الالحاد بين ظلمات الشبهات ومجون الشهوات

[طالب العفو]

منذ سنوات بدات اتعرف علي وجود تيار بين ابناء الناطقين باللغة العربية
قد انحرف وتلبس بشبهات الالحاد
بل واصبح يدعو الي ما هو فيه من الظلام
ويعادي اهل الدين واهل الحق طلبا لرغبة دنيئة في نفسه
وهي انه طالما يعيش في تخبط فلماذا يترك الاخرين يعيشون في طيب عيش وهناءة بال

قال تعالي : " مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ " البقرة 105

وتاريخ الالحاد والزندقة مغرق في القدم
وتاخر التنبه والوعي العام به اتي اولا من خفوت صوتهم في الماضي القريب
وعلو صوتهم ونعيقهم في الحاضر
وهناك قاعدة في علم البرمجة اللغوية العصبية و ساريةعندنا في الطب
أن العين لا تري الا ما يعرف العقل
وتحدث لنا كثيرا في امورنا الحياتية التي تمر علينا دون ان نلقي لها بالا
مثل تفاحة نيوتن الشهيرة
فكم من جمعوا التفاح الساقط علي الارض
وتفكيره قاده الي علم عظيم من نفس الملاحظة

ولذلك فتنبهي لهم لا يعني عدم وجودهم من قبل
وانما زيادة في الفرص المتاحة لهم

سنوات من الجدال والحوار مع هؤلاء والتعرف علي اصنافهم وافكارهم
مع سجل كبير لاقوالهم وافكارهم في شتي المواقف
ادت الي تكون قاعدة معرفية لحالهم وافكارهم
نبدا في طرحها هنا

نطرح مواقفهم وتعليقاتهم وردودهم
من كلامهم بنصه ورسمه

باقتباسات من كتاباتهم
او بتسجيلات صوتية نفرغ منها ما ينفع

و لن نجد انهم يخرجون في حال عن كلام قيم للعلامة ابن قيم الجوزية في مفتاح دار السعادة
" ومتى لم يباشر حقيقة العلم بالحق قلبه قدحت فيه الشك بأول وهلة فان تداركها والا تتابعت على قلبه امثالها حتى يصير شاكا مرتابا والقلب يتوارده جيشان من الباطل جيش شهوات الغي وجيش شبهات الباطل فأيما قلب صغا اليها وركن اليها تشربها وامتلأ بها فينضح لسانه وجوارحه بموجبها فإن اشرب شبهات الباطل تفجرت على لسانه الشكوك والشبهات والايرادات فيظن الجاهل ان ذلك لسعة علمه وإنما ذلك من عدم علمه ويقينه "

وكلامه هذا ساري فيهم حتي يومنا هذا
وكانهم نسل الشيطان جيل بعد جيل

[هشام بن الزبير]

و لن نجد انهم يخرجون في حال عن كلام قيم للعلامة ابن قيم الجوزية في مفتاح دار السعادة
" ومتى لم يباشر حقيقة العلم بالحق قلبه قدحت فيه الشك بأول وهلة فان تداركها والا تتابعت على قلبه امثالها حتى يصير شاكا مرتابا "


أخي طالب العفو, هذه الكلمة النفيسة للإمام بن القيم واقفت خاطرا يراودني منذ مدة, لكثرة ما سمعت من كلام الملاحدة: وهو رغبتي في فهم الذي يحدث عند ورود نزغة الشبهة الشيطانية, وكيف يكون المبتلى المسكين قد أحس بوخزها, ثم هو يتجاهلها, فتكبر وتتعاظم حتى تذهب بأصل الإيمان. كنت فكرت في كتابة موضوع حول هذه اللحظة العصيبة, خصوصا لما قرأت عن بعض المسلمين الذين افتتنوا بداء الشبهات. وهاأنت أخذت عني هذه المهمة.

فبارك الله فيك.

