المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان إماطة اللثام عن موقف العلماء في الصمت والكلام



إلى حب الله
02-10-2011, 03:48 PM
إماطة اللثام .. عن موقف العلماء في الصمت والكلام ..

بقلم أبو حب الله ..
AboHobElah@gmail.com

بسم الله الرحمن الرحيم ..
اللهم بك وحدك أستعين .. وعليك وحدك التكلان ..
----
هناك (شر) : ومعركته معروفة منذ القديم مع الخير ..
وهناك (الطغيان في الشر) : فهذا الذي لا يدوم طويلا ًفي عمر الأمم :
حتى يقصمه الله عز وجل ..
-----

1)) دفاعا ًعن السلف .. وتصحيحا ًللمفاهيم ..
2)) تعريف الباغي في الدين ..
3)) آراء السلف والعلماء المُجوزين للخروج على الحاكم الظالم ..
4)) وأخيرا ً: رؤية أخرى لصمت العلماء أمام ظلم الحكام الطغاة ..

----------
1)) دفاعا ًعن السلف .. وتصحيحا ًللمفاهيم ..
-------------------

الإخوة الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

يُخطيء مَن يظن أن الأمور المُختلف عليها في الفهم والفقه : تـُحمل
على وجه تأويل ٍوفهم ٍواحدٍ فقط : لكلمةٍ من قرآن ٍأو سُـنة !!..
فأمثال هؤلاء للأسف : هم مَن يُعطون صورا ًمُشوهة ًللدين بين الناس
(ولا سيما صورا ًمشوهة ًعن السلفيين) !!..
ولو أنصفوا (وخصوصا ًفي أوقات الفتن والنوازل) : لأخبروا أن الأمر
الاجتهادي : قد يحتمل ذلك وذا من المسائل !!..
بل : وقد يفرق فيه تأويل كلمةٍ واحدة : قد يفرق فيه بين تكفير مسلم
وبراءته !!!.. وإلا :
فكيف يفهم أمثال هؤلاء القليلو العلم : حديث النبي مثلا ً:
" سباب المسلم : فسوق .. وقتاله : كفر " !!..
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وفي زيادة صحيحة :
" وحُرمة ماله : كحرمة دمه " ...
أقول :
ما هو تفسير هؤلاء لمثل هذه الأحاديث الصحيحة الكثيرة : في ضوء ما
وقع مثلا ًفي الفتنة بين فئتي عليّ ومعاوية رضي الله عنهما من قتال ٍوقتل ٍ
للمسلمين بعضهم البعض ؟!!!..
ألن يبحث هؤلاء ساعتها عن أقوال العلماء سلفا ًوخلفا ًفي تأويل قول
النبي " وقتاله : كفر " ؟!!.. فيجدون أن لهم فيها أقوالا ًكثيرة محمودة
ومعقولة : يُرجى مراجعتها في مظانها ...
وأنه يكفي أن الله تعالى نفسه : لم يخلع عن فئتي المؤمنين المتقاتلين
في القرآن : لم يخلع عنهما لباس الإيمان : ليلبسهم لباس الكفر كما في
الفهم الضيق لكثير من المتهوكين للأسف فقال :
" وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا : فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا .. (ولاحظوا
هنا أنه وصف الفئتين بالمؤمنين ولم يُكفر إحداهما) فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا
عَلَى الْأُخْرَى (ولاحظوا هنا أيضا ًأنه وصفها بالباغية : ولم يخلع عنها
لباس الإيمان أيضا ًرغم بغيها) فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي : حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ
اللَّهِ .. فَإِن فَاءتْ : فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ .. وَأَقْسِطُوا .. إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُقْسِطِينَ " الحُجرات 9 ..
-------
وهنا ...
تأتي العلامة الفارقة بين العالم الفقيه وغيره ربما من طلبة العلم .....
فالعالم الفقيه : قاريء لسُـنة النبي بفهم ٍقبل أن يكون بحفظ !
قاريء لتاريخ أمة الإسلام المُشرف منذ عصوره الأولى وحتى قريب !
يعلم لكل أمر ٍاجتهادي : محمله من السند الشرعي فيلتمس للمُخالف العذر !
يعلم أن ما قيل في ظرفٍ معين في زمن ٍمعين في بلدٍ معين لعالم من العلماء :
ليس بالضرورة أن يصلح لغيره من الظروف والأزمان والبلدان !
----------
لن أ ُطيل عليكم ..
ولكن الأحداث المصرية الأخيرة : قد لفظت على سطح الساحة الإسلامية
من جديد : جدلا ًيرى أصحابه وصم السلفيين : بالخضوع مع الظلم !..
وبالصمت عن المطالبة بالعدل !.. وبالكلام بما يُفتت عزائم الثوار على الحاكم
الجائر !..
أقول : ها هنا : يجب من وقفة لتصحيح المفاهيم .. ولإعادة استقراء آيات
القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ..
والتي تصب في حث المسلمين المحكومين (أو الشعب المسلم) : على الأخذ
على يد الظالم .. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما استطاعوا !!..
وأقول (الشعب المسلم) :
لأؤكد على أن وصفهم هنا كمحكومين في بلد إسلامي : أرادوا أن يُقوِمُوا
حاكمهم الظالم أو يفضحوا ظلمه : يختلف عن مفهوم (الحكم للشعب) في
الدول الكافرة : والتي يوضع فيها حُكم الشعب : ندا ًمُخالفا ًلحُكم الله عز
وجل !!!.. فأقول :
----
المؤمن مأمور بنفسه .. يحملها على الإسلام والإيمان والحق : حملا ً!
ولكنه مع غيره من الناس : عليه بدعوتهم فقط إذ : لا سيطرة له عليهم
بشكل ٍمن الأشكال (اللهم إلا زوجته وأولاده) .. وعلى هذا :
فلن يضره وجود جاره الكافر .. أو زميله العاصي : ما دام دعاهم فلم
يُجيبوا .. وفي هذا يقول الله عز وجل :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ : عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ .. لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ : إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ..
إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا : فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " المائدة 105 ..
ولكن :
قرأ مسلمون في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه هذه الآية : ففهموا
منها أن المؤمن : ليس مُطالبا ًحتى بدعوة غيره : أو تقويم الظالم !!!..
وهنا .. أترككم مع هذا الحديث الصحيح عن أبي بكر رضي الله عنه قال :
" يا أيها الناس .. إنكم تقرؤون هذه الآية (أي على غير معناها) :
يا أيها الذين آمنوا : عليكم أنفسكم .. لا يضركم من ضل : إذا اهتديتم ..
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
إن الناس (ولاحظوا جمع النبي للناس : ولم يقل المسلم مُنفردا ً) :
إذا رأوا منكرا ً: فلم يُغيروه : يُوشك أن يعمهم الله بعقابه " !!!..
رواه ابن ماجة والترمذي وأبو داود والنسائي وابن حبان وصححه الألباني ..
وفي روايات أخرى صحيحة لأبي داود والنسائي :
" إذا رأوا الظالم : فلم يأخذوا على يديه : أوشك أن يعمهم الله بعقاب " ..
وفي أخرى صحيحة أيضا ً:
" ما من قوم ٍ: يُعمل فيهم بالمعاصي : ثم يقدرون على أن يغيروا :
ثم لا يغيرون : إلا يوشك أن يعمهم الله بعقاب " ..
وفي رابعة صحيحة أيضا ً:
" ما من قوم ٍ: يُعمل فيهم بالمعاصي (أي ولم يُغيروها) : هم أكثر ممَن
يعمله (أي في الإثم) " !!!!..
--------
فهنا : قد حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم مسؤلية التغيير والأخذ
على يد الظالم : قد حملها على : الناس .. أو القوم .. أو بلغتنا الراهنة :
الـــشـــــــعـــــــــب !!!..
فهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا ً: يدعو أن الحكم للشعب ؟!
لقد حمّل تلك المسؤلية و((التغيير)) لجموع المسلمين : والذين يحملون
بفطرتهم النقية وتعاليم الإسلام : مفاهيم العدل والصواب والخطأ البديهية :
والتي لا يختلف عليها حتى الكافرون أنفسهم !!!..
فكيف ينسب البعض على هذا للسلف : الخنوع والخضوع للحاكم الظالم ؟!
-----------
يقول رسولنا الكريم من حديث حذيفة رضي الله عنه :
" والذي نفسي بيده : لتأمرن بالمعروف .. ولتنهون عن المنكر : أو :
ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابا ًمنه : ثم تدعونه : فلا يستجيب لكم " !
رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني ..
وفي رواية أخرى ضعيفة عن ابن مسعود رضي الله عنه :
" كلا والله .. لتأمرن بالمعروف .. ولتنهون عن المنكر .. ولتأخذن على يد
الظالم .. ولتأطرنه على الحق أطرا ً.. ولتقصرنه على الحق قصرا ً " ..
-------
وفي الحديث الصحيح الشهير :
" مَن رأى منكم منكرا ً: فليُغيره بيده .. فإن لم يستطع : فبلسانه .. فإن
لم يستطع : فبقلبه .. وذلك أضعف الإيمان " ..
رواه أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجه والنسائي ...
-------
وفي صحيح مسلم أيضا ًعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
" ما من نبي ٍبعثه الله في أمةٍ قبلي : إلا كان له من أمته حواريون :
وأصحابٌ يأخذون بسنته : ويقتدون بأمره .. ثم إنها تخلـُف من بعدهم
خلوفٌ : يقولون ما لا يفعلون .. ويفعلون ما لا يؤمرون .. فمَن جاهدهم
بيده : فهو مؤمن .. ومن جاهدهم بلسانه : فهو مؤمن .. ومن جاهدهم
بقلبه : فهو مؤمن .. وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل " ...
--------
أقول :
إذا ً:
ماذا سيقع من الفرق إن قام بالتغيير مسلمٌٌ واحدٌ فقط : أو قام به ملايين
المسلمين الذين يئنون تحت وطأة الظلم والفساد الذي عمّ العباد والبلاد ؟..
ماذا سيقع من الفرق :
وخصوصا ًمع إعلانهم أن مسيراتهم ومظاهراتهم : سلمية بالمقام الأول ؟!
فلم يرفعوا سلاحا ً!!.. ولم يُنادوا بجهادٍ وقتال !!.. ولم يُجيشوا جيشا ً!!..
حيث أنه قد بلغ في عصرنا هذا من صفاقة تهميش ولاة الأمر إلى ملايين
المسلمين : أنهم لن يلتفتوا لهم ولن يُحرجوا أمام العالم بهم إعلاميا ً
وسياسيا ً: إلا بهذه الطريقة !!!...
إذن .. فالمظاهرات التي خرجت في مصر منذ الخامس والعشرين من يناير
الماضي : وأعلنت منذ يومها الأول أنها ستكون سلمية (والتزمت بذلك) :
أقول :
لا أرى فيها أي بأس ٍشرعا ً.. اللهم إلا الخوف من وقوع الفتنة والقتل
والهرج كرد فعل غاضب من الحاكم :
وهو الرأي الثاني للعلماء الأفاضل : وسوف أعرضه في آخر تلك الرسالة
مع بيان سندهم الشرعي المقبول أيضا ً....
أدعو الله عز وجل أن تكون هذه الرسالة زادا ًلإماطة اللثام عن فهم موقف
العلماء من الصمت والكلام في هذه المسألة الدقيقة (أي مسألة الخروج
على الحاكم الظالم الطاغي المُضيع لشرع الله) ..
أدعو الله أن يُرجَع إليها في مثل هذه الظروف والملابسات عند التكرار ..
-----
((ملحوظة : ما وقع في مصر عقب ظهور تلك المظاهرات الحافلة والتي
زادت يوما ًمن بعد يوم : أقول : ما وقع بعدها من سلب ونهب وقتل
وسرقات وترويع وانسحاب للشرطة والأمن : ومن هروب للمساجين :
أقول : قد عرفت منذ يومها الثاني ومعي الملايين غيري : أنها من تدبير
الحكومة والداخلية والرئيس الطاغية : وأنها كانت بأيدي بلطجية انتخابات
الحزب الوطني .. وبأيدي الشرطة السرية ورجال الأمن الذين تخفوا في
اللباس المدني للقيام بتلك الأعمال : ومحاولة ًمن الرئيس وزبانيته :
لوأد هذه المظاهرات قبل أن تتفاقم : فانقلب السحر على الساحر : وزاد
اشتعال المظاهرات أكثر وأكثر في كل ربوع مصر : لما بدى للعوام :
ما كانوا يجهلونه من الوجه الأسود للرئيسهم وزبانيته وداخليته وحكومته
وإعلامه !!!..
وبرغم أن الناس قد تأكدوا من هوية وبطاقات الشرطة السرية والأمن الذين
تم القبض عليهم (وأنا شاهدٌ على هذا) : إلا أني قد أرفقت لكم أيضا ًثلاث
صور لتعميم سري لأقسام الشرطة منذ ثاني أيام المظاهرات : ترون فيه
الخطة الشيطانية للرئيس وزبانيته لمواجهة الانقلابات الشعبية .. أو تشاهدوهم
على الرابط التالي :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=28396)) ..

---------
2)) تعريف الباغي في الدين ..
----------------

لقد ذكر الله تعالى في آية سورة الحجرات التي سقتها لكم بالأعلى :
وصف (الفرقة الباغية) فقال :
" فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى : فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي : حَتَّى تَفِيءَ إِلَى
أَمْرِ اللَّهِ " الحجرات 9 ..
فما هي مواصفات الفرقة الباغية المذمومة : والتي يُحاربها المؤمنون ؟
-----
يقول الإمام النووي رحمه الله في تعريفهم :
" الباغي في اصطلاح العلماء هو :
>> المُخالفُ لإمامِ العدلِ ..
>> الخارجُ عن طاعته بامتناعهِ من أداءِ واجبٍ عليه أو غيرِه ..
>> أن يكون لهم شوكة وعدد : بحيث يحتاج الإمام في ردهم إلى الطاعة
إلى الكـُلفة (أي لمواجهتهم) ببذل مال .. وإعداد رجال .. ونصب قتال " ..
----
وعلى هذا قال العلماء :

فالبغاة : لا بد أن تتوفر فيهم أربعة شروط :
1...
الخروج عن طاعة الحاكم العادل التي أوجبها الله على المسلمين لأولياء
أمورهم ..
2...
أن يكون الخروج من جماعة قوية : لها شوكة وقوة : بحيث يحتاج الحاكم
في ردهم إلى الطاعة : إلى إعداد رجال .. ومال وقتال .. فإن لم تكن لهم
قوة : كأن كانوا أفراداً : أو لم يكن لهم من العتاد ما يدفعون به عن أنفسهم :
فليسوا ببغاة .. لأنه يسهل ساعتها ضبطهم وإعادتهم إلى الطاعة ..
3...
أن يكون لهم تأويل سائغ يدعوهم إلى الخروج على حُكم الإمام .. فإن لم
يكن لهم تأويل سائغ : كانوا مُحاربين لا بغاة ..
4...
أن يكون لهم رئيس مطاع : يكون مصدرا ًلقوتهم .. لأنه لا قوة لجماعة :
لا قيادة لها ..
---------------------
وقال الخليلُ بنُ إسحاق المالكي رحمه الله في مختصره :
" الباغيةُ : هي فرقةٌ خالفت الإمام بمنع حق .. أو لقلعِه (أي عزله عن
الحُكم) .. فللعدلِ (أي للحاكم العادل ساعتها) قتالهم وإِن تأولوا " ...
--------
أقول :
وعلى هذا : كان المسلمون الأوائل : ربما أرسلت البلدة من البلدان : وفدا ً
إلى الخليفة عمر بن الخطاب مثلا ًرضي الله عنه : تشكو له واليها !!!..
فهل هذا الوفد : وهل هذه الشكاية : يعدها أحدٌ :
خروجا ًمذموما ًعلى الحاكم كما حذر رسول الله ؟!!!..
أم أنها من التواصي على الخير وإنكار المنكر المأمور به قرآنا ًوسُـنة ؟..
هي طريقة من طرق التعبير عن الظلم لدى مَن يهمه الأمر !!!..
حيث كان ساعتها يُرسل الخليفة (أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مثلا ً) :
الأمين الذي يُسافر لهذا البلد : ليستقصي الخبر ويستخرج الحقيقة !!..
فهل هناك بأسٌ في هذا ؟!!!..
والأخبار في مثل ذلك كثيرة متواترة في كتب الحديث والسيرة وتاريخ
أمتنا العظيم !!!..
حتى أنه لما بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن واليا ً: صار له
بابا ً: يمنع به دخول الناس عليه للتواصل معهم :
أمره بألا يكون له باب يحجز الناس دونه !!!..
فهل بعد ذلك نلوم أ ُناس ٍ: لم يجدوا إلا التجمهر والمظاهرة (السلمية) :
طريقة ًللفت النظر إليهم في الإعلام المصري المُسيس المُغيب : ولدى
الإعلام العالمي بإحراج الطاغية أمام كل هذا ؟!!!..
ذاك الطاغية الذي رمى بعرض الحائط : حتى قرارات وأحكام القضاة
في دولته !.. وتم تزوير انتخابات مجلس شعب كاملة ً:
لتستقصي القلة الباقية التي كانت ربما تعبر عن الشعب لم تزل في وسط
هذا الخضم من الحزب الوطني الحاكم الغاشم السارق الفاسد !!!..
فهل كان سينفع مع مثل هذا الوضع : غير هذه المظاهرات العارمة :
والتي بمجرد أن لفتت النظر إليها من أول يوم :
حتى انضم إليها في أقل من يومين : كل مَن ذاق ويُعاني ظلما ًفي
دولة هذا الطاغية المفضوح :
فتبين للناس وللعالم أن ضحاياه وضحايا حكومته وداخليته في بلده :
هم بعشرات ومئات الآلاف : والملايين !!!..
فهل نسمي كل أولئك : فئة ًطاغية أو باغية أو خارجة مذمومة ؟!!!..

