المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلفيون و كشف حساب الأزمة للشيخ عبد المنعم الشحاث



متروي
02-18-2011, 12:12 AM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فكما قررنا في موضوع سابق فإن العلاقة بيْن الدعوة وأبنائِها قائمةٌ على مَرجعيَّة الدليل في الأمور الشرعية، وعلى الثقة في المشايخ في الأمور الواقعية، لا سيما تلك التي يحتاج وزنُها إلى تقديراتِ القُوَى المتصارِعة.
ولكن بعد هدوء الأزمة لابد مِن تقديم "كشف حساب" مِن باب التعلم والنصح والمراجعة، وهذا كشف حساب لطريقة إدارة الدعوة للأزمة مِن وجهة نظري.. أعرضه على إخواننا الأفاضل رغبة في اتساع مداركهم الشرعية والواقعية، وفي ثنايا هذا الطرح سوف أجيب على بعض الاعتراضات التي استمعت إليها مِن عدد كبير من إخواننا.
أولاً: ترى الدعوة موقفًا مبدئيًا مِن المظاهرات أنها "مباحة الأصل"؛ إلا أن الغالب عليها مِن حيث التطبيق وجود مفاسد شرعية بدون مصالح، أو مع مصالح محدودة.
ومِن هذه المفاسد:
1- الشعارات الباطلة أو الغامضة.
2- وجود المنكرات، ومنها: التبرج، والغناء.
3- ارتفاع احتمال سفك الدماء والجراح فيها، وكذا الاعتقالات.
4- كما أن المحصلة التي عايشناها مع المظاهرات عبر عشرات السنين قبل الخامس والعشرين من يناير كانت تنتهي دون أن تحقق الحد الأدنى مما قامت لأجله، وأحيانًا بدون صدام ودماء، وأحيانًا مع صدام ودماء.
ومِن أمثلة ذلك:
مظاهرات التنديد بعمليات تزوير الانتخابات وغيرها. "راجع مقالة: وقفة مع المظاهرات".
وهناك بُعد آخر في موقفنا مِن المظاهرات، وهو: أننا نرى واجب الجماعات الإسلامية ككل هو: "حفظ الدين، وسياسة الدنيا بالدين"، ونحن نقوم بواجب حفظ الدين أكثر مِن غيرنا، ونشارك باقي الاتجاهات الإسلامية في التواجد في المجتمع قدر الممكن والمستطاع، بشرط ألا يتعارض مع حفظ الدين؛ لأنه أتم وأشرف، ولانصراف معظم الاتجاهات الإسلامية عن طلب العلم وتعليمه والرد على شبهات المخالفين، وهي الأسلحة الرئيسية لسد ثغرة حفظ الدين.
ومِن ثمَّ فإن أي مشاركة في عمليات سياسية أو مظاهرات تتطلب الإقرار بباطل مرفوضة أصلاً، وكذلك المشاركة التي تتطلب تغيرًا جذريًا في بناء الشخصية السلفية، وتكيفها مع دورها الأساسي في منظومة العمل الإسلامي.
إذن فعند وجود مظاهرات في قضية ما فلا يُتصور مشاركة الدعوة ككيان دعوي، اللهم إلا إذا كانت المعطيات مختلفة تمامًا، ولكن حتى مع عدم المشاركة فإن الموقف مِن المخالِف مِن الممكن أن يكون واحدًا مِن هذه الاحتمالات:
1- نهي الغير عن المشاركة حينما تكون المفسدة راجحة؛ بغض النظر عن المشارِك.
2- السكوت عن المشارِك حينما تكون المصالح والمفاسد متقاربة؛ فلا نحجر على مَن هم أدرى بالمظاهرات رؤيتهم في تقديرها، مع استمرار تغليبنا الدور الذي اخترناه لأنفسنا.
3- الثناء على المشارِك، وهذا في حالة الاقتناع بحصول مصالح مِن ورائها دون مفاسد معتبرة، في الوقت الذي قد تكون مشاركة السلفيين فيها تسبب مفسدة قد يوظفها الخصم.
