المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بل القرآن معجز ببلاغته...



هشام بن الزبير
01-26-2011, 09:56 PM
أنا صراحةً لا أرى القرآن بليغاً لدرجة الإعجاز، ولكن هذا خارج عن الموضوع الأصلي.


هاردبشت, هداك الله وبصّرك بالحق,

نحن معشر المسلمين نقول إن القرآن معجز من وجوه شتى, أظهرها البلاغة التي نفيت إعجازها, فهات البينة على رأيك, والبرهان على نفيك.
وريثما تقبل عرضي للمحاورة, إئذن لي في دعوتك لتحري الإيجاز, وعدم الحيدة عن الموضوع. ولك أيضا أن تقترح ما تراه.
وختاما: دعني أسألك مفتتح كلامنا:
ماذا تقصد (أنت):
1. بالبلاغة والفصاحة والجزالة, هل هي شيء واحد ومرتبة واحدة أم مراتب؟
2. و هل تقتصر البلاغة على الألفاظ, أم أنها تشمل المعاني أيضا؟
3. و ما الغرض من البلاغة؟
4. كيف تفسَّر البلاغة, أو ما معيار البلاغة عندك؟

واختصارا: ما معنى البلاغة؟ وما الغرض منها؟ وكيف تفسر؟

أنتظر جوابك, وأسأل الله أن يسددك.

الإشراف العام
01-26-2011, 10:02 PM
هذا الحوار ثنائي بين الأخ الفاضل هشام ابن الزبير والزميل hardabasht.

hardabasht
01-27-2011, 07:51 AM
الزميل العزيز

هل نحن بصدد إثبات البلاغة أم الإعجاز في البلاغة، لا شك أن الخليل بن أحمد عندما وضع أسس النحو قد رجع إلى القرآن كما رجع إلى أشعار العرب. وذلك يؤكد بلاغة القرآن
ولك أن تعتبر ذلك اعترافاً مني بكون القرآن بليغاً. ولكن الذي أعتقد أننا يجب أن نكون بصدده هو هل القرآن بليغ لدرجة الإعجاز؟

وهل إعجاز القرآن البلاغي هو إعجاز معنوي أم تفصيلي، ما أقصده بالمعنوي هو أن من سمعه أو قرأه يشعر بإعجازه، أما الإعجاز التفصيلي فهو أنه يجب علينا أن ندخل إلى أدق التفاصيل ونحللها لكي نصل إلى الإعجاز.

سوف أجيب على أسئلتك السابقة وسوف أحاول تجنب النقل والاعتماد على الفهم، بدأت أسئلتك بـ "ماذا تقصد أنت"
. بالبلاغة والفصاحة والجزالة, هل هي شيء واحد ومرتبة واحدة أم مراتب؟
البلاغة ابتداء في لغة العرب ـ كما في المعجم الوسيط ـ حسن البيان وقوة التأثير.
أي أن البلاغة هي حسن التعبير، أي أن الفكرة المراد التعبير عنها تصل تماماً كما أريدَ لها أن تصل، وهي مشتقة من بلغ
أما الفصاحة فهي بحسن استخدام الكلمات والألفاظ، فنقول عن فلان أنه فصيح إذا كان مخزونه من الكلمات والمفردات وافراً وأحسن استخدام هذا المخزون في التواصل. والجزالة هي من الكثرة أي الإطالة.

و هل تقتصر البلاغة على الألفاظ, أم أنها تشمل المعاني أيضا؟
من التعريف السابق فإن البلاغة لابد أن تقوم على المعاني، فلا يمكن للفظ أو كلمة أن يكونا بليغين إذا لم يأتيا في سياق بليغ لا يحتمل التأويل.

و ما الغرض من البلاغة؟
أكيد الغرض من السعي وراء البلاغة للكاتب أو الشاعر هو التبليغ، أي عدم وصول فكرة مكان أخرى. وأنا أعتقد أن استخدام علامات الترقيم من البلاغة بالغم من عدم كونها من الفصاحة. فمثلاً
"لا تسعى وراء العلم خير لك" و "لا. تسعى وراء العلم؛ خير لك"

وأرجو أن لا أكون قد أسأت فهم أسئلتك وأن لا أكون قد أسأت فهم المراجع.

هشام بن الزبير
01-27-2011, 02:18 PM
الزميل العزيز
ولك أن تعتبر ذلك اعترافاً مني بكون القرآن بليغاً. ولكن الذي أعتقد أننا يجب أن نكون بصدده هو هل القرآن بليغ لدرجة الإعجاز؟
الزميل العزيز,
أقررت بأن القرآن بليغ, بل هو مقياس للبلاغة كما فهمتُ من كلامك عن الخليل. وتريد أن ننتقل إلى الكلام عن الإعجاز.
لكن لا بد أن نتفق على مقدمات مهمة قبل ذلك, فاصبر قليلا.

فلنقبل تصورك للبلاغة, وشمولها للألفاظ والمعاني, وقدرتها على تصوير وبيان المعنى المرتسم في ضمير المتكلم أو الكاتب.



وهل إعجاز القرآن البلاغي هو إعجاز معنوي أم تفصيلي، ما أقصده بالمعنوي هو أن من سمعه أو قرأه يشعر بإعجازه، أما الإعجاز التفصيلي فهو أنه يجب علينا أن ندخل إلى أدق التفاصيل ونحللها لكي نصل إلى الإعجاز.

مع بعد اصطلاحك عن البلاغة, عند حديثك عن إعجاز معنوي وآخر تفصيلي, فلنقبله أيضا مع التوضيح:

أنت تتساءل هل يستشعر كل تال أو سامع للقرآن إعجازه البلاغي؟ أم أن الأمر يحتاج لنظر ودراسة؟
سؤال وجيه, أظنك لو أجبت عنه بصدق فستصل إلى الحق.
لذا دعني أسألك أمرين:
الأول: هل من شرط الإعجاز أن يتساوى في إدراكه وتذوقه الأدباء والبلداء, والبلغاء والبلهاء؟ هل تشترط إجماع العامة والخاصة حتى تقر بإعجاز القرآن؟

والثاني:هل تستطيع (أنت نفسك) أن تميز الكلام العربي البليغ, منثورا كان أو منظوما, من الذي هو أبلغ منه؟
وهذا هو سؤالي الذي لم تجب عنه: كيف تعرف البلاغة؟ فتأمله جيدا لأني أترقب جوابك عنه.

ولما كانت البلاغة فنا تطبيقيا, مثّلت بما يلي:



فمثلاً "لا تسعى وراء العلم خير لك" و "لا. تسعى وراء العلم؛ خير لك"
كدت أقول: كفاني منك "لا تسعى", فكيف تحكم على بلاغة القرآن ثم تخطئ مرتين فتكتب فعل "سعى" بإثبات الألف المقصور بعد "لا" الناهية والصواب حذفه أي: "لا تسع"!

وحتى تتضح المسألة أقول: "لا تَسْعَ في أمر لا تحسنه" و "لا تَعْدُ قدرك فالقرآن أعجز البلغاء" و "لا تَلِجْ اللّجة حتى تتقن العوم".

وختاما لكم سيسرني أن نصل معا إلى الحق.

hardabasht
01-27-2011, 03:16 PM
الزميل العزيز,
أقررت بأن القرآن بليغ, بل هو مقياس للبلاغة كما فهمتُ من كلامك عن الخليل. وتريد أن ننتقل إلى الكلام عن الإعجاز.
لكن لا بد أن نتفق على مقدمات مهمة قبل ذلك, فاصبر قليلا.

فلنقبل تصورك للبلاغة, وشمولها للألفاظ والمعاني, وقدرتها على تصوير وبيان المعنى المرتسم في ضمير المتكلم أو الكاتب.



مع بعد اصطلاحك عن البلاغة, عند حديثك عن إعجاز معنوي وآخر تفصيلي, فلنقبله أيضا مع التوضيح:

أنت تتساءل هل يستشعر كل تال أو سامع للقرآن إعجازه البلاغي؟ أم أن الأمر يحتاج لنظر ودراسة؟
سؤال وجيه, أظنك لو أجبت عنه بصدق فستصل إلى الحق.
لذا دعني أسألك أمرين:
الأول: هل من شرط الإعجاز أن يتساوى في إدراكه وتذوقه الأدباء والبلداء, والبلغاء والبلهاء؟ هل تشترط إجماع العامة والخاصة حتى تقر بإعجاز القرآن؟

والثاني:هل تستطيع (أنت نفسك) أن تميز الكلام العربي البليغ, منثورا كان أو منظوما, من الذي هو أبلغ منه؟
وهذا هو سؤالي الذي لم تجب عنه: كيف تعرف البلاغة؟ فتأمله جيدا لأني أترقب جوابك عنه.

ولما كانت البلاغة فنا تطبيقيا, مثّلت بما يلي:


كدت أقول: كفاني منك "لا تسعى", فكيف تحكم على بلاغة القرآن ثم تخطئ مرتين فتكتب فعل "سعى" بإثبات الألف المقصور بعد "لا" الناهية والصواب حذفه أي: "لا تسع"!

وحتى تتضح المسألة أقول: "لا تَسْعَ في أمر لا تحسنه" و "لا تَعْدُ قدرك فالقرآن أعجز البلغاء" و "لا تَلِجْ اللّجة حتى تتقن العوم".

وختاما لكم سيسرني أن نصل معا إلى الحق.

عزيزي:
أصبت في وجوب حذف حرف العلة، يبدو أنني بحاجة لاستذكار بعض دروس الإعراب :118: .
الخليل بن أحمد أسس علم النحو على القرآن و الأشعار العربية، قد ترتبط البلاغة بالنحو، وقد يكون اللحان بليغاً بإبلاغه مقصده دونما التزام بقواعد اللغة، قد يفيد ذلك في نفي أن تكون تعدد القراءات للقرآن انتقاصاً من بلاغته.

بالنسبة لسؤالك فمن شروط البلاغة أن تكون بليغة لكل من وصلته، فما بالك بشرط الإعجاز في البلاغة.

بالنسبة لكيف نميز البلاغة، لا بد أن نتأكد بأن ما أبلغنا به هو ما فعمناه. ومن ثم فإن الكلام إذا رأيته بليغاً ثم ثبت بعد ذلك أن ما فهمته منه هو غير ما قُصد فعندها تسقط صفة البلاغة التي اعتقدناها فيه بدايةً.

في النهاية أود أن أقول أنني لم أدعي البلاغة لنفسي. فأرجو أن لا تحاسبني إذا التبس عليك شيء مما أكتبه.

هشام بن الزبير
01-27-2011, 03:23 PM
لم أسمع بعدُ جواب السؤالين ببلاغة وإيجاز:

الأول: هل من شرط الإعجاز أن يتساوى في إدراكه وتذوقه الأدباء والبلداء, والبلغاء والبلهاء؟ هل تشترط إجماع العامة والخاصة حتى تقر بإعجاز القرآن؟

والثاني:هل تستطيع (أنت نفسك) أن تميز الكلام العربي البليغ, منثورا كان أو منظوما, من الذي هو أبلغ منه؟

وختاما تنبيه آخر:


في النهاية أود أن أقول أنني لم أدعي البلاغة لنفسي. فأرجو أن لا تحاسبني إذا التبس عليك شيء مما أكتبه.
مازالت "لم" جازمة, إذن "لم أدع", كيف لا أحاسبك وأنت تتطاول على القرآن وبلاغته, وتنكر إعجازه؟
لو تقدمت لوظيفة مراجع لغوي في مجلة, وسقطت مثل هاته السقطات, فهل تتوقع من المحرر أن يتغاضى عن قصورك؟ مع الفارق العظيم بين الأمرين.
حبذا لو أجبتني.

hardabasht
01-27-2011, 07:36 PM
لم أسمع بعدُ جواب السؤالين ببلاغة وإيجاز:

الأول: هل من شرط الإعجاز أن يتساوى في إدراكه وتذوقه الأدباء والبلداء, والبلغاء والبلهاء؟ هل تشترط إجماع العامة والخاصة حتى تقر بإعجاز القرآن؟

نعم


والثاني:هل تستطيع (أنت نفسك) أن تميز الكلام العربي البليغ, منثورا كان أو منظوما, من الذي هو أبلغ منه؟

إذا رجعنا إلى تعريف البلاغة الذي اتفقنا عليه، فيمكن لأي شخص أن يميز البليغ من غير البليغ، وأرى أن البلاغة تتحدد بمقدار السهولة في الإبلاغ. وبالتالي فكلما كانت العبارات أكثر توصيلاً للمضمون كلما كانت أكثر بلاغة.



وختاما تنبيه آخر:

مازالت "لم" جازمة, إذن "لم أدع", كيف لا أحاسبك وأنت تتطاول على القرآن وبلاغته, وتنكر إعجازه؟
لو تقدمت لوظيفة مراجع لغوي في مجلة, وسقطت مثل هاته السقطات, فهل تتوقع من المحرر أن يتغاضى عن قصورك؟ مع الفارق العظيم بين الأمرين.
حبذا لو أجبتني.

أتمنى أن لا تكون تنوي أن تبني حجتك على الإعجاز في بلاغة القرآن على قلة بلاغتي

هشام بن الزبير
01-27-2011, 08:46 PM
نعم

طيب, اشرح لي بأية ملكة سيدرك العامي وجه البلاغة, وهو جاهل بها؟ و من من البلغاء سبقك إلى هذا القول؟ لا بد من دليل, هل تظن أن كلمة "نعم" تخرجك من الإشكال؟



إذا رجعنا إلى تعريف البلاغة الذي اتفقنا عليه، فيمكن لأي شخص أن يميز البليغ من غير البليغ، وأرى أن البلاغة تتحدد بمقدار السهولة في الإبلاغ. وبالتالي فكلما كانت العبارات أكثر توصيلاً للمضمون كلما كانت أكثر بلاغة.

ضابط البلاغة عندك هو السهولة في الإبلاغ, ما الفرق إذن بين كلام البلغاء وكلام العوام في الأسواق والشوارع؟



أتمنى أن لا تكون تنوي أن تبني حجتك على الإعجاز في بلاغة القرآن على قلة بلاغتي

يجب أن تسأل نفسك إن كنت لا تحسن مبادئ النحو, فكيف خطر ببالك أن تجادل في بلاغة القرآن؟
مرة أخرى أسألك: هل تستطيع أن تميز بليغ الكلام من أبلغه؟ هل تستطيع أن تدرك الفرق بين مراتب الكلام البليغ؟

hardabasht
01-29-2011, 09:11 AM
عزيزي هشام

لقد أخطأتُ في ربط البلاغة بنحو الخليل بن أحمد. لذلك لك أن تكف عن ملاحقتي كأستاذ لغة عربية، النحو جاء بعد القرآن وهو ليس وسيلة لإثبات البلاغة.

أرجو أن تقرأ هذا الرابط (http://uqu.edu.sa/page/ar/3330)


ثانياً، من قال أن هناك درجات للبلغة، هل لك أن تدرج لي درجات البلاغة؟؟ ويستوي كلام البلغاء من العامة والعلماء، فهناك ال بليغ وما هو الغير بليغ دون درجات بينهما، والبلاغة التي تكون بالفصحى لها نفس مستوى البلاغة بالعامية باختلاف اللهجة فقط.

مرة أخرى أشرح لك أن البليغ هو ما أبلغ، وليس لي علم بدرجات البلاغة. وليكن هناك درجات للبلاغة، ولنقل أننا سوف نعطي القرآن أعلاها... أين الإعجاز في هذه البلاغة؟؟؟

لنميز من الآن بين البلاغة والنحو.

تحياتي

هشام بن الزبير
01-29-2011, 10:26 AM
لقد أخطأت في ربط البلاغة بنحو الخليل بن أحمد. لذلك لك أن تكف عن ملاحقتي كأستاذ لغة عربية، النحو جاء بعد القرآن وهو ليس وسيلة لإثبات البلاغة.
لم تخطئ في الربط بل لحنت, وأنى للحّان أن يحكم على بلاغة القرآن.
وكيف يكون النحو منفصلا عن البلاغة: فلو قلت: "قَدْرُ زَيْداً ما يحسنه" أترى هذا الكلام بليغا؟ أم أن الخلل النحوي يسري في الكلام فيذهب برونقه ويخل ببلاغته؟

فإن شئت قلت:
النحو يعنى بمطابقة الكلام للقواعد الكلية للعربية, في حين أن البلاغة تعنى بدقائق الخصائص التي تجعله مطابقا للمعنى المراد, وموافقا لواقع الحال. فالنحو كالأساس للبلاغة. وهل تصورت أن الكلام الذي يحكم عليه النحوي باللحن والخطإ, قد يعده الأديب بليغا؟
ثمّ يستحسن ألا تعود إلى الإحالة على روابط, فإنك قلت: "أنا بصراحة لا أرى القرآن بليغا بشكل معجز" ولم يقل ذلك صاحب الرابط.


ثانياً، من قال أن هناك درجات للبلاغة، هل لك أن تدرج لي درجات البلاغة؟؟ ويستوي كلام البلغاء من العامة والعلماء، فهناك البليغ وما هو الغير بليغ دون درجات بينهما، والبلاغة التي تكون بالفصحى لها نفس مستوى البلاغة بالعامية باختلاف اللهجة فقط.

بل قل لي أنت, كيف استطاع العرب أن يقفوا على تفرد المعلقات, وكيف استطاع البلغاء أن يميزوا رصين الشعر وجيده, من ركيكه ورديئه؟
وكيف استطاعوا التمييز بين طبقات الشعراء ومراتبهم, ما دامت البلاغة في زعمك شيئا واحدا لا يتفاوت؟

تنبيه: لا تقل الغير بليغ, وقل غير البليغ.


مرة أخرى أشرح لك أن البليغ هو ما أبلغ، وليس لي علم بدرجات البلاغة. وليكن هناك درجات للبلاغة، ولنقل أننا سوف نعطي القرآن أعلاها... أين الإعجاز في هذه البلاغة؟؟؟

لم يخف علي منذ قلت ما قلت أول مرة, أنْ لا علم لك بالبلاغة, لكن حتى أريحك أقول:
الكلام ينقسم إلى بليغ وأبلغ منه ومعجز.
وشرط إدراك إعجاز بلاغة القرآن, أن تميز بين بليغ الكلام العربي وأبلغه, فإن عجزت عن ذلك, فإنك عن إدراك معجزة البلاغة القرآنية أعجز.
لهذا السبب أقررت ببلاغة القرآن, فأنت تشعر بالبلاغة إجمالا, وهذا ما يسع العامي, لكن فقدانه للملكة البلاغية يجعل تلكيفه بتذوق دقائق البلاغة ولطائف البيان, مثل تكليف الأعمى بنقط المصحف.

مثال ذلك أن البريطاني العامي يسمع عن بلاغة أدب شكسبير, ولو كلفناه أن يشرح لنا قطعة من كلامه, وبأي الوجوه كانت بليغة, فقد لا يقدر, فهل يسارع إلى نفي البلاغة عنها؟ أم أنه يقول: أنا عاجز عن إدراكها لفقدان الملكة اللازمة, ثم يقنع من أمره باتباع حكم أهل الإختصاص؟

ولما أقررت أن القرآن بليغ, ثم نفيت إعجازه, ثم عدت فأقررت أنك لا تميز بين مراتب البلاغة, وقعت في التناقض.
فتذوق البلاغة وثيق الصلة بإدراك إعجاز القرآن, بل الأول شرط للثاني, لهذا سأل عامة العرب الوليد بن المغيرة عن القرآن لأنه أعلم منهم, فعلموا منه أنه ليس من جنس كلام البشر, فلم يعلم منهم من رد عليه قوله, وإن لم يذعنوا للقرآن تعنتا وحمية.

لهذا كله أسألك: أنّى لك أن تنفي إعجاز بلاغة القرآن وقد أقررت على نفسك أنك لا تميز بين مراتب البلاغة؟ وكيف عرفت أن بلاغة القرآن غير معجزة؟ وبأي ملكة؟

وختاما أسأل الله أن يبصّرك بالحق.

hardabasht
01-30-2011, 10:12 AM
لم تخطئ في الربط بل لحنت, وأنى للحّان أن يحكم على بلاغة القرآن.
وكيف يكون النحو منفصلا عن البلاغة: فلو قلت: "قَدْرُ زَيْداً ما يحسنه" أترى هذا الكلام بليغا؟ أم أن الخلل النحوي يسري في الكلام فيذهب برونقه ويخل ببلاغته؟


يبدو أنك لم تفهم مقصدي من الرابط، فقد عنيت أن أستشهد بانفصال النحو واللحن عن البلاغة، البلاغة ليست الفصاحة وهي أمر مختلف لكون البلاغة مشتقة من التبليغ، والفصاحة مشتقة من الفصيح "من الكلام" لذلك رأيت أن أنبهك أن وقوفك خلف أخطائي النحوية لا يزيد من قوة برهانك على الإعجاز في بلاغة القرآن.


فإن شئت قلت:
النحو يعنى بمطابقة الكلام للقواعد الكلية للعربية, في حين أن البلاغة تعنى بدقائق الخصائص التي تجعله مطابقا للمعنى المراد, وموافقا لواقع الحال. فالنحو كالأساس للبلاغة. وهل تصورت أن الكلام الذي يحكم عليه النحوي باللحن والخطإ, قد يعده الأديب بليغا؟
ثمّ يستحسن ألا تعود إلى الإحالة على روابط, فإنك قلت: "أنا بصراحة لا أرى القرآن بليغا بشكل معجز" ولم يقل ذلك صاحب الرابط.

لقد تأسس علم النحو بعد جمع القرآن بفترة طويلة، وهو علم بني على فصاحة القرآن وفصاحة ألسنة العرب التي جعلتهم ينظمون الأشعار الفصيحة والخالية من الأخطاء النحوية بشكل تلقائي. والرابط الذي أرسلته لك سابقاً يفيد بذلك كما يفيد بأن اختلاط اللهجات العامية واللغات الأجنبية أديا إلى انتشار الأخطاء النحوية. قد لا يعد الأديب كلاماً يخطئ صاحبه بالنحو كلاماً فصيحاً ولكنه قد يقر ببلاغته إذا أوصل المعنى المطلوب. ومجدداً أنا لم أستشهد بالرابط للقول بأنه يقول مثلي بعدم الإعجاز في بلاغة القرآن، بل استشهدت به على الاختلاف بين النحو والبلاغة لكي لا نتشتت في حوارنا.

بل قل لي أنت, كيف استطاع العرب أن يقفوا على تفرد المعلقات, وكيف استطاع البلغاء أن يميزوا رصين الشعر وجيده, من ركيكه ورديئه؟
وكيف استطاعوا التمييز بين طبقات الشعراء ومراتبهم, ما دامت البلاغة في زعمك شيئا واحدا لا يتفاوت؟

أتذكر هنا قول محمد مهدي الجواهري عن الأشعار الحديثة بكونها غير جميلة كقولهم "نملة تتقيأ في وجه القمر" فبالرغم من فصاحة الشطر إلا أنه يخلو من الإبداع. فلذلك فقد تمتع العرب القدماء بحس تلقائي بسبب استخدامهم اليومي للفصحى وإحساسهم بالوزن "قبل بدء علم العروض". إن هناك مدارس تختلف في تقييم الشعر، فمنهم من يرى أن الصورة البلاغية هي ما يجمله، ومنهم من يرى الجمال في القافية أو الوزن الموسيقي. أي أن البلاغة هي أحد أوجه الجودة وليست كلها.

تنبيه: لا تقل الغير بليغ, وقل غير البليغ.

شكراً

لم يخف علي منذ قلت ما قلت أول مرة, أنْ لا علم لك بالبلاغة, لكن حتى أريحك أقول:
يبدو أنك اضطررت لاستنتاج ذلك بالرغم من اعترافي بذلك صراحةً


الكلام ينقسم إلى بليغ وأبلغ منه ومعجز.

يا سلام، وماذا عن الأبلغ من أبلغ منه، والأبلغ من الأبلغ من أبلغ منه؟؟ لنقم بتقييم بسيط لبعض النصوص أرجو أن تضعها لي في تقييمها البلاغي حسب تصنيفك.