[عبدالله السعيدان]

المشكلة فيمن لا يحقق أن هذه الشبهات إنما هي من الشيطان !
فيبدأ قلبه في الإنزلاق على مدحضة الشبهات حتى يهوي إلى هوّة الشك والعياذ بالله

فلابد من معرفة حيل الشيطان وطرائقه في الإيقاع بفرائسه من القلوب والعقول المتحيّرة

متابعون لما تسطرون بارك الله عليكم

[طالب العفو]

نزيدكم من كلام بن القيم
لنعلم ما وصل اليه هؤلاء
واننا علي شاطئ اليم وهم قد خاضوا عبابه

يقول بن القيم في مفتاح دار السعادة:
" وقوله ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة
هذا لضعف علمه وقلة بصيرته
إذا وردت على قلبه ادنى شبهة قدحت فيه الشك والريب
بخلاف الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد امواج البحر ما ازالت يقينه ولا قدحت فيه شكا
لانه قد رسخ في العلم فلا تستفزه الشبهات
بل إذا وردت عليه ردها حرس العلم وجيشه مغلولة مغلوبة "

ويقول:
" والشبهة وارد يرد على القلب يحول بينه وبين انكشاف الحق له
فمتى باشر القلب حقيقة العلم
لم تؤثر تلك الشبهة فيه
بل يقوى علمه ويقينه بردها ومعرفة بطلانها
ومتى لم يباشر حقيقة العلم بالحق قلبه قدحت فيه الشك بأول وهلة
فان تداركها والا تتابعت على قلبه امثالها حتى يصير شاكا مرتابا "

ويقول ولم يجعل لمن يعده شيئا نقلا لنصيحة شيخه شيخ الاسلام بن تيمية:
" وقال لي شيخ الاسلام رضى الله عنه وقد جعلت اورد عليه ايرادا بعد إيراد
لاتجعل قلبك للايرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح الا بها
ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته
وإلا فاذا اشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرا للشبهات او كما قال
فما اعلم اني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك "

بن القيم يطلب منهجا للتعامل مع الشبهات
وبن تيمية يدله عليه :thumbup:

يا تري هل يسعنا ان نستفيد من هذه الكلمات ؟؟!!
وان نجعلها منهجا يفك عن قلوبمنا وعقولنا اسر الشبهات؟؟!!

[طالب العفو]

من اوهي الشبهات التي يضل فيها هؤلاء المتخبطون
وهي ليست بشبهة اكثر منها حيدة
هي قولهم

" ما ادراكم اننا موجودون ؟؟!! :39::confused::o::13: "

سؤال عويص الصراحة :sm_smile:

كالعادة ساضع البذرة للاخوة واعود لاجمع ما قالوا
لان في سواعدهم وطول ممارستهم للحديث مع هؤلاء ما يغني عن كثير من الجهد
وانتيكم بامثلة عملية علي هذه الحيدة وهذا التخبط عند هؤلاء

[mohamed77]

" ما ادراكم اننا موجودون ؟؟!! "

قفى واحد بس من بتوع الشرطه
حيخليه يعرف علطول :sm_smile:

جزاكم الله خيرا

[يحيى]

وتاريخ الالحاد والزندقة مغرق في القدم
هناك معادلة ذهبية للتعرف على تاريخ الإلحاد:
لا أكون متجاوزا إن قلت إن الجدال حول وجود الخالق بدعة لم تظهر فى الإنسانية إلا فى أحط عصورها أخلاقيا ، ولا يسفسط حولها إلا أراذل الناس وسفهاؤهم.
(الدكتور أبو مريم)

[elmorsy]

تحيه طيبه الى زميلى الفاضل(طالب العفو)
واشكره على هذه الفكره الجميله:emrose:

