب سوى حرف "الواو" فقط
ومع ذلك أنا طلبت منك أن تأتى بالآيات التي لا تفيد فيها "الواو" الترتيب، لنناقشها معا ويفهمها المتابعين للحوار .
فإذا لم تجد آيات لا تفيد فيها "الواو" الترتيب، فهذا يعنى إن دراسات أهل السنة التي ذكرتها يا صديقي ليس لها آي لزوم لأننا في النهاية وجدنا وبأبسط المعلومات، أن الواو تفيد الترتيب .

باختصار، حتى أصحح من جديد ما كنت أؤمل أنك قد فهمته.
الواو لا تفيد الترتيب أي أن وظيفة الترتيب ليس لازمة لها في كل سياق، فالواو أحياناً للقسم، وأحياناً لمطلق الجمع، وأحيانا للاستئناف، وأحياناً للعطف...كما أنها أحياناً للترتيب ، فليست الواو للترتيب مطلقاً ، وإنما أحياناً بحسب القرائن. ولكنك سألت أين القرينة من الآية؟ وهذا سؤال – لا مؤاخذة – من يجهل أنواع القرائن، لأن القرائن أنواع: قرينة عقلية، قرينة لغوية، قرينة عرفية، قرينة شرعية. والقرينة التي صرفت الواو عن وظيفة العطف هي القرينة العقلية، أي لا يُعقل أن يكون هارون وسليمان بعد عيسى. مثال آخر: قال الله تعالى (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة) الآية. الآن: هل "الواو" تفيد الترتيب دائماً؟ في هذه الآية لا تفيد الترتيب وإنما تفيد الجمع، أي مجموع هذه الأشياء حرام. فلا يقال: أن الله حرم الدم بعد الميتة ثم حرم لحم الخنزير بعد الدم ...الخ ولا يقال: محرمة بالترتيب فنعتقد أن الميتة حرام قبل أن نعتقد أن الدم حرام...الخ...اعتقد أن الفكرة واضحة فلا حاجة للإطالة.
هذه ليست دراسات أهل السنة ، هذه دراسات علماء اللغة، كابن هشام والسيرافي وغيرهم. وتذكر أني وضعت لنفسي شرطاً ولم أخرج عنه ولكن يبدو أنك نسيته وهو
وثق تماماً أني لن اعتمد في تقديم كبريات الحجج والبراهين إلا على القرآن فقط ثم على لغة العرب واستعمالاتها في فهم نصوصه


وعلى هذا الأساس فإنه يصبح أمامنا الآية المحكمة في سورة آل عمران هى الحكم الفيصل بينى وبينك :
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)
فهذه الآية الكريمة توضح طريقة تعامل الرسل كافة مع الناس عن طريق الكتب المنزلة عليهم ، وهي تعليم الناس أولا طريقة تلاوة هذه الكتب ثم دراستها بما أنزل الله تعالى .
مرة أخرى، تجاهلت أو تجاوزت أهم ما في الموضوع وهو تأكيدك الذي لا تسعفه اللغة ولا المعاجم على أن الدراسة ليست القراءة، وإصرارك أن الدراسة شيء آخر غير التلاوة أو الحفظ (وهي المعاني الأقرب بكل وضوح بالأدلة من لغة العرب)، ثم إصرارك غير المبرر على أن تعليم هنا ليست إلا تعليم التلاوة ، ولا أدري لماذا قلبت المعنى رأساً على عقب والله قد حذرنا من قلب المعاني وتحريف الكلام (يحرفون الكلم من بعد مواضعه) فالله قد وضع التعليم لمعنى ووضع الدراسة لمعنى (وهو القراءة أو الحفظ أو التلاوة) ولم يأت في لغة القرآن أن الدراسة هي التعلم بالمعنى المعاصر للكلمة إلا عندك أنت. ولو تتبعت اشتقاقات واستعمالات لفظ "علّم" لوجدتها متفقة في عمومها على دلالة واحدة (تعلمونهن مما علمكم الله) ، (وعلمناه صنعة لبوس) ، (وعلمك مالم تكن تعلم)، (علم الإنسان مالم يعلم)، (وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم)، الخ.


والتلاوة هي من أهم طرق الدراسة فتلاوة التدبر لن تنجح إلا إذا كان هناك تلاوة صحيحة للنصوص المنزلة على الرسل
الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)البقرة
أيضاً هنا تريد أن تعود فتزعم المعنى المقلوب الذي قررته سابقاً. على الأقل أيّد كلامك بالنقول من المعاجم ولكن ليس بأي نقل وإنما بنقل واضح الدلالة على ما تدعيه من المعاني (لا اعتساف المعاني والدلالات كما فعلت مع الحنطة)، ولا أقبل منك تفسير معاني القرآن إذا خالف ما تعارفت عليه العرب في خطابها وما كانت عليه اللغة العربية وقت التنزيل، ولولا أنك لا تؤمن بحجية الأحاديث لحذرتك بتحذير رسول الله (من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ) حديث صحيح.


هذا أهم ما جاء في ردك السابق، أما موضوع [الذكر] فهذا ما أريد أن أعرفه إن شاء الله تعالى
الآن موضوع التعليم واضح أمام الناس برأيك ورأيى وهم يتابعون فالننتقل إلي النقطة التالية من دلائل القرآن على وجوب إستخدام الأحاديث كمصدر ثان للتشريع ، ومبينا ومفسرا للقرآن الكريم .
ستأتي بقية الأدلة تباعاً إن شاء الله وأرجو أن تساعدني بنفسك في فهمها على طريقة لغة العرب.
نعم، موضوع التعليم واضح، والآية التي أوردتها عليك لازالت شاهدة عليك بشهادة اللغة العربية ما لم تصر على قلب المعنى دون سلطان أو برهان واضح من لغة العرب. ولربط هذا الموضوع بأصله أعيد التذكير بالآية وهي:
(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [البقرة: : 129/ البقرة: 152 / الجمعة: 2]

فـــ "تلاوة" الآيات شيء ، و "تعليم" الكتاب شيء آخر، وأحيل الجميع إلى المشاركات السابقة للإطلاع على تطورات النقاش من أصله حول هذه الجزئية. أما أنا فليس عندي أكثر مما ووضعته بين يديك.
= = = = = = = =
مرة أخرى للتأكيد: قال في معجم (العباب الزاخر):" وأدْرَسَ الكِتابَ: قَرَأه؛ مثل دَرَسَه... والمَدارَسَة: المَقارَأةُ، وقَرَأ ابنُ كثيرٍ وأبو عمرو: "وليَقولوا دارَسْتَ" أي قرأتَ على اليهود وقرأوا عليك)

انظر: http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D9%88%D8%A7

youssefnour
01-20-2011, 03:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل عبد الله
أرجوك أريد تفسير آية سورة آل عمران :
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)
طبعا تفسيرك من خلال علمك باللغة العربية، وخاصة لغة آهل السنة، أو بأى طريقة تريدها .
أنتظر جوابك في آي وقت فلن أسافر هذا الإسبوع إلا بعد أن أنهي هذا الموضوع

تحياتى ،،،،،،،

عبدالله الشهري
01-21-2011, 01:58 AM
نعم أخي يوسف هداه الله للصواب.

أي أنه لا ينبغي لأحد من البشر آتاه الله:
1- الكتاب: وهو اسم جنس لكافة الكتب المنزلة.
2- والحكم: لفظ جامع لمعان متلازمة: القضاء والفقه والعلم.
3- والنبوة: أي مقام الذي يُوحَى إليه بعلم من الله.

فلا ينبغي لمن أوتى ذلك ، ولا يمكن أبداً لمن كان كذلك أن يقول للناس: اعبدوني من الله.
ولكن يصح ممن بلغ هذه المنزلة أن يقول: كونوا ربانيين (على خلاف بين علماء اللغة أهي نسبة إلى الرب أم نسبة إلى التربية) بما كنتم تعلمون الكتاب، وتعليم الكتاب: مصدر مضاف إلى جنس ، وهو من أبلغ درجات الإطلاق، فالمصدر "تعليم" مطلق لمصدريته وفائدة هذا الإطلاق أنه يفيد كل معنى يحصل به التعليم: تعليم القراءة ، وتعليم الأحكام، وتعليم معاني الكلام الذي فيه، والاقتصار على نوع واحد من التعليم فيه تصرّف لا دليل عليه. أما الجنس "الكتاب" ، فهو إشارة إلى كافة الكتب المنزلة ، وليس إشارة إلى كل كتاب ولو كان غير منزل ، لذلك كانت الألف واللام في "الكتاب" للعهدية. وبما كنتم تدرسون: الباء في "بما" للسببية ، كما في قوله تعالى (فبما نقضهم ميثاقهم) أي فبسبب، تدرسون: أي تقرأون وتتلون على نحو كثير ومستمر، ومنه قيل: درس الثوب ، إذا بلي من كثرة الاستعمال، ودراسة الكتاب: تعاهده بكثرة القراءة والتلاوة. وتقديم التعليم على الدراسة والفصل بينهما بالواو ليس المقصود منه الترتيب، لأسباب هي:
1- الواو في المشهور من أقوال علماء اللغة لا تفيد الترتيب بنفسها، وقد أوضحت لك كيف ولماذا.
2- أنه لو قصد الترتيب في الآية لاختل المعنى ، لأن التعليم لا يكون قبل القراءة والتلاوة، لأن معنى درس: قرأ أو تلا أو حفظ، فدلت هذه "القرينة اللغوية" على أن الواو في هذه السياق ليست للترتيب وإنما للجمع، أي كونوا ربانيين بمجموع هاتين الصفتين: قراءتكم لكتاب الله وتعليمكم إياه.
ولما أشكل عليك هذا المعنى، حاولت أن تجعل معنى "تدرسون" تتعلمون بالمعنى المعاصر للكلمة وحاولت قبل ذلك أن تجعل "تعلمون" بمعنى تعلمون القراءة والتلاوة فقط، فقيدت معنى التعليم مع أنه أطلقه وأدخلت معنى جديداً - أو بعيداً تنزلاً معك - على "تدرسون" لا يسعفه السياق ولا لغة العرب ولا أسلوب القرآن، بناءً على القاعدة اللغوية المهمة وهي: "التأسيس أولى من التأكيد"، فإن شئت شرحت لك هذه القاعدة باختصار وتطبيقها على هذه الآية وإن شئت بحثت عنها بنفسك في شبكة الانترنت ونظرت في معناها وتطبيقاتها بحسب وقتك.

يهمني هنا أمر: وهو أن لفظ "الإيتاء" يصدق على الأشياء المعنوية كما يصدق على الحسية، ولفظ "الإيتاء" في هذه الآية هو اللفظ المستعمل في قوله تعالى "وما آتاكم الرسول فخذوه" ، والرسول نبي بالضرورة ، وقد أخبرنا الله أنه يؤتيه "الحكم" أي الفقه والعلم والقضاء ، لاحظ أن هذه المزايا ليست أشياء امتاز بها النبي كبشر فقط، وإنما أوصاف آتاه الله إياها إيتاءً، ففقهه وعلمه وقضاؤه في أمور التشريع لن يكون في المحصلة النهائية إلا صواباً، والسنة: والتي هي أساساً هي فقه وعلم وقضاء الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هي إيتاء من الله لأنها بهداية الله (لتحكم بين الناس بما أراك الله) وهنا أطلق ولم يقيّد، فلم يقل (بما أراك الله في القرآن) لأن الله قد فَصَلَ بين ثلاثة أشياء:
1- الكتاب: فهناك تشريع في الكتاب والمطلوب هو تبليغه وتعليم ما فيه (بلغ ما أنزل إليك). فيبلغ المذكور فيه من أحكام وتشريعات ويعلمها للناس.
2- الحكم: أي أن تشريع حكمي قضائي، يحصل بفقه النبي وعلمه، فإن وافق الحق أقره الله وإن لم يوافقه جاء الوحي بتصحيحه كما في قوله تعالى (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) ، وكما قال تعالى (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى) وتحذير داود من الهوى فيه دلالة على أن الله فعلاً قد أعطى النبي حرية الاجتهاد والحكم ولكن بشرط تحري الحق والعدل.
3- النبوة: وهو التشريع الذي يحصل بسبب النبوة أي ما يحصل بنبوءة الله لنبيه ولو لم يُذكر في الكتاب (لأنه قد ذكر الكتاب وجاء به مستقلاً)، كما في قوله تعالى (قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير)، فالنبي قد يُنبأ بأشياء ليست في الكتاب، ويحصل هذا كثيراً وشواهده في القرآن. و السنة النبوية – بغض النظر الآن عن ما تعتبرونه مشكلة التصحيح والتضعيف وعلوم الرواية – تدخل دخولاً أولياً في التشريع الحاصل بسبب وصف النبوة.

youssefnour
01-22-2011, 12:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد عبد الله
هل تذكر أساس حوارنا
هو إستخدامك هذا الدليل
لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) [البقرة: : 129/ البقرة: 152 / الجمعة: 2]
وكان الحوار حول تعليم الكتاب كدليل على الأحاديث
وتحاورنا حول (يعلمون الكتاب)
إلى أن وصلنا إلى الآية المحكمة في سورة آل عمران
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)آل عمران
واستخدمت أنا فردية من معني تعلمون والخاصة بالقراءة، وأنت استخدمت الكلمة على إطلاقها، وأنا استخدمت كلمة تدرسون بمعنى دراسة، وأنت استخدمتها بمعنى قراءة
وبالتالي أصبح المعنى المجمل للكلمتين ( تعليم الكتاب قراءة ، واستنباط ما في الكتاب من العلم) سواء كان ذلك بمفهومك أوبمفهومي حتى وإن إختلفنا في معنى الكلمتين .
وحتى تثبت صدق كلامك شرحت حرف الباء بأنه باء السببية، وأنا معترف بأن الباء هو باء السببية ، ولكنك قلت بالحرف الواحد
وبما كنتم تدرسون: الباء في "بما" للسببية ، كما في قوله تعالى (فبما نقضهم ميثاقهم) أي فبسبب، تدرسون: أي تقرأون وتتلون على نحو كثير ومستمر، ومنه قيل: درس الثوب ، إذا بلي من كثرة الاستعمال،
وهذا هو الخلاف بينى وبينك فأنا آتي بالمعنى من السياق القرآني، فأطوع المعنى طبقا للآية القرآنية، ، بينما أنت تأتى بالمعنى من اللغة ، فتضطر لتطويع الآية القرآنية طبقا للمعنى
فمثلا في موضوع "باء السببية" أنت طوعت الآية الكريمة لتناسب مفهومك عن معنى العلم ، والدراسة ، كما ذكرت بعالية ، مع إن باء السببية واضحة جدا تدبر معي
يقول الله تعالى
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)آل عمران
لاحظ قول الله تعالى
وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ....،
والسؤال : كيف يكونوا ربانيين ؟
الإجابة : بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ
إذا باء السببية وضحت كيف يكونوا ربانيين عن طريق دراسة الكتاب وقراءته.وليس كما تقول أنت.
فالموضوع كله في جميع الآيات التي ذكرتها تتكلم عن تعليم الكتاب واستنباط الأحكام منه فأين دور الأحاديث هنا ، أين القسم الثاني للتشريع داخل الكتاب المنزل من عند الله .إن كلمة تعليم تخص كتاب الله فقط كما ذكرنا في حواراتنا الماضية، وكما وضحت أنت في كل حواراتك .
ولو لاحظت قول الله تعالى في الآية السابقة مباشرة لهذه الآية الكريمة والتى يقول الله تعالى فيها :
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)
إنك حتى لم تحاول قراءة السياق القرآني لتربط بين الآيتين،
أنا ذكرت لك الآية الكريمة لتعلم إن الدراسة والقراءة تخص كتاب الله تعالى فقط ، فكيف ستطوع هذه الآيات الكريمة إلى علم الحديث هذا هو السؤال؟! .

عبدالله الشهري
01-22-2011, 01:05 AM
وجه الاستدلال في آخر رد كتبته لك...وأنت - كعادتك في التجاوز ، ولا مؤاخذة - لم تحاول حتى الإشارة إليه فضلاً عن التعليق عليه.


يهمني هنا أمر: وهو أن لفظ "الإيتاء" يصدق على الأشياء المعنوية كما يصدق على الحسية، ولفظ "الإيتاء" في هذه الآية هو اللفظ المستعمل في قوله تعالى "وما آتاكم الرسول فخذوه" ، والرسول نبي بالضرورة ، وقد أخبرنا الله أنه يؤتيه "الحكم" أي الفقه والعلم والقضاء ، لاحظ أن هذه المزايا ليست أشياء امتاز بها النبي كبشر فقط، وإنما أوصاف آتاه الله إياها إيتاءً، ففقهه وعلمه وقضاؤه في أمور التشريع لن يكون في المحصلة النهائية إلا صواباً، والسنة: والتي هي أساساً هي فقه وعلم وقضاء الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هي إيتاء من الله لأنها بهداية الله (لتحكم بين الناس بما أراك الله) وهنا أطلق ولم يقيّد، فلم يقل (بما أراك الله في القرآن) لأن الله قد فَصَلَ بين ثلاثة أشياء:
1- الكتاب: فهناك تشريع في الكتاب والمطلوب هو تبليغه وتعليم ما فيه (بلغ ما أنزل إليك). فيبلغ المذكور فيه من أحكام وتشريعات ويعلمها للناس.
2- الحكم: أي أن تشريع حكمي قضائي، يحصل بفقه النبي وعلمه، فإن وافق الحق أقره الله وإن لم يوافقه جاء الوحي بتصحيحه كما في قوله تعالى (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) ، وكما قال تعالى (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى) وتحذير داود من الهوى فيه دلالة على أن الله فعلاً قد أعطى النبي حرية الاجتهاد والحكم ولكن بشرط تحري الحق والعدل.
3- النبوة: وهو التشريع الذي يحصل بسبب النبوة أي ما يحصل بنبوءة الله لنبيه ولو لم يُذكر في الكتاب (لأنه قد ذكر الكتاب وجاء به مستقلاً)، كما في قوله تعالى (قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير)، فالنبي قد يُنبأ بأشياء ليست في الكتاب، ويحصل هذا كثيراً وشواهده في القرآن. و السنة النبوية – بغض النظر الآن عن ما تعتبرونه مشكلة التصحيح والتضعيف وعلوم الرواية – تدخل دخولاً أولياً في التشريع الحاصل بسبب وصف النبوة.

تنبيه: إذا وصلنا إلى مرحلة يظن كل واحد من الطرفين أنه قد بيّن ما عنده وأدلى بحججه فإنه من المناسب أن ننزع أيدينا وننتقل لفقرة جديدة ونترك الحكم لطرف ثالث وهم القراء أياً كانوا (ولكن بدون تعليق حتى يستمر الموضوع بترتيبه المعهود) فإنه ليس المطلوب ألاّ نتقدم حتى يقتنع أيا منا بكل نقطة محل النقاش وإنما المطلوب الأهم هو استفراغ كل منا وسعه في إيراد ما عنده، ثم بعد ذلك (إنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين)

عبدالله الشهري
01-22-2011, 12:09 PM
أنا ذكرت لك الآية الكريمة لتعلم إن الدراسة والقراءة تخص كتاب الله تعالى فقط ، فكيف ستطوع هذه الآيات الكريمة إلى علم الحديث هذا هو السؤال؟! .

إضافة مهمة: طبعاً ليس هذا هو محل خلافنا الحقيقي لأني أقول - كما هو أصل الموضوع - أن دراستنا للكتاب وتعلمنا له هو الذي أدى إلى اعتقاد حجية السنة. بعبارة أخرى: لما تعلمنا الكتاب ودرسناه وجدنا فيه العديد من الآيات الدالة على حجية سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم لما نظرنا بعد ذلك في سنته وجدناها تبين الكتاب وتفسره وتخصص عمومه وتقيد مطلقه...إلى آخر ذلك مما قد سمعتموه وعرفتموه.
فالنقاش كان وسيكون عن "كيف أدى تعلمنا للكتاب ودراستنا له - تنزلاً معك أن الدراسة هي التعلم - إلى اعتقاد حجية السنة"، ولا زلنا في البداية ، فهناك الكثر من الدلة بالإضافة للدليل الذي سقته في أول مشاركة ولم تكن مقنعاً في تقديم ما يشفع لك في صرف دلالة الألفاظ عن ظاهر ما تدل عليه.

youssefnour
01-22-2011, 01:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل عبد الله
أنت تقول :
وجه الاستدلال في آخر رد كتبته لك...وأنت - كعادتك في التجاوز ، ولا مؤاخذة - لم تحاول حتى الإشارة إليه فضلاً عن التعليق عليه.
أنا لا أتجاوز أبدا عن آي رد تكتبه ، ولكنني قد أؤجل ردى على بعض ما تكتب لأن الرد سيأتي في وقت أفضل وبصورة أوضح ، فأنا أعلم لا شك إنك ستستخدم جملة (ما أتاكم الرسول فخذوه) من آية سورة الحشر كأحد أدلتك على وجوب الأحاديث،،لأن هذه هي عادة علماء الفرق والمذاهب في إستقطاع الآيات من سياقها للتدليل بهذه الآيات على صحة معتقاداتهم، أنتم تفعلون هذا وكذلك الشيعة تفعل والقرآنيين يفعلون....،
ولإني أعلم إنك ستستخدم هذه الجملة (ما أتاكم الرسول فخذوه) مستقطعها من آية سورة الحشر ، فقد كنت سأتحدث عنها بالتفصيل،ولكن في وقت إستخدامك لها كدليل منفصل ، ومع ذلك، وحتى لا تتهمنى بالتجاوز عما تكتب تعالى نري هذه الآية بوضوح تام.
وما أتاكم الرسول فخذوه ...
لقد ورد هذا المقطع في قوله تعالى من سورة الحشر :
مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) الحشر
فهل قوله تعالى : " وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا " أمر من الله تعالى للمؤمنين، المعاصرين لرسول الله فقط، بطاعته طاعة مطلقة، قبل ظهور الفرق والمذاهب المختلفة؟! أم أمر لكافة المسلمين، بعد ظهور الفرق والمذاهب المختلفة ؟!
وإذا كان أمرا لكافة المسلمين، بعد ظهور الفرق والمذاهب المختلفة، فأية فرقة هي التي آتاها الرسول أحاديثه الصحيحة، وكيف لنا أن نتحقق من ذلك ؟!
إن المتدبر لسياق الآية، يعلم أن الأمر بطاعة الرسول، أو النهي عن معصيته، قد سبقه حديث عن توزيع مال الفيء، وهو موضوع تحدثت عنه آيات أخرى، كما ورد في سورة الأنفال من حديث عن توزيع مال الغنيمة، وعن مصارفه.
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41)الأنفال
إن الخطاب في هذه الآية، في المقام الأول، لصحابة رسول الله، يبين لهم وجوب الالتزام والرضا، بما يقوم رسول الله بتوزيعه من غنائم. والمتدبر لسياق هذه الآية، وآية سورة الحشر، يتبين له مدى مسئولية رسول الله عن توزيع الغنائم والفيء بصفته القائد الأعلى للجيش .
ولابد من أن خلافا نشب بين صحابة رسول الله بخصوص توزيع هذا الفيء فنزل الوحي القرآني يحسم هذا الخلاف، كما يتضح ذلك من آيات سورة الحشر التالية :
لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)الحشر
وكما هو ملاحظ، فإن جملة " مِمَّا أُوتُوا "، في هذه الآية تشير بالدلالة القطعية إلى قوله تعالى في الآية [7] من سورة الحشر " وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ "، وهو ما يتعلق بتوزيع الفيء .
والمعنى أنه ما كان لصحابة رسول الله أن يتكلموا أصلا في غنائم أو فيء، وهم المهاجرون الذين تركوا ورائهم كل شيء، والأنصار الذين آووا المهاجرين وأشركوهم ديارهم وأموالهم ولم يجدوا في صدورهم حاجة مما أوتي المهاجرون، بل وآثروهم على أنفسهم،" وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ " .
ولقد كان للمنافقين موقف من توزيع رسول الله للصدقات، فإذا رأوها توزع على غيرهم طعنوا ولمزوا...، فيقول الله تعالى :
وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58) وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59)التوبة
وتدبر العلاقة بين قوله تعالى : " وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ " وقوله تعالى في هذه الآية : " مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ "، فلا شك في أن إيتاء الله هو عين إيتاء الرسول، فالله تعالى هو المشرع، ورسوله هو القائم على تفعيل شريعة الله بين الناس .
إن أمر الأنفال ليس حقا خالصا للمسلمين، كي يتنازعوا عليه، وإنما لابد من استيفاء الخمس للمصارف، والتي بينتها الآيات، ليبقى أربعة أخماسها للمقاتلين .
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1)الأنفال
أما الفيء، الذي ورد في سورة الحشر، فيذهب جميعه إلى ولي أمر المسلمين ليتصرف فيه حسب المصارف التي أشارت إليها الآية، وعلى المسلمين الرضا بحكم رسول الله في هذا التوزيع، فهو ولي أمرهم، وقائدهم الأعلى .
لذلك فإن استقطاع هذا الجزء " وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا " من سياق الآيات التي ورد فيها...، ثم من سياق الآيات بعدها ..، ثم من آيات سور أخرى..، عمل مذهبي، لا يفعله إلا عالم المذهب الديني، لا عالم الدين الإلهي..، عمل لا يرضى عنه الله تعالى، ولا رسوله، عليه السلام .
لقد كان لعصر الرسالة طبيعته الخاصة، التي تفرض على كل من آمن برسول الله أن يطيعه طاعة مطلقة، فرسول الله أمامهم، يسمعون منه مباشرة، والوحي الإلهي يباشر مواقفهم، ويتنزل بما يصحح أحوالهم، ويهديهم إلى صراط ربهم المستقيم .
إن الله تعالى لن يناله من هذه الأنفال شيء، ومع ذلك قال تعالى : " الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ "، وذلك لبيان أن الله تعالى هو المشرع، وأن رسوله هو القائم على تنفيذ هذه الشريعة بين الناس .
فما هي مشكلة علماء الفرق والمذاهب المختلفة، التي تحول دون أن يجتمعوا اليوم حول آية رسول الله القرآنية، كما اجتمع عليها صحبه الكرام، يستقون من نورها فقها قرآنيا معاصرا؟! ما المشكلة في أن يثبت علماء المسلمين للعالم أجمع أن هذا القرآن هو "الآية" الدالة على صدق الله فيما أنزل، وصدق رسوله فيما بلغ، والحجة القائمة بين الناس إلي يوم الدين؟! ولماذا يصرون على فهم نصوص " الآية القرآنية "، فهما مذهبيا، يستخدمه علماء ودعاة كل فرقة ، للدفاع عن توجهها العقدي، والتشريعي؟!
يا أخي الكريم أنا لا أتجاوز عن شيء، وعندما تكتب دليل أنا أقتنع به فسوف أثبت فورا موافقتي على دليلك،فأنا لا أتبع مذهب أدافع عنه،ولكنني فقط أرجوا رضاء الله تعالى.
ومن المؤكد إننا سنتعرض في حوارنا وبشكل مباشر عن الكتاب بشكل أوضح، وأيضا عن كل دليل ستضعه ، وهذا سيعود بنا إلى التكلم عن العلم والدراسة مرة أخري .
فأرجوك لا تتهمنى بالتجاوز، فأنا لن أترك أمرا إلا وسنتحدث عنه ولكن تداول الحوار بيننا قد يؤجل معلومة إلى وقت مناسب لها، فكما ترى عندما تكلمت عن (ما اتاكم الرسول) خرجنا خارج الحوار.
أتركك الآن لتعود بالحوار، إلى تسلسله المنطقى في وضع أدلتك من القرآن الكريم لإتباع كتاب آخر غير كتاب الله ، يحتوى على شق ثان للتشريع .

تحياتى ،،،،،

عبدالله الشهري
01-22-2011, 11:06 PM
بسم الله والحمد لله في الأولى والآخرة.
كنت أعلم أيضا – من سابق خبرة مع منكري السنة - أنك ستقصر الآية على ما جاء في سياق الغنائم. وما ذهبت إليه صحيح من حيث الحادثة التي كانت سبب نزول. لكن طريقة القرآن تتضمن أكثر مما ذهبت إليه. فإن الخطاب القرآني كثيراً ما يأتي بـقاعدة عامة يختم بها سلسلة أشياء محددة نهى عنها أو أمر بها، فتكون هذه الخاتمة شاملة للمناسبة المحددة في السياق وفي نفس الوقت قاعدة عامة لكل شيء يدخل في معناها. ففي آيات الحج تكلم الله عن شعائر محددة ثم قال (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) ، وفي آية أخرى في سياق مناسك الحج قال (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه)، وفي سياق آخر تكلم الله عن المواريث ولكنه ختم تلك القضية المحددة بقاعدة عامة تشمل تلك القضية المحددة وكل ما يصلح لأن يدخل في معناها إلى يوم القيامة ، فقال (تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين)، ففي هذه ونظائرها: هل نقول: تعظيم شعائر الله نقتصر فيه فقط على ما جاء في السياق، وكذلك الحرمات، فنقول: إنما جاء بتعظيم الحرمات التي دل عليها السياق فقط، وهي المتعلقة بالحج؟ كذلك الأمر بالنسبة لما جاء في قضية المواريث: هل يقال: قول الله (ومن يطع الله ورسوله) إنما يراد بها ما جاء في السياق فيُقتصر على ذلك، أي على ما جاء في أمر الطاعة في أمور المواريث، أنا، بل كل مسلم أوتي حظاً من الفهم العادي لأسلوب القرآن ، ينزه كلام الله عن التعامل الدوني والضيق مع بلاغة القرآن في مثل هذا وغيره.
كان هذا فقط تعقيب مؤقت على مداخلتك هذه، وسأعود إن شاء الله بمزيد من الأدلة التي تفيد بمجموعها وعمومها حجية السنة، ولكن يبدو لي أنه ليس عندك أدنى اعتراض على حجية السنة لو أنّا كنّا بمشهد رسول الله وبمرأى ومسمع منه ، أليس كذلك ؟ صححني إن أخطأت الافتراض. والذي يبدو جلياً أنك تنكره هو السنة "المذهبية" بتعبيرك، أي هذه الأحاديث التي لا تدري هل قالها الرسول فعلاً أم أنها منسوبة إليه كذباً وزوراً. من فضلك وضح لي لأني الآن استدل على حجية السنة بغض النظر عن النقل والرواية ، فإن كانت السنة – هكذا من حيث المبدأ – محل قبول عندك ، تجاوزت هذه الجزئية المتفق عليها وانتقلت إلى السنة المذهبية والتي لا دليل على حجيتها بزعمك (وإن كنت أخالفك طبعاً في أن مجرد كون السنة تنسب غالباً إلى جماعة تعرف بأهل السنة هو شيء مذموم ويفقدها مصداقيتها بمجرد ذلك، وفق قانون "الآبائية" الذي توظفه بشكل خاطئ في إنكار السنة وهذا تناقض منك لأن كثيراً من الآيات التي استنبطت منها مفهوم الآبائية هذا (وتسلطت به على غيرك) هي آيات جاءت في أشخاص وقضايا معينة ، بدلالة السياق، ومع ذلك عممت معناها ووظفتها في أكثر مما دلت عليه في سياقها، ولكن لما نستدل على حجية السنة النبوية بنفس منهج الاستدلال – كما في "وما آتاكم الرسول فخذوه" ونظائرها – تظهر عندك حمية فورية على القرآن وينتابك الحرص المفاجئ، كما هو حال كثير من منكري السنة، على تأكيد أهمية السياق وعدم الخروج عن دلالته!)

youssefnour
01-23-2011, 09:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل عبد الله الشهري
هناك تناقض عجيب جدا في ردكم السابق لم أفهمه، ومن المؤكد إنك لم تقصده، فأنظر معي ماذا تقول في بداية كلامك :
كنت أعلم أيضا – من سابق خبرة مع منكري السنة - أنك ستقصر الآية على ما جاء في سياق الغنائم. وما ذهبت إليه صحيح من حيث الحادثة التي كانت سبب نزول. لكن طريقة القرآن تتضمن أكثر مما ذهبت إليه. فإن الخطاب القرآني كثيراً ما يأتي بـقاعدة عامة يختم بها سلسلة أشياء محددة نهى عنها أو أمر بها، فتكون هذه الخاتمة شاملة للمناسبة المحددة في السياق وفي نفس الوقت قاعدة عامة لكل شيء يدخل في معناها.
إذن فأنت هنا تطلب أن تكون الآيات القرآنية قاعدة عامة ولا يجب تخصيص الآية لموقف أو وقت معين !
ثم عدت تقول في نهاية كلامك :
لأن كثيراً من الآيات التي استنبطت منها مفهوم الآبائية هذا (وتسلطت به على غيرك) هي آيات جاءت في أشخاص وقضايا معينة ، بدلالة السياق، ومع ذلك عممت معناها ووظفتها في أكثر مما دلت عليه في سياقها.
وهنا تطلب أن تكون الآيات خاصة بموقف وزمن معين، ولا يجب تعميمها .
يا أخي الكريم
نفتح الشباك ولا نقفله!!
فمرة تقول إن الآية يجب تعميمها، ومرة أخري تقول إن الآية يجب تخصيصها ، وهذا كلامك ، ثم تتهمني أنني جعلت آية سورة الحشر خاصة في توزيع الفيء ثم تتهمني مرة أخري أنني جعلت آيات الآبائية، آيات عامة .
الفرق كبير يا آخى الكريم فآيات الآبائية ذكرها الله تعالى للتذكر والعبرة ولذلك وصف الله تعالى وحيه القرآني "بالذكر"، فهو يذكر الناس بربهم، ويحضهم على مذاكرة شريعتهم، وتذكرها :
وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (104)يوسف
فالضمائر "عليه"، "إن هو"، تعود كلها إلى القرآن الكريم بدلالة السياق .
ثم يقول الله تعالى في سورة آل عمران :
ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الْآَيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58)
تدبر : لقد عطف الله تعالى الذكر على الآيات، لبيان أن هذه الآيات التي ذكرت قصص وأنباء الأمم السابقة، هي ما يجب على الناس، في هذا السياق تذكره ومذاكرته واتباعه .
ومن هذا المنطلق فإن قصص الأمم السابقة يجب علينا دراستها جيدا، مع ضرورة مقارنتها بما يحدث في كل عصر تمر به الأمة الإسلامية
وعلى سبيل المثال ، فقد أبلغنا الله تعالى إن جميع الكتب السماوية قد تم تحريفها لأن الله تعالى ترك مسؤولية حفظها للبشر، فاستطاع الشيطان أن يوسوس لعلماء كل الأمم السابقة فحرفوا كتب الله تعالى، ولأن القرآن هو الكتاب الخاتم فقد حفظه الله تعالى بنفسه، ولذلك لم يستطيع الشيطان اختراقه .
ماذا تفهم من هذا الكلام ، أليس هذا الكلام يذكر بأن البشر لا يؤتمنوا في حفظ الرسالات ؟ .
إن كل الأديان السابقة عن الإسلام حرفت كتب الله ، رغم إن الله تعالى حيى وشاهد على تحريف كتبه المقدسة، وشاهد على انتصار الشيطان في تحريف الكتب بواسطة الوسوسة لعلماء كل دين .
والسؤال هل مات الشيطان؟ أم إنه مازال حي يوسوس للناس !!!
والسؤال أيضا : إذا كان القرآن أصبح حصين ولا يستطيع الشيطان أن يخترقه ويحرفه، فهل الأحاديث التي قسمت الأمة الإسلامية وفرقت المسلمين وأقامت بينهم الحروب والقتل منذ معركة الجمل وحتى يومنا هذا ، هل هذه الأحاديث حصينة أيضا من عمل الشيطان مثل القرآن الكريم المحفوظ بحفظ الله تعالى له . أم إن هذه الأحاديث مرتع للشيطان يفعل بها ما يشاء، لذلك وقفوا علماء المسلمين حيارى لا يدرون ماذا يفعلون فاضطروا إلى التجريح والتعديل، بل إلى التصحيح والتضعيف، بل قسموها إلى عشرات الأقسام بين مدلسات، وإسرائيليات،،،و،،،و،،،،و،،،الخ
ماذا نفهم من هذا التذكر والتذكير الذي جاء في القرآن الكريم يحذرنا تحذير واضح جدا ، في عدم البعد عن كتاب الله وإتباع آي سبل أخري تدبر :
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)الأنعام
فهل عملنا بهذه الوصية
أما آية سورة الحشر يا أخي الكريم فهي آية للتشريع يجب الالتزام بحدودها، وعدم تحميلها أكثر مما تحتمل حتى لا تفرق بنا عن سبيله.
ولو لاحظت يا صديقي إنك إذا عممت آية سورة الحشر في (إن ما أتاكم الرسول) هي آية عامة تشمل كل ما يقوله الرسول، فإنك في هذه الحالة جعلت الصحابة يرفضون سنة الرسول، فهذا واضح جدا في السياق القرآني لآيات سورة الحشر، تدبر معي الآية رقم (9) من نفس السورة والتي تقول
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)الحشر
لاحظ هنا أن صحابة رسول الله (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ) يرفضون ما آتاهم الرسول (وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا) فهل صحابة الرسول ليسوا في حاجة لسنة الرسول ، هذا كلام لا يقال على الصحابة ، ولكنهم طبعا كانموا يرفضون الفيء الموزع عليهم ليهدوه إلى الفقراء حتى لو كان بهم "خصاصة"،، "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ" .
وحتى لو تجاوبت معك في أن (ما آتاكم الرسول) هي آية عامة ، فما هو هذا الشيء الذي سيأتينا به الرسول غير القرآن الكريم ، وخصوصا أن الآية الكريمة لم تقل ( وما آتاكم النبي) وطبعا أنت تعلم إن الرسول يختلف عن النبي بأنه يحمل رسالة آي إن الرسول نبي + رسالة، فإذا قال الله تعالى (ما أتاكم الرسول) فإن الإتيان هنا هو إتيان الرسالة فقط، ولا يمكن أن يكون إتيان آي شيء آخر، وخصوصا إذا كان هذا الشيء تم تدوينه بعد وفاة الرسول بقرنين من الزمان ولا يعلم حتى الذين دونوه ما هو الحق وما هو الباطل فيما دونوه، لأنهم لو كانوا يعلمون لورث المسلمون كافة كتاب واحد عن سنة رسول الله يتبعوه كما يتبعون القرآن الكريم ،، أعتقد إن هذا بديهي تماما . .
ثم أنت تقول
ولكنه ختم تلك القضية المحددة بقاعدة عامة تشمل تلك القضية المحددة وكل ما يصلح لأن يدخل في معناها إلى يوم القيامة ، فقال (تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين)، ففي هذه ونظائرها: هل نقول: تعظيم شعائر الله نقتصر فيه فقط على ما جاء في السياق.
يا صديقي إن هذه الآية بالذات توضح وضوحا بينا أن كل ما يجب أن يتبع هو ما يوجد في القرآن الكريم فقط، بالإضافة إلى ما وصل إلينا عبر منظومة التواصل المعرفي والتي حفظها الله تعالى كما حفظ كتابه الخاتم .
فتدبر معي :
يقول الله تعالى في سورة النساء :
تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13)
إن الحدود وضعها الله تعالى والقائم بالتنفيذ هو رسول الله، عليه السلام، ولذلك فالآيات القرآنية في حد ذاتها تحمل سنة رسول الله ، ولذلك لو تابعت الآية (14) والتى توضح هذا الأمر جليا فنجد الله تعالى يقول
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14)
إن الطاعة والمعصية إرتبطت بالله والرسول معا لأن الله الذي يأمر بالحدود والرسول الذي ينفذ هذه الحدود
ولكن عندما تكلم عن الحدود فإن الأمر أصبح مردوده لله فقط " وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ" ولم يقل (ويتعد حدودهما)
ومن هذا المنطلق فإن السنة النبوية لابد أن تكون حقيقة قرآنية ، وليست تراثا مذهبيا روائيا تتخذه كل فرقة لتدعيم توجهاتها المذهبية المختلفة، فهى كما قلت حقيقة قرآنية تقوم على تفعيل كافة المسلمين لذات النص القرآني المعجز في كل عصر، وفق إمكانياتهم العلمية والمعرفية .
لقد جاء في آيات القرآن لفظ "السنة" مضافا إلى لفظ الجلالة : "سنة الله" وورد أيضا مضافا إلى السابقين من رسل الله : "سنة الله في الذين خلوا من قبل" كما جاء ضمن قوله تعالى في سورة الأحزاب منسوبا إلى النبى، عليه الصلاة والسلام، :
مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38)
فسنة النبي هى ما فرض الله له وعليه كما مضت سنته في الذين خلوا من قبل.
ولكن للأسف فإن التطور الدلالي أصاب لفظ "السنة" فجعلتها الأجيال مقصورة على ما ورثنا عن الماضيين من تعريفها بأنها
"ما آثر عن النبي، عليه الصلاة والسلام، من قول أو فعل أو تقرير أو صفة" وبذلك ازدوج معني "السنة" :
أ-فهو أولا : ما يتعلق بتفعيل النص القرآني في شكل أفعال وسلوكيات تتمثل في تطبيق النبى، عليه الصلاة والسلام، للنص القرآني .
ب-وهو ثانيا : المأثور عن النبي من أقواله وأفعاله وتقريراته وصفاته .
والمعنى الثاني هو الذي أدى إلى انقسام الأمة الإسلامية إلى فرق وطوائف وأحزاب ، بحسب ما انتهى إليهم من آثار السنة النبوية بالمعنى الثاني والذى وصل إليهم عن طريق تراث كل فرقة ، وهو مضمون إشارة القرآن عن " الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون "[ الروم/ 32].
أرجوا أن يكون الأمر أكثر وضوحا الأن

عبدالله الشهري
01-24-2011, 01:03 AM
هناك تناقض عجيب جدا في ردكم السابق لم أفهمه، ومن المؤكد إنك لم تقصده
عذراً أخي ولكن يبدو أن عدم فهمك - كما ذكرت عن نفسك - هو الذي جعلك ترى تناقضاً لا وجود له. فتأمل معي.

إذن فأنت هنا تطلب أن تكون الآيات القرآنية قاعدة عامة ولا يجب تخصيص الآية لموقف أو وقت معين !
إن كنت تقصد بقولك "لا يجب" أي إهمال الموقف الخاص واعتبار المعنى العام فاستنتاجك خطأ لا مبرر له. وإن كنت تقصد بذلك أن الآية عبرت عن موقف ما وأنها ستبقى معبرة عن ذات المواقف المماثلة مستقبلاً بالإضافة إلى تعميم ظاهر المعنى المستفاد من لفظ الآية، فصحيح، هذا ما أردت.

ثم عدت تقول في نهاية كلامك :...
وهنا تطلب أن تكون الآيات خاصة بموقف وزمن معين، ولا يجب تعميمها .
لا أبداً يا يوسف، على مهلك. صنيعي إنما كان لبيان تناقض منكري السنة لا تناقضي، فأنا لم "أطلب" كما زعمت ولا أدري كيف نسبت إلي ذلك ، فرأيي غير ذلك كما عرفت من كلامي سابقاً. وإنما أردت أن أبين لك من باب المجاراة والتمثيل أن منكري السنة يتهمون خصومهم بما يفعلونه هم أنفسهم، وهذا قد لا يدل بالضرورة على فساد ذات الفعل وإنما يدل على الاضطراب وعدم الاطراد مع النفس والطرف الآخر، مصداقاً لقوله تعالى (وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين).


فمرة تقول إن الآية يجب تعميمها، ومرة أخري تقول إن الآية يجب تخصيصها ، وهذا كلامك ،
فساد هذه العبارة يغني عن الرد عليها لو تأملت فيها بإنصاف. ولكني سأوضح: متى قلت "يجب تعميمها" أو "يجب تخصيصها" ، ومما يؤكد إصرارك على أن تقولني مالم أقل هو قولك "وهذا كلامك" (سبحانك هذا بهتان عظيم)

ثم تتهمني أنني جعلت آية سورة الحشر خاصة في توزيع الفيء ثم تتهمني مرة أخري أنني جعلت آيات الآبائية، آيات عامة .
لم أتهمك وإنما هذا هو الواقع...واقع الاضطراب في فهم كتاب الله واستخلاص الدروس منه. هل تذكر عندما قلت بنفسك في مشاركة سابقة أن "تعليم الحكمة" في قوله تعالى (ويعلمهم الكتاب والحكمة) هو تعليم الرسول أمته طرق الاستنباط من الآيات، فهل تعلمت هذا من الرسول أم أنه اجتهادك الشخصي في فهم كلام الله؟


الفرق كبير يا آخى الكريم فآيات الآبائية ذكرها الله تعالى للتذكر والعبرة ولذلك وصف الله تعالى وحيه القرآني "بالذكر"، فهو يذكر الناس بربهم، ويحضهم على مذاكرة شريعتهم

هذا تلبيس - ولا تؤاخذني - فإن كتاب الله كله ذكر لا فرق بين آيات الآبائية وغيرها، واشتقاقات لفظ "الذكر" ودلالاتها في سياقات القرآن المختلفة لها معان كثيرة وأنت اقتصرت على معنى واحد، ولكن ليس هذا موضع اهتمامي الآن.


وعلى سبيل المثال ، فقد أبلغنا الله تعالى إن جميع الكتب السماوية قد تم تحريفها لأن الله تعالى ترك مسؤولية حفظها للبشر، فاستطاع الشيطان أن يوسوس لعلماء كل الأمم السابقة فحرفوا كتب الله تعالى، ولأن القرآن هو الكتاب الخاتم فقد حفظه الله تعالى بنفسه، ولذلك لم يستطيع الشيطان اختراقه .
ماذا تفهم من هذا الكلام ، أليس هذا الكلام يذكر بأن البشر لا يؤتمنوا في حفظ الرسالات ؟ .

سبق أن طرحت هذا في موضوع مستقل وفيه ما يلي:
سأل سائل: هل لديك دليل من القرآن ، فقط من القرآن، على أن في طاقة البشر أن يحفظوا وحي الله المنزل من الضياع والتحريف؟
الجواب: نعم، الدليل هو قوله تعالى (إنا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء) ، فالتوارة وحي الله المنزل على بني إسرائيل والاية واضحة وصريحة أنهم "استحفظوا" ، والسين والتاء هنا للطلب كما هو معلوم في اللغة، أي طُلب منهم أن يحفظوا وحي الله ويكونوا عليه شهداء، ولو كان هذا مستحيلاً أو لا طاقة لهم به، لكن هذا من العبث الذي ينزه عنه الله تعالى، ولم يكن الله ليكلّف عباده أمراً ممتنع في ذاته ثم يذمهم عليه ويحاسبهم به، لأنه قال (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) ، فصح بالدليل من القرآن أن حفظ الوحي في وسع البشر لأن الله كلّف بني إسرائيل ذلك، فكل ما كلّف الله به فهو في وسع البشر، ولكن سبب ضياع الوحي وتعرضه للتحريف جاء من جهة إهمالهم وخيانتهم، لا من جهة كون الوحي يحتاج دائماً إلى حفظ خاص من الله تعالى، إذ لو كان الأمر كذلك لما استحفظهم من أول الأمر لأن الله كما أخبر عن نفسه (بعباده خبير بصير). فمن مجموع ما سبق يقال: السنة وحي يمكن حفظه ونقله ، لا يمتنع ذلك بل ولم يمتنع ذلك، ولكن قد يقول قائل: إذا كانت السنة وحياً فهل نقلت إلينا كلها، لم يترك منها شيء؟ فيقال: بيننا وبينك القرآن الذي ارتضيته حكماً - ونعم بكلام الله حكماً - ففيه أن الله قد يوحي بوحي فيذهب بما يشاء منه ويبقي ما يشاء ، قال تعالى (سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله) ، وقال (ما ننسخ من آية أو ننسها) ، فإذا كان يجوز أن يُنسي الله محمداً وأمته من بعده شيئاً من قرآنه ، بعد أن عرفوه وتلوه ، فالسنة كذلك من باب أولى يجوز عليها ما جاز على القرآن، فلا يبقى مع الأمة من القرآن والسنة إلا ما تحتاج إليه ، وتحتكم به، وما سوى ذلك مما علم الله أن الأمة ليست بحاجة إليه أو فيه فتنة لها أو للناس و غير ذلك، فقد أنساهم الله إياه، وكون الله قادر على أن ينسي عباده ما يشاء هو أمر مقرر في القرآن، فإن الله يتحكم في جميع حالات الإنسان النفسية قال تعالى (وأنه هو أضحك وأبكى) وهذه من ألزم الخصائص النفسية للإنسان ، فكذلك النسيان، يُنسي الله من يشاء ويذكّر الله من يشاء، لذلك قال الله عن وظيفة نبيه (فذكّر إنما أنت مذكّر) ، والشاهد أن القرآن نفسه دل أن في مقدور البشر حفظ وصون الوحي متى أخلصوا وصدقوا ، والوحي ليس له صورة واحدة فقد يكون بكتاب وقد يكون علماً بغير كتاب، فما نطق به الرسول مما هو تشريع فهو وحي وإن لم يجيء في القرآن ، والأدلة على ذلك من القرآن يمكن أن تفرد في موضوع طويل مستقل.

والسؤال أيضا : إذا كان القرآن أصبح حصين ولا يستطيع الشيطان أن يخترقه ويحرفه،
الشيطان لا يستطيع تحريف القرآن ولكنه يستطيع أن يعبث بفهمك للقرآن ويجعلك تحرف الكلم من بعد مواضعه. ولو كان القرآن بنفسه سبب تام - اي يؤثر بالضرورة على الفور - لهداية الناس واتحادهم لاجتمعوا على فهمه فهماً واحداً. فماذا أغنى القرآن عن الصوفية اللذين يقرؤون قوله تعالى (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) ويفهمونه على غير وجهه ؟ وماذا أغنى القرآن عن غلاة الرافضة اللذين يقولون أن الجبت والطاغوت في كتاب الله هما أبو بكر وعمر، وماذا سيغني القرآن عن منكري السنة وهم يفرقون بين الله ورسوله ، فيحرمون ما حرم الله ولكنهم لا يحرمون ما حرم رسوله بوحي من ربه (ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله)، وهم بذلك يشاققون الرسول ويتبعون غير سبيل المؤمنين (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين) ومع ذلك (يحسبون أنهم يحسنون صنعا) و (لا يعلمون الكتاب إلا أماني) و (إذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول) جاؤوا إلى ما أنزل الله فقط.