-------------
3)) آراء السلف والعلماء المُجوزين للخروج على الحاكم الظالم ..
------------------------

لا شك أن الحاكم الظالم : لا يختلف على كرهه وتمني زوال حُكمه :
عاقلان من أمة محمد صلى الله عليه وسلم !!.. سواء من السلفيين أو
الإخوان المسلمين أو غيرهم .. وكيف لا : وهو من أول أسباب فساد
الدين وتعطيل شرع الله في الأرض !!..
يقول عبد الله ابن المبارك رحمه الله :
" وهل أفسد الدين إلا الملوكُ .. وأحبار سوءٍ .. ورهبانها " ؟!!!..
----
فالطغيان (فضلا ًعن الظلم) : تأباه النفس البشرية والفطرة المستقيمة ..
ولكن :
الاختلاف هو في : كيفية مقاومة هذا الظلم ؟؟.. ومتى ؟؟.. وكيفية حساب
وترجيح المصالح والمفاسد المترتبة على كل ذلك ؟؟..
ولا سيما الفتنة والهرج (والهرج هو كثرة القتل) : والتي يمكن أن يجر
إليها هذا الحاكم الطاغية البلاد بسبب جهرها بالحق ضده ..
وهو أبرز الأسباب الوجيهة التي تحمل عددا ًمن العلماء على إيثار الصمت
والصبر على الحاكم الظالم الطاغية في كثير ٍمن الأحايين كما سأوضح بعد
إن شاء الله ...
--------
وأما الآن .. فتعالوا نرى معا ً: هل هناك إجماع ٌبالفعل على عدم الخروج
على الحاكم (((الظالم المُضيع لشرع الله في بلده))) : ولو حتى بالسلاح
أو السيف ؟!..
أقول :
سنرى ذلك في لمحةٍ سريعةٍ عبر تاريخ الصحابة والتابعين وتابعي
التابعين والأئمة : لا لأني أرى الخروج بالسيف وبالسلاح على الحاكم
الظالم الجائر (فأنا لا أرى ذلك في رأيي إلا في حالة ضمان أن يأتي هذا
الخروج بثماره : وأن يكون بعد استنفاد الطرق السلمية) ولكني سأذكر
ذلك لكم فقط :
لتعلموا أن سلف الأمة :
كانوا يرون الأمر (اجتهاديا ً) مقبولا ً: لم يُكفر صاحبه !!.. ولم يُطبق
عليه المسلمون أحاديث النبي المُكفرة للخارج على الحاكم !!!..
بل رأوا لها من التأويلات : ما لم يراه الكثير غيرهم في زمننا هذا !
والذين لو صدقوا في زعمهم :
لكفروا صحابة ًوتابعين وأئمة ً: مشهود لهم بالعلم والإخلاص والإيمان
والله حسيبهم !!!!...
----
((مع ملاحظة أن المظاهرات السلمية في مصر والتي سأعرض عليكم
طلباتها الوجيهة بعد قليل : لم تكن إلا سلمية ًمنذ يومها الأول وحتى
الآن رغم اعدادها الغفيرة .. وأدعو الله أن تستمر على ذلك : فأتت الكثير
من ثمراتها بل : وقد امتد الخوف من مثلها : ليصل إلى حُكام ظلمة آخرين
في الدول العربية المجاورة : كلٌ قد بدأ في إصلاح بلاده ووزاراته بحسب
ما يرى : لتلافي وطأة قيام الشعب ضده مثلما حدث في مصر !!)) ..
---------------
1...
ففي زمن الحجاج بن يوسف الثقفي .. والذي أخبر النبي بظهوره :
وسماه في الحديث الصحيح (مُبيرا ً) : أي كثير القتل في الناس والمسلمين
وهو الوصف الذي واجهته به أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها بعد قتله
لابنها عبد الله بن الزبير عند الكعبة : والحديث في صحيح مسلم .. أقول : فقد
علم كل مَن يقرأ : خروج عبد الله بن الزبير رضي الله عنه عليه بالسلاح !..
وسوف يأتي ذِكر طائفة ممَن وافقه على ذلك الخروج من السلف بعد سطور ..

2...
وعُلم أيضا ًخروج الحسين رضي الله عنه للعراق ..
وأما مَن يُشير إلى تحذير الصحابة والتابعين له من ذلك : فعليه أن يذكر
أن تحذيرهم لم يتعلق في أي رواية من روايات السيرة والتاريخ : بمسألة
الخروج على الحاكم في ضوء أحاديث النبي كما يراها البعض للأسف من
غير تأويل !!.. بل انصبت تحذيراتهم له رضي الله عنه : في خوفهم عليه
من المكر الذي قد يحيق به (وهو الذي حدث) .. وخصوصا ًمع توقعهم
تولي أهل العراق عنه وقد الجد !!!..
نعوذ بالله من خذلان العوام للعلماء وقت الجد والحاجة فيُقتلون أو يُعتقلون !
وهو وجه من أوجه الاجتهاد المقبولة لصمت العلماء في الخروج على
الحاكم كما سيأتي بعد قليل !..

3...
وقد ذكر الجصاص رحمه الله أن كبار التابعين أيضا ًوليس الصحابة فقط :
قد نابذوا الحجاج الثقفي بالسيف !!.. حيث قال :
" وقد كان الحسن البصري وسعيد بن جبير والشعبي وسائر التَابعين :
يأخذون أَرزاقهم من أَيدي هؤلاء الظلمة : لا على أَنهم كانوا يتولونهم :
ولا يرون إمامتهم .. وإِنما : كانوا يأْخذونها على أَنها حقوقا ًلهم في أَيدي
قوم ٍفجرة (يقصد جواز ذلك كما يجوز تقاضي المسلم أجره على عمله من
كافر أو مبتدع) .. وكيف يكون ذلك على وجه موالاتهم : وقد ضربوا وجه
الحجاج بالسيف !!.. وخرج عليه من القرَاء (أي العلماء والفقهاء) :
أربعة آلاف رجل : هم خيار التابعين وفقهاؤهم !!.. فَقَاتلوه مع عبد الرحمن
بن محمد بن الأشعث بالأهواز .. ثمَ بالبصرة .. ثمَ بدير الجماجم :
من ناحية الفرات بقرب الكوفة .. وهم خالعون لعبد الملك بن مروان :
لاعنون لهم .. متبرئون منهم " !!!..

ويذكر ابن كثير رحمه الله أن فرقة ًعسكرية ًمن هؤلاء القـُراء : قد
وقفوا معه !!.. ولم يقل واحدٌ من العلماء الذين قعدوا عن القيام معه :
أن خروجه هذا غير جائز !!..
بل :
والخـُطب التي ألقاها بعض هؤلاء الفقهاء أمام جيش بن الأشعث : كانت
تترجم نظريتهم الصريحة في مقاومة الحاكم الطاغية الظالم مستحل دماء المسلمين :
ترجمة ًأمينة ً!..
فقد قال ابن أبي ليلى رحمه الله :
" أيها المؤمنون .. إنه مَن رأى عُدواناً يُعمل به : ومُنكراً يُدعى إليه :
فأنكره بقلبه : فقد سلم وبرئ .. ومَن أنكره بلسانه : فقد أ ُجر : وهو أفضل
من صاحبه (أي الأول المًنكر بقلبه فقط) .. ومَن أنكره بالسيف : لتكون
كلمة الله هي العليا : وكلمة الظالمين السفلى : فذلك الذي أصاب سبيل
الهدى .. ونُورَ في قلبه اليقين !!.. فقاتلوا هؤلاء المُحلين المُحدثين
المُبتدعين : والذين قد جهلوا الحق : فلا يعرفونه !!.. وعملوا بالعدوان :
فلا ينكرونه " ..
وقال الشعبي أيضا ًفي ذلك رحمه الله :
" يا أهل الإسلام .. قاتلوهم .. ولا يأخذكم حرجٌ في قتالهم .. فوالله :
ما أعلم قوما ًعلى بسيط الأرض : أعمل بظلم !.. ولا أجور منهم في الحكم !
فليكن بهم البدار" ..
وقال سعيد بن جبير أيضا ًفي ذلك رحمه الله :
" قاتلوهم .. ولا تأثموا من قتالهم بنيّةٍ ويقين .. وعلى آثامهم قاتلوهم :
على جورهم في الحكم .. وتجبرهم في الدين .. واستذلالهم الضعفاء ..
وإماتتهم الصلاة " ..

4...
ونظرا ًلقرب عهد الحجاج الثقفي من أفضل قرون الأمة وعصورها :
فإليكم أشهر أقوال وأفعال مَن عاصروه في تلك الفترة العصيبة ..

5...
فالإمام أبو حنيفة النعمان رحمه الله :
فالمشهور من مذهبه : جواز قتال حُكام الجور والظالمين .. والقول بجواز
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسيف .. وقد رد الإمام الجصاص
رحمه الله على مَن يُنكر على أبي حنيفة ذلك فقال :
" وهذا إنما أنكره عليه : أغمار أصحاب الحديث (أي مَن يقرأون أحاديث
النبي ويحفظونها ولكنهم يجهلون معانيها وتأويلاتها ووجوهها) ..
والذين بهم : فـُقد الأمر بالمعروف .. والنهي عن المنكر : حتى تغلب
الظالمون على أمور الإسلام !!.. فمَن كان هذا مذهبه بالأمر بالمعروف :
والنهي عن المنكر : كيف يرى إمامة الفاسق " !!..

ولقد أيد الإمام أبو حنيفة أيضا ًوساعد : كل مَن خرج على أئمة الجور
في عصره .. كزيد بن عليّ في خروجه على الخليفة الأموي ..
فقد أمده أبو حنيفة رحمه الله بالمال .. وكان ينصح الناس ويأمرهم :
بالوقوف إلى جانبه !!.. يقول الجصاص في ذلك :
" وقضيته (أي أبي حنيفة) في أَمر زيد بن عليّ مشهورة .. وفي حمله
المال إليه .. وفتياه الناس سراً في وجوب نصرته والقتال معه " ..
أقول :
وفي وصف دعوته هنا ((سرا ً)) : فسوف أستعين بتلك الملحوظة عند
حديثي عن صمت العلماء ........... فتذكروا ..

وكذلك أيضا ًمساندته لمحمد ابن عبد الله : والمُلقب بالنفس الزكية ..
ودعوة الناس وحثهم على مناصرته ومبايعته .. وقوله بأن الخروج معه :
أفضل من جهاد الكفار !!.. وذكره الجصاص أيضا ًبقوله :
" وكذلك أمره (أي أبي حنيفة) مع محمد وإِبراهيمَ ابنيّ عبد الله بن حسن ..
وقال لأَبي إسحاق الفزاريِ حينَ قَال له : لمَ أشرت عليّ أَخي بالخروج
مع إبراهيم حتى قـُُتل ؟ قَال : مخرج أَخيك : أَحب إليّ من مخرجك " ..
وكان أَبو إسحاق الفزاري قد خرج إلى البصرة ..

وقد نقل الموفق المكي : وابن البزاز صاحب الفتاوى البزازية : وهم
من أجلة الفقهاء : مثل هذا أيضا ًعن أبي حنيفة .. وقالوا أن رأي
أبو حنيفة رحمه الله في ذلك : واضحٌ وجليّ .. وهو أن :
" الجهاد لتخليص الناس والمجتمع المسلم من سطوة الحاكم الجائر المبتدع :
أفضل من قتال الكفارالأصليين " !!!..

6...
وأما الإمام مالك رحمه الله .. فقد روى ابن جرير عنه أنه :
أفتى الناس بمبايعة محمد بن عبد الله بن الحسن : والذي خرج سنة 145هـ
لخلع الخليفة المنصور .. فقيل له :
" فإن في أعناقنا بيعة للمنصور .. فقال : إنما كنتم مُكرهين .. وليس
لمُكرَه بيعة .. فبايعه الناس عند ذلك على قول الإمام مالك : ولزم مالك بيته "
أقول :
وفي إخباره هنا عن لزوم مالك بيته : فسوف أستعين بتلك الملحوظة عند
حديثي عن صمت العلماء أيضا ً........... فتذكروا ..

وقد ذكر الإمام القاضي ابن العربي أيضا ًرحمه الله أقوال علماء المالكية :
" إنما يُقاتل مع الإمام العدل : سواء كان الأول .. أو الخارج عليه .. فإن لم
يكونا عدلين : فأمسك عنهما : إلا أن تراد (أي أراد أحدٌ أن يؤذيك) بنفسك ..
أو مالك .. أو ظلم المسلمين : فادفع ذلك " ..

وقال ابن العربي أيضا ًرحمه الله :
((((((( وأرجو التركيز على الكلام النفيس التالي ))))))) :
" وقد روى ابن القاسم عن مالك : إذا خرج على الإمام العدل خارج :
وجب الدفع عنه .. مثل عمر بن عبد العزيز .. فأما غيره : فدعه (أي
اترك الناس المظلومين تخرج عليه) : ينتقم الله من ظالم ٍبمثله .. ثم ينتقم الله
من كليهما .. قال الله تعالى :
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا : بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ .. فَجَاسُوا خِلَالَ
الدِّيَارِ .. وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا ﴿الإسراء ٥﴾ .. قال مالك : إذا بُويع للإمام :
فقام عليه إخوانه .. قوتلوا إن كان الأول عدلاً .. فأما هؤلاء : فلا بيعة لهم :
إذا كان بُويع لهم على الخوف " ..

7...
وأما في مذهب الإمام الشافعي رحمه الله :
فقد قال الجويني رحمه الله (من أشهر أئمة الشافعية) : بعد أن ذكر أن
الإمامَ لا ينعزل لكونه فاسقا ًفقط ما لفظه :
" وهذا في نادر الفسق (أي القليل المُحتمل منه) .. فأما إذا تواصل منه
العصيان .. وفشا منه العدوان .. وظهر الفساد .. وزال السداد .. وتعطلت
الحقوق .. وارتفعت الصيانة .. ووضحَت الخيانة :
فلا بدَّ من استدراك هذا الأمر المتفاقم .. فإن أمكن كف يده : وتولية غيره
بالصفات المُعتبرة : فالبدار البدار (أي السرعة السرعة بذلك لإنقاذ البلاد
والعباد) .. وإن لم يُمكن ذلك : لاستظهاره بالشوكة : إلا بإراقة الدماء :
ومصادمة الأهوال : فالوجه : أن يُقاس ما الناس مُندفعون إليه : مُبتلونَ
به : بما يعرض (أي يتوقع) وقوعه .. فإن كانَ الواقع الناجز : أكثر مما
يُتوقع : فيجب احتمال المتوقع .. وإلا : فلا يسوغ التشاغل بالدفع (أي
دفع الفساد والشر : بأكبر منه) .. بل يتعين الصبر : والابتهال إلى الله
تعالى " ..

