المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان من ثمار الحادي...تقييم معنى الثورة



عياض
02-12-2011, 08:05 PM
لا شك أن ما مسته ثورة مصر و قبلها بشكل أقل ثورة تونس في قلوبنا...استخرج قيم الالحاد منها...و جعلت كل من كان في صدق مع نفسه طول هذه المدة منكرا للخرافات و الجهل و الديماغوجيات في مجتمعه و لو بقلبه...يشم رائحة الكرامة و الحرية من خلف شاشات التلفاز...دون حتى النظر الى مخلفات هذه الثورة هل ستنتهي الى خير ام شير مما يحتاج معه لعقلاء يسيرون الدفة ...لكن أحسسنا بقيمة الانسان الملحد...علمنا جدوى أن تكون ملحدا ....رأينا رأي العين كيف أنه لم يقدنا الى ميدان التحرير الا ما في بذرة الالحاد من التمرد و الثورة على كل تقليد و كل عرف لا أساس له..و لا حقيقة له...و لا تأثير له على الواقع المادي اليومي المعاش و الذي ترتبط به مصائر طبقات الناس السفلى أكثر من غيرهم....

هذا الانسان الملحد المتحنث المعتزل في غار...الرافض لكل مظاهر الظلم للنفس و للناس في مجتمع طغت فيه جاهلية الأنانية و الالحاد السلبي من عبادة الأشخاص و الشخصيات من البشر ...نزولا بها الى عبادة الايقونات...و انحطاطا في الآخر لعبادة الحجر و البشر مخدرين تخديرا افيونيا عن ادراك اتجار سدنة هذا الالحاد السلبي و كهنته بالعوام و الكتل و الجماعات لتزيد و تربح تجارتهم...منفرين الناس عن الالحاد بهم و الكفر بهم و بعبادتهم ...و قاعدين بكل طريق امامهم للطريق الوحيدة للتحرر امامهم...من العبودية للوحيد الذي لا يخطئ و لا يظلم و لا يتحكم به و لا يلعب به و لا بأمره....سدو عليهم كل طرق الاتصال به...و ما وقفوا عليه من طريق ارسلوا عليه بلطجيتهم و عربجيهم ليقتلوا الناس عليه ..و ارسلوا عليه اعلامهم ليفسدوه او يكتموه او يلبسوا حقه بباطلهم حتى لا يميزه الناس....

هؤلاء الملحدون الايجابيون الأوائل الذي كان عامتهم من الشباب ...حين ثاروا على اولئك الملحدين السلبيين...في هجرة قدر لها كما قيل: ان تغير مسار الزمان و المكان و تغير وجه العالم....و أنا الآن أتفرج على ندوة احمد منصور من نفس ميدان التحرير حول تكييف هذه الثورة حتى لا تأكل أبناءها في بيان الثورة....و الخروج بدستور يضمن استقرار الجماعة المصرية و تحركها نحو التغيير الهادئ....
ذكرني بأول بيان ثورة واول نواة دستور وضع لهذه الجماعة الأولى من الثوار الملحدين بالجاهلية و بأزلامها و بأشخاصها...و كيف لرجل أمي لم يعرف مواطن الحضارة و لا تدرب على القيادة و لا علم التاريخ و لا الاجتماع .. أن يضع بنودا تقدمية لحد الآن تثير اعجاب الكثيرين من الملحدين السلبيين...و تثير شكوكا متهورة من ملحدين سلبيين آخرين جزموا باستحالة ان يكون هذا الرجل اميا او ان يكون لم ير بل و لم يمارس الحكم في الامبراطوريات في عصره مع ان دساتير هذه الامبراطوريات ما وصلت الى هذه التقدمية في تشريعاتها الملهمة لملايين الملحدين الايجابيين لحد الآن...و هؤلاء الملحدون الايجابيون يعلمون انه الحق من ربهم...من هذا الذي لا مصلحة له كمصالح البشر لاستعباد الناس و هو الغني عنهم و هو الضمانة الوحيدة لتحررهم الكامل من بعضهم البعض....ما أكد بضربة حجر واحد صدق هذا الأمي..في رسالته كما في نفسه...كما في قوله ان القلوب تفعل ما صدقت مهما طال الوقت...و أن الانكار بالقلب -و حقيقته الحاد بالمنكر- هو ايمان...و ان كان اضعفه...