1. معلقة زهير بن أبي سلمى

أَمِــنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْــــنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ بِحَـوْمَانَةِ الـدُّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّـمِ
وَدَارٌ لَهَـا بِالرَّقْــمَتَــيــْـنِ كَأَنَّهَـا مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَـمِ
بِهَا العِيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَـةً وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ

2. قصيدة أبو العلاء المعري

غير مجد في ملتي واعتقادي نــــــوح باك ولا ترنم شاد
وشبيه صوت النعي اذا قيس بصوت البشير في كل ناد
ابكت تلكم الحمامــة أم غنت على فــــرع غصنها المياد
صاح هذي قبورنا تملأ الرحب فأين القبور من عهد عاد؟

3. قول نبي الإسلام محمد

إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.

4. خبر من صحيفة الثورة السورية:

في ظل تواصل الارهاب الاسرائيلي ضد ابناء الشعب الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية المحتلة اصيب عدد من الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال في بيت أمر بالضفة الغربية

5. المقامة البغدادية للهمذاني
رَوى الحارثُ بنُ همّامٍ قال: ندَوْتُ بضَواحي الزّوْراء. معَ مشيخَةٍ منَ الشّعراء. لا يعْلَقُ لهُمْ مُبارٍ بغُبارٍ. ولا يجْري معهُمْ مُمارٍ في مِضْمارٍ. فأفَضْنا في حديثٍ يفضَحُ الأزهارَ. إلى أنْ نصَفْنا النّهارَ. فلمّا غاضَ دَرُّ الأفْكارِ. وصبَتِ النّفوسُ الى الأوْكارِ. لمحْنا عجوزاً تُقبِلُ منَ البُعْدِ. وتُحضِرُ إحْضارَ الجُرْدِ.


طبعأ سوف أوفر على نفسي وعليك إدخال آية من القرآن لأنها وبشكل تلقائي سوف تنال على دجة الإعجاز من قبلك.


وشرط إدراك إعجاز بلاغة القرآن, أن تميز بين بليغ الكلام العربي وأبلغه, فإن عجزت عن ذلك, فإنك عن إدراك معجزة البلاغة القرآنية أعجز.
لهذا السبب أقررت ببلاغة القرآن, فأنت تشعر بالبلاغة إجمالا, وهذا ما يسع العامي, لكن فقدانه للملكة البلاغية يجعل تلكيفه بتذوق دقائق البلاغة ولطائف البيان, مثل تكليف الأعمى بنقط المصحف.
مثال ذلك أن البريطاني العامي يسمع عن بلاغة أدب شكسبير, ولو كلفناه أن يشرح لنا قطعة من كلامه, وبأي الوجوه كانت بليغة, فقد لا يقدر, فهل يسارع إلى نفي البلاغة عنها؟ أم أنه يقول: أنا عاجز عن إدراكها لفقدان الملكة اللازمة, ثم يقنع من أمره باتباع حكم أهل الإختصاص؟
إذا اشترطت ذلك سقطت خاصية الإعجاز ولا داعي لإكمال الحوار، فهل هو معجز فقط لمن تبحر في علوم البلاغة، أي أنه معجزة ربانية لفئة خاصة من الناس (المتمكنين من البلاغة) ضمن فئة محددة (متحدثي اللغة العربية). أي أنه بعبارة أخرى فالقرآن لا يعجزني أنا بل يعجزك أنت. وأنت هنا قمت بإثبات ما قلته أنا من أن القرآن غير معجز!

وفي النهاية أرجو أن يتسع صدرك لمداخلاتي وأن تقوم بإثبات الإعجاز في القرآن عن طريق إثباته لا عن طريق الطعن في سواه.

وشكراً

هشام بن الزبير
01-30-2011, 10:49 AM
إذا اشترطت ذلك سقطت خاصية الإعجاز ولا داعي لإكمال الحوار، فهل هو معجز فقط لمن تبحر في علوم البلاغة، أي أنه معجزة ربانية لفئة خاصة من الناس (المتمكنين من البلاغة) ضمن فئة محددة (متحدثي اللغة العربية). أي أنه بعبارة أخرى فالقرآن لا يعجزني أنا بل يعجزك أنت. وأنت هنا قمت بإثبات ما قلته أنا من أن القرآن غير معجز!


أتمنى ألا تغالط:
لقد قلتُ إن العامي يشعر بالبلاغة إجمالا, وهذا مايسعه لأنه جاهل بالبلاغة, فأنت نفسك أقررت ببلاغة القرآن, رغم أنك جاهل بوجوه بلاغته على التفصيل. فكيف تصورت أن عجزك يسقط إعجاز القرآن.
من معجزات عيسى عليه السلام إحياء الموتى بإذن الله, ولو طبقت مغالطتك بشكل مطرد, لقلت, إن هذا غير معجز, فقد يوجد تفسير طبي لذلك, لكن إجماع الأطباء على استحالة مثل ذلك, يجعل كلامك ينطق بالجهل.

إذن, لن تستطيع أن تجمع بين الأمرين: الجهل بالبلاغة ومراتبها, وإنكار إعجاز القرآن.
أحكم الآلة وحصل الملكة ثم أقبل على القرآن بعدها. لا بد لك من تذوق البلاغة البشرية ابتداء.

أما عن أسئلتك بخصوص النصوص التي أوردتها, فأنا بحمد الله أستطيع أن أجيبك, لكني أكره أن تستدرجني إلى متاهات من التطويل نثقل بها على أنفسنا وعلى القراء.
سأجيبك رغم ذلك, بشرط أن تجيبني على سؤالي:
هل تنكر التفاوت في مراتب الكلام البليغ؟ وكيف استطاع العرب التفضيل بين بلغائهم؟

أدعوك إلى تعلم البلاغة ثم تدبر القرآن, فإنك إن فعلت أقررت مع البلغاء أنه كلام معجز.

hardabasht
01-30-2011, 12:14 PM
أتمنى ألا تغالط:
لقد قلتُ إن العامي يشعر بالبلاغة إجمالا, وهذا مايسعه لأنه جاهل بالبلاغة, فأنت نفسك أقررت ببلاغة القرآن, رغم أنك جاهل بوجوه بلاغته على التفصيل. فكيف تصورت أن عجزك يسقط إعجاز القرآن.
من معجزات عيسى عليه السلام إحياء الموتى بإذن الله, ولو طبقت مغالطتك بشكل مطرد, لقلت, إن هذا غير معجز, فقد يوجد تفسير طبي لذلك, لكن إجماع الأطباء على استحالة مثل ذلك, يجعل كلامك ينطق بالجهل.
لا أرى وجهاً للشبه، أنت تقول أننا نطبق "المغالطة" بشكل مطرد، قد يكون الشكل المطرد هنا هو أن عيسى كان يشفي المرضى إلا من لم يأتيه بترتيب مسبق. أي أنه كان يشفي من يشفيه من المرضى الذين اتفقو معه مسبقاً أن يتم شفاؤهم على يده. كما تقول بأن القرآن يعجز ببلاغته البشرية إلا من لم يدرس البلاغة.

إذن, لن تستطيع أن تجمع بين الأمرين: الجهل بالبلاغة ومراتبها, وإنكار إعجاز القرآن.
أحكم الآلة وحصل الملكة ثم أقبل على القرآن بعدها. لا بد لك من تذوق البلاغة البشرية ابتداء.
أو أقول أنا
إذن, لن تستطيع أن تجمع بين الأمرين: الجهل بالبلاغة ومراتبها, والشعور بإعجاز القرآن.


أما عن أسئلتك بخصوص النصوص التي أوردتها, فأنا بحمد الله أستطيع أن أجيبك, لكني أكره أن تستدرجني إلى متاهات من التطويل نثقل بها على أنفسنا وعلى القراء.
ليس من باب التطويل ولكن من باب الوقوف على تصنيفك للبلاغة، وهو محور النقاش الدائر أساساً

سأجيبك رغم ذلك, بشرط أن تجيبني على سؤالي:
هل تنكر التفاوت في مراتب الكلام البليغ؟ وكيف استطاع العرب التفضيل بين بلغائهم؟
بالرغم من أنني لا أحبذ أسلوب المقايضة بالأجوبة إلا أنني قد عاهدت نفسي هنا ألا أتجنب أي سؤال إلى أن نصل إلى الحقيقة أو القناعة الكافية، لذلك أجيبك مرةً أخرى بأن هناك البليغ وهناك غير البليغ، ولا يوجد مراتب بينهما. كقولنا ميت وحي فلا يوجد لدينا ميت قليلاً وأموت منه، أو حي كثيراً وأحيى منه.. وإذا دخلنا بتصنيفات أخرى كالرمق الأخير والمرض فإننا هنا بصدد تعريف الصحة وليس الموت والحياة.

وشكراً

هشام بن الزبير
01-30-2011, 01:23 PM
لا أرى وجهاً للشبه، أنت تقول أننا نطبق "المغالطة" بشكل مطرد، قد يكون الشكل المطرد هنا هو أن عيسى كان يشفي المرضى إلا من لم يأتيه بترتيب مسبق. أي أنه كان يشفي من يشفيه من المرضى الذين اتفقو معه مسبقاً أن يتم شفاؤهم على يده. كما تقول بأن القرآن يعجز ببلاغته البشرية إلا من لم يدرس البلاغة.

وجه الشبه هو الجهل, فمثالي عن جاهل بالطب قد يتوهم أن إحياء الموتى قد يحصل بنوع من العلم بالطب لم يدركه, فينفي الإعجاز, لكن إجماع الأطباء على أن هذا الأمر معجز يكفي الجاهل, فيلزمه أن يقر بوقوع الإعجاز تبعا لهم, أو يتعلم الطب, حتى يقف بنفسه على حقيقة الأمر.
وبالنسبة للجاهل بالبلاغة ومراتبها, وما قد يعتريها من تفاوت وزيادة ونقص, فإنه قد يتوهم أن بلاغة القرآن مما يُدرك بالدراسة والمِران, لكن إجماع البلغاء يبطل شبهته, ويبين وهمه, أو يتعلم العربية وعلومها حتى يحكم الآلة الضرورية لتمييز بلاغة القرآن عن غيرها.
فالمثالان يترجمان لحقيقة تفاوت الناس في إدراك الإعجاز عموما, فيدركه عامتهم إجمالا, وخاصتهم تفصيلا.

فانظر في أمرك, وتأمل حالك, وقل لي أين تجدك؟


أو أقول أنا إذن, لن تستطيع أن تجمع بين الأمرين: الجهل بالبلاغة ومراتبها, والشعور بإعجاز القرآن.

هذا صحيح, وهو ينطبق عليك تماما, فأنت مفتقر لمبادئ النحو, فضلا عن البلاغة, فما شأنك والقرآن؟
لهذا لن تستطيع أن تحكم على إعجاز القرآن إلا بمحض الهوى والتحكم, أما الدليل, فأنى لك به؟



ليس من باب التطويل ولكن من باب الوقوف على تصنيفك للبلاغة، وهو محور النقاش الدائر أساساً بالرغم من أنني لا أحبذ أسلوب المقايضة بالأجوبة إلا أنني قد عاهدت نفسي هنا ألا أتجنب أي سؤال إلى أن نصل إلى الحقيقة أو القناعة الكافية، لذلك أجيبك مرةً أخرى بأن هناك البليغ وهناك غير البليغ، ولا يوجد مراتب بينهما. كقولنا ميت وحي فلا يوجد لدينا ميت قليلاً وأموت منه، أو حي كثيراً وأحيى منه.. وإذا دخلنا بتصنيفات أخرى كالرمق الأخير والمرض فإننا هنا بصدد تعريف الصحة وليس الموت والحياة.

أنا لم أنف تفاوت بلاغة البلغاء, بل أنت نفيته, لذا فأنا أرى أنه ينبغي لك أن تبين لي في مثالين فقط مما ذكرت, أن البلاغة لا تتفاوت, أو أنها ليست سوى درجتين. فما دليلك على هذا؟

hardabasht
01-30-2011, 02:03 PM
الزميل العزيز هشام، لنا عودة لمتابعة الحوار. أتمنى لكم النصر على الديكتاتور. وكم كنت أتمنى لو كان زوال ديكتاتورنا قد تم على أيدينا كما تفعلون أنتم.

هشام بن الزبير
01-30-2011, 11:50 PM
الزميل العزيز هشام، لنا عودة لمتابعة الحوار. أتمنى لكم النصر على الديكتاتور. وكم كنت أتمنى لو كان زوال ديكتاتورنا قد تم على أيدينا كما تفعلون أنتم.

الزميل العزيز هاردبشت,
فلنتابع حوارنا, لعلنا ننتصر معا على "دكتاتور" الإلحاد.

hardabasht
01-31-2011, 02:10 PM
وجه الشبه هو الجهل, فمثالي عن جاهل بالطب قد يتوهم أن إحياء الموتى قد يحصل بنوع من العلم بالطب لم يدركه, فينفي الإعجاز, لكن إجماع الأطباء على أن هذا الأمر معجز يكفي الجاهل, فيلزمه أن يقر بوقوع الإعجاز تبعا لهم, أو يتعلم الطب, حتى يقف بنفسه على حقيقة الأمر.
بالطبع قد يقول الناس أي شيء، فأنت ضربت مثالاً عن معجزة أخرى لكي تثبت معجزة أولى، قد فهمت ما تعنيه ولكن الإعجاز لا بد أن يبهر به الجميع ويقرون به، فمعجزة عيسى بشفاء المرضى قد تواترت إلينا، وما من دليل على ذلك لاستمرار وجود الأمراض التي قام عيسى بشفائها، أي بعبارة أخرى فمن الوارد أن تكون مسألة الشفاء مسألة تضخيم قام بها أتباعه، ومن الوارد أيضاً أن تكون قد تمت بالاتفاق مع ممثلين يتمارضون ليشفو على يديه.

أما بالنسبة للقرآن وقولك بأنه لا يمكن أن يقر بإعجازه إلا فئة صغيرة جداً من البشرية فأنت لم تثبت إعجازه، فذلك شبيه بقول أن من يصل إلى مرحلة النيرفانا يعرف كل شيئ ويستطيع أن يتجول في العالم دون قيود جسدية، وعندما تناقش ذلك يقال لك وما أدراك أنت فأنت لم تصل إلى مرحلة النيرفانا، فهل نعتبر ذلك معجزة؟؟



أنا لم أنف تفاوت بلاغة البلغاء, بل أنت نفيته, لذا فأنا أرى أنه ينبغي لك أن تبين لي في مثالين فقط مما ذكرت, أن البلاغة لا تتفاوت, أو أنها ليست سوى درجتين. فما دليلك على هذا؟
لأنك لم تنف التفاوت فيقع على عاتقك تصنيف البلاغة، أنا نفيتها فلذلك لا يقع على عاتقي تصينفها فكما قلت لك هي إما بليغة وإما لا، ولكن أنت الذي قلت أن هناك البليغ والأبلغ منه والمعجز، فأرجو أن تشرح لي ذلك بمثال تطبيقي بأن تصنف لي النصوص التي ذكرتها لك سابقاً حسب تصنيفك للبلاغة.

وشكراً

هشام بن الزبير
01-31-2011, 04:06 PM
بالطبع قد يقول الناس أي شيء، فأنت ضربت مثالاً عن معجزة أخرى لكي تثبت معجزة أولى، قد فهمت ما تعنيه ولكن الإعجاز لا بد أن يبهر به الجميع ويقرون به، فمعجزة عيسى بشفاء المرضى قد تواترت إلينا، وما من دليل على ذلك لاستمرار وجود الأمراض التي قام عيسى بشفائها، أي بعبارة أخرى فمن الوارد أن تكون مسألة الشفاء مسألة تضخيم قام بها أتباعه، ومن الوارد أيضاً أن تكون قد تمت بالاتفاق مع ممثلين يتمارضون ليشفو على يديه.


أعيد عليك كلامي عساك تعيه, عامة الناس يدركون الإعجاز إجمالا, وخاصتهم تفصيلا.
أما كلامك عن التضخيم والتمثيل فيكفي في دحضه قولك بتواتر نقل معجزات عيسى عليه السلام, فإن لم يكن التواتر دليلا, فأخبرني ماذا يكون؟
أظنك لا تفهم معنى الإعجاز ولا معنى التواتر, فماذا تقصد بهذين المصطلحين؟



أما بالنسبة للقرآن وقولك بأنه لا يمكن أن يقر بإعجازه إلا فئة صغيرة جداً من البشرية فأنت لم تثبت إعجازه، فذلك شبيه بقول أن من يصل إلى مرحلة النيرفانا يعرف كل شيئ ويستطيع أن يتجول في العالم دون قيود جسدية، وعندما تناقش ذلك يقال لك وما أدراك أنت فأنت لم تصل إلى مرحلة النيرفانا، فهل نعتبر ذلك معجزة؟؟

بل يقر بإعجازه الجميع, لكن العوام لن يستطيعوا الوقوف على دقائق إعجازه لافتقارهم للملكة البلاغية, كما هو الشأن معك. فليتك تتحرى الإنصاف, ولا تتقول علي ما لم أقله!
ويكفي العامي بعد هذا الإدارك المجمل للإعجاز, أن يعلم أن القرآن تحدى بلغاء العرب فعجزوا وتواتر ذلك, ثم إن كابر قلنا له: دونك القرطاس والقلم, فائت بسورة من مثله. فهذا من أيسر السبل لفهم الإعجاز.
القرآن معجزة عقلية, هل تعي معنى هذا؟ معناه أن البليد لن يستوي مع الذكي في إدراك إعجازها على التفصيل, لهذا فمثالك يُشعرني أنك لم تفهم كلامي, الذي يحيلك على أحوال روحية وكشف صوفي ووجدان قلبي لا يدرى أي شيء هو, هو الذي يعترض عليه بمثالك, أما ما نحن بصدده, فأقرب الأمثلة إليه ما ذكرته آنفا ثم تجاهَلته, ألا وهو مثال بلاغة شكسبير وموقف عامة الإنجليز منها. فراجعه إن شئت.


لأنك لم تنف التفاوت فيقع على عاتقك تصنيف البلاغة، أنا نفيتها فلذلك لا يقع على عاتقي تصينفها فكما قلت لك هي إما بليغة وإما لا، ولكن أنت الذي قلت أن هناك البليغ والأبلغ منه والمعجز، فأرجو أن تشرح لي ذلك بمثال تطبيقي بأن تصنف لي النصوص التي ذكرتها لك سابقاً حسب تصنيفك للبلاغة.

طيب, لن أخيب ظنك, سأعود من الصلاة ثم أجيبك عن هذا إن شاء الله.

وختاما, أدعوك أن تسلم قلبك لمن أسلم له من في السماوات والأرض, فإن العمر قصير والمقدرات الذهنية كثيرة والعلم بمعزل عن أكثرها, فلا تحرم نفسك الخير.

hardabasht
02-02-2011, 09:43 AM
أعيد عليك كلامي عساك تعيه, عامة الناس يدركون الإعجاز إجمالا, وخاصتهم تفصيلا.
أما كلامك عن التضخيم والتمثيل فيكفي في دحضه قولك بتواتر نقل معجزات عيسى عليه السلام, فإن لم يكن التواتر دليلا, فأخبرني ماذا يكون؟
أظنك لا تفهم معنى الإعجاز ولا معنى التواتر, فماذا تقصد بهذين المصطلحين؟

التواتر هو نقل الرواية من أشخاص حضروا الحدث إلى أشخاص لم يحضروه، ومن ثم أشخاص لم يحضروه إلى أشخاص آخرون لم يحضره.... وهكذا
أما الإعجاز فهو ما يبهر الناس، وهو ليس مرادفاً للتعجيز الذي هو عدم مقدرة الناس على فعل معين، فمثلاً التعجيز هو أن تسأل شخص أن يحفر بئراً باستخدام ملعقة، أما الإعجاز فهو أن يقوم بحفر هذه البئر بإشارة من يده (دون أن تكون تلك الإشارة لعمال ليقومو بحفره :sm_smile: )



بل يقر بإعجازه الجميع, لكن العوام لن يستطيعوا الوقوف على دقائق إعجازه لافتقارهم للملكة البلاغية, كما هو الشأن معك. فليتك تتحرى الإنصاف, ولا تتقول علي ما لم أقله!
ويكفي العامي بعد هذا الإدارك المجمل للإعجاز, أن يعلم أن القرآن تحدى بلغاء العرب فعجزوا وتواتر ذلك, ثم إن كابر قلنا له: دونك القرطاس والقلم, فائت بسورة من مثله. فهذا من أيسر السبل لفهم الإعجاز.

أقول يقر بفصاحته العرب، ولكننا هنا بصدد إثبات الإعجاز في البلاغة، أرجو عدم تشتيت الحوار، هل القرآن معجز ببلاغته أم لا. وصلنا إلى تعريف البلاغة وإلى أنك تقول بتدرج البلاغة بين بليغ وأبلغ ومعجز، فأرجو أن نتابع على هذا المسار وأن لا نحيد.


القرآن معجزة عقلية, هل تعي معنى هذا؟ معناه أن البليد لن يستوي مع الذكي في إدراك إعجازها على التفصيل, لهذا فمثالك يُشعرني أنك لم تفهم كلامي, الذي يحيلك على أحوال روحية وكشف صوفي ووجدان قلبي لا يدرى أي شيء هو, هو الذي يعترض عليه بمثالك, أما ما نحن بصدده, فأقرب الأمثلة إليه ما ذكرته آنفا ثم تجاهَلته, ألا وهو مثال بلاغة شكسبير وموقف عامة الإنجليز منها. فراجعه إن شئت.

هل فعلاً القرآن معجز في بلاغته ؟؟ أذكر أن مثالاً ضرب في هذا المنتدى عن أن الطفل الذي لا يستطيع أن يحمل صخرة يحملها رجل قوي سيقول للرجل بأن هذا ليس إثباتاً للقوة، أعجبني المثال وقتها ولكن هل لنا أن نفكر بهذا الطفل لو عقد العزم على حمل هذه الصخرة وتدرب يومياً إلى أن يصبح بمقدرته حمل الصخرة، هل سيكون حمل الصخرة معجزاً عندها أم أنه سيكون تحدياً يستطيع من عقد العزم وتحلى بالإصرار أن يأتي به؟

لذلك في القرآن فإن البلاغة في التقديم والتأخير موجودة، ولكنها ليست معجزة. كذلك الحال لدى شكسبير، هو بليغ وفصيح وكلامه موزون ومقفى، ولديه صور بيانية وكل ذلك من المجملات اللغوية، القرآن فيه من ذلك أيضاً. فلذلك نعرف بلاغته في لغتنا ولا تعجزنا.



طيب, لن أخيب ظنك, سأعود من الصلاة ثم أجيبك عن هذا إن شاء الله.


أرجو أن يكون المانع خيراً حتى الآن

هشام بن الزبير
02-02-2011, 09:52 AM
يا سلام، وماذا عن الأبلغ من أبلغ منه، والأبلغ من الأبلغ من أبلغ منه؟؟ لنقم بتقييم بسيط لبعض النصوص أرجو أن تضعها لي في تقييمها البلاغي حسب تصنيفك.
ليتك تراجع العبارة المظللة بالأحمر, فإنها تئن من وطأة الركاكة, رغم أن لفظ البلاغة تكرر فيها خمس مرات! فهلا صغتها بأبلغ من ذلك؟ هل رأيت الآن أن المفتقر إلى آلة النحو قاصر عن مرتبة البلاغة بالضرورة؟

ومن أغرب الأشياء أن تدعي أن الكلام إما بليغ أو غير بليغ وأن لا شيء بينهما!
وأود أن أذكرك بما أقررت به أول مرة, من أن البلاغة تشمل الألفاظ والمعاني. فلنقل إن معيار بلاغة الألفاظ –بعد سلاستها وسلامتها من كل ما ينفر منه الذوق- وفاؤها بحق المعاني, مع الصدق ومطابقة واقع الحال وموافقة السياق.
وكلما كانت المعاني أصدق وأرقى وأغزر, كلما ارتقت بلاغة الكلام, فتأمل ثلاثة من أمثلتك, فإن حصل فيها التفاوت من جهة البلاغة فقد سقطت شبهتك:

المثال الأول من السنة:


إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.