فهل الأحاديث التي قسمت الأمة الإسلامية وفرقت المسلمين وأقامت بينهم الحروب والقتل منذ معركة الجمل وحتى يومنا هذا ، هل هذه الأحاديث حصينة أيضا من عمل الشيطان مثل القرآن الكريم المحفوظ بحفظ الله تعالى له . أم إن هذه الأحاديث مرتع للشيطان يفعل بها ما يشاء، لذلك وقفوا علماء المسلمين حيارى لا يدرون ماذا يفعلون فاضطروا إلى التجريح والتعديل، بل إلى التصحيح والتضعيف، بل قسموها إلى عشرات الأقسام بين مدلسات، وإسرائيليات،،،و،،،و،،،،و،،،الخ
الأحاديث ! أية أحاديث، حديث "إنما الأعمال بالنيات" ! أم حديث "يسروا ولا تعسروا" أم حديث "لعن المسلم كقتله" أم حديث "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث..الخ" أم حديث "كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" أم حديث "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه" ، لا أدري كيف أقامت هذه الأحاديث الحروب والقتل منذ معركة الجمل، هذا أمر. والأمر الثاني، لا أدري لماذا وبناءّ على أي دليل (قل هاتوا برهانكم) أو خبر صادق موثوق اعتقدت أن معركة الجمل وقعت اًصلاً وأن الأحاديث لها علاقة بالموضوع. ومادمت تحتج علي بالتاريخ فسأحتج عليك بالتاريخ وأنت من ابتدأت هذا. فأنا استطيع أن أقول في مقابل دعواك أن الأحاديث لم ترو وتحفظ وتكتب وتنشر وتنقد إلا لعكس ما ذهبت إليه تماماً ، فوظيفة السنة هو القضاء على الانحراف والبدعة والتفرق ولما زاد تفرق الناس واخلاتفهم زادت العناية بجمع سنة رسول الله ، قال ابن عباس : إنا كنا مرةً إذا سمعنا رجلاً يقول : "قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ابتدرتْه أبصارُنا، وأصغيْنا إليه بآذاننا، فلما ركب الناسُ الصعبَ والذلولَ لم نأخذْ من الناس إلا ما نعرف"، فكما ترى جلياً ، حتى كبار الصحابة كانوا يحرصون على سماع الحديث ونقله حتى بعد مماته صلى الله عليه وسلم، فملما وقعت الفتن وكثر الاختلاف لم ينكروا السنة مثلكم وإنما عمدوا إلى الاحتياط ونقل ما يعرفون من الأحاديث لمن بعدهم. ولو أردت أن أملأ المنتدى بنقولات تاريخية مهمة تؤيد وجهة نظري لفعلت ولكني قد أخذت على نفسي – كما اتفقت معك – الاقتصار على كتاب الله وطريقة العرب في فهم الخطاب.

ماذا نفهم من هذا التذكر والتذكير الذي جاء في القرآن الكريم يحذرنا تحذير واضح جدا ، في عدم البعد عن كتاب الله وإتباع آي سبل أخري تدبر :
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)الأنعام
فهل عملنا بهذه الوصية

أنا اعتقد أنكم لم تعلموا بهذه الوصية فإن سبيل الله هو سبيل المؤمنين اللذين لم يشاققوا الرسول (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين)

أما آية سورة الحشر يا أخي الكريم فهي آية للتشريع يجب الالتزام بحدودها، وعدم تحميلها أكثر مما تحتمل حتى لا تفرق بنا عن سبيله.
لا داعي لمثل هذا الافتراض لأنه يفتقر إلى دليل مقنع، بل هو محض إدعاء إلى الآن ، لأنا لم نحملها ما يتعارض معها أو مع عموم دلالات نظائرها في القرآن، كما سيأتي بيانه إن شاء الله.

وحتى لو تجاوبت معك في أن (ما آتاكم الرسول) هي آية عامة ، فما هو هذا الشيء الذي سيأتينا به الرسول غير القرآن الكريم ، وخصوصا أن الآية الكريمة لم تقل ( وما آتاكم النبي)
هل معنى هذا أنه لأنه لم يقل (وما آتاكم النبي) أنه ليس نبياً في تلك اللحظة . ثم مادمت ترى أن لوصف النبوة أثراً فلم لم تجب عن هذه الجزئية في مشاركات سابقة:
...لأن الله قد فَصَلَ بين ثلاثة أشياء:
1- الكتاب: فهناك تشريع في الكتاب والمطلوب هو تبليغه وتعليم ما فيه (بلغ ما أنزل إليك). فيبلغ المذكور فيه من أحكام وتشريعات ويعلمها للناس.
2- الحكم: أي أن تشريع حكمي قضائي، يحصل بفقه النبي وعلمه، فإن وافق الحق أقره الله وإن لم يوافقه جاء الوحي بتصحيحه كما في قوله تعالى (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) ، وكما قال تعالى (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى) وتحذير داود من الهوى فيه دلالة على أن الله فعلاً قد أعطى النبي حرية الاجتهاد والحكم ولكن بشرط تحري الحق والعدل.
3- النبوة: وهو التشريع الذي يحصل بسبب النبوة أي ما يحصل بنبوءة الله لنبيه ولو لم يُذكر في الكتاب (لأنه قد ذكر الكتاب وجاء به مستقلاً)، كما في قوله تعالى (قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير)، فالنبي قد يُنبأ بأشياء ليست في الكتاب، ويحصل هذا كثيراً وشواهده في القرآن. و السنة النبوية – بغض النظر الآن عن ما تعتبرونه مشكلة التصحيح والتضعيف وعلوم الرواية – تدخل دخولاً أولياً في التشريع الحاصل بسبب وصف النبوة.



يا صديقي إن هذه الآية بالذات توضح وضوحا بينا أن كل ما يجب أن يتبع هو ما يوجد في القرآن الكريم فقط، بالإضافة إلى ما وصل إلينا عبر منظومة التواصل المعرفي والتي حفظها الله تعالى كما حفظ كتابه الخاتم .
من فضلك فهمني المراد بقولك "منظومة التواصل المعرفي" فإنه اصطلاح حادث ...بل لا وجود له في القرآن البتة ، بخلاف لفظ "السنة" فعلى الأقل له أصل في القرآن وإن لم يطابقه تماماً.

ولكن عندما تكلم عن الحدود فإن الأمر أصبح مردوده لله فقط " وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ" ولم يقل (ويتعد حدودهما).
قال الله تعالى (ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله)، فما الفائدة من ذكر الرسول في هذه الآية إذا كان المحرم الحقيقي هو الله في القرآن فقط؟ وكذلك في قوله تعالى (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) فذكر الرسول استقلالاً وأعاد ذكر العامل - فعل الأمر – مع الرسول، والقرآن لا يمكن أن يعبر بتعبير يلبس فيه على الناس أو يكون سبباً لضلال أكثر من ثلاثة أرباع الأمة، وقد قال الله عنه أنه (يهدي للتي هي أقوم) ، ونحن نعتقد أن هناك فرق مقصود وواضح بين الإفراد والاقتران، وإذا أردنا أن نأخذ بمعاييركم في طلب الحق لكنا تمنينا لو أن الله – سبحانه – لم يكرر هذا الاقتران في مواضع متعددة من القرآن وبأساليب مختلفة أيضاً

ب-وهو ثانيا : المأثور عن النبي من أقواله وأفعاله وتقريراته وصفاته .
والمعنى الثاني هو الذي أدى إلى انقسام الأمة الإسلامية إلى فرق وطوائف وأحزاب ، بحسب ما انتهى إليهم من آثار السنة النبوية بالمعنى الثاني والذى وصل إليهم عن طريق تراث كل فرقة.
حسناً ، أراك لا تنفك عن الاحتجاج بالتاريخ ! فأقول: وما يدريك أن هذه الفكرة التاريخية التي في رأسك، والتي تهيمن على طريقة فهمك للقرآن، مبنية على نقولات تاريخية محرفة ومكذوبة ، فأنت بين أمرين: إما أن تثبت وفق المنهج القرآني (ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين) أن مزاعمك حول تأخر التدوين وتأثير السنة السلبي صحيحة ، ولا سبيل لك إلى ذلك إلا بالاعتراف بأهمية التاريخ عموماً وعلم أصول الحديث خصوصاً في هذا الموضع أو تكف عن توليد الادعاءات والخرص (إن هم إلا يخرصون) فتصيب قوماً بجهالة بسبب عدم تثبتك وتبينك ، كما هو مؤسس في المنهج القرآني أيضاً ، وقضية التعامل مع التاريخ من خلال القواعد والضوابط القرآنية موضوع طويل ومستقل أتركه لوقته.


وهو مضمون إشارة القرآن عن " الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون"
(من يطع الرسول فقد أطاع الله)

أرجوا أن يكون الأمر أكثر وضوحا الأن
موقفك من السنة هو الذي يزداد وضوحاً مرة بعد مرة.

youssefnour
01-24-2011, 03:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل عبد الله الشهري
لن أعلق على بداية ردك في موضوع التناقض، مادام الموضوع أصبح متفق عليه .
ولكن في ردودك هذه المرة قد بدأت تتعرض لآيات التي عن طريق استقطاعها من السياق ، مع عدم رد المتشابه منها إلى المحكم ، هو الذي أدى إلى صناعة الفرق والمذاهب
فمثلا عندما تقول مستخدما آية سورة الغاشية (فذكّر إنما أنت مذكّر) ، دون ذكر كيف سَيُذّكر رسول الله ،هل هذا التذكير عن طريق أحاديث للرسول ستتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل، أم عن طريق أمر آخر وضحه الله وضوحا بينا ، وكل ما علينا معرفته هو تدبر القرآن الكريم فقط ، فأنظر ماذا يقول الله تعالى في كيف سيذكر رسول الله الناس ففي سورة الأعراف يقول الله تعالى :
كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)
أو قوله في سورة ق :
نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)
وقوله تعالى في سورة العنكبوت :
أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)
إذن فالأمر إلى رسول الله بأن يذكر إنما جاء ليذكر بالقرآن الكريم ، فهل يوجد لديك أنت يا أخى الكريم في القرآن الكريم ما يثبت بأن الرسول سيذَكّر بأمهات كتب الفرق والمذاهب المختلفة، التى روتها وصححتها وعدلتها علماء كل فرقة مذهبية طبقا لما ورثوه من أحاديث .
ولكن أخطر ما ذكرته يا أخي الكريم هو ذكرك لقول الله تعالى (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول) والتي بنيت على أساسها الفرق والمذاهب تراثهم الديني.
في الواقع إن أمر طاعة الرسول هنا هو أخطر ما تستخدمه الفرق والمذاهب ، لذلك سأبدأ في الإجابة به أولا ثم أعود إلي باقي أدلتك لأفندها
وعن هذه الطاعة لرسول الله أقول
لقد أمر الله المؤمنين بطاعته، وطاعة رسوله، فقال تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)النساء
وسأبدأ حديثي عن الطاعة بسؤال منطقي :
هل كانت المرجعية الإلهية، المدونة في عصر الرسالة، والتي تستمد منها أحكام الشريعة الإلهية، التي أمر الله تعالى المؤمنين بطاعة الله ورسوله..، هل كانت كتابا واحدا، هو كتاب الله تعالى، الذي هو بين أيدينا اليوم؟! أم كانت عدة كتب : كتاب الله تعالي..، ومعه أمهات كتب الأحاديث المنسوبة إلي النبي، والتي هي بين اتباع الفرق والمذاهب المختلفة اليوم؟!
إن صحابة رسول الله لم يكن في ذهنهم أصل تدوين أحاديث رسول الله، وإلا لجاءتنا كما جاء القرآن، إن كانت حقا من دين الله واجب الإتباع، فكيف لنا أن نتحقق اليوم، حسب أصول منهج التحقيق العلمي، من صحة وصدق نقل الرواة عن رسول الله، وبينهم وبين عصر تدوين أمهات كتب الحديث ما لا يقل عن قرنين من الزمان؟!
نعود إلى الآية الكريمة ومسألة طاعة الرسول التي اعتبرتها كل فرقة خاصة بتراثها الديني
لقد اعتبر القرآن الكريم كل من لم يرض بحكم رسول الله، بعد رد أمر التنازع إليه كافراً مخلداً في جهنم، وقد جاء هذا التحذير في سياق آيات خوطب بها المسلمون، فتدبر :
) تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14) النساء
تدبر العلاقة بين الأمر بطاعة الله ورسوله، والجزاء المترتب على ذلك في الآخرة وهو الجنة..، وبين النهي عن معصية الله ورسوله، والجزاء المترتب على ذلك في الآخرة وهو جهنم!!
الأمر الذي يفهم منه أن طاعة الله ورسوله أو[معصيتهما] من أصول الدين التي يتوقف عليها إسلام المرء أو كفره، والتي يستحيل أن تخضع نصوصها لاجتهادات البشر، ومذاهبهم في التصحيح والتضعيف.
ولمزيد بيان لهذه المسألة نتدبر هذه المجموعة من آيات سورة النساء :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)
لقد سبق هذه الآية أمر من الله تعالى للمؤمنين، بإقامة العدل في حياتهم، ثم جاءت هذه الآية تأمرهم بطاعة الله [المشرع] وطاعة ولاة أمور المسلمين [المنفذين] لشريعة الله تعالى، ففي طاعتهم مظهر تفعيل هذا العدل وتحققه بين الناس .
ولقد كان رسول الله، عليه السلام، في عصر الرسالة، هو إمام وولي أمر المسلمين، ولذلك كان المستحق لمطلق الطاعة، فهو القائم على تنفيذ شريعة الله بين الناس. لذلك لزم التفريق بين طاعة الإله المشرع، وبين طاعة القائمين على تنفيذ شريعته، بدءا برسول الله ثم ولاة الأمور .
وهذا ما بينه القرآن على وجه الدقة بالفصل بين. " أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ"،
المرجعية الشرعية : اتباع النص التشريعي الإلهي "........" أَطِيعُوا اللَّهَ".
والمرجعية التنفيذية : اتباع القائمين على تنفيذ شريعة الله بين الناس "........" وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ". ونلاحظ عدم إضافة الطاعة لـ "أولي الأمر" لدخولها ضمن طاعة الرسول، كجهة تنفيذية، تبدأ بالمسئول التنفيذي الأول [الحاكم] ثم يتبعه من مستويات تنفيذية أخرى.
لذلك جاء رد التنازع إلي الله والرسول فقط، أي إلي"النص التشريعي الإلهي" الذي يجب أن يؤمن به كافة المسلمين، حكاما ومحكومين..، ثم إلي الحاكم القائم على تطبيق و تنفيذ هذا النص بين الناس، من الناحية العملية.
فإذا كان "النص التشريعي الإلهي" الذي سيرد إليه أمر التنازع، في عصر الرسالة كتابا واحدا، هو كتاب الله تعالى، والقائد والحاكم القائم على تنفيذ أحكام هذا الكتاب بين الناس، هو رسول الله، إذن فيجب أن يستمر هذا "الكتاب الإلهي" قائما بين الناس يحكم به، بعد وفاة الرسول، ولاة أمور المسلمين، إلى يوم الدين، بوصف أن هذا "الكتاب" هو رسالة الله العالمية الخاتمة، وآيته الدالة على صدق رسوله، عليه السلام.
لذلك لم يربط الله تعالى حجية كتابه بحياة رسوله محمد، فجعل الكتاب "آية قرآنية" متجددة العطاء، علي مر العصور، وإلى يوم الدين. فهل يمكن أن تقوم مرويات الفرق والمذاهب المختلفة مقام "الرسول" الذي لم نعرفه إلا من خلال "آيته القرآنية"؟!
هل يستوي طاعة الرسول، وهو يعيش بين قومه وصحبه الكرام، في عصر الرسالة، والتي يتوقف عليها إسلام المرء أو كفره..، مع طاعة الرواة والمحدثين فيما نقلوه إلينا من مرويات الفرق والمذاهب المتخاصمة، المنسوبة إلي رسول الله، كل حسب ثقافته ومعارفه وتوجهاته العقدية والتشريعية؟!
إنه يستحيل مساواة طاعة رسول الله، عليه السلام، في حياته، بطاعة المرويات المذهبية، التي نسبها رواة المذاهب المختلفة إليه بعد وفاته !!
إن المتدبر للسياق القرآني، يعلم علم اليقين، أن الرد إلي الله تعالى هو الرد إلى آيات ذكره الحكيم، وهذا قائم بين الناس إلي يوم الدين. أما الرد إلي رسول الله فيخص عصر الرسالة، حيث كان يمكن تحققه على وجه اليقين، سواء كان بالفصل في مسائل النزاع بين المسلمين،أو بينهم وبين ولاة أمورهم في البلاد .
لذلك فإن عطف الرسول على لفظ الجلالة، " أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ"، عطف بدهي منطقي، لبيان أن القائم على تنفيذ شريعة الله بين الناس، كان في عصر الرسالة بشراً مثلهم، يُرد إليه أمر التنازع ، بصفته إمام وولي أمر المسلمين. ولقد بين السياق القرآني ذلك بقوله تعالى، بعد آية من السابقة :
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (63)النساء
لقد بين الله تعالى إن المرجعية المدونة، سواء كانت مرجعية عصر الرسالة، أو العصور التي بعده..، فهي محصورة في هذا المُنزّل : " تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ". إذن فما هو هذا "المنزل" ؟!
أليس هو :
وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193)الشعراء
وهذا له بحث خاص حول تنزيل رب العالمين ، ربما نذكره في وقت آخر .
إن قوله تعالى : " تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ" يعنى الحضور والتواجد أمام الرسول شخصيا، الأمر الذي بينه قوله تعالى بعد ذلك، : " فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ"..، فكيف يُعرض عنهم رسول الله بعد وفاته؟! وكيف يكون المعرض، أو المنكر، لمرويات رواة الفرق المختلفة، معرضا أو منكرا لشخص الرسول ولسنته؟!
ويزيد السياق القرآني الأمر وضوحا، فيقول الله تعالى بعدها :
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64)
فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) النساء
فهل يمكن أن تحل مرويات الفرق والمذاهب المختلفة محل رسول الله في هذا السياق القرآني؟! هل قوله تعالى " جَاءُوكَ" يمكن أن يعني جاءوا المرويات التي نسبها الرواة إليه؟! وهل قوله تعالى : " يُحَكِّمُوكَ" يمكن أن تعني يحكموا المرويات التي نسبها الرواة إليه ؟!
وهل قوله تعالى : " مِمَّا قَضَيْتَ" يمكن أن تعني مما قضي به الرواة والمحدثون؟! ثم كيف نحقق قوله تعالى " وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" أمام هذا الكم الهائل من المرويات، التي نسبها الرواة والمحدثون، وعلماء الجرح والتعديل..، إلي رسول الله .
فتدبر هذه المجموعة من الآيات لتزداد المسألة وضوحا :
إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (53) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54)النور
لاحظ أن السياق القرآني يقول : " لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ" ، ولم يقل "ليحكما"، والذي يدل على أن المشرع واحد، وهو الله تعالى، وأن رسول الله هو المنفذ لشريعته، ثم يتحول الأمر إلى ولاة أمور المسلمين، بعد وفاته، عليه السلام .
فعندما يكون كتاب الله، وآيته القرآنية ، هي المرجعية في رد التنازع بعد وفاة الرسول، من خلال ولاة الأمور، تتساوى هنا فاعلية الأمر الإلهي بطاعة الله ورسوله في عصر الرسالة، مع فاعليته في العصور التالية، ويصبح قول المسلمين، "سمعنا وأطعنا" له فاعليته على مر العصور. ويزداد الأمور وضوحا بتدبر هذه الآيات :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)الأنفال
إنه بتدبر الآيات التي جاءت تأمر الناس بطاعة الرسول، نلاحظ أنها جاءت تخاطب المعاصرين لرسول الله، في فترة التنزيل واكتمال الدين.
وتدبر أيضا هذه الآيات :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31) وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)الأنفال
إن فائدة السمع العمل بالمسموع، والذي يسمع الحق ولا يعمل به كالذي لم يسمع، فهما سواء في عدم الانتفاع بذلك المسموع، ولما كان الأمر بالطاعة كلاما يجب أن يطاع، فقد ظهر المقصود بقول الله تعالى: " وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ"، وقولهم : " قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا"!!
وكلها أقوال لا يمكن تفعيلها بأي حال من الأحوال بعد وفاة الرسول، إلا بالقياس على موضوعاتها، وما يخص منها ولاة الأمور ليقوموا بتنفيذها .
وتدبر أيضا هذه المجموعة من الآيات :
) مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)النساء
إنه بتدبر الآيات السابقة، نلاحظ أنها جاءت تؤكد على التفاعل الحي، بين رسول الله عليه السلام، وقومه، وطاعته الواجبة عليهم والمتمثلة في الإيمان بـ " آيته القرآنية" واتباع شريعتها .
كما جاءت تبين ضرورة أن يستعين أولو الأمر بأهل الحكمة والعلم والخبرة، في مجالات الحياة المختلفة، وأن يكونوا على دراية بمستجداتها وتطورها، لاتخاذ القرار السليم بشأنها. تدبر قوله تعالى : " وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ"
لقد بين القرآن الحكيم أن على الناس أن يردوا مسائل النزاع بينهم، أو الشائعات المغرضة التي تهدد أمن البلاد..، إلى ولاة الأمور، الحاكم ومساعديه، الذين هم أهل الرأي والاختصاص، وجهة التحقيق الرسمية، والمسئولة عن تحقيق الأمن لمواطنيها.
لذلك عقب السياق على ذلك بقوله تعالى : " لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ"، ولم يقل الله تعالى : لعلمه الرسول...، في الوقت الذي كان أمر الرد للرسول ولأولي الأمر معا .
وليس الأمر بالطاعة خاصا فقط في حال وجود شائعات مغرضة، تهدد وحدة الصف، وإنما هو أمر عام، قد جاء القرآن ببيان بعض مسائله، ومنها أحكام الشريعة فكلها من المسائل التي تحافظ على وحدة الأمة، وسلامة تصرفات أفرادها، فتدبر :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92)المائدة
فهل لدي علماء الفرق والمذاهب المختلفة، أصحاب منابر الدعوة، المحلية والفضائية، بلاغ مبين من رسول الله غير القرآن الكريم؟!
أرجوا أن تقرأ ما كتبت جيدا فإن كان لك تعليق عليه، فأرجوا إضافته أما إذا لم يكن هناك تعليق فسأعود إلي باقي أدلتك لأعرضها واحدة واحدة، ومنها موضوع الناسخ والمنسوخ ، ومعنى الكتاب، والحكم، والنبوة ، ولأوضح أيضا "منظومة التواصل المعرفي" التي طلبت منى أن أوضحها.
ملحوظة :
إذا تأخرت عليك في الرد فذلك سيكون بسبب سفرى المحتمل أن يكون باكر ، والعودة الأحد إن شاء الله تعالى، أما إذا لم أسافر فسوف أتواصل مباشرة .

تحياتى وهداك الله وهدانى صراطه المستقيم ،،،،،

عبدالله الشهري
01-25-2011, 08:13 AM
تذهب وتجيء بالسلامة ، وأرجو أن تتمهل حتى أكتب تعليقي على بعض ما ذكرت.

عبدالله الشهري
01-25-2011, 09:45 AM
ملاحظة واقتراح: لا حظت أخي يوسف أنك تجاوزت نقاطاً عدة لم تجب عنها مطلقاً ، مما تسبب في إحداث فجوات مؤثرة في تسلسل وبناء الموضوع. ولا أستطيع إكمال النقاش بدون التعرض لتلك النقاط. لذا اقترح أن اجمعها كلها بين يديك حتى تجيب عنها، لأن في تجاوزك لها مؤشر على أشياء كثيرة في ذهني عن مذهبك الذي اخترته لنفسك. لذا سأبدأ بطرح تلك النقاط، نقطة نقطة، حتى أضمن أنك أتيت عليها كلها، وطبيعة إجاباتك هي التي ستحدد قوة موقفك وصحة ما أنت عليه من عدمه. آمل من الإخوة المشرفين أن يبدوا رأيهم حول هذا جدوى هذا الاقتراح.

youssefnour
01-25-2011, 12:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل عبد الله
أنا أعلم أن هناك نقاط لم أرد عليها ، وقد قلت في ردى السابق وبالحرف الواحد
أرجوا أن تقرأ ما كتبت جيدا فإن كان لك تعليق عليه، فأرجوا إضافته أما إذا لم يكن هناك تعليق فسأعود إلي باقي أدلتك لأعرضها واحدة واحدة، ومنها موضوع الناسخ والمنسوخ ، ومعنى الكتاب، والحكم، والنبوة ، ولأوضح أيضا "منظومة التواصل المعرفي" التي طلبت منى أن أوضحها.
وطبعا ما سأرد عليه في هذه النقاط سيشمل بعض الآيات التي إستشهدت بها في ردك السابق، لكننى بدأت بطاعة الرسول لإن فيها من الإجابات على كثير من نقاط الحوار بيننا، وحتي تكون واضحة أمام المتابعين .
ومع ذلك أنا في إنتظار النقاط التي ستحددها حتى نضعها أمامنا للرد عليها كلها ، ولتكون هي المرجع لنا في الحوار

عبدالله الشهري
01-25-2011, 09:38 PM
الأخ الفاضل يوسف
النقطة الأولى:
قلت أنت :
وَالْحِكْمَةَ : وتعليم الحكمة هنا بمعنى كيف يُستخرج من النص الأحكام والتوجيهات والمقاصد ، والحكمة مذكورة تفصيليا في القرآن الكريم ومن المؤكد إننا سنتعرض لها خلال حوارنا .
قلت أنا: إذا كان الرسول قد علّم أمته كيفية استخراج الأحكام والتوجيهات والمقاصد، فأين هذا التعليم ؟ لا سبيل لمعرفة هذا إلا بنقل عن الرسول، فمن أين لنا الإطلاع على تعليم الرسول أمته كيفية استخراج الأحكام (والتوجيهات والمقاصد)؟

youssefnour
01-25-2011, 11:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز عبد الله
سأرد على سؤال الحكمة أولا ، وعندما أعود من السفر يوم الأحد إن شاء الله تعالى ستكون قد كتبت باقي النقاط فأقوم بالرد عليها بالترتيب>
والآن إلى الحكمة في السياق القرآني، وكما أمرنا الله تعالى بها :
إن الحكمة المنزلة ، نعمة من الله تعالى ، يؤتيها من يشاء من عباده.
) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)البقرة
ولقد أتى الله آل إبراهيم الحكمة :
) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54)النساء
وأتى داود الحكمة :
فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)البقرة
وآتى عيسى الحكمة :
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48)
وآتى الله رسوله الخاتم محمدا الحكمة:
) ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)الإسراء
إذن فالحكمة المنزلة على رسول الله محمد ،عليه السلام، ليست نصوص تراث بشرى ، تخضع للتصحيح والتضعيف، حسب شروط واجتهادات علماء الفرق المختلفة وإنما هى وحى إلهى ، آى إيتاء من الله تعالى ، يحمل للناس أصول الشريعة الحكيمة وأحكامها المستقيمة ، من تمسك بالعمل بها أتاه الله خيرا كثيرا.
ودليل ذلك ، ما سبق هذه الآية من آيات ، جاءت تجمع أصول الشريعة الحكيمة واجبة الاتباع ، وآلتي تبدأ بالتوحيد الخالص :
لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)الإسراء
وتنتهي هذه الأحكام بقوله تعالى :
وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38)
ثم يعقب الله تعالى على هذه الأحكام بقوله تعالى :
ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)الإسراء
فهل يمكن أن تتساوى حجية هذه الأحكام، وقطعية ثبوتها عن الله تعالى ووجوب العمل بها..، مع مرويات المذاهب المختلفة ؟! لذلك كانت هذه "الحكمة" من محتوى الوحى القرآنى وصفة من صفاته ، نزلت مع الكتاب ، على رسول الله ، عليه السلام، ولقد جاء السياق القرآنى ببيان ذلك ، فى دعاء إبراهيم ، عليه السلام، فقال تعالى :
) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130)البقرة
ولقد استجاب الله تعالى لدعوة إبراهيم ، عليه السلام، فقال تعالى :
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)آل عمران
وجعل سبحانه وتعالى إنزال الكتاب والحكمة ، من نعم الله وفضله على الناس:
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)النساء
والسؤال : هل "الحكمة" فى ذاتها مصدر تشريعي مستقل بأحكامه عن كتاب الله ؟!
وإذا كانت مصدرا تشريعيا ، ككتاب الله ، إلا إنها استقلت عنه بالتشريع ..، إذا فلماذا اختلفت طبيعة نصوصها ، وخصائصها ، عن كتاب الله تعالى ن فلم يحفظها الله تعالى كما حفظ نصوص كتابه ؟!
تعالوا إذا نفهم معنى "الحكمة" فى سياقها القرآني . قال تعالى :
) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)
لقد بين سياق الآية ، أن منهج التعلم "المتلو" على الناس ، هو الآيات القرآنية، تلك آلتي من درسها ، وعمل بها زكت نفسه ، وصار حكيما.
وإن القائم بهذه العملية التعليمية الحكيمة ، لا يمكنه أن يخرج عن المنهج الذي أمر الله رسوله بتلاوته وهو "الآيات" آلتي احتواها هذا "الكتاب" وذلك لقوله تعالى عن الخطوة التالية ، وهى العملية التعليمية : " وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ"
ومن هذه الحكمة المتعلمة ، تعلم كيف توضع الأحكام "المتلوة" موضع التطبيق السليم والاستنباط الحكيم ..، الذي يظهر التفاعل الحي ، بين الآيات القرآنية، وقواعد السلوك العامة ، بما يحقق التوازن النفسي والاجتماعي للناس .
وبما أن لكل عصر ظروفه ومتطلباته وتحدياته ..، التى يجب أن تتماشى معها هذه العملية التعليمية ..، كان من "الحكمة" أن نتعامل مع "الكتاب" كآية قرآنية متجددة على مر العصور .
فتعالوا نتدبر هذه الآيات التى حملت " الحكمة " للناس ، والتى أوحاها الله تعالى إلى رسوله محمد "عليه السلام" وهى الآيات من [22] إلى [38] من سورة الإسراء والتى تبدأ بحكمة التوحيد الخالص ، فيقول الله تعالى :
) لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)
وإن من الحكمة أن يقيم المسلم حياته وعلاقاته الاجتماعية على قوانين الحكمة بداية بإصلاح العقيدة ، وطرق التفكير والمنطق السليم ، وملازمة بر الوالدين .
وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)
ومن الحكمة إقامة الروابط الإنسانية ، وأعلاها حقوق ذوى القربى ، والمساكين وابن السبيل..، على المسلم أن يؤديها دون تفريط ، وليس تفضلا من أحد على أحد فالآمر هو الله تعالى ،الذى بيده مفاتيح كل شئ
) وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28) وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30)
ومن الحكمة ألا يقتل الإنسان أولاده خشية الفقر ، وإنما عليه أن يأخذ بأسباب الحياة ، ويستعين بالله تعالى ، ويعمل حسب ظروف بيئته ، الاجتماعية والمالية ، وعلى إخوانه أن يساعدوه على الخروج من أزمته بسلام .
وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)
إن الذى يقتل طفله خشية الفقر، كالذي يقتل طفله خشية انكشاف جريمة الزنا، أو كالذي يضع ماءه فى رحم امرأة لا تحل له ..، فكلها أسباب تحلل المجتمعات وتفكك روابطها وانعدام الثقة بين أفرادها. لذلك جذر الله تعالى ، فى الآية السابقة ، من مجرد قربان الزنا
ومع حكمة النهى عن قتل الولد خشية الفقر ، وقتل النفس الآدمية بفاحشة الزنا تأتى حكمة الحرمة المطلقة للاعتداء على النفس بوجه عام ، وأنه ليس لأحد أن يسلبها حريتها فى الحياة، إلا بالحق الذى أنزله الله تعالى فى كتابه.
وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33)
ومن الحكمة رعاية اليتيم وتعهده، وتنمية ماله ، كما أن من الحكمة الوفاء بالعهد وتوفية الكيل والميزان ، لإقامة الثقة بين الناس فى تعاملاتهم.
وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35)
ومن الحكمة أن يقيم المسلم شريعته على العلم والحجة والبرهان ، فلا مكان فى دين الله تعالى للظن أو الوهم أو الخرافة. إنها مسئولية الإنسان في استخدام وسائل الإدراك على الوجه الذي أمره به ربه.
وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)
ومن الحكمة ألا ينخدع الإنسان بمظهره ، أو بمركزه المالي أو الاجتماعي ، وينسى أن قيمته الحقيقة عند ربه فى التزامه بشريعته.
وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38)
ذلك قبس مما أوحاه الله تعالى إلى رسوله من "الحكمة" والذي ينطلق من قاعدة التوحيد الخالص لله تعالى فتدبر :
ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)
لقد بدأت هذه المجموعة من الآيات بقوله تعالى : " لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا" وجاءت الخاتمة بقوله تعالى :" وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورً"
فهل وقفت على الحكمة ؟!
حاول أن تجد علاقة الربط ، والمناسبة ، بين الآية الأخيرة ، وما حملته الآيات التى سبقتها من "حكمة" كمثال للعملية التعليمية التربوية ، التى جاءت بها نصوص "الآية القرآنية" متجددة العطاء إلى يوم الدين .
ويمكننا القول بإيجاز :
أولا : إن الحكمة هي الفهم الواعي لحقيقة التوحيد الخالص ، ولقوانين الحق ، والعدل التى جاء بها القرآن الحكيم، وجميع الرسالات السابقة لتذكير الناس بها..، فالقلب الحكيم يرفض أن يكون لهذا الوجود أكثر من إله.
ثانيا : إن القلب الحكيم يرفض عقوق الوالدين ، فمن الحكمة بر الوالدين : (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)
ثالثا : إن القلب الحكيم يعلم أن من الحكمة إيتاء الزكاة ، ودفع الصدقات ، فإن لم يدفع الأغنياء حق الفقراء والمحتاجين اختلت موازين القيم الإنسانية فى نفوس البشر وظهرالفساد بما كسبت أيدى الناس .
رابعا : إن القلب الحكيم يعلم أن الإحصان ، وحماية أعراض الناس ، وحرمة قتل النفس إلا بالحق، وصيانة مال اليتيم، والعدل فى حقوق الناس ، والتواضع..، كلها أحكام وضوابط يجب أن تحكم سلوك المسلم وطريقة تفكيره.
خامسا : إن الحكمة عطاء إلهى ، وصفة لنصوص " الآية القرآنية" الحكيمة..، التى يستحيل أن تخضع حجيتها لاجتهادات البشر ومدارسهم فى الجرح والتعديل .
إن جماع الحكمة ، وموازينها ، موجود فى ثنايا الذكر الحكيم ، إنها دستور الأخلاق الذى حملته "الآية القرآنية" هداية للناس إلى صراط ربهم المستقيم . تدبر ماذا قال لقمان عليه السلام لابنه ، وهو يعظه :
وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)لقمان
هل وقفت على الحكمة المستنبطة من سورة المطففين والتى تضع الميزان الذى يضمن حلول مشكلات العالم المالية والاقتصادية
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)
وهل وقفت على الحكمة المستنبطة من سورة الحجرات ، والتي تضع الميزان الذي يضمن السلام النفسي والاجتماعي لشعوب العالم ؟!
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8) وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)الحجرات
وهكذا ..، هى "الحكمة" فى السياق القرآنى ، ولا أدرى ما علاقة هذا النور ، الذى يهدى الناس إلى صراط ربهم المستقيم..، بمرويات الفرق والمذاهب المختلفة التى يدعى علماء كل فرقة منها أن مروياتهم، هى التى حملت الحكمة الصحيحة؟؟؟!!!!
إن الله تعالى كما وصف كتابه بـ "الحكمة" لما يحمله من شريعة ، حكيمة ٌ. قد وصفه بـ الفرقان ، وذكر أيضا أنه منزل ..، فتدبر :
تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)الفرقان
فهذا الفرقان المنزل كالحكمة المنزلة ، ليس شيئا ملموسا ، وإنما هو عمل القلب وما يحمله الكتاب من حجج وبراهين ، يفرق الله بها بين الحق والباطل.
ولقد شملت عملية الإنزال ما تعلمه الإنسان من كيفيات أداء العبادات والمهارات المختلفة ، كالزراعة ، والصناعة، التى نقلتها منظومة "التواصل المعرفى" .
فتعلم كيف يصنع لباسه ، وقد ذكر أنه من المنزل :
يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) الأعراف
وعلم الله تعالى داود ، الذى أتاه "الحكمة" كيف يصنع لباس الحرب .
وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80)الأنبياء
ولقد بين الله تعالى أن هذه الصناعات من "الجعل" الإلهي ، آي التي يصل إليها الإنسان عن طريق الأخذ بالأسباب :
) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81)النحل
ولا شك أن عملية الإنزال هذه تعنى إنزال الخامات التى تحتاج إليها هذه الصناعات، كما تعنى إلهام الله تعالى الإنسان كيف يصنع هذه الأشياء وسميت هذه العملية التعليمية إنزالا .
ولقد أنزل الله تعالى أيضا الحديد :
) لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)الحديد
وهذا الميزان المنزل مع الكتاب ، هو موازين الحق والعدل الواجب إقامتها بين الناس..ن وليس مصدرا تشريعيا مستقلا عن الكتاب . وكذلك الحديد المنزل ، ليس مصدرا تشريعيا مستقلا..، وإنما يعنى مادته الأولية المخزونة فى الأرض ، وآلتي هي مقوم أساس من مقومات الحضارة وتقدمها.
إن من عظيم نعم الله على الناس ، أن أوجدهم على هذه الأرض، وقد هيأ لهم كافة أسباب الحياة ، وأنزل لهم كل المتطلبات التى تعينهم على مهمة استخلافهم فى الأرض وألهمهم كيفية الانتفاع بها فتدبر :
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6)الزمر
كما أنزل الله تعالى النور المبين :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175)النساء
فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8)التغابن
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)الشورى
فهل يمكن أن يكون هذا النور ، الذى أنزله الله تعالى على رسوله ، وأمر الناس بالتمسك والاعتصام به ، هو مرويات الفرق والمذاهب المختلفة ، آلتي يعتبرها علماؤها مصدرا تشريعيا مستقلا عن كتاب الله ؟!
إننا إذا تدبرنا الآيات آلتي سبقت قوله تعالى :

يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)البقرة
وهى الآيات من [261-268] استطعنا أن نقف على مزيد من عطاء "الحكمة" المستنبطة من نصوص "الآية القرآنية" آلتي جعلها الله حجة على الناس إلى يوم الدين.
وإن "الحكمة" تستنبط مما يتلى من الكتاب ، وذلك فى حلقات العلم ، التى يجب أن تقام فى بيوت المسلمين أسوة ببيوت النبي . تدبر قول الله تعالى فى سورة الأحزاب :
وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)
فقول الله تعالى : " وَاذْكُرْنَ" أمر بالتذكر والمذاكرة ثم قوله بعدها : " مَا يُتْلَى" بيان لموضوع التذكر ، وأنه متعلق بالآيات المتلوة ، وما يستنبط منها "الحكمة" وخاصة إذا كانت تتلى فى مجتمع النساء ، وتتعلق بأحكامهن .
وخلاصة القول : إن "الحكمة" هى أن تضع الشيء موضعه ، حسب السنن الربانية . إن المسلم الربانى يصل إلى درجة من الحكمة تزداد بازدياد ثقافته العلمية المعرفية وتفاعله مع واقعه ، بما يحقق له ولأمته التوازن النفسي والاجتماعي .
لذلك لا أكون مبالغا إذا قلت بأن مواضع الحكمة فى كتاب الله بعدد آياته ز
واليوم ، وقد مرت على عصر الرسالة الخاتمة قرون طويلة ، من الفرقة والمذهبية والتخاصم بين المسلمين ، يستطيع كل إنسان، وفى آي عصر ، أن يقيم إسلامه على أساس "الآية القرآنية" المعاصرة له، وآلتي من خلالها يشهد شهادة علمية أنه "لا إله إلا الله " وذلك على أساس التفاعل الفطري ، بين آليات عمل القلب ، وآيات الأفاق والأنفس المبثوثة حوله فى هذا الكون..، وأن محمدا رسول الله على أساس ما شهد القرآن له به، شهادة علمية ، وليست وراثية..، وهذا ما علمناه عن رسول الله ، من كتاب ربنا :
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)آل عمران
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)الأحزاب
وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2)محمد

مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)الفتح
هذه هي الحكمة يا صديقى ، التى فيها يمترون .
تحياتى وألقاك الأحد إن شاء الله تعالى .

مراقب 4
01-25-2011, 11:26 PM
الأستاذ يوسف..

مادمت أنت ومحاورك الأستاذ عبدالله، قد اتفقتما على طرح النقاط التي تركت التعليق عليها لتعلق عليها قبل أن يرد عليك، فإن من تضييع قيمة الحوار أن ترد على كل نقطة يذكرها لك بعدة صفحات، لأنّه بعد أن تنتهي سيكون هو مطالبًا بالرد على ما لا يقل عن عشرين صفحة متفرقة لك في دفعة واحدة، وهذا ليس من مراعاة سير الحوار الذي تعودنا منك تفهمه، هذا بالنسبة للتطويل في الإجابة، وفوق ذلك فأنت لم تجب على السؤال فيما ظهر لي كمتابع للحوار، وبيان ذلك:

أنت قلت: (وتعليم الحكمة هنا بمعنى كيف يُستخرج من النص الأحكام والتوجيهات والمقاصد ، والحكمة مذكورة تفصيليا في القرآن الكريم ومن المؤكد إننا سنتعرض لها خلال حوارنا .)
فقال محاورك: (قلت أنا: إذا كان الرسول قد علّم أمته كيفية استخراج الأحكام والتوجيهات والمقاصد، فأين هذا التعليم ؟ لا سبيل لمعرفة هذا إلا بنقل عن الرسول، فمن أين لنا الإطلاع على تعليم الرسول أمته كيفية استخراج الأحكام (والتوجيهات والمقاصد)؟)

فيمكنك أن تجيبه ببيان "أين" تعليم الرسول لأمته، أو أن تجيبه إجابة أخرى مختصرة في سطرين لا في صفحتين حتى يمكن مواصلة الحوار على الطريقة التي ارتضاها كلاكما، فهل تضع هذه الإجابة المختصرة تكرمًا وأقوم -كمنسق للحوار- أن أحذف الرد المطول السابق الذي سيضيع فائدة الحوار وأرسله لك لتحتفظ به لحين الحاجة لهذا التفصيل؟؟

عبدالله الشهري
01-31-2011, 10:19 PM
شكراً يا أخ يوسف، ولا أخفيك أن المشرف 4 قرأ ما في نفسي ، فهل يمكنك الإلتزام بالإجابة عن النقطة المطروحة بالذات فإن طول جوابك لم يغن شيئاً في نظري، وإن كنت راض عن جوابك هذا انتقلت لنقطة جديدة.

youssefnour
02-02-2011, 03:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل مشرف 4، وآخى الكريم عبد الله الشهري
أولا دعونا نتفق إنني أتحاور مع أفاضل يحملون في داخلهم "الأحاديث" كحقيقة دينية لا ينسلخ عنها الدين الإسلامى، وأنتم نشأتم في هذا منذ نعومة أظافركم ، والمتابعون للحوار أيضا يرتدون نفس الثوب المحكم للأحاديث
وكل ما أحاول أن أفعله هو سلخكم من هذا الثوب وذلك بتدبر آيات الله تعالى لنعود إلى القرآن الحكيم
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)الأعراف
إن موضوع الحكمة ظل مئات السنوات يفهمه المسلمون على أنه أحاديث الرسول المدونة بين أيديهم فكان لابد أن أوضح خطأ هذا المفهوم الملاذم للمسلمين ملاذمة الجلد للحم واعتمدت في ردى على نقاط محددة وذكرت الآتي :
1/ إن الحكمة تنزيل من عند الله ، ووضعت الآيات الدالة على ذلك
2/ أن الحكمة أتاها الله للأنبياء والرسل ، وذكرت الآيات الدالة على ذلك
3/ الحكمة الخاصة برسول الله والمنزلة عليه، وذكرت الآيات الدالة على ذلك وهى الآيات من (الآية22 وحتى الآية 39) من سورة الإسراء
4/ ثم قمت بتوضيح كيفية استنباط الحكمة من كل آية من هذه الآيات المنزلة بالحكمة على رسول الله
5/ ثم ذكرت دعوة إبراهيم (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ،،،،،،الآية )،،،، وقبل الله تعالى دعوة إبراهيم (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)
6/ ثم أوضحت ما معنى الحكمة المنزلة وهل هي مصدر تشريعي مستقل عن كتاب الله تعالى، أم إنها ضمن كتاب الله
7/ وأخيرا قمت بالربط بين الحكمة المنزلة على رسول الله والحكمة المنزلة على الأنبياء والرسل لأثبت أن الحكمة تشريع قرآني محفوظ بحفظ الله تعالى له، وليست مصدرا تشريعيا خارجيا دونه البشر بعد وفاة الرسول بقرنين من الزمان .
أنا أعلم إنني قد كتبت رد مطولا ، ولكنني أيضا كنت أعرض ردا أمام محاور ومتابعين للحوار يعتقدون منذ مئات السنوات أن الحكمة هي ما دون بعد وفاة الرسول بعشرات السنوات .
فآي نقطة من النقاط السابقة كان يجب حذفها حتى لا يطول الحوار .
أرجوا يا أخي الكريم (مشرف 4) ، ويا أخي (عبد الله ) المحاور الشريف أن تتعبوا أنفسكم بعض الشيء وتعودوا لقراءة ردى حول الحكمة ، وتقولوا لي في آي جزء أنا أطلت وكان لابد من حذفه.
أنا في إنتظار باقى النقاط التى لم أرد عليها إذا كانت نقطة (الحكمة) قد تم الإجابة عليها بشكل واضح، أو العودة لمناقشة ما بها من نقاط غير مفهومة .
ملحوظة :
أرجوا أن تدعوا معي لمصر أن يلهم الله الحافظ ، شعبها وحكامها ، سواء السبيل ، وجادة الصواب، فإن مصر آمنة بأمر الله دائما (َ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ ،،،، الآية)صدق الله العظيم

مراقب 4
02-03-2011, 09:20 PM
الأستاذ يوسف..

بدايةً لا تعاملني كطرف في الحوار لأن دوري هو تنظيم الحوار ليس إلا، وبالفعل فقد أتعبت نفسي وقرأت ردك الذي يحاول سلخ الثوب عني قبل أن أكتب ما كتبت، وثالثًا إن وافق محاورك الأستاذ عبدالله على مسلكك في الجواب والاستمرار في استخلاص جوابك على النقاط التي يرى أنك لم تعلق عليها فسيستمر الحوار على هذه الصورة، وإلا فعليكما التوافق على سبيل آخر، وبانتظار ما يرضيكما.

youssefnour
02-04-2011, 12:08 AM
الأستاذ يوسف..

بدايةً لا تعاملني كطرف في الحوار لأن دوري هو تنظيم الحوار ليس إلا، وبالفعل فقد أتعبت نفسي وقرأت ردك الذي يحاول سلخ الثوب عني قبل أن أكتب ما كتبت، وثالثًا إن وافق محاورك الأستاذ عبدالله على مسلكك في الجواب والاستمرار في استخلاص جوابك على النقاط التي يرى أنك لم تعلق عليها فسيستمر الحوار على هذه الصورة، وإلا فعليكما التوافق على سبيل آخر، وبانتظار ما يرضيكما.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل مشرف 4
لقد تفهمت قصدك وبوضوح، فشكرا على الرد وتوضيح الأمر
أعانك الله على حسن الإشراف ووفقك لما يخدم الإسلام

عبدالله الشهري
02-04-2011, 12:46 AM
وفق الله الجميع للحق والعمل به آمين. وأسأل الله الرحمن الرحيم أن يصلح أحوال المسلمين في مصر وأن يكفيهم شرور الخبثاء المندسين في صفوفهم.

عبدالله الشهري
02-09-2011, 11:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل مشرف 4، وآخى الكريم عبد الله الشهري
أولا دعونا نتفق إنني أتحاور مع أفاضل يحملون في داخلهم "الأحاديث" كحقيقة دينية لا ينسلخ عنها الدين الإسلامى، وأنتم نشأتم في هذا منذ نعومة أظافركم ، والمتابعون للحوار أيضا يرتدون نفس الثوب المحكم للأحاديث
وكل ما أحاول أن أفعله هو سلخكم من هذا الثوب وذلك بتدبر آيات الله تعالى لنعود إلى القرآن الحكيم
قد أكدت مراراً أنك حتى أنت أخي الفاضل جزء لا يتجزأ من وعي هذه الأمة في تاريخها وحاضرها ولن تكون قادراً على سلخ نفسك ، فضلا عن غيرك، من هذا الماضي - بل ولا سلخ نفسك من الاحتجاج به - ودليل ذلك من عدة مشاركات لك أن إحدى أسس ودعائم منهجك الذي اخترته لنفسك مبنية على حقيقة تاريخية دينية في غاية الحساسية والأهمية عندك - إذ لولاها لكان لك رأي آخر - وهي مقولتك التي لم تزل ترددها : أن الأحاديث لم تدون أو تكتب أو تنشأ أو تعرف إلا "بعد وفاة الرسول بقرنين من الزمان". فما رأيك أن أطلب منك أن تنسلخ من عبء هذا الماضي الذي تحتج به علينا في إثبات أو نفي الحقائق الدينية قبل أن تحاول سلخنا نحن - المؤمنين ببعض ما فيه وفق منهجية قرآنية - منه ؟ وأود تذكيرك بأن كثرة الأتباع والمقلدين ليس في كل الأحوال دليلاً على الضلال، فقد قد قال الله (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس)
والتقليد في الحق مشروع كما أن التقليد في الشر ممنوع، ولا يحتاج الناس لكل هذا التكلف - أو الانسلاخ بتعبيرك - حتى يعرفوا جادة الطريق ، فإن مجمل فكرة اتباع الأمة لرسولها حياً وميتاً يكفي لإثبات مشروعية ما هي عليه، أما وظيفة نقل المأثور عن رسولها وتمحيصه وتعليمه على وجه التفرغ فلا يجب عليها كلها وإنما يجب على علماءها ويتعين على أئمتها وعليهم مع ذلك مسؤولية بيان العلم وعدم كتمانه. وأنا أشهد الله أنهم اجتهدوا ونصحوا للأمة في هذا ولا أملك وصفاً أصف به علاقة اللاحق بالسابق أبلغ من قوله تعالى (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم).

إن موضوع الحكمة ظل مئات السنوات يفهمه المسلمون على أنه أحاديث الرسول المدونة بين أيديهم فكان لابد أن أوضح خطأ هذا المفهوم الملاذم للمسلمين ملاذمة الجلد للحم
الحكمة معنى كلي يتضمن السنة وغيرها. وأنا اتفق معك أن قصر معنى الحكمة على السنة لا دليل عليه، ولكن السنة بما اشتملت عليه من الحكم العظيمة تدخل في معناها دخولاً أولياً ، مع أن العلماء ليسوا مجمعين على أن المراد بالحكمة في القرآن السنة . آتي الآن على ما تبقى من كلامك.



1/ إن الحكمة تنزيل من عند الله ، ووضعت الآيات الدالة على ذلك

لا نزاع في هذا إلا إذا كنت تقصد بالتنزيل كتاب أو صحيفة فقط.

/ أن الحكمة أتاها الله للأنبياء والرسل ، وذكرت الآيات الدالة على ذلك

أيضاً هذا محل اتفاق إلا إذا قصدت أنه لا يؤتاها إلا الأنبياء والرسل فهذا خطأ لأن الله قد قال (ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا) والصيغة هنا عامة يدخل فيها الأنبياء وغيرهم لمن صلح لذلك. وقال (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة) والحث في هذه الاية لا يقتصر على رسولنا المخاطب بها.


/ الحكمة الخاصة برسول الله والمنزلة عليه، وذكرت الآيات الدالة على ذلك وهى الآيات من (الآية22 وحتى الآية 39) من سورة الإسراء
4/ ثم قمت بتوضيح كيفية استنباط الحكمة من كل آية من هذه الآيات المنزلة بالحكمة على رسول الله
5/ ثم ذكرت دعوة إبراهيم (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ،،،،،،الآية )،،،، وقبل الله تعالى دعوة إبراهيم (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)
6/ ثم أوضحت ما معنى الحكمة المنزلة وهل هي مصدر تشريعي مستقل عن كتاب الله تعالى، أم إنها ضمن كتاب الله

الحكمة المنزلة تارة في كتاب وتارة من غير كتاب والوصف الجامع لها أنها "وحي" ، وهي تشريع إذا تضمنت تشريعاً وهي من كتاب الله إذا أشار إليها أو دل عليها، وكلام الرسول الذي تضمن تشريعاً أو أدباً مما لم يرد في كتاب الله ، هو من الحكمة التي آتاه الله إياها كما آتى لقمان الحكمة من غير كتاب يتلى ، قال تعالى (ولقد آتينا لقمان الحكمة) ومن المعلوم عند الأولين والآخرين أن لقمان لم ينزل عليه كتاب.