" ما ادراكم اننا موجودون ؟؟!! "
فى حقيقه الامر ان هذا ليس (شك منهجى)..انما هو شك مطلق سالب ..(يسلب كل الحقائق-ويشكك فى البديهيات المعرفيه)
لايمكن ان يؤسس الشك على (نقض كل البديهيات-او ان يقوم على مقدمات مشكوك فى صحتها!!!:confused:)
لا بد من مقدمه يقينيه ...ينتقل منها الشاك الى اليقين فى مقدمات اخرى يشك فيها ..وهو بذلك يستدل (بمُسلمةٌ يقنيه لينتقل الى يقين من عنصر مشكوك فيه)
كما حدث مع ديكارت .فى رحلته للوصول لليقين...فـــ(ديكارت) انطلق من مقدمه وبديهيه ..(لايمكن الشك فيها)..وهى إنه (موجود)...واستدل على ذلك بأنه يفكر ويشعر وله تفكير ذاتى ..وهذا من الخطاء الذى يقع فيه الكثيرون..وهو الشك فى (كل شىء!)
******
هناك بديهيات لا يمكن الشك فيها..الا بالسفسطه وجمع النقيضين....كالكون موجود وغير موجود!..
او كما يشك صاحب هذا التعليق الذى نقله الزميل الفاضل.. فى وجوده.!..فهو يفكر ويعقل (موجود)..اى انه حادث!..وفى نفس الوقت يعتقد انه غير موجود!

المنهج السليم ..الذى يجب ان يتبعُه الإنسان ليصل الى (نتيجه معرفيه)..او الى اليقين..
هو الانطلاق من مقدمات (غير مشكوك فى صحتها)..(يقينيه )او بالمعنى الاصح (بديهيه)
كما هو الحال مع الكثير من البديهيات
كـــ...(الكل اكبر من الجزء)... ولايصح ان يتم الشك فى مُسلمه بديهيه ..كهذه ..لأننا لايمكننا ان نبرهنها ان ثم نقوم بالتشكك فيها بهذه السهوله .بهذه السهوله لن ينتهى هدم النتائج.فسنشك ايضاً فى برهنه هذه البديهيه التى (توصلنا لها !) وهكذا دواليك حتى نظل فى الدائره المفرغه التى لا تصل الى اى معرفه يقينيه(وهذا هو عين الشك المطلق)
وهناك بديهيه اخرى
ان النقيضين لا يمكن ان يجتمعان معاً ..ولا يرتفعان معاً..
فلا يمكن ان تصف الشىء (بالوجود والعدم) فى نفس الوقت....كما يقول عندما تصف شخص وتقول (هذا الشخص موجود الآن وغير موجود!!!)
او الشخص كاذب وصادق (فى نفس الوقت!)
او ان نصف الصفه برفع النقيضين معاً:
كمن يقول (الطالب (لاذكى )..و (لاغبى )!! ايضاً فى نفس الوقت..ولكن البديهيه والمنطقيه هو ان سلبنا للحد المنطقى الاول
يجعلنا (بديهياً) ومنطقياً...ان نوجب الحد المنطقى الآخر...فأذا قلنا ان الطالب (لاغبياً)...فيجب ان نصفه حينها
بأنه (ذكياً)...ولا نرفع نقيض الصفه ايضاً!!....ويتحتم على ذلك بديهياً ان نقول بما انه تم نفى الصفه ...فلا يمكن ان ننفى نقيض الصفه ايضاً..بالتالى يكون الطالب يكون (ذكياً) ولامفر من ذلك!
خلاصه وجهه نظرى فى اسلوب تفكير الشخص المنقول عنه هذه الفقره ..انه غير موضوعى وغير منطقى..وهذه الطريقه لن تصل به الى اى معرفه يقينيه ..وسيظل فى هذه الدائره المغلقه ..الا اذا اعتمد على مقدمه يقنيه لا شك فيها ..وإتكاء عليها حتى وصل الى اليقين فيما هو يشك فيه.
شكراً لك زميلى العزيز(طالب العفو)
خالص تحياتى واحترامى:emrose:

[طالب العفو]

اشكر اخي محمد واخي يحي و الفاضل المرسي

الردود السابقة اتت في مستويات ثلاث

اخينا يحي اخذ الموضوع من الاساس وتحدث عن سقوط الفكر الالحادي
وانتشاره وذيوعه في اوقات الانحطاط الفكري والاخلاقي واللايقينية فيما ورثه الايناء عن الاباء
ويكون غالبا نتيجة للتبعية الجاهلية المذمومة
قال تعالي " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ " المائدة 104
والبعد عن الاتباع العلمي وضياع المنهجية في التلقي عن السابقين
بحيث يصيب الناس شك في الاصول والفروع جميعا وتسقط البديهيات والمسلمات

