المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استقلالية الشخصية المسلمة



عياض
02-02-2011, 01:50 AM
من أهم العبر التي استخلصتها من الأحداث الأخيرة و التي لم أرى من التفت اليها ...و هي عبر تمر كالضوء لكن لا تقل دلالاتها على معنى الصراع و هويته عن غيرها من العبر...
من أهمها ما كان يقوله الناس نظريا لعقود متتالية من الفرق بين الاسلام و المسيحية بتغلغل الالحاد في لب الأخيرة و انعدامه في لب الأول...ما يجعل الانسان المسلم حرا من أن يكون عبدا لغير الله و هو أساس التوحيد و نقيض الالحاد...و ها قد تبين تطبيقيا و عمليا دون ان يشعر أكثر الناس في مصر على الخصوص...
فما زال الأزهر بشيخه الديكتاتور و ازلامه يطالبون الناس بالكف عن انكار المنكر و التزام العبودية لمبارك ان أرادوا مرضاة الله و الوطن و كأنهم الدين و الدين هم...و مع ذلك لم تؤثر كلماتهم في المسلمين من مختلف التوجهات و لم يجعلهم هذا يفرطون في دينهم و لا حتى أعطوا هؤلاء الأزلام اهمية و لم يؤثؤ ذلك لا فيهم و لا في صورة الاسلام و لا حتى في صورة العلماء...بما فيهم طلبة الأزهر و اساتذته الذين أعلنوها مع الناس عالية : لا معبود بحق و لا مطاع بحق الا الله...
و مثله قامت الكنيسة على منوال مشيخة الأزهر تشابهت قلوبهم .. تطلب من اتباعها ان يستمروا في الخنوع و اتخاذ الناس أربابا من دون الله..فتولى كثير من المسيحين خوفا من الحرمان من الجنة..و من خرج منهم أعلنوها مباشرة ان لا سلطة للكنيسة عليهم الا في الدين..و هم في هذا مقرون أن لا حرية لهم الا في الدنيا ..وأن لا وصول لهم الى الحرية الكاملة دنيا و آخرة و لا أمل لهم في هذا...و لهذا في الثورة الفرنسية و الثورة الأمريكية و التورة الانجليزية كان على كل من أراد الحرية الكاملة ان يتبرأ من الدين المسيحي و كنيسته....و أعلنوا تبرؤهم من الدين المسيحي بصورته الكنسية جهارا نهارا لمناقضة هذه الكنيسة و دينها الذي اخترعته للتوحيد الفطري القائم على الحرية...ما لو مررت على الحشود المسلمة اليوم في مصر كلها فردا فردا لن تجد مثيله بل عامتهم بلا شك لا يرى سببا اعمق لثورته السلمية و تعطيه معناها الأعمق الا كلمة الاسلام ...

هشام بن الزبير
02-03-2011, 12:23 AM
لفتة موفقة كعادتك أستاذي عياض, حقا إن الشخصية الإسلامية احتفظت بسمتها وباستقلالها رغم التغريب والترهيب والتضليل, وقد افتتحت موضوعا حول العبر والفوائد المستقاة من الأحداث الجارية بمصر أسميته: أحداث مصر: آمال وآلام, وسأقتبس فكرتك هاته لأنها في غاية الدقة.

عياض
02-03-2011, 03:23 AM
هي لك يا سيدي يا نحوي :): أتابع شريطكم في العبر..

عياض
02-03-2011, 03:29 AM
و من العبر التي تتصل بهذه العبرة و التي لا أدري ان لمست نفوس الاخوان و هي مما لمست نفسي بعمق...
فرحي بعودة هشام و حسام و حسن و بقية الشخصيات المسلمة المصرية المستقلة...كانت فرحتي بهم و انهم بخير و اننا لم نفقد أحدا منهم كفرح رئيس دولة بنجاة الطيارين رغم هلاك الطائرات...فمثل هذه الشخصيات المستقلة المسلمة بنظرتها المتطورة تشكل لبنات من اجود ما يوجد في السوق المسلم الراكد اصلا منذ زمن ...ان فقدت الله وحده كم سيلزمنا من الوقت لاستعادتهم مرة اخرى...فالحمد لله و اخرج الله عاقبة الأمور على ما يرضاه

فخر الدين المناظر
02-03-2011, 04:24 AM
بارك الله فيك أخي عياض على هذه اللفتة ..
أي نعم عبرة أدهشتنا نحن ابناء الامة الواحدة قبل الغرب ... لم أكن اتصور ان تقوم ثورة لشعب من امتنا بله ان تكون ثورتان، كنت اتوقعها بعد عشر سنوات أو أكثر، خاصة حينما ارى الصف لازال متشرذما والنفوس لازالت مرتابة، والملاهي المحرمة تغزوا مجتمعاتنا صغيرها وكبيرها، فأقول ضاعت الهوية بين حانة وملعب، بين مهرجان وعازف صولجان .. لكن الله فعال لما يريد.
بدأت بمطالب اجتماعية، فإذا بها أصبحت إسلامية، ثورة على النظام وما أدراك ما النظام، أشد نظامين علمانيين عربيين محاربة للإسلام ولقضاياه العالمية، لطالما عمل على تشجيع السهرات والمقابلات، الشيشة والمخدرات، الاغاني والهزليات، دع الناس تلتهي وتشتهي ومن النظام لن تشتكي، ومن لم يجره تيار اللهو يجره تيار الاعتقال حتى يتعظ اخوه وبالحصار سيغلبوه.