/ وأخيرا قمت بالربط بين الحكمة المنزلة على رسول الله والحكمة المنزلة على الأنبياء والرسل لأثبت أن الحكمة تشريع قرآني محفوظ بحفظ الله تعالى له، وليست مصدرا تشريعيا خارجيا دونه البشر بعد وفاة الرسول بقرنين من الزمان .
الحكمة محفوظة ولا شك ، سواء في كتاب الله أو في سنة رسول الله، ولا يشترط - كما بينت مراراً - أن تكون محفوظة بحفظ خاص يتعهد به الله، فقد آتى الله أهل الكتاب كتابين من أعظم كتبه، وفيها هدى ونور، واستحفظهم عليها، بل فوق ذلك جعلهم شهداء على استحفاظ الله لهم عليها. أما كون الأحاديث مدونة فهذا وصف في حد ذاته لا يلغي كونها تشريعاً لأن التدوين ليس شرطاً لحفظها. وكون السنة قد دونها بشر لا يخرجها عن كونها وحياً إلا إذا حرفها هؤلاء البشر أو اخترعوها من تلقاء أنفسهم [1]، وكونها دونت بعد وفاة الرسول بقرنين، فهذا ما نطالبك بالدليل عليه ولكن بشرط وهو ألا تستدل علينا بمنهجية ترى أنت أساساً أنها مرفوضة في الاعتراف بالسنة أو إثباتها.

تذكير: في نظري لم تجب بشكل محدد وواضح ومباشر عن النقطة الأساسية:

أنت قلت: (وتعليم الحكمة هنا بمعنى كيف يُستخرج من النص الأحكام والتوجيهات والمقاصد ، والحكمة مذكورة تفصيليا في القرآن الكريم ومن المؤكد إننا سنتعرض لها خلال حوارنا .)
قلت أنا: إذا كان الرسول قد علّم أمته كيفية استخراج الأحكام والتوجيهات والمقاصد، فأين هذا التعليم ؟ لا سبيل لمعرفة هذا إلا بنقل عن الرسول، فمن أين لنا الإطلاع على تعليم الرسول أمته كيفية استخراج الأحكام (والتوجيهات والمقاصد)؟)
فأنت ذهبت تخبرني عن فهمك للحكمة في القرآن ولم تخبرني: ما السبيل إلى معرفة كيفية تعليم الرسول أصحابه وأمته من بعده كيفية استخراج الأحكام والتوجيهات..الخ.
فإن كنت ترى أنك قد أوضحت وبينت، انتقلت لإيراد نقاط أخرى لم تجب عنها.
= = = = = = = = = = = = = = = = =
[1] نعم لقائل أن يقول أن السنة قد رويت أحياناً بالمعنى وأحياناً بالحكاية عن رسول الله ، أي أنها تفتقر إلى التطابق اللفظي ، وهذا صحيح لا ننكره ولكن الوحي لا يوجد دليل قطعي من عقل أو نقل (أي من كتاب الله) أنه لابد أن يكون في سائر صوره - أي صور الوحي بغير كتاب - وفق لفظ محدد لا يحيد عنه ، لأن الوحي قد يكون "معنى" يلهمه الله الموحى إليه فيتكلم به بلفظه هو كما في نصائح لقمان لابنه ، ومن المعلوم أن نصائح لقمان لابنه إنما كانت بلفظ لقمان والقرآن نقلها لنا بكلام الرحمن لا كلام لقمان لأنه لو كان كل ما ينقله القرآن من كلام غير الله - ككلام الهدهد وكلام سليمان وكلام ملكة سبأ وكلام موسى وفرعون..الخ - هو نفسه كلام أولئك لانتفى الإعجاز من كتاب الله ولكان الإعجاز حقيقة في كلام هؤلاء لا كلام الله. خلاصة الأمر: أن الوحي قد ينزل على صورة لفظ محدد لا ينبغي أن يتغير كما في القرآن - بما في ذلك جميع ما ثبت من قراءاته وأحرفه التي قُريء بها - وتارة يكون الوحي "معنى يقذفه الله" في صدر الموحى إليه فيتلفظ به - وأكثر السنة كذلك ، مصداقاً لقوله تعالى (بما أراك الله).
وللاستطراد فقط: أخرج الخطيب البغدادي في أكثر من موضع عن بعض الرواة أن كانوا يشددون في رواية الحديث باللفظ حتى لجأ بعضهم إلى رواية بعض الأحاديث بما فيها من لحن وعدم تغييره، وجماهير العلماء على جواز رواية الحديث بالمعنى لمن كان عارفاً باللغة وما يحيل المعنى ، ولهذا الاختيار ما يشهد له من أدلة القرآن وإقرار الرسول وتصرف البشر في القديم والحديث.

youssefnour
02-12-2011, 02:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل عبد الله الشهري
أولا دعني أهنئك وأهنئ نفسي وأهنئ كل المصريين بنصرنا الغالي على كل ما هو طاغية،،،،، ولا أقصد إهانة رئيس مصر مبارك ،،،،، ولكنني أعنى هذا النظام الذي أضر البلاد لأكثر من نصف قرن وذلك بوضع كل السلطات في يد رجل واحد فقط،،، منذ ثورة 23 يوليو 1952،،،، وحتى الآن .عموما نحمد الله العلىّ القدير أن كشف الهُمة وأزاح الغُمة .
وأهلا بك مرة اخري في حوارنا فقد سعدت بعودتك يا أخى الكريم ، والله أسأل أن يفيد الإسلام بحوارنا هذا .
نعود يا أخي الفاضل لجهادنا في الله تعالى
إن كل ردودك لم تخفى اعترافك بأن الحكمة أوامر ونواهي منزلة من عند الله على رسول الله والتي احتوتها آيات سورة الإسراء بوضوح تام لا يقبل التأويل أو الشك ، وفي نهاية هذه الآيات كان أمر الله تعالى واضحا وضوحا بينا يقول فيه الله تعالى لرسوله الكريم :
ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ،،،،،، الآية (39)الإسراء
فالحكمة يجب أن تكون وحيا من عند الله للرسل أو الأنبياء لينقلوها إلى الناس ومن يتبع هذه الحكمة من الناس فقد نال الخير .
ولكنك رغم ذلك فقد عدت تقول وبدون أن تقدم أي دليل على قولك هذا
الحكمة معنى كلي يتضمن السنة وغيرها. وأنا اتفق معك أن قصر معنى الحكمة على السنة لا دليل عليه، ولكن السنة بما اشتملت عليه من الحكم العظيمة تدخل في معناها دخولاً أولياً ، مع أن العلماء ليسوا مجمعين على أن المراد بالحكمة في القرآن السنة .
إن هذا القول يا أخي الكريم أجد فيه جملة محشورة حشرا بدون آي دليل عليها وهو قولك (ولكن السنة بما اشتملت عليه من الحكم العظيمة تدخل في معناها دخولاً أولياً)
وهنا يجب أن نتوقف لأستفسر منك عن قصدك من هذه الجملة واستفساري سيكون حول آي سنة تقصد التي تشتمل على الحكم العظيمة هل هي
سنة أهل السنة ،،،، أم سنة أهل الشيعة،،، أم سنة القرآنيين،،، أم هي سنة الخوارج،،،، أم المعتزلة
وإذا كانت سنة أهل السنة كما أعتقد إنك تقصدها فآي سنة من السنن التالية تحتوى على الحكمة :
الصحيح،،الحسن،،الضعيف ،، المسند ،،المُتَّصِل،، المرفوع،،الموقوف،، المقطوع،، المرسل،، المنقطع،، المُعْضَل،، المُعَلَّق،، المُدَلَّس،،المرسل الخَفِىُّ،، الشَّاذُّ والمحفوظ،،المُنْكَر والمعروف،، المتروك،، المتابعات والشواهد،، زيادة الثقات،، الفَرْد والغريب،، المُعَلُّ،، المضطرب،،المُدْرَج
الموضوع،، المَقْلُوب،،،،،،،،،،،،، أم تقصد كل هذه السنن مجتمعه .
هل أجد عندك الإجابة يا أخى الكريم ،، وهل كل نوع من هذه الأنواع من الأحاديث يظهر فيها حكمة رسول الله .وإذا كانت هذه الأنواع من الحديث هى نتاج علم الجرح والتعديل فهل المقصود بالحكمة فى هذه الأحاديث هى حكمة علماء الجرح والتعديل أم هي حكمة رسول الله التى لم يراها ولم يراجعها،، واضطر علماء الجرح والتعديل أن يراجعوها بدلا منه .
أرجوا أن أجد إجابات عندك مؤيدة بالقرآن الكريم أن الحديث المرسل أو الشاذ مثلا يحمل حكمة رسول الله تعالى.
أما قولك : أيضاً هذا محل اتفاق إلا إذا قصدت أنه لا يؤتاها إلا الأنبياء والرسل فهذا خطأ لأن الله قد قال (ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا) والصيغة هنا عامة يدخل فيها الأنبياء وغيرهم لمن صلح لذلك.
يا آخى الكريم إن الآية التي استشهدت بها هي ما يدل إن الحكمة منزلة فقط من عند الله تعالى ، فقد ذكر الله هذه الآية في معرض عرضه لآيات الحكمة ومن يتبعها فقد أوتى الخير تدبر معي سياق الآيات في سورة البقرة من الآية 261،،، وحتى الآية 269 والتي يختم فيها الله تعالى قوله
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269) البقرة
فالإيتاء هنا بمعنى الإتباع لحكمة الله تعالى المنزلة عليهم وجملة " مَنْ يَشَاءُ " هنا عائدة على من يشاء أن يتبع هذه الحكمة بدلالة قوله " وَمَنْ يُؤْتَ" ولم يقل ومن (أوتى الحكمة) وبذلك تكون الآية معناها إن من يتبع الحكمة المنزلة في كتاب الله فقد حصل على خيرا كثيرا ولن يفهم هذا إلا أصحاب العقول الذين يفهمون الحكمة المنزلة عليهم ويتبعونها " وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ " .
يا صديقي كما أقول دائما إن استقطاع الآيات من سياقها دائما يحرف معناها .
ثم أنت تقول
الحكمة المنزلة تارة في كتاب وتارة من غير كتاب والوصف الجامع لها أنها "وحي" ، وهي تشريع إذا تضمنت تشريعاً وهي من كتاب الله إذا أشار إليها أو دل عليها، وكلام الرسول الذي تضمن تشريعاً أو أدباً مما لم يرد في كتاب الله ، هو من الحكمة التي آتاه الله إياها كما آتى لقمان الحكمة من غير كتاب يتلى ، قال تعالى (ولقد آتينا لقمان الحكمة) ومن المعلوم عند الأولين والآخرين أن لقمان لم ينزل عليه كتاب.
هذه المقولة هي آخر ما سنتكلم فيه عندما ينتهي الحوار حول حجية الأحاديث في دين الله ، وهو هل لرسول الله تشريعا غير ما ورد في كتاب الله لذلك سأغفل الرد على هذه النقطة مؤقتا حتى ننتهي من سرد الآيات التي تدل على حجية الأحاديث
وأنا في انتظار الدليل الثاني من كتاب الله بعد دليل الحكمة على حجية الأحاديث في دين الله،، بعد أن ننتهي بالاتفاق حول " الحكمة" إنها فقط منزلة من عند الله.بمعنى إنها آيات قرآنية منزلة من عند الله تعالى وفى إتباعها تكون الحكمة،،،

تحياتى وفي إنتظار ردكم الكريم ،،،،،،،،،،،،

عبدالله الشهري
02-12-2011, 09:30 PM
أصلح الله أحوال المسلمين ورزق أهل مصر راع يرعاهم بشرع الله ويتق الله فيهم.


إن كل ردودك لم تخفى اعترافك بأن الحكمة أوامر ونواهي منزلة من عند الله على رسول الله
ردودي لم تكن اعترافات - كما تصورها لي ولغيري- وإنما اعتقاد وقناعة أؤمن بها كما يؤمن بها أهل السنة.

فالحكمة يجب أن تكون وحيا من عند الله للرسل أو الأنبياء لينقلوها إلى الناس ومن يتبع هذه الحكمة من الناس فقد نال الخير .
لا خلاف ، وجزاك الله خيرا على حسن الإيجاز.

.

إن هذا القول يا أخي الكريم أجد فيه جملة محشورة حشرا بدون آي دليل عليها وهو قولك (ولكن السنة بما اشتملت عليه من الحكم العظيمة تدخل في معناها دخولاً أولياً)
عجيب أخي يوسف ، دليلي هو ما استقر عندي من الأدلة على أن السنة حجة، وهذا محور حوارنا الأساس. كل ما في الأمر أن منكر السنة لا يرى في القرآن دليلاً على حجيتها. ومن الطبيعي جداً ألا قيمة لحكمة السنة إذا كانت مجرد تاريخ وأساطير في مخيلة منكر السنة.


وهنا يجب أن نتوقف لأستفسر منك عن قصدك من هذه الجملة واستفساري سيكون حول آي سنة تقصد التي تشتمل على الحكم العظيمة هل هي سنة أهل السنة ،،،، أم سنة أهل الشيعة،،، أم سنة القرآنيين،،، أم هي سنة الخوارج،،،، أم المعتزلة

أصلاً كل هذه الفرق عالة على علماء أهل السنة ، والجميل أنك قلت "سنة أهل السنة" ، لأنه فعلاً لا سنة إلا سنة أهل السنة، وليست سنة أهل الخروج أو التشيع أو الاعتزال...الخ.
وأنت استفسرت مني أليس كذلك؟ وأن أجيبك من خلال اطلاعي على علم الحديث أن علم الحديث وأصول الرواية علم اختص به أهل السنة فقط ، وهو عَلَمٌ عليهم، حتى المخالفين كلهم - اللذين ذكرتهم هنا واللذين لم تذكرهم - عالة على علوم أهل السنة في علم الحديث والرواية والرجال [حتى أن من يدّعون التحقيق من الشيعة يعتمدون اعتماداً كلياً على أمثال "ميزان الاعتدال" للذهبي و "تهذيب الكمال" للمزي وغيرهما !]فهذا الجواب على استفسارك إجابة لطلبك. فإن أردت الدخول في حقائق هذا العلم لترى الأدلة الدامغة على اختصاص أهل السنة بالسنة حقيقة، السنة التي دل عليها القرآن وتأيدت به، ولترى الشواهد البينة على عدلهم وإنصافهم مع الموافق والمخالف، وضبطهم لمنهجيتهم ، دخلنا في غمار هذا....فأنت لا شك تريد دليلاً على أن "سنة أهل السنة" هي فعلاً السنة الحقة.


وإذا كانت سنة أهل السنة كما أعتقد إنك تقصدها فآي سنة من السنن التالية تحتوى على الحكمة :
الصحيح،،الحسن،،الضعيف ،، المسند ،،المُتَّصِل،، المرفوع،،الموقوف،، المقطوع،، المرسل،، المنقطع،، المُعْضَل،، المُعَلَّق،، المُدَلَّس،،المرسل الخَفِىُّ،، الشَّاذُّ والمحفوظ،،المُنْكَر والمعروف،، المتروك،، المتابعات والشواهد،، زيادة الثقات،، الفَرْد والغريب،، المُعَلُّ،، المضطرب،،المُدْرَج
الموضوع،، المَقْلُوب،،،،،،،،،،،،، أم تقصد كل هذه السنن مجتمعه .
طبعاً هذا سؤال سابق لأوانه ولكن لا مانع أن أخبرك أن هذه ليست سنن أخي يوسف ! هذه اصطلاحات حديثية. ولو أنك على الأقل اقتصرت على الثلاث الأول: الصحيح، الحسن، الضعيف للإشارة إلى أنواع الحديث لكان في ذلك ما يدل على إلمامك بأساسيات الموضوع. وعلى كل حال سيأتيك الجواب من القرآن في محله إن شاء الله على أن منهجية الأئمة في ممارسة علم أصول الرواية بهذه الاصطلاحات مشفوعة بمنهجية قرآنية.


هذه المقولة هي آخر ما سنتكلم فيه عندما ينتهي الحوار حول حجية الأحاديث في دين الله ، وهو هل لرسول الله تشريعا غير ما ورد في كتاب الله لذلك سأغفل الرد على هذه النقطة مؤقتا حتى ننتهي من سرد الآيات التي تدل على حجية الأحاديث
بل هي من أدلتي على أن السنة حجة فلم تؤخرهها ؟

وأنا في انتظار الدليل الثاني من كتاب الله بعد دليل الحكمة على حجية الأحاديث في دين الله،، بعد أن ننتهي بالاتفاق حول " الحكمة" إنها فقط منزلة من عند الله.بمعنى إنها آيات قرآنية منزلة من عند الله تعالى وفى إتباعها تكون الحكمة،،،
خذ الفكرة من أصلها حتى تتجلى لك. ما ثبت من سنة رسول الله نؤمن بأنه حجة، سواء أكان وحياً ابتداء أو اجتهاداً أقره الوحي...بقي السؤال: هل يشترط أن يكون الوحي المتضمن لتشريع وحكمة آيات قرآنية فقط؟ لا يشترط ، ولا يشترط أن يكون الوحي غير القرآني محفوظ بحفظ خاص، ولأني قد جاءني ما أشغلني الآن فإني سأرجيء الجواب - من فضلك - للمشاركة التالية.

youssefnour
02-13-2011, 02:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أنت تقول في ردك على إجابتي(باعترافك أن الحكمة آيات منزلة من عند الله تعالى على رسوله الكريم ):
ردودي لم تكن اعترافات - كما تصورها لي ولغيري- وإنما اعتقاد وقناعة أؤمن بها كما يؤمن بها أهل السنة.
وأنا أقول :
إذا نحن لسنا مختلفين فأنت الآن تؤكد معي إن الحكمة أوامر ونواهي منزلة من عند الله ومن الحكمة إتباعها حتى تستقيم الأمور .
ثم أنت تقول :
عجيب أخي يوسف ، دليلي هو ما استقر عندي من الأدلة على أن السنة حجة، وهذا محور حوارنا الأساس. كل ما في الأمر أن منكر السنة لا يرى في القرآن دليلاً على حجيتها. ومن الطبيعي جداً ألا قيمة لحكمة السنة إذا كانت مجرد تاريخ وأساطير في مخيلة منكر السنة.
للأسف يا صديقي فأنت تقلب الأمور رأسا على عقب ،،، فأنا أؤمن بالسنة إيمانا مطلق، إذ كيف يكون هناك رسول وليس له سنة، ولكن أنا أؤمن بالسنة المحفوظة في كتاب الله مثلما حفظ الله تعالى سنن جميع رسله وأنبياءه سلام الله عليهم جميعا، داخل كتابه الكريم، وهى ما أتبع، أما أنت فترفض سنة الرسول الموجودة في كتاب الله والتي نقلها الله تعالى إلينا لتتبع روايات بشرية اختلف فيها وحولها كل المسلمين واضطروا لوضعها تحت مقصلة الجرح والتعديل ، وحتى علماء الجرح والتعديل اختلفوا فيما بينهم ، فظهرت لنا أقسام للحديث طبقا لرؤية كل عالم منهم ، وضاع الحق فانقسمت الأمة الإسلامية .
فهل تعتقد لو التف المسلمون حول كتاب الله تعالى يستخرجون منه سنن الرسول ، والتي يكاد القرآن لا تخلوا فيه آية من سنة من سنن رسول الله، فهل كنت سترى هذه الفرق والمذاهب، وهل كنت سترى حتى داخل الفرقة الواحدة كل هذا الاختلاف .
ثم أنت تقول ردا على طلب تأجيل مناقشة تشريعات الرسول :
بل هي من أدلتي على أن السنة حجة فلم تؤخرهما ؟
وأنا أقول :
إننا نبحث أولا في الأدلة من القرآن الكريم على وجوب إتباع قسم ثان للتشريع ، وأنت الذي طلبت هذا في بداية الحوار لتثبت أن القرآن الكريم قد حمل في داخله على وجوب إتباع الأحاديث كقسم ثان للتشريع،، فإنك إذا أثبت هذا فعلينا في هذه الحالة أن نحدد ما هو هذا القسم الثاني للتشريع ، أما إذا لم تجد داخل القرآن الكريم ما يثبت إتباع قسم ثان للتشريع ، فسوف أبدأ أنا وضع أدلتي من القرآن الكريم بعدم إتباع آي سبل أخرى غير القرآن الكريم ،، وفي هذه الحالة لن نتعرض أساسا للأحاديث نهائيا .
أما كونك تريد أن تتكلم في هذا الموضوع حتى تظهر إننا عرفنا التشريعات المختلفة مثل( الصلاة ) مثلا ، فأنا أقول لك يا صديقي لا ترهق نفسك في هذا الموضوع ، فلن تجد حديث واحد يشرع الصلاة أو يشرع آي شيء آخر ويمكنك مراجعة ردى على الفاضلة (مسلمة) في حواري تحت عنوان "تشريع الصلاة من الأحاديث".... الرد (رقم10) وقد كتبت فيه كل أحاديث الصلاة من أحاديث أهل السنة أو الشيعة التي تتكلم عن الصلاة، وأثبت من خلالها أنه لا يوجد حديث واحد حمل فى داخله تشريع عن الصلاة ، وكنت سأواصل الحديث عن الوضوء والتشهد والتوقيتات الخاصة بالصلاة، وكلا ما يشمل الصلاة في كتب الحديث لأثبت أنه لا يوجد تشريع واحد حول الصلاة حملته كتب الحديث ، لولا أن تدخل السيد أبو حب الله الذي أوقف الحوار ليبدأ معي حوار ثنائي .
وأنا أقول لك يا آخى الكريم مقدما أنه لا يوجد حديث واحد عند أهل السنة أو آهل الشيعة حمل في داخله تشريع في آي شيء ( صلاة،، زكاة،،حج،، الخ)
وهذا تحدى جديد أضعه بين يديك لأثبت لك أنه لا يوجد أساسا قسم ثان للتشريع .
ولكن كما قلت لكم يا آخى الكريم له وقته.
والآن أنا في انتظار بأبقى ردك
تحياتي وهدانا الله تعالى صراطه المستقيم

عبدالله الشهري
02-13-2011, 03:39 PM
قبل أن أورد عليك باقي الإشكالات التي لم تجب عنها، وقبل إيراد المزيد من الأدلة الدالة على وجوب اتباع الرسول سواء في الوحي القرآني أو الوحي غير القرآني

...أقول:
إن منهجيتك في إبراز إشكالات السنة هي منهجية لا يسلم منها القرآن نفسه (وكلاهما وحي من الله)، مع يقيني أن القرآن كلام الله وهو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ولكن عن أي قرآن نتحدث ؟ عن القرآن برواية قالون عن نافع ، أم القرآن برواية ورش عن نافع ، أم القرآن برواية حفص عن عاصم؟ أم قرآن الشيعة الذين يقولون أن لديهم القرآن الصحيح ؟ أم قرآن أهل السنة ؟ أم القرآن بفهم الباطنية الذين يزعمون أن القرآن الحق ما له ظاهر وباطن؟ عن أي قرآن نتحدث وعن أي حفظ للقرآن نتحدث وهناك من يقول أن هذه قراءة "شاذة" ، والآخر يقول بل هي من القرآن وهي "ثابتة" أو "آحاد" أو "متواترة" ؟ وكيف نجمع بين اعتقادنا أن القرآن محفوظ – ولا حظ محفوظ في ألفاظه ومعانيه وليس ألفاظه فقط – والاختلاف حاصل حول ما يمكن أن يكون قطعاً من القرآن، فهو "كلام الرحمن"، وبين ما يمكن أن يكون ظناً من القرآن، وبالتالي ليس قطعاً من "كلام الرحمن" ! وعلى غرار سؤالك عن الأحاديث الشاذة : أهي حكمة من عند رسول الله، أخبرني عن من يقول من علماء القرآن أن هذه القراءة أو تلك قراءة شاذة: أتقول أنها وحي و حكمة منزلة من عند الله؟ أو بشكل عام: هل هذا المختلف فيه من آيات وقراءات وأحرف ، ما بين مثبت ونافٍ، وكذلك حول هوية القرآن الحق ، أقول هل هذا هو القرآن الثابت الذي "لا ريب فيه" وتعهد الله بحفظه، من السطحية مثلاً أن يأتي شخص ويرفع "طبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف" ويقول هذا هو القرآن الحق في رسمه وقراءاته وما سواه باطل لمجرد أنه لم يألف غير هذه الطبعة ولا معرفة لديه بما هو ثابت مما ليس بثابت من القراءات (ولاحظ الخطورة هنا لأننا ننفي أو نثبت أن هذا أو ذاك وحي من عند الله). وليس عندي الحمد لله إشكال مع القرآن قيد أنملة فإني أعرف كيف أتعامل مع هذه الإيرادات بكل يسر وسهولة - لاحظ أتعامل وليس أنكر ، وإنما أتعامل بطريقة معينة تقبل بعض هذا الواقع وترفض بعضه ، ولكن لا أنكره كله لمجرد أنه مختلف ومتباين أو لمجرد أني عاجز عن التعاطي معه فإن جهلي أو عجزي حيال ذلك لا يكون دليلاً على جهل غيري أوعجزه - وإنما أردت أن أبين لك أن منهجيتك في التفكير والتعامل مع الأشياء هي نفسها منهجية تقفز على الواقع كما يصوره القرآن، منهجية مفككة غير منسجمة ، تارة تحتج بالتاريخ ، وتارة تشكك في التاريخ كوسيلة برهانية ، وتارة تتجاهل التاريخ تماماً عندما يكون ضد فرضياتها، وتارة تُسقِط فهمها للقرآن على جزء من الواقع أو تتراجع عن مواجهة البعض الآخر أو تعجز عن بعضه.

وقولك:

أما كونك تريد أن تتكلم في هذا الموضوع حتى تظهر إننا عرفنا التشريعات المختلفة مثل( الصلاة ) مثلا ، فأنا أقول لك يا صديقي لا ترهق نفسك في هذا الموضوع ، فلن تجد حديث واحد يشرع الصلاة أو يشرع آي شيء آخر ويمكنك مراجعة ردى على الفاضلة (مسلمة) في حواري تحت عنوان "تشريع الصلاة من الأحاديث".
فليس هذا قصدي أصلاً وأرى أساساً أنك أنت الذي أرهقت نفسك بتزعُّم هذا الإدعاء ومعالجة عواقب هذه المقالات ومكابدة التبرير لها التي - كما قررت مراراً وتكراراً - تعيش خارج نطاق الزمان والمكان فضلاً عن هذا الكوكب، والمشكلة أنه ليس عندك دليل لا قطعي ولا ظني الدلالة من القرآن على هذه الدعوى إلا بتكلفات طويلة تأباها نصاعة الحق القرآني ومفاهيم لغة العرب - وقد تكشف لك وللقراء بعض جناياتك على القرآن والسنة من جراء جهلك (الجزئي إحساناً للظن) بلغة وأساليب العرب وكذلك تكلف وتعسف "حبة الحنطة" الذي ليس ببعيد - أعود فأقول ليس لديك دليل صريح من القرآن على دعواك، بل أبسط دلالات القرآن على غير هواك ولله الحمد، وليس لك من رصيد تبني عليه أساس براهينك إلا التاريخ وما فيه ، وها أنت لا تفتأ - ولله الحمد - تعتمد على سلطان التاريخ ، اعترافاً منك بأن في وسعنا أن نتعرف على مواضع الحق فيه وعزلها عن مواضع الباطل، باجتهاد لا يحتاج إلى عناء وذهنية بعيدة عن سوء الظن المسبّق بالأجيال الماضية. ولذلك أرى أن مشكلتك مركبة ومعقدة - كغيرك من منكري السنة - ولكنها في أساسها تعود إلى موقف معين - لأسباب أياً كانت - من الماضي وما حصل فيه ، وقد نبهتك مبكراً ولم تجبني (مما يضاف لقائمة النقاط التي تجاوزتها):

ولكن يبدو لي أنه ليس عندك أدنى اعتراض على حجية السنة لو أنّا كنّا بمشهد رسول الله وبمرأى ومسمع منه ، أليس كذلك ؟ صححني إن أخطأت الافتراض. والذي يبدو جلياً أنك تنكره هو السنة "المذهبية" بتعبيرك، أي هذه الأحاديث التي لا تدري هل قالها الرسول فعلاً أم أنها منسوبة إليه كذباً وزوراً. من فضلك وضح لي لأني الآن استدل على حجية السنة بغض النظر عن النقل والرواية

youssefnour
02-14-2011, 12:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أنت تقول
ولكن عن أي قرآن نتحدث ؟ عن القرآن برواية قالون عن نافع ، أم القرآن برواية ورش عن نافع ، أم القرآن برواية حفص عن عاصم؟ أم قرآن الشيعة الذين يقولون أن لديهم القرآن الصحيح ؟ أم قرآن أهل السنة ؟ أ
آخى الكريم أنت وأهل السنة الذين يقولون هذا الكلام ليس أنا من يقول هذا !!!!!!!
وتعالى يا صديقى أوضح لك حقيقة الأمر والذي لن تجد تحليله في آي من كتبكم أو على النت ،،،،
فأنت تتكلم عن علم القراءات،،، وأقول لك
إن هذا العلم تم تدوينه مع بداية القرن الرابع الهجري، ويرجع المؤرخون الفضل في ذلك إلى ابن مجاهد التميمى ت 324هـ شيخ القراء في عصره. فقد استصفى سبعة من أئمة القراء في خمسة أمصار هي التي أرسل إليها عثمان بن عفان المصاحف وعنها حملت القراءات إلى العالم الإسلامي .
وهذه الأمصار هي :
1/ الشام : وفيها عبد الله بن عامر (ت 118هـ) [1]
واشتهر بقراءته رواياه :
أ- هشام بن عمار (ت 245هـ) ولم يعاصر بن عامر
ب- ابن ذكوان ( ت 242هـ) ولم يعاصر بن عامر
2/ مكة : وفيها ابن كثير الداري (ت120هـ) [2]
واشتهر بقراءته رواياه :
أ- البزي (ت 250هـ) ولم يعاصر ابن كثير
ب- قنبل ( ت 291هـ) ولم يعاصر ابن كثير
3/ الكوفه : وفيها عاصم بن أبى النجود (ت 127هـ) [3]
واشتهر بقراءته رواياه :
أ- حفص بن سليمان (ت 180هـ) عاصر عاصما وقرأ عنه مباشرة .
ب- أبو بكر شعبة بن عياش ( ت 193هـ) عاصر عاصما وقرأ عنه مباشرة
وفيها حمزة بن حبيب الزيات (ت 156هـ) [4]
واشتهر بقراءته رواياه :
أ- خلف بن هشام (ت 229هـ) ولم يعاصر حمزة
ب- خلاد بن خالد (ت 220هـ) ولم يعاصر حمزة
وفيها على بن حمزة الكساني (ت 189هـ) [5]
واشتهر بقراءة رواياه :
أ- الليث بن خالد ( ت 240 هـ) عاصر الكساني وأخذ عنه القراءة
ب- الدوري، راوي أبي عمرو البصري (ت 246 هـ) عاصر الكسانى وأخذ عنه القراءة
4/ البصرة : وفيها أبو عمر بن العلاء البصري ( ت 154هـ) [6]
واشتهر بقراءة رواياه :
أ- الدوري (ت 246هـ) ولم يعاصر أبا عمرو .
ت- السوسي ( ت 261 هـ) ولم يعاصر أبا عمرو
5/ المدينة : وفيها نافع بن عبد الرحمن (ت 169هـ) [7]
واشتهر بقراءته رواياه :
أ- ورش (ت 197 هـ) عاصر نافعا وأخذ عنه القراءة
ب- قالون ( ت 220هـ) عاصر نافعا وأخذ عنه القراءة .
وبعد أن انتشرت القراءات ووجود بعض المدونات الصغيرة لها ، بالإضافة إلى شهرة كتاب ابن مجاهد، (بعد مضي القرن الرابع الهجري) إلا إننا نجد أن المرجع الثاني في علم القراءات الذي اشتهر أيضا وأخذ مكانته العلمية بعد " كتاب السبعة فى القراءات" هو كتاب " النشر في القراءات العشر" لابن الجزري والذي جاء بعد كتاب ابن مجاهد بخمسة قرون. لقد أضاف ابن الجزري إلى القراءات السبع عند ابن مجاهد ثلاث قراءات أخري وأثبت أيضا صحة أسانيدها
ولاشك أن ابن الجزري اعتمد في كتابه هذا على مصادر قد دونت ما بين القرنين الرابع والتاسع الهجريين، بدءا بكتاب بن مجاهد ت 324 هـ ومرورا بكتاب الشاطبية للإمام القاسم بن فيزة الشاطبي ت 590هـ وانتهاء بكتاب مفرد يعقوب للإمام أبي محمد الصعيدي ت 655هـ .
مما سبق يا صديقي تجد أن علم القراءات القرآنية قد وضعت أصوله بعد وفاة الرسول بثلاث قرون تقريبا لم يكن قبلها شيئا مذكورا،، آي إنه قام على مرويات وقراءات انتشرت بين المسلمين ثلاث قرون شفاهة لا يعلم حقيقتها إلا الله تعالى
فإذا نظرنا إلى المساحة الزمنية بين من اشتهر من القراء وبين شيوخهم الأوائل الذين نقلوا عنهم، لعلمنا كيف أثرت هذه الثقافة الروائية : مدرسة قال" الراوي" على فكر الأمة وعقيدتها .
لقد زحفت ثقافة المرويات وانتشرت حتى شملت مرويات تتعلق بالقرآن نفسه متخذة لهجات القبائل العربية أساسا لإقامة هيكل روائي مذهبي كهيكل علم الحديث يبحث في صحيح هذه القراءات وضعيفها وشاذها، بعد هذه الفترة الزمنية الطويلة وذلك عن طريق تعديل القراء أو تجريحهم، والعجيب إن هذه الإشكالية أيضا تجدها عند المذهب الشيعي كفرقة من الفرق الإسلامية ن فعندهم أيضا مرويات خاصة بقراءات قرآنية شاذة كالتي ذكرها الكيني في الكافي، وقام علمائهم ببيان شذوذها ونفي أن يكون القرآن قد مسه تحريف، ويمكنك مراجعة ذلك في " أكذوبة تحريف القرآن بين السنة والشيعة للشيخ رسول جعفريان" وأيضا " البرهان على عدم تحريف القرآن للسيد مرتضي الرضوي" وعدد مشاهير القراء ند المذهب الشيعي عشرة . ستة منهم ذكرهم ابن مجاهد في كتابه "السبعة قراءات" فلم يأخذوا بالسابع وهو نافع بن عبد الرحمن_ قارئ المدينة، ثم أضافوا إلى هؤلاء الستة :
1/ أبا جعفر يزيد بن القعقاع، شيخ نافع (مدني)
2/ خلف بن هشام (كوفي)
3/ يعقوب بن اسحق الحضرمي (بصري)
4/ أبا حاتم سهل بن محمد السجستانى (بصري)
إذن فالأمة الإسلامية مختلفة أصلا في مشاهير القراء، في الوقت الذي لم تشتهر فيه هذه القراءات بأسماء أصحابها من الصحابة الذين أُخذت عنهم . مما يدل على أن هذا العلم قام على اجتهادات القراء الذين اشتهرت هذه القراءات بأسمائهم ، وذلك بعد عدة قرون من وفاتهم،،، تماما كما حدث بالنسبة للأحاديث المنسوبة إلي رسول الله .
فإذا بحثنا عن الدليل الذي أقام عليه علماء السلف حجية هذه القراءات، وجدناه يرجع إلي رواية رواها الرواة بطرق مختلفة عن رسول الله محمد، صلى الله عليه وسلم، تقول:
"إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه" . وإذا طبقت على هذه الرواية نفس القواعد والشروط المختلفة فيها بين علماء الحديث، السابق ذكرها، فإننا سنحصل على نتيجة واحدة : فريق يقبلها،، وفريق يردها فمثلا : .
أولا : أجمع علماء القراءات على أن السبب وراء ورود القرآن على سبعة أحرف هو إرادة التخفيف عن الأمة . يقول ابن الجزري في النشر [ج1 ص21،22] :
" وكانت العرب الذين نزل القرآن بلغتهم، لغاتهم مختلفة وألسنتهم شتى ويعسر على أحدهم الانتقال من لغة إلي غيرها، أو من حرف إلي أخر، بل قد يكون بعضهم لا يقدر على ذلك، ولا بالتعليم والعلاج، لا سيما الشيخ والمرأة ومن لم يقرأ كتابا كما أشار إليه الرسول، حيث أتاه جبريل فقال له " إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، فقال، صلى الله عليه وسلم، أسأل الله معافاته ومعونته إن امتى لا تطيق ذلك، ولم يزل يردد المسألة حتى بلغ سبعة أحرف"
وفي الصحيح أيضا " إن ربي أرسل إلى أن أقرأ القرآن على حرف، فرددت إليهأن هون أمتى ولم يزل يردد حتى بلغ سبعة أحرف" [103/6/ النووى على مسلم، 57/ فضائل القرآن، 19/9/ فتح الباري]
فلو كلفوا العدول عن لغتهم، والإنتقال عن ألسنتهم، لكان من التكليف بما لا يستطاع وما عسى أن يتكلف المتكلف وتأبى الطباع "
تعليق :
أغلب ظني أن الذين وضعوا هذه الرواية ، التي يسأل رسول الله فيها ربه التخفيف على الأمة في القراءات ، هم الذين وضعوا رواية سؤال الرسول ربه التخفيف على الأمة فى الصلاة في رواية المعراج . إن علماء القراءات أنفسهم يقرون بأن السبب وراء إختلاف القراءات القرآنية هو إختلاف ألسنة القبائل العربية فهل " الأحرف السبعة" التى يدّعون أن القرآن أنزل بها شملت جميع ألسن القبائل العربية ؟!،، وإذا كان علماء السلف والخلف مختلفين إلي اليوم في معنى هذه الأحرف السبعة أصلا فكيف تحل إذن هذه الإشكالية ؟
هل يعقل أن ينزل الله تعالى قرآنا بسبع لهجات عربية ، ليكون سببا بعد ذلك في إختلاف المسلمين وتقاتلهم؟ أم أن الله تعالى أنزله بلسان عربي موحد فقرأه المسلمون كل حسب لهجته التي نشأ عليها؟
إن من تيسير الله تعالى ورحمته أن أنزل القرىن بلسان عربى مبين تستطيع كافةالقبائل بمختلف لهجاتها المحلية، بل ويستطيع كل من تعلم العربية من غير العرب أن يقرأه ويفهمه،،،،، وإلا ما كان للتحدى أن ياتوا بمثله فاعلية .
يقول الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه "اللهجات العربية" : فالمسلم أيا كانت لهجته ، وأيا كانت بيئته ، وأيا كانت تلك الصفات الكلامية التي نشأ عليها وتعودها ولم يقدر إلا عليها، يستطيع أن يقرأ القرآن بالقدر الذي تعودته عضلات صوته في نطقه بلهجته أو لغته. ويجب ألا ننكر عليه أو نهذأ من قراءته ، فقد حاول وبذل الجهد فله أجر أن ياتوا بمثله فاعلية .
يقول الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه "اللهجات العربية" : فالمسلم أيا كانت لهجته ، وأيا كانت بيئته ، وأيا كانت تلك الصفات الكلامية التي نشأ عليها وتعودها ولم يقدر إلا عليها، يستطيع أن يقرأ القرآن بالقدر الذي تعودته عضلات صوته في نطقه بلهجته أو لغته. ويجب ألا ننكر عليه أو نهذأ من قراءته ، فقد حاول وبذل الجهد فله أجر اجتهاده .
إن المسألة ليست علم لقراءات منزلة واجبة الإتباع، وإنما هي مسألة لهجات استغلها البعض لإقامة علم يدلي فيه علماء اللغة وفقهاؤها كل بدلوه . وفي الوقت الذي هم فيه مشغلون بعالمهم هذا ومدوناتهم المذهبية ، يحمل اللسان العربي القرآن الكريم، يسير به في طريق آخر غير طريقهم، طريق الفطرة وتفاعلها مع التطور الحضارى المشمول برعاية الله تعالى ، وحفظه للقرآن ولغته .
فهل هذه الروايات عن علم قراءات القرآن، تساويه بالقرآن المحفوظ والذي تم تدوينه في وجود الرسول فور نزوله، بل وراجعه رسول الله،قبل وفاته .
أعتزر يا صديقى على طول الرد لكن كان من الواجب أن نوضح الأمر أمام المتابعين للحوار

عبدالله الشهري
02-14-2011, 01:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أنت تقول
ولكن عن أي قرآن نتحدث ؟ عن القرآن برواية قالون عن نافع ، أم القرآن برواية ورش عن نافع ، أم القرآن برواية حفص عن عاصم؟ أم قرآن الشيعة الذين يقولون أن لديهم القرآن الصحيح ؟ أم قرآن أهل السنة ؟ أ
آخى الكريم أنت وأهل السنة الذين يقولون هذا الكلام ليس أنا من يقول هذا !!!!!!!
وتعالى يا صديقى أوضح لك حقيقة الأمر والذي لن تجد تحليله في آي من كتبكم أو على النت ،،،،
فأنت تتكلم عن علم القراءات،،، وأقول لك
إن هذا العلم تم تدوينه مع بداية القرن الرابع الهجري، ويرجع المؤرخون الفضل في ذلك إلى ابن مجاهد التميمى ت 324هـ شيخ القراء في عصره. فقد استصفى سبعة من أئمة القراء في خمسة أمصار هي التي أرسل إليها عثمان بن عفان المصاحف وعنها حملت القراءات إلى العالم الإسلامي .
وهذه الأمصار هي :
1/ الشام : وفيها عبد الله بن عامر (ت 118هـ) [1]
واشتهر بقراءته رواياه :
أ- هشام بن عمار (ت 245هـ) ولم يعاصر بن عامر
ب- ابن ذكوان ( ت 242هـ) ولم يعاصر بن عامر
2/ مكة : وفيها ابن كثير الداري (ت120هـ) [2]
واشتهر بقراءته رواياه :
أ- البزي (ت 250هـ) ولم يعاصر ابن كثير
ب- قنبل ( ت 291هـ) ولم يعاصر ابن كثير
3/ الكوفه : وفيها عاصم بن أبى النجود (ت 127هـ) [3]
واشتهر بقراءته رواياه :
أ- حفص بن سليمان (ت 180هـ) عاصر عاصما وقرأ عنه مباشرة .
ب- أبو بكر شعبة بن عياش ( ت 193هـ) عاصر عاصما وقرأ عنه مباشرة
وفيها حمزة بن حبيب الزيات (ت 156هـ) [4]
واشتهر بقراءته رواياه :
أ- خلف بن هشام (ت 229هـ) ولم يعاصر حمزة
ب- خلاد بن خالد (ت 220هـ) ولم يعاصر حمزة
وفيها على بن حمزة الكساني (ت 189هـ) [5]
واشتهر بقراءة رواياه :
أ- الليث بن خالد ( ت 240 هـ) عاصر الكساني وأخذ عنه القراءة
ب- الدوري، راوي أبي عمرو البصري (ت 246 هـ) عاصر الكسانى وأخذ عنه القراءة
4/ البصرة : وفيها أبو عمر بن العلاء البصري ( ت 154هـ) [6]
واشتهر بقراءة رواياه :
أ- الدوري (ت 246هـ) ولم يعاصر أبا عمرو .
ت- السوسي ( ت 261 هـ) ولم يعاصر أبا عمرو
5/ المدينة : وفيها نافع بن عبد الرحمن (ت 169هـ) [7]
واشتهر بقراءته رواياه :
أ- ورش (ت 197 هـ) عاصر نافعا وأخذ عنه القراءة
ب- قالون ( ت 220هـ) عاصر نافعا وأخذ عنه القراءة .
وبعد أن انتشرت القراءات ووجود بعض المدونات الصغيرة لها ، بالإضافة إلى شهرة كتاب ابن مجاهد، (بعد مضي القرن الرابع الهجري) إلا إننا نجد أن المرجع الثاني في علم القراءات الذي اشتهر أيضا وأخذ مكانته العلمية بعد " كتاب السبعة فى القراءات" هو كتاب " النشر في القراءات العشر" لابن الجزري والذي جاء بعد كتاب ابن مجاهد بخمسة قرون. لقد أضاف ابن الجزري إلى القراءات السبع عند ابن مجاهد ثلاث قراءات أخري وأثبت أيضا صحة أسانيدها
ولاشك أن ابن الجزري اعتمد في كتابه هذا على مصادر قد دونت ما بين القرنين الرابع والتاسع الهجريين، بدءا بكتاب بن مجاهد ت 324 هـ ومرورا بكتاب الشاطبية للإمام القاسم بن فيزة الشاطبي ت 590هـ وانتهاء بكتاب مفرد يعقوب للإمام أبي محمد الصعيدي ت 655هـ .
مما سبق يا صديقي تجد أن علم القراءات القرآنية قد وضعت أصوله بعد وفاة الرسول بثلاث قرون تقريبا لم يكن قبلها شيئا مذكورا،، آي إنه قام على مرويات وقراءات انتشرت بين المسلمين ثلاث قرون شفاهة لا يعلم حقيقتها إلا الله تعالى
فإذا نظرنا إلى المساحة الزمنية بين من اشتهر من القراء وبين شيوخهم الأوائل الذين نقلوا عنهم، لعلمنا كيف أثرت هذه الثقافة الروائية : مدرسة قال" الراوي" على فكر الأمة وعقيدتها .
لقد زحفت ثقافة المرويات وانتشرت حتى شملت مرويات تتعلق بالقرآن نفسه متخذة لهجات القبائل العربية أساسا لإقامة هيكل روائي مذهبي كهيكل علم الحديث يبحث في صحيح هذه القراءات وضعيفها وشاذها، بعد هذه الفترة الزمنية الطويلة وذلك عن طريق تعديل القراء أو تجريحهم، والعجيب إن هذه الإشكالية أيضا تجدها عند المذهب الشيعي كفرقة من الفرق الإسلامية ن فعندهم أيضا مرويات خاصة بقراءات قرآنية شاذة كالتي ذكرها الكيني في الكافي، وقام علمائهم ببيان شذوذها ونفي أن يكون القرآن قد مسه تحريف، ويمكنك مراجعة ذلك في " أكذوبة تحريف القرآن بين السنة والشيعة للشيخ رسول جعفريان" وأيضا " البرهان على عدم تحريف القرآن للسيد مرتضي الرضوي" وعدد مشاهير القراء ند المذهب الشيعي عشرة . ستة منهم ذكرهم ابن مجاهد في كتابه "السبعة قراءات" فلم يأخذوا بالسابع وهو نافع بن عبد الرحمن_ قارئ المدينة، ثم أضافوا إلى هؤلاء الستة :
1/ أبا جعفر يزيد بن القعقاع، شيخ نافع (مدني)
2/ خلف بن هشام (كوفي)
3/ يعقوب بن اسحق الحضرمي (بصري)
4/ أبا حاتم سهل بن محمد السجستانى (بصري)
إذن فالأمة الإسلامية مختلفة أصلا في مشاهير القراء، في الوقت الذي لم تشتهر فيه هذه القراءات بأسماء أصحابها من الصحابة الذين أُخذت عنهم . مما يدل على أن هذا العلم قام على اجتهادات القراء الذين اشتهرت هذه القراءات بأسمائهم ، وذلك بعد عدة قرون من وفاتهم،،، تماما كما حدث بالنسبة للأحاديث المنسوبة إلي رسول الله .
فإذا بحثنا عن الدليل الذي أقام عليه علماء السلف حجية هذه القراءات، وجدناه يرجع إلي رواية رواها الرواة بطرق مختلفة عن رسول الله محمد، صلى الله عليه وسلم، تقول:
"إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه" . وإذا طبقت على هذه الرواية نفس القواعد والشروط المختلفة فيها بين علماء الحديث، السابق ذكرها، فإننا سنحصل على نتيجة واحدة : فريق يقبلها،، وفريق يردها فمثلا : .
أولا : أجمع علماء القراءات على أن السبب وراء ورود القرآن على سبعة أحرف هو إرادة التخفيف عن الأمة . يقول ابن الجزري في النشر [ج1 ص21،22] :
" وكانت العرب الذين نزل القرآن بلغتهم، لغاتهم مختلفة وألسنتهم شتى ويعسر على أحدهم الانتقال من لغة إلي غيرها، أو من حرف إلي أخر، بل قد يكون بعضهم لا يقدر على ذلك، ولا بالتعليم والعلاج، لا سيما الشيخ والمرأة ومن لم يقرأ كتابا كما أشار إليه الرسول، حيث أتاه جبريل فقال له " إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، فقال، صلى الله عليه وسلم، أسأل الله معافاته ومعونته إن امتى لا تطيق ذلك، ولم يزل يردد المسألة حتى بلغ سبعة أحرف"
وفي الصحيح أيضا " إن ربي أرسل إلى أن أقرأ القرآن على حرف، فرددت إليهأن هون أمتى ولم يزل يردد حتى بلغ سبعة أحرف" [103/6/ النووى على مسلم، 57/ فضائل القرآن، 19/9/ فتح الباري]
فلو كلفوا العدول عن لغتهم، والإنتقال عن ألسنتهم، لكان من التكليف بما لا يستطاع وما عسى أن يتكلف المتكلف وتأبى الطباع "
تعليق :
أغلب ظني أن الذين وضعوا هذه الرواية ، التي يسأل رسول الله فيها ربه التخفيف على الأمة في القراءات ، هم الذين وضعوا رواية سؤال الرسول ربه التخفيف على الأمة فى الصلاة في رواية المعراج . إن علماء القراءات أنفسهم يقرون بأن السبب وراء إختلاف القراءات القرآنية هو إختلاف ألسنة القبائل العربية فهل " الأحرف السبعة" التى يدّعون أن القرآن أنزل بها شملت جميع ألسن القبائل العربية ؟!،، وإذا كان علماء السلف والخلف مختلفين إلي اليوم في معنى هذه الأحرف السبعة أصلا فكيف تحل إذن هذه الإشكالية ؟
هل يعقل أن ينزل الله تعالى قرآنا بسبع لهجات عربية ، ليكون سببا بعد ذلك في إختلاف المسلمين وتقاتلهم؟ أم أن الله تعالى أنزله بلسان عربي موحد فقرأه المسلمون كل حسب لهجته التي نشأ عليها؟
إن من تيسير الله تعالى ورحمته أن أنزل القرىن بلسان عربى مبين تستطيع كافةالقبائل بمختلف لهجاتها المحلية، بل ويستطيع كل من تعلم العربية من غير العرب أن يقرأه ويفهمه،،،،، وإلا ما كان للتحدى أن ياتوا بمثله فاعلية .
يقول الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه "اللهجات العربية" : فالمسلم أيا كانت لهجته ، وأيا كانت بيئته ، وأيا كانت تلك الصفات الكلامية التي نشأ عليها وتعودها ولم يقدر إلا عليها، يستطيع أن يقرأ القرآن بالقدر الذي تعودته عضلات صوته في نطقه بلهجته أو لغته. ويجب ألا ننكر عليه أو نهذأ من قراءته ، فقد حاول وبذل الجهد فله أجر أن ياتوا بمثله فاعلية .
يقول الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه "اللهجات العربية" : فالمسلم أيا كانت لهجته ، وأيا كانت بيئته ، وأيا كانت تلك الصفات الكلامية التي نشأ عليها وتعودها ولم يقدر إلا عليها، يستطيع أن يقرأ القرآن بالقدر الذي تعودته عضلات صوته في نطقه بلهجته أو لغته. ويجب ألا ننكر عليه أو نهذأ من قراءته ، فقد حاول وبذل الجهد فله أجر اجتهاده .
إن المسألة ليست علم لقراءات منزلة واجبة الإتباع، وإنما هي مسألة لهجات استغلها البعض لإقامة علم يدلي فيه علماء اللغة وفقهاؤها كل بدلوه . وفي الوقت الذي هم فيه مشغلون بعالمهم هذا ومدوناتهم المذهبية ، يحمل اللسان العربي القرآن الكريم، يسير به في طريق آخر غير طريقهم، طريق الفطرة وتفاعلها مع التطور الحضارى المشمول برعاية الله تعالى ، وحفظه للقرآن ولغته .
فهل هذه الروايات عن علم قراءات القرآن، تساويه بالقرآن المحفوظ والذي تم تدوينه في وجود الرسول فور نزوله، بل وراجعه رسول الله،قبل وفاته .
أعتزر يا صديقى على طول الرد لكن كان من الواجب أن نوضح الأمر أمام المتابعين للحوار

لا داعي للاعتذار أيها الفاضل، بل جزاك الله خيرا ، فأنت لم تزد على أن أكدت لي صحة تشخيصي لحالتك ، وفي ذلك قلت :

ليس لك من رصيد تبني عليه أساس براهينك إلا التاريخ وما فيه ، وها أنت لا تفتأ - ولله الحمد - تعتمد على سلطان التاريخ ، اعترافاً منك بأن في وسعنا أن نتعرف على مواضع الحق فيه وعزلها عن مواضع الباطل، باجتهاد لا يحتاج إلى عناء وذهنية بعيدة عن سوء الظن المسبّق بالأجيال الماضية. ولذلك أرى أن مشكلتك مركبة ومعقدة - كغيرك من منكري السنة - ولكنها في أساسها تعود إلى موقف معين - لأسباب أياً كانت - من الماضي وما حصل فيه

ولي عودة بتعقيب تفصيلي ، إن لم ينفعك فسينفع غيرك من المتابعين إن شاء الله.

youssefnour
02-14-2011, 12:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أنت تقول
ليس لك من رصيد تبني عليه أساس براهينك إلا التاريخ وما فيه
وأنا أقول
وهل لكم غير التاريخ هو الذي نأخذ منه براهين أدلة الأحاديث ،،، أم نسيت إننا نتكلم عن حجية الأحاديث في دين الله ،،،، إننى أستخدم التاريخ لإثبات تدوين الأحاديث ،، ثم أستخرج منها قوانينها التى تتعارض مع كتاب الله معارضة تامة، يبدوا إنك لم تقرأ ردى جيدا،، فعندما نقول إن التاريخ يؤكد أن التدوين تم بعد وفاة الرسول بقرنين من الزمان، وفي مسألة القراءات تم بعد حوالى أربع قرون فهذا حق ليس عندك ما يخالفه!!!! ، وعندما أثبت هذا بما كتبتوه أنتم وبأيديكم أنتم يا أهل الفرق والمذاهب ، قمت بالتحليل لأثبت أن ما كتبتوه يخالف كتاب الله تعالى ،، وعندما لم تجد رد من القرآن لتثبت به خطأ ما أقول، ووقفت أمام صحة البراهين التي أقدمها عاجزا أن تجد دليل واحد من القرآن ينكر قولى بدأت تأخذنا لمنطقة أنا لا أفهمها ولا أفهم قصدك فيها .
فعلى سبيل المثال أنت إستشهدت بموضوع القراءات ، وأنا بينت لك متى بدأت القراءات لأثبت
أولا إن هذا العلم بدء بعد 4قرون من وفاة الرسول
ثانيا إن هذا العلم نظرا لإنه علم بشرى فهو مختلف فيه شأنه شأن آي علم أو روايات بشريه
ثالثا إن كل من كتب فيه لم يعاصر من اخترعوه ولم يسمعوهم وهم يقرؤونه
رابعا إن هذا العلم سبب وجوده كان مجرد إختلاف في لهجات أهل القري
يا صديقى أذكرك إننى أستخدم أدلة قرآنية لأرد بها على أدلتك ، وإستخدامى للتاريخ فقط لأوضح بُعد القسم الثانى للتشريع في الزمن عن عصر رسول الله ، وهذا أكبر سبب في فساد الأحاديث .
كنت أتصور بعد ردى عليك ،أن تقوم بالرد فتقول أنت يايوسف مخطأ في ردك لأن علم القراءات ذكره الله تعالى في آية كذا وآية كذا ، والدليل عليه هو كذا وكذا ، وأن الله تعالى قد حدد القراءات لكذا وكذا والآيات الدالة على ذلك هى كذ1ا وكذا !!!
هذا كان تصورى وليس أن تأخذنى أنا والمتابعين لإننى أستخدم التاريخ في إثبات خطأ الحديث،،،
إن القرآن الكريم تم تدوينه في عصر الرسول ، وراجعه الرسول منذ 15 قرن تقريبا،،، هذا أيضا تاريخ ولكن هناك ما يثبته داخل كتاب الله ، إن هذا القرآن تم تدوينه فى حياة الرسول، وإنه من عند الله، وإنه محفوظ بحفظ الله،،،،
فهل عندك داخل الأحاديث إن الحديث تم تدوينه فى عصر الرسول، وإنها أقوال الرسول، وإنها محفوظه بحفظ الله لها؟!!!!