8...
وأما في مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله :
فقد ذكر ابن أبي يعلى في ذيل طبقات الحنابلة عن الإمام أحمد في رواية :
" مَن دعا منهم إلى بدعة : فلا تجيبوه : ولا كرامــة .. وإن قدرتم على خلعه :
فافعلوا " ..
والمشهور من مذهب الإمام أحمد : تحريم خلع الإمام الجائر .. غير أنه يمكن
التوفيق بأن قوله بالتحريم : إنما يُحمل على عدم القدرة .. لأنه حينئذٍ :
فتترجح المفسدة : ويبقى الظلم : بل قد يزداد ..
وهذا هو ما يُحمل عليه موقف الفريق الثاني من العلماء في صمتهم كما سيأتي ..

ومن علماء الحنابلة الذين ذهبوا إلى القول بخلع الجائر أيضا ً: ابن رزين ..
وابن عقيل .. وابن الجوزي : رحمهم الله جميعا ً..

9...
وبالجملة : فقد نقل العلامة محمد بن إبراهيم الوزير اليماني رحمه الله
في هذه المسألة : كلاماً نفيساً لأئمة من السلف الكرام : في رده على
الروافض في كتابه : (العواصم والقواصم في الذبِّ عن سُـنةِ أبي القاسم) ..
فكان من هذه الآراء التي نقلها : قول القاضي عياض رحمه الله :
" لو طَرأَ (أي الحاكم) عليه كفرٌ .. أو تغييرٌ للشرع .. أو بدعةٌ :
خرج عن حُكم الولاية .. وسقطت طاعته .. ووجب على المسلمين القيام
عليه .. ونصب إمام عادل : إِن أمكنهم ذلك .. فإن لَم يقع ذلك إلا لطائفة :
وجب عليهم القيام بخلع الكافر .. ولا يجب على المُبتدع القيام :
إلا إذا ظنوا القدرةَ عليه .. فإن تحققوا العجز : لَم يجب القيام .. وليُهاجر
المسلم عن أرضه إلى غيرها : ويفر بدينه .. وقال بعضهم : يجب خلعه :
إلا أن يترتب عليه فتنة ًوحرب " ..
وذكره الإمام النووي أيضا ًفي شرحه لصحيح مسلم 12/229 ..

وقال ابن بطال رحمه الله :
" وقد أجمع الفقهاءعلى وجوب طاعة السلطان المُتغلب والجهاد معه ..
وأنصف المظلوم غالباً .. وأنَّ طاعته : خيرٌ من الخروج عليه : لِمَا في ذلك
من حقن الدماء .. وتسكين الدهماء .. ولم يستثنوا من ذلك إلا :
إذا وقع من السلطان : الكفر الصريح .. فلا تجوز طاعته في ذلك .. بل تجب
مجاهدته : لمَن قدر عليها " ..

وفي كلام ابن بطال السابق : نلمس ان الرأي بجواز الخروج : هو رأيٌ
فقهيٌ قائمٌ ومُعتبر .. وذلك لأنه لو لم يكن واردا ًفقهيا ً: لَم يكن ليقول :
" وأن طاعته : خيرٌ من الخروج عليه " ..

ويقول ابن عبد البر رحمه الله في كتابه الاستيعاب :
" واختلفَ الناس في معنى القول في الحديث الصحيح :
وأن لا ننازعَ الأمرَ أهلَه .. فقال قوم :
هم أهل العدل والفضل والدينِ .. وهؤلاء لا يُنازَعُون لأنهم :
أهل الأمر على الحقيقة ..
وقال أهل الفقه : إنما يكون الاختيار في بدء الأمر .. ولكن الجائر من الأئمة
إذا أقامَ الجهاد والجُمعةَ والأعياد : سكنت له الدهماء .. وأنصف بعضها من
بعض في تظلماتها : لم تجب منازعته .. ولا الخروج عليه .. لأنَّ في الخروج
عليه : استبدال الأمن بالخوف .. وإراقةَ الدماء .. وشنَّ الغارات .. والفساد
في الأرض .. وهذا أعظم من الصبر على جوره وفسقه .. والنظر :
يشهد أن أعظم المكروهين : أولاهما بالترك .. وقد أجمع العلماء على أن مَن
أمر بمنكرٍ : فلا يُطاع .. قال النبي صلى الله عليه وسلم :
لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الخالق .. وقال اللهُ تعالى :
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ .. وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ .. وَاتَّقُوا
اللَّهَ .. إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿المائدة ٢﴾ " ..

10...
وختاما ًلهذه النقطة حتى لا تطول : فقد ذ ُكر عن ابن مجاهد الطائي قوله :
أن هناك ((( إجماعا ً))) على عدم الخروج على الحاكم بأي حال !!..
فهل هذا القول بالإجماع : صحيح ؟!!..
وهل لم يستثن السلف الصالح من ذلك كما رأينا : مَن فحش ظلمه من الحُكام
الطغاة : وعظمت المفسدة بولايته في عصره وبلده : مثل يزيد والحجاج ؟..
وهل الأخذ بعموم كلام العلماء : من غير النظر إلى تخصيص العام والاستثناء
منه : هل ذلك من الصواب في شيء ؟!!..
------
يقول القاضي عياض المالكي رحمه الله ردا ًعلى ابن مجاهد في قوله بالإجماع :
" وردَّ عليه بعضهم هذا : بقيام الحسين بن علي رضي الله عنه : وابن الزبير : وأهل
المدينة على بني أُميَّة : وقيام جماعةٍ عظيمةٍ من التابعين : والصدرِ الأول على الحجاج
مع ابن الأشعث .. وتأول هذا القائل قولَه : ( ألا ننازع الأمرَ أهلَه ) :
على أئمة العدل .. وحُجة الجمهور : أن قيامهم على الحجّاج : ليس بمجرد
الفسق .. بل لِما غيّر من الشرع : وأظهر من الكفر (أي باستحلاله دماء
المسلمين بغير حق) " ...

" واحتج البعض على جواز الخروج على الظلَمة مطلقاً !!.. وقصره الآخرون
على مَن فحش ظلمه : وغيّر الشرعَ .. ولَم يقل أحدٌ منهم : إن يزيد مصيب !
وأن الحُسين رضي الله عنه باغٍ !.. ولا أعلم لأحدٍ من المسلمين كلاماً في
تحسين قتل الحسين رضي الله عنه !!.. ومَن ادّعى ذلك على مسلم : لَم يُصدق !
ومَن صح ذلك عنه (أي قوله بتفسيق الحسين أو تكفيره لخروجه) :
فليس من الإسلام في شيءٍ " !!!..

ويقول ابن حزم رحمه الله في كتابه الإجماع (وأعتذر عن قسوة أسلوبه المعروفة) :
" ورأيت لبعض مَن نصب نفسه للإمامة والكلام في الدين : فصولاً :
ذكر فيها الإجماع !!.. فأتى فيها بكلام : لو سكت عنه : لكان أسلمَ له في
أخراه !!.. بل الخرَس : كانَ أسلمَ له !!.. وهو ابن مجاهد البصري المتكلم :
الطائي : لا المُقرئ .. فإنه ادّعى فيه الإجماعَ أنهم :
أجمعوا على أنه لا يُخرج على أئمة الجور !!.. فاستعظمت ذلك !!.. ولعمري :
إنه لعظيم أن يكون قد علمَ أن مُخالف الإجماع كافر : ثم يُلقي هذا إلى الناس !
وقد علمَ أن أفاضل الصحابة وبقية السلف يومَ الحرَّةِ :
قد خرجوا على يزيد بن معاوية !!.. وأن ابن الزبير ومن تابعه من خيار
الناس : خرجوا عليه !!.. وأن الحسينَ بن عليٍّ ومن تابعه من خيار المسلمين
خرجوا عليه أيضاً !!.. رضي الله عن الخارجين عليه : ولعن قَتَلَتَهم !!..
وأن الحسن البصري : وأكابر التابعين : قد خرجوا على الحجاج بسيوفهم !!..
أترى هؤلاء كفروا ؟!!!.. بل واللهِ مَن كفرهم : فهو أحق بالكفر منهم !!..
ولعمري :
لو كان اختلافا ًيخفى (أي لا يعرفه الكثير من أهل العلم) لعذرناه ..
ولكنه مشهور : يعرفه أكثر من في الأسواق !!.. والمُخدَّراتُ (أي الفتيات
الأبكار) في خدورهنَّ (أي في غرفهن المستورة عليهن) لاشتهاره !!..
ولكن يحق على المرء أن يَخطِمَ كلامه ويزُمَّه : إلا بعد تحقيق ٍوميز ٍ..
ويعلم أن الله تعالى بالمرصاد .. وأن كلام المرء محسوب مكتوب : مسؤولٌ
عنه يومَ القيامة : مُقـَلداً أجر مَن اتبعه عليه : أو وزرَه " ..
------------------
فهل رأيتم معي إخواني (سواء مَن يصف السلفية بالخنوع للظالم : أو مَن
يُكفر الخروج على الحاكم الجائر) :
هل رأيتم معي :
كيف أن السلف الصالح من الصحابة والتابعين وعلماء الأمة : لم يكونوا
يُعيبون على مَن خرج على الحُكام الظلمة ؟!!.. وذلك لأن جوازه كما رأينا :
منصوصٌ عليه في كتب فقههم !!.. وأنه لو كان محرماً عندهم قطعاً :
لم يكن ليختلفوا فيه !!.. أو لم يكن ليجعلوه أحد الوجوه المقبولة في مذهبهم
الذي يحل للمفتي لديهم أن يفتي به !!.. ويحل للمستفتي لديهم أن يعمل به !
وقد عرف المُبتديء في العلم أن كل مسألةٍ للعلماء فيها قولان أو وجهان :
أنهم بذلك : لا يُحرمونَ فعل أحدهما مُطلقا ً!!.. بل : ولا يجرحون مَن فعله
مستحلاً له بدليله !!.. ولا يفسقونه بذلك !!..
فكيف بطالب العلم الراسخ أو مَن هو فوقه في العلم ؟!!!..
ووالله :
إن تعجب : فتعجب لشيوخ ٍيُحذرون ويُفسقون ويُكفرون مَن يخرج على
الحاكم الظالم : ولو حتى بنقد ظلمه وتغييبه للشرع علنا ً:
ثم هم عندما يمرون على سيرة أحد العلماء الربانيين الصادحين بالحق
في وجه السلاطين والحكام على مر الزمان (كالعز بن عبد السلام مثلا ً
قديما ً.. والشيخ كشك حديثا ًرحمهما الله) : تراهم يُبجلونه ويرفعون
مقامه !!..
وما علموا أنه ما وصل إلى ما وصل إليه : إلا بقوله الحق في وجه
الحاكم الظالم في دينه ولشعبه !!!!..

-------------
4)) وأخيرا ً: رؤية أخرى لصمت العلماء أمام ظلم الحكام الطغاة ..
-------------------

والآن إخواني ..
أنا لن أ ُعيد مقاطع من كلام العلماء السابق : والتي حملت في طياتها :
مخاوفهم المُعتبرة من مغبة الخروج على الحاكم الطاغية :
والتي قد تتسبب في وقوع الفتنة أو شيوع القتل والهرج .. أو في
استبدال حال ٍبأسوأ منه .. وغير ذلك ...
وإنما سأحاول أن أصيغ هنا بأسلوبي الخاص : بعض الأفكار والمخاوف
التي تدور في عقل هؤلاء العلماء الأجلاء :
عندما يؤثرون الصمت على الكلام في مثل هذه الأوقات العصيبة من
الخروج على الحكام الظلمة والطغاة ...
------
1...
كلما زادت منزلة العالم وارتفع قدره واشتهر بين الناس : كلما زادت
محاسبته ومراجعته لنفسه في كل ما يقول ويفعل .. وخصوصا ًفي أمور
الشرع والدين .. وذلك لأنه يعلم أن هناك ربما الآلاف أو الملايين الذين
سيقتدون به ..
ومن هنا .. فإن كان الواحد منا (أي من طويلبة العلم الصغار مثلي) أو
من طلبة العلم : يجتهد فيُخطيء :
فإنه لن يتبعه على خطأه في اجتهاده إلا : عددٌ محدودٌ من المسلمين :
لا يُقارن بمًن سيتبع خطأ اجتهاد العالم المشهور مثلا ًإذا أخطأ !!!..
وهذا ربما مَن أكبر أسباب إيثار هؤلاء العلماء للصمت على الكلام !!..
وخصوصا ً: كلما زادت دقة المسألة المُجتهد فيها وخطورتها :
مثل مسألة الخروج على الحاكم تلك : والتي قد تراق فيها دماء
المسلمين : أو تنتهك فيها الأعراض : أو يُستبدل الوضع السيء للدين
والمجتمع : بأسوأ منه !!!..

2...
أيضا ً: فإن حسابات العالم وتوقعاته وموازين المصالح والمفاسد من
وجهة نظره : تختلف تماما ًعن غيره ممَن هم دونه في العلم والخبرة
والحكمة وسعة الاطلاع على التاريخ البشري خصوصا ً.. والإسلامي
خصوصا ً...
فكم من ثورة ٍعلى الحاكم الظالم الجائر فشلت : فجلبت على المسلمين
من الويلات بعدها : ما كان الصبر فيه على الأذى الأول :
أهون وأسلم لهم دينا ًودنيا !!!!..
هذا بجانب آلاف الأرواح المسلمة التي أ ُزهقت في خضم ذلك من
الطرفين بالطبع !!!..
سواء من الثوار على الظلم .. أو من رجال نظام الحاكم الظالم المغلوبون
على أمرهم .. والذين لا تحكمهم في حياتهم العسكرية إلا قوانين الخوف
من الثواب والعقاب والسجن والاعتقال والتعذيب وحتى القتل !!!..
ووالله :
لن نجد أرأف بالمسلمين وأرواحهم : من علماء الأمة الربانيين ورثة
الأنبياء : والذين يعز عليهم روح المسلم الواحد : أن تزهق بغير حق
أو بغير نتيجة مرجوة أكيدة أو حتى مرجوحة :
فما بالنا بعشرات أو مئات أو آلاف الأرواح المسلمة : أطفالا ًونساءً
وشيوخا ًورجالا ً؟!!!..
حيث ما أهون تلك الأرواح أصلا ًعند حكام السوء ..
وهم الذين يستبيحونها في معتقلاتهم وأقسام شرطتهم وأمن دولتهم :
ليل نهار .. غير مبالين بقلوب أهليهم الذين ستحترق كمدا ًعليهم :
أبا ًوزوجا ًوإبنا ً!!!!..

3...
أيضا ً: فإن بعض العلماء (وخصوصا ًالسلفية) : ونظرا ًللطغيان الجاشم
للحاكم : وضعف العوام عن حتى المطالبة بحقوقهم علنا ً:
فهم يرضون بكون هذا الحاكم (على الأقل) : ما زال يُتيح لهم فرصة
الدعوة والتعليم والتدريس بين طلبة العلم الشرعي والناس ..
فهي الخطوة الأولى التي تفتح أعين الناس على الحق ..
ولهذا :
ولو تتذكرون الملاحظتين اللتين أشرت لكم بهما في الأعلى : إحداهما
عن دعوة الإمام أبي حنيفة رحمه الله ((سرا ً)) لخروج على الحاكم ..
والأخرى لالتزام الإمام مالك رحمه الله ((البقاء في بيته)) : رغم دعوته
أيضا ًلخروج على الحاكم : فيتبين لكم من هذه الأفعال :
كم يخافون أكبر الخوف إذا ما شاركوا (علنا ً) في ثورة من الثورات
أو مظاهرة من المظاهرات : ثم فشلت (لرعونة الثوار أو لبطش الحاكم
الطاغية) : أن يقوم ذلك الظالم بعدها :
بالتضييق الشديد على كل ما هو إسلامي : وأن ينحصر الدين ساعتها
في الرموز والمظاهر : وخصوصا ً:
مع ترقب وتربص العديد من أعداء الأمة بمثل هذه الفرص !!!!!!!...
والذين يكيلون الاتهامات الجائرة لأولئك العلماء والتقليب عليهم بغير
سبب : فما بالنا إذا وجدوا السبب (وهو اشتراك العالم فلان في الثورة
أو المظاهرة الفلانية لقلب الحكم) ؟!!!!..
ولا ننسى هنا أن الخطأ الواحد في أمة الإسلام : قد صار يُؤخذ بجريرته
اليوم الملايين : ممَن هم أبعد ما يكون عن أصحاب هذا الخطأ أصلا ً!!..
ولكم مثال : ما جرى من ظهور جماعة التكفير والهجرة في مصر منذ
عهود : وما تبع ذلك بعدها من جهر الحكومة والإعلام بالطعن في الدين
والملتزمين والهمز واللمز برموز الدين علنا ًفي الأفلام والمسلسلات
والتصريحات : حتى استطاعوا بناء حاجز ٍأسود بين الناس ولا سيما
الأجيال الجديدة : وبين الدعاة والشيوخ الحق .. بل : وبين كل رمز
التزام مثل اللحية والنقاب والاحتشام !!!..
وهو الأمر الذي تطلب وقتا ًطويلا ًحتى استطاع المتدينون والملتزمون
ودعاة الحق : أن يُصححوه أخيرا ًمنذ سنوات !!!..
فكيف بعد كل ذلك يُخاطر علماؤنا الأفاضل بكل سهولة : بتضييع كل
ذلك في حال الفشل : والبدء من جديد ؟!!!!..
فهم على الأقل : (وبسكوتهم) :
فهم يضمنون أن الحاكم الجائر إذا فشلت الثورة وانقلب على الإسلام :
فهو لن يتعرض لهم بأذى .. وفي ذلك ما فيه من المصلحة التي
تعم على الناس من الاستفادة بعلمهم ...