صدمة ذاقها الغرب وأزلامه، طبعا لن نسمع الآن قمني ولا شحرور ولا بعرور الطابور العاشر اختفى فجأة كما ظهر فجأة، ولله في خلقه شؤون .
الانظمة العربية في حالة استنفار سري الآن، حتى في بلدي بدات أقرأ في الصحف اننا بعيدون عن هذه الثورة فنظامنا أفضل، وأننا الدولة الوحيدة في شمال أفريقية مازالت إمارة المؤمنين فيها قائمة، ونحن لا نسمح بإهانة الدين ولا المؤمنين وقافلة التنمية سائرة وبالتدريج سنقضي على البطالة. والطريف أنه في كل تساقط للأمطار كانت مدينتي تعاني من قطع للماء الصالح للشرب لساعات يومية، وخرج الاهالي مرارا وتكرارا في مظاهرات خلال العامين الماضيين وطرح الملف في البرلمان وفي القنوات الرسمية لكن الوكالة كانت تماطل وان هناك خللا لا يمكن حله إلا بعد عامين .. لكن إذا به حل في هذه الأيام والشتاء غزيرة جدا في هذا الفصل ؟؟ فسبحان الله مع الشكر للثورتين فقد حللتم مشكلة المدينة الأبرز .

الهوية الإسلامية ظهرت، والشرق الأوسط الجديد نعم سيصبح جديدا ... لكن على الحلة التي تريدها الامة وليس على ما يريده الغرب. النعاس يداعب الجفون لهذا لي عودة غدا لتتمة ما بدأتُ بإذن الله.

فخر الدين المناظر
02-16-2011, 04:44 AM
النعاس يداعب الجفون لهذا لي عودة غدا لتتمة ما بدأتُ بإذن الله.

سبحان الله نسيت إكمال مداخلتي، واستمر بي الأمد إلى أسبوع كامل، وما تذكرت إلا والنعاس بدأ يداعب العينين مرة أخرى ...

كان الحري بكم يا أخي عياض أن تهزوني هزا، وتذكروني بما نسيت - إبتسامة بعينين ناعستين - ... وإني كلما رأيت مداخلاتكم أتذكر العلامة القاضي عياض رحمه الله، فله عندي معزة خاصة، ولحامل اسمه نصيب أيضا .

والسلام عليكم.

عياض
02-16-2011, 11:43 PM
أستاذي الفخر...بعد هذه الليال المثيرة التي سهرنا فيها جميعا لا أظن العيون كلها الا في حال عيونك..و هذا موضوعي و انت من هزني الآن اليه...و بالنسبة لقاضي العدوة فمعرفي راجع الى الاشارة اليه و المنزلة التي له في صدري مما لا أشك انها تقرب من منزلته عندكم...فأنفذ وعدك زادك الله رفعة و علما#

فخر الدين المناظر
02-19-2011, 09:11 PM
بارك الله بك، القاضي عياض مؤلفاته جليلة، وطالب العلم إن لم يتتلمذ على كتب القاضي فقد فاته الكثير ..
ومزاوجتك بين إسم القاضي رحمه الله وبين صورة ديكارت لربما تحمل رسائل خفية :):

أما إستقلالية الشخصية المسلمة، تؤهلنا إلى الحديث عن استقلالية الأمة، فكلاهما مرتبطين لأن الفردي له علاقة بالجماعي، وما المجتمع إلا مجموعة من الأفراد لهم قواسم مشتركة ...
عُرفت فيها منزلة التيارات،وأثبتت الأمة أن لا احد له سلطة في حمل الناس على فهمه لأدلة الوحي، فكان رأي الجمهور - كما هو الغالب - راجحا على رأي القلة، بل سنوات من التغريب والتقليد، لم تؤت أكلها، ورأينا إقامة الصلاة من داخل ميدان التحرير، وأن الإسلاميين لا يهزمون، بالرغم من سنين الاعتقالات والتقتيل، ذهب الطغاة وبقي المسلمون، لتثبت الأمة، أنها مع ثراتها ودينها، وليست مع علمانية فاحشة أو اشتراكية متسيبة.
قالها المفكر المهدي المنجرة قديما وقالها قبله الشيخ القرضاوي قبل عقد من الزمن، ونبه إليها القطبين سيد ومحمد قبلهما، واقتنع بها علماء إجتماع الثورة من المتأخرين... لا يمكن لنظام يناقض فكر شعبه أن يبقى، والليبرالية العلمانية دائما مصدر هلاك اجتماعي، البطالة والفقر وضعف التغطية الصحية والفرق الطبقي الشاسع وغيرها كلها مشاكل يعيشها الغرب قبل الشرق، وقد قالها ماركس قديما، الرأسمالية نظام أزماتي، لا يخرج من أزمة إلا ويدخل في الثانية، ومن يدفع الثمن هم الشعوب... فكيف بفكر ونظام حكم فيه تلك السلبيات والأدهى لا ينسجم وثقافة المسلمين أن يبقى ويعمر ؟؟؟.
مصر وتونس يجب أن يعلنا عن استقلاليتهما، وأهل العلم لهم دور كبير في رد الناس إلى المنهج الرباني ، والإسلاميون عليهم إجهاض محاولات خطف الثورة، ولربما تنبه الفقيه الأصولي الشيخ الريسوني حفظه الله سابقا للمسألة، في مقال له ينصح فيه الإسلاميين بالمغرب قال فيه بأن إنجاز البدائل مقدم على مقاومة الرذائل، وقد تفطن حفظه الله في هذا، فقد ركزت الدعوة الإسلامية لعقود في مقاومة الرذائل حتى أصبح شغلها الشاغل، وأهملت نوعا ما إنجاز البدائل، إلا ما صدر عن المجتهدين في مسألة النظام الإسلامي.
فالمحك الآن إثبات استقلالية هذين الشعبين، والجهاد الأكبر هو المرحلتين اللاحقتين، دخول النظام الإسلامي بتدريج وبنعومة للدستور وللمؤسسات.. والله ولي التوفيق .