عبدالله الشهري
02-15-2011, 01:03 AM
ب
سم الله الرحمن الرحيم
أنت تقول
ليس لك من رصيد تبني عليه أساس براهينك إلا التاريخ وما فيه

وهل لكم غير التاريخ هو الذي نأخذ منه براهين أدلة الأحاديث
نعم لدينا القرآن ولكنك مابين منكر لأدلتنا منه أو متجاهل بتأويل بعيد أو مفسر بتفسير تأباه لغة العرب في أساليبها وخطابها. لقد أفردت موضوعاً خاصاً بهذا بعنوان "الإشكالات الهادمة لمذهب منكري السنة"، والقرآن دليلي فيه، كل مافي الأمر أن "فهمك المشوه والناقص للتاريخ" - كما سيتبين لك بعد قليل - هو الذي يحدد منهجيتك في الاستدلال بالقرآن لا العكس. فأنت لا ترى من دلالات القرآن إلا ما يتفق مع فهمك للتاريخ وما حصل فيه، ولذلك لما كان السلف لم يتكون عندهم تاريخ بالصورة التي تكونت أمامك لا نجد من بينهم إماماً أو عالماً معروفاً يقول بضرورة إنكار السنة والاقتصار على القرآن فقط.


،،، أم نسيت إننا نتكلم عن حجية الأحاديث في دين الله ،،،،
لم أنس ولكنك سلكت بنيات الطريق فسحبتنا معك فيما يمكن تأجيله لوقته.

إننى أستخدم التاريخ لإثبات تدوين الأحاديث ،،
الحمد لله أنك أثبت قوة برهانية مشروعة للتاريخ، فليتك إذ فعلت ذلك قرأت التاريخ قراءة كلية متجانسة ، حتى يثبت لك أصالة النقل لسنة رسول الله، والنقولات والشواهد في ذلك بالمئات، ولكنك يامنصف لا تريد ذكرها ولو بالإشارة. أما تدوين الحديث فإن قصدت به كتابته فهذه مغالطة، لأن كتابة الحديث بدأت من عهده صلى الله عليه وسلم وأنا متأكد أنك تعرف هذا ولكنك لا تريد الإشارة إليه من قريب أو بعيد. قال عبادة بن الصامت:"علمت رجلاً من أهل الصفة القرآن والكتابة" (الوسيلة إلى كشف العقيلة، ص32، علم الدين السخاوي) وكان عبدالله بن عمرو من أكثر الصحابة كتابة للحديث، ولا يوجد عندك دليل بخلاف هذا. والنقول كثيرة جداً أنت تعرفها فلا حاجة للإطالة بإيرادها. فالكتابة منتشرة بينهم، فمنهم من كان يكتب القرآن ومنهم من كان يكتب الحديث.

أما قولك:

ثم أستخرج منها قوانينها التى تتعارض مع كتاب الله معارضة تامة
فأقول: هل تريد أن توهمني والمتابعين أنك قراءتك المجتزأة للتاريخ كانت صحيحة وأن فهمك "الموجه تاريخياً" لدلالات القرآن أيضاً صحيح وبالتالي اكتشفت هذه المعارضة التامة؟ التعارض عندك أخي يوسف هذا أمر مقبول ومعقول ولكنه ليس عندي لأن منهجية القرآن في التفكير منهجية إحضار لجميع الشواهد والأخبار – دون تحيز لأي منها – ثم تمحيصها والترجيح بينها. فماذا فعلت أنت؟ إن كتب التاريخ والتراجم ، عربية وغير عربية، طافحة بشواهد لا تحصى على عناية الأمة بنقل سنة نبيها، والتدوين المبكر لها، ولكنك إما جاهل بها – وهو مستبعد جداً – أو عالم بها لا تخفى عليك ولكن يثقل عليك يا منصف أن توردها، والسبب معروف. أكان يعجزك مثلاً أن تخبرنا أن المحدثين - كما يقول يحي بن معين - كانوا يكتبون الحديث من ثلاثين وجهاً حتى يضبطوا معناه ولفظه ، أكان يعجزك أن تفتح كتاب "الكفاية في أصول الرواية" أو "تاريخ ابن عساكر" لتقف على أدلة تاريخية تشهد لضبط المحدثين وسلامة طريقتهم في العناية بالسنة ، هذا وأنت تؤمن بالقرآن وحده بزعمك - وهذا جميل لو كان حقاً - وكأنك لم تقرأ (كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم).


فعندما نقول إن التاريخ يؤكد أن التدوين تم بعد وفاة الرسول بقرنين من الزمان، وفي مسألة القراءات تم بعد حوالى أربع قرون فهذا حق ليس عندك ما يخالفه!!!! ،
ما دمت تثبت قوة برهانية للتاريخ – وهذا هو الصحيح عقلاً ونظراً – فإن التدوين إن قصدت به الكتابة فأنت أول من يعلم أنك مخطيء وأن الكتابة كانت في عهده صلى الله عليه وسلم واستمرت بعد وفاته وانتهت بعد أن كتب العلماء كل الأحاديث. فلا يمكن لأحد أن يستطيع أن يأت بحديث واحد يزعم أن المتقدمين قد فاتهم كتابته. لا يهمني متى بدأ تدوين علم القراءات أو الكتابة فيه لأنه علم قائم موجود منذ وقت مبكر تناقلوه بالمشافهة وكون التدوين أو التصنيف قد ازدهر وتمكن بعد في وقت متأخر فلا يعني أكثر من تحويل علم الصدور إلى علم مسطور.

وعندما أثبت هذا بما كتبتوه أنتم وبأيديكم أنتم يا أهل الفرق والمذاهب ، قمت بالتحليل لأثبت أن ما كتبتوه يخالف كتاب الله تعالى
ما هذا الكلام العائم أخي الكريم ؟ لقد تحاملت كثيراً على نفسي حتى أصبر على أمثال هذه المقالات العامة التي لا تحدد بالضبط ما الذي خالف كتاب الله. هل تقصد مثلاً أن تدوين الحديث بعد قرنين - تنزلاً معك – وأنه لم يراجعه الرسول صلى الله عليه وسلم أو يراه هو شيء يخالف القرآن؟ كيف وضح فسر حدد بيّن؟ ،

وعندما لم تجد رد من القرآن لتثبت به خطأ ما أقول، ووقفت أمام صحة البراهين التي أقدمها عاجزا أن تجد دليل واحد من القرآن ينكر قولى بدأت تأخذنا لمنطقة أنا لا أفهمها ولا أفهم قصدك فيها .
من تواضعك هذه المرة أنك اعترفت بعدم فهمك لكلامي ومقصدي. قصدي من إيراد إشكالات القرآن والقراءات أن أبين لك أن القرآن محفوظ حتى وإن امتلأ التاريخ بما قد يشكك في كونه محفوظاً، وكذلك السنة ، هي محفوظة وإن وُجد في التاريخ ما قد يشكك في كونها محفوظة، وفي كلا الحالتين لا نستطيع - لا أنا ولا أنت ولا أي شخص - بإزاء هذا التاريخ أن نعيّن بالضبط أو نحدد أو نحصر الطرق التي يمكن أن يحفظ الله بها كتابه و سنة نبيه، كل ما علينا هو التسليم بأن الله سيحفظ كتابه وسنة نبيه حتى وإن تهيأ لنا من خلال التاريخ شواهد أو وقائع لا تنسجم مع مقتضى هذا التسليم. مثل لغة العرب، اختلف العلماء في بعض الألفاظ أهي أعجمية أم عربية، واختلف النحويون اختلافاً كبيراً في بعض التراكيب والإعرابات – على الرغم من أنها سوف تسلط على نصوص القرآن ويحصل بها الاستنباط - ومع ذلك لا نقول أن القدر الذي تحتاجه الأمة من اللغة لفهم الكتاب وتدبر معانيه قد ضاع وتحرف، وبناء على ذلك لا نقول - كما تقول أنت – أن النتيجة النهائية لقراءتنا التاريخية هذه هي أنها تخالف القرآن !!


إن هذا العلم نظرا لإنه علم بشرى فهو مختلف فيه شأنه شأن آي علم أو روايات بشريه
أتريد أن تقول أنه لو قرأ أحدنا قوله تعالى (ملك يوم الدين) بألف تلو الميم (مالك) والآخر بدونها (ملك) أنه علم بشري، إذاً أجب عن هذا السؤال: أية هاتين القراءتين نتيجة علم بشري إن كنت من الصادقين؟


ثالثا إن كل من كتب فيه لم يعاصر من اخترعوه ولم يسمعوهم وهم يقرؤونه
هذا التخليط عندك سببه زهوك واعتدادك بتحليلاتك عندما قلت عن نفسك
وتعالى يا صديقى أوضح لك حقيقة الأمر والذي لن تجد تحليله في آي من كتبكم أو على النت
وفي الحقيقة كلامك صحيح لأن تحليلك قد بلغ من الغرابة أنه لا يوجد له نظير في واقع المتقدمين والمتأخرين. يكفي في القراءات أنها منقولة بين أصحابها بتواتر شفهي عندهم ، اللاحقون عن السابقين، فلا يضرها دونت أم لم تدون ، وكونك لا تشعر بهذا التواتر الذي عندهم فهذه مشكلتك وحدك، واعلم أن نقل العلوم جيلاً بعد جيل دون ضرورة أو شرط للمعاصرة طريق معتبر أقرّه القرآن (ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم) وقد احتج المحدثون بهذه الآية الواضحة على صحة الرواية بطريق المناولة والوجادة، وهو استدلال صحيح لا غبار عليه.


رابعا إن هذا العلم سبب وجوده كان مجرد إختلاف في لهجات أهل القري
هذا أسميه تخليط رقم "لا أدري" ! من أين جئت بهذا المعلومة المغلوطة ، هل هذا من تحليلك الذي وصفته بأنه لا يشبهه شيء في كتبنا أو حتى في النت؟! إن علم القراءات شيء مختلف تماماً عن الأحرف، والأحرف – لا القراءات - هي التي لها صلة وطيدة بموضوع اللهجات ، وهذا موضوع كبير لا حاجة للتوسع فيه الآن.

أنا لم أنته...يتبع إن شاء الله

youssefnour
02-15-2011, 12:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وأنا منتظر متابعتك إن شاء الله تعالى.

عبدالله الشهري
02-17-2011, 12:15 AM
استكمالاً لما سبق، أقول:
رغم ما ينقم به البعض على القراء وعلم القراءات إلا أن هناك شواهد تاريخية تدل على الدور العظيم لهذا العلم في العناية بالقرآن، الأمر الذي يؤكد أن من طرق عناية الله بكتابه هو تهيئة وهداية من يقوم بذلك من الأمة، فعاد الأمر كله لله، ولطائف الله لا تحصى. ولا يتناقض كلامي هذا مع ما قلت في مشاركة سابقة من أن طرق الله لا يمكن أن تحدد على وجه التعيين، لأني قلت أن هذه واحدة من طرق لا يعلمها إلا الله، ولولا جهود هؤلاء القراء لكنت أنا وأنت أو غيرنا اليوم ممن يقرأ بقراءة ابن شنبوذ لولا أن من الله علينا بأن قضى عليها علماء القرآن في مهدها وحكموا عليها بالشذوذ التام.



وإستخدامى للتاريخ فقط لأوضح بُعد القسم الثانى للتشريع في الزمن عن عصر رسول الله ، وهذا أكبر سبب في فساد الأحاديث .
القرآن لا يشترط في صحة العلم المنقول أن يكون دائماً بمشافهة وشهادة صاحبه ، قال تعالى (ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم) وقال تعالى (فاسأل اللذين يقرأون الكتاب من قبلك) ، وقال (فاسألوا أهل الذكر) ،
وهذه الآيات تتضمن إشكالات هادمة لمذهب منكري السنة وستجد شرحي لكيفية ذلك في الموضوع المثبت "الإشكالات الهادمة لمذهب منكري السنة".


كنت أتصور بعد ردى عليك ،أن تقوم بالرد فتقول أنت يايوسف مخطأ في ردك لأن علم القراءات ذكره الله تعالى في آية كذا وآية كذا ، والدليل عليه هو كذا وكذا ، وأن الله تعالى قد حدد القراءات لكذا وكذا والآيات الدالة على ذلك هى كذ1ا وكذا !!!

اعذرني عزيزي يوسف، هذا تصور أحمق، مع احترامي لك. أتريد أن توهمني وتوهم القراء أنه قد بلغت بي السذاجة في التعامل مع القرآن أن استدل به بهذه الطريقة التي تتوقعها أنت. هذا أكبر دليل – من أدلة كثيرة – يعبر عن علاقتك الشخصية بفهم القرآن. ما رأيك لو طلبت منك نفس طلبك فقلت: أنت مخطئ في ردك لأن النهي عن اتباع السنة ذكره الله في آية كذا وكذا، والدليل عليه كذا وكذا، وأن الله قد حدد أنواع السنن وبين أن السنة الصحيحة هي سنة الرسول قبل ظهور الأحاديث في آية كذا وكذا بدليل كذا وكذا !!! نعم قد يكون مرادك – التماساً للعذر – أنك كنت تتوقع مني الاستدلال بالقرآن لكن أن تحدد لي أنت منهجية مسبقة وتقول أنك تتوقعها مني فهذا توجيه خفي وهروب من طرق الاستدلال الأخرى التي تخشاها، فيما يبدو.


هذا كان تصورى
تصور متوقع منك ولكن لا تتوقعه مني.


إن القرآن الكريم تم تدوينه في عصر الرسول
هل يحتاج إلى تدوين إذا كان عندك محفوظ على كل حال ؟ وهنا سؤال ينسف كثير من افتراضاتك وهو: أليس الرواة والرجال الذين عرفت من خلالهم أن التدوين حصل في عصر الرسول هم الرجال والرواة الذين نقلوا لنا السنة؟ سم هؤلاء الرواة؟ ثانياً: إن لم تسمهم فهذا أبلغ في إضعاف موقفك لأنك تثبت معلومة تاريخية أساسية عندك من خلال مجهولين أو أسماء معروفة ولكن لا نعرف حقيقة الرواية المنسوبة إليهم.


وراجعه الرسول منذ 15 قرن تقريبا،،، هذا أيضا تاريخ ولكن هناك ما يثبته داخل كتاب الله ، إن هذا القرآن تم تدوينه فى حياة الرسول، وإنه من عند الله، وإنه محفوظ بحفظ الله،،،،
أين الآية من كتاب الله – كي أطبق عليك تصورك المعيب آنفاً – الدالة على هذا؟ ثانياً: اعلم أن هذا الكلام خلاصته أن السنة لم تدون كما دون القرآن ولم تراجع كما روجع القرآن، وهذا طبيعي وليس فيه ما يدعوني إلى القلق لأسباب:
الأول: أن الرسول لا يعنيه ضبط ألفاظ السنة كما تضبط ألفاظ القرآن، لأن القرآن للتلاوة والتجويد ونصه توقيفي أما السنة فوحي بالمعنى (لتحكم بين الناس بما أراك الله) لا بما أقرأك الله ، فهذا للقرآن كما في قوله تعالى (إن علينا جمعه وقرآنه). والأدلة من القرآن على أن الوحي يأخذ صور متنوعة كثيرة ، منها قوله تعالى (وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون) وقوله تعالى (إذ أوحينا إلى أمك).
ثانياً: كوني مؤمن بأن السنة وحي تشريعي سيحفظه الله لا يجعلني أقلق بتدوينها أو مراجعتها (حتى وإن اختلف العلماء في بعض الأحاديث تصحيحاً وتضعيفاً) مثلما أنه لا تعنيني كثيراً أخبار تدوين القرآن ما دمت أؤمن أنه وحي تشريعي سيحفظ الله (حتى وإن استغل المشككون - كالمستشرقين ومن أيدهم - بعض الاختلافات الحاصلة بين العلماء في ما هو شاذ أو ليس بشاذ أو مقبول أو مردود من القراءات ونحو ذلك. تأييداً لقولك (نوعاً ما):


وفي الوقت الذي هم فيه مشغلون بعالمهم هذا ومدوناتهم المذهبية ، يحمل اللسان العربي القرآن الكريم، يسير به في طريق آخر غير طريقهم، طريق الفطرة وتفاعلها مع التطور الحضارى المشمول برعاية الله تعالى ، وحفظه للقرآن ولغته .

ها أنت في هذا الاقتباس قد اعترفت بأن لغة القرآن محفوظة رغم الاختلافات الكبيرة بين العلماء في كثير من جوانب اللغة الصرفية والنحوية وأصول الألفاظ، فهذا يرد شيئاً وهذا يقبل شيئاً ، وهذا يبني على ما قد ردّ حكماً قرآنياً والآخر يستنبط مما يقبل حكماً مغايراً، ومع ذلك أؤمن - وإن لم تظهر لي الصورة كاملة - أن ذلك القدر من اللغة الذي لا غنى للناس عنه في فهم كتاب الله محفوظ تماماً كما أؤمن أن ذلك القدر من السنة الذي يحتاجه الناس محفوظ أيضاً، وإن اختلفوا في بعض الأحاديث.

فهل عندك داخل الأحاديث إن الحديث تم تدوينه فى عصر الرسول، وإنها أقوال الرسول، وإنها محفوظه بحفظ الله لها؟!!!!
كما قلت التدوين وسيلة وحفظ الله كائن وقد بينت لك لماذا لا أحفل أساساً بقضية التدوين سواء للحديث أو القرآن في أكثر من موضع.

تنبيهان:

إن شاء الله سوف أنزل إشكالاً جديداً من عدة إشكالات هادمة لمدرسة منكري السنة ، وسوف أواجهك به مدعماً بأدلة قرآنية في مشاركة مستقبلة.

قد لا أرد على مشاركتك القادمة وأعود لسرد الأدلة الدالة على حجية السنة من القرآن. وسوف أكتب تلخيصاً لموقفك من أول دليل قرآني استدللتُ به في بداية نقاشنا وكيف تعاملت معه ، والنتيجة النهائية، لكي يتعرف المتابعون على مسار الحوار ثم أضع دليلي الجديد إن شاء الله.

youssefnour
02-17-2011, 01:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم عبد الله الشهري
نحن إتفقنا أن يكون الحوار بيننا حوار مدلل بالبراهين والأدله،،، وليس كلام مرسل لا دليل عليه، ولذلك سأنتقى من ردودك كل رد قدمت فيه دليل،، بينما كل رد كتبت فيه كلام مرسل لا دليل فيه أو برهان فلن أتعرض له لأنه ليس له تأثير ،، ولنبدأ الآن
أنت تقول
نعم لدينا القرآن ولكنك ما بين منكر لأدلتنا منه أو متجاهل بتأويل بعيد أو مفسر بتفسير تأباه لغة العرب في أساليبها وخطابها. لقد أفردت موضوعاً خاصاً بهذا بعنوان "الإشكاليات الهادمة لمذهب منكري السنة"، والقرآن دليلي فيه، كل مافي الأمر أن "فهمك المشوه والناقص للتاريخ" - كما سيتبين لك بعد قليل - هو الذي يحدد منهجيتك في الاستدلال بالقرآن لا العكس. فأنت لا ترى من دلالات القرآن إلا ما يتفق مع فهمك للتاريخ وما حصل فيه، ولذلك لما كان السلف لم يتكون عندهم تاريخ بالصورة التي تكونت أمامك لا نجد من بينهم إماماً أو عالماً معروفاً يقول بضرورة إنكار السنة والاقتصار على القرآن فقط.
وأنا أرد وأقول
لم تضع دليل واحد يؤكد صحة ما تقول، فلتأتني بتفسير لي هو خطأ،،،، أما أنا فسأضع بين يديك وبين يدي كل من يتابع الحوار عظيم خطأك في مقالتك (الإشكالات الهادمة لمذهب منكري السنة) و التي تدعى إنها حجة على منكري الأحاديث وأنا أقول إن هذه المقالة تهدم مذهب أهل السنة هدما كاملا، لأنها تستقطع الآيات من سياقها لتخدم بها حجة وجود مذهبهم غير عابئة بإن تفسيرهم للآيات بهذه الطريقة يدمر المعنى المقصود بالآيات .
سأُشرحها تشريحا وأجعل عليها سافلها وسأقوضها من أساسها ليعلم كل من يتابع كيف يستأصل أهل المذاهب الآيات القرآنية، ليخدموا توجهاتهم الدينية فيشوهون القرآن الكريم ويحرفون معناه تحريفا مقصودا لن يسامحهم الله عليه أبدا .
وسأرد على أول نقطة فى مقالك ((الإشكالات الهادمة لمذهب منكري السنة) هنا فى هذا الحوار ثم أتابع باقي ردودي على موضوع حوارنا ، بينما سأذهب بعد نهاية هذا الحوار إلى مقالك لأشرحه كما وعدت المتابعين
وتعالى نرى أول جملة في مقالك (الإشكالات الهادمة لمذهب منكري السنة) والتى تقول فيها :
وما أعظمها وأخطرها من فتنة (أي فتنة ارتداد الناس عن القرآن بسبب إثبات السنة) ، بل هي أعظم فتنة وقعت فيها الأمة، ومن سوء الظن به تعالى أن نعتقد أنه لم يأمر نبيه بالوضوح في التحذير منها أو لم يذكر في القرآن ما يقطع دابر الخلاف فيها والتأثر بها، كيف لا وقد قال (ليبين لهم ما نزّل إليهم) ، فلِمَ لم يبين لنا من أوحيت إليه هذه الآية أن "نقل سنته جرم عظيم أو صد عن سبيل الله وكتابه" ؟
وأنا أرد على شبهتك في استخدامك لهذه الآية الكريمة كدليل على حجية الأحاديث، هو دليل باطل تشوه به القرآن الكريم،، كما سبق وإستخدمت كلمة الحكمة .
تعالى معى نبرأ القرآن الكريم من إستقطاعكم للآيات الكريمة، وتأويل معانيها لخدمة مذاهبكم التى ما أنزل الله بها من سلطان :
وفي هذا أقول :
لقد سمى الله تعالى أهل الكتب الإلهية بأهل الذكر، لإفادة قوة وصف هذه الكتب بالتذكير، وإقامة الحجة على اللاهين الغافلين عن رسالة ربهم، المعترضين على أن يرسل الله بشراً رسولا .
وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7) وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8)الأنبياء
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)النحل
إن المتدبر لسياق الآيات التي ورد فيها قول الله تعالى : " وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا"، يعلم أن الخطاب القرآني كان لهؤلاء المختلفين على رسالة رسول الله محمد المكذبين بها، وليس للمسلمين، الذين آمنوا برسول الله، ولم يختلفوا على رسالته .
فقوله تعالى : " فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ "، يفيد إحالة الشاكين في صدق الرسول، إلى العارفين بالكتب الإلهية، ليعلموا منهم حقيقة أمر الرسل والرسالات، وهل يصطفي الله تعالى رسله من الرجال أم من غيرهم؟!
فإذا سألنا اليهود : من هو رسولكم؟!
أجابوا : موسى، عليه السلام، فإذا سألناهم هل كان رجلا؟! أجابوا : نعم. وكذلك الأمر بالنسبة للنصارى .
فالقضية التي كانت مثارة، في هذا السياق، لا علاقة لها بأحوال المسلمين أصلاً ذلك أن كلمة "الناس" جاءت تعني " أهل الكتاب"، والمكذبين بدعوة رسول الله الخاتم عليه السلام. وقول الله لرسوله " لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ " جاء جزءا من مهمته الخاصة بالرد على شبهات المكذبين، وبيان ما اختلفوا فيه وكشف حقيقة أمرهم .
وبرهان ذلك سياق الآيات التي سبقت هذه الآية، والذي ورد فيها أيضا أمر الله تعالى لرسوله بالبيان، مؤكدا هذا المعنى، فيقول الله تعالى :
وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (38) لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39)النحل
فقوله تعالى : " لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ " جاء في سياق الرد على هؤلاء المكذبين، الذين جاء القرآن بالرد على شبهاتهم وافتراءاتهم، حيث يقول الله تعالى في نفس السورة، الآية [64] :
وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)النحل
وتدبر قول الله تعالى في ختام الآية [44]، المشار إليها سابقا : " وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ " وهو الختام المناسب لدعوة المختلفين إلى أن يُعملوا آليات عمل قلوبهم، ويرجعوا إلى رشدهم .
وبتدبر قوله تعالى : " لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ " نجد اسم الموصول [ما] وصلته [نُزِّل] غير [الذكر] المنزل، والمتقدم في قوله تعالى : " وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ "، إذ لو كانا شيئا واحدا لاقتضى ظاهر السياق أن يكون : " لتبينه للناس "، وليس " لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ " !!!
إذن فالمعنى : وأنزلنا إليك هذا القرآن، ليبين لهؤلاء الشاكين المكذبين، حقيقة ما نزل إليهم، وما هم فيه مختلفون .
فلا دليل في هذه الآية مطلقا ، ولا حجة ، لهؤلاء الذين يعتبرونها دليلا على حجية ما نسب إلى رسول الله من " أحاديث" يدعم بها كل فريق توجهاته المذهبية، حسب مدرسته في التصحيح والتضعيف .
إن القوم، الذين بعث الله تعالى فيهم رسوله محمداً،عليه السلام، كانوا أهل فصاحة وبيان، لذلك جعل الله آية صدق رسوله، من جنس ما نبغوا فيه..، فكيف تكون مهمة الرسول أن يفسر لهم أولا ما أنزل الله عليه، ثم يطلب منهم بعد ذلك أن يأتوا بمثله ؟!!!!!!!
إن "الذكر" الذي أنزله الله تعالى على رسوله، جاء مبينا لغيره، مما نزل على الناس من رسالات سابقة، آي أن مهمة الرسول أن يبلغ الناس ما نزل القرآن ليظهره
لقد جاء رسول الله ليظهر لأهل الكتاب، من خلال هذا الذكر الحكيم، ما أخفوه من التنزيل الحق، وما حرفوه. وهكذا يُبطل الله حجج المكذبين، بتذكيرهم بحقيقة حالهم ويكشف ما أخفوه وحرفوه، ويجعل من مهام رسوله بيان ذلك، فتدبر :
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)المائدة
وتدبر قوله تعالى في نفس السورة :
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19)المائدة
لقد وردت كلمة البيان في القرآن الكريم بمعنى الإظهار آي إظهار الحكم أو إظهار الخبر، أو إظهار الحق، بوجه عام، كل حسب السياق الذي وردت فيه الكلمة .
فالمعنى العام لكلمة "البيان" هو إلقاء الضوء على شيء موجود، ولكنه كان خفيا غير ظاهر للناس، فيظهره الله تعالى لهم، فهو سبحانه مصدر البيان. يقول الله تعالى:
لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)القيامة
فلم ترد كلمة "البيان" في القرآن بمعنى "تفسير القرآن"، المعروف عند المسلمين .
لذلك لا يصح أن يفهم المسلم قوله تعالى : " ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ " بمعنى ثم إن على رسولنا تفسيره، لأن هذا الفهم، كما ذكرت من قبل يتعارض مع كون القرآن " آية" رسول الله الدالة على صدقه، في بلاغه عن الله تعالى، والتى لم يستطع أهل اللسان العربي أن يأتوا بمثلها !!
إذن فليس من المعقول أن تأتي نصوص غير مفهومه إلا إذا فسرها رسول الله،عليه السلام، ثم يخرج الرسول على قومه، ويقول لهم : أنا رسول الله، وهذه هي آية صدقي!!
وعلى فرض أن البيان جاء بمعنى التفسير، فسيبقى السؤال قائما : فهل فسر رسول الله القرآن؟! هل يوجد بين يدينا الآن كتاب رسول الله في تفسير القرآن، الذي شهد تدوينه بنفسه، أم إن أصحاب أمهات كتب التفسير كانوا أكثر فهما ودراية بمعاني القرآن منه، عليه السلام؟!
ترى يا آخى الكريم، ما وضعته أمامك الآن من تفسير لكلمة البيان، هو كما تقول(تأباه لغة العرب) أم إن استخدامك أنت للآية القرآنية " ليبين لهم ما نزّل إليهم" كان إستخدام قاصر في إثبات حجية الأحاديث
عموما أعود لمقالتك قريبا إن شاء الله تعالى لتشريحها كما قلت بعاليه .
الأخ الكريم هذه أول نقطة فى ردك قمت بتوضيح خطأك في إستخدام الآية،، وسأتابع بعد أن أسمع ردك حول هذه النقطة ، فإذا كان عندك آي تفسير مخالف للآية الكريمة ، فأرجوا أن تدلل عليها بأدلة قرآنية .
وأتمنى ألا أجد ردا مثل ردك على الحكمة عندما إقتنعت بأن الحكمة أيات منزلة من عند الله على رسله،،، ثم وبدون آي دليل ولا برهان قلت ولكنها فى معناها العام تعنى أيضا الأحاديث!!!!! كيف لا أعلم . وكان هذا هو ردك أنظر :
الحكمة معنى كلي يتضمن السنة وغيرها. وأنا اتفق معك أن قصر معنى الحكمة على السنة لا دليل عليه، ولكن السنة بما اشتملت عليه من الحكم العظيمة تدخل في معناها دخولاً أولياً ، مع أن العلماء ليسوا مجمعين على أن المراد بالحكمة في القرآن السنة .

أرأيت ردك فرغم قولك إنه لا دليل على أن الحكمة هى السنة، وأن العلماء مجمعين على أن الحكمة فى القرآن ليست السنة،، وبرغم تفسيرى للحكمة بدلالة السياق ،، إلا إنك وبدون آي دليل أو برهان مصمم على أن الأحاديث هى الحكمة !!!!!!!!!
أنتظر ردك على إتفاقك أو إختلافك حول هذه النقطة فقط لأعود لأرد على باقى ردودك .كما أرجوا ألا نفتح موضوع جديد إلا بعد أن أنهى الرد على كل ردودك ،، وستكون ردودى على كل نقطة على حدا حتى ننتهى من مناقشة كل ردودك .

عبدالله الشهري
02-17-2011, 03:36 AM
الأخ الكريم يوسف. اشكر لك جدّك وإخلاصك فيما تقوم به من جهد تقصد به الخير إن شاء الله.
بدايةً رغم العناء والكتابة الطويلة أنت لم تجب عن الإشكال أصلاً وإنما فسرت آية في داخل الإشكال ، ثم أنا لم احتج عليك بهذه الاية في هذا الموضوع وليس في نيتي أن احتج بها أصلاً فهناك أدلة أخرى تأتي في موضعها إن شاء الله. أعدُك إن شاء الله أن أعلق على ما أبرز ما جاء في كلامك ولكني أريد منك جواباً واضحاً حول هذا السؤال لأنك بجوابك عليه تجعل تسلسل النقاش مرتباً ومنطقياً ، وهو سؤال طلبتك أن تجيب عنه مراراً ولم تجب ألا وهو للمرة الثالثة:

ولكن يبدو لي أنه ليس عندك أدنى اعتراض على حجية السنة لو أنّا كنّا بمشهد رسول الله وبمرأى ومسمع منه ، أليس كذلك ؟ صححني إن أخطأت الافتراض. والذي يبدو جلياً أنك تنكره هو السنة "المذهبية" بتعبيرك، أي هذه الأحاديث التي لا تدري هل قالها الرسول فعلاً أم أنها منسوبة إليه كذباً وزوراً. من فضلك وضح لي لأني الآن استدل على حجية السنة بغض النظر عن النقل والرواية

youssefnour
02-17-2011, 04:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
آخى الكريم عبد الله الشهري
والله يا صديقى أنا أجبت أكثر من مرة على سؤالك وقلت إن من لا يؤمن بالسنة فهو كافر ،، شرط أن تكون هذه السنة هي تطبيق عملي لأوامر الله تعالى،،، وعندما نتعرض للسنة سنوضح هذا الأمر
فمن كان يعيش أيام الرسول كان يرى الرسول ويرى تنفيذه لأوامر الله تعالى واضحة وجلية،،،، وعندما مات الرسول، عليه السلام نقل الله تعالى سنته في كتابه الكريم واضحة وبينة .
ومع ذلك و للمرة الثالثة يا أخي الفاضل سأجيب على سؤالك هذا ،، ولكن في هذه المرة بوضوح أكثر،، وبشهادة الله تعالى نفسه
تدبر معي قول الله تعالى في سورة المائدة
وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117)
إن الله تعالى يسأل عيسى بن مريم سؤال المقصود منه التوضيح للناس ، فقد حرفت الناس كلام الله وقاموا بعبادة المسيح بدلا من الله تعالى،، فماذا كان رد المسيح عيسى بن مريم
1/ إنه أولا يبلغ تشريعات الله ويفعلها " مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ"
2/ إن الرسول شهيد على قومه مادام فيهم ولم يتوفاه الله تعالى " وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ"
3/ وعندما يموت الرسول يكون الله تعالى هو المسئول عن الناس " فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ"
وعلى هذا الأساس فلو كنت أنا موجود أيام الرسول لكنت فَعّلت سنته لأني أراها أمامي ، ولكن عندما مات فأنا أُفعل سنته المسؤول عنها الله تعالى وقام بحفظها لنا عبر قرآنه الكريم .
أرجوا أن أكون أجبت وبوضوح هذه المرة .
وأذكرك يا أيها المحاور الشريف وأذكر نفسى ،، هو أن الحوار القائم بيننا موضوعه هل التراث الدينى عند الفرق والمذاهب المختلفة هى سنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
وكنا قد بدأنا بأنك سوف تضع الآيات الدالة على أن ما بين أيدينا من أحاديث هى سنة رسول الله، وحتى الآن أنت وضعت دليل "الحكمة"، ودليل "البيان" فى القرآن الكريم،، وقد قمت بالرد عليهم .
وأنتظر إستكمال الحوار ،،

تحياتى ،،،،،،،،،،

مراقب 4
02-17-2011, 05:19 PM
ولكن يبدو لي أنه ليس عندك أدنى اعتراض على حجية السنة لو أنّا كنّا بمشهد رسول الله وبمرأى ومسمع منه ، أليس كذلك ؟ صححني إن أخطأت الافتراض. والذي يبدو جلياً أنك تنكره هو السنة "المذهبية" بتعبيرك، أي هذه الأحاديث التي لا تدري هل قالها الرسول فعلاً أم أنها منسوبة إليه كذباً وزوراً. من فضلك وضح لي لأني الآن استدل على حجية السنة بغض النظر عن النقل والرواية


وعلى هذا الأساس فلو كنت أنا موجود أيام الرسول لكنت فَعّلت سنته لأني أراها أمامي ، ولكن عندما مات فأنا أُفعل سنته المسؤول عنها الله تعالى وقام بحفظها لنا عبر قرآنه الكريم .

كمتابع ومنسق للحوار أظن أن الجواب هو "بلى".
هذا اختصارًا على الطرفين، حيث إن كليهما يشعر بأنه كرر السؤال أو الجواب، كل بحسبه.
وللأستاذ يوسف نور أن يرفض هذا الاختصار مني إن كان يخالف مراده، وليعدني عين القارئ المتابع للحوار، وإلا فليكمل الأستاذ عبدالله الشهري إلى ما هو بصدد طرحه.

youssefnour
02-17-2011, 07:30 PM
كمتابع ومنسق للحوار أظن أن الجواب هو "بلى".
هذا اختصارًا على الطرفين، حيث إن كليهما يشعر بأنه كرر السؤال أو الجواب، كل بحسبه.
وللأستاذ يوسف نور أن يرفض هذا الاختصار مني إن كان يخالف مراده، وليعدني عين القارئ المتابع للحوار، وإلا فليكمل الأستاذ عبدالله الشهري إلى ما هو بصدد طرحه.
ونعم الإختصار يا أخي الكريم ،،، ولكننى أريد أن أقتبس سطرين من مجلة منتدى التوحيد "لمراقب 1" والتى يقول فيها
وحين ينضبطُ الحوارُ بأصولٍ منهجيةٍ تعتمدُ فى مقامِها الأوَّلِ على الإيضاحِ والاستيعابِ، والصدقِ مع النفس في التعاملِ ‏مع المطروحِ، فإن النتيجةَ الحتميَّةَ المرجوةَ هي خضوعُ أطرَافِ الحِوارِ لسلطانِ الدليلِ وقوةِ البرهانِ، وقَبُولُ البديهيَّاتِ، والنَأْيُ ‏ بالذاتِ عن السَفْسَطَةِ، وتركُ عادةِ التَّتَرُّسِ خلْفَ فُقَّاعاتِ الجَدَلِ لتمريرِ الأخطاءِ وردِّ المثبت. ‏
وهذا ما أتمناه من أخى الكريم عبد الله وضع الأدلة والبراهين على كل ما يقوله،،،، وإذا كان يجد في حوارى معه ما يريدنى أن أصححه فأنا كلى آذانا صاغية لطلباته .

عبدالله الشهري
02-18-2011, 02:17 AM
الحمد لله وشكراً لك أخي الكريم يوسف.
جوابك الأخير – والذي جاء في وقته - يترتب عليه تكييف في مصادر ومنهجية الاستدلال لأن الأمر من الآن فصاعداً لم يعد يتعلق فقط بإثبات حجية السنة - الموقوتة بوقته صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه رضي الله عنهم - من خلال القرآن وإنما صار أيضاً يتعلق بإمكانية إثبات أن هذه السنة المشار إليها آنفاً هي هذه الأحاديث التي بين أيدينا اليوم، وذلك بكل ما يصلح أن يكون دليلاً أو برهاناً من عقل أو نقل، وأنواع الأدلة في ذلك لا تنحصر. وكنت سأبدأ الليلة بمادة استهل بها هذا المنعطف الجديد في النقاش لولا زيارة بعض الأقارب المسافرين وانشغالي بهم، فأمهلني بعض الوقت.
وشكراً لك أخي مراقب 4 على هذا الاهتمام بتوضيح الكلام وإزالة اللبس والغموض قدر الإمكان.

youssefnour
02-18-2011, 02:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد عبد الله الشهري
أرجوك عندما تبدأ ردودك فتذكر إن السنة النبوية ليست تراثا مذهبيا تتخذه كل فرقة لتدعيم توجهاتها المذهبية المختلفة، وإنما هي حقيقة قرآنية تقوم على تفعيل كافة المسلمين لذات النص القرآني المعجز في كل عصر، وفق إمكانياتهم العلمية والمعرفية .
يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26)النساء
وسنة النبي هي ما فرض الله له وعليه كما مضت سنته في الذين خلوا من قبل.
مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38)الأحزاب
وتذكر أيضا أن السنة عند أهل الفرق والمذاهب المختلفة جعلوها مقصورة على ما ورثوا عن الماضيين من تعريفها بأنها :
"ما أثر عن النبي، عليه السلام، من قول أو فعل أو تقرير أو صفة" وبذلك ازدوج معنى "السنة"
فهو أولا : ما يتعلق بتفعيل النص القرآني في شكل أفعال وسلوكيات تتمثل في تطبيق النبي،عليه السلام، للنص القرآني .
وهو ثانيا : المأثور عن النبي من أقواله وأفعاله وتقريراته وصفاته .
فعليك أن تختار آي سنة تقصد،،، لأنه من الواضح لك وللمتابعين أن "السنة" بمعناها الثاني هي التي أدت إلى انقسام الأمة الإسلامية إلى فرق وطوائف وأحزاب، بحسب ما انتهي إليهم من أثار السنة النبوية بالمعنى الثاني، وقد أشار القرآن لهذا الأمر في سورة الروم :
مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)
لذلك يا أخي الكريم عندما تبدأ حوارك إن شاء الله تعالى أرجوا أن تكون حريص جدا في استخدام البراهين والأدلة القرآنية التي تثبت بها وجهة نظرك في كل نقطة،، وأرجوا أن يكون الدليل القرآني تفسيره يخدم النقطة التي تذكرها ، وليس دليل مستقطع من سياقه ويتم تأويله بما يخدم مصلحة الحوار فقط ، مثل استخدام "الحكمة والبيان" في القرآن والذي سبق أن تعرضنا لهم .
كما أرجوا عند تعرضك للسنة أن تتذكر تذكر جيد إن اتجاه القرآن الكريم دائما إلى توحيد الأمة ويحذر من انقسامها تدبر معي :
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)آل عمران
إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) الأنعام
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)الأنفال
فإذا كان الرسول والمسلمين سيكونون شهداء على الناس :
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا...،الآية)
فكيف ستفسر هذه الأمة لله تعالى انقسامها بسبب التراث الديني، الذي تتبعه الفرق والمذاهب والواضح لنا وضوح الشمس، وكيف ستنجى نفسك وتنجى مذهبك، وكيف ستنجى الشيعة مذهبها، وكذلك الخوارج، والمعتزلة ,والقرآنيين، وغيرهم، من شهادة الرسول عليهم عندما يقول لربه :
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30)الفرقان

تحياتي... وهداك وهدانا الله صراطه المستقيم،وألهمك الصواب في الفكر والعمل،،،،،،،

عبدالله الشهري
02-18-2011, 06:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد عبد الله الشهري
أرجوك عندما تبدأ ردودك فتذكر إن السنة النبوية ليست تراثا مذهبيا تتخذه كل فرقة لتدعيم توجهاتها المذهبية المختلفة، وإنما هي حقيقة قرآنية تقوم على تفعيل كافة المسلمين لذات النص القرآني المعجز في كل عصر، وفق إمكانياتهم العلمية والمعرفية .
يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26)النساء
وسنة النبي هي ما فرض الله له وعليه كما مضت سنته في الذين خلوا من قبل.
مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38)الأحزاب
وتذكر أيضا أن السنة عند أهل الفرق والمذاهب المختلفة جعلوها مقصورة على ما ورثوا عن الماضيين من تعريفها بأنها :
"ما أثر عن النبي، عليه السلام، من قول أو فعل أو تقرير أو صفة" وبذلك ازدوج معنى "السنة"
فهو أولا : ما يتعلق بتفعيل النص القرآني في شكل أفعال وسلوكيات تتمثل في تطبيق النبي،عليه السلام، للنص القرآني .
وهو ثانيا : المأثور عن النبي من أقواله وأفعاله وتقريراته وصفاته .
فعليك أن تختار آي سنة تقصد،،، لأنه من الواضح لك وللمتابعين أن "السنة" بمعناها الثاني هي التي أدت إلى انقسام الأمة الإسلامية إلى فرق وطوائف وأحزاب، بحسب ما انتهي إليهم من أثار السنة النبوية بالمعنى الثاني، وقد أشار القرآن لهذا الأمر في سورة الروم :
مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)
لذلك يا أخي الكريم عندما تبدأ حوارك إن شاء الله تعالى أرجوا أن تكون حريص جدا في استخدام البراهين والأدلة القرآنية التي تثبت بها وجهة نظرك في كل نقطة،، وأرجوا أن يكون الدليل القرآني تفسيره يخدم النقطة التي تذكرها ، وليس دليل مستقطع من سياقه ويتم تأويله بما يخدم مصلحة الحوار فقط ، مثل استخدام "الحكمة والبيان" في القرآن والذي سبق أن تعرضنا لهم .
كما أرجوا عند تعرضك للسنة أن تتذكر تذكر جيد إن اتجاه القرآن الكريم دائما إلى توحيد الأمة ويحذر من انقسامها تدبر معي :
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)آل عمران
إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) الأنعام
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)الأنفال
فإذا كان الرسول والمسلمين سيكونون شهداء على الناس :
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا...،الآية)
فكيف ستفسر هذه الأمة لله تعالى انقسامها بسبب التراث الديني، الذي تتبعه الفرق والمذاهب والواضح لنا وضوح الشمس، وكيف ستنجى نفسك وتنجى مذهبك، وكيف ستنجى الشيعة مذهبها، وكذلك الخوارج، والمعتزلة ,والقرآنيين، وغيرهم، من شهادة الرسول عليهم عندما يقول لربه :
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30)الفرقان

تحياتي... وهداك وهدانا الله صراطه المستقيم،وألهمك الصواب في الفكر والعمل،،،،،،،



هداني الله وإياك سبيل المؤمنين.
أخي يوسف: لا تحدد مآلات الحوار سلفاً أو تستبق النتائج محل البحث أو تسم الأشياء بغير أسماءها حتى يسفر النقاش في ختامه عن حقيقة كل شيء.

عبدالله الشهري
02-18-2011, 06:30 PM
وحين ينضبطُ الحوارُ بأصولٍ منهجيةٍ تعتمدُ فى مقامِها الأوَّلِ على الإيضاحِ والاستيعابِ
هذا اقتباس وضعته بنفسك، وبناء عليه - أي حتى يتحقق الوضوح والاستيعاب قدر الإمكان - فضلاً أجب عن السؤال الآتي لأهميته في تخليص محاور البحث من الشوائب ومن ثم الإبقاء على محل النزاع الحقيقي بيني وبينك:
هل تعتقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد شرّع أشياء زائدة على ما في القرآن أو لاذكر لها فيه أو فصّل إجمالاً في القرآن...كل ذلك من خلال وحي من الله؟ (أمثلة لتوضيح ما أقصده بالضبط: تحريم لحوم الحمر الأهلية، الوعيد لمن تشبه من الرجال بالنساء والعكس، الأمر بالوليمة في العرس، أحكام الإحرام للحج أو العمرة...الخ). وأرجو ألا تضجر لأني قد أطرح مزيداً من الأسئلة مستقبلاً وأنت قد تفضلت وقلت: "فأنا كلى آذانا صاغية لطلباته".