هذه درة من درر البلاغة النبوية, ولا يشك بليغ أنها لو قيست إلى كل ما أوردته علي لكانت منها بمنزلة الثريا من الثرى, فنبينا صلى الله عليه وسلم كان افصح العرب, شهد بذلك كافرهم قبل مؤمنهم. وهذا أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام. وكفى بها شهادة بالبلاغة لكلام هذا شأنه.
تضمن الحديث معاني عظيمة بليغة يعسر استقصاؤها فمنها:
- انقسام الأشياء من جهة حكمها إلى أقسام ثلاثة:
1. الحلال البين, 2. الحرام البين, 3. المشتبهات. (هل تستطيع أن تستدرك فتورد قسما رابعا؟)
- ثم ينقسم الناس فريقين: فريق يتقي الشبهات لعلمه وثان يقع فيها بجهله.
- المشتبهات لا تلتبس على أهل العلم, فالحديث يشير إلى فضيلتهم, ويستحث الجاهل لسلوك سبيلهم.
- الترغيب في اتقاء الشبهات طلبا لبراءة الدين والعرض والتحذير من مواقعتها. فلعل سائلا يسأل: وكيف ذلك, فيجاب: لأن الوقوع في المشتبهات ذريعة الوقوع في الحرام.
- وفيه حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم بضرب الأمثال النافعة, وتقريب المعاني المعقولة بالصور المحسوسة.
- فقوله صلى الله عليه وسلم: "كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه" فهذا تشبيه بليغ.
- فلملوك الدنيا حمى يضرب حول ملكهم, ويزجر الناس عن الدنو منه, فذلك مثل محارم الله, من حام حولها وقع في الحرام أو كاد, ومن تحرز من ذلك سلم وأمن العقوبة.
- ولما كان السامع يفهم أن أمر المشتبهات ملتبس وتمييزها مما يشق, دله النبي صلى الله عليه وسلم على الإقبال على إصلاح القلب الذي هو من الجوارج بمنزلة الأمير, وأخبره أن صلاح الجسد من صلاحه, وفساده من فساده.
- ومن بلاغة الحديث استعمال أساليب التوكيد: إن, ألا, فلو قيل إن هذا فيه تطويل والعرب تقرن البلاغة بالإيجاز, قلنا إن الصواب أن البلاغة ما وافق مقتضى الحال, فإنما يذم من أطنب في موطن الإيجاز, أو أوجز في موطن الإطناب, أما من امتطى فرس البيان, واستمسك منه بالعنان, ولبس لكل حالة من حالات الخطاب لبوسها, فذلك البليغ الذي ترنو إليه القلوب وتطرب لحديثه الآذان.
- فانظر إلى هاته النبذ النفيسة التي حوتها تلك الكلمات النبوية اليسيرة, فإن اللبيب يفهم بالإشارة, ويغنيه التلميح عن العبارة, ثم انظر إلى سلاسة اللفظ, وخلوه من كل غامض مستصعب, أو موهِم محتمِل, فهو سهل ممتنع, جامع مانع, ناصع واضح, وضيء صادق, لا تجد فيه تكلفا ولا صنعة, بل هو سيال متدفق, التحم بمعانيه, كما التحم الماء بأوصافه, وهو على كل ما ذكرته غير معجز, ولم يقع التحدي به.

المثال الثاني من الشعر:



أَمِــنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْــــنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ**** بِحَـوْمَانَةِ الـدُّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّـمِ
وَدَارٌ لَهَـا بِالرَّقْــمَتَــيــْـنِ كَأَنَّهَـا ***** مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَـمِ
بِهَا العِيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَـةً** وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ

المعلقات تشهد أن العرب كانوا فرسان البلاغة والبيان, وأنهم سبقوا في ذلك سبقا عظيما. لهذا تحداهم الله بالقرآن, لأن من بلغ في البلاغة مبلغهم أحرى بدرك إعجازه على التفصيل..
المعنى الإجمالي:
يتساءل زهير في مطلع معلقته: أمن دِمَن أم أوفى دمنة لا تجيب سؤالها بهذين الموضعين المذكورين؟ والدمنة السواد من آثار ديار قوم ارتحلوا, والإستفهام للتقرير أو للشك.
وأمن منازلها دار بالرقمتين؟ ثم شبه رسوم هاتين الدارين بوشم في المعصم قد رجّع وأعيد بعد اندراسه، وهذا تشبيه بليغ.
بهذه الدار بقر وحش عِين, أي واسعات العيون, والواحدة عيناء, وظباء بيض يمشين خلف بعض وتنهض أولادها لترضعها أمهاتها. وحذف الموصوف: "البقر" لدلالة الصفة "عين" عليه, وهذا من أساليب البلاغة.
فهذه لا شك أبيات بليغة, تترجم المعاني التي قصدها ناظمها, ففيها تشبيه وحذف وتصوير ينقلك للبيئة التي يصفها. وهذه لمحة عن تلك المعاني. وهذه المعاني كما ترى تخاطب العاطفة, وتشعرك بشوقه لحبيبته, فهذا مبلغ بلاغة الشعر, وهذه معان تلامس الوجدان فحسب.

المثال الثالث من النثر:



في ظل تواصل الارهاب الاسرائيلي ضد ابناء الشعب الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية المحتلة اصيب عدد من الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال في بيت أمر بالضفة الغربية.

هذا كلام يشهد على نفسه بقصوره البين في مضمار الموازنة البلاغية مع الأمثلة الآنفة, فإنه اكتسى بألفاظ لغة الجرائد, ولو شئت لذكرت كثيرا مما يعيبه. لكني أكتفي بأن أذكر شيئا واحدا: لا أدري لأي شيء جمعت كلمة الأرض في هذا السياق؟
ثم إن هذا الكلام قد يصاغ بأبلغ وأوجز مما هو عليه, بألفاظ أجمل وأسلس.


إذن: لو نظرنا إلى البلاغة من جهة القصد في الألفاظ والوفاء بالمعاني الكثيرة الرائقة, مع الصدق والنفع للسامع, لقلنا إن تلك الكلمات النبوية هي الأبلغ, ثم تليها ابيات زهير, أما كلام الجرائد فإن أهله صاغوه بركيك الكلام ومتَرْجمه فهو في الحضيض الأسفل.
ولو طبقنا ما كررناه مرارا, لقلنا: إن من كان في بلاغة زهير أحرى بتذوق بلاغة القرآن وفهم دقائق إعجازها ممن كان في مثل قصور كاتب الجريدة, فإنه يسعه أن يشعر بالإعجاز القرآني جملة, دون أن يفهم حقيقته, فانظر أين تجد نفسك.



طبعأ سوف أوفر على نفسي وعليك إدخال آية من القرآن لأنها وبشكل تلقائي سوف تنال على دجة الإعجاز من قبلك.
لو وضعت آية واحدة من القرآن وسط آلاف الصحائف من كلام البشر, لتميزت ولدلت على نفسها, لكن لا بد أن تفقه التفاوت بين بلاغة البشر أولا, وهذه هي المسألة التي لم أزل أدندن حولها لتفهمها, حتى ننتقل إلى مرحلة أخرى من الحوار.

hardabasht
02-02-2011, 11:18 AM
الزميل العزيز هشام بن الزبير:
أرى أنك لم تصنف البليغ والأبلغ، بل فقط قلت عما هو بليغ بأنه بليغ. وهناك ما اعترضت عليه في كلام الصحيفة كونهم جمعوا كلمة أرض. ربما لأنك لم تقيم بيت أبي العلاء المعري أو المقامة البغدادية!

وهذا برأيي لكوننا كنا نتحدث باتجاهين مختلفين سابقاً، فأنت تعد البراعة اللغوية من البلاغة، ولكن البراعة اللغوية من أساليب البلاغة ولا تقاس البلاغة بها. فتقاس البلاغة بمدى قابلية النص على إيصال وتبليغ المراد.

ونحن هنا لا نناقش كون القرآن موزون أم مقفى، أم أن التصوير البياني فيه أجمل أم في غيره، نحن نناقش إعجازه في البلاغة، أي أن أحداً لا يستطيع أن يأتي بنص أكثر تبليغاً. وأن أي شيء موجود في القرآن لا يمكن تأويله برأيين، فكونه معجز في البلاغة فإن أي عبارة في القرآن تفهم بطريقة واحدة...وطريقة واحدة فقط لا غير. وهذه هي البلاغة.

أما باقي علوم النحو والفصاحة والجزالة والشعر والتشبيهات فهي أدوات أخرى لقياس جودة وليست لقياس بلاغته.

باختصار أعود وأقول بأن القرآن بليغ، لكن عدم وصول الفكرة من التفسير الأول لبعض الآيات فيه تجعله غير معجز في بلاغته، دون أن تكون باقي الآيات التي لا تحتمل التأويل بليغة.
وإذا كان هناك تحدٍ بالإتيان بشيء مثله، فهذا التحدي قائم أيضاً على المعلقات والأشعار الأخرى، فلا أحد يكتب أو يؤلف مثل الآخر، وأنا أتحدى أيضاً أن يأت أحدٌ بشعر مثل

غير مجد في ملتي واعتقادي نــــــوح باك ولا ترنم شاد
وشبيه صوت النعي اذا قيس بصوت البشير في كل ناد
ابكت تلكم الحمامــة أم غنت على فــــرع غصنها المياد
صاح هذي قبورنا تملأ الرحب فأين القبور من عهد عاد؟

وشكراً

هشام بن الزبير
02-02-2011, 11:21 AM
التواتر هو نقل الرواية من أشخاص حضروا الحدث إلى أشخاص لم يحضروه، ومن ثم أشخاص لم يحضروه إلى أشخاص آخرون لم يحضره.... وهكذا
أما الإعجاز فهو ما يبهر الناس، وهو ليس مرادفاً للتعجيز الذي هو عدم مقدرة الناس على فعل معين، فمثلاً التعجيز هو أن تسأل شخص أن يحفر بئراً باستخدام ملعقة، أما الإعجاز فهو أن يقوم بحفر هذه البئر بإشارة من يده (دون أن تكون تلك الإشارة لعمال ليقومو بحفره

أنت كما توقعت لا تفهم الإعجاز, فهل كل ما يبهر الناس معجز؟
الإعجاز يقع بشيء معجز, يتحدى به نبي قومه, فيعجزون مفترقين ومجتمعين عن إجابة التحدي, فإذا حصل ذلك قامت عليهم الحجة, وعلموا أن الذي خرق له العادة, هو خالق العادات ومبدع السنن الكونية, الذي يفعل ما يشاء ولا يعجزه شيء.
ولا تفهم المراد بالتواتر:
فإذا نقل إلينا خبر الإعجاز أعداد من الناس يستحيل بمستقر العادة اتفاقهم وتواطؤهم على الكذب فهذا دليل قطعي بشهادة العقلاء.



أقول يقر بفصاحته العرب، ولكننا هنا بصدد إثبات الإعجاز في البلاغة، أرجو عدم تشتيت الحوار، هل القرآن معجز ببلاغته أم لا. وصلنا إلى تعريف البلاغة وإلى أنك تقول بتدرج البلاغة بين بليغ وأبلغ ومعجز، فأرجو أن نتابع على هذا المسار وأن لا نحيد.

بل أقروا بإعجاز بلاغته من وجهين: أولهما شهادة بلغائهم كالوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة وأبي العلاء وغيرهم.
وثانيهما: قعودهم عن معارضته مع تمام الفصاحة وشدة العداوة وتكرر التحدي.
أما عن قولي بتدرج مراتب البلاغة, وأنها تتفاوت تفاوتا عظيما, فقد بينت لك ذلك بأمثلتك. وقد سئل جرير من أشعر الناس فقال: أنا لولا الخنساء وقال بعضهم أشعر الناس زهير إذا رغب والنابغة إذا رهب، والأعشي إذا طرب، وامرؤ القيس إذا ركب). فكيف وازنوا بين هؤلاء النفر, لو كانت البلاغة شيئا واحدا لا يتفاوت على زعمك؟



هل فعلاً القرآن معجز في بلاغته ؟؟ أذكر أن مثالاً ضرب في هذا المنتدى عن أن الطفل الذي لا يستطيع أن يحمل صخرة يحملها رجل قوي سيقول للرجل بأن هذا ليس إثباتاً للقوة، أعجبني المثال وقتها ولكن هل لنا أن نفكر بهذا الطفل لو عقد العزم على حمل هذه الصخرة وتدرب يومياً إلى أن يصبح بمقدرته حمل الصخرة، هل سيكون حمل الصخرة معجزاً عندها أم أنه سيكون تحدياً يستطيع من عقد العزم وتحلى بالإصرار أن يأتي به؟

طيب يا ذكي, مضى على تحدي القرآن للعالمين أن يأتوا بسورة من مثله قرون متطاولة, فهل بلغك أن أحد البلغاء عارضه بما يسقط إعجازه؟ أم أن نيفا وألف عام لم تكف لتدريب البلغاء وإعدادهم لذلك؟
إن مثالك يشعرني بأحد أمرين: إما أنك لا تفهم كلامي, أو أنك تغالط عن عمد, وإلا كيف تأتي بمثل هذا المثال؟
لهذا دعني أقرب لك المسألة: أنت حين ترى جهاز حاسوب, ثم يقال لك أتحداك أن تصنع مثله, فهل ينقطع طمعك عن إجابة التحدي؟ أم أنك تشعر أنك لو حصلت العلم والخبرة الكافية قادر على إجابة التحدي, فتعلم أن هذا الأمر غير معجز.
لكن لو قيل لك: هذه نملة وأتحداك أن "تخلق" مثلها, فهل تشعر بقدرتك على ذلك بتحصيل نوع من العلم والخبرة, أم أنك تشعر شعورا ضروريا بإعجاز هذا الأمر, فينقطع عنه طمعك بالكلية, بل تعلم أن طمع الناس أجمعين ينقطع عن ذلك؟
والآن: لو قيل لك هذه قصيدة أتحداك أن تعارضه بما يدانيها في بلاغتها ومعانيها, فهل ينقطع عن ذلك طمعك؟
ثم قيل لك: هذه سورة من القرآن نتحداك أن تعارضها: فهل تشعر أنك قادر على إجابة التحدي, أم أن طمعك ينقطع عن ذلك انقطاعه عن خلق نملة؟




لذلك في القرآن فإن البلاغة في التقديم والتأخير موجودة، ولكنها ليست معجزة. كذلك الحال لدى شكسبير، هو بليغ وفصيح وكلامه موزون ومقفى، ولديه صور بيانية وكل ذلك من المجملات اللغوية، القرآن فيه من ذلك أيضاً. فلذلك نعرف بلاغته في لغتنا ولا تعجزنا.

إن كلام أي بليغ قابل للإستدراك, فنستطيع أن نقول عنه: لو فعل كذا لكان أحرى, ولو ترك ذاك لكان أبلغ.
أما القرآن فإني أتحداك أن تزيح منه كلمة فتجد أبلغ منها, لكن الإشكال الأعظم لديك أنك عاجز عن تذوق البلاغة البشرية أصلا. وقد قال بن المقفع:
البلاغة, هي التي إذا سمعها الجاهل ظن أنه يحسن مثلها." وأنت لجهلك وقصورك,تحسب أن القرآن مما يُتوصل إلى معارضته بالدّرْبة والمران, لكن إجماع البلغاء ينسف وهمك وينقض فهمك.

هشام بن الزبير
02-02-2011, 02:06 PM
أو أقول أنا
إذن, لن تستطيع أن تجمع بين الأمرين: الجهل بالبلاغة ومراتبها, والشعور بإعجاز القرآن.

أيها المكرّم:
وقع في مشاركتي رقم 14 خطأ سببه التسرع, فوافقتك على كلامك أعلاه, فقلت هذا صحيح, وأنا أرجع عنه الآن وأقول:

بل إن شعورك بإعجاز القرآن شعور ضروري, فأنت تعلم من نفسك أنك عاجز عن معارضته, لأن قصورك عن مرتبة تذوق البلاغة إنما يحجبك عن فهم دقائق بلاغة القرآن تفصيلا, أما الشعور المجمل بإعجازه فلا ينفك عنك أبدا.

hardabasht
02-08-2011, 03:00 PM
زميلي العزيز هشام

عذراً على الإنقطاع، لكنني كنت بانتظار ردك، لا أعلم حقيقةً سبب توقفك أيضاً فيما إذا كنت تنتظر مني جواباً!

على العموم أنا موجود لاستكمال الحوار

هشام بن الزبير
02-08-2011, 09:25 PM
أعيد عليك سؤالي السابق:

لو قيل لك: هذه نملة وأتحداك أن "تخلق" مثلها, فهل تشعر بقدرتك على ذلك بتحصيل نوع من العلم والخبرة, أم أنك تشعر شعورا ضروريا بإعجاز هذا الأمر؟ فينقطع عنه طمعك بالكلية, بل تعلم أن طمع الناس أجمعين ينقطع عن ذلك؟
والآن: لو قيل لك هذه قصيدة أتحداك أن تعارضها بما يدانيها في بلاغتها ومعانيها, فهل ينقطع عن ذلك طمعك؟
ثم قيل لك: هذه سورة من القرآن نتحداك أن تعارضها: فهل تشعر أنك قادر على إجابة التحدي, أم أن طمعك ينقطع عن ذلك انقطاعه عن خلق نملة؟

hardabasht
02-09-2011, 08:13 AM
أعيد عليك سؤالي السابق:

لو قيل لك: هذه نملة وأتحداك أن "تخلق" مثلها, فهل تشعر بقدرتك على ذلك بتحصيل نوع من العلم والخبرة, أم أنك تشعر شعورا ضروريا بإعجاز هذا الأمر؟ فينقطع عنه طمعك بالكلية, بل تعلم أن طمع الناس أجمعين ينقطع عن ذلك؟
والآن: لو قيل لك هذه قصيدة أتحداك أن تعارضها بما يدانيها في بلاغتها ومعانيها, فهل ينقطع عن ذلك طمعك؟
ثم قيل لك: هذه سورة من القرآن نتحداك أن تعارضها: فهل تشعر أنك قادر على إجابة التحدي, أم أن طمعك ينقطع عن ذلك انقطاعه عن خلق نملة؟

كنت قد أجبت سابقاً بعدم إمكانية شخص على الإتيان بنفس ما أتى به شخص آخر من نتاج الملكة الفكرية، فلو أن ذلك كان دارجاً لما رأينا أي اختلاف في كتابات الكتاب أو أشعار الشعراء، أما أن يأتي شخص بنص يفوق بلاغة نص آخر فهي مسألة نسبية ترجع للذوق الشخصي ومقدرة المتلقي على استنتاج المراد توصيله. فما تراه بليغاً أنت قد يصعب فهمه على شخص آخر. قد تكون معادلة رياضيات بليغة بالنسبة لدارس في مجالها، وقد يعجز عن فهمها عالم في اللغة العربية.

وينطبق ذلك أيضاً على النص القرآني، فإعجازه "إن صح التعبير" هو بمستوى إعجاز النصوص الأخرى، فلن تستطيع أنت أن تأتي ببيت شعر يشبه ما قاله المتنبي، وإن قلت أنك تستطيع لانبرى أنصار المتنبي على تفنيد ما تدعي وجعلو نصك بمثابة نص لا يرقى أصلاً للمقارنة وتصيدو فيه الأخطاء وسوء البلاغة من وجهة نظرهم.

أما بالنسبة لخلق النملة فهو أمر ممكن بالاستنساخ الذي أنتج ما هو أعقد منها، ولا أرى تشابهاً بين الإعجاز البلاغي وما ذكرت.

hardabasht
02-09-2011, 08:15 AM
سؤالي لك: هل الغرض من البلاغة التجميل أم التبليغ؟

هشام بن الزبير
02-10-2011, 01:23 PM
أيها الزميل, تأمل هذين البيتين:
ولي ولم يظلم وهل ظلم امرؤ********حث النجاء وخلــــــفه التنيـــــــــــــــــــــن

أو لست من ملأ البسيطة عدله******** واجتب بالمعروف أنف المنكر

هل لك أن تخبرنا بإيجاز أيهما أبلغ؟

hardabasht
02-10-2011, 03:10 PM
أيها الزميل, تأمل هذين البيتين:
ولي ولم يظلم وهل ظلم امرؤ********حث النجاء وخلــــــفه التنيـــــــــــــــــــــن

أو لست من ملأ البسيطة عدله******** واجتب بالمعروف أنف المنكر

هل لك أن تخبرنا بإيجاز أيهما أبلغ؟

كما قلت لك سابقاً البلاغة ليست درجات، إنما هي صفة لا تحتمل التأويل فإما ميت وإما حي. اختلاف النقاد في تلقي جماليات النص موضوع آخر.
البيت الأول ليس بليغاً والبيت الثاني بليغ.

أعيد عليك سؤالي

هل الهدف من البلاغة التجميل أم التبليغ؟

هشام بن الزبير
02-10-2011, 03:18 PM
كما قلت لك سابقاً البلاغة ليست درجات، إنما هي صفة لا تحتمل التأويل فإما ميت وإما حي. اختلاف النقاد في تلقي جماليات النص موضوع آخر.
البيت الأول ليس بليغاً والبيت الثاني بليغ.


إذن بيت أبي تمام ليس بليغا عندك مطلقا. اشرح لنا ذلك.

hardabasht
02-10-2011, 03:56 PM
زميلي العزيز هشام

أولاً لقد طلبت مني أن أوجز وقد فعلت، والآن تطلب مني أن أجزل دون أن ترد على سؤالي!

هشام بن الزبير
02-10-2011, 04:22 PM
زميلي العزيز هشام

أولاً لقد طلبت مني أن أوجز وقد فعلت، والآن تطلب مني أن أجزل دون أن ترد على سؤالي!

وهل يعجز أحد عن ادعاء ما يحلو له؟ العبرة بالدليل, اشرح لنا بإيجاز لماذا لم يكن بيت أبي تمام بليغا.

hardabasht
02-10-2011, 09:19 PM
وهل يعجز أحد عن ادعاء ما يحلو له؟ العبرة بالدليل, اشرح لنا بإيجاز لماذا لم يكن بيت أبي تمام بليغا.

حسناً لا مانع.

تشبيه الجيش بالتنين لا يوضح إن كان مديحاً أم ذماً. وأنت ما رأيك ببيت أبي تمام؟ وما رأيك ببيت أبي العلاء الذي لم تجب بخصوصه سابقاً؟ وكم بيت شبيه بشعر المتنبي تستطيع أن تأتي أنت؟؟وماذا عن بغدادية الهمذاني؟ وهل الهدف من البلاغة التجميل أم التبليغ؟

هشام بن الزبير
02-11-2011, 12:03 AM
حسناً لا مانع.

تشبيه الجيش بالتنين لا يوضح إن كان مديحاً أم ذماً. وأنت ما رأيك ببيت أبي تمام؟ وما رأيك ببيت أبي العلاء الذي لم تجب بخصوصه سابقاً؟ وكم بيت شبيه بشعر المتنبي تستطيع أن تأتي أنت؟؟وماذا عن بغدادية الهمذاني؟ وهل الهدف من البلاغة التجميل أم التبليغ؟

عن أي جيش تتحدث؟
واصدقني ماذا ترى؟ أمدحا أم ذما؟

hardabasht
02-13-2011, 11:15 AM
عن أي جيش تتحدث؟
واصدقني ماذا ترى؟ أمدحا أم ذما؟

لقد تصورت عند قراءة البيت أن هناك ولي عادل يعينه على ذلك جيش من خلفه، وأنا أرى أن التشبيه بالتنين يميل إلى الذم فهو أولاً مخلوق خيالي لا وجود له، وهو أيضاً ذو شكل منفر.