اخينا محمد اتي علي الرد المباشر السريع التمثيلي
وفي هذا العصر قفا امن الدولة الشهير كافي لتذكير هذا الشاك بوجوده تحت سطوة هؤلاء
وينسيه كل شئ حتي ابسط المسلمات وهي انه انسان يعيش وله كيان
فهو موجود او غير موجود يشعر بقوة القفا وتاثيره علي خلايا جسده جميعا وليس موضع القفا وحده :sm_smile:

من نفس الارضية
الملحد يتحرك في هذه الحياة ويبني جميع احتمالاته مباشرة
وعقله يدله علي المصالح والمفاسد
فيبحث عما يشتهي من الاكل
ويعلم قيمة الجنيه من العشرة جنيهات
ولو اشتريت منه عقارا يساوي ملايين واعطيته خمسة قروش سيسمعك ما لا تحب
في الفرق بين هذه وتلك
ولا يتطرق حديثه الي ان هذه الخمسة قروش والملايين قد لا تكون موجودة اصلا
لاننا في الماتريكس واو اننا مجرد اذهان فقط
ولا يدخل بك في دهاليزالفلسفات المثالية الساقطة
لانه يعلم جيدا الفرق بين هذه وتلك
ويبحث عن الطعام والشراب والجنس
ويحاول ان يدفع الضرر عن نفسه وان يستغل كل ثانية في اتباع هوي النفس
فهو موضوعي جدا
ويكتفي بالمستوي الوجودي الذي نتعامل فيه
مع انك لو اثبت له ان هذا الكون حادث ومربوب لخالق حكيم عليم
يقفز فجاة الي الامام
ويسالك "" ما ادراك اننا موجودون اصلا لكي تحدثني عن هذه الامور؟؟؟!!!!

وفي مناقشة مستفيضة لهذا الامر
مع احد هؤلاء
وصلنا الي انه في هذا المستوي الوجودي
لو سلمنا بمقدماته علي سبيل الجدل
واننا صور ذهنية " وهذا باطل عندنا "
يظل الاحتمال في ان هناك حياة اخري برزخية بعد هذا المستوي الوجودي
قبل ان نصل الي الحقيقة المطلقة في زعمه
يعني يستقيم لنا ان يكون هناك حساب علي الاخطاء بعد ما نسميه نحن موتا في هذه الحياة الذهنية
وانه يمكن ان يحرق بالنار علي تكذيبه بالله في هذه الحياة
وان هذا العذاب فاعل فيه كما ان عذابات الدنيا فاعلة فيه وسيشعر بكل حذافيره وسيندم علي ما فعل
يعني الكلام علي اننا حالة ذهنية لا يحل الاشكال انه مربوب مخلوق محاسب
وكان هذا من باب
" قول ابن تيميـــــــــــــــــة : من سألني مستفيدا حققت له ومن سألني متعنتا ناقضته فلا يلبث أن ينقطع فأكفى مؤنته "

اما تعليق زميلي الفاضل المرسي فهو في الصميم
واضيف اليه من مداخلة احد الفضلاء
ان ما لم يات دليل علي صحته لا يطلب دليل علي نقضه


واعبر عن هذا السؤال بانه
خيدة
قفز للامام
هروب الي حلقة مفرغة
يناقض تعاملات الملحد في مستواه الوجودي الحالي
ولا ينفي شيئا من مقدمات المؤمن حتي لو سلمنا له جدلا بما قدم

في انتظار سواعد الاخوة في التعليق لننتقل الي الفكرةالتالية باذن الله

[في سبيل الله]

بل واصبح يدعو الي ما هو فيه من الظلام
هنا المشكلة لو انه اكتفى لذاته لكان افضل..