عبدالله الشهري
02-18-2011, 07:01 PM
وأرجوا أن يكون الدليل القرآني تفسيره يخدم النقطة التي تذكرها ، وليس دليل مستقطع من سياقه ويتم تأويله بما يخدم مصلحة الحوار فقط
خذ شيئاً يسيراً جداً من طبيعة النقاش الذي سيواجهك مستقبلاً إن شاء الله:
ما رأيك لو أعدت هذه الآية

مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) إلى سياقها
تماماً كما أعدت أنت قوله تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه) إلى سياقه بزعمك ؟

youssefnour
02-18-2011, 11:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم عبد الله الشهري
أنت تقول
هل تعتقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد شرّع أشياء زائدة على ما في القرآن أو لاذكر لها فيه أو فصّل إجمالاً في القرآن...كل ذلك من خلال وحي من الله؟ (أمثلة لتوضيح ما أقصده بالضبط: تحريم لحوم الحمر الأهلية، الوعيد لمن تشبه من الرجال بالنساء والعكس، الأمر بالوليمة في العرس، أحكام الإحرام للحج أو العمرة...الخ). وأرجو ألا تضجر لأني قد أطرح مزيداً من الأسئلة مستقبلاً وأنت قد تفضلت وقلت: "فأنا كلى آذانا صاغية لطلباته".
أخي الكريم هذا ليس حوارا،،،، أن تضع افتراضات من تراث أهل السنة وتجعلها حجة في الحوار بيننا وتطلب منى الاعتراف بها، مثل تلك الأمثلة التي وضعتها في تحريم أمور ما أنزل الله بها من سلطان ولا يوجد عليها دليل في القرآن الكريم، وتطلب منى الاعتراف إنها وحيا من عند الله، فهذه أمور سوف تأخذ من وقتنا وجهدنا .
ولكن الحوار هو أن تضع نقاط أنت تعرفها وعندك أدلتك التى تؤيد ما تقوله من القرآن الكريم كأن تقول مثلا أن الأحاديث وحيا من عند الله ،،، ثم تضع الأدلة لإثبات أنها وحي من عند الله ، لكي أبدأ الحوار معك حول ما تفترضه .
أما ما ذكرته يا آخى الكريم فعندي الردود الكافية عليه ،، ولكنني لا أريد تشتيت الموضوع ، لأن هذا سيأخذني أيضا لذكر أحاديث تخالف القرآن الكريم، بل و تحرفه أيضا وأنت تعلم أن هناك الكثير منها ،،، وهكذا يتشتت الموضوع الرئيسي .
من فضلك إن كنت تقصد أن الأحاديث وحي من عند الله فأذكر هذا صراحة مع وضع أدلتك عليه من القرآن الكريم،،،، حتى يتم النقاش بيني وبينك حول هذه النقطة،،، أما إذا كنت لا تعترف أن الأحاديث وحي من عند الله فلا أجد سبب نهائيا لسؤالك هذا . علما بأن كل ما ذكرته من أمثلة ليس من الدين في شيء، أما مسألة أحكام الإحرام فكلها مذكورة في القرآن الكريم وبوضوح تام ،،، ولكن هذا ليس موضوعنا ، ولكن موضوعنا هل تعتبر أن الأحاديث وحي من عند الله ؟!
ثم عدت تقول
خذ شيئاً يسيراً جداً من طبيعة النقاش الذي سيواجهك مستقبلاً إن شاء الله:
ما رأيك لو أعدت هذه الآية (32/الروم) إلي السياق .
وأنا أقول
عندما تذكر يا أخي الكريم آية قرآنية كبرهان على صحة قولك فأنني أقوم بتفسير الآية الكريمة طبقا للسياق، لأثبت خطأ برهانك ثم أعرض عليك هذا التفسير،،،
أما أن أذكر أنا الآية الكريمة كدليل على صحة أقوالي فالمفروض أن تقوم أنت بتفسير الآية الكريمة طبقا للسياق وتثبت خطأ اتخاذي الآية الكريمة كحجة أو دليل،، وليس من المفروض أن تحيلها لي لأقوم بتفسيرها ، فأنا أفسرها منذ أكثر من 25 سنه وأعلم تفسيرها وسياق الآيات التي أتت فيها والمتشابه والمحكم حولها ،، وأظن قد فعلت هذا من قبل عندما فسرت" الحكمة، والبيان" في القرآن الكريم وقلتم لي وقتها إن ردودي طويلة .
يا سيد عبد الله ، نحن لسنا في مجال اختبار ، إنما في مجال إثبات هل الأحاديث حجة في دين الله.
لذلك أرجوك أن تحدد نقاط البحث، فإذا كنت تعتبر أن الأحاديث وحي من عند الله! فأرجوك ذكر هذا بوضوح حتى نبدأ الحوار حول هذه النقطة،، أما إذا كانت إجابتك "لا" فأرجوا أن تبدأ وضع إثباتات حجية الأحاديث في دين الله تعالى، حتى نستكمل الموضوع
تحياتي ،، ووفقنا الله إلى ما نبحث فيه

عبدالله الشهري
02-18-2011, 11:51 PM
مثل تلك الأمثلة التي وضعتها في تحريم أمور ما أنزل الله بها من سلطان ولا يوجد عليها دليل في القرآن الكريم، وتطلب منى الاعتراف إنها وحيا من عند الله


يكفي من الجواب ما تحته خط لو اكتفيت به، طلبت منك تحديد موقفك، أنا أحدد موقفي ولازلت أدلل عليه: أن الأحاديث وحي وأن من الوحي مالا يشترط أن يتعهد الله بحفظه حفظ خاص، وأن السنة ستحفظ بالإقتضاء: كحفظ الله لما يحتاج إليه الناس من لغة العرب لفهم القرآن وتأمل أسراره رغم الاختلافات العريضة بين العلماء حول بعض اللغة تركيباً وتصريفاً وأصلاً وإعراباً - رغم أن نتائج هذه الاختلاف تؤثر قطعاً في تفسير كلام الله وتؤدي أحياناً إلى الإفتراق لا الإتفاق - فهذا الاختلاف لا يمنعنا من أن نؤمن بمجمل فكرة حفظ الله لما يُحتاج إليه من اللغة، رغم أنه لم يتعهد "نصاً" بحفظها ، وإنما هذا ضروري بالاقتضاء، وكذلك السنة، رغم ما يوجد من الاختلاف بين علماء الحديث حول بعض الأحاديث سنداً أو متناً، إلا أن ذلك لا ينبغي أن يصرفنا عن الإيمان بمجمل فكرة حفظ الله لما يُحتاج إليه من سنة نبيه.

سأشرع إن شاء الله في طرح ما عندي مطوّلاً في المرة القادمة ولكن في الوقت الراهن ما رأيك عزيزي يوسف في هذا المنطق أعلاه ؟ أجب بوضوح تام قدر الإمكان.

عبدالله الشهري
02-19-2011, 01:17 AM
أعوذ بالله من الشيطان ، كدت أنسى مع كثرة الشغل: الأساس المنطقي من وضع هذا السؤال:

هل تعتقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد شرّع أشياء زائدة على ما في القرآن أو لاذكر لها فيه أو فصّل إجمالاً في القرآن...كل ذلك من خلال وحي من الله؟
هو أن أتبين ما إذا كنت احتاج أن استدل على حجية السنة ، والآن كيف يكون ذلك وأنت أساساً تنكر أن يكون الرسول صلى الله عليه قد تلفظ بكلمة واحدة فيها تشريع زائد على ما في القرآن؟ فماذا ترى أنت: أليس من المنطقي أن اثبت لك أولاً أن هناك سنن قالها النبي أو فعلها وأن وجودها "حقيقة تاريخية" ضرورية لايسع المرء إنكار وجودها ولا يوجد في القرآن دليل يردها، ثم أثبت لك حجية تلك السنن؟ من العبث أن تتوقع مني أن استدل على حجية السنة القرآنية - بتعبيرك - فهذه محل اتفاق سلفاً. فما رأيك الآن؟

youssefnour
02-19-2011, 01:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم
أنت تقول أن الأحاديث وحيا من عند الله تعالى
إذن لماذا لم تضع أدلتك من القرآن الكريم أن الأحاديث التي دونت بعد وفاة الرسول بقرنين من الزمان وحيا من عند الله ؟!كما إتفقنا أن كل نقطة نذكرها سندلل عليها من القرآن الكريم .
وإذا كنت ترى أن الأحاديث دونت في عهد الرسول فأرجوا ذكر الكتب أو الأوراق التي تحتوي على هذه السنة وفي أي مكتبة نجدها وفي أي دولة موجودة ، بشرط أن هذه المخطوطات تكون بخط يد أصحابها .
فإذا لم تجد إجابة على ما ذكرت بعالية فأرجوا الإجابة على هذه الأسئلة :
1/ إذا كانت الأحاديث وحيا ، فلماذا لم يدونها الرسول فور نزول الوحي بها، أو فور أن أتته وحيا على أي صورة من الصور، كما دون القرآن الكريم ؟!
2/ إذا كانت الأحاديث وحي لماذا لم يدونها الصحابة، بعد وفاة الرسول وكلهم كانوا أصحاب مسئولية ،، لماذا لم يدونها أبو بكر وقد كان خليفة المسلمين أو عمر بن الخطاب أو عثمان أو علىّ،،،، الخ، وكلهم كانوا في مواقع المسئولية ؟!
3/ إذا كانت الأحاديث وحيا فمن من العلماء هبط عليه الوحي بالأحاديث الصحيحة ، ليسجلها كأحاديث صحيحة ومن منهم تخطاه الوحي فكتب الأحاديث الضعيفة؟!
4/ إذا كانت الأحاديث وحيا فكيف جرح وعدل فيها علماء الجرح والتعديل ، أيقوم البشر بتعديل ما أوحى به الله أم أن هؤلاء العلماء أشد علما من الله عز وجل؟!
5/ إذا كانت الأحاديث وحيا فكيف تكون ظنية الثبوت . وليست أكيدة الثبوت؟!
6/ إذا كانت الأحاديث وحيا فلماذا لم تجتمع عليها الأمة كما اجتمعت على القرآن الكريم الذي هو وحيا أيضا ؟!
7/ إذا كانت الأحاديث وحيا كما تقول يا أخي الكريم ، وفيها كل هذا اللغط من الأحاديث الذي سبق وبينته لك ،،، إذا فليس بعيدا أن يكون في القرآن هذا اللغط أيضا،،، فربما نجد في القرآن الكريم آية ضعيفة وآية صحيحه وأخرى حسنة ....... الخ، فالقرآن وحيا أيضا ؟!
ثم أنت تقول
كحفظ الله لما يحتاج إليه الناس من لغة العرب لفهم القرآن وتأمل أسراره رغم الاختلافات العريضة بين العلماء حول بعض اللغة تركيباً وتصريفاً وأصلاً وإعراباً - رغم أن نتائج هذه الاختلاف تؤثر قطعاً في تفسير كلام الله وتؤدي أحياناً إلى الافتراق لا الاتفاق - فهذا الاختلاف لا يمنعنا من أن نؤمن بمجمل فكرة حفظ الله لما يُحتاج إليه من اللغة، رغم أنه لم يتعهد "نصاً" بحفظها ، وإنما هذا ضروري بالاقتضاء، وكذلك السنة، رغم ما يوجد من الاختلاف بين علماء الحديث حول بعض الأحاديث سنداً أو متناً، إلا أن ذلك لا ينبغي أن بصرفنا عن الإيمان بمجمل فكرة حفظ الله لما يُحتاج إليه من سنة نبيه.
يا آخى الكريم عندما نتكلم عن شيء يحفظه الله تعالى بعيدا عن القرآن الكريم ، فإن البشر لا يختلفون عليه أبدا مهما مر الزمن ومهما تكالبت الأحداث،، وهو ما سبق أن أبلغتك به تحت اسم ( منظومة التواصل المعرفي)
راجع معي الآتي :
الأسماء مثلا علمها الله تعالى لآدم وهذه الأسماء محفوظة بحفظ الله لها ولم تحرف حتى اليوم وإلى قيام الساعة فنحن نستخدمها كما استخدمها آدم نفسه والشعوب من بعده ، ويتفق عليها كل الأحزاب تماما كما يتفقون على القرآن الكريم .
أو أسماء الشهور ، إن كل الفرق والمذاهب متفقون على أسماء الشهور فمن آي مصدر معرفي عرف العرب أسماء الشهور،،،، ورغم إن هذه الشهور لم يذكر منها في القرآن غير بضعة شهور فقط .
حتى العبادات من أين عرف الناس معنى الركوع والسجود، الذي نؤديه فى صلاتنا كما أدتها الأمم السابقة للإسلام .
أو عندما يقول الله تعالى في سورة البقرة ( ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) من أين عرف الناس مكان الإفاضة ، إذا لم يكن الله تعالى قد حفظ الأمر ، بنفسه .
يا سيد عبد الله إن آي شيء يقوم الله تعالى بحفظه لا تجد فيه اختلاف نهائيا، عند كل الناس عبر كل الأزمان والعصور، وعند كل الفرق والمذاهب .
فهل الأحاديث ليس فيها اختلاف ؟!!!!!!!!!!!!!!!
أنتظر الرد يحمل ما إتفقنا عليه حتى يكون كل رد مدلل بالحجج والبراهين وليس كلام مرسل .
فأنتظر أدلتك من القرآن الكريم بأن الأحاديث وحيا، أو الرد على أسألتى لتثبت أن الأحاديث وحي من عند الله تعالى .
وكذلك إذا كانت إجابتك بأن الأحاديث تم تدوينها فى عصورها الأولى فأرجوا أن تضع أسماء الكتب أو المخطوطات التى تحتوى على هذه الأحاديث، شرط أن تكون مكتوبة بخط يد أصحابها ، أما إذا كانت نقلا عن علماء فهذا لا يدخل في مجال حوارنا لأنى لن أصدق هذا ، إلا إذا أتيت بالدليل عليه ، فالقرآن مثلا يحمل في داخله أدلة انه دون في عصر الرسول، وإنه وحي من عند الله وإنه لم يحرف ، وكل الأدلة فيه واضحة وضوحا بينا .
وفي إنتظار ردك إن شاء الله تعالى .
تحياتى وندعوا الله تعالى أن يقبل جهادنا فيه .

عبدالله الشهري
02-19-2011, 10:07 AM
إذن لماذا لم تضع أدلتك من القرآن الكريم أن الأحاديث التي دونت بعد وفاة الرسول بقرنين من الزمان وحيا من عند الله ؟!كما إتفقنا أن كل نقطة نذكرها سندلل عليها من القرآن الكريم .
إذاً هات دليلك من القرآن على أن السنة دونت بعد قرنين من الزمان.


وإذا كنت ترى أن الأحاديث دونت في عهد الرسول فأرجوا ذكر الكتب أو الأوراق التي تحتوي على هذه السنة وفي أي مكتبة نجدها وفي أي دولة موجودة ، بشرط أن هذه المخطوطات تكون بخط يد أصحابها

أيضاً أنا أريد "ذكر الكتب أو الأوراق التي تحتوي على أن السنة دونت بعد قرنين وفي أي مكتبة نجدها وفي أي دولة موجودة ،بشرط أن هذه المخطوطات تكون بخط يد أصحابها". هذا أولاً.
ثانياً: هذا شرط يلزمك أنت لأنك آمنت به ولا يلزمني لأني لا أؤمن به. أنا يكفيني وجود أثر الشيء لا حقيقته كما هو كما في قوله تعالى (ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم) والمطالبة القرآنية لم تشترط شرطك سواء تعلق الأمر بكتاب منقول أو علم مأثور. فشرطك باطل.


1/ إذا كانت الأحاديث وحيا ، فلماذا لم يدونها الرسول فور نزول الوحي بها، أو فور أن أتته وحيا على أي صورة من الصور، كما دون القرآن الكريم ؟!
بعد أن بينتُ أن شرطك باطل، فإن قولك:"أما إذا كانت نقلا عن علماء فهذا لا يدخل في مجال حوارنا لأنى لن أصدق هذا" يصبح باطلاً، لأن ما بني على باطل فهو باطل. لذلك سوف أنقل لك عن علماء وسوف اعتمد على التاريخ لأن القرآن لا يحصر طرق العلم ولا ينص على أنواع القرائن والأدلة فإذا كان القرآن يحصر ذلك ويعيّنه ويحدده فهات الدليل على ذلك من القرآن، هذا أولاً. ثانياً: أنت متناقض مع نفسك وتناقضك هو من أهم أسباب تأرجح الحوار ، فأنت تنقل عن علماء قدماء تدوين السنة بعد قرنين - وهذه قضية محورية بالنسبة لك - وتصدقه ، أما إذا فعلت مثلك فلن تصدقه (كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لاتفعلون)



2/ إذا كانت الأحاديث وحي لماذا لم يدونها الصحابة، بعد وفاة الرسول وكلهم كانوا أصحاب مسئولية ،، لماذا لم يدونها أبو بكر وقد كان خليفة المسلمين أو عمر بن الخطاب أو عثمان أو علىّ،،،، الخ، وكلهم كانوا في مواقع المسئولية ؟!
الجواب من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أنه بدأ التدوين في عهده واكتمل في نهاية القرن الثاني: قال أبو هريرة رضي الله عنه: (ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثاً عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب).وقال صلى الله عليه وسلم في حديث اتفقت عليه الأمة وجميع المذاهب (اكتبوا لأبي شاة)، وصحيفة علي التي لا يوجد ما يخالف ثبوتها: حيث سئل علي رضي الله عنه : هل عندكم شيء مما ليس في القرآن ؟ فقال: قال : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن ، وما في هذه الصحيفة . قلت (أي الصحابي أبو جحيفة) : وما في الصحيفة؟ قال : العقل ، وفكاك الأسير ، وأن لا يقتل مسلم بكافر".
بل كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصاً على تصحيح الأحاديث لأصحابه - فيكون هو أول من سنة سنة ضبط لفظ الحديث - ومن ذلك أن البراء بن عازب قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رهبة ورغبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت قال فإن مت مت على الفطرة واجعلهن آخر ما تقول قال البراء فقلت أستذكرهن فقلت: "وبرسولك الذي أرسلت" قال: "لا ونبيك الذي أرسلت". وهو حديث لم ينكره أحد من المسلمين أو تجحده فرقة من الفرق كافة وليس عندك ما يخالفه.

الوجه الثاني: أن التدوين ليس شرطاً للحفظ أصلاً لأن الله قال (أو أثارة من علم) كما قال (نبئوني بعلم) ، مدوناً أو غير مدون. إذاً التدوين ليس شرطاً لا يحصل الحفظ إلا به وإنما وسيلة معينة، والصحابة شخصيات حقيقية وليست وهمية وهذا أمر متفق عليه بيني وبينك، وبالتالي فكما تواتر عندك من غير دليل من القرآن أن أبا بكر "خليفة المسلمين" وأنه "لم يدون الأحاديث" فإنه قد تواتر عند الكافة أن الصحابة قد رووا عن الرسول أشياء اسمها أحاديث، وليس عندك ما يخالف هذا مثلما أنه ليس عندي ما يخالف قولك أن أبا بكر كان خليفة المسلمين.
الوجه الثالث: أن الأحاديث صورة من صور الوحي، والوحي إما أن يكون توقيفي اللفظ، ينزل بلفظ ويبلّغ بذلك على صورة كتاب سماوي، وهذا القرآن، وإما أن يكون وحياً يقذفه الله في روع النبي الموحى إليه كصورة الوحي في قوله تعالى (وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك).


3/ إذا كانت الأحاديث وحيا فمن من العلماء هبط عليه الوحي بالأحاديث الصحيحة ، ليسجلها كأحاديث صحيحة ومن منهم تخطاه الوحي فكتب الأحاديث الضعيفة؟!
لا يوجد أحد من العلماء - مع أن سؤالك سؤال "عبيط" وتعرف جوابه بنفسك - هبط عليه وحي، كما أنه لا يوجد أحد من الصحابة ولا العلماء من بعدهم هبط عليهم الوحي بتدوين القرآن وجمعه من اللخاف والعسب والجلود، وكما أنه لا يوجد أحد من العلماء هبط عليه الوحي بضرورة تعليم القرآن وتمييز قراءة ابن شنبوذ الشاذة عن قراءة حفص عن عاصم الصحيحة.


4/ إذا كانت الأحاديث وحيا فكيف جرح وعدل فيها علماء الجرح والتعديل ، أيقوم البشر بتعديل ما أوحى به الله أم أن هؤلاء العلماء أشد علما من الله عز وجل؟!
العلماء لم يجرحوا الأحاديث وإنما جرحوا الرواة لأن الوحي الصحيح مما لا غنى للأمة عنه لا يمكن أن يحمله كذاب أو فاسق أو جاهل أو مجهول. فالعلماء لا يعدلون وحي الله وإنما ينفون عن الله ورسوله مادلت الأدلة على أنه ليس منهما. إنهم وجدوا أنفسهم أمام واقع لا مفر منه، فإما أن ينكروه ويتجاهلوه كما تفعل أنت وغيرك من منكري السنة، وجهلك بطرق التثبت أو استعصاء فهم هذا الأمر عليك ليس حجة على غيرك. فأنت لست عالم في هذا المجال، بل أنت جاهل به جهلاً مركباً حيث سبق منك أن خلطت خلطاً مشيناً بين الاصطلاحات الحديثية والسنن، ألا تذكر؟ وقد أمر الله تعالى أن ترد الأشياء إلى أصحاب الخبرة والمعرفة (ولو ردوه الى الرسول وإلى أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) وأولي الأمر في الحديث هم أئمة الحديث وحفاظه ونقاده. وأنت تمشي عكس التاريخ وتفسره تفسيراً متشائماً كعادتك، وهذا موقف نفسي أكثر من كونه موقف يشهد له الواقع، فإن علماء الحديث منذ عهد الصحابة إلى هذا اليوم، لا يعدلون وحي الله بتعبيرك ، وإنما يخشون أن ينسبوا إلى الله ورسوله شيئاً لا تجوز نسبته إليهم بناء على الأدلة والبراهين، وهذا منهج قرآني في التفكير والتحليل (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير) ومفهوم الآية أن لك أن تجادل في الله ولكن بعلم أو هدى، على أن يشهد القرآن لمنهجية العلم والهدى هذه، فما هي منهجية علماء الحديث؟ منهجية التحري والتثبت وطلب الدليل على صحة الأخبار ورد المنكر من المتون وإن صح سندها...كل هذا منهج قرآني في معالجة ما هم بصدده، والأدلة المؤيدة لذلك من القرآن على هذا كثيرة ولا تخفى عليك أصلاً.


5/ إذا كانت الأحاديث وحيا فكيف تكون ظنية الثبوت . وليست أكيدة الثبوت؟!
القطعي الثبوت هو مجمل فكرة ما تواتر أن هناك أحاديث رواها الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والظني الثبوت هو فيما يتعلق بكل حديث بعينه، ثم إن تقسيم الأحاديث إلى ظني وقطعي اصطلاح حادث، بل متعارض مع القرآن، لأن الظن في القرآن يطلق على العلم الثابت أو الشعور المؤكد كما في قوله تعالى (وظنوا ألا ملجأ من الله إلا إليه). فكل أمر شهدت له الأدلة والقرائن لزم التصديق به وإن لم يصل العلم به إلى درجة اليقين الذي لا شك فيه. قال تعالى (الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم) مع أن هذا الظن درجة متأخرة ونازلة عن درجة علم اليقين التي لا يكاد يصلها أحد ومن أجل ذلك قال الله تعالى(كلا لو تعلمون علم اليقين).

يتبع إن شاء الله...والله الهادي إلى سواء السبيل.

عبدالله الشهري
02-19-2011, 11:43 AM
فقط للتذكير قبل المواصلة: ما دمت تريد أن تلزمني بمنهجية معينة في الاستدلال والاحتجاج فإني أعلن التالي أمامك وأمام كل المتابعين للحوار:
من الآن فصاعداً لن أقبل منك أية نقولاً تاريخية إلا إذا أثبت لي أنها بخط أصحابها ولا أقبل منك أن تحتج علي يقول أحد من العلماء الماضين والكتب المتقدمة لأنك لا تصدقها إلا إذا دل عليها دليل واضح من القرآن. نعم...تذكرت ! أضيف إلى ما سبق اشتراطك أن تكون الأدلة من القرآن مقصورة على ماجاء في سياقها فقط ولا أقبل منك تعميم معناها على قضية غير القضية التي تحدث عنها السياق.

ختاماً: تذكر جيداً أن هذه المنهجية لا تلزمني.

عبدالله الشهري
02-19-2011, 02:04 PM
6/ إذا كانت الأحاديث وحيا فلماذا لم تجتمع عليها الأمة كما اجتمعت على القرآن الكريم الذي هو وحيا أيضا ؟!
وهل تظن أن منكري السنة بمنأى عن هذا وأنهم على وفاق في مناهجهم حتى تتزعم هذا القول ؟
لقد حاورتهم الأيام الطويلة وجهاً لوجه تارة ومن وراء الشاشات تارة فما وجدت بينهم اتفاقاً على كيفية فهم القرآن وكيف ينبغي أن يفسّر التاريخ. واعلم أن اللذين تسميهم "أهل السنة" هم فقط اللذين عُرِفوا بالاجتماع على السنة كما اجتمعوا على القرآن، ولذلك المعروف عند القاصي والداني، وعند الموافق والمخالف، أن "السنة" فئة معلومة استفاض عنها الاختصاص بالأحاديث والعناية بها والاجتماع عليها كما اجتمعت على كتاب ربها...ولذلك عرفوا بـ "أهل" السنة، أما الاختلاف الحاصل بين أهل السنة أنفسهم في فهم السنة والقرآن فهو كالاختلاف الحاصل بين منكري السنة في فهم القرآن واستنباط الأحكام منه وكيف ينبغي أن تكون علاقته بالواقع.


7/ إذا كانت الأحاديث وحيا كما تقول يا أخي الكريم ، وفيها كل هذا اللغط من الأحاديث الذي سبق وبينته لك ،،، إذا فليس بعيدا أن يكون في القرآن هذا اللغط أيضا،،، فربما نجد في القرآن الكريم آية ضعيفة وآية صحيحه وأخرى حسنة ....... الخ، فالقرآن وحيا أيضا ؟!

عندما تجيب عن هذا السؤال الذي تجاوزته ولم تجب عنه فإني سوف أعرف كيف أجيبك، وهو من مشاركة سابقة:


أتريد أن تقول أنه لو قرأ أحدنا قوله تعالى (ملك يوم الدين) بألف تلو الميم (مالك) والآخر بدونها (ملك) أنه علم بشري، إذاً أجب عن هذا السؤال: أية هاتين القراءتين نتيجة علم بشري إن كنت من الصادقين؟

بل أكثر من ذلك: أنت أصلاً لا تستطيع مطلقاً أن تقطع لي بأن قراءتك التي اعتدت أن تقرأ بها وحي ثابت إلا من خلال استعراض أقوال علماء القراءات، جزاهم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء. القرآن محفوظ لا خلاف في هذا من ناحية الأصل والأساس، ولكن بما أنك بدأت تجادل في التفاصيل فإنك لن تستطيع أن تقطع بما ذكرت لك إلا من خلال الطريق الذي ذكرته لك. ثم إنه لا مفر لك من الوقوع في فخ التناقض الذي نصبته أنت لنفسك، وهو أنك لا تصدق بالنقل من كتب التاريخ والعلماء الماضين، وبناء عليه لا يجوز لك أن تزعم أن علم القراءات نشأ في القرن السادس ولا يجوز لك أن تصدق زعمك هذا لأنه مبني أساساً على أقوال الماضين، وأنت قد حسمت أمرك مع أقوالهم وقلت أنك لا تصدقها، بل أكبر من ذلك أنك قبل هذا قد وضعت نفسك في ورطة كنت في غنى عنها عندما كابرت واشترطت أن تكون الشواهد التاريخية والأقوال الماضية بخط أصحابها، وهذه هي نفسية المُعاجِزين المتكلفين اللذين ذمهم الله (أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه)


الأسماء مثلا علمها الله تعالى لآدم وهذه الأسماء محفوظة بحفظ الله لها ولم تحرف حتى اليوم وإلى قيام الساعة فنحن نستخدمها كما استخدمها آدم نفسه والشعوب من بعده ، ويتفق عليها كل الأحزاب تماما كما يتفقون على القرآن الكريم .
ومن جملة الأسماء التي علمها الله آدم كلمة "أحاديث" لأنه قال (وعلم آدم الأسماء كلها) ، ولذلك اتفقت الأحزاب كلها على أن الصحابة قد ررووا عن الرسول صلى الله عليه وسلم شيئاً اسمه "أحاديث" ولم يختلفوا في ذلك، ولم يشذ إلا منكري السنة لأنهم - كما تدّعي أنت لنفسك - لا يمثلون حزباً ولا مذهباً، وما دام الأمر كذلك فلا قيمة ولا وزن لمخالفتهم. إذاً شذوذكم شذوذ ليس فقط عن الأحزاب وإنما شذوذ عن منظومتك المعرفية نفسها !!

youssefnour
02-19-2011, 03:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم .
الأخ الكريم عبد الله الشهري
يبدو إنك أصبحت حتى تشكك في علم الحديث نفسه - فبسؤالك عن طلبك دليل من القرآن الكريم عن إن الأحاديث بدأ تدوينها بعد قرنين من الزمان - فانت لا تدري إن علم الحديث عند أهل السنة هو الذي قال هذا .
فأنت تقول
إذاً هات دليلك من القرآن على أن السنة دونت بعد قرنين من الزمان.
وهذا عجبا والله إذا كان القرآن لا يعترف بالأحاديث أساسا، فكيف يتكلم عنها ، بل و القرآن يعتبر أن كل من يتبع سبيل غير القرآن الكريم سيتفرق ويضعف ويخرج عن سبيل الله، ألم تقرأ قول الله تعالى :
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)الأنعام
ولو راجعت السياق ستجد أن المقصود بالصراط المستقيم هو آيات القرآن الكريم، وأن السبل هو كل ما قاله البشر ولا دليل عليه .
أما أن تقول هات دليلك بأن السنة دونت بعد قرنين من الزمان فهو سؤال غير منطقي!!! لا يقوله إلا من عجز في الحوار،، وأنا طبعا أربا بك أن تكون عجزت في إقامة الحوار،فأنا أعلم إنك دارس للدين الذي تتبعه وتؤمن به، وإلا كيف تكون محاورا .
ولكن كان المفروض أن يكون سؤالك هات من القرآن ما يثبت عدم استخدام آي مصادر تشريعية أخرى غير القرآن الكريم .
ومع ذلك فإن موضوع تدوين الحديث أنتم الذين وضعتم دراساته ، وأنا أخذت أبحاثي من دراساتكم أنتم أهل الفرق والمذاهب،،، ولأن الأحاديث روايات بشرية ، فإن مصادر الحصول عليها هم البشر نفسهم ، وليس الله تعالى حتى آتى لك بدليل من القرآن يفيد أن الأحاديث سوف تسجل بعد قرنين من الزمان .
ومع ذلك سأضع بين يديك الآن كيف وصلت لنا الأحاديث وكذبني إذا كان عندك أدلة غير ما أقول .
تعالى معي نبدأ في استعراض كيف انتقل الموروث الديني (بعد عصر الرسالة والى يومنا هذا)
أولا : بداية ظهور الإسلام / أمة واحده حول رسول الله – تعيش بالقرآن الكريم – وكيفية الأداء العملي لما أجمله من أحكام
ثانيا : وفاة الرسول / (سنة 11هجريه–632م) وفيه تحول فكر الأمة الواحدة إلى فكر التخاصم والتفرق – وفيها يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة آل عمران
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)
ثالثا :عصر الخلفاء الراشدين (من سنة 11هج - 40هج الموافق 632م –661م)
وتميزت هذه الفترة بزرع بزور الفرقة والتخاصم آلتي أدت إلى مقتل خليفة المسلمين عثمان بن عفان ثم قتل آلاف المسلمين في معركتي صفين والجمل سنة 35 هج
رابعا: بداية ظهور الفرق الاسلاميه (41هج –132هج الموافق 661م – 750م)
تميزت هذه الفترة ببداية ظهور الفرق الاسلاميه
أهل السنة – الشيعة – الخوارج – المعتزلة
كان ذلك في عهد الدولة الامويه (عمر بن عبد العزيز)
خامسا عصر التدوين وظهور المذاهب المختلفة (132/447هج الموافق 749/1055م)
أبو حنيفة( 80 –150هج) – مالك(93-179) –الشافعي (150- 204) أحمد(164- 241)
وبدأ تدوين الاحاديث مع
الإمام البخاري (194-256) – الإمام مسلم (204-261) الإمام الترمذى (209-270) الإمام ابن ماجة (207-273) الإمام أبو داود(202-275) النسائي(215-303)
كان هذا في عهد الدولة العباسية
سادسا : القرن الخامس عشر (447/1430هج الموافق 1055/2009م)
وتميزت هذه الفترة و ازدهرت فيها الجماعات الإسلامية والمؤسسات الدينية
وفيه نجنى ثمرة التخاصم والتقاتل على أرض الواقع
هذا هو تاريخ الأحاديث، فهل عندك ما يخالف ذلك
ثم أنت تقول :
أيضاً أنا أريد "ذكر الكتب أو الأوراق التي تحتوي على أن السنة دونت بعد قرنين وفي أي مكتبة نجدها وفي أي دولة موجودة ،بشرط أن هذه المخطوطات تكون بخط يد أصحابها". هذا أولاً.
وأقول لك :
الأمر بسيط جدا فكما ذكرت لك بعاليه فإن أول من دون الحديث هو البخاري ، وطبعا ستجد أوراق البخاري موجودة في الأزهر الشريف، و هناك أوراق أخري في المغرب، وكلها بخط يد البخاري نفسه ، وتاريخ ولادة ووفاة البخاري أيضا معروف ،، إلا إذا أردت أن أظهر لك الآيات التي تدل على مولد البخاري ،،،،،،،،، هذه مجرد (مزحة ) .
ثم أنت تقول :
: هذا شرط يلزمك أنت لأنك آمنت به ولا يلزمني لأني لا أؤمن به.
والآن لقد علمت تاريخ تدوين الحديث كما ذكرتموه أنتم أهل الفرق والمذاهب، فهل أصبح الشرط يلزمك أنت أيضا ، أم إنك تؤمن بعلمائك في بعض وتكفر بهم في بعض آخر .
ثم أنت تقول :
أنت متناقض مع نفسك وتناقضك هو من أهم أسباب تأرجح الحوار ، فأنت تنقل عن علماء قدماء تدوين السنة بعد قرنين - وهذه قضية محورية بالنسبة لك - وتصدقه ، أما إذا فعلت مثلك فلن تصدقه (كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)
يا أخي الكريم أرجوك ركز في الحوار لأن الحوار يهرب منك
نحن نتحاور في حجية الأحاديث في دين الله ولذلك علينا أن نثبت الآتي:
أن يكون هناك أمر إلهي بإتباع مصدر ثان للتشريع . وأدلة هذا الأمر لابد أن تأتي من القرآن الكريم .
إذن إن كنت تؤمن بأن الأحاديث هي مصدر ثاني للتشريع ووحيا من عند الله فعليك أن تثبت ذلك بأدلة القرآن الكريم ، وتكون هذه الأدلة واضحة وصريحة وسياق الآيات يدل على ذلك . لأنها ستكون أمر إلهي، والأمر الإلهي يجب أن يأتينا من خلال كتاب الله .
ولأنني لا أؤمن بأن الأحاديث وحيا من عند الله وليست مصدر ثاني للتشريع فيجب بدوري أيضا أن أضع الأدلة القرآنية الدالة على ذلك ويجب أن تكون سياق الآيات التي وضعتها كأدلة يتكلم في نفس الموضوع .
أما إثبات الأحاديث وكيف دونت ومتي دونت ، فهذا الأمر يخص الأحاديث وإثباته يجب أن يأتى من علماء علم الأحاديث نفسهم .ولذلك أنقل عنهم ، وأضع الأدلة على ذلك من كتبهم ، وعلمهم .
ثم أنت تقول
الجواب من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أنه بدأ التدوين في عهده واكتمل في نهاية القرن الثاني:
الآن سأثبت لك بأن شرطك أنت هو الخطأ ، فأنت تقول أن تدوين الحديث بدأ في عهد الرسول، وطبعا وضعت بما يفيد قولك من الأحاديث، وأنا سآتي أيضا بأحاديث لأهم رواة الأحاديث تفيد إن الرسول كان يمنع كتابة الأحاديث ، وهكذا سيكون هناك خلاف بيني وبينك ، هل الأحاديث دونت في عصر الرسول، أم لم تدون .
الذي يفصل بيني وبينك هو أن نجد أحاديث مكتوبة بخط يد أصحابها، ممن عاصروا رسول الله ، فيصبح كلامك حق وخصوصا إنها وحي كما تقول !!! إذن فلابد أن الله تعالى سيساعد على حفظ ما دون منها ، وفي هذه الحالة تكون قد أثبت مما لا يدع مجالا للشك إن الأحاديث شق ثان للتشريع وتكون قد أفدت الإنسانية كلها وأقنعت منكري الأحاديث ، وسأكون أنا أول من يهدم كل أبحاثى التي عكفت عليها أكثر من ربع قرن من الزمان . وأعود فورا إلي الأحاديث كقسم ثان للتشريع ،،،
أو انك لن تجد مثل هذه الأحاديث المكتوبة، فيكون كلامك أنت خطأ ويكون القرآن هو الذي قال الحق عندما قال الله تعالى في سورة الأنعام :
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)
أو كما قال في سورة الأعراف:
المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3)
وعن ملحوظتك التي تقول فيها :
مع أن سؤالك سؤال "عبيط" وتعرف جوابه بنفسك
وبصرف النظر عن تعبيرك الرائع بكلمة (عبيط)، وأشكرك عليه، إلا إنني سأثبت لك إنه ليس تعبير عبيط ،
إن من قال هذا صحيح وهذا ضعيف هم علماء الجرح والتعديل .
والسؤال الذي سيثبت لك إن سؤالى لم يكن عبيط ،
هل الحكم على الراوي جرحا أو تعديلا يخضع لاختلاف وجهات نظر علماء الجرح والتعديل في الرواة ؟
الجواب : نعم، فلا يلزم من جرح راو أن يكون هذا الراوي مجروحا عند الكل بل قد تتعارض أقوال الجارحين والمعدلين في الراوي الواحد، فيوثقه بعضهم ويجرحه أخرون ، وهذا كله يقوم على مدي اختلافهم مع هذا الراوي عقيدة أو شريعة . لذلك نجد أن في هذه المسألة ثلاث أقوال رئيسية :
1/ أن الجرح مقدم على التعديل مطلقا .
2/ إن كان عدد المعدلين أكثر قدم التعديل
3/ لا يترجح أحدهما إلا بمرجح
ولقد أقام كل عالم مذهبه، في رد الحديث أو قبوله بناء على هذه الأقوال، وطبعا أنا مفترض إنك دارس لعلم الجرح والتعديل،، ولذلك لن أتعمق في هذا العلم لأنه من المؤكد إننا سنتعرض إليه ، فهو محور وأساس ما نتحاور فيه ، وكذلك علم الرواة لأنه أيضا أساس ما نتحاور فيه .
ولكن من المهم مثلا أن نعلم إنه كان من الطبيعي أن يقوم على اختلاف علماء الجرح والتعديل في تضعيف الرجال وتوثيقهم، اختلافهم في أمر تصحيح وتضعيف الأحاديث ، ويصبح أمر ترجيح حديث على آخر أمرا اجتهاديا، وعلى هذا الأساس أقام أئمة المذاهب الفقهية مذاهبهم في القبول والرد.
فالإمام مالك وأبو حنيفة رضى الله عنهما يقبلان الحديث المرسل وكان ذلك من أصولهم التي بنوا عليها فقههم !!
وغيرهم بنوا أصول مذاهبهم على عدم قبول الحديث المرسل، لذلك كان من الخطأ أن يلزم أصحاب ترجيح معين غيرهم بما رجح لديهم لأنه اجتهاد شخصي يحتمل الخطأ والصواب، لا ضابط له من متقدم أو متأخر، فقد يطلع المتأخر بحسب سعة نظره ودقة فكره على علة قادحة غابت عن المتقدم، فكم من حديث حكم بصحته متقدم اطلع المتأخر فيه على علة قادحة تمنع من الحكم بصحته.
إذا يا أخي الكريم عندما سألتك آي عالم من علماء الجرح والتعديل أتاه الله الوحي ليضع الأحاديث الصحيحة من الضعيفة ، فكان المقصود أن هناك من علماء الجرح والتعديل ما يكون عنده حديث صحيح ونفس الحديث عند عالم آخر ضعيف . فمن نصدق؟!!!
يا تري مازال سؤالي عبيط،،، أفدني أفادك الله ؟!!!!!!!!!!!.
أما ما لم أجب عليه من ردودك فهو إما قد أجبت عليه ضمن ردودي،،، أو ما أؤجل الرد عليه لعلة في نفسي ستفيد الحوار مثل دليلك الذي وضعته حول الجزء الذي استقطعته من سياق الآية(4) من سورة الأحقاف [اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ]
ماذلت أنتظر أدلتك من القرآن الكريم على وجوب إتباع الأحاديث التى دونت بعد وفاة الرسول بحوالى قرنين من الزمان وجرحها وعدلها علماء الجرح والتعديل كلا تبعا مدرسته في علم الجرح والتعديل !!

تحياتي ،،،، وأعانك وأعانني الله تعالى على إثبات الحق ،،،،

youssefnour
02-19-2011, 05:37 PM
إعتزار :
السادة المتابعين للحوار ، أعتزر فقد كتبت خطأ أن البخارى له أوراق محفوظة بخط يده في المغرب والأزهر الشريف،، ولكننى عندما عدت إلى أوراقى وجدت أن هذا خطأ ، لذلك أرجوا أن تسقطوا هذا الخطأ اثناء متابعتكم للحوار .
وأيضا أعتزر لصديقى الأستاذ عبد الله على هذا الخطأ .

عبدالله الشهري
02-19-2011, 11:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم .
الأخ الكريم عبد الله الشهري
يبدو إنك أصبحت حتى تشكك في علم الحديث نفسه - فبسؤالك عن طلبك دليل من القرآن الكريم عن إن الأحاديث بدأ تدوينها بعد قرنين من الزمان - فانت لا تدري إن علم الحديث عند أهل السنة هو الذي قال هذا .
فأنت تقول
إذاً هات دليلك من القرآن على أن السنة دونت بعد قرنين من الزمان.
وهذا عجبا والله إذا كان القرآن لا يعترف بالأحاديث أساسا، فكيف يتكلم عنها ، بل و القرآن يعتبر أن كل من يتبع سبيل غير القرآن الكريم سيتفرق ويضعف ويخرج عن سبيل الله، ألم تقرأ قول الله تعالى :
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)الأنعام
ولو راجعت السياق ستجد أن المقصود بالصراط المستقيم هو آيات القرآن الكريم، وأن السبل هو كل ما قاله البشر ولا دليل عليه .
أما أن تقول هات دليلك بأن السنة دونت بعد قرنين من الزمان فهو سؤال غير منطقي!!! لا يقوله إلا من عجز في الحوار،، وأنا طبعا أربا بك أن تكون عجزت في إقامة الحوار،فأنا أعلم إنك دارس للدين الذي تتبعه وتؤمن به، وإلا كيف تكون محاورا .
ولكن كان المفروض أن يكون سؤالك هات من القرآن ما يثبت عدم استخدام آي مصادر تشريعية أخرى غير القرآن الكريم .
ومع ذلك فإن موضوع تدوين الحديث أنتم الذين وضعتم دراساته ، وأنا أخذت أبحاثي من دراساتكم أنتم أهل الفرق والمذاهب،،، ولأن الأحاديث روايات بشرية ، فإن مصادر الحصول عليها هم البشر نفسهم ، وليس الله تعالى حتى آتى لك بدليل من القرآن يفيد أن الأحاديث سوف تسجل بعد قرنين من الزمان .
ومع ذلك سأضع بين يديك الآن كيف وصلت لنا الأحاديث وكذبني إذا كان عندك أدلة غير ما أقول .
تعالى معي نبدأ في استعراض كيف انتقل الموروث الديني (بعد عصر الرسالة والى يومنا هذا)
أولا : بداية ظهور الإسلام / أمة واحده حول رسول الله – تعيش بالقرآن الكريم – وكيفية الأداء العملي لما أجمله من أحكام
ثانيا : وفاة الرسول / (سنة 11هجريه–632م) وفيه تحول فكر الأمة الواحدة إلى فكر التخاصم والتفرق – وفيها يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة آل عمران
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)
ثالثا :عصر الخلفاء الراشدين (من سنة 11هج - 40هج الموافق 632م –661م)
وتميزت هذه الفترة بزرع بزور الفرقة والتخاصم آلتي أدت إلى مقتل خليفة المسلمين عثمان بن عفان ثم قتل آلاف المسلمين في معركتي صفين والجمل سنة 35 هج
رابعا: بداية ظهور الفرق الاسلاميه (41هج –132هج الموافق 661م – 750م)
تميزت هذه الفترة ببداية ظهور الفرق الاسلاميه
أهل السنة – الشيعة – الخوارج – المعتزلة
كان ذلك في عهد الدولة الامويه (عمر بن عبد العزيز)
خامسا عصر التدوين وظهور المذاهب المختلفة (132/447هج الموافق 749/1055م)
أبو حنيفة( 80 –150هج) – مالك(93-179) –الشافعي (150- 204) أحمد(164- 241)
وبدأ تدوين الاحاديث مع
الإمام البخاري (194-256) – الإمام مسلم (204-261) الإمام الترمذى (209-270) الإمام ابن ماجة (207-273) الإمام أبو داود(202-275) النسائي(215-303)
كان هذا في عهد الدولة العباسية
سادسا : القرن الخامس عشر (447/1430هج الموافق 1055/2009م)
وتميزت هذه الفترة و ازدهرت فيها الجماعات الإسلامية والمؤسسات الدينية
وفيه نجنى ثمرة التخاصم والتقاتل على أرض الواقع
هذا هو تاريخ الأحاديث، فهل عندك ما يخالف ذلك
ثم أنت تقول :
أيضاً أنا أريد "ذكر الكتب أو الأوراق التي تحتوي على أن السنة دونت بعد قرنين وفي أي مكتبة نجدها وفي أي دولة موجودة ،بشرط أن هذه المخطوطات تكون بخط يد أصحابها". هذا أولاً.
وأقول لك :
الأمر بسيط جدا فكما ذكرت لك بعاليه فإن أول من دون الحديث هو البخاري ، وطبعا ستجد أوراق البخاري موجودة في الأزهر الشريف، و هناك أوراق أخري في المغرب، وكلها بخط يد البخاري نفسه ، وتاريخ ولادة ووفاة البخاري أيضا معروف ،، إلا إذا أردت أن أظهر لك الآيات التي تدل على مولد البخاري ،،،،،،،،، هذه مجرد (مزحة ) .
ثم أنت تقول :
: هذا شرط يلزمك أنت لأنك آمنت به ولا يلزمني لأني لا أؤمن به.
والآن لقد علمت تاريخ تدوين الحديث كما ذكرتموه أنتم أهل الفرق والمذاهب، فهل أصبح الشرط يلزمك أنت أيضا ، أم إنك تؤمن بعلمائك في بعض وتكفر بهم في بعض آخر .
ثم أنت تقول :
أنت متناقض مع نفسك وتناقضك هو من أهم أسباب تأرجح الحوار ، فأنت تنقل عن علماء قدماء تدوين السنة بعد قرنين - وهذه قضية محورية بالنسبة لك - وتصدقه ، أما إذا فعلت مثلك فلن تصدقه (كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)
يا أخي الكريم أرجوك ركز في الحوار لأن الحوار يهرب منك
نحن نتحاور في حجية الأحاديث في دين الله ولذلك علينا أن نثبت الآتي:
أن يكون هناك أمر إلهي بإتباع مصدر ثان للتشريع . وأدلة هذا الأمر لابد أن تأتي من القرآن الكريم .
إذن إن كنت تؤمن بأن الأحاديث هي مصدر ثاني للتشريع ووحيا من عند الله فعليك أن تثبت ذلك بأدلة القرآن الكريم ، وتكون هذه الأدلة واضحة وصريحة وسياق الآيات يدل على ذلك . لأنها ستكون أمر إلهي، والأمر الإلهي يجب أن يأتينا من خلال كتاب الله .
ولأنني لا أؤمن بأن الأحاديث وحيا من عند الله وليست مصدر ثاني للتشريع فيجب بدوري أيضا أن أضع الأدلة القرآنية الدالة على ذلك ويجب أن تكون سياق الآيات التي وضعتها كأدلة يتكلم في نفس الموضوع .
أما إثبات الأحاديث وكيف دونت ومتي دونت ، فهذا الأمر يخص الأحاديث وإثباته يجب أن يأتى من علماء علم الأحاديث نفسهم .ولذلك أنقل عنهم ، وأضع الأدلة على ذلك من كتبهم ، وعلمهم .
ثم أنت تقول
الجواب من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أنه بدأ التدوين في عهده واكتمل في نهاية القرن الثاني:
الآن سأثبت لك بأن شرطك أنت هو الخطأ ، فأنت تقول أن تدوين الحديث بدأ في عهد الرسول، وطبعا وضعت بما يفيد قولك من الأحاديث، وأنا سآتي أيضا بأحاديث لأهم رواة الأحاديث تفيد إن الرسول كان يمنع كتابة الأحاديث ، وهكذا سيكون هناك خلاف بيني وبينك ، هل الأحاديث دونت في عصر الرسول، أم لم تدون .
الذي يفصل بيني وبينك هو أن نجد أحاديث مكتوبة بخط يد أصحابها، ممن عاصروا رسول الله ، فيصبح كلامك حق وخصوصا إنها وحي كما تقول !!! إذن فلابد أن الله تعالى سيساعد على حفظ ما دون منها ، وفي هذه الحالة تكون قد أثبت مما لا يدع مجالا للشك إن الأحاديث شق ثان للتشريع وتكون قد أفدت الإنسانية كلها وأقنعت منكري الأحاديث ، وسأكون أنا أول من يهدم كل أبحاثى التي عكفت عليها أكثر من ربع قرن من الزمان . وأعود فورا إلي الأحاديث كقسم ثان للتشريع ،،،
أو انك لن تجد مثل هذه الأحاديث المكتوبة، فيكون كلامك أنت خطأ ويكون القرآن هو الذي قال الحق عندما قال الله تعالى في سورة الأنعام :
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)
أو كما قال في سورة الأعراف:
المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3)
وعن ملحوظتك التي تقول فيها :
مع أن سؤالك سؤال "عبيط" وتعرف جوابه بنفسك
وبصرف النظر عن تعبيرك الرائع بكلمة (عبيط)، وأشكرك عليه، إلا إنني سأثبت لك إنه ليس تعبير عبيط ،
إن من قال هذا صحيح وهذا ضعيف هم علماء الجرح والتعديل .
والسؤال الذي سيثبت لك إن سؤالى لم يكن عبيط ،
هل الحكم على الراوي جرحا أو تعديلا يخضع لاختلاف وجهات نظر علماء الجرح والتعديل في الرواة ؟
الجواب : نعم، فلا يلزم من جرح راو أن يكون هذا الراوي مجروحا عند الكل بل قد تتعارض أقوال الجارحين والمعدلين في الراوي الواحد، فيوثقه بعضهم ويجرحه أخرون ، وهذا كله يقوم على مدي اختلافهم مع هذا الراوي عقيدة أو شريعة . لذلك نجد أن في هذه المسألة ثلاث أقوال رئيسية :
1/ أن الجرح مقدم على التعديل مطلقا .
2/ إن كان عدد المعدلين أكثر قدم التعديل
3/ لا يترجح أحدهما إلا بمرجح
ولقد أقام كل عالم مذهبه، في رد الحديث أو قبوله بناء على هذه الأقوال، وطبعا أنا مفترض إنك دارس لعلم الجرح والتعديل،، ولذلك لن أتعمق في هذا العلم لأنه من المؤكد إننا سنتعرض إليه ، فهو محور وأساس ما نتحاور فيه ، وكذلك علم الرواة لأنه أيضا أساس ما نتحاور فيه .
ولكن من المهم مثلا أن نعلم إنه كان من الطبيعي أن يقوم على اختلاف علماء الجرح والتعديل في تضعيف الرجال وتوثيقهم، اختلافهم في أمر تصحيح وتضعيف الأحاديث ، ويصبح أمر ترجيح حديث على آخر أمرا اجتهاديا، وعلى هذا الأساس أقام أئمة المذاهب الفقهية مذاهبهم في القبول والرد.
فالإمام مالك وأبو حنيفة رضى الله عنهما يقبلان الحديث المرسل وكان ذلك من أصولهم التي بنوا عليها فقههم !!
وغيرهم بنوا أصول مذاهبهم على عدم قبول الحديث المرسل، لذلك كان من الخطأ أن يلزم أصحاب ترجيح معين غيرهم بما رجح لديهم لأنه اجتهاد شخصي يحتمل الخطأ والصواب، لا ضابط له من متقدم أو متأخر، فقد يطلع المتأخر بحسب سعة نظره ودقة فكره على علة قادحة غابت عن المتقدم، فكم من حديث حكم بصحته متقدم اطلع المتأخر فيه على علة قادحة تمنع من الحكم بصحته.
إذا يا أخي الكريم عندما سألتك آي عالم من علماء الجرح والتعديل أتاه الله الوحي ليضع الأحاديث الصحيحة من الضعيفة ، فكان المقصود أن هناك من علماء الجرح والتعديل ما يكون عنده حديث صحيح ونفس الحديث عند عالم آخر ضعيف . فمن نصدق؟!!!
يا تري مازال سؤالي عبيط،،، أفدني أفادك الله ؟!!!!!!!!!!!.
أما ما لم أجب عليه من ردودك فهو إما قد أجبت عليه ضمن ردودي،،، أو ما أؤجل الرد عليه لعلة في نفسي ستفيد الحوار مثل دليلك الذي وضعته حول الجزء الذي استقطعته من سياق الآية(4) من سورة الأحقاف [اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ]
ماذلت أنتظر أدلتك من القرآن الكريم على وجوب إتباع الأحاديث التى دونت بعد وفاة الرسول بحوالى قرنين من الزمان وجرحها وعدلها علماء الجرح والتعديل كلا تبعا مدرسته في علم الجرح والتعديل !!