قد يكون التنين يمثل القوة لدى فئة أخرى وهنا سقطت البلاغة.

هشام بن الزبير
02-13-2011, 11:54 AM
سبق لك أن قلت:


و ما الغرض من البلاغة؟
أكيد الغرض من السعي وراء البلاغة للكاتب أو الشاعر هو التبليغ، أي عدم وصول فكرة مكان أخرى.

ثم أجبتني عن بيت أبي تمام بقولك:

لقد تصورت عند قراءة البيت أن هناك ولي عادل يعينه على ذلك جيش من خلفه، وأنا أرى أن التشبيه بالتنين يميل إلى الذم فهو أولاً مخلوق خيالي لا وجود له، وهو أيضاً ذو شكل منفر.
قد يكون التنين يمثل القوة لدى فئة أخرى وهنا سقطت البلاغة.
مابال "الولي العادل" في جملتك الركيكة مرفوعا؟
فهلا نصبته قبل أن تنصّب نفسك مجادلا متطاولا على بلاغة القرآن؟

ها أنت تؤكد أن يدك صفر من آلة النحو, وأنك قاصر عن تذوق البلاغة, وأنك لست ببالغ فهمها على حالك هاته:
فلست أدري كيف يلي الجيش ولا يظلم, يلي ماذا؟
ثم إنك فهمت أن ثمة تشبيها, لكن عدم جزمك بأن البيت جاء في سياق المدح أو الذم, ليس مرده استعمال لفظ "التنين" بل السبب أنك مفتقر إلى الملكة اللغوية, فأين رأيت جيشا, وهل يخطر مثل هذا ببال عربي يسمع هذا البيت؟

إذن مهما كان فهمك للبيت, فإن التبليغ قد حصل, وإن حالت بينك وبين تمامه العجمة, إذن فعلى مذهبك يلزمك أن تثبت البلاغة, وأن تثبت التفاوت البدهي بين مراتبها.
أو تقر أنك لست أهلا لتذوق البلاغة.

hardabasht
02-13-2011, 01:25 PM
إذاً إثبات بلاغة القرآن عندك هو رأيي في بيت لأبي تمام. في مشاركاتك الأخيرة اتضح أنك تريد أن تدير استجواباً لا حوارا. هلا أعدت لي تعريف البلاغة فأنت ما زلت تخلط بين البلاغة والنحو والفصاحة والاستعارات والتشابيه؟ وما الهدف من البلاغة هل هو التبليغ أم التجميل؟

قد أستفيد من رأيك أيضاً في بيت أبي تمام. فهل برأيك أنت أن التنين مدح أم ذم؟

هشام بن الزبير
02-13-2011, 03:45 PM
إذاً إثبات بلاغة القرآن عندك هو رأيي في بيت لأبي تمام. في مشاركاتك الأخيرة اتضح أنك تريد أن تدير استجواباً لا حوارا. هلا أعدت لي تعريف البلاغة فأنت ما زلت تخلط بين البلاغة والنحو والفصاحة والاستعارات والتشابيه؟ وما الهدف من البلاغة هل هو التبليغ أم التجميل؟
قد أستفيد من رأيك أيضاً في بيت أبي تمام. فهل برأيك أنت أن التنين مدح أم ذم؟

إعجاز القرآن حقيقة ينطق بها عجز بلغاء العرب عن الإتيان بسورة منه, كما ينطق بها عجز عامتهم تبعا لهم.
إنه ليس استجوابا, لكني أحجمت عن كثير من الكلام, لأني كلما استسرسلت لقّنتك, ولما عرضت عليك طرفا من كلام البلغاء لتوازن بينه بينتُ مدى قصورك.
أما قولك أني أخلط بين البلاغة والنحو والفصاحة والاستعارة والتشبيه, فأدع الحكم عليه للقارئ اللبيب!
أما سؤالك: هل الهدف من البلاغة التبليغ أم التجميل, فأضيفه إلى زعمك أن اللّحان قد يكون بليغا!

أما رأيي في بيت أبي تمام, فأجيبك عنه إن أقررت بعجزك ورجعت عن جزمك بأن بلاغة القرآن غير معجزة, فأنت لا تعرف عن البلاغة شيئا أبدا. ودليل ذلك أنك رميتني بأني أخلط بين البلاغة والاستعارة والتشبيه!
قولك هذا يشبه قول أحدهم: أنت تخلط بين الأدب والشعر والنثر.
أو: أنت تخلط بين البلاغة والبديع والبيان والمعاني...

hardabasht
02-13-2011, 06:46 PM
إعجاز القرآن حقيقة ينطق بها عجز بلغاء العرب عن الإتيان بسورة منه, كما ينطق بها عجز عامتهم تبعا لهم.
إنه ليس استجوابا, لكني أحجمت عن كثير من الكلام, لأني كلما استسرسلت لقّنتك, ولما عرضت عليك طرفا من كلام البلغاء لتوازن بينه بينتُ مدى قصورك.
أما قولك أني أخلط بين البلاغة والنحو والفصاحة والاستعارة والتشبيه, فأدع الحكم عليه للقارئ اللبيب!
أما سؤالك: هل الهدف من البلاغة التبليغ أم التجميل, فأضيفه إلى زعمك أن اللّحان قد يكون بليغا!

أما رأيي في بيت أبي تمام, فأجيبك عنه إن أقررت بعجزك ورجعت عن جزمك بأن بلاغة القرآن غير معجزة, فأنت لا تعرف عن البلاغة شيئا أبدا. ودليل ذلك أنك رميتني بأني أخلط بين البلاغة والاستعارة والتشبيه!
قولك هذا يشبه قول أحدهم: أنت تخلط بين الأدب والشعر والنثر.
أو: أنت تخلط بين البلاغة والبديع والبيان والمعاني...
لا أرى جواباً! هل تتهرب؟

هشام بن الزبير
02-14-2011, 08:59 AM
لا أرى جواباً! هل تتهرب؟

أتهرب؟ ممن؟ أنت عجزت عن فهم بيت ليس فيه لفظ غريب, ولا معنى مستصعب, ربما لأن البحث "العنكبوتي" أعياك. كيف أتهرب وأنت تتهمني بالخلط بين البلاغة والاستعارة والتشبيه؟! وهل يعد الجمع بين الكل وأجزائه خلطا؟ صدق من قال: "من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب."

hardabasht
02-14-2011, 09:08 AM
الزميل هشام

صراحةً أرى منك تهرباً من الاجابة، فأسئلتك المتتالية الغير مرفقة بأي إجابة تشير إلى رغبتك في دفع الحوار باتجاه أفكارك، وما تلى ذلك من تبرير بأنك لا تجيب لكي لا "تلقنني" ما هو إلا حيلة عاجز. قد نعلل تأخرك في الرد على كثير من الأسئلة بطلبك مساعدات خارجية، أما أن تتأخر وتأتي بإجابة لا تجيب فهو أمر لا تفسير له.

أولاً أنت ادعيت أن هناك المراتب التالية
1. البليغ
2. الأبلغ منه
3. المعجز في البلاغة
وعندما قلت لك بأنه طبقاً لتصنيفك فيمكن أيضاً أن يكون لدينا التصنيف التالي

1. البليغ
2. الأبلغ منه
3. الأبلغ من الأبلغ منه
4. الأبلغ من لأبلغ من الأبلغ منه
5. ...
6. المعجز في البلاغة
ذهبت إلى ركاكة اللغة في التصنيف وتكرار كلمة الأبلغ وأنكرت ذلك . وذلك دفعني إلى الإتيان بخمسة نصوص بدون الإتيان بنص من القرآن لكي أرى تصنيفك لها والذي كان يجب أن يقع ضمن تصنيفين فقط هما البليغ والأبلغ لكون القرآن لديك هو المتفرد في الإعجاز
1. حديث الحلال بين والحرام بين
2. معلقة زهير " أمن أم أوفى"
3. قصيدة أبو العلاء "غير مجدٍ في ملتي واعتقادي"
4. خبر من صحيفة الثورة السورية
5. مقطع من المقامة البغدادية للهمذاني
أجبتَ بما لا يدع مجالاً للشك بأن محمداً كان أفصح العرب (بالرغم من كونه أمياً) وأن زهير بن أبي سلمى كان بليغاً وأن كلام الجرائد قد يصاغ بطريقة أبلغ لكون النص قد جمع كلمة أرض.
ويحسب عليك أنك لم تقم بتصنيف أي من النصوص حسب تصنيفك الثلاثي وهو كل ما كنت قد طلبته منك وذلك أسقط حجتك بتفاوت البلاغة! وقد قمت بمحاولة إثبات ما تدعي بأمثلة عن أشعار العرب ومن أشعرهم مما لا يدع مجالاً للشك بأنك تخلط بين البلاغة التي تهدف إلى التبليغ والوزن والشعر.

بالعودة إلى قولك أن الإعجاز لا يدركه عامة الناس، فأنت عدت إلى الادعاء بما يدعيه البوذيون عن الوصول إلى مرحلة النيرفانا، وأن من يصل إليها تتفتح له آفاق ومقدرات تحرره من الروابط الجسدية. وإذا ناقشتهم بذلك قالو لك بأنك أبعد من يحكم على ذلك لأنك لم تصل إلى النيرفانا.
أعود وأقول إذاً أن القرآن إذاً يعجزك أنت ولا يعجزني أنا، وبالمناسبة مثال الطفل وحمل الصخرة لم آتي به أنا فبالرغم من رفضك له وقولك بأنه يدل على عدم فهمي لكلامك فهو مثال قد ضربه الزميل أبو حب الله في حول نفس الموضوع في سؤال لي عن الكتب السماوية (http://www.eltwhed.com/vb/showpost.p...2&postcount=29)
وقد كتبت لك في أكثر من مكان أننا لا نناقش الوزن أو القافية، ولسنا بصدد أيضاً مناقشة الاستعارات والتشابيه، نحن نناقش كون القرآن معجزاً في بلاغته أي أنه لا يوجد نص أكثر تبليغاً من أي آية في القرآن، وذلك ما عجزت أنت عن إثباته ورحت تخلط بين البلاغة والشعر.

مؤخراً رحت تتبع اسلوب الاستجواب بانياً حجتك فيه على بيت من الشعر لأبي تمام، وعندما قلت بأنه لم يتضح لي إذا كان التنين مدحا أم قدحاً وكونه يميل إلى القدح، ذهبتَ إلى تسفيه رأيي الأدبي بالرغم من اتفاق النقاد على عدم موفقية أبو تمام بتشبيهه التنين. ولا أدري كيف شكل لك عدم فهمي لتشبيه التنين حجة قاطعة على إعجاز القرآن ببلاغته وأنك لن تذكر رأيك بالتنين لكوني لم أفهم بلاغة أبو تمام في ذِكره التنين وهي حيلة عاجز.
أخيراً لا أزال أرى منك انتقاءً في الإجابة، فأنت لم تذكر إن كانت البلاغة للتبليغ أم التجميل. أوفر عليك وأقول لك أن الهدف من البلاغة هو التبليغ، والمجملات اللغوية من طباق وجناس وتشبيه وسجع وتقفية ووزن هي المجملات اللغوية، أي أنه باختصار إذا أبلغ النص فهو بليغ وإن لم يبلغ فهو غير بليغ. أذكرك بأن النحو علم بناه الخليل بن أحمد على نصوص القرآن وأشعار العرب. وهو علم لا يقيس البلاغة، بل يضع قواعداً للإعراب والتصريف، ولحن النص الذي يبلغ لا ينفي بلاغته وإن أخطأ في النحو. وربطك لهذا بذاك تماماً كمن يقول " لم أفهم نصك...قفه لي أنصلف لك" أي من لا يفهم إلا المقفى من النصوص.

هشام بن الزبير
02-14-2011, 09:35 AM
أولاً أنت ادعيت أن هناك المراتب التالية
1. البليغ
2. الأبلغ منه
3. المعجز في البلاغة
التفاوت البلاغي بين كلام الأدباء أمر لا يحتاج إلى تعليل يكفيك قول العرب أن أشعر الشعراء امرؤ القيس إذا ركب والنابغة إذا رهب وزهير إذا رغب.
وقول جرير حين سئل: من أشعر الناس فأجاب: "أنا لولا الخنساء"
ويشهد له استدراك الخنساء على حسان حين قال:

لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى........وأسيافنا يقطرن من نجدة دمـا
ولدنا بني العنقاء وابن محرق............فأكرم بنا خالاً وأكرم بنا ابنمـا

فقالت: ضعفت افتخارك في ثمانية مواضع .
قلت: (لنا الجفنات ) والجفنات ما دون العشر ، فقللت العدد ، ولو قلت (الجفان ) لكان أكثر.
وقلت : ( الغر ) والغرة البياض في الجبهة ،
ولو قلت ( أبيض ) لكان أكثر اتساعاً.
وقلت: (يلمعن ) واللمع شيء يأتي بعد الشيء ،
ولو قلت ( يشرقن ) لكان أكثر ، لأن الإشراق أدوم من اللمعان .
وقلت: ( بالضحى ) ولو قلت ( بالعشية ) لكان أبلغ في المديح لأن الضيف بالليل أكثر طروقاً.
وقلت: ( أسيافنا ) والأسياف دون العشر ،
ولو قلت ( سيوفنا ) كان أكثر .
وقلت: ( يقطرن ) قد دللت على قلة القتل ،
ولو قلت ( يجرين ) لكان أكثر ، لانسياب الدم .
وقلت ( دماً ) والدماء أكثر من الدم .
وافتخرت بمن ولدت ولم تفتخر بمن ولدوك.

سؤالي لك يامن اتهمتني بالعجز:
كيف استطاع العرب المفاضلة بين امرئ القس وزهير والنابغة؟
وهل معنى مفاضلتهم أن بعضهم ليس بليغا؟
أم أن البلاغة كما ذكرت لك مراتب: بليغ, فأبلغ, فأبلغ منه؟
وأن معرفة ذلك مما يختص به البلغاء أنفسهم؟
وكيف علم جرير أن الخنساء أشعر منه؟ وهل معنى كلامه أن شعر نفسه ليس بليغا؟
وهل استدراك الخنساء على شعر حسان يعني أن أبياته ليست بليغة مطلقا؟
وهل عجزت عن فهم المعنى, أم أن "التبليغ" الذي تدندن حوله وتريد أن تحصر البلاغة فيه لقلة باعك, قد حصل فعلا؟
وإلا كيف استطاعت أن تستدرك عليه أصلا؟
وهل تبين لك من استدراكها أنها "شعرت" بما هو أبلغ مما "شعر" به حسان, فدل ذلك على أن شعرها "أبلغ" من شعره؟

هل يكفيك هذا كله لتفهم أن الكلام البليغ يتفاوت تفاوتا بليغا يدركه أهله ولا يضر جهل غيرهم به؟

هشام بن الزبير
02-14-2011, 09:45 AM
أما قولك أني لم أصنف النصوص التي أوردتَ إلى بليغ فأبلغ فمعجز:
فأنا ذكرت لك أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم أبلغ لما حواه من المعاني الكثيرة والفوائد العظيمة والعبر الجليلة, ثم يليه شعر زهير, وقد علم الأولون والآخرون أن المعلقات من أبلغ كلام العرب, ثم ذكرت لك أن كلام الجرائد في أدنى درجات البلاغة,
فهذه قسمة ثلاثية, فهل من إشكال بعد؟
أما المعجز فالقرآن, وهيهات أن يحوم صاحب قلم أولسان حوله فضلا عن أن يأتي بمثله.

هشام بن الزبير
02-14-2011, 09:51 AM
بالعودة إلى قولك أن الإعجاز لا يدركه عامة الناس، فأنت عدت إلى الادعاء بما يدعيه البوذيون عن الوصول إلى مرحلة النيرفانا، وأن من يصل إليها تتفتح له آفاق ومقدرات تحرره من الروابط الجسدية. وإذا ناقشتهم بذلك قالو لك بأنك أبعد من يحكم على ذلك لأنك لم تصل إلى النيرفانا.
أعود وأقول إذاً أن القرآن إذاً يعجزك أنت ولا يعجزني أنا، وبالمناسبة مثال الطفل وحمل الصخرة لم آتي به أنا فبالرغم من رفضك له وقولك بأنه يدل على عدم فهمي لكلامك فهو مثال قد ضربه الزميل أبو حب الله في حول نفس الموضوع

أعيد عليك جوابي: إعجاز القرآن حاصل لعجز الناس جميعه أن يأتوا بمثله.
أما فهم الإعجاز, وإدراك سره, أي الجواب عن سؤال: "لماذا كان القرآن معجزا؟" فهذا لا بد فيه من ملكة بلاغية, فأنت تسمع الآية من القرآن فتعلم أن بينها وبين الشعر والنثر بعد المشرقين, لكنك لقلة علمك بالبلاغة لن تستطيع أن تقف على دقائق بلاغتها.
مثال الصخرة يدل فعلا أنك لا تفهم كلامي: أهل الأرض منذ قرون عاجزون أمام تحدي القرآن, فعن أي صخرة تتحدث؟

هشام بن الزبير
02-14-2011, 09:59 AM
مؤخراً رحت تتبع اسلوب الاستجواب بانياً حجتك فيه على بيت من الشعر لأبي تمام، وعندما قلت بأنه لم يتضح لي إذا كان التنين مدحا أم قدحاً وكونه يميل إلى القدح، ذهبتَ إلى تسفيه رأيي الأدبي بالرغم من اتفاق النقاد على عدم موفقية أبو تمام بتشبيهه التنين. ولا أدري كيف شكل لك عدم فهمي لتشبيه التنين حجة قاطعة على إعجاز القرآن ببلاغته وأنك لن تذكر رأيك بالتنين لكوني لم أفهم بلاغة أبو تمام في ذِكره التنين وهي حيلة عاجز.
أخيراً لا أزال أرى منك انتقاءً في الإجابة، فأنت لم تذكر إن كانت البلاغة للتبليغ أم التجميل. أوفر عليك وأقول لك أن الهدف من البلاغة هو التبليغ، والمجملات اللغوية من طباق وجناس وتشبيه وسجع وتقفية ووزن هي المجملات اللغوية، أي أنه باختصار إذا أبلغ النص فهو بليغ وإن لم يبلغ فهو غير بليغ. أذكرك بأن النحو علم بناه الخليل بن أحمد على نصوص القرآن وأشعار العرب. وهو علم لا يقيس البلاغة، بل يضع قواعداً للإعراب والتصريف، ولحن النص الذي يبلغ لا ينفي بلاغته وإن أخطأ في النحو. وربطك لهذا بذاك تماماً كمن يقول " لم أفهم نصك...قفه لي أنصلف لك" أي من لا يفهم إلا المقفى من النصوص.

سألتك سؤالا محددا عن بيتين فعجزت:
البيت مدح لا شك في ذلك: فمطلعه: ولي ولم يظلم... فمن يلي أمر الناس؟ الجيش؟ هذا مبلغ فهمك أنت, ولا تلم أبا تمام, فبيته وإن كان عليه مأخذ من جهة وصفه للأفشين بالتنين, غير أنك لن تستطيع أن تنفي بلاغته جملة. أنت لم تفهم المعنى أصلا!!!
لماذا سألتك عن البيتين؟ لأن من يعجز عن فهم التفاوت بين كلام البلغاء, أعجز عن فهم إجماعهم على أن القرآن معجز ببلاغته, فهل فهمت هذه؟
البلاغة هي التبليغ فقط؟ كلام العوام ألا يحصل به التبليغ؟ فما الفرق بينه إذن وبين كلام البلغاء إن كانت أساليب البلاغة من تشبيه واستعارة وغيرها ليست إلا مجملات؟ لماذا يهتم علم البلاغة بالمعاني والبديع والبيان إن كانت مجرد زوائد في زعمك؟

hardabasht
02-14-2011, 10:32 AM
البلاغة هي التبليغ فقط؟ كلام العوام ألا يحصل به التبليغ؟ فما الفرق بينه إذن وبين كلام البلغاء إن كانت أساليب البلاغة من تشبيه واستعارة وغيرها ليست إلا مجملات؟ لماذا يهتم علم البلاغة بالمعاني والبديع والبيان إن كانت مجرد زوائد في زعمك؟

نعم

(البلاغة) في اللغة‏: بمعنى الوصول والانتهاء، قال تعالى: (ولّما بلغ اشدَّه)(2) أي وصل.

وفي الاصطلاح:

1 ـ أن يكون مطابقاً لمقتضى الحال، بأن يكون على طبق مستلزمات المقام، وحالات المخاطب، مثلاً لمقام الهول كلام، ولمقام الجد كلام، ومع السوقة كلام. ومع كلام الملوك كلام.. وهكذا.

2 ـ وان يكون فصيحاً ـ على ما تقدم ـ..
والبلاغة تقع وصفاً للكلام وللمتكلم، فيقال: كلام بليغ، ومتكلم بليغ



(بلاغة الكلام) عبارة عن: أن يكون الكلام مطابقاً لما يقتضيه حال الخطاب، مع فصاحة الفاظ مفرداته ومركباته، فلو تكلم في حال الفرح مثل ما يتكلم في حال الحزن، أو العكس، أو تكلم في حال الفرح بكلام يتكلم به في هذه الحال لكن كانت الالفاظ غير فصيحة، لا يسمى الكلام بليغاً.
أما الفصاحة

فصاحة الكلمة هي: خلوص الكلمة من الأمور التالية:

1 ـ من تنافر الحروف، بأن لا تكون الكلمة ثقيلة على السمع، صعبة على اللسان، فنحو (هعخع): اسم بنت ترعاه الإبل، متنافر الحروف.

2 ـ ومن غرابة الاستعمال، وهي كون الكلمة غير ظاهرة المعنى، ولا مألوفة الاستعمال عند العرب، حتى لا يفهم المراد منها، لاشتراك اللفظ، أو للإحتياج الى مراجعة القواميس، فنحو (مسرّج) و) تكأكأتم) غريب.


فصاحة الكلام هي: خلوص الكلام من الأمور التالية:

1- من عدم فصاحة بعض كلماته، فإذا اشتمل كلام على كلمة غير فصيحة ـ كما تقدّم ـ سقط الكلام عن الفصاحة.

2- ومن تنافر الكلمات المجتمعة، بأن يكون بين كلماته تنافراً، فتثقل على السمع، وتَعسر على النطق

أي باختصار ما تتحدث به أنت عبارة عن خلط للأمور، قد يكون بحسن نية مدفوعة باقتناع مسبق قمت بتكوينه.