[elmorsy]

شكراً لك زميلى الفاضل طالب العفو :emrose:
ولو تسمح لى ان اضيف شيئاً بسيطاً حتى نكون استعرضنا كافه الجوانب

بعض المفتونين بالعلم من الماديين والسوفسطائيين المُقلدين....يظنون ان العلم مبنى على الشك فى كل شىء!..
يظنون ان الانسان لا بد عليه من ان يشك فى كل شىء..حتى يكون بذلك انسان (علمانى!) وصاحب منهج علمى
وهو لا يعرف ان العلم فى حد ذاته يقوم على بديهيات ومُسلمات لايمكن ان يشك فيها الانسان
تشبه تماماً البديهيات المنطقيه..فى انك لا يمكن ان تشكك فيها ولا يمكن ان تشك فيها الا وتقع فى برهان وشك دائرى لاينتهى
لأنها مُسلمه وبديهيه منطقيه
والمتسرع الذى يظن ان العلم (وحده يكفى) او ان العلم يقوم على الشك المطلق والنسبيه فى كل شىء!..فهو فى وهم كبير!
وهذا ما يعترف به الماديين انفسهم..انهم يستخدمون (مُسلمات علميه لايمكن الشك فيها)..ولا يمكن معرفه ماهيتها !
انما نستخدمها كمسلمه (منطقيه وعلميه)..بمعنى انه من الجهل ان يظن السوفسطائى ان العلم بُنى على اللايقين
العلم نعم لا يعطى اليقين التام..بمعنى انه لايستطيع الاجابه على كل شىء..بل له نطاق هو متخصص فيه..وقصور الادراك المعرفى ..نظراً لضعف قدره الانسان ليس معناه ان (الحقيقه نسبيه ) وليس معناه ان لا مُسلمات ولا بديهيات حتى فى مجال العلم
و العلم المادى والفلسفه الالحاديه هى ايضاً بذلك تشترك مع المتدينين فى قاعده لا يمكن البرهان عليها (بديهيه )..ولا يمكن إلا التسليم لها..(وهذا يعنى ان الالحاد مجرد(ديانه وضعيه) لأنها تعتمد على بديهيه لا تحتاج لبرهان.ولا يمكن البرهنه عليها)
وكذلك الدين..
وهذا ما يوضحه احد العلماء الماديين يدعى (موريس هاوزر)...فى كتاب (من حياه العلماء)(1)
(العلم نوع من انواع الاديان.والعالم رجل دين وهب نفسه للقيم التى آمن بها ,من البحث عن المعرفه, وتجد فيه نفس التعصب..الذى تجده عند المبشر او القسيس)
اما البديهيات التى يرتكز عليها العلم المادى ..والتى لايمكن إلا التسليم لها ولا يمكن البرهنه عليها ولا حدث برهان دائرى لاينتهى!

وهذا ما يوضحه (برتراند راسل) بالرغم من تأرجحه بين الالحاد واللاادريه الا انه يعترف بذلك:
"إن المبادىء العامه لتدعيم الاستدلالات العلميه غير قابله للبرهان بأى معنى مألوف"(2)
ويقوم برتراند راسل بعد هذه المسلمات البديهيه الغير قابله للبرهان وعلى حد قوله ("لايمكن ان نتقدم خطوه واحده إذا نحن بدأنا الشك الديكارتى"(3)..يقصد بذلك ان العلم يعتمد على مسلمات لايمكن الشك فيها ولا يمكن البرهنه عليها حتى لو استخدمنا (الكوجيتو)
لأن الكوجيتو برهان ذاتى للشخصيه المفكره..ولا يمكن تطبيقه على المسلمات العلميه
ويعدد المسلمات (خمسه مسلمات) بقوله"" مسلمه شبه الدوام ,مسلمه الخطوط السببيه القابله للأنفصال,مسلمه الاستمرار المكانى والزمانى,المسلمه البنائيه ومسلمه التمثيل(4)
بالنسبه لـــ(مسلمه الخطوط السببيه القابله للأنفصال):فهى يفسرها بالاسباب الطبيعيه او (الأنتظام الطبيعى)..وهو يعبر عن سبب الحاده
وهو انه لا يمكن ان يُفصل بين انواع السببيه..وبين (واجب الوجود) وقد قرأت له ما يفسر ذلك فى مقاله (لماذا لست مسيحياً)وقد قرأت قوله هذا فى مقاله لدكتور مصرى يدعى(ابراهيم عوض) ذكر فيها على لسان (راسل)..ان راسل (يقول )" أما ان يكون هناك سبب لكل شىء!"(وهو فى ذلك سيقع فى التسلسل فى الاسباب الى ما لانهايه!)..او لا سبب لأى شىء!(وفى ذلك هو يتبع مذهب هيوم)..فى نقد السببيه نفسها واعتبارها (مجرد ربط عقلى)
واتفق مع راسل جميع الماديين وان زاد البعض على راسل..فى عدد المسلمات العلميه التى لايمكن البرهنه عليها وتعتبر بديهيه