تحياتي ،،،، وأعانك وأعانني الله تعالى على إثبات الحق ،،،،




لقد وفرت على نفسي عناء الرد عليك منذ وقت مبكر لأنك قد كفيتنا مؤنة ردود طويلة بشروط اقترحتها أنت وطالبت بها ، وهاهي بضاعتكم ردت إليكم، وسوف أردها إليك في كل مرة:



فقط للتذكير قبل المواصلة: ما دمت تريد أن تلزمني بمنهجية معينة في الاستدلال والاحتجاج فإني أعلن التالي أمامك وأمام كل المتابعين للحوار:
من الآن فصاعداً لن أقبل منك أية نقولاً تاريخية إلا إذا أثبت لي أنها بخط أصحابها ولا أقبل منك أن تحتج علي يقول أحد من العلماء الماضين والكتب المتقدمة لأنك لا تصدقها إلا إذا دل عليها دليل واضح من القرآن. نعم...تذكرت ! أضيف إلى ما سبق اشتراطك أن تكون الأدلة من القرآن مقصورة على ماجاء في سياقها فقط ولا أقبل منك تعميم معناها على قضية غير القضية التي تحدث عنها السياق.

ختاماً: تذكر جيداً أن هذه المنهجية لا تلزمني.

بل قبل هذا بكثير كنت قد نبهتك بكل وضوح:

ولكن بشرط وهو ألا تستدل علينا بمنهجية ترى أنت أساساً أنها مرفوضة في الاعتراف بالسنة أو إثباتها.

youssefnour
02-20-2011, 01:07 AM
أنت تقول
لقد وفرت على نفسي عناء الرد عليك منذ وقت مبكر لأنك قد كفيتنا مؤنة ردود طويلة بشروط اقترحتها أنت وطالبت بها ، وهاهي بضاعتكم ردت إليكم، وسوف أردها إليك في كل مرة:
في الواقع أنت لم ترد على شيئ أبدا فكل ردودك الماضيه إذا حصرتها لك تجد إنك فقط تسأل ، وعندما أجيب تقول أنا لم أكن أسأل في هذا.
أرجوك فقط قول لى موضوع واحد نفهم منه آي شيء في حوارك،عاوز إثبات واحد على حجية الأحاديث في دين الله ،، أنت حتى الآن لم تعرض غير الحكمة والبيان في القرآن، وقد تم الرد عليهم ولم تعلق ،،، أين ما تريد أن تثبته ،،، أين أدلتك،، من القرآن الكريم ،، سأظل أصرخ حتى تأتينى بالدليل
بل الأكثر من هذا أين التشريع فى الأحاديث،، هات لى تشريع واحد في التشريه،، هات مثلا تشريع الصلاة في الأحاديث،، إذا وجدت .
ولكنك للأسف ستظل تلف وتدور دون جدوي ،، من فضلك أين حجتك من كتاب الله تعالى في صحة القسم الثانى للتشريع .بل أين حجتك في التشريع من الأحاديث نفسها .
ويبدوا إنك فهمت إعتزارى خطأ ، وعندما أعترف بخطأ فهذه فضيلة ، وليس تقصير ،،،
سأنتظر ردودك ،،، حتى أرد ردا كاملا ،وأوضح فيه كل شيء بس كل ما أتمناه أن أجد لك دليل واحد نناقشه .

عبدالله الشهري
02-20-2011, 01:22 AM
الآن نأتي على بعض مزاعمك العريضة في مشاركات مضت.
قلت يا أستاذ يوسف:

رأيت ردك فرغم قولك إنه لا دليل على أن الحكمة هى السنة، وأن العلماء مجمعين على أن الحكمة فى القرآن ليست السنة،، وبرغم تفسيرى للحكمة بدلالة السياق ،، إلا إنك وبدون آي دليل أو برهان مصمم على أن الأحاديث هى الحكمة !!!!!!!!!
الآن تفكيك هذا الكلام الذي يرمي إلى التلبيس سواء علي أو على المتابعين:
تفكيك التلبيس الأول: أنا لم أقل أنه لا دليل على أن الحكمة هي السنة وإنما قلت أن قصر معنى الحكمة على السنة فقط لا دليل عليه، أي أن الحكمة تتضمن السنة وكل حكمة دل عليها القرآن أو دخلت تحت أي أصل كلي من أصوله. وقلت بالنص أن السنة تدخل دخولاً أولياً في معنى الحكمة الواردة في القرآن، وسوف يرى الجميع بعد قليل كيف يكون ذلك.
تفكيك التلبيس الثاني: لم أقل أن العلماء مجمعون على أن الحكمة في القرآن ليست السنة، فهذا افتراء في وضح النهار! إنما قلت بالنص أن العلماء ليسوا مجمعين على أن الحكمة هي السنة، وفرق شاسع بين التعبيرين أيها العارف بدلالات الألفاظ.
تفكيك التلبيس الثالث: أنا لم أصمم أن الأحاديث هي الحكمة لأني قد أفهمتك أن وصف الحكمة يشملها، بمعنى أن الحكمة تتضمن سنته.

والآن إلى الشق الثاني: هل يمكن للسنة أن تكون من الحكمة، إن لم تكن هي الحكمة الواردة في قوله تعالى (ويعلمهم الكتاب والحكمة) ؟
نعم. والدليل أن حكمة لقمان تضمنت الإشارة إلى أجناس الدين وهي الأخلاق والتشريع والعقائد[سورة لقمان: 12-19] مع أنها من كلامه هو والقرآن إنما حكاها فقط وأقرّها وجعلها من آثار الحكمة الموهوبة له من الله. وكذلك أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، هي من الحكمة، لأنها ايضاً اشتملت على أجناس الدين الأخلاق والتشريع والعقائد، والوصف الجامع بين محمد صلى الله عليه وسلم ولقمان أن الحكمة كامنة في ذات أقوالهم ومعاني تعليماتهم وإرشاداتهم، هذا أولاً. ثانياً: أنه لم يستقل بها كتاب منزل. فصح بدلالة القرآن أن نطلق على السنة دون تردد أو شك أنها من الحكمة، وبين القرآن والسنة تآزر واضح في هذه القضية بالذات حيث يقابل هذه القضية قوله صلى الله عليه وسلم "إني أوتيت القرآن ومثله معه".
ومما يؤكد صحة هذا الاستدلال - البين بنفسه أصلاً - قوله تعالى (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة)
فتأمل معي وجه الاستدلال بهذا الدليل والذي لا أظن أحداً من المتقدمين أو المتأخرين قد أشار إليه أو وقف عليه:
لقد فصل بين آياته والحكمة، ولا بد للفصل من معنى والمعنى هنا المغايرة ، كما هو معروف عند علماء اللغة في أشهر وظائف "الواو". لما كانت الحكمة مغايرة في جنسها لآيات الله عبر عن هذه المغايرة بفعل "يُتلى" من التلاوة، لأنه يتضمن معنيين: الأول: القراءة ، وهذا المعنى مناسب للشق الأول الذي هو "آيات الله" والثاني: الإخبار والتحديث، كما في قوله تعالى (واتبعوا ما تتلوا الشياطين)، أي ما تخبر وتحدث به وهذا المعنى مناسب للشق الثاني الذي هو "الحكمة"، وهذا من أظهر ما يكون في الدلالة على أن السنة هي الحكمة لأن المأمورات هنا هن نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن هناك شيء يُتلى عليهم في بيوتهن سوى القرآن وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، على المعنى الذي وضحناه والترتيب الذي قررناه: أن التلاوة بمعنى القراءة لآيات الله ، والتلاوة بمعنى التحديث والإخبار لحديث النبي صلى الله عليه وسلم. وليس المراد هنا بــ"التلاوة" الاتباع قطعاً وإن كان من معانيها - كما ذكرت أنت في مشاركة سابقة - لأنه لا يستقيم بل يقبح أن يكون المعنى "اذكرن ما يُتبع في بيوتكن من الكتاب والحكمة"، إذن المعنى الإجمالي للآية هو: اذكرن: أي تدارسن وتعاهدن بالذكر ما يقرأ عليكم من كتاب الله وما تُحدّثون به من سنة رسول الله، سواء حُدّثوا بذلك من الرسول مباشرة أو من غيره من الصحابة والصحابيات.

عبدالله الشهري
02-20-2011, 01:45 AM
أنت حتى الآن لم تعرض غير الحكمة والبيان في القرآن
لم أعرض البيان ولم احتج به في هذا الموضوع، فكفّ من فضلك عن الدعاوى الباردة.

عليهم ولم تعلق ،،، أين ما تريد أن تثبته ،،، أين أدلتك،، من القرآن الكريم ،، سأظل أصرخ حتى تأتينى بالدليل
لم أر مشاركتك هذه إلا بعد أن أضفت مشاركتي السابقة لهذه مباشرة، فتوقف عن الصراخ لأنه لا يأتِ بخير. وتذكر أنك تجاوزت مطالبات كثيرة ، وكان الأجدر بك أن تعلق عليها بدلاً من الصراخ الفارغ، ومن هذه المطالبات التي لن تسطيع أن تدحضها إلا بمعجزة من السماء ما يلي:

القرآن لا يحصر طرق العلم ولا ينص على أنواع القرائن والأدلة فإذا كان القرآن يحصر ذلك ويعيّنه ويحدده فهات الدليل على ذلك من القرآن


ويبدوا إنك فهمت إعتزارى خطأ ، وعندما أعترف بخطأ فهذه فضيلة ، وليس تقصير ،،،
أي "اعتزار" يا له ! الاعتزار الذي أثبت به عدم حجية السنة ! [مزحة].
أخي يوسف: أنت على شفار جرف هار، وأدعوك للإنصاف مع نفسك قبل أن يفوت الأوان، ولا تكن من الذين شاقوا الرسول واتبعوا غير سبيل المؤمنين.

youssefnour
02-20-2011, 11:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أنت تقول
والآن إلى الشق الثاني: هل يمكن للسنة أن تكون من الحكمة، إن لم تكن هي الحكمة الواردة في قوله تعالى (ويعلمهم الكتاب والحكمة) ؟
وأنا أقول
عندما كتبت الحكمة من المؤكد إنك لم تقرأ ما كتبت لأنك لو كنت قرأت،، ما كنت كتبت هذا الكلام نهائيا ومع ذلك سوف أثبت لك للمرة الثانية وفي اختصار شديد أن الحكمة ليست الأحاديث
إن الله تعالى ذكر ما هي الحكمة تفصيليا فتدبر معي :
يقول الله تعالى في سورة الإسراء
لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22) وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28) وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30) وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35) وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38) ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)
إذا فالحكمة المنزلة على رسول الله محمد،عليه السلام، ليست نصوص تراث بشري،تخضع للتصحيح والتضعيف، حسب شروط واجتهادات علماء الفرق المختلفة وإنما هي وحي إلهي، آي إيتاء من الله تعالى، يحمل للناس أصول الشريعة الحكيمة وأحكامها المستقيمة، من تمسك بالعمل بها ، أتاه الله خيرا كثيرا .
فهل من الممكن أن تأتيني أنت بآيات مماثلة تقول أن الأحاديث - التي جرحت وعدلت بواسطة علماء الجرح والتعديل والذي ذكرت لك بعض من طريقتهم في الجرح والتعديل ولم تعقب على ذلك من قريب أو بعيد - هي الحكمة التي تعنيها حتى يستقيم الأمر .
ثم أنت تقول
نعم. والدليل أن حكمة لقمان تضمنت الإشارة إلى أجناس الدين وهي الأخلاق والتشريع والعقائد[سورة لقمان: 12-19] مع أنها من كلامه هو والقرآن إنما حكاها فقط وأقرّها وجعلها من آثار الحكمة الموهوبة له من الله.
وأنا أقول
سبحان الله عما تقول يا أخي الكريم يعنى إيه من كلام لقمان بس،،، هو لإن الله تعالى قال إن لقمان قال ، هذا يعنى إن هذه الحكمة ليست إيتاء من الله تعالى!!!!
تعالى نري إذا كان كلام لقمان ولا ده كلام الله الذي أوحاه للقمان .
فلنبدأ بالآية رقم (12) والتي اتخذتها أنت برهان من سورة لقمان لنري هل الحكمة منزلة من عند الله أم إنها من كلام لقمان :
يقول الله تعالى في سورة لقمان
وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)
من فضلك اشرح لي ما معني أتينا، إذا كان عندك كلام مخالف لما سأقوله الآن :
يقول الله تعالى :
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)البقرة
ولقد آتى الله آل إبراهيم الحكمة :
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54)النساء
وآتى داود الحكمة :
فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)
وأتي عيسى الحكمة
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48)آل عمران
وأتي لقمان الحكمة
وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)لقمان
وآتى الله رسوله الخاتم محمدا الحكمة :
ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)الإسراء
إذا فالحكمة هي وحي إلهي ، آي إيتاء من الله تعالى، يحمل الناس أصول الشريعة الحكيمة وأحكامها المستقيمة، من تمسك بالعمل بها، أتاه الله خيرا كثيرا.
إذا عندما يقول الله تعالى إنه أتي لقمان الحكمة ، فكل ما ستقرأه من آيات بعد ذلك حتى وإن كانت على لسان لقمان فهي من عند الله .
وحتى يستوي الأمر تعالى نطابق بعض من حكمة محمد الذي أوحي بها الله تعالى له، وبين حكمة لقمان الذي أيضا أوحي بها الله تعالى له
الحكمة الموحاه للقمان
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)لقمان
الحكمة الموحاه لمحمد
لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)الإسراء
حكمة لقمان
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)لقمان
حكمة محمد
وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) الإسراء
حكمة لقمان
وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)لقمان
حكمة محمد
وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28)الإسراء
هذه هي الحكمة الموحاة إلي رسل وأنبياء الله وضعت الأدلة عليها من القرآن الكريم،، أرجوك أن تضع لي الأدلة القرآنية التي تقول إن الأحاديث المختلف فيها بين علماء كل فرقه قبل أن يكون مختلف فيها بين الفرق والمذاهب ، والتي يتقاتلون حولها ويكفرون بعضهم بعضا،، هي الحكمة التي يجب أن أتبعها !!!
ثم أنت تقول
وكذلك أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، هي من الحكمة، لأنها ايضاً اشتملت على أجناس الدين الأخلاق والتشريع والعقائد، والوصف الجامع بين محمد صلى الله عليه وسلم ولقمان أن الحكمة كامنة في ذات أقوالهم ومعاني تعليماتهم وإرشاداتهم، هذا أولاً. ثانياً: أنه لم يستقل بها كتاب منزل. فصح بدلالة القرآن أن نطلق على السنة دون تردد أو شك أنها من الحكمة، وبين القرآن والسنة تآزر واضح في هذه القضية بالذات حيث يقابل هذه القضية قوله صلى الله عليه وسلم "إني أوتيت القرآن ومثله معه"
وأنا أقول
هل تريد أن تقول إن الأحاديث التى دونت كروايات بشريه هى مثل القرآن ، ولكنك لا تستطيع إثبات هذا حتى الآن،، فلم تأتنا بآية واحدة تقيم حجتك عليها .
وهنا أسألك :
إذا كانت الحكمة مصدرا تشريعيا ككتاب الله، إلا إنه استقلت عنه بالتشريع،،، إذن فلماذا اختلفت نصوصها، وخصائصها، عن كتاب الله تعالى، فلم يحفظها الله تعالى كما حفظ نصوص كتابه؟!
وإذا كانت "الحكمة" هي "السنة النبوية"، فلماذا لم يتوارث الأجيال هذا المصطلح القرآني "الحكمة" وتوارثوا "السنة" .
أما قولك إن الأحاديث إشتملت على التشريع ،، فهذا ما سنبحثه بعد وضع أدلتك من القرآن الكريم على ضرورة إستخدام الأحاديث .
فمثلا هل يمكنك أن تأتينا بتشريع الصلاة بأحكامه كاملة من الأحاديث،،، على أن يكون في هيئة تشريع وسأذكر مثال للتشريع في القرآن الكريم المطلوب أن تأتي بمثله من الأحاديث ليكون نموذجا نسير عليه .
يقول الله تعالى في سورة المائدة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)
هذا هو تشريع،،،،
أريد تشريع من الأحاديث عن الصلاة كامل من وضوء،وتوقيتات،وتشهد، وكيفية أداء الصلاة ....الخ
وطبعا هذا سيتم بعد أن ننتهي من مسألة أدلة القرآن في حجية الدين الإلهي .
ثم أنت تقول ردا على تفسيري للبيان في القرآن الكريم
لم أعرض البيان ولم احتج به في هذا الموضوع، فكفّ من فضلك عن الدعاوى الباردة.
وأنا أقول
في ردك رقم (41) قلت بالحرف الواحد
ننعم لدينا القرآن ولكنك مابين منكر لأدلتنا منه أو متجاهل بتأويل بعيد أو مفسر بتفسير تأباه لغة العرب في أساليبها وخطابها. لقد أفردت موضوعاً خاصاً بهذا بعنوان "الإشكالات الهادمة لمذهب منكري السنة"،
وعندما قرأت موضوعك الشهير والذي أحلتنى عليه في ردك ،، كان أول دليل احتججت به في موضوعك (الإشكالات الهادمة لمذهب منكري السنة) هذا الدليل :
أو لم يذكر في القرآن ما يقطع دابر الخلاف فيها والتأثر بها، كيف لا وقد قال (ليبين لهم ما نزّل إليهم) ، فلِمَ لم يبين لنا من أوحيت إليه هذه الآية أن "نقل سنته جرم عظيم أو صد عن سبيل الله وكتابه" ؟
وقد قمت بالرد علي حجتك باستخدام آية البيان إنها لا تعنى الأحاديث ، فكيف تعود فتنكر إنك لم تحتج به في الموضوع ، ألم تكن تستشهد في ردك بمقالتك الشهيرة لأذهب وأقرأها وأعرف الحجة والبرهان فيها،فأنا يا أخي الكريم أجيد قراءة كل ما تكتب ، أم إنك وضعت مقالتك للتبرك بها فقط .
يا آخى الكريم أنا لا افترى بوضع أو دس أشياء في حوارنا والمرة الوحيدة التي أخطأت فيها اعتذرت عنها قبل أن تضع إجاباتك ، فهل ستعتذر أنت الآن على تكذيبك لي بأنك لم تحتج بالبيان .
السيد عبد الله لقد قمت بالرد على كل كلمة قلتها في ردك الأخير وأبطلت فيها كل حججك التي استخدمت فيها الأدلة والبراهين ، ولن أنتقل إلي نقطة أخري قبل أن ننهى الحوار حول( الحكمة) وكذلك (البيان) الذي أثبت فيه إنك استخدمته معي في الحوار
كما أرجوا أن تذهب إلي ردى رقم (26) في الصفحة الثانية من حوارنا هذا ، وفيه موضوع الحكمة بالكامل حتى لا ترد على جزء أكون قد ذكرته من قبل فأضطر لذكره مرة أخري كما فعلت في هذا الرد عندما رددت على ما ذكرته حول الحكمة
تحياتي،،،، وهدانا الله تعالى سبيله وصراطه المستقيم .

عبدالله الشهري
02-21-2011, 11:47 AM
عندما كتبت الحكمة من المؤكد إنك لم تقرأ ما كتبت لأنك لو كنت قرأت،، ما كنت كتبت هذا الكلام نهائيا ومع ذلك سوف أثبت لك للمرة الثانية وفي اختصار شديد أن الحكمة ليست الأحاديث
إن الله تعالى ذكر ما هي الحكمة تفصيليا فتدبر معي :
يقول الله تعالى في سورة الإسراء
لَ ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ

قال الله "مما أوحى" ولم يقل أن أجناس الحكمة منحصرة فيما ذكرت، وهذا الملحظ اللغوي لا أدري لم تجاهلته فقصرت كلام الله على تفسيرك .



فهل من الممكن أن تأتيني أنت بآيات مماثلة تقول أن الأحاديث - التي جرحت وعدلت بواسطة علماء الجرح والتعديل والذي ذكرت لك بعض من طريقتهم في الجرح والتعديل ولم تعقب على ذلك من قريب أو بعيد - هي الحكمة التي تعنيها حتى يستقيم الأمر .
قد قلت لك مراراً وتكراراً يا من تزعم أنك كل تجيب على كل نقطة ويامن تزعم أنك "آذاناً صاغية لكل طلباتي" ،أقول قد قلت لك في مثل هذا الموضع:

عندما تجيب عن هذا السؤال الذي تجاوزته ولم تجب عنه فإني سوف أعرف كيف أجيبك، وهو من مشاركة سابقة:
وهذا السؤال كان ولا زال:

أتريد أن تقول أنه لو قرأ أحدنا قوله تعالى (ملك يوم الدين) بألف تلو الميم (مالك) والآخر بدونها (ملك) أنه علم بشري، إذاً أجب عن هذا السؤال: أية هاتين القراءتين نتيجة علم بشري إن كنت من الصادقين؟
ثم تحديتك فقلت لك:

بل أكثر من ذلك: أنت أصلاً لا تستطيع مطلقاً أن تقطع لي بأن قراءتك التي اعتدت أن تقرأ بها وحي ثابت إلا من خلال استعراض أقوال علماء القراءات



ثم أنت تقول
نعم. والدليل أن حكمة لقمان تضمنت الإشارة إلى أجناس الدين وهي الأخلاق والتشريع والعقائد[سورة لقمان: 12-19] مع أنها من كلامه هو والقرآن إنما حكاها فقط وأقرّها وجعلها من آثار الحكمة الموهوبة له من الله.
وأنا أقول
سبحان الله عما تقول يا أخي الكريم يعنى إيه من كلام لقمان بس،،، هو لإن الله تعالى قال إن لقمان قال ، هذا يعنى إن هذه الحكمة ليست إيتاء من الله تعالى!!!!
تعالى نري إذا كان كلام لقمان ولا ده كلام الله الذي أوحاه للقمان .
لقد أسأت إلى نفسك إن كان هذا فهمك. كلام لقمان نقله الله إلينا بأسلوب القرآن المعجز، أي أن القرآن لا ينقل ألفاظ المتكلمين كما هي تماماً ، وإنما يعبر عنها بلفظ أبلغ وأحسن مما في نفس المتكلم نفسه [ولي بحث في هذه المسألة التي قل من أشار إليها إن وجد أصلاً] والسبب أن كلام الله لا يشبهه شيء ، ولو كان كل كلام محكي عن شخص أو حيوان في القرآن هو هو دون أن يصاغ بصيغة القرآن لكان الإعجاز حقيقة في نظم كلام أولئك لا كلام الله ! وقد أشرت إلى هذا في حاشية سابقة يبدو أنك غفلت عنها ويهمني - على وجه المدارسة فقط - رأيك فيه. فالحكمة كامنة في أقوالهم بسبب إرادة الله ذلك، ومحل الشاهد هنا هو أنه لا يشترط أن تكون وحياً منزلاً في كتاب لكي توصف بأنها حكمة، فعندنا الآن ثلاثة أشياء: كلام لقمان الحقيقي دون صياغة بلفظ القرآن (وما يدريك لعله لم يكن كلام لقمان بالعربية أصلاً ) ، والحكمة الموهوبة له ، وكلامه منقولاً في القرآن ولكن بعد أن صيغ صياغة قرآنية تعبر أحسن تعبير عن مراد لقمان لأن الله أعلم بمراد عبده منه بمراد نفسه وقد قال الله (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)


فلنبدأ بالآية رقم (12) والتي اتخذتها أنت برهان من سورة لقمان لنري هل الحكمة منزلة من عند الله أم إنها من كلام لقمان :
يقول الله تعالى في سورة لقمان
وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)
من فضلك اشرح لي ما معني أتينا، إذا كان عندك كلام مخالف لما سأقوله الآن :
يقول الله تعالى :
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)البقرة
ولقد آتى الله آل إبراهيم الحكمة :
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54)النساء
وآتى داود الحكمة :
فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)
وأتي عيسى الحكمة
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48)آل عمران
وأتي لقمان الحكمة
وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)لقمان
وآتى الله رسوله الخاتم محمدا الحكمة :
ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)الإسراء
إذا فالحكمة هي وحي إلهي ، آي إيتاء من الله تعالى، يحمل الناس أصول الشريعة الحكيمة وأحكامها المستقيمة، من تمسك بالعمل بها، أتاه الله خيرا كثيرا.
إذا عندما يقول الله تعالى إنه أتي لقمان الحكمة ، فكل ما ستقرأه من آيات بعد ذلك حتى وإن كانت على لسان لقمان فهي من عند الله .
وحتى يستوي الأمر تعالى نطابق بعض من حكمة محمد الذي أوحي بها الله تعالى له، وبين حكمة لقمان الذي أيضا أوحي بها الله تعالى له
الحكمة الموحاه للقمان
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)لقمان
الحكمة الموحاه لمحمد
لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)الإسراء
حكمة لقمان
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)لقمان
حكمة محمد
وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) الإسراء
حكمة لقمان
وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)لقمان
حكمة محمد
وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28)الإسراء

هذا الكلام مبني على فهمك السابق وقد بينت لك فساد ذاك الفهم.


هذه هي الحكمة الموحاة إلي رسل وأنبياء الله وضعت الأدلة عليها من القرآن الكريم،، أرجوك أن تضع لي الأدلة القرآنية التي تقول إن الأحاديث المختلف فيها بين علماء كل فرقه قبل أن يكون مختلف فيها بين الفرق والمذاهب ، والتي يتقاتلون حولها ويكفرون بعضهم بعضا،، هي الحكمة التي يجب أن أتبعها !!!
إذا اتفقتم يا من منكري السنة واتحدت أقوالكم في تفسير القرآن، أجيب عن سؤالك.
الأمر الثاني: إن قصدت الاختلاف المذموم فهو لا يكون بسبب الوحي في ذاته، وإنما بسبب الهوى في فهم وتكييف الدليل أو التقصير والتفريط في تحقيق الفهم، وهذا أمر وقع فيه منكري السنة بامتياز في التعامل مع نصوص القرآن، فهل عندك شك في القرآن بسبب اختلاف منكري السنة فيه ؟ أجب ! هل عندك شك في القرآن أنه وحي بسبب أنك لا تستطيع أن تثبت على وجه اليقين أن قراءتك للقرآن التي ألفتها ونشأت عليها إلا من خلال أقوال علماء القراءات؟ أجب !


وأنا أقول
هل تريد أن تقول إن الأحاديث التى دونت كروايات بشريه هى مثل القرآن ، ولكنك لا تستطيع إثبات هذا حتى الآن،، فلم تأتنا بآية واحدة تقيم حجتك عليها.

عبارة تتكرر والجواب عنها مرتب على جوابك عن أسئلة تهرب منها دائماً كلما واجهتك بها، وهي الأسئلة المطروحة أعلاه. (وكذلك الأسئلة المطروحة قبل ذلك ! هل تريد أن أذكرك بها أم أترك الأمر للمشرفين حتى يلزموك بها كل مرة ؟ )


وإذا كانت "الحكمة" هي "السنة النبوية"، فلماذا لم يتوارث الأجيال هذا المصطلح القرآني "الحكمة" وتوارثوا "السنة" .

وأنت لماذا لم تتوارث الأمة ولم لا نجد ذكراً أصلاً لمصطلح "المنظومة المعرفية" لا في القرآن ولا في تاريخ الأمة بأسره؟ أما لفظ "سنة" فعلى الأقل له أصل في استعمال العرب ولغة القرآن. هيا أجب !


أما قولك إن الأحاديث إشتملت على التشريع ،، فهذا ما سنبحثه بعد وضع أدلتك من القرآن الكريم على ضرورة إستخدام الأحاديث .
فمثلا هل يمكنك أن تأتينا بتشريع الصلاة بأحكامه كاملة من الأحاديث،،، على أن يكون في هيئة تشريع وسأذكر مثال للتشريع في القرآن الكريم المطلوب أن تأتي بمثله من الأحاديث ليكون نموذجا نسير عليه .
أنت ستعطيني فهمك للقرآن يا منكر السنة، ومنكر سنة آخر يعطيني فهماً آخر، بأي سلطان تفسرون القرآن وتجعلونه قطعاً متناثرة وأقساماً مفككة، مصداقاً لقوله تعالى (كما أنزلنا على المقتسمين * اللذين جعلوا القرآن عضين)


ثم أنت تقول ردا على تفسيري للبيان في القرآن الكريم
لم أعرض البيان ولم احتج به في هذا الموضوع، فكفّ من فضلك عن الدعاوى الباردة.
وأنا أقول
في ردك رقم (41) قلت بالحرف الواحد
ننعم لدينا القرآن ولكنك مابين منكر لأدلتنا منه أو متجاهل بتأويل بعيد أو مفسر بتفسير تأباه لغة العرب في أساليبها وخطابها. لقد أفردت موضوعاً خاصاً بهذا بعنوان "الإشكالات الهادمة لمذهب منكري السنة"،
وعندما قرأت موضوعك الشهير والذي أحلتنى عليه في ردك ،، كان أول دليل احتججت به في موضوعك (الإشكالات الهادمة لمذهب منكري السنة) هذا الدليل :
أو لم يذكر في القرآن ما يقطع دابر الخلاف فيها والتأثر بها، كيف لا وقد قال (ليبين لهم ما نزّل إليهم) ، فلِمَ لم يبين لنا من أوحيت إليه هذه الآية أن "نقل سنته جرم عظيم أو صد عن سبيل الله وكتابه" ؟
وقد قمت بالرد علي حجتك باستخدام آية البيان إنها لا تعنى الأحاديث ، فكيف تعود فتنكر إنك لم تحتج به في الموضوع ، ألم تكن تستشهد في ردك بمقالتك الشهيرة لأذهب وأقرأها وأعرف الحجة والبرهان فيها،فأنا يا أخي الكريم أجيد قراءة كل ما تكتب ، أم إنك وضعت مقالتك للتبرك بها فقط .
أنا احلتك على "إشكال" ولم أُحلك على "دليل" خاص بحجية السنة، أدلتي الخاصة بهذا الموضوع والموجهة لك شخصياً ستأتي تباعاً، وإن كنت لا أرى هناك مزيد حاجة إلى ذلك لأنك تتقدم وتترك خلفك مزيداً من الفجوات والإشكالات والأسئلة العويصة

يا آخى الكريم أنا لا افترى بوضع أو دس أشياء في حوارنا والمرة الوحيدة التي أخطأت فيها اعتذرت عنها قبل أن تضع إجاباتك ، فهل ستعتذر أنت الآن على تكذيبك لي بأنك لم تحتج بالبيان .
اعتذر عن كل شيء تشعر أني أسأت إليك فيه، أخي الكريم يوسف.


السيد عبد الله لقد قمت بالرد على كل كلمة قلتها في ردك الأخير

أظنني سوف أتراجع عن اعتذاري !!


وأبطلت فيها كل حججك التي استخدمت فيها الأدلة والبراهين

هذا من وجهة نظرك ولا أستطيع أن أغيرها (أنلزمكموها وأنتم لها كارهون). على كل حال يكفي دليل واحد يشهد على بطلان هذا الزعم الفاسد، واشهدوا يا متابعين ، وهو أين إبطالك لهذه الحجة:

ومما يؤكد صحة هذا الاستدلال - البين بنفسه أصلاً - قوله تعالى (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة)
فتأمل معي وجه الاستدلال بهذا الدليل والذي لا أظن أحداً من المتقدمين أو المتأخرين قد أشار إليه أو وقف عليه:
لقد فصل بين آياته والحكمة، ولا بد للفصل من معنى والمعنى هنا المغايرة ، كما هو معروف عند علماء اللغة في أشهر وظائف "الواو". لما كانت الحكمة مغايرة في جنسها لآيات الله عبر عن هذه المغايرة بفعل "يُتلى" من التلاوة، لأنه يتضمن معنيين: الأول: القراءة ، وهذا المعنى مناسب للشق الأول الذي هو "آيات الله" والثاني: الإخبار والتحديث، كما في قوله تعالى (واتبعوا ما تتلوا الشياطين)، أي ما تخبر وتحدث به وهذا المعنى مناسب للشق الثاني الذي هو "الحكمة"، وهذا من أظهر ما يكون في الدلالة على أن السنة هي الحكمة لأن المأمورات هنا هن نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن هناك شيء يُتلى عليهم في بيوتهن سوى القرآن وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، على المعنى الذي وضحناه والترتيب الذي قررناه: أن التلاوة بمعنى القراءة لآيات الله ، والتلاوة بمعنى التحديث والإخبار لحديث النبي صلى الله عليه وسلم. وليس المراد هنا بــ"التلاوة" الاتباع قطعاً وإن كان من معانيها - كما ذكرت أنت في مشاركة سابقة - لأنه لا يستقيم بل يقبح أن يكون المعنى "اذكرن ما يُتبع في بيوتكن من الكتاب والحكمة"، إذن المعنى الإجمالي للآية هو: اذكرن: أي تدارسن وتعاهدن بالذكر ما يقرأ عليكم من كتاب الله وما تُحدّثون به من سنة رسول الله، سواء حُدّثوا بذلك من الرسول مباشرة أو من غيره من الصحابة والصحابيات.

مراقب 4
02-21-2011, 11:57 AM
الأستاذ يوسف نور: أنت ملتزم أدبيا بالإجابة على هذه الأسئلة:

- السؤال: أتريد أن تقول أنه لو قرأ أحدنا قوله تعالى (ملك يوم الدين) بألف تلو الميم (مالك) والآخر بدونها (ملك) أنه علم بشري، إذاً أجب عن هذا السؤال: أية هاتين القراءتين نتيجة علم بشري إن كنت من الصادقين؟

- ردا على كلامك عن استعمال لفظ السنة بدل الحكمة هناك سؤال: لماذا لم تتوارث الأمة ولم لا نجد ذكراً أصلاً لمصطلح "المنظومة المعرفية" لا في القرآن ولا في تاريخ الأمة بأسره؟ أما لفظ "سنة" فعلى الأقل له أصل في استعمال العرب ولغة القرآن.


- وردا على قولك: "أرجوك أن تضع لي الأدلة القرآنية التي تقول إن الأحاديث المختلف فيها بين علماء كل فرقه .....هي الحكمة التي يجب أن أتبعها" هناك سؤالان:
* فهل عندك شك في القرآن بسبب اختلاف منكري السنة فيه ؟
* هل عندك شك في القرآن أنه وحي بسبب أنك لا تستطيع أن تثبت على وجه اليقين أن قراءتك للقرآن التي ألفتها ونشأت عليها إلا من خلال أقوال علماء القراءات؟

- أين إبطالك لهذه الحجة؟

ومما يؤكد صحة هذا الاستدلال - البين بنفسه أصلاً - قوله تعالى (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة)
فتأمل معي وجه الاستدلال بهذا الدليل والذي لا أظن أحداً من المتقدمين أو المتأخرين قد أشار إليه أو وقف عليه:
لقد فصل بين آياته والحكمة، ولا بد للفصل من معنى والمعنى هنا المغايرة ، كما هو معروف عند علماء اللغة في أشهر وظائف "الواو". لما كانت الحكمة مغايرة في جنسها لآيات الله عبر عن هذه المغايرة بفعل "يُتلى" من التلاوة، لأنه يتضمن معنيين: الأول: القراءة ، وهذا المعنى مناسب للشق الأول الذي هو "آيات الله" والثاني: الإخبار والتحديث، كما في قوله تعالى (واتبعوا ما تتلوا الشياطين)، أي ما تخبر وتحدث به وهذا المعنى مناسب للشق الثاني الذي هو "الحكمة"، وهذا من أظهر ما يكون في الدلالة على أن السنة هي الحكمة لأن المأمورات هنا هن نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن هناك شيء يُتلى عليهم في بيوتهن سوى القرآن وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، على المعنى الذي وضحناه والترتيب الذي قررناه: أن التلاوة بمعنى القراءة لآيات الله ، والتلاوة بمعنى التحديث والإخبار لحديث النبي صلى الله عليه وسلم. وليس المراد هنا بــ"التلاوة" الاتباع قطعاً وإن كان من معانيها - كما ذكرت أنت في مشاركة سابقة - لأنه لا يستقيم بل يقبح أن يكون المعنى "اذكرن ما يُتبع في بيوتكن من الكتاب والحكمة"، إذن المعنى الإجمالي للآية هو: اذكرن: أي تدارسن وتعاهدن بالذكر ما يقرأ عليكم من كتاب الله وما تُحدّثون به من سنة رسول الله، سواء حُدّثوا بذلك من الرسول مباشرة أو من غيره من الصحابة والصحابيات.

بانتظار الجواب الواضح المحدد على هذه الأسئلة الخمسة المباشرة، لأن أي متابع للحوار ينتظر هذه الإجابات.

عبدالله الشهري
02-21-2011, 12:45 PM
الأستاذ يوسف نور: أنت ملتزم أدبيا بالإجابة على هذه الأسئلة:

بانتظار الجواب الواضح المحدد على هذه الأسئلة الخمسة المباشرة، لأن أي متابع للحوار ينتظر هذه الإجابات.


شكراً لك. وهناك مزيداً من الأسئلة لم يجب عنها، ومنها:


ومن هذه المطالبات التي لن تسطيع أن تدحضها إلا بمعجزة من السماء ما يلي:

القرآن لا يحصر طرق العلم ولا ينص على أنواع القرائن والأدلة فإذا كان القرآن يحصر ذلك ويعيّنه ويحدده فهات الدليل على ذلك من القرآن

youssefnour
02-21-2011, 11:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة المتابعين للحوار وأخي الكريم عبد الله :
أولا : وقبل أن أجيب على الأسئلة التي طلبتها يا أخي الكريم وأكد على طلبها السيد مراقب4،، أقول ملحوظة هامة جدا "
آن الأوان أن نحدد الأسماء بمسميتها، فالسيد عبد الله مصمم أن يصنفني بما يحلو له ومعجب به وهو (منكر السنة) معتمدا بأن هذا اللفظ يأخذ بألباب متابع الحوار ،،، كما إنه مصمم على أن يُحلني إلي فئة هو يعرفهم وقد يكون تحاور معهم من قبل مثل القرآنيين مثلا ،، ولأنني لست منكرا للسنة ، كما قلت من قبل مرارا وتكرارا في أكثر من رد من ردودي السابقة ولكنني منكرا للأحاديث على اختلاف فرقها ومذاهبها سواء كانت شيعة أو سنة ،، ومنكرا لفكر القرآنيين في طريقة تعاملهم مع القرآن الكريم.وعلى هذا فأنا لا أتبع مذهب معين .
ومن أجل ذلك فإنني أطلب من الأخ عبد الله أن يتحاور مع فكري أنا وليس مع فكر من يسميهم منكري السنة ، فأرجوه الالتزام بحواراتنا .
وحتى أوضح له إن إستخدام هذا اللفظ لم يعد مخيف فإنني أحيله إلي قرار لجنة الفتوى، بالأزهر الشريف الصادر في 1/2/1990 والذي جاء على النحو التالي :
"وعلى هذا فمن أنكر استقلال السنة بإثبات الإيجاب والتحريم فهو منكر لشيء اختلف فيه الأئمة ولا يعد مما علم بالضرورة فلا يعد كافرا ".
ولقد نشرها فضيلة الشيخ الغزالي في كتابه " تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل [ط1 ص 175]
لذلك أرجوه أن يتعامل في الحوار مع أفكاري التي أطرحها ولا يحيلها إلي فئة مذهبية معينه .
والآن، نعود إلي الأسئلة التي أحارت صديقنا العزيز عبد الله فنقول :
يقول الأخ عبد الله :
1/ السؤال: أتريد أن تقول أنه لو قرأ أحدنا قوله تعالى (ملك يوم الدين) بألف تلو الميم (مالك) والآخر بدونها (ملك) أنه علم بشري، إذاً أجب عن هذا السؤال: أية هاتين القراءتين نتيجة علم بشري إن كنت من الصادقين؟
السادة المتابعين :
من قال نني قلت إن هذا علم بشري ،، من آي رد أنا كتبته استقت هذه المعلومة ،، لقد أجبت على هذا السؤال بوضع مقالة كاملة في علم القراءات، وكيف نشأ ، وهو علم اخترعه أهل الحديث، وليس أنا ،، ومع ذلك فأنا سأجاوب إجابة واضحة جدا وأرجوا أن تعيدوا قراءة الرد رقم (38/ ص3) لتفهموا كل شيء عن هذا الموضوع
أما إجابتي على السؤال فأقول إن اختلاف القراءة التي تتكلم عنها ليس بسبب علم بشري ، ولكنه علم إلهي حفظ الله فيه القرآن الكريم رغم إختلاف لهجات القراءة عند الشعوب ، ولكن أهل الفرق والمذاهب حولوا لهجات الشعوب إلي علم قراءات بدء تدوينه بعد عدة قرون، من وفاة الرسول ، وقد سيطر الله تعالى، على هذا العلم وبدأ الآن في الانقراض لأن المسألة تمس القرآن الكريم الذي حفظه الله تعالى .
أما طريقة قراءة القرآن الحالية فهي علم إلهي، والمصاحف في العالم الإسلامي الآن 4 مصاحف فقط وهم :
1/ مصحف حفص
2/ مصحف ورش
3/ مصحف قولون
4/ مصحف الدوري
وهذه المصاحف عندما تقرأها تجد طريقة القراءة فيها تناسب طريقة القراءة عند الشعوب التي تملك المصحف التى تقرأ فيه ، وقد تجد أيضا أن عدد آيات السورة مختلف ، فقد تجد مثلا سورة عدد آياتها 200 في مصحف منهم،، بينما في مصحف آخر تجد عدد الآيات في نفس السورة 198 فقط ، وليس هذا معناه أن هناك تحريف في القرآن الكريم ، ولكن هذا بسبب طريقة كتابة الآيات ، فمثلا في مصحف حفص نجد أن، " الم" آية منفصلة تحمل الرقم (1) ثم "ذلك الكتاب لا ريب فيه" آية أخري تحمل الرقم (2) ،،، بينما في مصحف آخر من المصاحف المذكورة مثلا تجد أن الآية تضم الآيتين معا فتقرأ هكذا " الم ذلك الكتاب لا ريب فيه" وتكون آية واحدة تحمل رقم (1)
ولكن لن تجد طريقتين للقراءة عند شعب واحد،، فلن تجد في مصر مثلا من يقرأ بطريقة حفص،، وبطريقة ورش ،، ولكن كل المصريين يتلون الكتاب بطريقة حفص،،، أو كل السودانيين يقرءون المصحف بطريقة الدوري،،، وهكذا ،،، وهذا أيضا من الإعجاز في حفظ القرآن الكريم،، وهو ما يثبت أن القرآن يقرأ بلهجات الشعوب التي تعود الناس عليها فلا يشق عليهم تفسيره ،، وهذا أيضا إعجاز ،، وهذا علم إلهي لا دخل للبشر فيه، حفظه الله تعالى ، ويسره للناس .
أما ما جاءت به الأحاديث من طرق قراءة فإنه يحرف القرآن الكريم ، ففي الحديث رقم 4492 من كتاب البخاري بعنوان "الصحابة العدول" يَقرْ فيه الذي استمع لرسول الله وهو يقرأ القرآن إنه سمع رسول الله يقول ( والذكر والأنثى) في( سورة الليل) الآية رقم (3) ولم يقل ( وما خلق الذكر والأنثى) كما هو موجود في القرآن الكريم ،، وعندما ناقشنا أهل الحديث قالوا هذه طريقة قراءة من طرق القراءات التي ذكرتها ووضحتها للمتابعين في ردى رقم (38)
إذن فعلم طريقة القراءات البشري الذي دون بعد أكثر من ثلاثة قرون على وفاة الرسول ، والذي يتمسك به أهل الأحاديث، يحرف القرآن ، بينما العلم الإلهي لطرق القراءة الموجودة في الأربع مصاحف جاء بسبب اختلاف لهجات الشعوب ، وحفظه الله تعالى لهم وهو علم إلهي محفوظ بحفظ الله له، ولا دخل للإنسان فيه .
إذن فأن يقول (مالك) أو يقول( ملك) فهي لهجة شعب،، ولكن لن تختلف في المعنى وهذا علم إلهي آخر طبعا سنتعرض له . أثناء حوارنا وللأسف لم يفهمه أهل الحديث لأنهم تقريبا هجروا القرآن ، وكل علاقتهم بالقرآن الآن هي استقطاع الآيات من سياقها لخدمة أحاديثهم ، فشوهوا القرآن تشويها ، ولكن الله تعالى خير حافظا وهو أرحم الراحمين
نأتي للسؤال الثاني
يقول السؤال :
ردا على كلامك عن استعمال لفظ السنة بدل الحكمة هناك سؤال: لماذا لم تتوارث الأمة ولم لا نجد ذكراً أصلاً لمصطلح "المنظومة المعرفية" لا في القرآن ولا في تاريخ الأمة بأسره؟ أما لفظ "سنة" فعلى الأقل له أصل في استعمال العرب ولغة القرآن.
والإجابة سهلة جدا ، لأنه لا يوجد مصطلح في القرآن الكريم أو خارج القرآن الكريم من الأساس اسمه ( منظومة التواصل المعرفي)
إذن ما هو موضوع منظومة التواصل المعرفي
في فترة أبحاثي ودراساتي تحاورت مع القرآنيين ، وأنتم تعلمون أنهم يفسرون القرآن بالقرآن ، وكنت أعتقد في فترة من الفترات أن هذا الأمر صحيح ، ولكنني وقفت عاجزا أمام بعض الآيات التي استخدم الله تعالى فيها الرؤيا مثلا ، أو تشريعات ، أو أسماء ، ولا يوجد لها آيات تفسرها داخل القرآن الكريم
مثلا
تعلم نوح، عليه السلام، صناعة الفلك ----- من آي مصدر معرفي عرفنا صناهة الفلك ؟!!
تعلم الإنسان كيف يصنع دروع القتال ----- من آي مصدر معرفي عرفنا صناعة الدروع ؟!!
أن التوراة هي كتاب موسى، عليه السلام ____ من آي مصدر معرفي عرفنا أن التوراة كتاب موسى ؟!!
(حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِي)ُّ من آي مصدر معرفي عرفنا هذه الأوزار ومن هو السامري أصلا
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا ------ من آي مصدر معرفي عرفنا أسماء هذه الشهور،، وهل هي الشهور العربية أم الميلادية ؟!!
لقد عرف العرب معنى الركوع و السجود، وكيفيته ----- فمن آي مصدر معرفي عرف العرب الركوع والسجود ؟!!
إن ما عرضته الآن شيء زهيد جدا بجانب ما ذكرته في المنظومة، التي أجابت على هذه الأسئلة
وهكذا يا صديقي إذا راجعت المنظومة ستجد إن كل ما فعلته حددت كيف حفظ الله تعالى كثيرا من المعارف خارج القرآن وأوصل هذا الحفظ لنا بدون آي مجهود مننا وأصبح ملازم للقرآن وبدونه لا يمكن فهم القرآن ،، وليس من الضرورة أن نسميها "منظومة التواصل المعرفي" ، فهو اسم اخترته أنا لمقالتي ولا ألزم به أحد منكم،، ويمكن تغيير الإسم، ولكن كل ما جاء في المقالة هو ملزم لأنه ببساطة هو كلام الله تعالى وليس كلامي أنا ، ولا يمكن تفسير القرآن إلا بمعرفة ما بداخلها،، والذي بداخلها هو ما ذكره الله وليس كلامي أنا .
أرجوكم أن تقرءوها وأرجوا من السيد مراقب 4 أن يسمح لي بنشرها، في مقال منفرد، ليقرأها كل الناس فيعلمون إنني لم أخترع شيئا ولكنني فقط جمعت مواضيع قرآنية ذكرت بواسطة الله سبحانه وتعالى.وحفظها لنا الله بواسطة هذه المنظومة الغير مرئية أو ملموسة .
وحتى يكون هناك مساواة في الحوار فالسيد عبد الله قد وضع من قبل مقالته الشهيرة، "الإشكالات الهادمة لمذهب منكري السنة"، ويأخذها كمرجع يحيل المحاور معه إليها، فأرجوا أيضا أن تكون عندى نفس الفرصة في نشر هذه المنظومة في آي مكان داخل المنتدى تحت آي مسمي، وليكن مثلا الإشكالات الهادمة لمذهب القرآنيين، أو ما شابه، إذا كان عنوان منظومة التواصل المعرفي لم تلاقي استحسانكم ، حتى أستطيع الإستشهاد بها .
إذا فمنظومة التواصل المعرفي، أو آي اسم آخر،، هي تلك المنظومة التي احتوت في داخلها المعلومات اللازمة التي تدخل في تفسير القرآن الكريم والتي بدونها يصعب التفسير .
ونأتي إلي السؤال الثالث
وردا على قولك: "أرجوك أن تضع لي الأدلة القرآنية التي تقول إن الأحاديث المختلف فيها بين علماء كل فرقه .....هي الحكمة التي يجب أن أتبعها" هناك سؤالان:
* فهل عندك شك في القرآن بسبب اختلاف منكري السنة فيه ؟
* هل عندك شك في القرآن أنه وحي بسبب أنك لا تستطيع أن تثبت على وجه اليقين أن قراءتك للقرآن التي ألفتها ونشأت عليها إلا من خلال أقوال علماء القراءات؟
بالنسبة للنقطة الأولي فقد أجبت وقلت، أنا لست منكرا للسنة،، ولا يوجد عندي آي شك في القرآن الكريم،، وليس لي آية علاقة بمن تسميهم منكري السنة ، فهذا شأنك وشأنهم ،، وعندما تتحاور معي فأرجوك تحاور مع ما أطرحه من أفكار والتي هي أساس الحوار بيني وبينك . فأرجوك لا تُحلنى مرة أخري لفكر من تسميهم منكري السنة،،
أما النقطة الثانية : أعتقد إن إجابتي على السؤال الأول حول القراءات كان واضح تماما ولسنا في حاجة لإعادة الإجابة عليه . فالقرآن بالطبع وحي إلهي،، المهم أن تثبت أنت أن الأحاديث وحي إلهي كما ذكرت لي من قبل .
نأتي للنقطة الأخيرة في الأسئلة التي طلبت توضيحها والتي تقول فيها :
ومما يؤكد صحة هذا الاستدلال - البين بنفسه أصلاً - قوله تعالى (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة)
فتأمل معي وجه الاستدلال بهذا الدليل والذي لا أظن أحداً من المتقدمين أو المتأخرين قد أشار إليه أو وقف عليه:
لقد فصل بين آياته والحكمة، ولا بد للفصل من معنى والمعنى هنا المغايرة ،
وأنا أقول للأسف يا أخي الكريم فأنت الذي لم تقف عليه، و الإستدلال فاسد ، فمن الذي قال إن "الواو" هنا هي [واو المغايرة] ما هو دليلك على هذا .
إن" الواو" هنا هي "عطف صفة" وليست "واو" المغايرة كما تقول فتدبر معي :
يقول الله تعالى في سورة الأحزاب :
وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)
لاحظ كلمة " يُتْلَى" والتلاوة تخص آيات القرآن الكريم فقط ، وسبحان الله ، فإن الشيء الوحيد الذي اتفق عليه كل الفرق والمذاهب، إن الأحاديث لا تتلى، فلا تجد أحد يقول اتل حديث كذا أو حديث كذا ، ولكن التلاوة تخص القرآن الكريم فقط .
ولذلك عندما يقول الله تعالى " وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى " فلابد أن يكون المتلوا هنا هو قرآن ولذلك قال الله تعالى " مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ " وجاءت الحكمة كصفة ما تؤول إليه الآيات المتلوة ،، فتدبر معي قول الله تعالى في سورة البقرة :
وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)
فهل أتي الله موسى كتابين هم الكتاب والفرقان ، أم إن الفرقان صفة للكتاب ، فتصبح الواو هنا واو عطف صفة .
هذا هو إثباتي حول "الواو" بأنها "عطف صفة"بدلالة السياق، فأين دليلك أنت إنها "واو" مغايرة
أم أنت تريد أن تقول إن الحكمة التي كانت نساء الرسول تذكرها في بيوتهن ، هي أحاديث أهل الشيعة ، و أحاديث أهل السنة،، أم هي أحاديث الخوارج و المعتزلة،، والتي جميعها دونت بعد وفاة نساء الرسول بأكثر من 150 سنه، ، و صححها وضعفها علماء الجرح والتعديل ؟!!!!!!!!
أرجوك أن تقول لي من آي مصدر عرفت أن الواو هنا هي واو المغايرة .
كما أرجوا ايضا أن تجبنى عن الآيات التى تدل على إن الحكمة هي الأحاديث التى بين أيدينا الآن،، ولماذا سميت كتب الأحاديث بأسماء أصحابها مثل (البخاري،، ومسلم،،، الخ) ولم تسمي بإسم رسول الله مباشرة .
وعندي سؤالين آخرين من فضلك ياليتك تجيبنى عليهم
إن الأئمة الستة الذين أخرجوا لنا الصحاح كانوا يعيشون في وقت واحد تقريبا وأعمارهم متقاربة جدا وكتبوا كتبهم الستة في وقت واحد،،
السؤال الأول : لماذا لم يتفقوا على كتاب واحد تجتمع عليه الأمة الإسلامية، كما إجتمعت حول القرآن الكريم ؟!!!
السؤال الثاني : إذا كانت الأحاديث هي المفسرة والمتممة والمبينة لكتاب الله ، لماذا لم يأمر الرسول بتدونها، وكذلك لم يفعل الصحابة وقد كانوا جميعا في موقع المسئولية ؟!!
لقد سألت هذا السؤال من قبل ولم أجد عليه إجابة فهل أجد هذه المرة
تحياتي،،،،،،،،،
هداك وهداني الله تعالي لصراطه المستقيم

عبدالله الشهري
02-22-2011, 11:17 AM
الحمد لله وبعد


آن الأوان أن نحدد الأسماء بمسميتها، فالسيد عبد الله مصمم أن يصنفني بما يحلو له ومعجب به وهو (منكر السنة) معتمدا بأن هذا اللفظ يأخذ بألباب متابع الحوار ،،، كما إنه مصمم على أن يُحلني إلي فئة هو يعرفهم وقد يكون تحاور معهم من قبل مثل القرآنيين مثلا ،، ولأنني لست منكرا للسنة ، كما قلت من قبل مرارا وتكرارا في أكثر من رد من ردودي السابقة ولكنني منكرا للأحاديث على اختلاف فرقها ومذاهبها سواء كانت شيعة أو سنة ،، ومنكرا لفكر القرآنيين في طريقة تعاملهم مع القرآن الكريم.وعلى هذا فأنا لا أتبع مذهب معين .