هذا بكلام المسلمين، من هنا (http://www.alshirazi.com/compilations/lals/balagah/fehres.htm)

هشام بن الزبير
02-14-2011, 10:43 AM
سؤالي لك يامن اتهمتني بالعجز:
كيف استطاع العرب المفاضلة بين امرئ القس وزهير والنابغة؟
وهل معنى مفاضلتهم أن بعضهم ليس بليغا؟
أم أن البلاغة كما ذكرت لك مراتب: بليغ, فأبلغ, فأبلغ منه؟
وأن معرفة ذلك مما يختص به البلغاء أنفسهم؟
وكيف علم جرير أن الخنساء أشعر منه؟ وهل معنى كلامه أن شعر نفسه ليس بليغا؟
وهل استدراك الخنساء على شعر حسان يعني أن أبياته ليست بليغة مطلقا؟
وهل عجزت عن فهم المعنى, أم أن "التبليغ" الذي تدندن حوله وتريد أن تحصر البلاغة فيه لقلة باعك, قد حصل فعلا؟
وإلا كيف استطاعت أن تستدرك عليه أصلا؟
وهل تبين لك من استدراكها أنها "شعرت" بما هو أبلغ مما "شعر" به حسان, فدل ذلك على أن شعرها "أبلغ" من شعره؟

هل يكفيك هذا كله لتفهم أن الكلام البليغ يتفاوت تفاوتا بليغا يدركه أهله ولا يضر جهل غيرهم به؟

إذا لم تجب عن هذه الأسئلة فلننه الحوار, مادمت أخلط الأمور على زعمك!

hardabasht
02-14-2011, 10:54 AM
التفاوت البلاغي بين كلام الأدباء أمر لا يحتاج إلى تعليل يكفيك قول العرب أن أشعر الشعراء امرؤ القيس إذا ركب والنابغة إذا رهب وزهير إذا رغب.
وقول جرير حين سئل: من أشعر الناس فأجاب: "أنا لولا الخنساء"
ويشهد له استدراك الخنساء على حسان حين قال:

لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى........وأسيافنا يقطرن من نجدة دمـا
ولدنا بني العنقاء وابن محرق............فأكرم بنا خالاً وأكرم بنا ابنمـا

فقالت: ضعفت افتخارك في ثمانية مواضع .
قلت: (لنا الجفنات ) والجفنات ما دون العشر ، فقللت العدد ، ولو قلت (الجفان ) لكان أكثر.
وقلت : ( الغر ) والغرة البياض في الجبهة ،
ولو قلت ( أبيض ) لكان أكثر اتساعاً.
وقلت: (يلمعن ) واللمع شيء يأتي بعد الشيء ،
ولو قلت ( يشرقن ) لكان أكثر ، لأن الإشراق أدوم من اللمعان .
وقلت: ( بالضحى ) ولو قلت ( بالعشية ) لكان أبلغ في المديح لأن الضيف بالليل أكثر طروقاً.
وقلت: ( أسيافنا ) والأسياف دون العشر ،
ولو قلت ( سيوفنا ) كان أكثر .
وقلت: ( يقطرن ) قد دللت على قلة القتل ،
ولو قلت ( يجرين ) لكان أكثر ، لانسياب الدم .
وقلت ( دماً ) والدماء أكثر من الدم .
وافتخرت بمن ولدت ولم تفتخر بمن ولدوك.

سؤالي لك يامن اتهمتني بالعجز:
كيف استطاع العرب المفاضلة بين امرئ القس وزهير والنابغة؟
وهل معنى مفاضلتهم أن بعضهم ليس بليغا؟
أم أن البلاغة كما ذكرت لك مراتب: بليغ, فأبلغ, فأبلغ منه؟
وأن معرفة ذلك مما يختص به البلغاء أنفسهم؟
وكيف علم جرير أن الخنساء أشعر منه؟ وهل معنى كلامه أن شعر نفسه ليس بليغا؟
وهل استدراك الخنساء على شعر حسان يعني أن أبياته ليست بليغة مطلقا؟
وهل عجزت عن فهم المعنى, أم أن "التبليغ" الذي تدندن حوله وتريد أن تحصر البلاغة فيه لقلة باعك, قد حصل فعلا؟
وإلا كيف استطاعت أن تستدرك عليه أصلا؟
وهل تبين لك من استدراكها أنها "شعرت" بما هو أبلغ مما "شعر" به حسان, فدل ذلك على أن شعرها "أبلغ" من شعره؟

هل يكفيك هذا كله لتفهم أن الكلام البليغ يتفاوت تفاوتا بليغا يدركه أهله ولا يضر جهل غيرهم به؟
لقد فهمت أنا وفهم القارئ مسبقاً خلطك بين الشعر والبلاغة، لا يفيدك أن تؤكده هنا. الأساليب التجميلية في الشعر تتفاوت وهي مسألة ذوقية تماماً كاختلاف أذواق الناس في الموسيقى. ولكن أن تأتي وتقول أن النص البليغ هو ما كثرت جمالياته فهو ما لم يسبقك إليه أحد. فالتشبيه يا زميلي يهدف منه إلى تقريب الصورة لجعل الموضوع أقرب إلى الفهم ولذلك من لم يوفق بتشبيهه سقطت البلاغة من نصه.
أما الخنساء فقد قالت ضعفت افتخارك ولم تقل بلاغتك. أي أن النص كان بليغاً ولكن كان من الممكن أن يزيد من افتخاره. وهل ترى أنت أننا لو تبعنا نصائح الخنساء سيحتفظ البيت بوزنه وقافيته؟؟ وإن كان ذلك فهل سيكون البيت من تأليف حسان أم الخنساء؟ هذا أيضاً دليل على أن ملكة التأليف تختلف من شخص لآخر ولا يستطيع شخصان أن يأتيا بما هو متشابه نصاً ومعنى.

hardabasht
02-14-2011, 10:57 AM
إذا لم تجب عن هذه الأسئلة فلننه الحوار, مادمت أخلط الأمور على زعمك!

لا تؤاخذني لكن كَثُرَ ما انعدمت إجاباتك.

هشام بن الزبير
02-14-2011, 11:08 AM
لقد فهمت أنا وفهم القارئ مسبقاً خلطك بين الشعر والبلاغة، لا يفيدك أن تؤكده هنا. الأساليب التجميلية في الشعر تتفاوت وهي مسألة ذوقية تماماً كاختلاف أذواق الناس في الموسيقى. ولكن أن تأتي وتقول أن النص البليغ هو ما كثرت جمالياته فهو ما لم يسبقك إليه أحد. فالتشبيه يا زميلي يهدف منه إلى تقريب الصورة لجعل الموضوع أقرب إلى الفهم ولذلك من لم يوفق بتشبيهه سقطت البلاغة من نصه.
أما الخنساء فقد قالت ضعفت افتخارك ولم تقل بلاغتك. أي أن النص كان بليغاً ولكن كان من الممكن أن يزيد من افتخاره. وهل ترى أنت أننا لو تبعنا نصائح الخنساء سيحتفظ البيت بوزنه وقافيته؟؟ وإن كان ذلك فهل سيكون البيت من تأليف حسان أم الخنساء؟ هذا أيضاً دليل على أن ملكة التأليف تختلف من شخص لآخر ولا يستطيع شخصان أن يأتيا بما هو متشابه نصاً ومعنى.

إما أنك لا تعرف معنى الخلط, أم أنك لا تدري أن البلاغة وصف للكلام, والشعر من أصناف الكلام, فأين الخلط؟
وهذه تشبه اتهامك لي بالخلط بين البلاغة والاستعارة والتشبيه, وهل الاستعارة والتشبيه إلا أفراد من أساليب البلاغة؟
التشبيه البليغ شهادة للكلام ولصاحبه بالبلاغة, والبلاغة قد تضعف دون أن تسقط, وقد يعجز الجاهل عن إدراكها فيتوهم عدمها.
ضعف افتخار حسان من نقص بلاغته, واستدراك الخنساء عليه لتفوقها عليه في هذا الباب.
البلغاء يتفاوتون في البلاغة بمقدرا تفاوتهم في الملكة.
قلت لا يأتي شخصان بكلام متماثل نصا ومعنى, وأنا أسألك: هل يستطيع شخص أن يأتي بكلام أبلغ من كلام غيره, كما فعلت الخنساء في نقدها لحسان, أم أن ذلك مستحيل؟

هشام بن الزبير
02-14-2011, 11:42 AM
هداك الله,



كيف استطاع العرب المفاضلة بين امرئ القس وزهير والنابغة؟
وهل معنى مفاضلتهم أن بعضهم ليس بليغا؟
أم أن البلاغة كما ذكرت لك مراتب: بليغ, فأبلغ, فأبلغ منه؟
وأن معرفة ذلك مما يختص به البلغاء أنفسهم؟
؟؟؟

وكيف علم جرير أن الخنساء أشعر منه؟ وهل معنى كلامه أن شعر نفسه ليس بليغا؟
؟؟؟

وهل استدراك الخنساء على شعر حسان يعني أن أبياته ليست بليغة مطلقا؟
؟؟؟

وهل عجزت عن فهم المعنى, أم أن "التبليغ" الذي تدندن حوله وتريد أن تحصر البلاغة فيه لقلة باعك, قد حصل فعلا؟ وإلا كيف استطاعت أن تستدرك عليه أصلا؟
؟؟؟

وهل تبين لك من استدراكها أنها "شعرت" بما هو أبلغ مما "شعر" به حسان, فدل ذلك على أن شعرها "أبلغ" من شعره؟
؟؟؟

هل يكفيك هذا كله لتفهم أن الكلام البليغ يتفاوت تفاوتا بليغا يدركه أهله ولا يضر جهل غيرهم به؟
؟؟؟

hardabasht
02-14-2011, 12:00 PM
إما أنك لا تعرف معنى الخلط, أم أنك لا تدري أن البلاغة وصف للكلام, والشعر من أصناف الكلام, فأين الخلط؟
الماء العذب والماء العسر أيضاً نوعان من الماء، هل إذا وضعنا هذا على ذاك لا يكون خلطاً؟ بالطبع أنت تخلط فإتيانك بمثال عن مَن أشعر على موضوع تدرج البلاغة هو خلط صريح، فأنت تلبس البلاغة ثوب الشعر، وكأن البلاغة لا تكون إلا بالشعر ولذلك صنف العرب شعراءهم بمَن أشعر لا مَن أبلغ. لاحظ أنه لم يأت أحد ليقول هذا أبلغ من ذاك، فالبلاغة عند العرب هي الإبلاغ فما فما بلغ فهو بليغ، وما لم يبلغ فهو غير بليغ.


وهذه تشبه اتهامك لي بالخلط بين البلاغة والاستعارة والتشبيه, وهل الاستعارة والتشبيه إلا أفراد من أساليب البلاغة؟
التشبيه البليغ شهادة للكلام ولصاحبه بالبلاغة, والبلاغة قد تضعف دون أن تسقط, وقد يعجز الجاهل عن إدراكها فيتوهم عدمها.

أي أنه برأيك إذا ضربنا مثالاً غير موفق أدى إلى ارتباك القارئ لا تسقط البلاغة عن النص ويعتبر النص بليغاً حتى لو فهمنا منه غير ما قُصد له أو لم نفهمه أبداً! هذه أيضاً لم يسبقك إليها أحد


ضعف افتخار حسان من نقص بلاغته, واستدراك الخنساء عليه لتفوقها عليه في هذا الباب.

بل لالتزامه بالوزن والقافية، استدراك الخنساء قد أتى بما هو أكثر فخراً، ولو كانت الخنساء قد أتت بالأبلغ منه لكان لدينا التصنيف التالي حسب ثلاثيتك

1. شعر حسان : بليغ
2. استدراك الخنساء: أبلغ منه
3. حديث الحلال بين والحرام بين: إعجاز في البلاغة


البلغاء يتفاوتون في البلاغة بمقدرا تفاوتهم في الملكة.
قلت لا يأتي شخصان بكلام متماثل نصا ومعنى, وأنا أسألك: هل يستطيع شخص أن يأتي بكلام أبلغ من كلام غيره, كما فعلت الخنساء في نقدها لحسان, أم أن ذلك مستحيل؟
حسب تصنيفك للبلاغة كونها من ثلاث مراتب فهو مستحيل وإلا لفقد القرآن إعجازه لحدوث الترتيب التالي
1. شعر حسان: بليغ
2. استدراك الخنساء: أبلغ منه
3. الأبلغ من استدراك الخنساء: معجز في البلاغة
4. أحاديث نبي الإسلام محمد: ؟؟؟
5. القرآن: ؟؟؟؟ ؟؟؟؟
أما حسب تصنيفي للبلاغة كون النص إما بليغاً وإما لا فهو أيضاً مستحيل.

أي بعبارة أخرى وحسب تصنيفي نص حسان واستدراك الخنساء بليغان.

hardabasht
02-14-2011, 12:26 PM
كيف استطاع العرب المفاضلة بين امرئ القس وزهير والنابغة؟
وهل معنى مفاضلتهم أن بعضهم ليس بليغا؟
أم أن البلاغة كما ذكرت لك مراتب: بليغ, فأبلغ, فأبلغ منه؟
وأن معرفة ذلك مما يختص به البلغاء أنفسهم؟
فاضلو بينهم بالشعر لا بالبلاغة، ومعنى مفاضلتهم أنهم جميعاً يمتلكون البلاغة، لكن هناك من هو أشعر من الآخر. كما أن مفاضلتهم كانت على مرتبة واحدة يحتلها الشاعر في حالة معينة ثم يحتلها الآخر في حالة أخرى، أي أنهم يتوالون على نفس المرتبة التي هي أشعر العرب ؛وليس أشعر العرب ثم أشعر من أشعر العرب ثم أشعر من أشعر من أشعر العرب.



وكيف علم جرير أن الخنساء أشعر منه؟ وهل معنى كلامه أن شعر نفسه ليس بليغا؟


هنا أيضاً يتم الخلط بين الشعر والبلاغة، علم جرير أن الخنساء أشعر منه وهذا لا ينفي بلاغة شعره.


وهل استدراك الخنساء على شعر حسان يعني أن أبياته ليست بليغة مطلقا؟


لا بل يعني أن النصان بليغان كما سبق وشرحت سابقاً


وهل عجزت عن فهم المعنى, أم أن "التبليغ" الذي تدندن حوله وتريد أن تحصر البلاغة فيه لقلة باعك, قد حصل فعلا؟ وإلا كيف استطاعت أن تستدرك عليه أصلا؟

لم أعجز عن فهم المعنى، ولذلك النصان بليغان دون درجات.


وهل تبين لك من استدراكها أنها "شعرت" بما هو أبلغ مما "شعر" به حسان, فدل ذلك على أن شعرها "أبلغ" من شعره؟
هل هو أبلغ أم أفصح؟ أترك لك الإجابة


هل يكفيك هذا كله لتفهم أن الكلام البليغ يتفاوت تفاوتا بليغا يدركه أهله ولا يضر جهل غيرهم به؟
هل تقصد بالبلاغة المجملات أم الإبلاغ؟ المجملات مسألة نسبية أما الإبلاغ فلا تفاوت فيه.

هشام بن الزبير
02-14-2011, 12:27 PM
... حسب تصنيفي للبلاغة كون النص إما بليغاً وإما لا فهو أيضاً مستحيل.
أي بعبارة أخرى وحسب تصنيفي نص حسان واستدراك الخنساء بليغان.


لقد رأيت أن الخنساء استدركت على أبيات حسان بألفاظ تعبر عن نفس المعاني بصورة "أبلغ" أي أنها تؤدي معاني "أوسع" و"أشمل", ألا يدل هذا على أن استدراك الخنساء يؤدي معاني أكثر "تبليغا"؟
لذا دعني أسألك كرة أخرى:
هل هما على نفس الدرجة من البلاغة؟ أم أن بينهما تفاوتا؟

ملاحظة: اشتكيت من أسئلتي وسميتها "استجوابا", وهل تصورت محاورة بدون أسئلة؟ إني أحتاج إلى إجاباتك, فبدونها لن نتقدم خطوة, ولا مانع عندي أن تستجوبني كما تشاء.

hardabasht
02-14-2011, 01:14 PM
ملاحظة: اشتكيت من أسئلتي وسميتها "استجوابا", وهل تصورت محاورة بدون أسئلة؟ إني أحتاج إلى إجاباتك, فبدونها لن نتقدم خطوة, ولا مانع عندي أن تستجوبني كما تشاء.
بل قصدت طرحك للأسئلة دون الإجابة عن أسئلة الطرف الآخر.

بانتظار تعليقاتك على المجمل لا على جملة واحدة

هشام بن الزبير
02-14-2011, 01:53 PM
فاضلو بينهم بالشعر لا بالبلاغة، ومعنى مفاضلتهم أنهم جميعاً يمتلكون البلاغة، لكن هناك من هو أشعر من الآخر. كما أن مفاضلتهم كانت على مرتبة واحدة يحتلها الشاعر في حالة معينة ثم يحتلها الآخر في حالة أخرى، أي أنهم يتوالون على نفس المرتبة التي هي أشعر العرب ؛وليس أشعر العرب ثم أشعر من أشعر العرب ثم أشعر من أشعر من أشعر العرب.

طيب, حدثني عن شعرهم هذا الذي يتفاضل, أبليغ هو أم غير بليغ؟
فإن قلت بليغ, فقد أقررت بتفاضله من كل الوجوه.
وإن قلت غير بليغ فماذا تسمي شعر زهير والنابغة وحسان إذن؟

يتوالون على نفس المرتبة!!!
هل سمعت بالمفاضلة المشهورة بين المتنبي والبحتري وأبي تمام؟ هل تقول إنهم تناوبوا مرتبة واحدة؟ وهل أخطأ جرير حين أقر أن الخنساء أشعر منه؟ وهل أخطأت هي حين استدركت على حسان؟



لا بل يعني أن النصان بليغان كما سبق وشرحت سابقاً. لم أعجز عن فهم المعنى، ولذلك النصان بليغان دون درجات.

أولا: انتبه إلى النحو, وأكل التصحيح إليك.
هات الدليل, اشرح لنا كيف أن النصين بليغان دون تفاوت, وما ردك على استدراك الخنساء, غير مسألة القافية والوزن, فأنا أضمن لك أنها لن تعجز حسان رضي الله عنه لو كان حيا.



هل هو أبلغ أم أفصح؟ أترك لك الإجابة

بل التفاوت بين بيتي حسان واستدراك الخنساء في البلاغة, فلو كان فيها ما ليس فصيحا لأنكرته.



هل تقصد بالبلاغة المجملات أم الإبلاغ؟ المجملات مسألة نسبية أما الإبلاغ فلا تفاوت فيه.
لو كانت البلاغة مجرد تبليغ معان من غير نظر إلى جمال الألفاظ وبهائها ورونقها لما كان لكلام البلغاء فضل على كلام السوقة والأميين.

ما أعظم الخلل في فهمك للبلاغة. تأمل معي: ماذا أنكرت الخنساء على حسان؟ لقد جاءت بنفس المعاني, أليس ما أنكرته هو قصور الألفاظ عن أداء معان أكبر وأغزر؟ ألم نتفق قبلُ أن البلاغة تشمل المعاني والألفاظ جميعا؟ أليس كلام الخنساء نقدا بلاغيا؟ لو رجعت إلى بعض كتب البلاغة, لوجدت أن كلمة الخنساء هاته صارت مثل نار على علم, يستدل بها على مسألتنا التي خفيت عليك ألا وهي: وجود جنس التفاوت بين كلام البلغاء من الشعراء وغيرهم.

hardabasht
02-20-2011, 01:13 PM
طيب, حدثني عن شعرهم هذا الذي يتفاضل, أبليغ هو أم غير بليغ؟
فإن قلت بليغ, فقد أقررت بتفاضله من كل الوجوه.
وإن قلت غير بليغ فماذا تسمي شعر زهير والنابغة وحسان إذن؟
لا أرى أن قولي ببلاغتهم إقرار بالتفاضل؟؟ فهم جميعاً بليغين دون تفاضل.



يتوالون على نفس المرتبة!!!
هل سمعت بالمفاضلة المشهورة بين المتنبي والبحتري وأبي تمام؟ هل تقول إنهم تناوبوا مرتبة واحدة؟ وهل أخطأ جرير حين أقر أن الخنساء أشعر منه؟ وهل أخطأت هي حين استدركت على حسان؟

نعم نفس المرتبة التي هي أشعر العرب في مثالك السابق "امرؤ القيس إذا ركب وزهير إذا رغب والنابغة إذا رهب والأعشى إذا طرب" أي أن أشعر العرب هو امرؤ القيس إذا ركب، ولكن إذا رغب النابغة فهو أشعر العرب ويكون الأعشى أشعر العرب إذا طرب... وإلا ما ترتيب الشعراء بنظرك طالما أنهم لا يتوالون على نفس المرتبة؟؟ هل تستطيع أن تقول أن زهير أشعر من امرؤ القيس؟؟




أولا: انتبه إلى النحو, وأكل التصحيح إليك.
هات الدليل, اشرح لنا كيف أن النصين بليغان دون تفاوت, وما ردك على استدراك الخنساء, غير مسألة القافية والوزن, فأنا أضمن لك أنها لن تعجز حسان رضي الله عنه لو كان حيا.

زميلي، أنت تصر على المكابرة؛ زيادة الفخر ليست بلاغة! حسناً فلنضرب مثالاً من الحياة اليومية

أيهما أبلغ هي ؟

- بطن المريض تؤلمه
- لدى المريض مغص
- كأن السكاكين تقطع أحشاء المريض

لاحظ أن الهدف هو أن نوصل فكرة أن المريض لديه مغص في بطنه.


لو كانت البلاغة مجرد تبليغ معان من غير نظر إلى جمال الألفاظ وبهائها ورونقها لما كان لكلام البلغاء فضل على كلام السوقة والأميين.

أكرر لك أن ما تقوله لم يسبقك إليه أحد، البلاغة توصيل المعنى مع الالتزام بالفصاحة... أرجو أن تأتي لي بمرجع يؤكد كلامك فنكون بمرجع ضد مرجع، لا كما نناقش الآن بمرجعي ضد رأيك الشخصي!


ما أعظم الخلل في فهمك للبلاغة. تأمل معي: ماذا أنكرت الخنساء على حسان؟ لقد جاءت بنفس المعاني, أليس ما أنكرته هو قصور الألفاظ عن أداء معان أكبر وأغزر؟ ألم نتفق قبلُ أن البلاغة تشمل المعاني والألفاظ جميعا؟ أليس كلام الخنساء نقدا بلاغيا؟ لو رجعت إلى بعض كتب البلاغة, لوجدت أن كلمة الخنساء هاته صارت مثل نار على علم, يستدل بها على مسألتنا التي خفيت عليك ألا وهي: وجود جنس التفاوت بين كلام البلغاء من الشعراء وغيرهم.

أعود فأذكرك بأنه لو كان استدراك الخنساء أبلغ من بلاغة حسان لسقطت حجتك في إعجاز بلاغة القرآن لكون القرآن عندها سوف يتساوى في المرتبة مع استدراك الخنساء أو من يستدرك استدراك الخنساء. أما لو لم يكن هناك تفاضل في البلاغة فأيضاً ستسقط حجة إعجاز البلاغة في القرآن.

هشام بن الزبير
02-20-2011, 02:07 PM
لا أرى أن قولي ببلاغتهم إقرار بالتفاضل؟؟ فهم جميعاً بليغين دون تفاضل.
نعم نفس المرتبة التي هي أشعر العرب في مثالك السابق "امرؤ القيس إذا ركب وزهير إذا رغب والنابغة إذا رهب والأعشى إذا طرب" أي أن أشعر العرب هو امرؤ القيس إذا ركب، ولكن إذا رغب النابغة فهو أشعر العرب ويكون الأعشى أشعر العرب إذا طرب... وإلا ما ترتيب الشعراء بنظرك طالما أنهم لا يتوالون على نفس المرتبة؟؟ هل تستطيع أن تقول أن زهير أشعر من امرؤ القيس؟؟

فهم جميعا بليغون...
من يعييه الإعراب فلا مطمع في فهمه البلاغة, صدقني تكليفك بفهم المسألة من تكليف ما لا يطاق.


زميلي، أنت تصر على المكابرة؛ زيادة الفخر ليست بلاغة! حسناً فلنضرب مثالاً من الحياة اليومية
رمتني بدائها وانسلت, أليست زيادة المعنى زيادة في البلاغة؟ هل اطلعت يوما على كتاب في البلاغة؟


أيهما أبلغ هي ؟
- بطن المريض تؤلمه
- لدى المريض مغص
- كأن السكاكين تقطع أحشاء المريض
لاحظ أن الهدف هو أن نوصل فكرة أن المريض لديه مغص في بطنه.

لست أعجب لأمثلتك مادمت تعتقد أن البلاغة مجرد إيصال معان: البصل بدرهم, بصل بدرهم, ثمن البصل درهم: أيها أبلغ؟
يا رجل لو كانت البلاغة تقاس على أمثلتك ففيم أتعب الشعراء أنفسهم, ولم علق العرب معلقاتهم؟


أكرر لك أن ما تقوله لم يسبقك إليه أحد، البلاغة توصيل المعنى مع الالتزام بالفصاحة... أرجو أن تأتي لي بمرجع يؤكد كلامك فنكون بمرجع ضد مرجع، لا كما نناقش الآن بمرجعي ضد رأيك الشخصي!