وهذا ينفى مبداء السوفسطائيه والشك فى كل شىء!...سواء فى مجال المنطق العقلى المجرد..او مجال العلم التجريبى

خالص تحياتى :emrose:
*******
(1)-كتاب (من حياه العلماء) ليتودور بيرلاند ص(344)
(2), (3), (4)...(my philosophical development)..من ص(245) الى (251)
انظر مترجم:-
فلسفه برتراند راسل دكتور محمد مهران..ص(101) الى (103)

[طالب العفو]

لو بينت وافضت واستفضت مع احد هؤلاء المسفسطين في هذه النقطة
واثبت له الخطا في منهجه اصلا
وانه لو سلمت له بمقدماته حتي
فلا يسلم له ما ينزع اليه
و يتبين ان اقواله متناقضة واضحة التهافت

فهل يمكن الانتقال الي النقطة التي تليها؟؟!!
ام ان هذا المسفسط سيعود ويعود الي هذه الترهات
كلما احس ان دلائل المسلم تحيط به وتكبله وتلجمه ؟؟!!

كلهم سيعودون الي هذا لو احسوا بالمازق الفكري

ولذلك فان من منهجية الحوار ان تؤصل بينك وبينهم ان ما انتهيتم منه لا تعودون لنقضه

وغالبهم سينسي اتفاقكم ولذلك فلابد للمخالف ان يقر ويتعهد الا يعود لذلك

لان غالبهم سيحيد ويهرب الي مثل هذه السفسطة من جديد

فبين اعلامهم بالحق وتبيينه لهم
وبين منهج يجبرهم علي السير الي الامام دون الانتكاس الي الخلف
يكون جناحي الحوار مع هؤلاء

نصيحة سجل عندك كل ما قالوا
واقرارهم علي المعني المشترك الذي تفهمه انت
لان بعضهم سيقول
لم اقصد كذا وانت قولتني كذا
وهذا ديدنهم الذي خبرناه معهم

السؤال الذي يفرض نفسه

هل وجودنا قائم بذاته ام محتاج لما يقيمه ؟؟
هل الحوادث من حولنا عشوائية ام منتظمة؟؟
هل يوجد نظام في الكون؟؟
هل يوجد توازن؟؟؟
هل يوجد تصميم ؟؟

[طالب العفو]

هل وجودنا قائم بذاته ام محتاج لما يقيمه ؟؟

الاجابة واحدة عند المؤمن والملحد
وهي ان وجودنا حادث مترتب علي شئ يسبقه ويضع له الفرصة لوجوده

والملحد يرجع ذلك الي الصدفة ( والبعض عنده حساسية من هذه الكلمة ) والي طول الزمن
والمؤمن يرجعه الي تدبير العزيز الخبير

لكن تقرير اجابة السؤال
ان وجودنا حادث محتاج لما يقيمه

كثير من الملاحدة في هذا الموطن سيظن ان في السؤال خدعة ما
وسيقفز للامام ويقول هل حدوثنا وحاجتنا دليل علي وجود الله ؟

نقول خطوة بخطوة حتي لا نتعثر

اثبات حاجيتنا و حدوثنا هام جدا وكان بعض الفلاسفة الماديين ينفونه في عصور الضعف العلمي
وراجع دفاترك لتضحك من كلام هؤلاء
فكونه مسلم به عندك فهذه قفزة نوعية ( تطور ان صح التعبير ) في اساليب النقاش عند الملاحدة

والبعض سياتي علي ذكر مصطلح يسميه اله الفجوات
لا وجود له الا في راسه
حيث تقبع اكبر فجوة عرفهاالتاريخ البشري في المنطق الانساني
وهي فجوة الالحاد