أقدّر لك حرصك على حفظ جنابك الشخصي مما تظن أنه قد يقدح فيه، فهذا مطلب شخصي لا نملك الاعتراض عليه.


من قال نني قلت إن هذا علم بشري ،، من آي رد أنا كتبته استقت هذه المعلومة ،، لقد أجبت على هذا السؤال بوضع مقالة كاملة في علم القراءات، وكيف نشأ ، وهو علم اخترعه أهل الحديث، وليس أنا ،، ومع ذلك فأنا سأجاوب إجابة واضحة جدا وأرجوا أن تعيدوا قراءة الرد رقم (38/ ص3) لتفهموا كل شيء عن هذا الموضوع أما إجابتي على السؤال فأقول إن اختلاف القراءة التي تتكلم عنها ليس بسبب علم بشري ، ولكنه علم إلهي حفظ الله فيه القرآن الكريم رغم إختلاف لهجات القراءة عند الشعوب.

في رد رقم (40) وليس (38) قلت أخي يوسف بالنص:

إن هذا العلم نظرا لإنه علم بشرى فهو مختلف فيه شأنه شأن آي علم أو روايات بشريه


ولكن أهل الفرق والمذاهب حولوا لهجات الشعوب إلي علم قراءات بدء تدوينه بعد عدة قرون، من وفاة الرسول ، وقد سيطر الله تعالى، على هذا العلم وبدأ الآن في الانقراض لأن المسألة تمس القرآن الكريم الذي حفظه الله تعالى .
اعتمدت أخي في هذا على النقول التاريخية وأقوال الماضين ، وقد احترت في تناقضك السافر عندما تتحاور معي، وهذا من أكبر أسباب تشتت الحوار. قد قلت لك من قبل:



لقد وفرت على نفسي عناء الرد عليك منذ وقت مبكر لأنك قد كفيتنا مؤنة ردود طويلة بشروط اقترحتها أنت وطالبت بها ، وهاهي بضاعتكم ردت إليكم، وسوف أردها إليك في كل مرة:



فقط للتذكير قبل المواصلة: ما دمت تريد أن تلزمني بمنهجية معينة في الاستدلال والاحتجاج فإني أعلن التالي أمامك وأمام كل المتابعين للحوار:
من الآن فصاعداً لن أقبل منك أية نقولاً تاريخية إلا إذا أثبت لي أنها بخط أصحابها ولا أقبل منك أن تحتج علي يقول أحد من العلماء الماضين والكتب المتقدمة لأنك لا تصدقها إلا إذا دل عليها دليل واضح من القرآن. .

ختاماً: تذكر جيداً أن هذه المنهجية لا تلزمني.

بل قبل هذا بكثير كنت قد نبهتك بكل وضوح:



ولكن بشرط وهو ألا تستدل علينا بمنهجية ترى أنت أساساً أنها مرفوضة في الاعتراف بالسنة أو إثباتها.

وكذلك الأمر بالنسبة لما يلي:


إذن فعلم طريقة القراءات البشري الذي دون بعد أكثر من ثلاثة قرون على وفاة الرسول ، والذي يتمسك به أهل الأحاديث، يحرف القرآن ، بينما العلم الإلهي لطرق القراءة الموجودة في الأربع مصاحف جاء بسبب اختلاف لهجات الشعوب ، وحفظه الله تعالى لهم وهو علم إلهي محفوظ بحفظ الله له، ولا دخل للإنسان فيه .

خلاصة ما أرمي إليه هو أن تستقيم يا أخ يوسف في منهجيتك على وتيرة واحدة، وألا تقول شيئاً وتفعل شيئاً آخر، فهذا حق لي وحق لكل متابع لديه وقت ثمين يريد استغلاله فيما هو أنفع. ولا زلت دائماً أؤكد على تأسيس منهجية التفكير وإحكام برمجتها من خلال كليات القرآن ودروسه. ثم لا يضرني ولا يضر أحد أية نتيجة أدّى إليها هذا النوع من التفكير، فإن من حرص أولاً وقبل كل شيء على ترتيب تفكيره وتحليله وفق المنطق القرآني لن يصل بإذن الله إلا إلى نتائج صحيحة في أغلب ما يقول وينسجم فعله مع كلام، ولا يقلق بعد ذلك من أي شبهة تلوح ولا من أصحابها، فإنه مجرد غبار.



والإجابة سهلة جدا ، لأنه لا يوجد مصطلح في القرآن الكريم أو خارج القرآن الكريم من الأساس اسمه ( منظومة التواصل المعرفي)
إذاً أرجو أن تكون قد فهمت مشروعية استخدام ألفاظ أو اصطلاحات أدت إلى معان صحيحة وإن لم يكن لها بالضرورة أصل يشهد لها من القرآن أو غيره.


في فترة أبحاثي ودراساتي تحاورت مع القرآنيين ، وأنتم تعلمون أنهم يفسرون القرآن بالقرآن ، وكنت أعتقد في فترة من الفترات أن هذا الأمر صحيح ، ولكنني وقفت عاجزا أمام بعض الآيات التي استخدم الله تعالى فيها الرؤيا مثلا ، أو تشريعات ، أو أسماء ، ولا يوجد لها آيات تفسرها داخل القرآن الكريم
مثلا
تعلم نوح، عليه السلام، صناعة الفلك ----- من آي مصدر معرفي عرفنا صناهة الفلك ؟!!
تعلم الإنسان كيف يصنع دروع القتال ----- من آي مصدر معرفي عرفنا صناعة الدروع ؟!!
أن التوراة هي كتاب موسى، عليه السلام ____ من آي مصدر معرفي عرفنا أن التوراة كتاب موسى ؟!!
(حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِي)ُّ من آي مصدر معرفي عرفنا هذه الأوزار ومن هو السامري أصلا
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا ------ من آي مصدر معرفي عرفنا أسماء هذه الشهور،، وهل هي الشهور العربية أم الميلادية ؟!!
لقد عرف العرب معنى الركوع و السجود، وكيفيته ----- فمن آي مصدر معرفي عرف العرب الركوع والسجود ؟!!إن ما عرضته الآن شيء زهيد جدا بجانب ما ذكرته في المنظومة، التي أجابت على هذه الأسئلة وهكذا يا صديقي إذا راجعت المنظومة ستجد إن كل ما فعلته حددت كيف حفظ الله تعالى كثيرا من المعارف خارج القرآن وأوصل هذا الحفظ لنا بدون آي مجهود مننا وأصبح ملازم للقرآن وبدونه لا يمكن فهم القرآن ،، وليس من الضرورة أن نسميها "منظومة التواصل المعرفي" ، فهو اسم اخترته أنا لمقالتي ولا ألزم به أحد منكم،، ويمكن تغيير الإسم،

أتفهم انجذابك لهذا الموضوع الشيق، ولا اختلف معك أن فيه مباحث لطيفة وفوائد، خاصة جزئية التوازي بين حفظ الله للقرآن وحفظ الله لما يلزم لفهم القرآن. ولكني اصحح لك زعماً جريئاً ربما أوهمك وأغراك في قولك:


ولكن كل ما جاء في المقالة هو ملزم لأنه ببساطة هو كلام الله تعالى وليس كلامي أنا ، ولا يمكن تفسير القرآن إلا بمعرفة ما بداخلها،، والذي بداخلها
هو ما ذكره الله وليس كلامي أنا.
كلام الله في مقالتك هو الآيات فقط وما سوى ذلك فهو فهمك واجتهادك مهما بلغ.


وحتى يكون هناك مساواة في الحوار فالسيد عبد الله قد وضع من قبل مقالته الشهيرة، "الإشكالات الهادمة لمذهب منكري السنة"، ويأخذها كمرجع يحيل المحاور معه إليها، فأرجوا أيضا أن تكون عندى نفس الفرصة في نشر هذه المنظومة في آي مكان داخل المنتدى تحت آي مسمي، وليكن مثلا الإشكالات الهادمة لمذهب القرآنيين، أو ما شابه، إذا كان عنوان منظومة التواصل المعرفي لم تلاقي استحسانكم ، حتى أستطيع الإستشهاد بها .

أخي يوسف، أنا من أول المؤيدين لهذه الفكرة حتى نقرأها ويستفيد منها الجميع، وهذا حق لك إن شاء المراقبون.



* فهل عندك شك في القرآن بسبب اختلاف منكري السنة فيه ؟
* هل عندك شك في القرآن أنه وحي بسبب أنك لا تستطيع أن تثبت على وجه اليقين أن قراءتك للقرآن التي ألفتها ونشأت عليها إلا من خلال أقوال علماء القراءات؟ [/color]
بالنسبة للنقطة الأولي فقد أجبت وقلت، أنا لست منكرا للسنة،، ولا يوجد عندي آي شك في القرآن الكريم،، وليس لي آية علاقة بمن تسميهم منكري السنة ، فهذا شأنك وشأنهم ،، وعندما تتحاور معي فأرجوك تحاور مع ما أطرحه من أفكار والتي هي أساس الحوار بيني وبينك . فأرجوك لا تُحلنى مرة أخري لفكر من تسميهم منكري السنة،،
هذا ظنك. وما أكثر منكري السنة غيرك الذين يدعون أنهم لا ينكرون السنة لأنها متضمنة في القرآن، ثم بعد ذلك لكلٍ وجهة هو موليها.
وإصرارك على أنه ليس لك أي مذهب - وإن وافقتهم في أصل دعواهم من خلال خبرتي - يعني أنك أمة لوحدك، وأن سائر الأمة طرف آخر يقابلك ! لقد كان حديثي عن السنة التي بين أيدينا اليوم في كتب علماء الحديث، واختلاف منكري هذه السنة - لا السنة القرآنية بتأويلهم - هو الذي أقصده وتعلم أنت أني أقصده. وبالتالي فإن اختلاف منكري السنة في القرآن - وأنت لست إلا شخص يريد أن يفهم القرآن بدون السنة التي أعنيها، كغيرك وهم كثير فلا مزية لك على غيرك بهذا الاعتبار - مع يقينهم أنه وحي مقطوع به، لا يبرر الشك فيه، وهكذا السنة التي بين أيدينا اليوم كما نقلها علماء الحديث، الاختلاف فيها لا يعني بالضرورة إنكارها جملة وتفصيلا، وإنما إنكار بعضها بالدليل وقد قلت أن الأدلة لاتنحصر في ذلك وطرحت سؤالاً لم تجب عنه مرة أخرى:


ومن هذه المطالبات التي لن تسطيع أن تدحضها إلا بمعجزة من السماء ما يلي:
القرآن لا يحصر طرق العلم ولا ينص على أنواع القرائن والأدلة فإذا كان القرآن يحصر ذلك ويعيّنه ويحدده فهات الدليل على ذلك من القرآن


أما النقطة الثانية : أعتقد إن إجابتي على السؤال الأول حول القراءات كان واضح تماما ولسنا في حاجة لإعادة الإجابة عليه . فالقرآن بالطبع وحي إلهي،، المهم أن تثبت أنت أن الأحاديث وحي إلهي كما ذكرت لي من قبل .
إذاً الجواب المختصر المحدد أن أنك لا تستطيع أن تثبت صحة قراءتك إلا من خلال أقوال علماء الإقراء وموروث علم القراءات، هذا شرط ضروري وليس عندك أي خيار، وهنا حجتي لو أنك تفهم وهو أن كون هذا العلم - "الإلهي" لاحظ ! - موروثاً ويدخل فيه الاجتهاد البشري (فيما يظهر لنا) لا يمنع كونه محفوظاً، وكذلك السنة، اختلاف العلماء في بعضها - وليس كلها بل ولا فيما لا غنى لها عنه - لا يبرر لك ولا لي ولا أي مسلم إنكار الأحاديث جملة وتفصيلاً.




وأنا أقول للأسف يا أخي الكريم فأنت الذي لم تقف عليه، و الإستدلال فاسد ، فمن الذي قال إن "الواو" هنا هي [واو المغايرة] ما هو دليلك على هذا .
لا تعجل.
دليلي أنه استعمال مشهور للواو، فانظر "مغني اللبيب" لابن هشام أو "رصف المباني" للمالقي أوغيرهما. وأما مطالبتك للدليل أنها هنا للمغايرة فراجعة إلى جهلك - فيما يبدو - بأنواع المغايرة، ومقصودي المغايرة في الصفة ، لا المغايرة في الذات. لأن المغايرة نوعان: مغايرة في الذات ومغايرة في الصفات. ولذلك قلت قبل ذلك أكثر من مرة أن وصف الحكمة يشمل السنة من باب أولى وهذا بالطبع لا ينفي أن القرآن فيه الحكمة، بل هو رأس الحكمة، واثبت لك كيف أن حكمة الرسول المبثوثة في السنة من أولى ما يدخل في معنى الحكمة القرآنية، لأن كلاهما: حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم وحكمة القرآن وحي، فاتفقوا في الذات من هذه الجهة، فلا مغايرة، واختلفوا في الصفات، فالمغايرة موجودة ولكن في الصفات والمآلات فقط، وهنا لا يوجد كبيراختلاف بيني وبينك، كما دللت أنت من القرآن، ففي قوله تعالى (آيات الكتاب وقرآن مبين) الواو للمغايرة في الصفة لا المغايرة في الذات.


إن" الواو" هنا هي "عطف صفة" وليست "واو" المغايرة كما تقول فتدبر معي :
صححت هذا آنفاً. ولا يمنع أن تكون من باب عطف الخاص على العام، فإن الحكمة أخص من القرآن، لأنه يشتمل على الحكمة أو الدلالة عليها والإحالة إليها، ويشتمل على أكثر من ذلك.



أم أنت تريد أن تقول إن الحكمة التي كانت نساء الرسول تذكرها في بيوتهن ، هي أحاديث أهل الشيعة ، و أحاديث أهل السنة،، أم هي أحاديث الخوارج و المعتزلة،، والتي جميعها دونت بعد وفاة نساء الرسول بأكثر من 150 سنه، ، و صححها وضعفها علماء الجرح والتعديل ؟!!!!!!!!

أحاديث السنة بالطبع. وهنا سؤال أريدك أن تجيب عنه:
قد كتبت كثيراً حول "أحاديث السنة" وكيف نشأت ومتى بدأت ودونت (بحسب علمك) ولكنك لم تخبرنا عن "أحاديث الخوارج" بنفس الطريقة ولا "أحاديث المعتزلة" فأخبرنا أين هي؟ وماهي أمهات كتبهم في ذلك؟ ومتى بدأ التدوين فيها واكتمل الخ كل هذا لتعرف أن الفرق كلها عالة على كتب أهل السنة فقط عندما يتعلق الأمر بمصادر معروفة وموثوقة يمكن التعامل معها وتحديد موقفك منها، ولتعلم - من باب الفائدة والاستطراد المتعلق بموضوعنا - أن كتب السنة نفسها زاخرة برواة شيعة وخوارج ومعتزلة ، ولكن تعامل معهم علماء السنة - بالذات دون غيرهم إن وجد لهم شيء أصيل في هذا -وفق المنهج الذي عبر عنه الإمام الذهبي بقوله :( إنّه شيعيٌ محترق ، و هو صدوق اللسان ، فلنا صدقه و عليه بدعته)[1]. وهذا موضوع طويل لا يعرفه إلا من ولجه بتجرد وإنصاف فليتك جعلت من دراساتك الطويلة وبحوثك شيئاً من التركيز والتعمق لتتأكد بنفسك، بدلاً من إنكار كل شيء في عبارات عمومية ومبررات فضفاضة. إذا فعلت هذا فعلاً كما ينبغي فإنك ستدرك ما السنة التي لا يسعك جهلها والتغافل عنها. وليس ذنب غيرك أن قصّرت أنت.


كما أرجوا ايضا أن تجبنى عن الآيات التى تدل على إن الحكمة هي الأحاديث التى بين أيدينا الآن،،
فيما سبق غنية، لا سيما بعد تصحيح غلطك، وعدم اقتناعك ليس بالضرورة دليلاً على ضعف الاستدلال من طرفي، فهذا يحتاج إلى أكثر من طرف للحكم على ذلك.


ولماذا سميت كتب الأحاديث بأسماء أصحابها مثل (البخاري،، ومسلم،،، الخ) ولم تسمي بإسم رسول الله مباشرة .

ولم سمي كتاب الله بأسماء أربعة من البشر وذلك بإقرارك أنت:

/ 1مصحف حفص
2/ مصحف ورش
3/ مصحف قولون
4/ مصحف الدوري

وقد قلت قبل ذلك تأكيداً لربط العلم الإلهي الذي معنا اليوم بأسماء أشخاص:


أما طريقة قراءة القرآن الحالية فهي علم إلهي، والمصاحف في العالم الإسلامي الآن 4 مصاحف فقط وهم


إن الأئمة الستة الذين أخرجوا لنا الصحاح كانوا يعيشون في وقت واحد تقريبا وأعمارهم متقاربة جدا وكتبوا كتبهم الستة في وقت واحد،،
إشارتك الواضحة إلى أن العلم الإلهي لا يخرج عن أربعة مصاحف مسماة بأسماء بشرية يغني عن الجواب عن هذا السؤال. سيصبح الأمر مجرد إطناب.


السؤال الأول : لماذا لم يتفقوا على كتاب واحد تجتمع عليه الأمة الإسلامية، كما إجتمعت حول القرآن الكريم ؟!!!
أصلاً الأمة عبر تاريخها لم تجتمع اجتماعاً كلياً على القرآن، للأسف، وهذا أمر مخيف نسأل الله النجاة، فغلاة الشيعة مثلاً يقولون القرآن ناقص، وهم يبحثون عن الكامل أو يوجد لديهم بزعمهم، والباطنية يقولون القرآن الحق هو ماله ظاهر وباطن. وأيضاً الأمة لم تجتمع على قراءة واحدة، أو مصحف واحد من المصاحف الأربعة التي ذكرت، ليس طعناً مني في القرآن، والعياذ بالله، وإنما ليتبين لك أمر كلي هام ألا وهو أن الأمة الإسلامية بأسرها - بخلاف دعواك - متفقة على وجوب اتباع ما صح عن رسول الله، والسنة امتازوا بتحرير منهجية - تستمد أساسها من منهجية قرآنية - متينة في نقل هذه السنة حتى استقرت وتواترت وانتشرت بين الأمة جمعاء.


السؤال الثاني : إذا كانت الأحاديث هي المفسرة والمتممة والمبينة لكتاب الله ، لماذا لم يأمر الرسول بتدونها، وكذلك لم يفعل الصحابة وقد كانوا جميعا في موقع المسئولية ؟!! لقد سألت هذا السؤال من قبل ولم أجد عليه إجابة فهل أجد هذه المرة
أبشر بالجواب إذا حددت موقفك بشكل واضح من النقولات التاريخية والنقل عن الماضين من العلماء، وخرجت من معمعة التناقض في ذلك، وإلا سوف يكون جوابي عبثاً.


هداك وهداني الله تعالي لصراطه المستقيم
آمين أخي الفاضل يوسف، والذي - إن شاء الله - يجهد وسيجهد لإحقاق الحق، وخفض الجناح له متى تبين له.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
[1] في ترجمة أبان بن تغلب الشيعي وقد تكرر معنى عبارة الذهبي على ألسنة كثير من المحدثين السنة قبله كقول ابن خزيمة في عباد بن يعقوب الرواجني، الذي كان شيعي جلد. ومن المهم أن تعلم أن البخاري لم يقصيه بناء على أساس طائفي !! وإنما أخرج له في صحيحه بناء على أساس منهجي وكذا فعل مسلم وفي صحيحيهما رجال لا حصر لهم ممن عرفوا بالبدعة: أي لا يوافقون أهل السنة في اتباع السنة ! والكلام يطول وقد وقفت على أبحاث في جامعة نوتنغهام وليستر البريطانيتين تكن الإعجاب لجهود علماء الحديث في تعاملهم مع السنة، ولا أبالغ إذا طلبت من شخص لبيب وفطن مثلك أن يفتح كتاب "الكافي" - من أمهات المراجع الحديثية عند الشيعة - لتكتشتف (أصلاً الأمر ليس صعباً حتى نسميه اكتشافاً ! ) - أن ما فيها من روايات جهالات في جهالات، وافتراءات ، وروايات بلا خطام ولا زمام، والقضية الفارقة هنا بين السنة وبينهم أن السنة يمكن التعامل مع أحاديثهم ومعالجتها وفق منهجية قابلة للفهم وقابلة لأن توصلك إلى نتائج، أما أحاديث أولئك، فأنت - أخي يوسف- والله عندي أذكى وأكرم من أن تعتبرها صناعة تستحق النظر والاعتبار. وهذا أمر راجع لك.

عبدالله الشهري
02-22-2011, 11:42 AM
تصحيح:

3/ مصحف قولون
قالون.

عبدالله الشهري
02-22-2011, 01:32 PM
كدت أنسى:

لاحظ كلمة " يُتْلَى" والتلاوة تخص آيات القرآن الكريم فقط ، وسبحان الله ، فإن الشيء الوحيد الذي اتفق عليه كل الفرق والمذاهب، إن الأحاديث لا تتلى، فلا تجد أحد يقول اتل حديث كذا أو حديث كذا ، ولكن التلاوة تخص القرآن الكريم فقط
في لسان العرب معنى "تلا" ليس مقصوراً على القرآن فقط. وأنا أعرف ما أقول قبل استعماله. قال ابن منظور:
"واتَّبَعوا ما تَتْلو الشياطينُ على مُلْك سُلَيمان؛ قال عطاء: على ما تُحَدِّثُ وتَقُصُّ ، وقيل: ما تتكلم به كقولك فلان يتلو كتاب الله أَي يقرؤه ويتكلم به". ولم ينكر هذا التفسير أحد من علماء اللغة قاطبة، خاصة وقد شهد له استعمال القرآن.
يؤكده استعمال علماء التفسير له. قال الطبري - رحمه الله - في تفسير (واتبعوا ما تتلوا) :"...فقال بعضهم : يعني بقوله : { تتلوا } تحدث وتروي وتتكلم به وتخبر " وما تحته خط هو موضع الشاهد ولاحظ أيضاً أن اللفظ يحمل دلالة "الرواية" و "التحديث" و "الإخبار" وهذه معان تناسب نقل الحديث.

عبدالله الشهري
02-22-2011, 02:16 PM
سؤال يطرح نفسه - أعظم وأخطر من أسئلتك التي طرحتها - وهو:
لم لا يوجد شخصية واحدة - لاأقول شخصين أو ثلاثة ولا مجموعة وإنما شخصية واحدة فقط - انبَرَت لصنيع المحدثين (لا سيما وأن حدث تدوين الحديث وروايته شاع واستفاض عند الأمم كلها) وأنكرت عليهم التجني على القرآن برواية وتدوين الحديث، وحذرت الأمة من مغبة فعل هؤلاء، وذكرتها بما كان عليه الصحابة ومن تلقى عنهم من التابعين من الاحتكام إلى كتاب الله وحده، فإن دعواك أخي يوسف - وهي دعوى جليلة الخطب - لا بد قطعاً إن كانت حقاً أن يكون لك فيها سلف في أول هذه الأمة، ولكان لها أتباع معروفون، ولكان لها وهج لا يخبو على مدار التاريخ ، وعبر الأجيال، خلفاً عن سلف. فإنه يستحيل في حكم العادة لزخم تاريخي مصيري كهذا - لا سيما وأنت تزعم أن هذا ما كان عليه الصحابة في عصر النبوة وماكان عليه النبي مع أصحابه - أن ينطفيء بالكامل وعلى الفور مع موت آخر صحابي من الصحابة !!
الخلاصة: شيء كهذا لا بد أن يتواتر أمره، ويظهر شأنه (أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال)

كيف وقد قال الله عن الكفار [التوبة: 30]: (ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل)، أفتكون المقالات الكفرية أولى وأحرى بالتناقل من جيل إلى جيل من مقالة عظمية الشأن وجليلة القدر كمقالتك. إن هذا لشيء عجاب !

عبدالله الشهري
02-22-2011, 02:53 PM
تنويه: اعتذر لأخي يوسف وسائر المتابعين عن مواصلة الحوار مؤقتاً لكثرة الأعمال وتراكمها.
وفق الله الجميع للحق وأصلح أحوال المسلمين أجمعين وكفاهم شر كل طاغوت ومفسد في الأرض.

youssefnour
02-22-2011, 10:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
انت تقتبس من أقوالي هذا القول :
إن هذا العلم نظرا لإنه علم بشرى فهو مختلف فيه شأنه شأن آي علم أو روايات بشريه
يا أخي الكريم أرجوك لا تقتبس ما يؤيد كلامك بدون وضع حقائق ما تقتبسه حتى لا نضلل المتابعين
فأنا قلت في الرد 40 بالحرف الواحد
فعلى سبيل المثال أنت استشهدت بموضوع القراءات ، وأنا بينت لك متى بدأت القراءات لأثبت
أولا : إن هذا العلم بدء بعد 4قرون من وفاة الرسول
ثانيا : إن هذا العلم نظرا لأنه علم بشرى فهو مختلف فيه شأنه شأن آي علم أو روايات بشريه
ثالثا : إن كل من كتب فيه لم يعاصر من اخترعوه ولم يسمعوهم وهم يقرؤونه
رابعا : إن هذا العلم سبب وجوده كان مجرد اختلاف في لهجات أهل القري
هل لاحظت نحن نتكلم هنا عن العلم البشري الذي حدد طرق قراءات متعددة وصلت إلي 7 طرق في كتاب ابن مجاهد،، و10 طرق في كتاب ابن الجزري، وهذا العلم قام على أساس استغلال اختلاف لهجات الشعوب ، وهذه علوم بشرية وقد كتبت رد كامل في هذا الموضوع وهو الرد رقم 38 كما قلت من قبل .
أما العلم الإلهي، وهو غير علم القراءات البشري، فقد طوع طرق قراءة آيات القرآن الكريم لتتناسب مع اختلاف اللهجات دون إخلال بالمعني، والذي تم حصره في الأربع مصاحف التي تم ذكرها ، وحافظ على القرآن حفظ كامل .
يا صديقي من فضلك اقرأ جيدا ما أكتب أسوة بقراءتي الجيدة لكل ما تكتب أنت .
ثم أنت تقول
ومن هذه المطالبات التي لن تستطيع أن تدحضها إلا بمعجزة من السماء ما يلي:
القرآن لا يحصر طرق العلم ولا ينص على أنواع القرائن والأدلة فإذا كان القرآن يحصر ذلك ويعيّنه ويحدده فهات الدليل على ذلك من القرآن
أولا أنا لم أري هذا الرد إلا بعد أن قرأته الآن. لأنك كتبته بعد رد مراقب4، وأعتزر لعدم ملاحظتى للرد .
ثانيا : أنا لم أفهم ما تعنيه من حصر طرق العلم فهل يمكنك توضيح ما تقصد؟!
أنا لم أقل إن القرآن يحصر طرق العلم قبل ذلك ، فالعلم مفتوح لكل عصر،، من فضلك وضح المقصود من كلامك لأني لم أستطع فهمه . وقل لي رقم الإجابة التي قلت فيها إن القرآن يحصر طرق العلم ولا ينص على أنواع القرائن .
ثم تعود مرة أخري لتقول
إذاً الجواب المختصر المحدد أن أنك لا تستطيع أن تثبت صحة قراءتك إلا من خلال أقوال علماء الإقراء وموروث علم القراءات، هذا شرط ضروري وليس عندك أي خيار، وهنا حجتي لو أنك تفهم وهو أن كون هذا العلم - "الإلهي" لاحظ ! - موروثاً ويدخل فيه الاجتهاد البشري (فيما يظهر لنا) لا يمنع كونه محفوظاً، وكذلك السنة، اختلاف العلماء في بعضها - وليس كلها بل ولا فيما لا غنى لها عنه - لا يبرر لك ولا لي ولا أي مسلم إنكار الأحاديث جملة وتفصيلاً.
كل ما تقوله أنت فقط الذي تصورته،، ولو كنت قرأت ردى رقم 38 بتركيز وتفهم كنت كفتنا الجدال في هذا الموضوع
عموما هذا هو جوابِ البسيط جدا وبدون آي رتوش
إن العلم البشري للقراءات لا يستخدمه المسلمون الآن،، وهو علم تم بناءه بسبب اختلاف لهجات الشعوب،فقام العلماء مستغلين اختلاف اللهجات، وحولوا هذه اللهجات، إلى طرق قراءات، وتعددت القراءات فيه بسبب هذه الاختلافات، وكلها قراءات إذا استخدمت لدمرت القرآن تدميرا.
أما العلم الإلهي لطريقة قراءة القرآن الذي حفظه الله تعالى لنا ووصلنا عن طريق ما أسميته أنا (منظومة التواصل المعرفي) ووصل لنا بدون تدخل البشر بتدوين علوم أو أبحاث فيها واجتهادات حولها أو جرح وتعديل أو تصحيح وتضعيف ، ومن الإعجاز الإلهي لهذا العلم أن جعل قراءة القرآن عند كل شعب تتم طبقا للهجة هذا الشعب،، فوحد قراءات الشعوب في أربع طرق للقراءة،، واشتهرت هذه القراءات بأسماء من قرؤوها فقط وهذه التسمية تسمية بشرية ، أما العلم نفسه فهو علم إلهي،، وطبعا القرآن نفسه كلام إلهي .
فمثلا نحن في مصر نقرأ القرآن بطريقة حفص،، فهل هناك آي علوم حددت لحفص هذه القراءة ، هل نزل على حفص وحي إلهي ليجعل حفص يقرأ القرآن بهذا الأسلوب الذي يتناسب مع لهجتنا المصرية،، أم إن هذا علم إلهي وصل له بطريقة غير معروفه لنا كبشر .وهو ما ذكرته ووضحته في منظومة التواصل المعرفي .
تماما مثل الركوع والسجود ،، هل هناك آي علم في آي مصدر معرفي جعلنا نفهم كيف يتم الركوع آو السجود،، منذ أن سجدت الملائكة لآدم وحتى الآن ، ومع ذلك البشرية كلها تركع وتسجد بطريقة صحيحة . فكيف عرفنا الركوع والسجود بدون آي تحريف لهذه الحركات التي هي أصل عبادة الصلاة .
وهكذا أيضا وصلت لنا طرق قراءة القرآن طبقا للعلم الإلهي،،، أما العلم البشري الذي كتبت عنه في الرد (38) كان إذا استمر ،، لكان حرف القرآن الكريم، وقد وضعت لك مثال بحديث من أحاديث البخاري الذي هو أصح كتاب من كتب أهل السنة، وهو حديث (الصحابة العدول) .
ثم أنت تقول
دليلي أنه استعمال مشهور للواو، فانظر "مغني اللبيب" لابن هشام أو "رصف المباني" للمالقي أوغيرهما. وأما مطالبتك للدليل أنها هنا للمغايرة فراجعة إلى جهلك - فيما يبدو - بأنواع المغايرة، ومقصودي المغايرة في الصفة ، لا المغايرة في الذات. لأن المغايرة نوعان: مغايرة في الذات ومغايرة في الصفات.
إذن لن نختلف، بل اتفقنا ولكن حتى يفهم المتابعين الحوار معنا، فأرجوك قل لنا ما هي الصفة الموجودة في الآية الكريمة ، وجاءت الحكمة لتغايرها
الآية القرآنية في سورة الأحزاب تقول :
وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)
اتفقنا أن " مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ" هي الآيات القرآنية بدلالة السياق " مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ" والواو هنا لمغايرة الصفة كما تقول أنت، وبالتالي فإن كلمة "َالْحِكْمَةِ" هنا هي الصفة الجديدة التي جاءت بها الواو فأين الصفة القديمة في الآية الكريمة التي جاءت "الواو" بالحكمة لتغايرها .
ننتظر الإجابة إن شاء الله تعالى
وردا على سؤالي لك حول الحكمة آي نوع من أنواع الأحاديث هي فكان جوابك :
أحاديث السنة بالطبع
وأنا منتظر إثبات هذا القطع بالأدلة والبراهين القرآنية إن شاء الله تعالى.
وحول سؤالي
لماذا سميت كتب الأحاديث بأسماء أصحابها مثل (البخاري،، ومسلم،،، الخ) ولم تسمي باسم رسول الله مباشرة .
كان جوابك
ولم سمي كتاب الله بأسماء أربعة من البشر وذلك بإقرارك أنت .
أولا هذا سؤال رد على سؤال ، وهذا لا يصح في حوارنا.ومع ذلك لو كان هذا رد فمعنى ذلك لو كنت أنا مخطأ فسيصبح ردك حول صحة الحديث خطأ أيضا؟!!!
ثانيا : يا صديقي العزيز أنا أحاور رجل عِلم أختاره المنتدى ليكون محاورا وأٌطلقت عليه هذه الصفة لكونه رجل علم ، فكيف تقول أن هناك مصاحف كتبت بأسماء أصحابها ،، هل قرأت على مصحف (قرآن حفص) مثلا ، أنت تعلم قبل مني إن معني مصحف حفص الذي ذكرته وكل المتابعين يعلمون هذا هو إن مصحف حفص المقصود به قراءة القرآن الكريم بطريقة حفص،، أو قراءة القرآن الكريم بطريقة قالون . وليس مصحف حفص، أو مصحف قالون .
وكان من الواجب عليك أن تصحح ما كتبته أنا لك عندما كتبت مصحف حفص لتقول مثلا ( أنت يا يوسف، تقصد قراءة القرآن بطريقة حفص) .
لأن حوارنا في الواقع هو جهاد في الله لبيان الحق ليس فيه منتصر أو مهزوم فمن يثبت الحق فهو منتصر ومن عرف الحق فهو أكثر انتصارا، وأنت نفسك فعلتها في ردك السابق عندما صححت لي مصحف قالون وكنت كتبته مصحف قولون ، ولم تعلق على خطأي الكتابي لعلمك أنه مجرد خطأ كتابي ، ولكن كان من الواجب عليك تصحيح الخطأ، ففعلت وهذا فعل حميد يرد لصاحبه ، فمئات المسلمين سيقرءون ما نكتب وقد يأخذ واحد عننا فيقول مصحف حفص ومع الوقت يثبت أن هذا مصحف حفص، وليس مصحف بقراءة حفص .
أما كتب الأحاديث فهي مكتوبة بأسماء من قام بكتابتها ، فالبخاري مثلا هو الذي كتب ما فيها من أحاديث ، ونقل الأحاديث من الرواة الذي اخترهم هو بنفسه، فقبل منهم ما قبل ورفض منهم ما رفض ،
إذن المقارنة بين ما نقول عليه مصحف بطريقة قراءة حفص ، وبين كتاب البخاري مقارنة غير موجودة بالمرة لذلك وجب عليك أن تجيب على سؤالي الذي لم تجيب عليه وهو
لماذا سميت كتب الأحاديث بأسماء أصحابها مثل (البخاري،، ومسلم،،، الخ) ولم تسمي باسم رسول الله مباشرة .
ثم إجابتك التي تقول
إشارتك الواضحة إلى أن العلم الإلهي لا يخرج عن أربعة مصاحف مسماة بأسماء بشرية يغني عن الجواب عن هذا السؤال. سيصبح الأمر مجرد إطناب.
هذه ليست إجابة .
وردا علي سؤالي لماذا لم تجتمع الأمة الإسلامية حول كتاب سنة واحد كانت إجابتك
أصلاً الأمة عبر تاريخها لم تجتمع اجتماعاً كلياً على القرآن، للأسف
هذا كلام غير حقيقي يا صديقي فدلل عليه بالبراهين من فضلك لأنه كلام خطير .
ثم قلت
فغلاة الشيعة مثلاً يقولون القرآن ناقص
هذا محض افتراء علي الشيعة،،، وقد كانت هناك حوارات بيني وبينهم كثيرة جدا، وجميعهم أنكر هذا القول ، وقالوا إنما كان هذا إدعاء من أهل السنة ، وأرجوك يا أخي الكريم عندما تضع مقولة عن آخرين ابحث فيها أولا، فإذا أيقنت صحتها فأذكرها ، أما إذا وجدت فيها بعض أقوال متفرقة هنا أو هناك، فلا تهتم بهذه الأقوال حتى لا نقذف الشرفاء بادعاءات بعض دسوها في مذهبهم.
ثم أنت تقول
في لسان العرب معنى "تلا" ليس مقصوراً على القرآن فقط. وأنا أعرف ما أقول قبل استعماله. قال ابن منظور:
"واتَّبَعوا ما تَتْلو الشياطينُ على مُلْك سُلَيمان؛ قال عطاء: على ما تُحَدِّثُ وتَقُصُّ ، وقيل: ما تتكلم به كقولك فلان يتلو كتاب الله أَي يقرؤه ويتكلم به". ولم ينكر هذا التفسير أحد من علماء اللغة قاطبة، خاصة وقد شهد له استعمال القرآن.
يؤكده استعمال علماء التفسير له. قال الطبري - رحمه الله - في تفسير (واتبعوا ما تتلوا) :"...فقال بعضهم : يعني بقوله : { تتلوا } تحدث وتروي وتتكلم به وتخبر " وما تحته خط هو موضع الشاهد ولاحظ أيضاً أن اللفظ يحمل دلالة "الرواية" و "التحديث" و "الإخبار" وهذه معان تناسب نقل الحديث.
صديقي العزيز
عندما قلت إن التلاوة تخص القرآن الكريم فقط فهذا يعني ما جاء في القرآن الكريم من كلمة تلاوة ، بينما الأحاديث والتي هي خارج القرآن الكريم لا تأتي أبدا بمعنى التلاوة،، ولكن يقال لها القراءة، وعلى هذا الأساس فسرت معني الحكمة
أما قولك عن تلاوة الشياطين فهو أيضا لم يخرج عن ما قلت.
تعالى نفهمها واحدة واحدة
إن مفهوم التلاوة إذا جردناها وجدناها من فعل تلي، وهو ما يأتي خلف آخر ،، فإذا قلنا فلان تلي فلان ، فمعناه انه جاء فلان أولا ثم اتبعه فلان
هذه قاعدة عامة .
تعالى إلي الآية الكريمة والتى تقول :
وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)البقرة
يقول الله تعالى " وَاتَّبَعُوا" آي إن الناس ستتبع شيء ما !! ماذا ستتبع ، أريدك أن تحذف كلمة الشياطين الآن للحظة واحدة ، فتكون الآية في هذه الحالة " وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو !! عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ" والتلاوة التي ستأتي إلي سليمان هي من عند الله لأن سليمان كان نبي يستقبل الوحي من عند الله ومن الطبيعي إن الوحي سيتلوا الآيات التي تأتي من عند الله على سليمان ثم يقوم سليمان بتنفيذها،، ولذلك ناسبها كلمة تلاوة ،ثم تتابع الآية الكريمة بقول الله تعالى " وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ" إذا هناك في إتباع هذه التلاوة كفر فمن أين جاء هذا الكفر والمفروض أن التلاوة من عند الله تعالى، وهنا لابد أن يعود الشيطان لمكانه الطبيعي في الآية الكريمة " وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ " وهذا يعني إن ما اتبعوه ليس آيات تم تلاوتها من عند الله وإنما هي قراءات شيطانية، ولذلك قال الله تعالى بعدها مباشرة " وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا "، ولذلك بدأ الله تعالى الآية الكريمة "اتباع ما يتلوا" حتى يفهم منها إن الناس اعتقدت إن ما قالته الشياطين هي آيات إلهية في البداية .
ويظهر هذا جليا في توضيح الملكين ي للناس هذا الأمر " وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ"

ثم أنت تقول
سؤال يطرح نفسه - أعظم وأخطر من أسئلتك التي طرحتها - وهو:
لم لا يوجد شخصية واحدة - لاأقول شخصين أو ثلاثة ولا مجموعة وإنما شخصية واحدة فقط - انبَرَت لصنيع المحدثين (لا سيما وأن حدث تدوين الحديث وروايته شاع واستفاض عند الأمم كلها) وأنكرت عليهم التجني على القرآن برواية وتدوين الحديث، وحذرت الأمة من مغبة فعل هؤلاء، وذكرتها بما كان عليه الصحابة ومن تلقى عنهم من التابعين من الاحتكام إلى كتاب الله وحده، فإن دعواك أخي يوسف - وهي دعوى جليلة الخطب - لا بد قطعاً إن كانت حقاً أن يكون لك فيها سلف في أول هذه الأمة، ولكان لها أتباع معروفون، ولكان لها وهج لا يخبو على مدار التاريخ ، وعبر الأجيال، خلفاً عن سلف. فإنه يستحيل في حكم العادة لزخم تاريخي مصيري كهذا - لا سيما وأنت تزعم أن هذا ما كان عليه الصحابة في عصر النبوة وماكان عليه النبي مع أصحابه - أن ينطفيء بالكامل وعلى الفور مع موت آخر صحابي من الصحابة !!
الخلاصة: شيء كهذا لا بد أن يتواتر أمره، ويظهر شأنه (أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال)
يقول الله تعالى في كتابه الحكيم :
وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) المائدة
لقد اتخذت الأمة المسيحية بالكامل عن بكرة أبيها المسيح إله، فهل هو إله حقا، وهل المسيح قال لهم هذا .
مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117)المائدة
ولقد آمن بدعوة نوح فئة قليلة جدا
فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27)هود
إنهم يريدون صد الناس عن سبيل الله ، بأية صورة من الصور. إنهم لا يرون النبوة ببصيرتهم كحقيقة واجبة الإتباع، وإنما يرونها ادعاء وافتراء، لذلك قالوا :
" مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا"
إن ما دفعهم إلي هذه الحرب النفسية -التي بدأت تستخدمها الآن يا أخي الكريم- أنهم هم الأكثرية والأكثرية عندما تتفاوض، تتفاوض من مركز قوة، واثقة من استجابة الآخرين لها .
قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111) قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112) إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113)الشعراء
ولكن القلوب التي آمنت، وأخلصت عبوديتها لله تعالى، لا تتنازل عن إيمانها، ولا عن تقواها، مهما كانت قوة الأكثرية [الآبائية]
وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114) إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (115)الشعراء
انظر إلي موقف الحق في مواجهة إغراءات الباطل : " وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ" ، " إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ"...، وهكذا هي الأكثرية، مع كل الرسالات تذهب إلي اتهام الرسل والمصلحين، وتشويه صورتهم أنام الناس، بعد أن تعجز عن إقامة الحجة والبرهان علي صحة ما هم عليه من تدوين موروث
يا أخي الكريم للمرة الثانية والثالثة أدعوك لمناقشة ما أطرحه عليك من فكر، فلا داعي أن تحيلنى لآخرين يؤمنون بفكري ، أو أنا أؤمن بفكرهم، وهم كثيرون والحمد لله ، تحاور مع ما أطرحه معك من أفكار مدللة ومؤيدة بأدلة قرآنية والقرآن حاكم على ما أقوله ، ولم أفعل مثلك عندما حكمت لسان العرب أو "مغني اللبيب" لابن هشام أو "رصف المباني" للمالقي ،، علي القرآن الكريم .
وإذا كانت آي دعوة إصلاحية لابد أن يكون لها أصل، وجذور فلماذا لا تؤمن بدعوة الشيعة، أليس عندهم أصول، وجذور ممتدة لقرون مضت .
يا آخى الكريم إنني أذكرك فقط بأن جميع دعاوى الأنبياء والرسل السابقين قد كانت تقاوم بسبب فكر"الآبائية" أنظر معي
لقوم هود
قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70)الأعراف
وتدبر معي قوم صالح
قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62)هود
وقوم شعيب
قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)هود
وقوم فرعون
) فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (36)القصص
يا أخي الكريم إن موقف البشر من دعوة الرسل مواقف ثابتة لا تتغير، فبعد وفاة الرسل تتغير الموازين، ويتحول الناس عن الدين الإلهي النقي الصافي، إلي ما أحدثوه من دين جديد، اختلط فيه الحق بالباطل، والتشريعات البشرية بالشريعة الإلهية .
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)الحديد
فكلما طال الزمان انحرف الناس عن صراط ربهم المستقيم، وأدخلوا في دين الله ما ليس منه، وتحول الناس عن اتباع [الآية الإلهية] إلى إتباع غيرها [الرواية البشرية] مشفوعة باجتهادات أئمة السلف، فيبعث الله رسولا يعيدهم إلى صراطه المستقيم :
كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213)البقرة
لقد تشابهت الأمم في مواقفها من الرسل، على الرغم من تباعدهم زمانا ومكانا :
ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44)المؤمنون
إن إدارة هذه الأزمة تكتب فيها المجلدات، ولكن المحور الأساس الذي يستطيع إدارتها بحكمة وسلام ، هو الفهم الواعي لما حملته الآيات التالية من مقاصد عليا :
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)الأعراف
إن الخطاب القرآني في هذه الآيات، للناس كافة، لا فرق بين من ورث الكفر ومن ورث الإسلام، فكلهم مطالبون أن يقفوا علي حقيقة تدينهم الوراثي، وموقعه من الدين الحق الذي أمر الله باتباعه.
وعلي رغم من أن توحيد الله أمر فطري، موجود في أعماق النفس الإنسانية منذ تكوينها : " أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا" ..، فإن هذه الفطرة لا تعصم الناس من الانحراف عن الهدي ودين الحق. إنها تظل كامنة تنتظر صاحبها ليقوم بتفعيلها .
فإذا غفل الإنسان عن تفعيل هذه الفطرة، فإنه لن يعزر يوم القيامة بهذه الغفلة " أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ"..، كما أنه لن يعزر بتدينه الوراثي، الذي فرضه أبواه عليه يوم ولد : " أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ"
ولقد بين الله تعالى أن مصير تقليد الأبناء لآبائهم بغير علم هو الهلاك : " أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ " . إن الله تعالى سيهلك الأبناء والآباء جميعا، هؤلاء الذين لم يتدبروا، ولم يُفكروا، ولم ينظروا.. في تدينهم الوراثي، ليقفوا علي حقيقة الدين الإلهي واجب الإتباع ؟!
وأخيرا الأخ الكريم عبد الله قد سعدت بحوارك ،، ونستكمل إن شاء الله تعالى عندما تفرغ من أعمالك .
وفقك الله وهداك صراطه المستقيم

عبدالله الشهري
02-24-2011, 12:14 PM
أرحب بك وبالإخوة المتابعين وبالله نستعين:




هل لاحظت نحن نتكلم هنا عن العلم البشري الذي حدد طرق قراءات متعددة وصلت إلي 7 طرق في كتاب ابن مجاهد،، و10 طرق في كتاب ابن الجزري، وهذا العلم قام على أساس استغلال اختلاف لهجات الشعوب ، وهذه علوم بشرية وقد كتبت رد كامل في هذا الموضوع وهو الرد رقم 38 كما قلت من قبل .
أما العلم الإلهي، وهو غير علم القراءات البشري، فقد طوع طرق قراءة آيات القرآن الكريم لتتناسب مع اختلاف اللهجات دون إخلال بالمعني، والذي تم حصره في الأربع مصاحف التي تم ذكرها ، وحافظ على القرآن حفظ كامل .