4...
وأخيرا ً:
وكما قلت بالأعلى : فإن الحاكم الظالم الجائر الطاغي : لا يختلف مسلمان
عاقلان على كرهه وتمني زوال حكمه ..
ومن هنا :
فإنه لا يُفهم من صمت العلماء إزاء هذا الحاكم الظالم : أنهم يوافقونه !!..
فهذا والله من الجهل المُطبق !!!..
وأيضا ً: لا يُفهم من صمتهم عن تشجيع الثورة والمظاهرات ضده : أنهم
يُريدون تخذيل الناس وتثبيطهم !!.. بل والله :
لكأني بهم يتمنون ويقولون في أنفسهم وبينهم وبين بعضهم البعض :
(( لو أن هؤلاء الثوار لهم شوكة )) وإلا :
فإنها ستكون فتنة : لا يعلم مداها ساعتها إلا الله وحده عز وجل .........
---
وهذا يُذكرني بحال رسول الله صلى الله عليه وسلم إبان صلح الحديبية !
فعلى ما كان في ذلك الصلح من ظلم وجور : برد المشرك الذي يُسلم :
إلى المشركين !!.. وعدم رد المشركين لمَن يرتد عن الإسلام للمسلمين !
أقول :
انظروا إلى حال النبي العصيب : عندما رد بالفعل مرتين : رجالا ًمن الذين
أسلموا وجاءوا يستنجدون به وبالمسلمين :
مرة ً:
قبل أن يغادروا الحديبية بعد (كما حدث مع أبي جندل رضي الله عنه) !..
ومرة ًأخرى :
عندما استطاع بعضهم الهرب والوصول للنبي والصحابة في المدينة (كأبي
بصير ٍرضي الله عنه) !..
مما أطار ساعتها عقول الصحابة والمسلمين من هول الموقف !!..
والذي لولا مقام رسول الله : المُسدد من ربه : والمُوحى إليه من الله :
فالله وحده يعلم : بما كان يعتمل في نفوسهم وقتها !!...
----
والشاهد :
أن المتبصر في هذا الموقف العصيب الذي بقياس العاطفة : هو أسوأ ما
يمكن أن يراه مسلم لأخيه المسلم : وخصوصا ًلمَن قرأ تفاصيل الحادثة في
الصحيح :
إن المتبصر في ذلك : ليعرف مدى دقة موقف رسول الله صلى الله عليه
وسلم يومها ..
وهو الذي قد حدد أهدافا ًغالية ًمن وراء هذا الصلح مع الكفار :
منها نشر هذا الدين في مكة بالعمرة إليها (رسميا ً) وأداء مناسك الإسلام
جهرا ًبين القبائل !!.. ومنها أيضا ًأنه قد ضمن بهذا الصلح أمانا ًلعدة أعوام
مع الكافرين وقريش : يُتح له نشر دعوته أكثر وأكثر في ربوع الأرض ...
ومن هنا :
فهل تأمل أحدنا عبارة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قالها عندما جاءه
أبو بصير رضي الله عنه هاربا ًإليه في المدينة ؟!..
لقد قال صلى الله عليه وسلم بالحرف :
((( ويل أمه : مُسعر حرب !!.. لو كان معه رجال ؟!! )))
----
ولمَن لم يفهم معنى كلام رسول الله أقول مُوضحا ً:
(( ويل أمه )) : كلمة استنكار شديدة معروفة عند العرب .. حيث استنكر
النبي خرق أبي بصير رضي الله عنه لاتفاقية النبي مع كفار قريش ..
(( مُسعر حرب )) أيّ : مُشعِل حرب .. حيث بفعلته هذه (أي بهربه من
الكفار إلى النبي في المدينة : بعكس اتفاق صلح الحديبية) : سوف يجلب
على الفريقين الحرب من جديد : وضياع المكاسب التي خطط لها رسول
الله صلى الله عليه وسلم من ذلك الصلح ..
(( لو كان معه رجال )) وأما هذه : فهي مربط الفرس في موضوعنا هنا ..
وهي العبارة التي بمثلها : يجب أن نحسن الظن في كثير ٍمن علمائنا
ومشائخنا الصامتين عن تسعير الثورات والمظاهرات !!..
حيث كما تمنى رسول الله أن يكون مع أبي بصير رجال :
يُعينونه على الفرار من قريش والكفار : ويُعينونه على التحزب ضدهم :
فكذلك علماؤنا ومشايخنا الأفاضل :

فهم يتمنون القوة والشوكة لمثل هذه الثورات والمظاهرات :
للإطاحة بالطغيان الجاثم على البلاد والعباد .. والمُعطل لشرع الله ..
المُجاهر بالظلم والفساد في كل شيء في الحياة من حولنا !!!..
------
والحمد لله .. قد استمع الله تعالى لأمنية النبي .. وأعز أبا بصير ٍوأبا جندل
برجال ٍمسلمين أشداء : فروا معهم من طغيان الكفر : وعجز المسلمون
في المدينة عن إيوائهم :
فلجأوا إلى طريق البحر .. فأغاروا على القوافل من قريش وإليها وغيرها !
حتى أرسلت قريش نفسها بعد ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
تطلب إليه قبول أمثال هؤلاء في المدينة .. وإلغاء البند الخاص بهم من
الصلح !!!..
وسبحان الله العظيم ..
----------
----------------
إذا ً:
فالصامت من العلماء والمتكلم في حال الحاكم الجائر :
يجب أن نحسن الظن بهم جميعا ًوباجتهاداتهم :
فالمتكلم : لا يكون دوما ًمتهوكا ًمستخفا ًبدماء المسلمين ..
والصامت : لا يكون دوما ًجبانا ًخانعا ً..
وخصوصا ًعندما يكون للعالم منهم : تاريخا ًمشرفا ًفي مجال العلم
والدعوة والإخلاص لله ولرسوله ولعامة المسلمين وخاصتهم !!..
-----
وأما طغيان الحاكم وزبانيته في مصر :
فيكفيهم تنحية الدين في المدارس : حتى خرجت علينا أجيالٌ : لا
يعرفون معروفا ًولا ينكرون منكرا ً: إلا من رحم ربي !!!..
فانتشرت الرشوة والمحسوبيات : حتى صارت الأساس في العمل !
ويكفيهم أيضا ً:
استمالتهم لعلماء السوء : حتى سكتوا عن الحرام .. بل : وأحلوه
(كالربا وبيع الخمور لغير المسلمين وغيره) .. وحرموا الحلال
(كختان الإناث وزواج ما دون الـ 18 سنة وغيره) ..
ويكفيهم أيضا ً:
بيعهم للقطاع العام للرأس ماليين والكفرة والفسقة وغير المسلمين :
فشردوا آلاف عُمال المصانع البسطاء وأسرهم !!!..
ويكفيهم أيضا ً:
ضياع ثروات البلد ونهبها بالمليارات : لتصُب في جيوب عددٍ معلوم ٍ
من الأفراد من (عِلية القوم) : سواء مصريين أو عرب !!!..
أين توشكى والأحلام الموعودة !!!.. أين خيرات أراضي مصر ؟!!..
أين القطن المصري والقمح المصري المحذور زراعتهم إلا في أضيق
الحدود وأصعب الشروط ؟!!!..
ويكفيهم أيضا ً:
البطالة والبطالة المُقنعة !!.. والروتين العقيم الفذ !!.. وملايين الشباب
الضائع بين سُعار الشهوات في الصحف والتلفاز والسينما والفضائيات !
والضائع بين أسنان الشبهات .. وسراب الأحلام الزائفة والضائعة ..
ويكفيهم أيضا ً:
الخذلان الدائم للمسجد الأقصى وفلسطين !!.. ويكفيهم التواطوء على
قتل أهل غزة في حصارهم !!.. بل : وحبسهم بين المطرقة والسندان
بالجدار العازل الغاشم لمنع حتى الأنفاق والمعونات التي كان يُسربها
أهل الخير إليهم !!!..
ويكفيهم أيضا ً:
تصدير الغاز لإسرائيل لأعدائنا : في عز ما احتاجه الفلسطينيون في
أزمتهم وفي حصارهم وهم لا يجدون ما يُضيئون به ليلهم !!!..
ناهيهم عن تصدير حديد التسليح لإسرائيل لبناء الجدار العازل وغيره !
ويكفيهم أيضا ً:
الفشل الذريع الذي عمّ وزاراتٍ بأكملها !!.. وعشرات طلبات الإحاطة من
أعضاء مجلس الشعب السابقين لفضح انحرافات الحكومة ورجال الحزب الوطني
في سرقاتهم واستغلالهم لحقوق الشعب لمصالحهم الخاصة : وعلى رأسها فضائح
العلاج على نفقة الدولة !.. بدءا ًمن صرف بدلات علاج بعشرات الآلاف
لأسماء عشوائية : ثم قبضها من رجال الحزب !.. وانتهاءً بملايين الجنيهات التي
تم إنفاقها على علاج الوزراء وزوجاتهم في الخارج !!..
كل ذلك السيل من الفضائح : والذي لم يستر عواره إلا :
الإعلام المصري الضال المُغيب المُسيس !!.. والذي ينعق في وادي ٍ: والناس
والشعب في وادي ٍآخر !!.. ومَن يُتابع إعلام الحكومة الرسمي في
الأحداث الأخيرة : يضحك على سذاجة خداع الناس : حتى ينقلب على
قفاه من جرأتهم على الكذب !!!..
ويكفيهم أيضا ً:
ضربهم عرض الحائط بقرارات وأحكام القضاء المصري : جهارا ً
نهارا ً!!!.. حتى ساقهم ذلك لتزوير انتخابات شعبية ضخمة بأكملها
في حجم مجلس الشعب الماضية : مما لم يُر له سابقة في دول الطغاة
من أمثالهم !!!..
ويكفيهم أيضا ً:
ونتيجة استخفافهم بالقضاء وأحكامه : أن بعض العلمانيين الفجرة
من رؤساء الجامعات المصرية : مارسوا حقيقة العلمانية في التضييق
على الطالبات المنقبات من دخول الامتحانات : حتى بعد صدور القرارات
والأحكام القضائية التي سمحت لهن بذلك !!!..
بل ويكفيهم أيضا ً:
أن مجرد الدخول في الإسلام لأي نصرانية زوجة كاهن أو قسيس :
صارت انتحارا ًفي مصر !!.. وذلك من بعد التعاون الوضيع بين
الأمن والداخلية المصرية مع الكنيسة : على تسليم اللاتي أسلمن
إليهن : ليُذيقونهن أنواع وألوان العذاب !!!!..
بل ويكفيهم أخيرا ً:
عشرات بل مئات الضحايا الأبرياء للأمن والداخلية المصرية !!!...
بدءا ًمن قضايا الاشتباه التي تقوم فيها الشرطة بالقبض على أي
مواطن للاشتباه : فإن قاوم أو دافع عن نفسه : فكثيرا ًما ينتهي
الأمر بتلفيق تهمة حيازة سلاح أو مخدرات له ظلما ًوعدوانا ًعقابا ً
له !!!.. ومرورا ًبمئات المُعتقلين (والذي تجاوز اعتقال أحدهم
العشرين عاما ً: فضاع وضاعت أسرته وزوجته وأولاده) : وهو حتى
ربما لا يعرف سبب اعتقاله حتى اليوم : ولم يُعرض على أي جهة
قضائية بالطبع !!!.. والفضل : نعم .. قانون الطواريء الذي كثيرا ً
ما تم استغلاله أسوأ استغلال !!!..
ويا ليت الحكومة والداخلية حتى كانت تستمع وتهتم بالقضايا التي
يتم توجيهها لهم بخصوص قتل الكثير من أبناء مصر تحت وطأة
هذا القانون الغاشم !!.. وليس خالد سعيد ولا سيد بلال بآخر تلك
السلسلة القذرة من التعذيب والانتهاكات حتى الموت ..
ولكنها ربما الحوادث التي قصمت ظهر البعير أخيرا ً: وفاض الكيل
بشعب ٍ: صار يتوقع الأب والأم والزوجة : أن يُصابوا في أحبائهم
بمثل مُصاب خالد سعيد أو سيد بلال رحمهما الله !!!..
والكلام عن هذه السلسلة الطويلة من القسوة والطغيان الأمني :
لا ينتهي .. بل وهناك من المواقف : ما يدمع له القلب قبل العين
عند مجرد سماعها !!.. من اغتصاب لزوجات وأمهات وأخوات
متهمين : فقط : للاعتراف بشيء ما أو : للتوقيع على اعتراف
بتهمة : لم يقم بها الضحية المسكين أصلا ً!!!!..
وغير ذلك الكثيــــــــر ...

فإذا كانت دولة ًمثل تركيا : نهضت في ثمانية أعوام ٍفقط : لتصير
خامس اقتصاد في العالم : وتتحقق فيها شروط الانضمام للاتحاد
الأوروبي !!.. ومثلها في النهضة ماليزيا والبرازيل !!..
ودولا ًأ ُخر كثيرة :
لم يكن العامل المؤثر فيها إلا أن ترأسها رجالٌ : عرفوا قدر المسؤلية
المناطة بهم .. ووضعوا رفعة بلادهم في مقدمة اهتماماتهم :
ففعلوا بها الأعاجيب من خير الله الذي وضعه في الأرض للأنام !!..
فهل يُقاس بالله عليكم بهم :
مَن لم تزده فترة رئاسته في الحُكم (ثلاثون عاما ً) : إلا أن يتصدر
بدولته : مصاف أولى بلاد العالم في الفساد الحكومي والمؤسساتي !
وتراجع الحق والعدل في حُكمه :
حتى اختلط الظلم والتعسف والفساد بلحوم العباد وعظامهم للأسف !
---
وأما المطالب السبعة الابتدائية التي اتفق عليها كل الخارجون في
المظاهرات الأخيرة في مصر بكل طوائفهم فهي :

1)) إنهاء حالة الطوارئ ..
2)) تمكين القضاء المصري من الإشراف الكامل على العملية الانتخابية ..
3)) الرقابة على الانتخابات من منظمات المجتمع المدني المحلي والدولي ..
4)) توفير فرص متكافئة في وسائل الإعلام لجميع المرشحين .. وخاصة ًفي
الانتخابات الرئاسية ..
5)) تمكين المصريين في الخارج من ممارسة حقهم في التصويت بالسفارات
والقنصليات المصرية ..
6)) كفالة حق الترشح في الانتخابات الرئاسية دون قيود تعسفية : (كما
اشترط الطغاة الرئاسة لمَن كان له حزب في مجلس الشعب : وبنسبة
معينة : ثم يزورون الانتخابات لنرى مجلس الشعب كله وقد فاز فيه الحزب
الوطني !!!) مع قصر حق الترشح للرئاسة على فترتين فقط ..
7)) إجراء الانتخابات عن طريق الرقم القومي .. مع وجوب ما يلزم من
تعديلات لازمة للانتخابات في المواد 76 و77 و88 من الدستور ..
--------
أدعو الله عز وجل أن يُهيء لهذه الانتفاضة والثورة والمظاهرات :
أمر رشدٍ يسوقها إليه ...
وأن يغلب فيها صوت الحق والعدل والدين : على ما سواه من دعاوي
العلمنة والمدنية بمفهومها الغربي الكافر ...
وأن يحفظ فيها الدماء والأعراض ..
وأن يُرسي مراكبها على خير ٍ: عاجلا ًغير آجل ....
آمـيـــــــــــــــــــــــــــن ..