استمع للجاحظ: "المعاني مطروحة في الطريق يعرفها العجمي والعربي،والبدوي والقروي ،وانما الشأن في اقامة الوزن،وتمييز اللفظ وسهولته ، وسهولة المخرج ،وفي صحة الطبع ، وجودة السبك ،فانما الشعر صناعة وضرب من الصيغ ، وجنس من التصوير."
هل تسمع مثل هذا الكلام لأول مرة؟


أعود فأذكرك بأنه لو كان استدراك الخنساء أبلغ من بلاغة حسان لسقطت حجتك في إعجاز بلاغة القرآن لكون القرآن عندها سوف يتساوى في المرتبة مع استدراك الخنساء أو من يستدرك استدراك الخنساء. أما لو لم يكن هناك تفاضل في البلاغة فأيضاً ستسقط حجة إعجاز البلاغة في القرآن.

عجبي من سفسطتك, الخنساء استدركت على حسان لأن بلاغة البشر تتفاوت, وأذعنت لبلاغة القرآن لأنها معجزة, وأنت عجزت عن فهم حقيقة بلاغة البشر, ثم تريد أن تتطاول على بلاغة القرآن.
أظننا ندور في حلقة مفرغة, ولعل الوقت حان لننهي هذا الأمر ولنلخص كل ما قيل في نقاط, وإن كان كلامك كله يرجع إلى أصل واحد: أنت لا تعرف النحو فضلا البلاغة وتزعم أنها لا تتفاوت, ولا أعرف لك دواء إلا أن تتوقف عن الكلام فيما لا تحسنه, ثم تقبل على كتب النحو حتى تتقنه, ثم تثني بكتب البلاغة والبيان والمعاني, ثم تنظر بعدها في كتب الأدب, فإذا بدأت تتذوق كلام العرب, فاذهب إلى القرآن وافتحه حيثما شئت وعد منه كلمات آية أو اثنتين, ثم تتبع معانيهما, حينها اجتهد أن تأتي بتلك المعاني بألفاظ من عندك, فإن فعلت وظننت أن الكلامين يشتبهان, فعد إلينا لنذهب وهمك, ولن أزيد على هذا والله المستعان.

هشام بن الزبير
02-21-2011, 09:32 AM
ونحن هنا لا نناقش كون القرآن موزون أم مقفى...المشاركة 21،
يا لحّان,
ائذن لي في سؤال: هل من الحكمة أن يبدأ الأستاذ بتدريس طلبته مادة البلاغة ثم يثني بمادة النحو؟

hardabasht
02-22-2011, 09:08 AM
يا لحّان,
ائذن لي في سؤال: هل من الحكمة أن يبدأ الأستاذ بتدريس طلبته مادة البلاغة ثم يثني بمادة النحو؟

هل تقول بأنك تعجز عن إيصال إعجاز بلاغة القرآن لمن لا يتقن النحو؟؟ هل تعلم أن النحو علم قد بدأ "ولم يكتمل" في عام 65 هجري؟ ولم يسكتمل حتى بعد 100 سنة. أي أن علم النحو الذي تضعه كإثبات على إعجاز بلاغة القرآن يوقعك في مطبين

- أولهما أنه علم تأسس بعد جمع القرآن بعشرات السنين مما يعني أن من أراد من العرب إدراك إعجاز بلاغة القرآن قبل إنشاء علم النحو لم تكن لديه الأدوات اللازمة لذلك. وبالتالي من ادعى إعجاز القرآن ادعاه بلا دليل
- ثانيهما أنك بذلك تحصر إدراك إعجاز البلاغة على من أتقن علم النحو. أي أن العرب قبل النحو لم يدركو إعجاز القرآن!

أعود وأقول بأنك مازلت تخلط بين البلاغة والشعر، وإن كانت معظم إجاباتك نحوية فهي إن أثبتت شيئاً فهو أنك متمكن من علم النحو ولا علاقة لذلك بإعجاز القرآن.

أخيرأ أقول لك: هل تعلم أن المسلمين اختلفو عند جمع القرآن بأي قراءة يجمعونه؟ وأنهم اعتمدو لسان قريش لحل أي خلاف، هل هذا يعني أن ألسنة باقي القبائل العربية خاطئة؟ ألا يعني ذلك أيضاً وجود اللحن لدى الصحابة؟ ألا يعني ذلك أيضاً أن حصر القرآن بلسان قريش فيه من الدكتاتورية ما يكفي لنقول بأن المسلمين قد تم إجبارهم على اعتماد نطق قريش؟

hardabasht
02-22-2011, 09:36 AM
من يعييه الإعراب فلا مطمع في فهمه البلاغة, صدقني تكليفك بفهم المسألة من تكليف ما لا يطاق.

أرجو العودة إلى مشاركتي السابقة، ففيها ردي على تمسكك بالنحو لإثبات أنني لن أدرك إعجاز القرآن!


رمتني بدائها وانسلت, أليست زيادة المعنى زيادة في البلاغة؟ هل اطلعت يوما على كتاب في البلاغة؟


لست أعجب لأمثلتك مادمت تعتقد أن البلاغة مجرد إيصال معان: البصل بدرهم, بصل بدرهم, ثمن البصل درهم: أيها أبلغ؟
يا رجل لو كانت البلاغة تقاس على أمثلتك ففيم أتعب الشعراء أنفسهم, ولم علق العرب معلقاتهم؟
لاحظ أن مثالينا مختلفين، أنت عدت لتسألني أيها أبلغ وأنا أقول لك "من الصبح" أنه لا تفاضل، أنت قل لي أيها أبلغ؟ وعد بعد ذلك إلى مثالي وقل لي أيها أبلغ.



استمع للجاحظ: "المعاني مطروحة في الطريق يعرفها العجمي والعربي،والبدوي والقروي ،وانما الشأن في اقامة الوزن،وتمييز اللفظ وسهولته ، وسهولة المخرج ،وفي صحة الطبع ، وجودة السبك ،فانما الشعر صناعة وضرب من الصيغ ، وجنس من التصوير."
هل تسمع مثل هذا الكلام لأول مرة؟

أيضاً الجاحظ هنا يتكلم عن الشعر. وأعود وأذكرك أن الشعر نوع من أنواع الأدب الذي قد يحوي بلاغةً أو لا.


عجبي من سفسطتك, الخنساء استدركت على حسان لأن بلاغة البشر تتفاوت, وأذعنت لبلاغة القرآن لأنها معجزة, وأنت عجزت عن فهم حقيقة بلاغة البشر, ثم تريد أن تتطاول على بلاغة القرآن.

زميلي العزيز؛ أنت من عجز عن فهم البلاغة، واختلطت عليك البلاغة بالمحسنات والمجملات اللغوية.


أظننا ندور في حلقة مفرغة, ولعل الوقت حان لننهي هذا الأمر ولنلخص كل ما قيل في نقاط, وإن كان كلامك كله يرجع إلى أصل واحد: أنت لا تعرف النحو فضلا البلاغة وتزعم أنها لا تتفاوت, ولا أعرف لك دواء إلا أن "1" تتوقف عن الكلام فيما لا تحسنه "2" ثم تقبل على كتب النحو حتى تتقنه، "3" ثم تثني بكتب البلاغة والبيان والمعاني "4" ثم تنظر بعدها في كتب الأدب, "5" فإذا بدأت تتذوق كلام العرب "6" فاذهب إلى القرآن وافتحه حيثما شئت "7" وعد منه كلمات آية أو اثنتين, "8" ثم تتبع معانيهما, "9" حينها اجتهد أن تأتي بتلك المعاني بألفاظ من عندك, فإن فعلت وظننت أن الكلامين يشتبهان, "10" فعد إلينا لنذهب وهمك, ولن أزيد على هذا والله المستعان.
"يموت الوالي أو يموت الحمار أو أموت أنا"

هشام بن الزبير
02-22-2011, 10:27 AM
الزميل هاربدشت,
تماديت في المغالطة كيلا تقر بتفاوت بلاغة البلغاء, لكن كلامك لم يخل من التناقض, فجاء في كلامك:

أما أن يأتي شخص بنص يفوق بلاغة نص آخر فهي مسألة نسبية ترجع للذوق الشخصي ومقدرة المتلقي على استنتاج المراد توصيله.
هذا إقرار منك بتفاوت البلاغة. وقولك إنه مسألة ترجع إلى الذوق ومقدرة المتلقي فصحيح: فهذا مما يختص به أهل البلاغة وأرباب البيان.

أي أنه باختصار إذا أبلغ النص فهو بليغ وإن لم يبلغ فهو غير بليغ.
وهذه ثانية: عندنا نصان أحدهما بليغ بخلاف الآخر: أليس هذا تفاوتا بلاغيا؟

البلاغة ليست درجات، إنما هي صفة لا تحتمل التأويل فإما ميت وإما حي.
وهذه ثالثة: لنسلم جدلا أنها درجتان فحسب, ألا يكفي هذا لإثبات التفاوت البلاغي؟

هذه أسئلة تهربت منها كل مرة; أعيدها عليك عساك تجيبني عنها دون التواء .:

البلاغة هي التبليغ فقط؟ كلام العوام ألا يحصل به التبليغ؟ فما الفرق بينه إذن وبين كلام البلغاء إن كانت أساليب البلاغة من تشبيه واستعارة وغيرها ليست إلا مجملات؟ لماذا يهتم علم البلاغة بالمعاني والبديع والبيان إن كانت مجرد زوائد في زعمك؟


فالتشبيه يا زميلي يهدف منه إلى تقريب الصورة لجعل الموضوع أقرب إلى الفهم ولذلك من لم يوفق بتشبيهه سقطت البلاغة من نصه.

تأمل كلامك: التشبيه يقرب صورة المعنى فإن كان موفقا ارتقت بلاغته.
بل إنك أكدت هذا: فإن لم يكن التشبيه بليغا سقطت بلاغته.
إن لم يكن هذا إقرارا منك بتفاوت مراتب البلاغة فأي شيء يكون؟


أما الخنساء فقد قالت ضعفت افتخارك ولم تقل بلاغتك. أي أن النص كان بليغاً ولكن كان من الممكن أن يزيد من افتخاره.

انظر كيف تكاد تقر بتفاوت بلاغة حسان والخنساء ثم تنكص: كدت تقول: ...أن يزيد من بلاغته.

المجملات مسألة نسبية أما الإبلاغ فلا تفاوت فيه.

كأنك قلت: إن أساليب البلاغة تتفاوت لكن تبليغ المعاني لا يتفاوت.
لماذا يوصف التشبيه والاستعارة والكناية بالبلاغة؟ أليس لها أثر في تبليغ المعاني؟


لا أرى أن قولي ببلاغتهم إقرار بالتفاضل؟؟ فهم جميعاً بليغين دون تفاضل.
عجبا, لو سألتك فبم تفاضلوا؟ لقلت: بالشعر, فأعود فأسألك: أليس شعرهم بليغا؟ لقلت نعم؟
طيب: شعر بليغ يتفاضل ولا تتفاضل بلاغته؟ كم أبغض السفسطة!

أي أن أشعر العرب هو امرؤ القيس إذا ركب، ولكن إذا رغب النابغة فهو أشعر العرب ويكون الأعشى أشعر العرب إذا طرب... وإلا ما ترتيب الشعراء بنظرك طالما أنهم لا يتوالون على نفس المرتبة؟؟

لا أقول إلا ما قال ربي: (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا)
وهل إذا طرب النابغة وامرؤ القيس في مجلس واحد, هل تكون بلاغة أبياتهما متساوية أم متفاوتة؟

هشام بن الزبير
02-22-2011, 10:36 AM
لاحظ أن مثالينا مختلفين، أنت عدت لتسألني أيها أبلغ وأنا أقول لك "من الصبح" أنه لا تفاضل، أنت قل لي أيها أبلغ؟ وعد بعد ذلك إلى مثالي وقل لي أيها أبلغ.
ما زلت تلحن!
النحو كالأساس للبلاغة, أنت لا تحس ببشاعة اللحن الذي يلف كلامك, فكيف تطمع أن تحس بالبلاغة؟
ومن سفسطتك أن قلت النحو متأخر عن القرآن بكذا سنة...
وهل تظن أن أهل النحو اخترعوه اختراعا, أم أنهم استنبطوه من كلام العرب استنباطا؟


أيضاً الجاحظ هنا يتكلم عن الشعر. وأعود وأذكرك أن الشعر نوع من أنواع الأدب الذي قد يحوي بلاغةً أو لا.
هذا دليل أنك لم تنظر قط في كتاب للبلاغة, ما جئتك به من أشهر ما قيل في علاقة المعاني بالبلاغة, فكيف أصنع بمن لا يفهم العلاقة بين البلاغة والشعر؟


زميلي العزيز؛ أنت من عجز عن فهم البلاغة، واختلطت عليك البلاغة بالمحسنات والمجملات اللغوية.
لماذا تنقسم البلاغة إلى: بديع ومعان وبيان؟ ما أشد شوقي لسماع جوابك.


"يموت الوالي أو يموت الحمار أو أموت أنا"
بل يموت الحمار فيكون ترابا,
وتموت فتتمنى مكانه لو ختم لك بالكفر.

هشام بن الزبير
02-22-2011, 11:45 AM
أظننا ندور في حلقة مفرغة, ولعل الوقت حان لننهي هذا الأمر ولنلخص كل ما قيل في نقاط, وإن كان كلامك كله يرجع إلى أصل واحد: أنت لا تعرف النحو فضلا البلاغة وتزعم أنها لا تتفاوت, ولا أعرف لك دواء إلا أن تتوقف عن الكلام فيما لا تحسنه, ثم تقبل على كتب النحو حتى تتقنه, ثم تثني بكتب البلاغة والبيان والمعاني, ثم تنظر بعدها في كتب الأدب, فإذا بدأت تتذوق كلام العرب, فاذهب إلى القرآن وافتحه حيثما شئت وعد منه كلمات آية أو اثنتين, ثم تتبع معانيهما, حينها اجتهد أن تأتي بتلك المعاني بألفاظ من عندك, فإن فعلت وظننت أن الكلامين يشتبهان, فعد إلينا لنذهب وهمك, ولن أزيد على هذا والله المستعان.
أين جوابك؟

هشام بن الزبير
03-18-2011, 08:59 AM
ما للّحان والطعن في بلاغة القرآن؟


أيها الزميل هاردبشت..
افتتحت تطاولك على بلاغة القرآن فأنكرت إعجازها بدعوى جوفاء:

"أنا بصراحة لا أرى القرآن بليغا بشكل معجز"

وربما حسب من سمع تطاولك أنك عن علم تتكلم, وبدليل تنطق, وربما كنت من نوابغ العربية, ومن بلغاء الإلحاد..
ثم شرعنا في المحاورة فتمخضت مشاركاتك عن ركام من الركاكة تنبئ بأنك قد لا تجتاز اختبارات المرحلة المتوسطة في مادة العربية ومما كتبته:

"لا تسعى وراء العلم خير لك" و "لا. تسعى وراء العلم؛ خير لك"

" في النهاية أود أن أقول أنني لم أدعي البلاغة لنفسي".

فهناك البليغ وما هو الغير بليغ دون درجات بينهما

لقد تصورت عند قراءة البيت أن هناك ولي عادل

بالرغم من اتفاق النقاد على عدم موفقية أبو تمام بتشبيهه التنين"

لكوني لم أفهم بلاغة أبو تمام في ذِكره التنين وهي حيلة عاجز.

بل يضع قواعداً للإعراب والتصريف

لا بل يعني أن النصان بليغان كما سبق وشرحت سابقاً

فهم جميعاً بليغين دون تفاضل.

ونحن هنا لا نناقش كون القرآن موزون أم مقفى

لاحظ أن مثالينا مختلفين

ثم سألتك عن البلاغة أشيء واحد هي أم أنها تتفاوت؟ فأجبت أن البلاغة إنما هي تبليغ معان لا غير..
وأنا أعلم سبب استماتتك في إنكار هذا التفاوت البديهي بين مراتب الكلام البليغ.. فأنت تعلم أن الإقرار به يفضي بك إلى الإقرار بإعجاز بلاغة القرآن.. فكل ذي عينين يرى ما بينها وبين البلاغة البشرية من بون شاسع.. وإن قصرت ملكاتك عن إدراك ذلك فإن كلام أهل الإختصاص حجة عليك.. فكما أنك تذعن لحكم أهل الطب فأنت ملزم بالإذعان في هذا الباب أيضا.. لأن العلة واحدة.. ألا وهي الجهل.
ثم سألتك: بم فاضل العرب بين أشعارهم وكيف ميزوا معلقاتهم, لو كانت البلاغة في زعمك لا تتفاوت؟ فقلت:

أتذكر هنا قول محمد مهدي الجواهري عن الأشعار الحديثة بكونها غير جميلة كقولهم "نملة تتقيأ في وجه القمر" فبالرغم من فصاحة الشطر إلا أنه يخلو من الإبداع.
أوليس إقرارك بخلو هذا الكلام من الإبداع رغم "تبليغه للمعنى" اعترافا بتفاوت الكلام في بلاغته؟
وحين ألححت عليك واستشهدت بكلام أهل البلاغة على هذه المسألة التي لا تحتاج للبحث أصلا, لجأت إلى السفسطة, واتهمتني بأني أخلط بين الشعر والبلاغة !!! وقلت: إنما يتفاوت الشعر ولا تتفاوت البلاغة !!!
لم أعد أنتظر منك جوابا فإن صفحات هذا الموضوع شاهدة بسفسطتك وهشاشة حجتك وضعف منطقك..
ثم إنك انقطعت منذ ثلاث أسابيع عن الجواب, رغم أنك دخلت المنتدى مرارا.
لذا أكرر ما أجمع عليه البلغاء, وما جعلته عنوانا لهذا الموضوع وجوابا على تطاولك على القرآن رغم افتقارك إلى مبادئ النحو فأقول:
بل القرآن معجز ببلاغته...
فأدعوك إلى تدبر أمر هذا القرآن فإن فيه الهدى ودين الحق, ولو تركت السفسطة طرفة عين, لتبين لك من إعجازه ما تبين لفحول البلاغة والبيان من قبلك, وإن أصررت على المكابرة فلن تنقص من قوة الحق شيئا, ولن تضر إلا نفسك..
وبهذا أنهي هذه المحاورة, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..
والحمد لله رب العالمين.

hardabasht
03-20-2011, 10:46 AM
عزيزي هشام،

كنت قد أجلت المشاركة لأرى ردك على ما سردته هنا وأفحمك. ولما لم أجد رداً تركت الموضوع لكي لا أحرجك بهزيمتك. أما أن تعود وتلخص الموضوع من وجهة نظر مشوهة لكي تظهر نفسك في موقف المنتصر فهذا تدليس لا أعتقد أنه مقبول في شرعك!

أنا قلت لك أنك تخلط بين الشعر والبلاغة، وحتى عندما أردت أن تستشهد بما كتبته عن الجزاهري قمت أيضاً بخلطكالمعهود بين البلاغة والفصاحة ، أنا لم أقل أن العبارة بليغة بل قلت أنها فصيحة وهل كل ما هو فصيح بليغ؟؟ أم أنك تحب خلط الأمور؟

صدقني أي إنسان محايد يقرأ الموضوع سوف يرى ضعف حجتك، وقد ذكرت لك سابقاً أن النحو الذي تستشهد به على إعجاز القرآن لم يكن موجوداً عند تنقيل القرآن، أي أن من اعترف ببلاغة القرآن وقتها وحسب وجهة نظرك اعترف به عن جهل، كما أن وضع المواصفات القياسية تفصيلاً على القرآن لا تجعل النحو حكماً منصفاً، ولو أن المواصفات القياسية قد فصلت على كتابات الحريري لكانت هي المعجزة عندها ولكان القرآن فصيح فصاحة عادية.

اذكرك أيضاً بأنك أقررت وبتصنيفك بإعجاز بلاغة الخنساء وتساويها مع القرآن بلاغةً مما جعل القرآن غير معجز.

أما كونك تخلط بين البلاغة والفصاحة والمجملات فهو ما أثبته لك بالدليل القاطع ومن مراجع المسلمين.

في النهاية أدعوك إلى أن تكون محايداً ولا تحكِّم الأمور بناءً على حكمك المسبق

هشام بن الزبير
03-20-2011, 11:48 AM
طيب يا قوي الحجة ما دمت قد عدت, فإني أهبك فرصة ثمينة لتفحمني:
جئني بشهادة عالم واحد من علماء البلاغة يقول أن البلاغة لا تتفاوت أبدا.

وإلى ذلك الحين اتهمني بما شئت فإنه يحور عليك.

هشام بن الزبير
03-21-2011, 12:45 PM
أيها الزميل..
لا يسوؤني أبدا أن تحرجني بهزيمتي وتفحمني كما أحببت..
لهذا لا تتأخر في جواب السؤال الذي لبثت تسفسط حول موضوعه منذ أسابيع..
إذن مرة أخرى:

جئني بشهادة عالم واحد من علماء البلاغة يقول أن البلاغة لا تتفاوت أبدا.
في انتظارك...

التواضع سيصون العالم
03-21-2011, 08:04 PM
في انتظارك...
سيطول الانتظار,الشيخ جوجل يقول"لا يوجد نتائج مطابقة":thumbup:

هشام بن الزبير
03-24-2011, 10:16 AM
كما يقال عندنا أخي التواضع: "الغايب حجته معه" سأنتظره..

لكن نظرا لأني لا أريد أن أنتظرك أيها الزميل على هذه الصفحة..
فأحيلك إلى حيث تجدني لو عدت..
تجدني إن شاء الله هنا.. (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=29323)

hardabasht
03-27-2011, 09:09 AM
زملائي

لا أدري بأي منطق تطالبونني أن آتي بمن لم يقل بتفاوت البلاغة، ولكن وباستخدام نفس المنطق أستطيع أن أجيب أن من قالوا بعدم تفاوت البلاغة هم من لم يقولوا بتفاوت البلاغة.
وقد أزيدكم علماً بأن العرب أيام "الجاهلية" لم يقسموا البلاغة، ولذلك يعتبر تقسيم البلاغة وتدريجها عمل قام به المسلمون ليعطو القرآن أعلاها. مثلاً لو أننا أخذنا أحد لوحات سلفادور دالي، وجعلناها أساساً للإعجاز الفني وقمنا بتفصيل مواصفات الإعجاز اللوني والحركي والموضوعي على أساس هذه اللوحة وقلنا أنه لن يستطيع أحد أن يأتي بمثلها دقةً وجمالاً دون أن يقلد. هل سيستطيع أحد عندها أن يتفوق على هذا الإعجاز الوهمي؟

hardabasht
03-27-2011, 09:13 AM
سيطول الانتظار,الشيخ جوجل يقول"لا يوجد نتائج مطابقة":thumbup:

هل فتح المجال للمشاركة من قبل غير المعنيين؟؟

هشام بن الزبير
03-27-2011, 09:18 AM
زملائي

لا أدري بأي منطق تطالبونني أن آتي بمن لم يقل بتفاوت البلاغة، ولكن وباستخدام نفس المنطق أستطيع أن أجيب أن من قالوا بعدم تفاوت البلاغة هم من لم يقولوا بتفاوت البلاغة.
وقد أزيدكم علماً بأن العرب أيام "الجاهلية" لم يقسموا البلاغة، ولذلك يعتبر تقسيم البلاغة وتدريجها عمل قام به المسلمون ليعطو القرآن أعلاها. مثلاً لو أننا أخذنا أحد لوحات سلفادور دالي، وجعلناها أساساً للإعجاز الفني وقمنا بتفصيل مواصفات الإعجاز اللوني والحركي والموضوعي على أساس هذه اللوحة وقلنا أنه لن يستطيع أحد أن يأتي بمثلها دقةً وجمالاً دون أن يقلد. هل سيستطيع أحد عندها أن يتفوق على هذا الإعجاز الوهمي؟

عودا حميدا..
راجع النحو وإعراب المفعول به..
بأي منطق؟ بمنطق المناظرة.. أنا جئتك بكلام الجاحظ والخنساء فلم تعوزك السفسطة في رده.. فهل يعقل أن تعجز عن الإتيان بدليل واحد لمسألة تعتبرها من المسلمات ألا وهي عدم تفاوت البلاغة؟
اسمح لي أن نتوقف عند هذه المسألة طويلا.. لا بد لك أن تأتيني بدليل أيها الزميل.. في النهاية فأنت قد تقنعني بوجهة نظرك التي لم أجد لها في كلام أهل البلاغة شبيها ولا نظيرا.. لكن من يدري.. أنتظرك..
أما كلامك عن الألوان واللوحات ودالي فاعذرني في تجاهله لعدم علاقته بما نحن فيه. :):

hardabasht
03-27-2011, 09:23 AM
زميلي هشام

لا مانع ننتظر سويةً هنا (http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?66783-%D1%CC%E1-%ED%E4%DF%D1-%CA%DD%C7%E6%CA-%E3%D1%C7%CA%C8-%C7%E1%C8%E1%C7%DB%C9!)