هذا ليس قائم على استغلال ولا غير ذلك من المعاني الموهمة، هذا علم قام على الاختيار من قراءات قائمة بعضها تواتر عن قراء الأمصار وبعضها لم يتواتر، والأصل الذي اجتمعت عليه الأمة، ولم يغب حتى عن بال ابن مجاهد نفسه، هو موافقة القراءة لرسم المصحف العثماني، وألا يخرج عن الوجوه المعتبرة في لغة العرب، وأن يكون منقولاً بسند صحيح. واعلم أن القراء الكبار من الصحابة كابن مسعود وزيد وأبي لو اتكلوا على حفظ الله، وتركوا تعليم القراءة والإقراء، مع أن لكل واحد من الصحابة هؤلاء حرف كان يقرأ به، والصحيح في معنى الحرف "الوجه" ، وقد احتملها كلها رسم المصحف الذي لم يكن منقوطاً ولا مشكلاً في عهدهم...أقول لو تركوا تعليم القراءة وعقد الحلق لذلك، لكان للتاريخ تفسير آخر تماماً ولكن الله ينفذ أمره من خلال أفعال عباده يهديهم لذلك ويمن عليهم به [وسورة يوسف بالذات ناطقة شاهدة بهذا المعنى: ألا وهو معنى إنفاذه لحكمته من خلال سلوك البشر] وهذا الحدث (أي حدث القراءة وتعلميها ونقلها) في حد ذاته لابد أن يحفظه التاريخ لنا مصوناً من التحريف ما دام العامل البشري فيها بمثابة الوسيلة والسبب التي تحصل من خلالها هدايات الله التي لا تنحصر، ولكن يبقى السبب البشري (لأن القراءة والتعليم صفتان لازمتان للنوع البشري) بهداية من الله ولطف منه هو العامل الأبرز في تذليل انتشار القرآن وحفظه [وتجدر الإشارة إلى أن معنى اسمه تعالى "اللطيف" يتجلى بصورة عالية في هذا السياق بالذات، فإن اللطف في لغة العرب من الخفاء - ولذلك عرفوا السحر بأنه "ما خفي ولطف سببه" لأن آليته الباطنة غير مشاهدة - وقد جاء هذا المعنى في سورة يوسف بعد سرد سلسلة من الأحداث والأقدار في قوله تعالى (إن ربي لطيف لما يشاء) في إشارة واضحة لهذا التماهي والتمازج بين أفعال البشر وإرادة الله على هيئة لا تحيط بها المخيلة البشرية]. واعلم أنه يستحيل عليك أن تتخيل جدوى منظومتك المعرفية بغياب العامل البشري في كل مفاصلها الجوهرية، فإن منظومة التواصل التي تشير إليها ليست مجرد معرفة تنتقل من فراغ إلى فراغ أو تتحرك في فراغ، وإنما تتم من خلال بشر وأشخاص ولن تخرج عن مجموعة الأشخاص والأسماء التي حفظها لنا التاريخ، بل إن حفظ التاريخ لدور العامل البشري هو من صلب ما تختزنه منظومة التواصل المعرفية التي تشير إليها. فإن كانت هذه الأبعاد الجديدة التي نسبها عبد الله الشهري إلى منظومتك المعرفية لم تكن حاضرة في بالك أو لم تكن جزءاً منها فلك أن تعتبر هذا إسهام مني في تطوير منظومتك لتفسر أكبر قدر ممكن من آليات التواصل المعرفي.


يا صديقي من فضلك اقرأ جيدا ما أكتب أسوة بقراءتي الجيدة لكل ما تكتب أنت .
نعم، ويشهد لكلامك تدخل المشرفين لتذكيرك بما لم تجب عنه أكثر من مرة أو تجنب الغموض في بعض ما تطرحه.



أولا أنا لم أري هذا الرد إلا بعد أن قرأته الآن. لأنك كتبته بعد رد مراقب4، وأعتزر لعدم ملاحظتى للرد .
ثانيا : أنا لم أفهم ما تعنيه من حصر طرق العلم فهل يمكنك توضيح ما تقصد؟!
أنا لم أقل إن القرآن يحصر طرق العلم قبل ذلك ، فالعلم مفتوح لكل عصر،، من فضلك وضح المقصود من كلامك لأني لم أستطع فهمه . وقل لي رقم الإجابة التي قلت فيها إن القرآن يحصر طرق العلم ولا ينص على أنواع القرائن .

ستعرف ذلك بعد قليل إن شاء الله.


إذن لن نختلف، بل اتفقنا ولكن حتى يفهم المتابعين الحوار معنا، فأرجوك قل لنا ما هي الصفة الموجودة في الآية الكريمة ، وجاءت الحكمة لتغايرها........ننتظر الإجابة إن شاء الله تعالى

مادام اتفقنا، فلا تشغل بالك بالمتابعين، سيفتح باب النقاش معهم حول حوارنا فيما بعد إن شاء الله.


وردا على سؤالي لك حول الحكمة آي نوع من أنواع الأحاديث هي فكان جوابك :
أحاديث السنة بالطبع
وأنا منتظر إثبات هذا القطع بالأدلة والبراهين القرآنية إن شاء الله تعالى.

الجواب عن هذا يتطلب منك التفطن لمنهجيتي في الاستدلال ومصادر أدلتي كما سأبينه بعد قليل، وفي الواقع كل سؤال تاريخي أو يتطلب دليلاً أو تفسيراً تاريخياً يعتمد مباشرة على اتفاقك معي حول ما سأقوله لك بعد قليل.


أولا هذا سؤال رد على سؤال ، وهذا لا يصح في حوارنا.ومع ذلك لو كان هذا رد فمعنى ذلك لو كنت أنا مخطأ فسيصبح ردك حول صحة الحديث خطأ أيضا؟!!!

إن لم يصح عندك فهو طريقة صحيحة عند أهل النظر والاحتجاج واعلم أنه ما ألجأني لهذا إلا اضطرابك في موقفك من الاستدلال بالتاريخ وكل ما يتصل به ولذلك قررت توضيح أمور مهمة في نهاية هذا النقاش. وقولك (ومع ذلك لو كان هذا رد فمعنى ذلك لو كنت أنا مخطأ فسيصبح ردك حول صحة الحديث خطأ أيضا؟!!! ) هو بذاته موضع حجتي عليك، لأني أعرف وتعرف ويعرف كل المتابعين أنك قطعاً لن تقول أنك مخطئ، فكيف تتصور من نفسك أصلاً أن يجوز عليها مثل هذا الاحتمال، هل هان عليك عقلك إلى هذا الحد؟!! ولكن المراد هو إلزامك بأن استشكال تسمية كتب الحديث استشكال سطحي وفاسد لأن ما تريد أن تجيزه على هذه الكتب من جهة التسمية فإنه يجوز على تسمية المصاحف سواء بسواء، شئت أم أبيت، وهذه النسبة للأسماء عندي شخصياً لا تأثير لها ولا تعميني ظواهر الألفاظ عن حقيقة ما وراءها.


وكان من الواجب عليك أن تصحح ما كتبته أنا لك عندما كتبت مصحف حفص لتقول مثلا ( أنت يا يوسف، تقصد قراءة القرآن بطريقة حفص)...لماذا سميت كتب الأحاديث بأسماء أصحابها مثل (البخاري،، ومسلم،،، الخ) ولم تسمي باسم رسول الله مباشرة .

هذا لا يغير شيئاً. البخاري ناقل وجامع كشأن أصحاب الكتب الستة. وما استحسنت قوله في المصحف بأن يقال مصحف قراءة عاصم، فهو يقال أيضاً في أسماء كتب الحديث بل إن صحيح البخاري تسمية متأخرة وإلا فالأصل اسمه المعروف "الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله وسننه وأيامه". وحتى لو قيل "صحيح البخاري" – مجاراة لك - فمعناه الأحاديث التي جمعها البخاري لا الأحاديث التي وضعها البخاري من كيسه! وعلى كل حال لا أدري كيف آل بك الأمر إلى التنقيب في هذه الجزئيات التافهة، ولكن عندي هذا مؤشر ملحوظ على نفاد الأجوبة عندك عن الأسئلة الكبيرة ومحاولة مستميتة لإيجاد أدنى ثغرة ولو كانت من أبعد ما يكون عن مواجهة الإشكالات التي أحاطت بك.
وعندما تقول ( أنت يا يوسف، تقصد قراءة القرآن بطريقة حفص) فإنه قد كان يمكنك أيضاً أن تستغني عن التحذلق وتلتمس ذات الشيء لأخيك فتقول (أنت أخي عبد الله، تقصد أحاديث الرسول المجموعة بواسطة البخاري).


يقول الله تعالى في كتابه الحكيم :
وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) المائدة
لقد اتخذت الأمة المسيحية بالكامل عن بكرة أبيها المسيح إله، فهل هو إله حقا، وهل المسيح قال لهم هذا .
مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117)المائدة
ولقد آمن بدعوة نوح فئة قليلة جدا
فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27)هود
إنهم يريدون صد الناس عن سبيل الله ، بأية صورة من الصور. إنهم لا يرون النبوة ببصيرتهم كحقيقة واجبة الإتباع، وإنما يرونها ادعاء وافتراء، لذلك قالوا :
" مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا"
إن ما دفعهم إلي هذه الحرب النفسية -التي بدأت تستخدمها الآن يا أخي الكريم- أنهم هم الأكثرية والأكثرية عندما تتفاوض، تتفاوض من مركز قوة، واثقة من استجابة الآخرين لها .
قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111) قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112) إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113)الشعراء
ولكن القلوب التي آمنت، وأخلصت عبوديتها لله تعالى، لا تتنازل عن إيمانها، ولا عن تقواها، مهما كانت قوة الأكثرية [الآبائية]
وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114) إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (115)الشعراء
انظر إلي موقف الحق في مواجهة إغراءات الباطل : " وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ" ، " إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ"...، وهكذا هي الأكثرية، مع كل الرسالات تذهب إلي اتهام الرسل والمصلحين، وتشويه صورتهم أنام الناس، بعد أن تعجز عن إقامة الحجة والبرهان علي صحة ما هم عليه من تدوين موروث
يا أخي الكريم للمرة الثانية والثالثة أدعوك لمناقشة ما أطرحه عليك من فكر، فلا داعي أن تحيلنى لآخرين يؤمنون بفكري ، أو أنا أؤمن بفكرهم، وهم كثيرون والحمد لله ، تحاور مع ما أطرحه معك من أفكار مدللة ومؤيدة بأدلة قرآنية والقرآن حاكم على ما أقوله ، ولم أفعل مثلك عندما حكمت لسان العرب أو "مغني اللبيب" لابن هشام أو "رصف المباني" للمالقي ،، علي القرآن الكريم .
وإذا كانت آي دعوة إصلاحية لابد أن يكون لها أصل، وجذور فلماذا لا تؤمن بدعوة الشيعة، أليس عندهم أصول، وجذور ممتدة لقرون مضت .
يا آخى الكريم إنني أذكرك فقط بأن جميع دعاوى الأنبياء والرسل السابقين قد كانت تقاوم بسبب فكر"الآبائية" أنظر معي
لقوم هود
قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70)الأعراف
وتدبر معي قوم صالح
قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62)هود
وقوم شعيب
قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)هود
وقوم فرعون
) فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (36)القصص
يا أخي الكريم إن موقف البشر من دعوة الرسل مواقف ثابتة لا تتغير، فبعد وفاة الرسل تتغير الموازين، ويتحول الناس عن الدين الإلهي النقي الصافي، إلي ما أحدثوه من دين جديد، اختلط فيه الحق بالباطل، والتشريعات البشرية بالشريعة الإلهية .
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)الحديد
فكلما طال الزمان انحرف الناس عن صراط ربهم المستقيم، وأدخلوا في دين الله ما ليس منه، وتحول الناس عن اتباع [الآية الإلهية] إلى إتباع غيرها [الرواية البشرية] مشفوعة باجتهادات أئمة السلف، فيبعث الله رسولا يعيدهم إلى صراطه المستقيم :
كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213)البقرة
لقد تشابهت الأمم في مواقفها من الرسل، على الرغم من تباعدهم زمانا ومكانا :
ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44)المؤمنون
إن إدارة هذه الأزمة تكتب فيها المجلدات، ولكن المحور الأساس الذي يستطيع إدارتها بحكمة وسلام ، هو الفهم الواعي لما حملته الآيات التالية من مقاصد عليا :
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)الأعراف
إن الخطاب القرآني في هذه الآيات، للناس كافة، لا فرق بين من ورث الكفر ومن ورث الإسلام، فكلهم مطالبون أن يقفوا علي حقيقة تدينهم الوراثي، وموقعه من الدين الحق الذي أمر الله باتباعه.
وعلي رغم من أن توحيد الله أمر فطري، موجود في أعماق النفس الإنسانية منذ تكوينها : " أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا" ..، فإن هذه الفطرة لا تعصم الناس من الانحراف عن الهدي ودين الحق. إنها تظل كامنة تنتظر صاحبها ليقوم بتفعيلها .
فإذا غفل الإنسان عن تفعيل هذه الفطرة، فإنه لن يعزر يوم القيامة بهذه الغفلة " أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ"..، كما أنه لن يعزر بتدينه الوراثي، الذي فرضه أبواه عليه يوم ولد : " أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ"
ولقد بين الله تعالى أن مصير تقليد الأبناء لآبائهم بغير علم هو الهلاك : " أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ " . إن الله تعالى سيهلك الأبناء والآباء جميعا، هؤلاء الذين لم يتدبروا، ولم يُفكروا، ولم ينظروا.. في تدينهم الوراثي، ليقفوا علي حقيقة الدين الإلهي واجب الإتباع ؟!

يا أخي أنت تستدل بضلال النصارى وتضع الآيات في غير موضعها وأنا أتكلم عن أمة قال الله عنها (كنتم خير أمة أخرجت للناس) وقال عنها (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) ، ثم تأتي بأمم الضلالة والانحراف وتقيس أمة محمد بها مع تظاهر الأدلة من القرآن على اصطفاء الله لهذه الأمة وتفضله عليها وإكرامها بالشهادة على سائر الخلق، فبالله عليك كيف تقوم بهذه الشهادة العظيمة على سائر الأمم وما معنى هذه الخيرية الشاملة إذا كان الحق فقط عند يوسف نور ومن سلك مسلكه ممن يعدون على الأصابع – بل بالكاد يُعرفون أو يُدرى من هم - خلال أكثر من 1400 سنة؟ ثم من باب أولى أيضاً – في ضوء ما سبق من آيات التفضيل والتكريم - لا يمكن أبداً أن تكون أقرب العصور لعهد النبوة هي أبعدها عن الشهادة والخيرية فقط لأن النصارى – ولا أدري ما قصة مناسبة هذا الاستدلال الركيك - آمنوا الباطل وهم لا يشعرون! ما هذا الخلط في إسقاط الآيات القرآنية على الواقع؟ كيف وقد قال الله تعالى (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون * الذين يتبعون الرسول النبي الأمي) فهي أمة مرحومة بفضل الله وهذا متسق تماماً مع خيرية الأمة وكونها شاهدة على من سواها.
ثم أنت –تنزلاً معك فقط ومجاراة لك – تحتج بضلال النصارى وكيف استقرت فيهم شبهة التثليث ونسبة الولد لله – سبحانه – على مدى قرون ولكنك نسيت أنه على الرغم من ذلك فقد حفظ لنا التاريخ (على تطاول الأزمان) أسماء أصحاب دعوة الحق فيهم – رغم قلتهم – وهم آريوس وأصحابه ، والمعروفون بالموحدين أو Unitarians ، حتى أن أي شخص متوسط الثقافة اليوم يعرفه وعرف سيرته ودعوته وما تعرض له في سبيل إنكاره ألوهية عيسى وبدعة التثليث. فأين أقران يوسف نور في العصور المبكرة "لخير أمة أخرجت للناس"؟ (فأما الزبد فيذهب جفاء) ولا يبقى في الأرض ياعزيزي إلا ما ينفع الناس.
مثال تاريخي: جرير بن عبد الحميد بن قرط وهو مجمع على ثقته لم يخالف في ذلك أحد وليس عندك دليل يخالف هذا. وهو شيخ صحيح الكتاب، أي كان يكتب الحديث وكان ضابطاً لذلك، توفي سنة 188 هـ. فإذا كانت وفاة آخر صحابي من الصحابة وهو (بالإجماع) عامر بن واثلة رضي الله عنه سنة 102 هـ (وقيل 107 هـ) فبعملية طرح بسيطة يتبين أنه ليس بين أشهر شيوخ أحمد بن حنبل (جرير الآنف ذكره) ممن عرف بكتابة الحديث ووفاة آخر صحابي إلا 86 عام، وهذا عمر إنسان! والآن: خلال هذه الفترة الزمنية التافهة جداً - مقارنة بحجم ووزن دعواك – مع الأخذ في الاعتبار أن أكثر من في هذه الفترة الزمنية تابعون اتصلوا بالصحابة وأخذوا عنهم، لم لا نجد ذكراً لأحد البتة ، ولو مجهول الهوية ( ولو شخصية خرافية حتى نعطيك مجالاً أوسع!) رفع عقيرته بمقالتك ؟

يا أستاذ يوسف القرآن على طريقتك في الاستنباط لم يعد كتاب هداية شمولي في حال قَصَرْنا دلالته على مواضع السياق فقط ولا يتعداها – مع أنك قد خالفت شرطك هذا في مواطن كثيرة – وخذ مثالاً بسيطاً يوضح كيف يمكن للقرآن أن يكون كتاب هداية ليس فقط في أمور التشريع والأحكام ونحو ذلك وإنما حتى في رسم ملامح التفكير الصحيح. يعترض كثير من منكري السنة على منهجية إحسان الظن "مع وجود الدواعي بخلاف ذلك" ولكن القرآن نفسه يعلمنا أن هذا ممكن من خلال قصة الإفك في قوله تعالى (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين) على الرغم من وجود "الجو المشحون بدواعي تصديق هذه المقالة السيئة"، ومع ذلك نجد القرآن يعلمنا درساً: وهو أن "إحسان الظن" بالمؤمنين، ولو ظهر ما قد يدعو إلى التشكيك، سلوك مشروع بل تصرف مأمور به وإن لم تكتمل عندنا الصورة حول حقيقة ما يجري. فما هو دليلك القرآني الذي يبرر لك ظنك السيئ بقرون كاملة - وليس شخصاً أو جماعةً صغيرة - من سلف هذه الأمة، وقد كان لك لا أقول مندوحة بل "مندوحات" – إن جاز التعبير!- في القرآن و طفحت بها كتب التاريخ عن ظنك السيئ بهم، لا سيما نخبتها من الأئمة والعلماء واللذين – بزعمك – أسهموا مباشرة في تحريف الدين الإلهي والإساءة إليه فضلوا وأضلوا جبلاًّ كثيراً ؟ ولقد بلغ بك تأثير ظنك السيء بـ (خير أمة أخرجت للناس)، بالأمة التي جعلها الله (أمةً وسطا) لتكون شاهدة على الناس، أن دعاك إلى "استقطاع" آيات كاملة من سياقها – خارقاً بذلك قاعدتك الذهبية ! – تتكلم عن أمم الزيغ والكفر والضلال والمقالات الشنيعة ثم تسقطها على تصورك الشخصي لواقع هذه الأمة المرحومة بنص القرآن. هذه ليست أولى جنايات فهمك – وأدعو الله مخلصاً أن تكون الأخيرة - على القرآن فضلاً عن أهل السنة والواقع والتاريخ.

# أعلم أن هناك نقاط تجاوزتها، وسوف أعود إليها متى سنح الوقت فإن نسيت عن شيء منها فذكرني مشكوراً.

= = = = = = = = = = = = = =

إيضاح
أريدك أن تتفطن لأمرين في منهجيتي، ولا حظ أني شديد الحرص على ضبط منهجيتي والاحتياط لذلك، وهما:
أني قد سألتك في مشاركة مضت سؤالاً مهماً ثم أخبرتك أن جوابك عنه سوف يترتب عليه تكييف وتغيير في طريقة احتجاجي ومصادر أدلتي وسبب تأخر هذا التغيير هو تأخرك في الإجابة عن سؤالي المذكور. وبالتالي فقد استقر ومضى في جوابي الذي سطرته – بناء على جوابك – أني:
1- سوف استدل على حجية السنة (من حيث المبدأ) من القرآن الكريم. ويبدو أن موقفك من هذا بات واضحاً وهو أنه لا نزاع بيني وبينك في ذلك. إذاً فلا حاجة للإطالة في هذه الجزئية.
2- بقي الاستدلال على حجية السنة المنقولة إلينا بواسطة علم الحديث، أي هذه الأحاديث التي بين أيدينا اليوم، وهنا القضية تتكون من شقين:
الأول: شق يتعلق بمنهجية الاستدلال: وهنا قد أكدت لك سلفاً في مشاركة رقم (49) بناء على جوابك عن سؤالي أنه لم يعد الأمر مقتصراً على إثبات حجية السنة من حيث هي سنة في عصر النبوة بالأدلة من القرآن، فأنت قد اتفقت معي على حجيتها بهذه الصورة. ثم أخطرتك مبكراً أن منهجيتي في الاستدلال ستتغير وسوف اعتمد بالإضافة إلى القرآن على التاريخ وكل ما يصلح أن يكون دليلاً من عقل أو نقل لأن مطالب الموضوع تغيرت.
الثاني شق يتعلق بالشيء المطلوب إثباته: والمطلوب إثابته بناء على منهجيتي المقررة آنفاً هو أن السنة ممثلة في مجموع ما نقل إلينا من أحاديث حجة وأنها ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم إجمالاً (لا من حيث كل حديث بعينه).
وبعد هذا التلخيص لما تفرق من قبل، لعلك أدركت الآن لماذا كنت ولا زلت أسألك هذا السؤال:
"القرآن لا يحصر طرق العلم أو يعينها فإن كان....."
وبالتالي هنا أمران أريدك أن تحسمهما معي بكل وضوح واختصار بناء على المنهجية القرآنية في توضيح المواقف (فانبذ إليهم على سواء) ولا تطيل ولا تكثر الكلام، وهما:
الأمر الأول: حدد موقفك الذي تعتقد أنك لن تحيد عنه في الاحتجاج بالتاريخ والنقولات عن الماضين.
الأمر الثاني: أجب عن السؤال أعلاه أيضاً بوضوح واختصار. فإن من حقي أن أتحاور مع شخص صاحب منهجية واضحة ومنسجمة لا منهجية زئبقية تترك ثغرات للمناورة.
بانتظار الجواب.

youssefnour
02-24-2011, 05:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل عبد الله الشهري
في الواقع راجعت كل الحوارات التي دارت بيني وبينك ، وقبل ما أعرض عليك ما أريد عرضه أريد أن أذكرك بأول رد لك في حوارنا وهو الرد رقم (3) لأن الرد رقم (2) كان لمراقب4 ، والرد رقم واحد كان حول بداية الموضوع
إذا ماذا كان ردك يقول،،، تدبر معي :
شكراً لك يوسف نور. يقال في علم النفس:"من يصنع الإطار يحكم النتيجة" ، وأراك قد صنعت إطاراً محدداً ولكن لا بأس به فهو يحتوي أهم فقرة عندي ألا وهي قولك:
وقمت باقتباس ردي الذي يقول
وقبل أن نبدأ الدراسة أذكرك يا أخي وأذكر نفسي بأن منهجنا سيكون منهج علمي موحد وهو الاعتماد فقط على القرآن الكريم .في تقديم الأدلة والبراهين .حيث أنه لا خلاف بيني وبينك حول القرآن كمنهج .
وكان ردك علي هذا الاقتباس هو :
وثق تماماً أني لن اعتمد في تقديم كبريات الحجج والبراهين إلا على القرآن فقط ثم على لغة العرب واستعمالاتها في فهم نصوصه. فلا حكم بيني وبينك إلا فهمنا لكتاب الله ولا أقبل أي حديث أو واقعة تاريخية أو ...الخ في بيان الحجج والبراهين وأساليب الجدل التي تحكم هذا النقاش ، اللهم إلا على سبيل التمثيل أو الاستئناس الثانوي.
وكان آخر رد لك في الصفحة رقم (6) بعد أن وصلنا إلي (78) رد بيننا هو قولك :
ثم أخطرتك مبكراً أن منهجيتي في الاستدلال ستتغير وسوف اعتمد بالإضافة إلى القرآن على التاريخ وكل ما يصلح أن يكون دليلاً من عقل أو نقل لأن مطالب الموضوع تغيرت.
أنظر إلي هذا التغيير العجيب في أسلوب الحوار بيننا ، وما سبب هذا التغيير ، هل هو عجزك عن إقامة الحجة والدليل بعد حوار بيننا دام أكثر من 43 يوما من الحوارات ، أم بسبب عدم قدرتك على التعامل مع القرآن الكريم لتأتي منه بالأدلة والبراهين، وما هي مطالب الموضوع التي تغيرت?! .
والعجيب إن عدم التزامك بالمنهج العلمي الموحد باستخدام القرآن الكريم بدأ من أول إجابة لك في الموضوع عندما استخدمت حديث ابن حنبل في توضيح معني السنة بأنها مفسرة لكتاب الله تعالى (ما أجسر على هذا أن أقوله، ولكن أقول: إن السنة تفسر الكتاب")،، ، مع إن هذا القول هو ما أنكره أنا وهو أساس الحوار، القائم بيننا .
ورغم ذلك لم أعلق .
ثم وضعت أول دليل من القرآن الكريم الذي اتفقنا أن يكون هو منهجنا في البحث والحوار فقلت معلقا :
ولنأت للدليل الذي اخترت أن أبدأ به ، وهو قوله تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) [البقرة: : 129/ البقرة: 152 / الجمعة: 2] ففرّق في هذه الآية بين تلاوة الآيات وتعليم الكتاب.
وقمنا بالحوار حول الدليل
وظلت إجاباتي براهين وأدلة من القرآن الكريم وظلت أدلتك كلام مرسل بدون دليل، وحتى مع استخدام بعض الأدلة القرآنية فإنك تستخدمها كمثل عام وليست حجة وبرهان،، أما عندما تستخدم آية قرآنية فأنني أبدأ في الرد حولها مثل ما حدث في الثلاث أدلة التي استخدمتهم ( طاعة الرسول،، البيان،، الحكمة)
ومع كل البراهين والأدلة خارج القرآن الكريم التي تعودت أن تأتي بها ، فقد كان خطأي الوحيد إن أنا قمت بالرد عليها، وكان يجب أن أذكرك بالاتفاق بيننا أن لا منهج غير القرآن الكريم، ولكن للأسف لم أفعل ، فمثلا قد أخذتني معك حول علم القراءات عندما قمت بالرد عليك حول استخدام طرق القراءات، والردود واضحة ومسجلة تستطيع العودة إليها .
ورغم إنني لم أستخدم آي علم تاريخي أو غير تاريخي إلا رد على برهان من خارج القرآن الكريم أنت إستخدمته لتوضيح رأيك ،، وأتحداك أن تجد حوار لي حول علم غير القرآن الكريم بدأته أنا وليس ردا عليك،، فالحوار مسجل ويمكنك العودة للحوار واستخراج رقم الرد الذي يثبت المقولة التي اقتبستها وتقول :
ليس لك من رصيد تبني عليه أساس براهينك إلا التاريخ وما فيه ، وها أنت لا تفتأ - ولله الحمد - تعتمد على سلطان التاريخ ، اعترافاً منك بأن في وسعنا أن نتعرف على مواضع الحق فيه وعزلها عن مواضع الباطل، باجتهاد لا يحتاج إلى عناء وذهنية بعيدة عن سوء الظن المسبّق بالأجيال الماضية. ولذلك أرى أن مشكلتك مركبة ومعقدة - كغيرك من منكري السنة - ولكنها في أساسها تعود إلى موقف معين - لأسباب أياً كانت - من الماضي وهذا دليل باطل، يا أخي الكريم ، فأنا كنت أرد على عدم استطاعتك أن تثبت حجة السنة إلا بما لديكم من تاريخ حولها ، ولا يوجد في القرآن الكريم ما يثبتها .
وأريدك أن تعود إلي كل حواراتنا السابقة وتقول لي ولكل المتابعين، في آي حوار استخدمت أنا التاريخ كإجابة منفصلة في الرد عليك وليست كرد علي برهان أنت استخدمته ، وأنا قمت بالرد عليه مضطرا لأنني لو لم أجيب عليه فستتهمني بجهلي حول الموضوع المطروح .
واستمر الحوار بيننا أنا أضع الأدلة القرآنية وأنت تضع كلام مرسل ، وقليلا جدا ما أجد أدلة قرآنية فأرد عليها ، وقد يحدث أن يفتنى رد على سؤال لك فيقوم المراقب بوضع هذا السؤال ، وأقوم أنا بالرد في وضوح ويسر .
والآن أنت تقول :
وبالتالي هنا أمران أريدك أن تحسمهما معي بكل وضوح واختصار بناء على المنهجية القرآنية في توضيح المواقف (فانبذ إليهم على سواء) ولا تطيل ولا تكثر الكلام، وهما:
الأمر الأول: حدد موقفك الذي تعتقد أنك لن تحيد عنه في الاحتجاج بالتاريخ والنقولات عن الماضين.
الأمر الثاني: أجب عن السؤال أعلاه أيضاً بوضوح واختصار. فإن من حقي أن أتحاور مع شخص صاحب منهجية واضحة ومنسجمة لا منهجية زئبقية تترك ثغرات للمناورة.
بانتظار الجواب.
اسمع يا أخي الكريم الإجابة التالية جيد جدا
1/ إذا كان هناك شق تشريعي غير القرآن الكريم فيجب أن يذكره الله تعالى لنا في القرآن الكريم ويجب أن يكون قطعي الثبوت لا ظني الثبوت :
أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) الأنعام
هذا كلام الله تعالى، إذا لم يكن لك اعتراض عليه فيجب أن تستكمل أدلتك من القرآن الكريم- وأقول القرآن الكريم فقط - إن هناك شق ثان للتشريع وهي أحاديث رسول الله الموجودة بين يديكم أنتم أهل السنة، ودلالة ذلك من القرآن الكريم .
على أن يكون استخدام الآيات القرآنية واضحة التفسير بدلالة السياق، فهذا مطلوب جدا، لأن هذا كلام الله تعالى لا يجب تأويله إلا بما يحتمله .
وإذا أثبتنا أن هناك شق ثان للتشريع، من خلال المنهج القرآني الدال علي ذلك، ففي هذه الحالة يجب أن نعلم ما هو؟
هل هو أحاديث أهل السنة،،أم هو أحاديث أهل الشيعة، أم هو ما يقوله القرآنيين،أم هناك علم يحفظه الله تعالى بعيدا عن البشر، يحتوي على الشق الثان للتشريع ؟!
وفي هذه الحالة وجب علينا أن ندرس علم الحديث وكيف وصل إلينا، وسندرسه بوجه عام ،وذلك طبعا بعد أن نثبت من القرآن الكريم أن هناك شق ثان للتشريع، وعلي ذلك فيجب أن نبدأ أولا :
بدراسة علم الرواة عند الفرق والمذاهب الذين قاموا برواية الحديث لأكثر من 185 سنة شفاهة، أو حتي نمازج منهم
ثم دراسة عصر التدوين أيضا عند الفرق والمذاهب
ثم دراسة علماء الجرح والتعديل، أيضا عند الفرق والمذاهب
ثم دراسة ما يحمله هذا الشق الثاني للتشريع من تشريعات لم يحملها كتاب الله تعالى، وهل قام علم الحديث بتفسير القرآن الكريم .
وعندما نثبت ذلك سنكون قد قدمنا للإسلام خدمة عظيمة .
هذا تصوري لاستكمال الحوار، وهو ما اتفقنا عليه منذ بدأ الحوار، وأتصور عند بدء حديثنا حول الأحاديث فيجب أن يدخل معنا في هذا الحوار أحد علماء الشيعة حتي يكون الحوار بشكل أعمق وأشمل .
أما قولك هذا
فإن من حقي أن أتحاور مع شخص صاحب منهجية واضحة ومنسجمة لا منهجية زئبقية تترك ثغرات للمناورة.
فأتمنى أن تقرأ من أول الحوار وحتي الآن من منا كانت منهجيته ثابتة ومن منا حمل المنهجية الذئبقية
تذكير :
حتى الآن الآيات التي إستخدمتها لإثبات حجية السنة هي ( آيات طاعة الرسول، البيان، الحكمة) وقد قمت بالرد عليها كلها ، فإذا كان هناك إستكمال للحوار فأرجوا أن تضع الدليل الآخر ، أو أن تعود لهذه الأدلة التي ناقشناها إذا كان لك فيها بيان جديد .

تحياتي ونسأل الله أن يلهمنا الصواب ،،،،،،،،،،،

youssefnour
02-24-2011, 07:41 PM
هناك نقطتان هامتان جدا في ردك الأخير أريد أن أرد عليهم وهم :
حول سؤالي على "واو" المغايرة والتي اقتبست قولي هذا:
إذن لن نختلف، بل اتفقنا ولكن حتى يفهم المتابعين الحوار معنا، فأرجوك قل لنا ما هي الصفة الموجودة في الآية الكريمة ، وجاءت الحكمة لتغايرها........ننتظر الإجابة إن شاء الله تعالى
فكانت إجابتك :
مادام اتفقنا، فلا تشغل بالك بالمتابعين، سيفتح باب النقاش معهم حول حوارنا فيما بعد إن شاء الله.
وفي الواقع يا صديقي فإن إجابتي كانت فقط لعدم الدخول في جدال وتركك أنت تبحث عن الإجابة لتعلم إن الحكمة هنا صفة للمستخرج من الآيات المتلوة في قوله تعالى (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ)
وليست الأحاديث التي بين أيديكم ، ولكنك لم تجاوب، وفي ذكاء يحسب لك، تخطيت الإجابة مدعيا إننا إتفقنا حول الإجابة وليس مهما أن يعرف الأخرون الإجابة الصحيحة .
ولكننى مصمم أن تقول لي ما هي الصفة الموجودة في الآية الكريمة وجاءت "الواو" لتغايرها بالأحاديث، التي بين أيدينا الآن.
ثم عدت تقول
ولكنك نسيت أنه على الرغم من ذلك فقد حفظ لنا التاريخ (على تطاول الأزمان) أسماء أصحاب دعوة الحق فيهم – رغم قلتهم – وهم آريوس وأصحابه ، والمعروفون بالموحدين أو Unitarians ، حتى أن أي شخص متوسط الثقافة اليوم يعرفه وعرف سيرته ودعوته وما تعرض له في سبيل إنكاره ألوهية عيسى وبدعة التثليث. فأين أقران يوسف نور في العصور المبكرة "لخير أمة أخرجت للناس"؟ (فأما الزبد فيذهب جفاء) ولا يبقى في الأرض يا عزيزي إلا ما ينفع الناس.
أنت الآن تتكلم عن التاريخ وإذا أجبتك على ما تقول سوف تتهمني بأنني الذي أتكلم بحجج التاريخ ، وإذا لم أجاوب على دليلك هذا سأتهم بأنني لا أستطيع الإجابة ، وهكذا ينحرف الحوار عن طريقه الذي رسمناه معا .
وعندما تحدثت عن خير أمة، بعد رد طويل مرسل عن الكفار وكيف نساويهم بأمة رسول الله وقلت :
مع خيرية الأمة وكونها شاهدة على من سواها.
وأنا أسألك هل وقفت الأمة الإسلامية عندك عند أهل السنة فقط ، وهل الشيعة والقرآنيين والخوارج والمعتزلة ليسوا ضمن الأمة الإسلامية، فهل هذه الفرق أيضا ضمن الأمة الشاهدة على من سواها
وما هو رأيك في شهادة رسول الله عندما قال :
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30)الفرقان
في من ستكون هذه الشهادة، هل هي في قوم موسى، أم هي في قوم عيسى، أم هي في قوم صالح أو أو أو الخ
يا ليت أجد إجابة عندك .
هذه أهم النقاط التى رأيت أن أرد عليها في ردك الأخير .

عبدالله الشهري
02-24-2011, 11:31 PM
أهلاً أخي يوسف والله اسأل أن ينير بصيرتي وبصيرتك.


أنظر إلي هذا التغيير العجيب في أسلوب الحوار بيننا ، وما سبب هذا التغيير ،
نعم إنه لعجيب، ولقد كانت أول مشاركة تحمل بذرة الإنحراف عن الموضوع الأساس هي مشاركتك أنت، فإنك لم تتمالك نفسك حتى يستمر النقاش وفق المنهج المرسوم، وبسبب هذه المشاركة تشعب الموضوع بطريقة "عجيبة" فكان هذا التغيير العجيب الذي تراه. والمشاركة التي اضطرت الحوار للخروج عن مساره هي (17 و 19) بالتحديد.


هل هو عجزك عن إقامة الحجة والدليل بعد حوار بيننا دام أكثر من 43 يوما من الحوارات ، أم بسبب عدم قدرتك على التعامل مع القرآن الكريم لتأتي منه بالأدلة والبراهين، وما هي مطالب الموضوع التي تغيرت?! .
لا، طبعاً. السبب هو محاولة فهم منهجيتك وملء الفراغات والفجوات التي لم تفتأ تتركها خلفك، والقيام بهذا كنت أظن أنه مسؤوليتك لا مسؤولية عبدالله الشهري والمشرفين.


والعجيب إن عدم التزامك بالمنهج العلمي الموحد باستخدام القرآن الكريم بدأ من أول إجابة لك في الموضوع عندما استخدمت حديث ابن حنبل في توضيح معني السنة بأنها مفسرة لكتاب الله تعالى (ما أجسر على هذا أن أقوله، ولكن أقول: إن السنة تفسر الكتاب")،، ، مع إن هذا القول هو ما أنكره أنا وهو أساس الحوار، القائم بيننا .

هذا لم يكن دليلي على حجية السنة أصلاً وأنت تعرف ذلك. ولذلك سميت هذه الفقرة "تقدمة" ثم قلت بعدها حرفياً:"ولنأت للدليل الذي اخترت أن أبدأ به ، وهو قوله تعالى...". ولك أن تنازعني لو أني أوردت ما سوى القرآن في هذا الموضع كدليل مباشر على حجية السنة النبوية .


ورغم ذلك لم أعلق .

لأنك في حينها فهمت مقصدي !


ثم وضعت أول دليل من القرآن الكريم الذي اتفقنا أن يكون هو منهجنا في البحث والحوار فقلت معلقا :
ولنأت للدليل الذي اخترت أن أبدأ به ، وهو قوله تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) [البقرة: : 129/ البقرة: 152 / الجمعة: 2] ففرّق في هذه الآية بين تلاوة الآيات وتعليم الكتاب.
وقمنا بالحوار حول الدليل
وظلت إجاباتي براهين وأدلة من القرآن الكريم وظلت أدلتك كلام مرسل بدون دليل، وحتى مع استخدام بعض الأدلة القرآنية فإنك تستخدمها كمثل عام وليست حجة وبرهان،، أما عندما تستخدم آية قرآنية فأنني أبدأ في الرد حولها مثل ما حدث في الثلاث أدلة التي استخدمتهم ( طاعة الرسول،، البيان،، الحكمة)

بل كلامك المقتبس هنا هو عين المرسل ! ولا أريد أن أقول عين الإفتراء.
فهل كانت مشاركات رقم: 7، 9، 11، 13، (وهي مشاركات سابقة للمشاركة التي أخرجتنا عن التسلسل المنطقي للحوار باعترافك كما سترى) بدون دليل؟ ولعمري إن جوابك هذا لهو بذاته النموذج المتكرر الذي مطط الحوار على مدى 43 يوماً ، ثم تأتي فتعجب من أمر صنعته يداك! وتتساءل أهو لعجزي عن إقامة الدليل ؟ عزيزي "يوسف" لا أريدك أن تمهد لي سبيل الانسحاب في وسط النقاش بأسلوب كهذا فتظن أنك قد أقمت الحجة، وأنت لم تقم شيئاً.



ورغم إنني لم أستخدم آي علم تاريخي أو غير تاريخي إلا رد على برهان من خارج القرآن الكريم أنت إستخدمته لتوضيح رأيك ،، وأتحداك أن تجد حوار لي حول علم غير القرآن الكريم بدأته أنا وليس ردا عليك،، فالحوار مسجل ويمكنك العودة للحوار.

في مشاركتك رقم 17 أنت قلت بالنص:

فكما ترى عندما تكلمت عن (ما اتاكم الرسول) خرجنا خارج الحوار.
أتركك الآن لتعود بالحوار، إلى تسلسله المنطقى في وضع أدلتك من القرآن الكريم لإتباع كتاب آخر غير كتاب الله ، يحتوى على شق ثان للتشريع .

فأنت باعترافك الذي أخرجتنا خارج الحوار! وسبب هذا أنك لم تتمالك نفسك قبل ذلك عندما قلت:"لإني أعلم إنك ستستخدم هذه الجملة (ما أتاكم الرسول فخذوه) مستقطعها من آية سورة الحشر". هذا أنموذج واحد فقط يفسر لك سبب تأرجح الحوار.


1/ إذا كان هناك شق تشريعي غير القرآن الكريم فيجب أن يذكره الله تعالى لنا في القرآن الكريم ويجب أن يكون قطعي الثبوت لا ظني الثبوت

نعم. الشق الأول لا إشكال فيه وهو محل النزاع. وأما قولك "يشترط أن يكون قطعي الثبوت لا ظني الثبوت" فهو افتراض مسبق (apriori) كما هو معروف في علم الجدل والمناظرة. وعليه يلزمك إثباته و التدليل عليه من القرآن، قبل أن تلزمني به.


أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) الأنعام
هذا كلام الله تعالى.
نعم هذا كلام الله، وهذا ليس محل الخلاف. محل الخلاف هو فهمك لهذه الآية، فأرني ماوجه الدلالة فيها على عدم حجية السنة؟
وتذكر قبل أن تجيب أني ألزمك بشرطك: "على أن يكون استخدام الآيات القرآنية واضحة التفسير بدلالة السياق، فهذا مطلوب جدا، لأن هذا كلام الله تعالى لا يجب تأويله إلا بما يحتمله".



وإذا أثبتنا أن هناك شق ثان للتشريع، من خلال المنهج القرآني الدال علي ذلك، ففي هذه الحالة يجب أن نعلم ما هو؟
هل هو أحاديث أهل السنة،،أم هو أحاديث أهل الشيعة، أم هو ما يقوله القرآنيين،أم هناك علم يحفظه الله تعالى بعيدا عن البشر، يحتوي على الشق الثان للتشريع ؟!
وفي هذه الحالة وجب علينا أن ندرس علم الحديث وكيف وصل إلينا، وسندرسه بوجه عام ،وذلك طبعا بعد أن نثبت من القرآن الكريم أن هناك شق ثان للتشريع، وعلي ذلك فيجب أن نبدأ أولا :
بدراسة علم الرواة عند الفرق والمذاهب الذين قاموا برواية الحديث لأكثر من 185 سنة شفاهة، أو حتي نمازج منهم
ثم دراسة عصر التدوين أيضا عند الفرق والمذاهب
ثم دراسة علماء الجرح والتعديل، أيضا عند الفرق والمذاهب
ثم دراسة ما يحمله هذا الشق الثاني للتشريع من تشريعات لم يحملها كتاب الله تعالى، وهل قام علم الحديث بتفسير القرآن الكريم .
وعندما نثبت ذلك سنكون قد قدمنا للإسلام خدمة عظيمة .

عباراتك واضحة في ذاتها ولكن للأسف لم تجب عن أسئلة الإيضاح مباشرة؟
أخي يوسف: إنك إن لم تجب عن أسئلتي بالحرف فقد اضطر للخروج من الحوار حفاظاً على وقتي وجهدي...وتذهب أنت لتكمل جهادك في الله مع شخص آخر.


وأتصور عند بدء حديثنا حول الأحاديث فيجب أن يدخل معنا في هذا الحوار أحد علماء الشيعة حتي يكون الحوار بشكل أعمق وأشمل .

فقط لأبين لك أنك ترسل الكلام ثم تتأثر به ثم تستشكله وأن أساس كثير من الشبهات عندك عائد لذلك ثم تطلب مني الجواب عنها ، فقط لأبين لك ذلك فإني أسألك: لماذا لم يدخل معنا علماء الخوارج ليحضروا الحوار؟ وأين علماء المعتزلة أيضاً؟ واين علماء القرآنيين كذلك؟ ألم تقل أن هناك سنة للخوارج سنة، وللمعتزلة سنة، وللقرآنيين سنة؟ (وضل عنهم ما كانوا يفترون)
ثم كيف يستقيم أن تجعل لهؤلاء "سنة" (بـالمعنى الاصطلاحي طبعاً لا اللغوي) ، ومخالفي "أهل السنة" قاطبة - لو تحدثت مع أي منهم اليوم دون أن تشعره بذلك - يعلمون أن لفظ "السنة" إذا أطلق فإنما ينصرف إلى "أهل السنة" في المقام الأول؟

عبدالله الشهري
02-25-2011, 12:05 AM
وفي الواقع يا صديقي فإن إجابتي كانت فقط لعدم الدخول في جدال وتركك أنت تبحث عن الإجابة لتعلم إن الحكمة هنا صفة للمستخرج من الآيات المتلوة في قوله تعالى (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ)
وليست الأحاديث التي بين أيديكم ، ولكنك لم تجاوب، وفي ذكاء يحسب لك، تخطيت الإجابة مدعيا إننا إتفقنا حول الإجابة وليس مهما أن يعرف الأخرون الإجابة الصحيحة .
ولكننى مصمم أن تقول لي ما هي الصفة الموجودة في الآية الكريمة وجاءت "الواو" لتغايرها بالأحاديث، التي بين أيدينا الآن.

قد أكدت مراراً أن الحكمة لفظ يشتمل أولاً على الحكم القرآنية، وقلت أنها رأس الحكمة، ثم قلت أن السنة بما اشتملت عليه من الحكمة - وقبل ذلك بينت بوضوح كيف أن السنة داخلة في مسمى الحكمة من خلال مثال لقمان - تدخل دخولاً أولياً في هذا المعنى ولكنك تستدل بمحل النزاع ، وهذه مشكلتك أكثر من مرة، لأني أنازعك وأجعل السنة النبوية (مجموع الأحاديث) مما دلت عليه وشهدت له آيات الله في مواضع عدة، فيكون من الوحي المجعول حكمةً على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.


أنت الآن تتكلم عن التاريخ وإذا أجبتك على ما تقول سوف تتهمني بأنني الذي أتكلم بحجج التاريخ ، وإذا لم أجاوب على دليلك هذا سأتهم بأنني لا أستطيع الإجابة ، وهكذا ينحرف الحوار عن طريقه الذي رسمناه معا .

معليش !! اترك هذا وأعطني الجواب. طرحت أمامك إشكالاً وأريد الجواب. مرة أخرى:


ثم أنت –تنزلاً معك فقط ومجاراة لك – تحتج بضلال النصارى وكيف استقرت فيهم شبهة التثليث ونسبة الولد لله – سبحانه – على مدى قرون ولكنك نسيت أنه على الرغم من ذلك فقد حفظ لنا التاريخ (على تطاول الأزمان) أسماء أصحاب دعوة الحق فيهم – رغم قلتهم – وهم آريوس وأصحابه ، والمعروفون بالموحدين أو unitarians ، حتى أن أي شخص متوسط الثقافة اليوم يعرفه وعرف سيرته ودعوته وما تعرض له في سبيل إنكاره ألوهية عيسى وبدعة التثليث. فأين أقران يوسف نور في العصور المبكرة "لخير أمة أخرجت للناس"؟ (فأما الزبد فيذهب جفاء) ولا يبقى في الأرض ياعزيزي إلا ما ينفع الناس.
مثال تاريخي: جرير بن عبد الحميد بن قرط وهو مجمع على ثقته لم يخالف في ذلك أحد وليس عندك دليل يخالف هذا. وهو شيخ صحيح الكتاب، أي كان يكتب الحديث وكان ضابطاً لذلك، توفي سنة 188 هـ. فإذا كانت وفاة آخر صحابي من الصحابة وهو (بالإجماع) عامر بن واثلة رضي الله عنه سنة 102 هـ (وقيل 107 هـ) فبعملية طرح بسيطة يتبين أنه ليس بين أشهر شيوخ أحمد بن حنبل (جرير الآنف ذكره) ممن عرف بكتابة الحديث ووفاة آخر صحابي إلا 86 عام، وهذا عمر إنسان! والآن: خلال هذه الفترة الزمنية التافهة جداً - مقارنة بحجم ووزن دعواك – مع الأخذ في الاعتبار أن أكثر من في هذه الفترة الزمنية تابعون اتصلوا بالصحابة وأخذوا عنهم، لم لا نجد ذكراً لأحد البتة ، ولو مجهول الهوية ( ولو شخصية خرافية حتى نعطيك مجالاً أوسع!) رفع عقيرته بمقالتك ؟


وعندما تحدثت عن خير أمة، بعد رد طويل مرسل عن الكفار وكيف نساويهم بأمة

أقول لك أين الجواب عن الإشكال المطروح ودعك من التملص؟ نعم..من التملص !


وأنا أسألك هل وقفت الأمة الإسلامية عندك عند أهل السنة فقط ، وهل الشيعة والقرآنيين والخوارج والمعتزلة ليسوا ضمن الأمة الإسلامية، فهل هذه الفرق أيضا ضمن الأمة الشاهدة على من سواها
كل حق اتفقوا عليه فهو من الشهادة، وكل أمر خالفوا فيه منصوص القرآن أو سنة رسول الله (مجموع الأحاديث الثابتة) فلا يدخل في مضمون الشهادة. ولكن قل لي:

أنت أين تضع نفسك يامن تتبرأ من الجميع؟ أتريد أن تقول لي أنك أنت لوحدك "أمة الشهادة" ! وإن كنت لست وحدك فأين أنتم منذ أكثر منذ 1400 سنة؟ أكانت الشهادة معطلة والخيرية مفقودة حتى ظهرت أنت (أو أنتم)؟ !!!

مشرف 6
02-25-2011, 12:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد،
بعد أن ابتعد السيد يوسف نور عن موضوع الحوار ... وقام بتشتيته ...وترك الاجابة عن الأسئلة التي ألحَّ محاوره عليه بضرورة الاجابة عليها ..لا أجد مناصاً من اغلاق الموضوع ... بعد إذن المتحاورين الأفاضل .. وسيتم فتح شريط مستقل للتعليق على ما جرى في الحوار من قبل الإخوة الأعضاء

مشرف 10
11-01-2012, 09:29 PM
جزا الله الدكتور عبد الله الشهري -أبا ضياء- خير الجزاء على هذا الجهد وهذا النظام وتلك الرتابة والحجج المقنعة