والله تعالى أعلى وأعلم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ابن السنة
02-10-2011, 04:30 PM
بارك الله فيك على هذا المجهود الرائع

طالب العفو
02-10-2011, 04:45 PM
بارك الله فيكم
صناعة فقهية واعية
ورؤية صعب الافصاح عنها في وقت مثل هذا تكال فيه الاتهامات
ويسارع بعض المافونين في الاعتداء علي اهل العلم


ملحوظة : ما وقع في مصر عقب ظهور تلك المظاهرات الحافلة والتي
زادت يوما ًمن بعد يوم : أقول : ما وقع بعدها من سلب ونهب وقتل
وسرقات وترويع وانسحاب للشرطة والأمن : ومن هروب للمساجين :
أقول : قد عرفت منذ يومها الثاني ومعي الملايين غيري : أنها من تدبير
الحكومة والداخلية والرئيس الطاغية : وأنها كانت بأيدي بلطجية انتخابات
الحزب الوطني .. وبأيدي الشرطة السرية ورجال الأمن الذين تخفوا في
اللباس المدني للقيام بتلك الأعمال : ومحاولة ًمن الرئيس وزبانيته :
لوأد هذه المظاهرات قبل أن تتفاقم : فانقلب السحر على الساحر : وزاد
اشتعال المظاهرات أكثر وأكثر في كل ربوع مصر : لما بدى للعوام :
ما كانوا يجهلونه من الوجه الأسود للرئيسهم وزبانيته وداخليته وحكومته
وإعلامه !!!..
وبرغم أن الناس قد تأكدوا من هوية وبطاقات الشرطة السرية والأمن الذين
تم القبض عليهم (وأنا شاهدٌ على هذا) : إلا أني قد أرفقت لكم أيضا ًثلاث
صور لتعميم سري لأقسام الشرطة منذ ثاني أيام المظاهرات : ترون فيه
الخطة الشيطانية للرئيس وزبانيته لمواجهة الانقلابات الشعبية .. أو تشاهدوهم

والله اخي هناك ايضا شهود عيان رؤوا انفلات الزمام من بعض المتظاهرين
والذين قاتلوا الضباط في الاقسام
وحرقوها عليهم
وفي بعض الاحيان كان الضباط ضحية يحاولون الدفاع عن انفسهم
حيث قرر الاهالي الفتك بهم
لانهم صورة النظام

وباستخدام التغليب نري انها ثورة نظيفة
وان الجهال والانتهازيين كانوا اعدادا قليلة في ظل الوعي الجميل الذي رايناه من هذا الشباب

فالنظرة الموضوعية تستوجب ان نقول الحق حتي علي انفسنا

وللاخ حسن المرسي شريط في هذا الصدد

إلى حب الله
02-12-2011, 07:03 AM
شكر الله لكما أخي الحبيب ابن السُـنة .. وأخي الحبيب طالب العفو ..
وللعلم :
فقد تعصى عليّ إخراج هذا الموضوع بصورته تلك : لأكثر من أسبوعين !..
فلله وحده الحمد والمنة ..
------
وأما أخي الحبيب طالب العفو : فلقد قلت أخي :

والله اخي هناك ايضا شهود عيان رؤوا انفلات الزمام من بعض المتظاهرين
والذين قاتلوا الضباط في الاقسام
وحرقوها عليهم
وفي بعض الاحيان كان الضباط ضحية يحاولون الدفاع عن انفسهم
حيث قرر الاهالي الفتك بهم
لانهم صورة النظام

وأقول أخي الحبيب :
لقد ظن مبارك وزبانيته في باديء هذه الثورة الشريفة :
أنهم يُمكن بالقوة الغاشمة أن يئدوها في مهدها : مثلما فعلوا مع غيرها من قبل
من اعتصامات ومظاهرات لعمال ومظلومين و 6 إبريل وغيرها ...

ولم يعلموا أن هذا العام (بل وفي هذا الوقت بالذات) :
كان قد بلغ أمر الظلم والطغيان بالمصريين : ما لم يعد يُحتمل !!!..
سواءٌ من جرائم أمن الدولة والشرطة والداخلية بقتل الأبرياء بعد تعذيبهم !!..
أو سواء من الجريمة التاريخية المُخزية بتزوير نتائج انتخابات دولةٍ بأكملها بكل
صفاقة وبرود وجبروت واستهانة بملايين الشعب !!!..

وعلى هذا :
فالمصادمات (( القوية )) التي وقعت بين الشرطة والأمن المركزي في الأيام الأولى :
هي التي ربما دفعت ببعض المتظاهرين إلى ما قلت أنت أخي ..
أضف إلى ذلك رغبة البعض في انتهاز الفرصة للانتقام من بعض شياطين الإنس معدومي
الرحمة والمروءة في تلك الأقسام ...

كما أنه لما صدر الأمر الخبيث العام للشرطة والداخلية بالتخلي عن عملها لإشاعة الرعب
والفساد والسلب والنهب والترويع بين الشعب لتخويفه وردعه وعرقلة ثورته :
فلا أ ُخفي عليك أن هناك من الناس : مَن راودتهم أنفسهم للهجوم على تلك الأقسام
وأخذ السلاح الذي فيها : للدفاع عن أنفسهم وعن الشعب !!..
والله تعالى أعلى وأعلم ..

وأخيرا ً:
أحمد الله عز وجل أنه استجاب الدعاء ..
وفك عنا الكرب والبلاء : عاجلا ًغير آجل ..
وأدعوه عز وجل : أن يُتم علينا نعمته :
وأن يُهيء لهذا البلد ولهذه الأمة في الأيام القادمة : أمر رشدٍ :
يُعز فيه الإسلام والحق والعدل وأهله ..
ويُذل فيه أعداء الدين والإسلام في الداخل والخارج :
ويُصيبهم من الرعب والعذاب النفسي ما أصاب فرعونهم مبارك طيلة
الأيام الماضية : فيُحرمون مثله النوم والراحة وهناء العيش ...

آميـــــــــــــن ..

أمَة الرحمن
02-14-2011, 09:07 PM
بارك الله فيك و جعل كل حرف كتبته في ميزان حسناتك يوم القيامة.

عبد الله بن أدم
02-15-2011, 01:16 AM
الأخ طالب العفو ترك كل الموضوع أصله وفصله وذهب إلى جزئية صغيرة جدا وشاذة وهو يعلم أن الشاذ لا حكم له وذالك لكي يجد عذرا عن دفاعه عن مبارك وتحريمه للمظاهرات وهجومه الشرس على كل من ينادي بالمطالبة برد الحقوق إلى أصحابها ووصفهم بالخوارج كما فعل من قبل أيام بن علي ودفاعه المستميت على نظامه حتى وصل به الأمر إلى أن وصف الشعب التونسي بالعلماني .
وذلك حتى يجد ما يستند إليه لدعم موقفه ورأيه
الأخ الفاضل أبو حب الله مقالك أكثر من رائع والهدف منه هو توضيح العلة التي بسبها حرم السلف الخروج على الحاكم .
وما أقول لحسن المرسي وطالب العفو غفر الله لكما نعرف أنكم أخطأتم في تقديركم ولكن الأمر خلافي ونحن لا نلمكما بإتباعكم أحد الآراء ولكن لا تلوموا من أخذ بدليل لا يوافق ما ذهبتما إليه
والحمد لله رب العالمين

ريم 1400
02-15-2011, 02:48 AM
جزاك الله خيرا0000
كل اناء ينضح بما فية 000000000000

ابوبكر الجزائري
02-15-2011, 12:32 PM
الأخ طالب العفو ترك كل الموضوع أصله وفصله وذهب إلى جزئية صغيرة جدا وشاذة وهو يعلم أن الشاذ لا حكم له وذالك لكي يجد عذرا عن دفاعه عن مبارك وتحريمه للمظاهرات وهجومه الشرس على كل من ينادي بالمطالبة برد الحقوق إلى أصحابها ووصفهم بالخوارج كما فعل من قبل أيام بن علي ودفاعه المستميت على نظامه حتى وصل به الأمر إلى أن وصف الشعب التونسي بالعلماني .
وذلك حتى يجد ما يستند إليه لدعم موقفه ورأيه
الأخ الفاضل أبو حب الله مقالك أكثر من رائع والهدف منه هو توضيح العلة التي بسبها حرم السلف الخروج على الحاكم .
وما أقول لحسن المرسي وطالب العفو غفر الله لكما نعرف أنكم أخطأتم في تقديركم ولكن الأمر خلافي ونحن لا نلمكما بإتباعكم أحد الآراء ولكن لا تلوموا من أخذ بدليل لا يوافق ما ذهبتما إليه
والحمد لله رب العالمين

يا ابن ادم ! لا يفتننك الشيطان فتقول في المؤمنين الصالحين من اخوانك ماليس فيهم ،واني اعيذك بالله من حيصة بنيت على الوهم والخيال،وليس ورائها الاردغة الخبال.
كنا شهودا طيلة ايام الفتنة والمحنة على اقوال الاخوة جميعا فما راينا منهم الى البحث عن الحق والسعي في ما يرضي الله،وشهدناهم مع مخالفتهم بعضهم للبعض وقد تمسكوا باصول الاستدلال،وتحلوا بكريم الاخلاق،وراعوا ادب الخلاف،فكانت النتيجة ان وصلوا كلهم الى بني قريظة ،وصلوا كلهم العصر،وفازوا بالاجر الاجرين.فما شانك وشانهم.
يا ابن ادم ،ان كان قد ضاق عطنك عن احتمال الخلاف،والتماس العذر،فكف عن بهت اخوانك بماليس فيهم من قبيح الاوصاف ودنيء الاخلاق،
بالله عليك وهو عليك شهيد،اين وجدتهم يدافعون عن الطاغوت ويدفعون عنه،في اي ميدان هاجموك حتى احسست بالشراسة منهم وحدك دون سائر العالمين،اين رايتهم وصفوا المطالبين بحقوقهم بالخارجين والعلمانيين،...ماذا دهاك.اهو الجنون يا اخي ،اذافلتتخذ لك رقية تحول بينك وبين اديان الناس واعراضهم ,فان ذلك خير لك من حصائد بذر تهوي بك في النار على وجهك.
اسال الله لك الشفاء.والله المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله.

إلى حب الله
02-15-2011, 05:40 PM
الأخ عبد الله بن آدم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

أرى أخي الكريم أنك أخطأت بحق أخينا الفاضل طالب العفو ..
ففضلا ًعن التعريض به (في علمه أو نيته) : فقد حكمت على شخص ٍ:
من موقف أو كلمة واحدة فقط : أعتقد أنك قرأتها له في بداية هذه الأحداث
المصرية الساخنة ...
وأعتقد والله أعلم أنك قد غبت عن المنتدى فترة ً: لم ترَ فيها تطور حوار الإخوة
الأفاضل حول الأحداث ....
فأكثرنا قد تذبذب بالفعل لأيام (وخصوصا ًعند اشتداد وتيرة المصادمات والتحدي) :
كل ذلك بدافع الخوف الشرعي على أرواح المسلمين ومعيشتهم وأموالهم أعراضهم :
إلى أن استقرت الرؤية أخيرا ًأمام الجميع ...
وهو ما دلت عليه مشاركات الأخ الحبيب طالب العفو في موضوع :
غدا الجمعة فهل سيفر الرئيس والجمع من حوله ام الجمع الآخر الكبير ؟ إن كنت تابعتها ..
وهو ما حاولت الإشارة إليه وتلخيصه في آخر مشاركة في هذا الموضوع المميز : وفي آخر
أربعة أسطر منه بقولي :

شكر الله للكل هذا المجهود والموضوع الرائع ..
والذي أثبت عمليا ًبما جرى فيه من بعض الاختلافات ثم الاتفاقات :
أن أهل السنة والجماعة دوما ً: وإن اختلفوا بعض الوقت : إلا أنهم :
يدا ًواحدة ً معا ًوقت الشدائد والنوازل لنصرة هذا الدين في سبيل الله ...
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=216179

بل ولا أ ُخفي عليك أن سبب كتابتي أصلا ًللموضوع الذي بين أيدينا الآن :
هو تباين الآراء في بداية هذه الثورة : والذي تفاقم بين الإخوة الأفاضل في هذا المنتدى ..
ولكن : قدّر الله وما شاء فعل : أن تأخر موضوعي هذا (بصورته الشرعية) :
إلى خمسة أيام ٍمضت ....
وهو ما أشرت إليه أيضا ًفي أول مشاركة لي من بعد عودة النت في مصر حيث قلت في الملحوظة
الثالثة والأخيرة في تلك المشاركة :

3..
لي رجعة إن كان في العمر بقية : بموضوع لتأصيل شرعي لموقف العلماء مما حدث ويحدث الآن .. ما بين
إفراط وتفريط في وصف مواقفهم بإذن الله ..
وهو موضوع : أ ُقسم بالله العظيم أني كنت أنوي النزول به منذ احتدم النقاش بين الأخين طالب العفو
ومتروي وغيرهم : ولكن انقطاع النت وما تلى ذلك : حال بيني وبين كتابته ..
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=28340&page=45

وأخيـــــــرا ً:
أ ُكرر أخي الكريم عبد الله بن آدم :
أن رأيك هذا في الأخ الحبيب طالب العفو : هو ما يُعد شاذا ًبالفعل : وخصوصا ًبعد قراءة موضوعي هذا !
حيث كنت أتوقع بعد الانتهاء منه :
أن يعذر بعضنا بعضا ًفي الاجتهاد السائغ في مثل تلك الأمور الدقيقة الحرجة : والتي لا تتكرر كما نعرف
في أمتنا كل يوم ...
كما يكفي أخي أيضا ً:
أن الأخ الحبيب طالب العفو : هو بدرجة (( محاور )) في هذا المنتدى الطيب ...
وهذه الدرجة << لمَن لا يعرف >> :
لا تـُنال هكذا اعتباطا ً.. ولا حتى بسبب موضوع واحد أو موضوعين جيدين أو مميزين ...
بل تتفضل إدارة المنتدى مشكورة بالاستفسار قبلها من الشخص نفسه عن :
درجته العلمية أو الشرعية .......... إلخ
وأنا لا أدّعي بذلك أننا كمحاورين : معصومين من الخطأ ...
ولكن (وبمقارنة ما قلته في حق الأخ طالب العفو وحق خوفه الشرعي : بمنزلته كمحاور) أقول لك أخي :
لا يصح والله ما قلته فيه ...

فرجاء من كل الإخوة الأعضاء في المنتدى : تقديم إحسان الظن بالإخوة طلبة العلم والمحاورين : على سوء
الظن بهم .......

أرجو ألا أكون قد أسأت إليك أخي من حيث أردت النصيحة والإحسان ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

عبد الله بن أدم
02-16-2011, 12:53 AM
بارك الله فيك أخونا المحب أبو حب الله فكم من مرة أخبرتك أنني أحبك في الله
أنا لم أغب عن المنتدى بل كنت من المتابعين ومتابع أيضا إختلاف الإخوة في شأن التظاهرات إلا أنني لم ألم أحد قط بتأييده لأحد الآراء بقدر ما لمت فيه الأخ الفاضل طالب العفو فقد أغضبني في كلمة قالها قبل إدلاع أحداث مصر وهي وصف الشعب التونسي بالعلماني وأرى أنه لا يجوز وصف كل العدد من الناس بهذا الوصف ولا يخفى عليك حديث من قال للناس هلكوا فهو أهلكهم .
لتاأتي أحداث مصر ليصف الإخوة الذين يدعون للثورة ضد مبارك أنهم يقامرون بأرواح المسلمين وهذا الكلام فيه ما فيه من اللمز والهمز .
وللأخ متروي وطارق منينة وهما أيضا محاورين مساجلات في هذا الأمر.
الشاهد وحتى لا أطيل أن مادام الأمر خلافي فلماذا التعصب لإحدى الآراء والعض عليه بالنواجذ ورمي مخالفيك في الرأي أنهم يقامرون بأرواح المسلمين .
أما أنا العبد الضعيف فقد كنت واضحا تجاه هذا الأمر كنت مع الثورة في تونس وفي مصر وضدها في ليبيا والمغرب .
ولا ألوم من خالفني ولا أتعصب لرأي فرأيي صواب يحتمل الخطأ و رأي طالب العفو خطأ يحتمل الصواب

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
02-16-2011, 02:45 AM
رفع الله قدرك أخي أبا حب الله .....