هشام بن الزبير
03-27-2011, 09:32 AM
أعيد عليك سؤالي مرة أخرى:
جئني بشهادة عالم واحد من علماء البلاغة يقول أن البلاغة لا تتفاوت أبدا.
طيب.. لعلك تجد جوابا ريثما أعود..
لأني لن أخوض معك في شيء قبل أن تأتيني بكلام أهل الإختصاص حول ما تدعيه..
فلا يعقل أن ترفع الفاعل ثم تسفسط علي في مسائل البلاغة..

hardabasht
03-27-2011, 10:34 AM
لا مانع. نحول الانتظار إلى هنا (http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:e48TApxMXHIJ:www.alfaseeh.com/vb/showthread.php%3F66783-%D8%B1%D8%AC%D9%84-%D9%8A%D9%86%D9%83%D8%B1-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%AA-%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%BA%D8%A9!+%D8%AA %D9%81%D8%A7%D9%88%D8%AA+%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84% D8%A7%D8%BA%D8%A9&cd=1&hl=ar&ct=clnk&gl=ae&source=www.google.ae) طالما أنك قمت بمسح المشاركة وتفويت فرصة أن نجد جواباً من أهل الاختصاص

هشام بن الزبير
03-27-2011, 10:50 AM
طيب يا أبا الفهم.. أنا طالب علم أسأل طول الوقت.. ولو تواضعت مرة واحدة في حياتك فسألت فلربما اهتديت إلى الحق..
ما رأيك أني نلت المراد.. لأني أبحث عن شيء موجود.. نعم إنه بديهي أن تتفاوت البلاغة.. لكن كيف تقنع من يقول لك: أنت تخلط بين الشعر والبلاغة.. هم قالوا الشعر يتفاوت وليس البلاغة؟
أخبرني أنت: كيف تقنع الملحد إذا أشرقت الشمس أن النهار طلع؟
يبدو أن يوميات أبي الإلحاد الرقمي ستعطيني أجوبة أكثر مما توقعت..
ما رأيك أن الذي يرفع الفاعل لا محل له من الإعراب في ميدان البلاغة..
خذها مني ساعة مصارحة..
لا تستغرب أني أتمنى حذف هذا الموضوع الغريب الذي يقطر بسفسطتك أيضا..
فما الفائدة منه؟
كنت قلت لك قبل هذا إن تكليف اللحان الجاهل بمبادئ النحو بفهم دقائق البلاغة يشبه تكليف الأعمى بنقط المصحف..
لا إشكال لدي في الاستمرار وأحتسب كل كلمة عند الله.. وما دمت تدندن حول هذا السؤال الذي طرحته في غير هذا الموضع.. فدونكه وتأمل فيه حالك.
انظر إليه كأنك تنظر في مرآة.. ولا تعجب أن القوم لم يجيبوا فبم تجيب أنت إن قيل لك: إن بلاغة الخضار إذ يقول : "بصل بدرهم" وبلاغة المعلقات شيء واحد؟؟
وما دمت تجاهلت سؤالي فإني أعيده عليك: ائتني بكلام بليغ واحد يقول إن البلاغة طبق واحد لا يتفاوت؟
لحظة من فضلك.. هل قرأت في حياتك كتابا واحدا عن البلاغة.. وما اسمه؟؟؟

hardabasht
03-27-2011, 11:44 AM
هل قال الأخفش بتفاوت البلاغة؟ لا
إذاً الأخفش يساند عدم تفاوت البلاغة... هذا بحسب منطقك بطلب إثبات النفي بدلاً من إثبات الفرض. لماذا لا تأتني أنت بمن يقول بتفاوت البلاغة وأنها من ثلاث درجات
بليغ وأبلغ ومعجز.. أم أن ذلك من وحي خيالك؟

هشام بن الزبير
03-27-2011, 01:33 PM
هل قال الأخفش بتفاوت البلاغة؟ لا
إذاً الأخفش يساند عدم تفاوت البلاغة... هذا بحسب منطقك بطلب إثبات النفي بدلاً من إثبات الفرض. لماذا لا تأتني أنت بمن يقول بتفاوت البلاغة وأنها من ثلاث درجات
بليغ وأبلغ ومعجز.. أم أن ذلك من وحي خيالك؟

أي الأخفشين تعني؟
عجبت لسفسطة الملحد العربي الإنترنيتي: تقيم الدنيا وتقعدها بما تروم به تنقص قرآننا وأنت أذل من ذلك وأحقر.. ثم إذا أقمت دعوى يضحك منها صبيان الكتاتيب سألتني عليها دليلا.. تقول دون حياء: البلاغة لا تتفاوت أبدا: أتيتك باستدراك الخنساء على حسان وهو من أوضح ما يستدل به المبصرون على تفاوت بلاغة البلغاء ولا يضيرني أن يعمى عن ذلك من كان أعشى البصيرة.. لكن سأجيبك كيلا تعود مرة أخرى لتتشدق بأنك أفحمتني وأعجزتني..
لكن قبيل ذلك اعلم أن الباقلاني في كتابه إعجاز القرآن ذكر أن الكلام بليغ وأبلغ ثم ذكر طريقته لبيان إعجاز القرآن.. فارجع إليه حتى تراه بأم عينك.

سألتني عن الاخفش.. ولم أدر عن أيهما تسأل.. لكن هل سمعت بالسكاكي؟ اسمع إذن كلامه عن تفاوت البلاغة من كتابه:

ولا شبهة أن الكلام متى كان أجمع للفوائد كان أبلغ (...) . واعلم أن أرباب البلاغة وأصحاب الصياغة للمعاني مطبقون على أن المجاز أبلغ من الحقيقة وأن الاستعارة أقوى من التصريح بالتشبيه وأن الكناية أوقع من الإفصاح بالذكر والسبب في أن المجاز أبلغ من الحقيقة هو ما عرفت أن مبنى المجاز على الانتقال من الملزوم على اللازم.

ومنها أن الكلام في التركيب الذي نحن فيه يفيد استنادا الكتبة على الفاعل إجمالا أولا وتفصيلا ثانيا وفي غيره يفيد استنادها إليه من وجه واحد فيكون هذا التركيب أبلغ ومن قبيل ما نحن بصدده وجعلواً لله شركاء الجن فلله شركاءهما مفعولا جعلواً وانتصاب الجن بفعل مضمر دل عليه السؤال المقدر وهو من جعلواً شركاء.
وقال حين ذكر قوله تعالى على لسان زكريا عليه السلام: (رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا)

، فنقول: لا شبهة أن أصل معنى الكلام ومرتبته الأولى يا ربي قد شخت فإن الشيخوخة مشتملة على ضعف البدن وشيب الرأس المتعرض لهما، ثم تركت هذه المرتبة لتوخي مزيد التقرير على تفصيلها في ضعف بدني وشاب رأسي، ثم تركت هذه المرتبة الثانية لاشتمالها على التصريح على ثالثة أبلغ وهي الكناية في وهنت عظام بدني لما ستعرف أن الكناية أبلغ من التصريح، ثم لقصد مرتبته رابعة أبلغ في التقرير بنيت الكناية على المبتدأ فحصل أنا وهنت عظام بدني ثم لقصد خامسة أبلغ أدخلت إن على المبتدأ فحصل إني وهنت عظام بدني، ثم لطلب تقرير أن الواهن هي عظام بدنه قصدت مرتبة سادسة وفي سلوك طريقي الإجمال والتفصيل فحصل أني وهنت العظام من بدني، والذي سبق في تقرير معنى الإجمال

...فحصل ما ترى وهو الذي في الآية " إني وهن العظم مني " وهكذا تركت الحقيقة في شاب رأسي على أبلغ وهي الاستعارة فسيأتيك أن الاستعارة أبلغ من الحقيقة فحصل اشتعل شيب رأسي، ثم تركت على أبلغ وهي اشتعل رأسي شيبا، وكونها أبلغ من جهات إحداها إسناد الاشتعال على الرأس لإفادة شمول الاشتعال الرأس إذ وزان اشتعل شيب رأسي واشتعل رأسي شيبا وزان اشتعل النار في بيتي واشتعل بيتي نارا والفرق نير، وثانيتها الإجمال والتفصيل في طريق التمييز، وثالثتها تنكير شيبا لإفادة المبالغة، ثم ترك اشتعل رأسي شيبا لتوخي مزيد التقرير على اشتعل الرأس مني شيبا على نحو: وهن العظم مني ثم ترك لفظ مني لقرينة عطف واشتعل الرأس على وهن العظم مني لمزية مزيد التقرير وهي إيهام حوالة تأدية مفهومه على العقل دون اللفظ.

ولأني لا أستبعد ممن كان في مثل حالك أن تجيبني ضاحكا: "زميلي العزيز.. عدت مجددا لتخلط بين البلاغة وبين الاستعارة والمجاز.."
فأجيبك من الآن.. يا عزيزي.. تأمل كلام السكاكي إنه يقول عشرات المرات (لونتها لك بالأحمر كيلا تخفى عليك) أبلغ.. أبلغ.. أبلغ.. فهل وعيت المسألة أخيرا؟
ومن بركات علماء الإسلام أن كلامهم يجتاز القرون لينفع خلقا لم يولدوا بعد.. فانظر إلى كلام السكاكي رحمه الله.. فإنه يخاطب قوما قبلك تطاولوا على القرآن.. وانظر كيف وصفهم بأنهم بهائم في صورة الأناسي.. فماذا لو رأى......


سبحان الحكيم الذي يسع حكمته أن يخلق في صور الأناسي بهائم أمثال الطامعين أن يطعنوا في القرآن ثم الذي يقضي منه العجب أنك إذا تأملت هؤلاء وجدت أكثرهم لا في العير ولا في النفير ولا يعرفون قبيلا من دبير أين هم عن تصحيح نقل اللغة أين هم عن علم الاشتقاق أين هم عن علم التصريف أين هم عن علم النحو أين هم عن علم المعاني أين هم عن علم البيان أين هم عن باب النثر أين هم عن باب النظم ما عرفوا أن الشعر ما هو ما عرفوا أن الوزن ما هو ما عرفوا ما السجع ما القافية ما الفاصلة أبعد شيء عن نقد الكلام جماعتهم لا يدرون ما خطأ الكلام وما صوابه ما فصيحه وما أفصحه ما بليغه وما أبلغه ما مقبوله وما مردوده وأين هم عن سائر الأنواع إذا جئتهم من علم الاستدلال وجدت فضلاءهم غاغة ما تعلك إلا أليفاظا وإذا جئتهم من علم الأصول وجدت علماءهم مقلدة ما حظوا إلا بشم روائح وإذا جئتهم من نوع الحكمة وجدت أئمتهم حيوانات ما تلحس إلا فضلات الفلسفة وهلم جرا من آخر وآخر لا إتقان لحجة ولا تقرير لشبهة ولا عثور على دقيقة ولا اطلاع على شيء من أسرار ثم ها هم قد أولا كم سودوا من صفحات القراطيس بفنون هذيانات ولربما ابتليت بحيوان من أشياعهم يمد عنقه مد اللص المصلوب وينفخ خياشيمه شبه الكير المستعاد ويطيل لسانه كالكلب عند التثاؤب آخذا في تلك الهذيانات الملوثة لصماخ المستمع ما أحلم إله الخلق لا إله إلا أنت تعاليت عما يقول الظالمون علواً كبيرا

hardabasht
03-27-2011, 02:00 PM
العرب أيام "الجاهلية" لم يقسموا البلاغة، ولذلك يعتبر تقسيم البلاغة وتدريجها عمل قام به المسلمون ليعطو القرآن أعلاها.
لم تثبت غير هذا!

هشام بن الزبير
03-27-2011, 02:22 PM
هل هذا جوابك؟
طيب.. لم تفاجئني صراحة..
لكن حتى تثبت لي أنك تقدر الوقت الذي أبذله هنا معك فدعني أقل لك شيئا:
أنا إنسان يحسب أنه يطلب الحق أنى وجده.. ولا يضيرني أبدا أن أعترف بخطئي إن ثبت..
أنا أنشد الحق وأحبه وأطلبه...
ماذا عنك: لماذا تحاور.. ؟ ما الذي تريده هنا؟
أسابيع تسفسط حول جزئية لو كلفت نفسك عناء الاطلاع على مرجع مدرسي للبلاغة لما صدعت رأسي كل هذا الوقت..
ثم تأتي وتقول: هذا كتبه المسلمون!!!!!!!
ماذا تريد؟

هشام بن الزبير
03-27-2011, 03:04 PM
العرب أيام "الجاهلية" لم يقسموا البلاغة، ولذلك يعتبر تقسيم البلاغة وتدريجها عمل قام به المسلمون ليعطو القرآن أعلاها.
النزاع أيها الملحد الافتراضي ليس حول تقسيم البلاغة تقسيما علميا أكاديميا.. بل حول حقيقة أنها تتفاوت في نفسها.. وهذا مما يكفي للاستدلال عليه تنافس الأدباء والشعراء فيما بينهم ومعارضة بعضهم بعضا ومفاضلة الناس بين كلام البلغاء..
والعرب حين وضعوا أسس علوم اللغة كالنحو والبلاغة والصرف وغيرها لم يخترعوا شيئا غير موجود أيها الذكي.. بل استقرأوا كلام العرب الأقحاح فاستنبطوا هذه العلوم..

مرة أخرى أيها اللحان الطاعن في القرآن أقول لك:
كان المفعول به وما زال ولن يزال منصوبا في الجاهلية وفي الإسلام وسواء كتبت بالمداد أو بالفحم.. وسواء كتبت على أوراق أو على منتدى فإن شيئا من ذلك كله لن يتغير.. هلا فهمت؟

hardabasht
03-28-2011, 09:02 AM
النزاع أيها الملحد الافتراضي ليس حول تقسيم البلاغة تقسيما علميا أكاديميا..
هذه النقطة تضاف إلى سلسلة النقاط المقنعة بعدم إعجاز القرآن، لقد كنت للتو تدافع عن النحو وعن كونه جزء لا يتجزأ من وجوب إدراك إعجاز البلاغة. وفجأة يتضح أن التقسيم المعني ما هو إلا تقسيم هوائي.


بل حول حقيقة أنها تتفاوت في نفسها.. وهذا مما يكفي للاستدلال عليه تنافس الأدباء والشعراء فيما بينهم ومعارضة بعضهم بعضا ومفاضلة الناس بين كلام البلغاء..

تتفاوت حسب ماذا إذا لم يكن هناك تقسيماً لها؟ إلى الآن أنت تدور حول مسمى وهمي وهو إعجاز البلاغة، ما هي البلاغة حتى تكون معجزة؟ هل هناك شيء إسمه إعجاز الثقافة؟ أو إعجاز الوطنية؟ لو قلت لك أن الكتاب الأخضر معجز في الوطنية ورحت أضع القوانين والتلفيقات لكي يصبح هذا الكتاب رمز الإعجاز في الوطنية وتحديت العالم أجمع أن يأتو بمثله، هل ستؤمن بمعمر القذافي؟


والعرب حين وضعوا أسس علوم اللغة كالنحو والبلاغة والصرف وغيرها لم يخترعوا شيئا غير موجود أيها الذكي.. بل استقرأوا كلام العرب الأقحاح فاستنبطوا هذه العلوم..
كم لسان كان للعرب قبل أن يجبرهم الإسلام على اتباع لسان قريش؟ كم لسان انقرض بسبب وضع أسس النحو على أساس القرآن؟ لماذا اختلفو عند جمع القرآن وقررو جمعه على لسان قريش؟


مرة أخرى أيها اللحان الطاعن في القرآن أقول لك:
كان المفعول به وما زال ولن يزال منصوبا في الجاهلية وفي الإسلام وسواء كتبت بالمداد أو بالفحم.. وسواء كتبت على أوراق أو على منتدى فإن شيئا من ذلك كله لن يتغير.. هلا فهمت؟
وما أدراك أنت باللغة العربية وكيف كانت قبل الإسلام؟ أو كيف كانت عند الأعراب والقبائل العربية غير قريش ؟

هشام بن الزبير
03-28-2011, 04:48 PM
هذه النقطة تضاف إلى سلسلة النقاط المقنعة بعدم إعجاز القرآن، لقد كنت للتو تدافع عن النحو وعن كونه جزء لا يتجزأ من وجوب إدراك إعجاز البلاغة. وفجأة يتضح أن التقسيم المعني ما هو إلا تقسيم هوائي.
لو رآك مؤسس المذهب الخنفشاري لسر بك.. لكن المسلم أمر بالصبر على البلاء.. وكظم الغيظ.. فلا بأس..
البلاغة موجودة قبل وضع قواعدها ونظمها في شكل علم قائم بذاته.. مثلها مثل النحو والعروض وغيرها..
إذن أمرؤ القيس لم يكن جاهلا بالبلاغة بل كان أعلم بها ممن أتى بعده.. كيف عرفها أيها الزميل وهي لم تدون كعلم بعد؟ عرفها بسليقته.. إذن فالتقسيم الهوائي هو كلامك الذي ينم عن جهل مركب..


تتفاوت حسب ماذا إذا لم يكن هناك تقسيماً لها؟ إلى الآن أنت تدور حول مسمى وهمي وهو إعجاز البلاغة، ما هي البلاغة حتى تكون معجزة؟ هل هناك شيء إسمه إعجاز الثقافة؟ أو إعجاز الوطنية؟ لو قلت لك أن الكتاب الأخضر معجز في الوطنية ورحت أضع القوانين والتلفيقات لكي يصبح هذا الكتاب رمز الإعجاز في الوطنية وتحديت العالم أجمع أن يأتو بمثله، هل ستؤمن بمعمر القذافي؟
ماهي البلاغة أنت؟ ستقول لي التبليغ وتأتيني بخبر الجريدة السورية وبكلام الخضار في السوق.. سيضحك الناس كثيرا من مدى إلمامك بالبلاغة..
إعجاز بلاغة القرآن أن مخلوقا لن يأتي بشيء يماثل سورة منه.. ستقول لي لن نستيطع أن نأتي بأسلوب المعري.. وأنا أقول لك لكننا نستطيع أن نأتي بما يماثله ويساميه ويدانيه ويشبهه.. فهل جاء أحد بشيء يسامي القرآن ويدانيه ويماثله ويشابهه؟
هذا هو الإعجاز.. أما الكتاب الأخضر أو كتاب أي أديب فائتنا به فلن نعدم من يعارضه بشيء من مثله, ولا يشك عاقل في أن ذلك في إمكان البشر..
مثالك عن القذافي ينبئني بمقدار عقلك إن كنت تعنيه, أو سفسطتك إن كنت إنما تكابر..


كم لسان كان للعرب قبل أن يجبرهم الإسلام على اتباع لسان قريش؟ كم لسان انقرض بسبب وضع أسس النحو على أساس القرآن؟ لماذا اختلفو عند جمع القرآن وقررو جمعه على لسان قريش؟

وما أدراك أنت باللغة العربية وكيف كانت قبل الإسلام؟ أو كيف كانت عند الأعراب والقبائل العربية غير قريش ؟
هذه أسئلة "نصرانية" مكررة.. ابحث في المنتدى عن جوابها فلا وقت عندي للاستطراد..

طيب هذه القفزات الإلكترونية من موضوع لآخر لن تجديك شيئا..
فأنت ادعيت أن البلاغة لا تتفاوت.. وربما فهم الناس أن كلامك وكلام الجاحظ على درجة سواء في بلاغته..
ثم لما جئتك بكلام البلغاء.. قلت هذا كلام المسلمين.. حتى شككت أنك تكتب من داخل كنيسة..

والآن أسألك سؤالا أخيرا ينبني عليه ما بعده:
هل إذا جئتك بالدليل على أن أهل البلاغة في سائر الأمم يقولون بهذا الأمر البديهي: أي تفاوت مراتبها.. وأن هذا ليس ابتداعا إسلاميا كما زعمت.. هل ستقر وترجع عن قولك حينها.. يعني لو قال أهل البلاغة الإنجليز والفرنسيون والألمان بهذا الأمر.. هل تقتنع حينها؟

hardabasht
03-29-2011, 03:01 PM
لو رآك مؤسس المذهب الخنفشاري لسر بك.. لكن المسلم أمر بالصبر على البلاء.. وكظم الغيظ.. فلا بأس..
البلاغة موجودة قبل وضع قواعدها ونظمها في شكل علم قائم بذاته.. مثلها مثل النحو والعروض وغيرها..
إذن أمرؤ القيس لم يكن جاهلا بالبلاغة بل كان أعلم بها ممن أتى بعده.. كيف عرفها أيها الزميل وهي لم تدون كعلم بعد؟ عرفها بسليقته.. إذن فالتقسيم الهوائي هو كلامك الذي ينم عن جهل مركب..
إذن أن قواعد البلاغة والنحو والعروض لا قيمة لها في إدراك إعجاز البلاغة في القرآن. أين نقاشك المطول الآن؟ فجأة أصبح لا داع للنحو وأن إدراك الإعجاز يتم بدونها.



ماهي البلاغة أنت؟ ستقول لي التبليغ وتأتيني بخبر الجريدة السورية وبكلام الخضار في السوق.. سيضحك الناس كثيرا من مدى إلمامك بالبلاغة..
أنت تقلب الحقائق، فأنت صاحب كلام سوق الخضار والبصل بدرهم. ثم أنك لم تجب حتى الآن على تقسيم البلاغة للنصوص الخمسة ولم تقسمها على الدرجتين المتاحتين في تقسيمتك الثلاثية

1. بليغ
2. أبلغ
3. معجز

إعجاز بلاغة القرآن أن مخلوقا لن يأتي بشيء يماثل سورة منه.. ستقول لي لن نستيطع أن نأتي بأسلوب المعري.. وأنا أقول لك لكننا نستطيع أن نأتي بما يماثله ويساميه ويدانيه ويشبهه.. فهل جاء أحد بشيء يسامي القرآن ويدانيه ويماثله ويشابهه؟
هذا هو الإعجاز.. أما الكتاب الأخضر أو كتاب أي أديب فائتنا به فلن نعدم من يعارضه بشيء من مثله, ولا يشك عاقل في أن ذلك في إمكان البشر..
مثالك عن القذافي ينبئني بمقدار عقلك إن كنت تعنيه, أو سفسطتك إن كنت إنما تكابر..

يبدو أنك يا زميلي العزيز لم تفهم بالضبط ما عنيته، فأنا قلت أن الكتاب الأخضر هو حتى الآن كتاب عادي يستطيع أي كان أن يأتي بمثله؛ إلى أن نقوم بتفصيل مواصفات على أساسه تعجّز الناس أن يأتوا بمثله. هذه المواصفات ليست موجودة الآن ولكنها قابلة للتنفيذ كأن تقول مثلاً أن أحد شروط الكتاب المعجز في الوطنية أنه يجب أن يكون كتب من قبل رئيس دولة نفطية تعداد سكانها أكثر من 5 ملايين نسمة لمدة تزيد عن أربعين عاماً بالإضافة إلى شروط أخرى. هكذا يتم التعجيز في إعجاز الوطنية التي اخترعتها أنا للتو، وكذلك تم بالنسبة لإعجاز البلاغة.