هذا نص البيان الثوري الأول للملحدين الايجابيين الشباب الأوائل...فيها الاعلان الأول الأكثر نضجا للحقوق المدنية و الحريات العامة و فيها النص على فصل السلطات و استقلال القضاء و النص على سيادة القانون و تأكيد المعاني الانسانية الكبرى لهذا القانون من العدل و الكرامة و الأمن و الحرية الشخصية و اقرار الملكية الخاصة و العامة و حدودهما و رد الاعتبار الى ارادة المومنين جميعا و جعلهم كرجل واحد و حفظ حقوق الأقليات و اعلان دعم الدولة لكل الشعوب الخارجة عنها التي تسير في نفس طريق التقوى و التحرر ..

هذه الخطوة الدقيقة و المبدعة في آن ..وحمولتها التأكيدية على هوية الدولة و طبيعتها المستقبلية من الاعتماد على القانون لا على الأشخاص..هو ما سيضمن أحد اعلى انواع ادارة الاختلافات فيما بعد مما شهدته البشرية في تاريخها ..بين الحزبين الرئيسيين الممثلين لجماعة المسلمين ..الأنصار و المهاجرين ...و ان كان في طرق تفاصيل هذه الوثيقة ضعف على قواعد اهل الحديث ..لكن أصل الوثيقة صحيح مقطوع به...و تفاصيلها محتج بها اذ العمدة فيها على المتخصصين في السير و منهجهم لا على المتخصصين في علم الحديث.... أتمنى لكم ان تستمتعوا كما استمتعت:


بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم:
إنهم أمة واحدة من دون الناس.
المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى،كل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين وبنو ساعدة على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين،وبنو الحارث على ربعتهم يتعاقلون معاقلهمالأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين،وبنو جشم على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. وبنو النجار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين،وبنو عمرو بن عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. وبنو النُبيت على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. وبنو الأوس على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وإن المؤمنين لا يتركون مفرحاً بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل .
وأن لا يحالف مؤمن مولى مؤمن دونه.
وإن المؤمنين المتقين على من بغى منهم أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين وإن أيديهم عليه جميعا ولو كان ولد أحدهم.
ولا يقتل مؤمن مؤمناً في كافر ولا ينصر كافراً على مؤمن.
وإن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم.
وإن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس.
وإنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصرين عليهم.
وإن سلم المؤمنين واحدة،لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم.
وإن كل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعضاً.
وإن المؤمنين يـبيء بعضهم على بعض بما نال دماءهم في سبيل الله.
وإن المؤمنين المتقين على أحسن هدي وأقومه.
وأنه لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفساً ولا يحول دونه على مؤمن.
وإنه من اعتبط مؤمناً قتلا عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضى ولي المقتول.
وإن المؤمنين عليه كافة ولا يحل لهم إلا قيام عليه.
وإنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثا ولا يؤويه، وأنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل.
وإنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد .
وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين.
لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
وإن ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف،وإن ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عوف ،وإن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بن عوف ،وإن ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف، وإن ليهود بني الأوس مثل ما ليهود بني عوف،وإن ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف، إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
وإن جفنة بطن من ثعلبة كأنفسهم.
وإن لبني الشُطَيبة مثل ما ليهود بني عوف.
وإن البر دون الإثم وإن موالي ثعلبة كأنفسهم.
وإن بطانة يهود كأنفسهم.
وإنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد .
وإنه لا ينحجز على نار جرح.
وإنه من فتك فبنفسه فتك وأهل بيته، إلا من ظُلم.
وإن الله على أبر هذا.
وإن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وإن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم.
وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه.
وإن النصر للمظلوم.
وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة.
وإن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم.
وإنه لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها.
وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد رسول الله r.,
وإن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره.
وإنه لا تجار قريش ولا من نصرها.
وإن بينهم النصر على من دهم يثرب.
وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه فإنهم يصالحونه ويلبسونه وإنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين إلا من حارب في الدين على كل أناس حصتهم في جانبهم الذي قبلهم.
وإن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم على مثل ما لأهل هذه الصحيفة مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة.-قال ابن هشام ويقال مع البر المحسن من أهل هذه الصحيفة-.
وإن البر دون الإثم لا يكسب كاسب إلا على نفسه .
وإن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره.
وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم وآثم،وإنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة إلا من ظلم أو أثم.
وإن الله جار لمن بر واتقى ومحمد رسول الله صلى الله.