عبد الله بن أدم
02-16-2011, 02:55 AM
إن ما خطه أبو حب الله بأنامله حق له أن يكتب بدموع العيون الخاشعة ويلصق كجدارية على أروقة المنتدى بما يفيد التثبيت حتى تنقضي هذه الأيام الفوارة بعدوى الثورات على الطغاة ويعود المنتدى إلى نشاطه المعهود بجهاد أهل الكفر من الملاحدة بالأقلام النيرة الجاهدة في سبيل إعلاء كلمة التوحيد

إلى حب الله
02-18-2011, 02:17 AM
الإخوة الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

منذ اندلاع الأحداث المصرية الساخنة : وقد أحدثت شقا ًفي صف الكثير
من طلبة العلم والشيوخ .. ما بين مؤيدٍ ومعارض ٍكما نعلم ..
ومع تفاقم نبرة الحوار .. والتي سرعان ما تحولت للأسف عند البعض إلى تبادل
اتهامات : رأيت أن أؤلف رسالة ًمتواضعة ً(وهي رسالة إماطة اللثام) :
أحاول فيها بيان وجهة نظر كلا الفريقين بموضوعية وعقلية وشرعية :
لرفع الحرج والتهمة عن ذلك وذاك :
وخصوصا ًمع يقيننا جميعا ًبتمني زوال الظلم والطغيان وأهله : لا يختلف
على ذلك عاقلان ....
------
ولكن ..
وبعد كتابتي للرسالة ((إماطة اللثام)) التي قرأتموها آنفا ً.. وجعلتها في رسائلي
الخاصة لمجموعة من البشر الذين أراسلهم (وهي الرسالة 132 من سلسلة فائدة
اليوم) : فبقدر ما لاقت قبولا ًوالحمد لله :
بقدر ما أثارت حفيظة بعض الإخوة : وعلى رأسهم قريبٌ لي يعرفني شخصيا ً:
يعمل في السعودية لأعوام زادت عن الست أو السبع .. وبرغم التزامه وتتبعه مجالس
الدعاة : إلا أنه رأى أن ذِكري للرأي المُبيح للخروج على الحاكم الظالم (وهو الرأي
المُخالف لأكابر علماء السعودية كالشيوخ ابن باز وابن العثيمين والألباني رحمهم الله) :
رأى أن في ذلك افتئات ٌمني على الشرع بغير دليل !.. (مع أنه يعرف كفاحي في الزود
عن دين الله عز وجل : ومبلغي من العلم وقدرتي على الاجتهاد) ..
فتارة اتهمني بأني تركت مُحكم أحاديث النبي : ولجأت لمتشابهها !!..
وتارة ًاتهمني بأني ذممت أهل الحديث (يقصد أني أصفهم بالجمود العقلي كما يفعل الجاهلون) !!..
وتارة ًاتهمني ببدعية الخروج على الحاكم الظالم !!.. وبدعية المظاهرات !!... إلخ
فتحلمت عليه لأني أ ُحبه فعلا ًفي الله .. ولأني عذرت عدم تواجده في مصر تلك الفترة ..
وأيضا ًلمعرفتي غيرته الشديدة على الدين .. وحبه وتوقيره الجم لعلمائنا الأفاضل ...
فقمت بكتابة الرسالة التي ستقرأونها الآن (وقد أرسلتها منذ أربعة أيام مضت) ..
ثم أتممتها اليوم برسالة ثالثة في نفس الموضوع :
قمت فيها باقتباس رسالة الأخ (أبي القاسم المقدسي) : من فقه السياسة الشرعية ...
وتجدونها في هذا القسم من المنتدى أيضا ً......
لن أطيل عليكم ..
وأترككم مع الرسالة ..
------
إشكالات بخصوص رسالة إماطة اللثام والرد عليها ..

1)) نظرة سريعة في أحاديث النبي ..
2)) ماذا عن رأي علماء مصر ؟!!..
3)) وأخيرا ً: ما هي حدود الكفر البواح ؟!..
-----

بسم الله الرحمن الرحيم ..

الإخوة الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

لقد أرسل لي أخ حبيب وعزيز برسالة : فيها إشكالات من الوجهة الشرعية
على رسالتي السابقة إليكم :
(( إماطة اللثام عن موقف العلماء في الصمت والكلام )) ..

ولكـَم حز في نفسي أن أساء أخي الظن بي وبعلمي وبأمانة الدعوة التي أحملها
على عاتقي منذ سنوات ..
وخصوصا ً: وهو يعرفني معرفة ًشخصية ً!!.. ولكني ألتمس العذر لأحاد
المسلمين في مثل هذه الأوقات العصيبة أوقات الفتن : فكيف لا ألتمس العذر
لمَن أ ُحبه في الله .. وخصوصا ًمع ابتعاده كثيرا ًعن الأحداث الأخيرة في مصر ..
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" ليس الخبر : كالمعاينة " !!.. رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني ..

ولأن الحق : أحق أن يُتبع ..
فقد رأيت أن في رسالته إشكالات : ربما بالفعل دارت (أو تدور) في رأس الكثير
من شباب السلفية في مصر وخارجها (وقد وصلتني شكاية أحدهم من كندا
مؤخرا ً) وربما ضاقت رسالتي السابقة بالفعل عن التفصيل فيها خوف الإطالة ..
فالرسالة بالفعل جاءت طويلة ًبما يكفي ....

وللعلم : فالهدف الأساسي لرسالتي السابقة : لم يكن في بادئه والله إلا :
أن أؤكد وأ ُذكر المسلمين بأن هناك رأيا ًآخرا ًللخروج على الحكام الطغاة
عند السلف الصالح من هذه الأمة !!.. وإثبات أن الأمر : ليس وجها ًواحدا ً
كما يظن معظم السلفية للأسف في هذا الزمان ..
وخصوصا ً: وأن هناك الكثير من السلفيين الذين امتعضوا من بعض آراء
المتمسكين (حرفيا ًوظاهريا ً) ببعض النصوص القرآنية والحديثية للنبي :
مما أوحى للناس أن السلفية هي الوجه الآخر للخنوع للظلم ووأد أي محاولة
حتى للاعتراض عليه : وبيان ظلم الظالم !!!!..

فخالف أولئك السلفية بذلك للأسف أول ما خالفوا : الفطرة الحية داخل كل
إنسان (مسلم أو كافر) والمناهضة للظلم والجبروت والطغيان والذي على رأسه :
استباحة قتل الأبرياء من المسلمين واستباحة أعراض النساء المسلمات بغير
حق (كما سنرى بعد قليل بإذن الله تعالى) ..
فخالفوا بذلك كما قلت : فطرة الله النقية التقية في القلوب .. ونسوا أن الإسلام :
لم يأت أصلا ًإلا بالدين الحنيفي الرائق النقي : الموافق للفطرة ..

ولأن النقاط التي أرسل أخي الحبيب بها : أكثرها متشابك : فسوف أرد عليها
في شكل نقاط محددة واضحة هذه المرة بإذن الله تعالى .. عسى أن أستفيد
بها .. وأن يستفيد بها أخي في الله .. وأن يستفيد بها أيضا ً:
كل مَن أراسلهم بإذن الله تعالى وخصوصا ًمن طلبة العلم الشرعي فأقول ...

-----------
1)) نظرة سريعة في أحاديث النبي ..
----------------

لقد اتهمني أخي الحبيب أني بالغت في قولي : أن هناك مَن لا يتعامل مع
أحاديث النبي كما ينبغي :
سواء بـ : تأويل ما يحتاج ظاهره لتأويل .. أو :
بحمل ألفاظ الحديث ما لا تحتمل ... وعلى هذا :
فسوف أضرب لأخي مثلين من أحاديث النبي على هذين الإشكالين ..

المثل الأول :
وهو يُمثل حديثا ًيحتاج ظاهره لتأويل .. وفي هذا رد على مَن يرى أن كل
أحاديث النبي هي من المُحكم !!.. والحديث : هو الذي سقته في أول رسالتي
السابقة وهو :
" سباب المسلم : فسوق .. وقتاله : كفر " !!..
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وفي زيادة صحيحة :
" وحُرمة ماله : كحرمة دمه " ...
أقول : قد علمنا جميعا ًما دار من قتل ٍوقتال للمسلمين بين صحابة النبي صلى
الله عليه وسلم في الفتنة بين عليّ ومعاوية رضي الله عنهم أجمعين .. وأنا
أستشهد هنا بما وقع بينهما (وهو المباح عند العلماء بعكس كراهية الخوض فيه) :
وأعلم تمام اليقين أن كلا ًمنهما كان مجتهدا ًمخلصا ًفي اجتهاده مأجورا ًعليه :
مع ظهور الحق مع عليّ رضي الله عنه ومَن معه لأحاديث النبي المعروفة
في ذلك ..
وعلى هذا أسأل :
إذا قال قائل بأن حديث النبي السابق مُحكم : ولا يحتاج لتأويل : أقول له :
إذا ً:
أنت تـُكفر صحابة النبي صلى الله عليه وسلم لقول النبي " وقتاله : كفر " !..
وإذا قال قائل : بل قول النبي " وقتاله : كفر " هو من المتشابه :
والذي يحتاج لتأويل أو إسناد ٍلمحكم (مثل آية سورة الحُجرات وإن طائفتان
من المؤمنين اقتتلوا) أقول له :
أحسنت بارك الله فيك ..
وعلى هذا يُحمل معنى قول النبي " وقتاله : كفر " أي : قتاله ظلما ًوعدوانا ً
بغير حق : عالما ً بفداحة جرمه وعقاب استحلاله لدم أخيه بغير اجتهادٍ ولا بينة !
إلى غير ذلك مما قاله العلماء الفضلاء من تأويلاتٍ مُعتبرةٍ لهذا الحديث ..

المثل الثاني :
وأما في هذا المثل : فسوف أ ُبين لي ولأخي : أن هناك مَن يتناول أحاديثا ًللنبي
بالفعل : فيُحملها للأسف : بغير ما احتملت من المعاني !!!..
وهؤلاء هم المذمومين من أهل الحديث الذين عنيتهم بكلامي في الرسالة السابقة :
بما نقلت من كلام الأئمة الفضلاء .. وإلا :
فقد علم أخي الحبيب بمجهوداتي المتواضعة في الزود عن علم الحديث وأهله
أمام كل معتدي من منكري السنة وغيرهم (وإلى الآن ما زال جهاد الكلمة
متواصلا ًولله الحمد والمنة) ..
فأقول :
جاء في حديث الفتن الشهير لحذيفة رضي الله عنه في البخاري ومسلم :
وبالأخص في رواية مسلم قول النبي :
" يكون بعدي أئمة : لا يهتدون بهداي .. ولا يستنون بسنتي .. وسيقوم
فيهم رجال : قلوبهم :
قلوب الشياطين في جثمان إنس .. قال حذيفة : قلت : كيف أصنع يا رسول
الله إن أدركت ذلك ؟.. قال :
تسمع وتطيع الأمير : وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك : فاسمع وأطع " ..
أقول :
وبغض الطرف عن مَن ضعفوا زيادة (وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك) وعلوها بالإرسال :
فإن الذين يحتجون بهذا الحديث على الطاعة (( المطلقة )) لولي الأمر الظالم
الجائر : حتى ولو ضرب ظهرك : وأخذ مالك : لم يُخبرونا :
وماذا لو قتلك ولي الأمر أو سعى لذلك بغير جُرم ؟!!.. وهو ما لم يُذكر في الحديث ؟!!..
وماذا لو استباح دم المسلمين الأبرياء بغير جريرة ولا ذنب : كما حدث مع
تعذيب وضرب سيد بلال وخالد سعيد رحمهما الله حتى الموت ؟!..
وغيرهما المئات أو الآلاف ممَن نعلمهم أو نجهلهم : ولكن الله يعلمهم ؟!!..
ماذا عن أ ُسرهم ؟!.. وعائلاتهم التي كانت تعتمد عليهم في معايشها
وتدبير أمورها ؟!!.. من أين يأتون بالمال وأمثالهم بالآلاف ؟!..
أتزني الزوجة ؟!.. أيسرق الأبناء ؟!.. أيتسول الأب أو الأم ؟!..
بل :
لم يُخبرنا القائلين أيضا ًبالطاعة (( المطلقة )) لولي الأمر بنص الحديث
السابق : ماذا لو استباح ولي الأمر عرض :
زوجاتهم ؟!.. أو أمهاتهم ؟!.. أو بناتهم ؟!!.. أو أخواتهم ؟!!..
وكل ذلك جبرا ًوقسرا ًمن أمام أعينهم (ليموت الواحد منهم ألف مرة ومرة) :
فقط : لينتزعوا منه اعترافا ًأو توقيعا ًعلى شيء : ربما لم يفعله أو حتى :
لم يعلم به أصلا ً!!..
الكلام سهل للأسف يا إخواني ...
ولكن مَن يده في الماء : ليس كمَن يده في النار كما يقولون والله !!..
والشاهد (ودعنا من حديث العواطف حتى لا يتهمني أحد بالحيد عن الحق) أقول :
هل ورد في حديث النبي السابق (أو أي حديثٍ غيره من أحاديث ظلم ولاة الأمور) :
هل ورد في أيهم : ذِكرا ًلحاكم ٍجائر ٍ:
يستبيح هو وزبانيته : قتل نفوس المسلمين : واستباحة أعراضهم ؟!!!!..
هل حُرمة نفس المؤمن وعرضه عند هؤلاء : أقل من تحريمه للصلاة ؟!!!..
أرجو مَن كان له في ذلك كتاب ٍٍأو أثارة ٍمن علم : أن يأتينا به مشكورا ً.....

------------
2)) ماذا عن رأي علماء مصر ؟!!..
-----------------

وفي هذا أقول ...
قد علم أخي الحبيب أني والله : من أشد المُبجلين لعلماء الأمة من أمثال :
الشيخ ابن باز وابن عثيمين والألباني وغيرهم من العلماء الربانيين .....
ولكنه قد علم أيضا ًأني : لم ولن أكن أبدا ًممَن يرفع عالما ًفوق الحق :
كائنا ًمَن كان من السلف أو الخلف الصالح ..
بل سأذكر خطأه ولبسه إذا وقع منه : مُخلصا ًوجهي في ذلك لله عز وجل ..
رافعا ًالحرج عن طلبة علم ٍأو عوام ٍ: قد يُقلدونه في الخطأ وهم لا يعلمون ...
وذلك ليقيني بأنه : ليس معصوما ًأحدٌ من البشر (ولا سيما العلماء) :
اللهم إلا الرسل والأنبياء ممَن عصمهم الله عز وجل ...
ومع هذا :
فأنا لن أخوض في آراء هؤلاء العلماء الأفاضل .. ولكني سأكتفي فقط هنا
بذكر نقطةٍ هامةٍ جدا ً:
لا يلتفت إليها الكثير من طلبة العلم للأسف فضلا ًعن العوام .. ألا وهي :
أن علماء كل بلدٍ ومصر من الأمصار : وكل زمن ٍمن الأزمان :
هم أولى بالإفتاء له من غيرهم : فقط :
إذا شهدنا لهم بالعلم والحكمة والورع .. وإخلاص الوجه لله تعالى ولا نزكيهم
على الله ...

ولعل أقرب الأمثلة على هذا (وهو ما حاولت الإشارة إليه بحديثي عن عمر
بن الخطاب رضي الله عنه : ولكن : يبدو أن المثل لم يكن واضحا ًأقول :) :
لعل أقرب الأمثلة على هذا : هو ما تجده من أقوال هؤلاء العلماء الأفاضل
في الطرق (الشرعية) التي يُنصح بها الحاكم الظالم أو الجائر .................!
فتجدهم يتحدثون بلسان القرن الأول الهجري : أو قرون الإسلام السالفة :
وينسون واقع الأمة المرير الذي صارت إليه اليوم للأسف : وخصوصا ًبعد زوال
الخلافة في صدر المائة الثالثة عشر من الهجرة !!!!!..