هذه أسئلة "نصرانية" مكررة.. ابحث في المنتدى عن جوابها فلا وقت عندي للاستطراد..
طيب هذه القفزات الإلكترونية من موضوع لآخر لن تجديك شيئا..
فأنت ادعيت أن البلاغة لا تتفاوت.. وربما فهم الناس أن كلامك وكلام الجاحظ على درجة سواء في بلاغته..
ثم لما جئتك بكلام البلغاء.. قلت هذا كلام المسلمين.. حتى شككت أنك تكتب من داخل كنيسة..

هل إذا كانت نصرانية فأنت لا تجيب؟ هل تتحاور لتجيب فقط عما يحلو لك؟ أنا قلت لك أن البلاغة تقع إذا أوصل الكلام الفصيح المراد، ولذلك كلام الجاحظ وكلام الناس الفصيح بليغين ولا يوجد ما هو أبلغ من الآخر.
وهل بالنسبة لك أن كل ما هو غير مسلم يجب أن يكون مسيحياً؟



والآن أسألك سؤالا أخيرا ينبني عليه ما بعده:
هل إذا جئتك بالدليل على أن أهل البلاغة في سائر الأمم يقولون بهذا الأمر البديهي: أي تفاوت مراتبها.. وأن هذا ليس ابتداعا إسلاميا كما زعمت.. هل ستقر وترجع عن قولك حينها.. يعني لو قال أهل البلاغة الإنجليز والفرنسيون والألمان بهذا الأمر.. هل تقتنع حينها؟
الدليل بالدليل. إن جئتني برجل يقول بالإعجاز جئتك بآخر يقول بعدمه! أقنعني منطقياً فأقتنع

هشام بن الزبير
03-29-2011, 03:21 PM
هل يختفي قانون فيزيائي ما إذا لم يدون في كتاب أيها الزميل؟
ستقول لي لا: القانون موجود وكل ما في الأمر أن الفيزيائي يكشف عنه ويعطيه اسما..
أليس كذلك؟
نفس الأمر مع النحو والبلاغة.. فاللغة موجودة والناس يستعملونها في البداية سليقة.. ثم يأتي من يقعد القواعد ويؤصل الأصول..
فهل نقول للخليل إنك اخترعت العروض أم نقول له إنك وضعت قواعدها وبينتها فقط؟
لو تركت السفسطة لحظة لوفرت على نفسك وعلي العناء.

الأمر الثاني:
القرآن معجز لأن بلغاء البشر مخاطبون بالتحدي به ولم يأت أحد بما يماثله.
أما الشعر والنثر والمقامة فائت بما شئت فلن تعدم من يعارضه..
هل فهمت الآن؟

إذن مرة أخرى:
شعر المعلقات أبلغ من شعر المتنبي وشعر المتنبي أبلغ من شعر أبي العتاهية وهكذا , وهذه بلاغة البشر لا يشك عاقل في أنها تتفاوت, وبهذا المعنى حصلت المفاضلة بين الشعراء والبلغاء.. أما بلاغة كلام خالق البشر فمعجزة.. يعني أن طمع الملخوقين انقطع عن الإتيان بما يماثلها أو يقاربها..
هل فهمت المعنى أخيرا؟

أما سؤالي فأعيده عليك: هل إذا أجمع أهل البلاغة من غير المسلمين من لدن اليونان على أن البلاغة تتفاوت وأن الناس فيها مراتب, هل تقر بخطئك وسفسطتك وتعتذر عن نسبتك هذا الأمر إلى المسلمين ليؤيدوا عقيدتهم؟
أم أنك ستعود لتسفسط كما هو العهد بك؟

hardabasht
03-29-2011, 04:00 PM
هل يختفي قانون فيزيائي ما إذا لم يدون في كتاب أيها الزميل؟
ستقول لي لا: القانون موجود وكل ما في الأمر أن الفيزيائي يكشف عنه ويعطيه اسما..
أليس كذلك؟
نفس الأمر مع النحو والبلاغة.. فاللغة موجودة والناس يستعملونها في البداية سليقة.. ثم يأتي من يقعد القواعد ويؤصل الأصول..
فهل نقول للخليل إنك اخترعت العروض أم نقول له إنك وضعت قواعدها وبينتها فقط؟
لو تركت السفسطة لحظة لوفرت على نفسك وعلي العناء.

أوافقك الرأي، ولكن هذا بالنسبة لثوابت لا تتغير أما بالنسبة لمسألة نسبية كالبلاغة فلا ينطبق الأمر. هل تستطيع أن تجزم أن كل النقاد يجمعون على بلاغة بيت أبي تمام الذي أدرجته سابقاً؟


الأمر الثاني:
القرآن معجز لأن بلغاء البشر مخاطبون بالتحدي به ولم يأت أحد بما يماثله.
أما الشعر والنثر والمقامة فائت بما شئت فلن تعدم من يعارضه..
هل فهمت الآن؟

زميلي، الكتاب الأخضر رغم تفاهته جعلته لك معجزاً في الوطنية. فهل يستطيع أحد أن يأتي بمثله بعد هذا الشرط؟



إذن مرة أخرى:
شعر المعلقات أبلغ من شعر المتنبي وشعر المتنبي أبلغ من شعر أبي العتاهية وهكذا , وهذه بلاغة البشر لا يشك عاقل في أنها تتفاوت, وبهذا المعنى حصلت المفاضلة بين الشعراء والبلغاء.. أما بلاغة كلام خالق البشر فمعجزة.. يعني أن طمع الملخوقين انقطع عن الإتيان بما يماثلها أو يقاربها..
هل فهمت المعنى أخيرا؟

زميلي، سوف أحاول إسقاط مثالك على تصنيفك، أرجو أن تصححني إن كنت قد أخطأت فهمك وفهم تقسيمك للبلاغة

شعر أبي العتاهية: بليغ
شعر المتنبي: أبلغ
شعر المعلقات: معجز في البلاغة


أما سؤالي فأعيده عليك: هل إذا أجمع أهل البلاغة من غير المسلمين من لدن اليونان على أن البلاغة تتفاوت وأن الناس فيها مراتب, هل تقر بخطئك وسفسطتك وتعتذر عن نسبتك هذا الأمر إلى المسلمين ليؤيدوا عقيدتهم؟
أم أنك ستعود لتسفسط كما هو العهد بك؟
أنا لا أتحداك، بل أحاورك. إذا كان لديك دليل على تفاوت البلاغة فهذا لا يثبت إعجاز بلاغة القرآن، فكما قلت لك ستكون دليلاً بدليل.

هشام بن الزبير
03-29-2011, 04:32 PM
موضع النزاع هو قولك أن البلاغة لا تتفاوت..
طالبتك بالدليل على ذلك فعجزت.. وأنى لك أن تأتي بشيء لم يقل به أحد..
وليس كلامنا عن بيت ولا عن قصيدة..

الإعجاز ليس بالكلام.. ما رأيك أني كنت أكتب أيام الفترة المتوسطة خيرا من خربشة القذافي المجنون؟


هات بيتا من المعلقات وأثبت لي أنه معجز.


لا بل أنت تتحداني في أصل ديني.. في القرآن..
وإن كنت تسفسط كي تنكر أن البلاغة مراتب فلأنك تعلم أن البلغاء أنفسهم أقروا بأن القرآن معجز..
ما رأيك بأبي العلاء المعري؟ هل تبلغ مرتبة بلاغته.. أو الجاحظ.. فلم قالا بإعجاز بلاغة القرآن؟

أبو القـاسم
03-29-2011, 07:05 PM
بعد إذن الفاضل العزيز ..وليس استدراكا ولا شكاً في قدراته , معاذ الله ..فقد أفحمه بما فيه كفاية ولله الحمد
سؤال مهم أرجع الملحد إليه : إلى من يرجع في كل فن..هل نرجع في الطب لسعادتك؟ أم ترانا نرجع إلى زبال في قضية متعلقة بالفيزياء النووية؟..من البدائه المتفق عليها بين جنس البشر أنه يرجع في كل تخصص إلى أهله
وحين يزعم الملحد هاردبشت أن البلاغة لا تتفاوت فهذه اسمها في علم الجدل :دعوى..وأي دعوى ؟ إنها أضحك عليه الناس
فمثلا يمكنني أن أدعي ما أشاء , كأن أقول:الملحدون أغبياء..إذا طالبني الملحد إقامة الدليل عليها ,فله ذلك..
والآن :قضية تفاوت البلاغة يرجع فيها لعلماء العربية ..فمجرد إنكار الملحد لها مستخفا بذلك بجميع العقول..هذا يقضي بوقف المناظرة لأن القضايا العلمية ليست مبنية على قناعات شخصية نلقيها خبط عشواء..
وقد أجمع علماء العربية والبلاغة ومعهم كل من له حس وذوق بالعربية أن البلاغة تتفاوت , ولولا ذلك ما كان هناك شاعر مجيد وشاعر رديء وخطيب مفوه وآخر لا يحسن تركيب جملة حسنة على ما يليق بالمقام
وكأن هاردبشت أفصح من العرب الأقحاح الأوائل فقد فاتهم -على ما يبدو!- أن يفطنوا لمعارضة النبي (ص) بأن يقولوا ليس في الكلام تفاوت وما ثم بلاغة ,إن هو إلا كلام مرسل يقوله كل على ما يريد ..فعلى أي شيء تحاجّ وتتحدى؟!
مع العلم أن أذن العربي في غاية الحساسية على مستوى اختيار الحرف وما في الكلمة من جرْس ..
وقد جاء رجل من بني هذيل إلى رسول الله (ص) يسأله فقال:كيف أغرم دية من لاشرب ولا أكل, ولا نطق ولا استهل ,فمثل ذلك يطل؟ فقال الرسول مستنكراً أسلوبه في صياغة الجملة :أسجع الجاهلية وكهانتها؟ ..! (والحديث في الصحيحين) والشواهد على مثل هذا النقد الأبي كثيرة جداً من كلام العرب
فمن ينكر التفاوت البلاغي في اللسان فقد أنكر البلاغة نفسها ومثل هذا بحاجة لأن يتعلم أبجديات العربية قبل أن يخاض معه في شيء..
والبلاغة الممدوحة يمكن تعريفها بأنها التعبير عن المعنى بتمامه بأصله وزينته مع ما يليق بها من إجمال أو تفصيل بحسب مراعاة المقام والحال ,
فهذا التعريف البلاغي ترى القران القران العظيم يعبر وفقه ولكن باوجز عبارة فيستحيل أن يكون ثم مزيد عليه ولو بحرف ولاجرم ينفي الملحد البلاغة وتفاوتها لأنه لو عرفها لما تجاسر على الحوار لأنه سيكون عندئذ عارفا بمعنى الإعجاز اللغوي البياني الذي نتحدى عليه..ولكن جرّأه جهله!

هشام بن الزبير
03-29-2011, 07:18 PM
أخي الكريم أبا القاسم,
وفيت وصدقت.. وأي حوار يرجى مع مثل هذا؟ لقد جئته بكلام الخنساء والجاحظ والسكاكي.. فماذا قال؟ قال هذا اختراع المسلمين..
فسألته: هل تقر بتفاوت البلاغة لو جئتك بكلام غير المسلمين؟ فماذا كان جوابه.. لا شيء غير التهرب والسفسطة..
وكتاب الخطابة لأرسطو من أقدم ما كتب في هذا الباب..وإن كانت ترجمته سيئة لكنك ما أن تبدأ القراءة حتى تجده يتكلم عن تفاوت الناس في فنون الخطابة والإقناع بين مقل ومستكثر, ويتحدث عمن يكون ذلك عنده سليقة وبين من لا يناله إلا بالصنعة والمران...
لكن هذا الصنف من ملاحدة الشبكة يصدق فيهم قول الفاضل أبي مريم: سمك لبن تمر هندي :):

hardabasht
03-31-2011, 09:39 AM
الزملاء الأفاضل

لقد أتيت بالدليل اللغوي على تفاوت بلاغة الخطباء، وقد التبس علي قول الزميل بتقسيم البلاغة بالبليغ والأبلغ والمعجز، لذلك فأنا أعترف الآن بتفاوت البلاغة بحسب التقسيم التالي والمرتب تصاعدياً في قيمة البلاغة

1. بَليغ
2. ذَليق
3. لَسِن
4. ذَرِب

فبالتالي لدينا تقسيمات للبلغاء. وهو ما أقر فيه. بقي أن يقر الزميل هشام بخطأ تقسيمه السابق (بلا أمر)

هشام بن الزبير
03-31-2011, 04:55 PM
أيها الزميل المحترم,
دعني أشكرك جزيل الشكر على رجوعك عن قولك الأول وعلى إقرارك بتفاوت كلام البلغاء, وأقدر فيك هذا الخلق الفاضل. واسمح لي أن أقول أن هذا مما يندر من الزملاء الملاحدة. فشكرا لك.
وحتى لا تبرد حرارة هذه المحاورة المستعرة تحت نسائم هذه الكلمات الجميلة فدعنا نستمر :): :
تأمل الجملة التالية أيها الزميل:
"لله عليك نعمةٌ فارعها!"
مادمنا بصدد الكلام عن البلاغة, وما دمنا قد اتفقنا على تفاوت مراتبها, فأنا أتحداك أن تأتي بجملة في عدد كلماتها بنفس معانيها ومقاصدها, وتكون أبلغ منها. فهل تقبل التحدي؟

hardabasht
04-06-2011, 11:55 PM
I am sorry for the delay in my reply, however the reason was my computer being sent to the maintenance. My other computer doesnt have arabic keyboard buttons which will make it extremely difficult to type a reply.
I hope to be able to continue our conversation by next week

hardabasht
04-11-2011, 12:07 PM
زميلي هشام.
لا أعتقد أن الملحدين يتقصدون عدم الاعتراف بأخطائهم بل هناك دائماً هوة في الحوار، عندما يحاول المسلم إيصال فكرة فهو يحاول إيصالها بالأسلوب الذي تلقنها، متجاهلاً أن الملحد لن يعترف بالفكرة أصلاً طالما أنها ملقنة. ومن ذلك قيامي أنا بالبحث الشخصي لإيجاد درجات البلغاء وهو ما كنا نحاول الوصول إليه ووجدتك تدافع عنه دون أن تستطيع إقناعي به. على العموم لعلها تكون نقطة تلاقي للانطلاق بالحوار.

بالنسبة للعبارة أعلاه "لله عليك نعمةٌ فارعها" على أي أساس جزمت بأنها أبلغ ما يكون؟ ماذا لو بدّأنا النعمة بدلاً من الله؟ وماذا لو بدّأنا الرعاية؟ من وجهة نظرك ستكون البداية بالله هي الأصوب ولكن هذا لا يجعل البداية بالرعاية أقل بلاغة! هذا من منطلق إيجاد تراكيب أخرى لنفس العبارة.

ولكن زميلي العزيز... ترتيب البلغاء المعتمد لا يحوي على الإعجاز. وصدقاً أنا لم أستثنه عمداً لأنه لم يكن موجوداً أصلاً. فهلا قمنا بتعريف الإعجاز في البلاغة؟ إذ أنه لكل درجة من درجات البلاغة أعلاه تعريفاً أسردها هنا
ذَليق: من يتمتع بالعفوية في الخطاب
لَسِن : من تمتع بالعفوية وسرعة البداهة
ذرب اللسان: إذا كان الرجل حاد اللسان قادرا على الكلام

وشكراً لك

هشام بن الزبير
04-17-2011, 08:56 AM
زميلي هشام.
لا أعتقد أن الملحدين يتقصدون عدم الاعتراف بأخطائهم بل هناك دائماً هوة في الحوار، عندما يحاول المسلم إيصال فكرة فهو يحاول إيصالها بالأسلوب الذي تلقنها، متجاهلاً أن الملحد لن يعترف بالفكرة أصلاً طالما أنها ملقنة. ومن ذلك قيامي أنا بالبحث الشخصي لإيجاد درجات البلغاء وهو ما كنا نحاول الوصول إليه ووجدتك تدافع عنه دون أن تستطيع إقناعي به. على العموم لعلها تكون نقطة تلاقي للانطلاق بالحوار.

أيها الزميل هاربدشت هداك الله وبصرك بالحق,
الملحد ينكر أظهر الحقائق وأشدها رسوخا في فطر الأسوياء من بني آدم. إنه ينكر -وهو الحادث الفقير الضعيف- أن له ربا خالقا رازقا حكيما, لولاه لما خرج من عدم لوجود. ومن أنكر هذا الأصل العظيم فلا يستغرب منه أبدا أن ينكر مسألة بلاغية.
أما التلقين فيكفيني أن القراء ذوو عقول فلا تعليق عندي عليه.
أما ثمرة بحثك الشخصي أيها الزميل, فأنا ما ناقشتك فيه فحسبي أنك أقررت بعد طول مماحكة بأن البلاغة مراتب. وفيما استشهدت لك به قبل من كلام الخنساء وغيرها غنية عما جئت به. أما الإقناع, فأنت ترى أن من الملاحدة من يقتنع أن الحمض النووي ثمرة صدفة, فكيف أقنعه بأن هذا ضرب من الهذيان؟ هناك فرق أيها المكرم بين أن تكون الحقيقة واضحة جلية وبين أن يقر لك بها الخصم.


بالنسبة للعبارة أعلاه "لله عليك نعمةٌ فارعها" على أي أساس جزمت بأنها أبلغ ما يكون؟ ماذا لو بدّأنا النعمة بدلاً من الله؟ وماذا لو بدّأنا الرعاية؟ من وجهة نظرك ستكون البداية بالله هي الأصوب ولكن هذا لا يجعل البداية بالرعاية أقل بلاغة! هذا من منطلق إيجاد تراكيب أخرى لنفس العبارة.

أين قلت أن هذه الجملة أبلغ ما يكون؟ ركز معي إنما كان ذلك سؤالا فلا تتسرع.
قلت

ماذا لو بدّأنا النعمة بدلاً من الله؟
فأنت تقصد أن قولك:" ارع نعمة الله عليك" يساوي قولي "لله عليك نعمة فارعها" من جهة البلاغة. وهذا شيء عجيب فعلا, فإن عدم فهمك لسر صياغة الجملة على هذا النحو الذي تراه, يخبرني أنك لا تعلم شيئا عن مسألة التقديم والتأخير في العربية وما يفيده من معان بلاغية.
أنت قلت بكل صراحة: "لله عليك نعمة فارعها" = "ارع نعمة الله عليك" فما أقل معرفتك بالعربية أيها الزميل.
أنت أمسكت العصا من الوسط كما يقولون, فلا أنت أجبت التحدي ولا أنت أحجمت .
لكن دعني أعتبر أن حميتك تحركت لإجابة التحدي فاقترحت تغيير تركيب الجملة الذي ظننته لا ينقص من بلاغة الكلام.
ودعني أفترض جدلا أنك أبطلت التحدي, فهذا بيت القصيد, فجملتي أعلاه ليست في قمة البلاغة البشرية فضلا عن أن تكون معجزة, ولو غيرك سألت لسمعت من الاستدراكات ما تقر به أعين البليغ, ولكن لنقل إنك نقضت قولي وأظهرت بطلان التحدي, فهذا يدل على أمور يسرني أن تتأملها لعل الله أن يهديك فما ذلك على ربنا بعزيز:

1. تحركت فيك دواعي إجابة التحدي لا لشيء إلا لتثبت قوة حجتك في محاورة دخلناها بأسماء مستعارة, وموضوع التحدي جملة من أربع كلمات, وليست الهزيمة في مثل هذا ذات أثر يذكر, فكيف يكون حال من تحداهم رب العالمين في كتابه من مشركي العرب البلغاء أن يأتوا بكتاب من مثله, ثم لم يزل يتنزل معهم إلى أن تحداهم بسورة من مثله, ثم نكصوا وعجزوا؟ مع أن الدواعي لإجابة هذا التحدي عظيمة جدا, فهم من أشد الناس عداوة لصاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم, وهم من أشد الناس حمية, ومن أفصحهم وأظهرهم بلاغة, ومن أملكهم لنواصي البيان, ومن أحرص الناس على هدم هذا الدين الذي سفه أحلامهم وأحلام آبائهم وكبرائهم وعاب دينهم وآلهتهم, وهم مع ذلك لم يزالوا على بلاغتهم ونبوغهم اللغوي, يعارض بعضهم بعضا, فلا يقال إن قدرتهم قد ذهبت.

2. ثم إنك ترى أيها الزميل في زماننا هذا كيف تستعر الحرب الشاملة على هذا الدين, وأظهر وجوهها التشويه المستمر له في وسائل الإعلام ونشر الأكاذيب والإشاعات, وتصيد العثرات, واختلاق الشبهات. فهل تظن أن هؤلاء جميعا قديما وحديثا قد سكتوا عن إجابة التحدي زهدا و ورعا؟ أم أنهم ما نكصوا إلا عجزا وخورا؟

3. هذا القدر يكفيك أيها الزميل لتعلم ماذا نقصد بقولنا إن القرآن معجز, فأنت لم تفهم ما يفيده تقديم الخبر على المبتدإ في اللغة العربية. فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها. لكن للفائدة: تأمل هداك الله هذه الآية العظيمة: (إياك نعبد) فهل تظن أنها تعادل قولنا "نعبد إياك". أو ( ولله ما في السّماوات وما في الأرض) فهل تساوي قولنا "ما في السّماوات وما في الأرض لله"؟ كلا أيها الزميل إن هذا التقديم يفيد التخصيص.

فما دمت لا تتذوق أمثال هذه المسائل البلاغية فإن حسبك أن تعلم أن أهل البلاغة أجمعوا على أن معارضة هذا القرآن غاية لا تدرك, وأنه معجز.
فأنا أدعوك إلى الإيمان بهذا الكتاب العزيز الذي تضمن أسباب الهداية والسعادة في الدارين, وإن شئت أن تقف على دقائق بلاغته فلا مناص لك من أن تسلك سبيل ذلك, بتعلم كلام العرب والوقوف على أساليبهم في الخطابة والبلاغة والبيان, فإني أضمن لك إن فعلت أنك لن تعود بعدها أبدا لتقول :"أنا لا أرى القرآن بليغا بشكل معجز" بل ستقر معنا ومع جماهير البلغاء أنه بهر الناس عربهم وعجمهم بالإعجاز.

ووالله الذي لا إله غيره وإني أصدقك القول وبكل أمانة ودون قصد الإحراج:إن عدم فهمك للمعجزة البلاغية مصدره النقص الكبير في الملكة والأهلية اللغوية في أصلها فضلا عن إدراك كمالاتها وحليتها التي هي بالنسبة للكلام كالزخرُف بالنسبة للبناء فإذا كنت في ملكاتك لم تحصل أصل البناء فكيف بربك تكون قادرا على تصور معنى الإعجاز البلاغي؟! على أنك لو استعملت عقلك لأدركت أن العجز عن النهوض للتحدي هو أعظم دليل على صحة الإسلام ..فإن رسول الله لو كنت تدري لم يتحد الناس بكلامه هو وإن كان أفصح العرب لأن كلامه ليس معجزا .ولو أن الكلام كما تزعمه لفعل ذلك مع كلامه أيضا..ومامن أحد فهم الدرس البلاغي وأتقنه إلا عرف الفرق بين الكلامين وأنه ببساطة كالفرق بين الله والمخلوق..
إنني يا هاردبشت يؤسفني أنكم معاشر الملاحدة تخوضون في كل شيء دون التزام بأيسر قواعد منهج البحث والحوار العلمي .فهل ييحسن بالعاقل الذي يحترم عقله أن يخوض في شيء لا يفقه فيه..إنه لمن أعجب الأشياء حقا..لكن مع الأسف تريدون إبطال الإسلام بأي طريقة ولو بكل سبيل عوجاء وخطوات عرجاء وهو ما يزهدني في إتمام المناظرة لأنها في الواقع منتهية وكل ناظر حكم ..
وأدعو الفضلاء في الإشراف لإغلاق الموضوع وبه تم المقصود والسلام على من اتبع الهدى.