وربما قد صدق هؤلاء العلماء فيما قالوا : باعتبار كون السعودية مثلا ً:
مما تـُفتح فيها آذان الحاكم وولاة الأمر للنصيحة التامة : حتى عهدٍ قريب (ولا
أعرف ما يدور فيها الآن للأسف) ...
وأما أن تستمر نفس هذه النظرة : ليُراد تعميمها في باقي الدول الإسلامية
اليوم : فهذا والله هو العجب العجاب !!!!!..
وهل يسمع رؤساء اليوم من العرب أو المسلمين : لعامة الشعب :
فضلا ًعن علمائهم : سرا ً؟؟؟!!!... أو حتى جهرا ُ؟؟؟!!!..
أعتقد أن الإجابة معروفة : لا تحتاج لتدليل !!!!!!!!!!!!...
---------
ولذا ...
ففضلا ًعن كون المظاهرات السلمية : قد صارت من أقوى طرق إبداء الرأي
لمثل هؤلاء الطواغيت : بإحراجهم عالميا ًوسياسيا ًوإعلاميا ً: أقول :
فضلا ًعن ذلك :
فهي ليست بدعة ًمذمومة ًفي الدين على إطلاقها كما يتخيل البعض !!!!..
(وسوف آتي برأي علماء مصر أنفسهم السلفيون فيها بعد قليل) ..
بل كان الناس ربما ذهبوا جماعات لشكاية الوالي إلى الخليفة !!.. أو أرسلوا
وفدا ً... إلخ مما هو معلوم في كتب السير والتاريخ !!..
بل :
القول ببدعيتها : كالقول ببدعية تسجيل الزواج في أوراق رسمية للدولة
سواءً بسواء !!..
فكلاهما (أي المظاهرات السلمية وتسجيل الزواج) : يتعلق بأمر ديني ..
فالمظاهرات : تتعلق بالمطالبة بحقوق مشروعة لحفظ الدين والمال والنفس
والعرض والعقل (وفي هذا رد على مَن قال بغياب الهدف الشرعي) !..
وتسجيل الزواج : يتعلق بميثاق ٍغليظٍ للإنسانية والمجتمعات والأفراد : كما
وصفه الله عز وجل بنفسه !..
ولكن :
دعت الحاجة وظروف العصر لهما جميعا ً...........
فالمظاهرات : دعت الحاجة لها : حُكام السوء الطواغيت الذين يستهينون
بشعوبهم ولا يسمعونهم !..
وتسجيل الزواج : دعت الحاجة له : كثرة الناس وانتشارهم وسهولة السفر
وحفظ حقوق الزواج وحد التعدد بأربعة لا أكثر .. وحفظ حقوق الميراث وعدة
الطلاق أو الموت وغيره ...
فهل من مُعترض ؟!!!...
هل هناك مَن سيقول أن تسجيل الزواج (حرام) : لأنه مُستحدث وفيه تشبه
بالكفار !!!!.. وأنه لو كان جائزا ً: لفعله النبي وصحابته ؟!...
-----------
ولأني لا أتحدث إلا بالدليل كما تعود مني أخي الحبيب .. وكما تعود كل الإخوة
الذين أ ُراسلهم :
فإليكم الدليل من كلام علماء مصر أنفسهم : وفيهم مَن فيهم من أعلام السلفية
مثل الشيخ محمد عبد المقصود ومحمد إسماعيل المقدم وياسر برهامي وغيرهم
من العلماء والشيوخ الأفاضل والله حسيبهم ...
----
حيث سأذكر لكم الآن بيانا ًيتعلق بالأحداث الأخيرة في مصر باسم :
(( بيان من الهيئة الشرعية : لحماية الحقوق والحريات بشأن الأحداث ))
بتاريخ السبت : 2 ربيع أول 1432هـ .. 5 فبراير 2011م ..

وقبل أن أذكره : سوف أذكر لكم أسماء الموقعين أدناه وهم :
1- أ.د. نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية سابقًا.
2- أ.د. عبد الستار فتح الله سعيد أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعتي الأزهر
وأم القرى.
3- أ.د. علي أحمد السالوس أستاذ الفقه والأصول والنائب الأول لرئيس مجمع
فقهاء الشريعة بأمريكا.
4- أ.د. مروان شاهين أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر.
5- أ.د. الخشوعي الخشوعي محمد وكيل كلية أصول الدين بجامعة الأزهر سابقًا.
6- د. يحيى إسماعيل أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر سابقًا.
7- د. عبد المنعم البري الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر.
8- أ.د. عمر عبد العزيز الأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر.
9- أ.د. محمد عبد المقصود داعية إسلامي.
10- د. محمد إسماعيل المقدم داعية إسلامي.
11- فضيلة الشيخ مصطفى محمد داعية إسلامي.
12- د. سعيد عبد العظيم داعية إسلامي.
13- د. ياسر برهامي داعية إسلامي.
14- د. محمد يسري إبراهيم المستشار بجامعة المدينة العالمية.
15- د. صفوت حجازي داعية إسلامي.
16- د. محمد عبد السلام داعية إسلامي.
17- د. أحمد النقيب داعية إسلامي.
18- فضيلة الشيخ خالد صقر داعية إسلامي.
19- د. عطية عدلان عطية الأستاذ بجامعة المدينة.
20- د. أحمد فريد داعية إسلامي.
21- فضيلة الشيخ أحمد هليل داعية إسلامي.
22- د. هشام عقدة داعية إسلامي.
23- د. هشام برغش داعية إسلامي.
24- د. محمد رجب داعية إسلامي.
25- فضيلة الشيخ نشأت أحمد داعية إسلامي.
26- د. ياسر الفقي المدرس المساعد بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر.
27- د. وليد الجوهري داعية إسلامي.
28- د. مدحت عبد الباري داعية إسلامي.

وإليكم نص البيان : ومن بعده : بعض الإشكالات الواردة إليهم بخصوصه :
وردهم عليها لتمام الفائدة :
------------

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على من لا نبي بعده، وبعد؛
فإن الأمة المصرية تمر اليوم بمرحلة بالغة الخطورة، تستوجب أن يقوم العلماء
والدعاة وأصحاب الرأي والحكماء بواجبهم نحو مناصحة أمتهم.
والموقعون على هذا البيان يتوجهون إلى مختلف طوائف الأمة بما يلي:
أولاً:
إن المخرج الوحيد من هذه الأزمة هو الاعتصام بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى
الله عليه وسلم، والتعاون على البر والتقوى، وترك التعاون على الإثم والعدوان.
ثانيًا:
إن الأمة لن تسمح بالمساس بالمادة الدستورية التي تنص على أن الإسلام هو دين
الدولة، واحترام مرجعية الشريعة الإسلامية وأنها المصدر الرئيس للتشريع، وذلك
لأنها صمام الأمن والأمان والسلام لجميع أفراد الوطن مع التأكيد على ضرورة
إلغاء قانون الطوارئ وكل ما يشير إليه.
ثالثًا:
لقد اتجهت الأمة اليوم بكل طوائفها نحو التغيير والإصلاح بما لا يجوز
تعويقه، ولا الإبطاء في إنجازه، وإن إقامة العدل وتحقيق التنمية وإصلاح الحكم
ومؤسساته –هو اختيار الشعب الذي يمثل الاستقرار المنشود. وهذه المطالبات
السلمية المنضبطة لا تعد خروجًا على الشرعية، أو مخالفة للشريعة الإسلامية.
رابعًا:
إن تحقيق الأمن والسلام والتكافل والتراحم بين فئات المجتمع مرهون
بإجابة مطالب الشباب المشروعة، وإعطاء الضمانات الكفيلة بتأمين جموع
المتظاهرين، واتخاذ الإجراءات التي تكشف عن صدق النوايا، والتي يمكن إعادة
بناء جسر الثقة والمصداقية الذي انهار بسبب ما وقع من أخطاء ونقض للعهود.
خامسًا:
تؤكد قوى المجتمع على حفظ مكتسباتها وتطالب بالوقوف خلف مطالب الشباب،
وإنجاز التغيير في الاتجاه الصحيح، دون انزلاق مع توجهات منحرفة، أو
شعارات مضللة، وتنبه إلى أن هذه المطالب تتفق مع جميع الشرائع السماوية
والمواثيق الدولية فضلاً عن إجماع الأمة.
سادسًا:
يُناشد الجميع المسئولين عن البلاد بحقن الدماء وحفظ الأرواح وضبط الأمن،
وسرعة اتخاذ الإجراءات لمحاسبة الفاسدين دون إبطاء تحقيقًا لمصالح
البلاد والعباد.
سابعًا:
يحتسب الموقِّعون على هذا البيان المقتولين من أهل الإيمان بسبب الاعتداء
عليهم -شهداء عند الله تعالى، ويستحق أهلهم تعويضًا عما لحقهم من الخسائر
والأضرار في الأنفس والممتلكات.
ثامنًا:
على جموع المتظاهرين أن يعملوا على حفظ مطالباتهم بسلوك الطرق
السلمية في التعبير والمطالبة، والبعد عن كل ما يعرِّض هذا الجمع للأخطار، وكل
ما يؤدي إلى الإضرار بالوطن والمواطنين، ويوجد ذرائع البطش والتنكيل.
تاسعًا:
يشيد الموقعون على هذا البيان بالموقف الوطني المشرف للجيش المصري
ورسالته في حفظ أمن الوطن والمواطنين.
عاشرًا:
ندعو جموع الشعب المصري إلى إشاعة الرحمة والرفق، والعفو والصفح،
عن كل من أساء أو اعتدى بشرط تحقق المطالب، ونجاح المقاصد، قال -تعالى-:
(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله إنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِين)
(الشورى:40).
حفظ الله مصرنا آمنة مطمئنة، وحمى شبابها ورجالها، وولّى عليها خيارها، وجعل
ولايتها فيمن خافه واتقاه واتبع رضاه، برحمته إنه أرحم الراحمين، وأكرم
الأكرمين، والحمد لله رب العالمين.
القاهرة، ليلة السبت الموافق: 2/3/1432هـ- 5/2/2011م.
المصدر: موقع صوت السلف:
http://salafvoice.com/article.php?a=5142

------------
والآن إليكم كما قلت : بعض الإشكالات الواردة على البيان :
والرد عليها : لتمام أمانة النقل العلمي والشرعي لكم :
----------

حول الاعتراضات على بيان الهيئة الشرعية للدفاع عن الحريات والحقوق
المشروعة : 4-ربيع أول-1432هـ .. 7-فبراير-2011م ..

السؤال:
1)) ما الهدف من المشاركة في الهيئة الشرعية للدفاع عن الحريات
والحقوق المشروعة ؟..
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
أما هدفنا من المشاركة في هذه الجبهة فهو تكوين تكتل إسلامي سلفي في
الجملة -وإن تعددت أطيافه- ضد محاولات العلمانيين وغيرهم استغلال فرصة تعديل
بعض مواد الدستور؛ للسطو على إرادة الأمة، وتعديل أو إلغاء المادة الثانية في
الدستور التي تنص على: "مرجعية الشريعة الإسلامية"، فكان تعضيد كل الجهود
الرامية للمحافظة على هذه المادة، ومرجعية الشريعة الإسلامية مطلبًا شرعيًا
نحرص عليه.

2)) هل يعتبر توقيع المشايخ على هذا البيان تغيرًا في موقف الدعوة ؟
الجواب :
موقف الدعوة مِن قضية المظاهرات لم يتغير، سبق إعلانه واضحًا قبل بدئها
وبعده، والبيان رقم 3 يحدد مفهومنا للإصلاح والتغيير المقدور عليه، ونحن لم نقل
بحرمة المظاهرات، وإنما قلنا: إننا نرى عدم المشاركة فيها، لما نتوقعه مِن فتن
ومخالفات، وهذا موقف الدعوة ككيان دعوي، وتوجيه لأبنائها ومَن يوافقهم –وقد
وقع ما كنا نُحذِّر منه-، وقد تحققت إيجابيات كثيرة مِن المظاهرات، لكننا نخشى أن
تتحول إلى سلبيات لا يعلم مداها إلا الله -تعالى- إذا استمرت، حتى تؤدي بالبلاد
إلى حالة مِن الفوضى، وغياب مؤسسات الدولة.

وعبارة البيان الجديد: "لقد اتجهت الأمة اليوم بكل طوائفها نحو التغيير والإصلاح
بما لا يجوز تعويقه": فالذي لا يجوز تعويقه هو توجه الأمة نحو الإصلاح، وليس
الضمير عائدًا على المظاهرات، وقد سبق أن بيَّنا في فتاوى متعددة أن حكم
المظاهرات مبني على المصلحة والمفسدة وعلى وجود الضوابط الشرعية فيها،
والمصالح والمفاسد قد تتغير في واقعنا بيْن أول اليوم وآخره، ولذا لم نقل بحكم
عام فيها مِن أنها حرام أو لا تجوز أو تجب، بل بحسب المصلحة والمفسدة التي
يختلف فيها الاجتهاد، وهي في نفسها تختلف من وقت لآخر.

3)) فهم البعض من عبارة : " وهذه المطالبات السلمية المنضبطة لا تعد خروجًا
على الشرعية، أو مخالفة للشريعة الإسلامية"، أنها تشمل كل صور وأطياف
المتظاهرين رغم أن بعضهم يرفع شعارات باطلة، ولا تجمعهم راية واحدة. نرجو
التوضيح؟
الجواب :
وأما عبارة: "وهذه المطالبات السلمية المنضبطة لا تعد خروجًا على الشرعية،
أو مخالفة للشريعة الإسلامية": فهي عبارة صحيحة؛ فالمطالبات المنضبطة –أي
بضوابط الشرع- لا تعد خروجًا عن الشرعية، وعدالة هذه المطالب مِن إلغاء
"قانون الطوارئ"، ومحاربة الفساد، ومراعاة حق الشباب في العمل ومحاربة
البطالة، ولزوم الإصلاح السياسي؛ فهي مطالب عادلة أقر بذلك رئيس الدولة
ونائبه، ورئيس الوزراء.

وأما مطالب المتظاهرين الأخرى والشعارات المنكرة كحياة الهلال مع الصليب،
والمناداة بالحرية على إطلاقها والديمقراطية على إطلاقها فهي غير منضبطة
بضوابط الشرع، فلا تدخل في عبارة البيان، وعدم وجود راية واضحة وقيادة
واضحة هو أحد أسباب رفضنا المشاركة فيها.

4)) كلمة: "أن هذه المطالب تتفق مع جميع الشرائع السماوية والمواثيق
الدولية فضلاً عن إجماع الأمة". هل كل المطالب كذلك؟
الجواب :
وأما عبارة: "هذه المطالب تتفق مع جميع الشرائع السماوية": فالمقصود
بها "المطالب السلمية المنضبطة"، أي بضوابط الشرع، وهي التي سبق بيانها.

5)) في البند السابع: كيف عد البيان القتلى في الشهداء، وفيهم مَن قام لغير الدين؟
الجواب :
عد القتلى مِن أهل الإيمان في الشهداء؛ كلام لا يصح الاعتراض عليه؛ لأن مَن كان
مِن أهل الإيمان فهو لا يخرج إلا لإعلاء كلمة الله أو الدفاع عن حقه، أو حق
غيره، مِن نفسه وماله وعرضه، والإيمان قول وعمل، وقد خرج هؤلاء المؤمنون
منهم بفتاوى ممن يثقون بهم مِن أهل العلم في مسائل اجتهادية سائغة، ورغبة في
نصرة المظلومين، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ
شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ
أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي، وصححه الألباني)،
وأما مَن قام لغير الدين والحق أو كان غير مؤمن فليس داخلاً في العبارة، فليس
في العبارة خلل -إن شاء الله-.

6)) في البند الثامن: ما فهِم منه البعض إقرارًا بكل ما حدث في المظاهرات؟
الجواب :
هذا البند مخاطبة للمتظاهرين برعاية المصلحة ودرء المفسدة، وهم قد خرجوا
بالفعل -كما ذكرنا- اتباعًا لفتاوى مَن يثقون فيهم، وإن كنا نخالف هذه الفتاوى؛
فنحن نقول: إن هذا الاختلاف في المصالح والمفاسد، وتقديرها، واختلاف وجهات
النظر في مراتبها مما يسوغ فيه الاختلاف، واجتهادنا في تقديرها أن مشاركتنا
وإخواننا فيها يغلب ضررها ومفسدتها نراه صوابًا يحتمل الخطأ، وقول مَن خالفنا
نراه خطأ يحتمل الصواب.

7)) هل ما ورد في البيان مِن كلمة:"اختيار الشعب" تقرير لقضية الديمقراطية؟
الجواب :
العبارة التي وردت في البيان تفيد أن إقامة العدل والإصلاح الذي لا يمكن أن يراه
مسلم فضلاً عن عالم أو داعية بعيدًا عن شرع الله -تعالى-، وإقامته في الأرض هو
اختيار الشعب، وهذا وصف لواقع الشعب المصري المسلم، وليس فيه أي تعرض
لمسألة الديمقراطية أو أن الشعب لو لم يختر الإسلام وتطبيق الشرع قبلنا ذلك
-والعياذ بالله-، بل حتى لو لم يختر الشعب الشريعة؛ فهي الحق وهي الواجبة
التطبيق شاء الناس أم أبوا، ولكن -بحمد الله- شعبنا لم يرض قط بخلاف شرع الله
-سبحانه وتعالى-.

وفي الجملة: فإن هذه الاعتراضات على البيان مغمورة في مقابلة مصلحة توصيل
صوت إسلامي قوي؛ لمحاولة منع أي تعدٍ على "هوية مصر الإسلامية".
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف

---------------
3)) وأخيرا ً: ما هي حدود الكفر البواح ؟!..
----------------------

ولعل هذه النقطة : هي أكثر النقاط الشائكة في رسالتي الآن ..
والتي سأتعمد عدم الخوض فيها وفي تفاصيلها ما أستطيع :
فهي المزلق الذي استباحه الخوارج من قبل .. وكثيرٌ من بعدهم وحتى اليوم ..
فما يراه أحدهم كفرا ً: قد لا يراه الآخر كذلك .. والعكس بالعكس ..
بل :
منهم مَن لا يُكفر إلا بالقلب (لأن القلب هو محل الإيمان أو الكفر) ..
ومنهم مَن يُكفر أيضا ًبالظاهر (ككفر مَن يسب النبي أو إنكار أحد ثوابت
الدين كالصلاة أو الزكاة أو الحج أو الحجاب ... إلخ) ..
وقد علمنا جميعا ً: خطورة تكفير مسلم بعينه : وقول الواحد فينا له : يا كافر !
فهو إما أن يكون كافرا ًحقا ًمستحقا ًلها وإما : عادت على قائلها والعياذ بالله ..
بل :
وقد علمنا أيضا ًخطورة قول المسلم لعاص ٍأو فاسق ٍأو غيره :
والله : لا يغفر الله لفلان !!!..
فيتألى القائل بذلك على الله عز وجل :
فيغفر الله لفلان هذا : ويُدخل القائل النار والعياذ بالله .....
وكل ذلك : علمناه من أحاديث النبي الصحيحة الصريحة ..
--------
ومن هنا ...

فما سأفعله الآن فقط هو :
بيان جانب واحد من الجوانب التي رأى بها بعض أهل العلم في الحاضر :
الخروج على مبارك : وهو جانب قتل المسلم أو الإعانة عليه ..
(ولا شك أن لمبارك وزبانيته طوام كثيرة غيرها : ولكن هذه من أعظمها) ..
وهو استباحة قتل مسلم بريء (تحت وطأة التعذيب أو غيره) : في غير
فتنة : وفي هذا اختلاف بين حال مَن تحدث عنه رسول الله في الفتنة :
وبين حال مبارك وزبانيته في غير وقت فتنة (بل قد بلغت الجرأة ببعض
رجال الشرطة والمخابرات والداخلية : لقتل بعض المتهمين الأبرياء ورميهم
في الصحراء : كي لا يفضحوا تعذيبهم لهم وقبضهم عليهم بغير حق) ..
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
" خيار أئمتكم : الذين يحبونهم ويحبونكم .. وتصلون عليهم (أي تدعون
لهم) .. ويُصلون عليكم (أي يدعون لكم) .. وشرار أئمتكم : الذي تبغضونهم
ويبغضونكم .. وتلعنوهم ويلعنوكم .. قلنا : يا رسول الله !.. أفلا ننابذهم عند
ذلك ؟!.. قال : لا .. ما أقاموا فيكم الصلاة (أقول : وقد علم المسلمون قرآنا ً
وسنة أن نفس المؤمن عند الله تعالى في حرمتها : أعز من الصلاة كما سيأتي)
لا .. ما أقاموا فيكم الصلاة .. ألا مَن ولي عليه وال : فرآه يأتي شيئا من
معصية الله (أقول : والخلاف هنا هو : هل استباحة دم المسلم البريء في غير
فتنة وبغير بينة : يدخل في وصف هذه المعصية ؟!) فليكره ما يأتي من معصية
الله .. ولا ينزعن يدا ًمن طاعة " رواه مسلم ..
والسؤال مرة أخرى :
هل وصف النبي هنا لمعصية الحاكم الظالم : هل كانت تشمل أيضا ًاستباحته لقتل
المسلم أو عرضه ؟!!..
أقول :
----------
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
" سباب المسلم : فسوق .. وقتاله : كفر " !!..
وفي زيادة صحيحة :
" وحُرمة ماله : كحرمة دمه " ...
والحديث سبق تخريجه في أول هذا الرد ...
وقد علمنا جميعا ًما قام به نظام هذا الفاسد وزبانية أمن الدولة والداخلية
والشرطة من قتل وتعذيب حتى القتل لأبرياء المسلمين ...
----
ويقول الله عز وجل في سورة النساء :
" وما كان لمؤمن ٍأن يقتل مؤمنا ً: إلا خطئا ً.. ومَن قتل مؤمنا ًخطئا ً: فتحرير
رقبةٍ مؤمنةٍ : ودية ٌمسلمة ٌإلي أهله : إلا أن يصّدقوا‏ " ..
أقول :
وبرغم أن شروط القتل الخطأ : لا تنطبق على مَن يُقتلون تحت التعذيب في
دهاليز الشرطة والداخلية وأمن الدولة والمعتقلات في مصر إلا أننا نقول :
بفرض أنه قد حدث : ومات هذا المقتول بالتعذيب : خطأ ً.......
فهل تم حتى الاعتذار لأهله ؟!!..
هل تم دفع الدية لهم ؟!!..
بل : هل تم محاكمة القاتل ليُعلم منه : هل كان القتل خطأ ًبالفعل أم لا ؟!!!..
والسؤال :
مَن سيتحمل كل تلك الأوزار المتراكمة في استباحة نفوس المسلمين ؟!!!..
وهل تدخل هذه الأوزار تحت وصف النبي لمعصية الحاكم ؟!..
----
ويقول أيضا ًعز وجل في تتمة السياق السابق :
" ‏ومَن يقتل مؤمنا ًمتعمدا ً: فجزاؤه جهنم : خالدا ًفيها : وغضب الله عليه :
ولعنه .. وأعد له : عذابا ًعظيما ً" ‏النساء‏ 92‏ - ‏93 ...
اللهم إنا نبرأ إليك من قتل المؤمنين العمد :
ممَن احترفوا ترويع الآمنين المسلمين ببلطجية انتخابات الحزب الوطني !
وممَن روعوهم بالشرطة السرية ورجال الأمن المركزي في زي ٍمدني !
وممَن استباح لنفسه إطلاق المساجين على عامة الشعب فيقتلون ويسرقون
وينهبون !
(( ملحوظة : ومعلومة مني شخصيا ًوموثقة : قبل المسرحية الهزلية التي
قامت بها الداخلية لترويع الناس بالبلطجية والشرطة السرية وتهريب المساجين
وانسحاب الشرطة والنجدة : للتأثير على الثورة والمظاهرات السلمية
ومحاولة وأدها : ولخداع شيوخ السلفية : قامت الدولة من قبلها بيوم واحد
بإرسال من 23 إلى 30 ضابط أمن كبير من مختلف محافظات مصر : إلى
أمريكا : لأنهم يتورعون عن قتل الأبرياء .. وهذا اعترافٌ من أحدهم )) ..
---------
ويقول أيضا ًعز وجل :
" من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه : مَن قتل نفسا ًبغير نفس :
أو فسادٍ في الأرض : فكأنما قتل الناس جميعا ً" المائدة 32 ..
أقول :
وقد علمنا والله أن مبارك وزبانيته : قد قتلوا أبرياء المسلمين : بغير نفس !
بل بفسادٍ في الأرض !.. بل :
قد بلغ من فسادهم أن حملوا ضعاف النفوس والإيمان : على الرشوة
والاختلاس والسرقة : فقتلوا أو قــُتلوا .. فهؤلاء لهم نصيبٌ من ذنبهم ...
----
ويقول أيضا ً:
" ولا تقتلوا النفس التي حرم الله : إلا بالحق .. ومَن قــُـتل مظلوما ً: فقد جعلنا
لوليه سلطانا ً: فلا يُسرف في القتل : إنه كان منصورا‏ ً" الإسراء 33 ..
-------
وأيضا ً:
" يا أيها الذين آمنوا : كـُتب عليكم القصاص في القتلي : الحُر بالحُر .. والعبد
بالعبد .. والأنثي بالأنثي .. فمَن عُفيَ له من أخيه : فاتباعٌ بالمعروف : وأداءٌ
إليه بإحسان .. ذلك تخفيفٌ من ربكم ورحمة .. فمَن اعتدى بعد ذلك : فله عذابٌ
أليم‏ ..‏ ولكم في القصاص حياة ٌ: يا أولي الألباب : لعلكم تتقون " ..
‏البقرة‏ :178‏ - ‏179 ..
ووالله : ما سأل أحد المسؤلين عن أهالي قتلى التعذيب : هل أخذوا بقصاصهم
أم لا ؟!.. هل أخذوا بالدية أم لا ؟!..
بل يبدو أنهم قد افترضوا منهم أن ((العفو)) المذكور في الآية : حقا ًمشروعا ً
لهم : فأخذهم الله عز وجل بذنوبهم من حبيبهم العادلي لمباركهم ؟!!!..
ومَن يُدرينا .........
لعل ما حدث لمبارك وزبانيته وحزبه : كانت دعوة مؤمن ٍشهيدٍ كريم ٍعلى الله
عز وجل لتقواه : قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة !!..
فوالله : لحُرمة نفس المؤمن التقي النقي الواحد عند الله : لأعظم من حرمة
الكعبة نفسها !!!.. (جزء من حديث رواه الترمذي وصححه الألباني) ..
----------
يقول رسولنا الكريم :
" لزوال الدنيا : أهون عند الله من قتل رجل ٍمسلم " !!..
رواه مسلم والنسائي والترمذي .. وعند ابن ماجة بلفظ :
" لزوال الدنيا : أهون عند الله من قتل مؤمن ٍبغير حق " ..
وقد علمنا أن عدد مَن قتلوا في عهد مبارك وغيره : ربما بالآلاف والله
ظلما ًوعدوانا ً.. وهو ما دفع نفوسا ًلعدم الاحتمال أكثر !!..
فالله الله يا حُكام العرب والمسلمين في دماء المسلمين الأبرياء .. فالله تعالى
يُمهل : ولكنه أبدا ًلا يُهمل ..
------
وقال أيضا ًصلى الله عليه وسلم :
" لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن : لأكبهم الله في النار "
رواه الترمذي وصححه الألباني ..
-------
ولا يقولن أحدٌ أن مبارك : لم يكن يقتل بنفسه أو يُعذب أو يعتقل !!!.. لا والله :
كان يعلم بكل هذا : ولو من غير تفصيل ...
وقد ورد أن دم المقتول : لا يذهب سُدىً بمجرد تفرق جريمة قتله بين أكثر من
واحد !!.. لأن ذلك مدعاة لاشتراك النفر الكثير في قتل مسلم :
ظنا ًمنهم أن ذلك سيُسقط القصاص عنهم لكثرتهم !!!..
فجاء شرع الله ورسوله وخلفائه الراشدين بغير مُرادهم !!..
فيا اللـــــــــــــــه ........!
كم هي غالية نفس المؤمن والمسلم عند الله مالك الملك ...
وكم هي مبخوسة الثمن عند كل مَن طمس الله بصره وبصيرته عند أولئك الطغاة !
------
ولهذا :
فلا نستعجب عندما تربط (جبهة علماء الأزهر) مثلا ًبين تعاون مبارك وزبانيته
وحزبه على حصار المسلمين في غزة بجداره العازل وحتى طمس الأنفاق :
لا نستعجب عندما يربطون بين ذلك : وبين كفر مَن يتعاون على قتل مسلم !!!..
وإليكم البيان التالي : وهو آخر ما أختم به :
والله تعالى أعلى وأعلم .....
---------
جبهة علماء الأزهر :
مَن يُشارك في حصار غزة مرتد ولا يجوز دفنه في مقابر المسلمين ..

اعتبرت "جبهة علماء الأزهر"، أن كل من يشارك في حصار وتجويع الفلسطينيين
في قطاع غزة والتضييق عليهم "مرتدا وخارجا عن دين الإسلام"، استنادا إلى
فتوى أصدرتها لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، برئاسة مفتي الديار المصرية الأسبق
الشيخ عبد المجيد سليم في الثالث من يوليو عام 1947م الموافق 14 شعبان عام
1366هـ.

أكدت الفتوى التي استندت إليها الجبهة في تحريم وتجريم حصار الفلسطينيين في
غزة، أن العمل على إيذاء المسلمين الذي يتخذ مختلف الوسائل للتسلط عليهم
بالقوة أو الحيلة لإذلالهم وإخضاعهم لسلطان غير سلطان دينهم يعتبر أكثر شرا من
الذين يحادون الله ورسوله، وأن الإسلام والمسلمين منه براء.

وتابعت: أن من يفعل ذلك، فإن قلبه لم يمس شيئا من الإيمان ولا محبة الأوطان
ويكون مرتدا عن دين الإسلام، فيفرق بينه وبين زوجه، ويحرم عليه الاتصال بها
ولا يُصلي عليه، ولا يُدفن في مقابر المسلمين، حتى يفيء إلى أمر الله ويتوب توبة
نصوحا يظهر أثرها في نفسه وأمواله وأقواله وأفعاله.

وقالت الجبهة التي يرأسها الدكتور العجمي الدمنهوري، إنه لأمر مُضيع للكرامة
ومُحبط للعمل ومناف للإيمان ومستوجب نفي صاحبه من سجل أهل الإسلام أن
يأخذ المجرمون منا كل ما يشاءون (يقصد أخذ إسرائيل منا الغاز وحديد التسليح
كمثال لا الحصر) ، ونضن بحق الحياة على إخواننا وأبنائنا في فلسطين :
المنكوبين بنا !!.. وبأعدائهم !!.. وأعداء ديننا وربنا !!..

وأضافت: إن هذا الحصار المقيت لفلسطين، ليس له ما يبرره، خاصة وأن فلسطين
ليست بدار كفر ولا الفلسطينيين أعداء لنا، كما أن هذا الحصار ليس له ما يبرره
شرعا ولا عرفا أو حتى قانونا، حتى يتم استنفار جنود الأمن المركزي، ويتم إغلاق
أبواب الرحمة في وجوههم ونعاملهم معاملة لا نعامل بها المجرمين اليهود. وأشار
البيان إلى أن الحصار غير جائز شرعا إلا للكافرين.
-------------
أقول :
رحم الله سلطان العلماء العز بن عبد السلام : عندما عصى السلطان الصالح
إسماعيل في الشام (وهو ولي أمره) : عندما كان يُريد الاستعانة بالصليبيين
في حربه لابن أخيه في مصر السلطان الصالح نجم الدين أيوب : وأن يسمح
لهؤلاء الصليبيين الكفرة بدخول الشام لأخذ السلاح منها لقتل المسلمين !!!!..
فتصدى له العز بن عبد السلام بكل عزم ٍ: وأفتى المسلمين بعصيانه !!..
فهل كان العز بن عبد السلام أيضا ًمن الخارجين المارقين عن الدين بفعله ؟!
------
أرجو أن أكون قد دافعت عن رسالتي السابقة إليكم :
دفاع حق .. لا دفاع حظوظ نفس ..
دفاع دليل ٍوشرع .. لا دفاع هوىً وجهل ..
فما كان من صواب : فبتوفيق الله ومنه ..
وما كان من خطأ : فمني ومن الشيطان ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..