ثانيًا: كتطبيق على القواعد السابقة فقد رأت الدعوة السلفية الثناء على الوقفات الاحتجاجية المتعلقة بأزمة: "الأخت كاميليا شحاتة"؛ نظرًا لغلبة الظن بعدم حدوث مواجهات في ظل كونها وقفات احتجاجية محددة المكان، ونظرًا لوجود حاجة ماساة آنذاك في إحداث توازن إعلامي مع متطرفي النصارى، ولم يتم التبني التام لها بناء على عدم الرغبة في تغيير صبغة الدعوة وواجبها الأول الذي هو "حفظ الدين".
ومِن ثمَّ فقد كانت الفعاليات الدعوية الرسمية عبارة عن: "مؤتمرات - وندوات - وكتابات"، ونحن نعلم أن مثل هذه الفعاليات لا ترضي عواطف الشباب المتأججة، ولكنها فيها معظم ما في المظاهرات مِن مصالح، ويمكن أن تمثِّل ضغطًا جماهيريًا في الأمور التي تقتضي موازين القوى فيها الاستجابة للضغط الجماهيري، وأما في حالة عدم ذلك؛ فتذهب المظاهرات سدى بينما يبقى البيان والإرشاد قائمًا -بفضل الله-.
ثالثًا: مظاهرات 25 يناير:
كانت الحسابات أن هذه المظاهرات ليس فيها أي جديد يقتضي تأييدها أو حث الإخوة على الخروج فيها؛ لا سيما وأن منظميها مِن شباب الإنترنت غير المهتم برأي القوى التقليدية -بما في ذلك الإسلاميين- في تحركاتهم، لا سيما وأن الإخوان كان لهم موقف سلبي للغاية مِن مظاهرات 6 إبريل حينما امتنعوا مِن المشاركة فيها ولو بصورة فردية، رغم أن المظاهرات مِن وسائل التعبير المعتمدة لدى الإخوان.
ومِن ثمَّ فقد كان الخطاب موجهًا للسلفيين بعدم المشاركة، وهو موقف تقليدي تلقـَّاه "الجميع" بصورة تقليدية.
ومِن الجدير بالذكر أن الإخوان ترددوا فأعلنوا عدم المشاركة، ثم أعلنوا المشاركة الرمزية وهو ما حدث فعليًا على أرض الواقع، ولم يكن خطاب تكتيكي كما يحلو للبعض أن يصوره.
والذي أريد أن أؤكد عليه هنا حتى لا يُعاد تقييم لموقف بناء على معطيات لم تكن موجودة في وقته، فمراعاة التسلسل الزمني للأحداث في غاية الأهمية.
الحاصل: أن تكييف هذه الحركة مِن وجهة نظر منظميها ومن وجهة نظر المراقبين كان أنها حركة احتجاجية مِن ضمن فعاليات احتجاج كانت ستصل إلى ذروتها في آخر الفترة الرئاسية للرئيس السابق حال إصراره على ترشيح ابنه، وربما حال إصراره على إعادة ترشيح نفسه.
وخرجت مظاهرات 25 يناير بطريقة غير متوقعة من أحد وبحجم هائل أظن لم يتصوره مَن نظموها أو دعوا إليها، فضلاً عن النظام؛ فضلاً عن غير هؤلاء، ومعها مطالبات دولية بعدم قمع المظاهرات، وأظهرت الشرطة المصرية محاولة كبيرة لضبط النفس، ولكن أفلتت منها بعض الحوادث، وانتهى اليوم وأعاد الجميع تقييم مواقفه.
فأما المتظاهرون: فقد قرروا إعادة التظاهر يوم الجمعة، ولوحظ حتى هذه اللحظة أن المتظاهرين لم يكن لهم أي مطالب محددة، ولا غاية عندها تنتهي المظاهرة مما يعني أنه يوم احتجاجي على موقف عام.
وأما الإخوان: فقد قرروا المشاركة بصورة أوضح هذه المرة دون أن يتصدروا المشهد، وأما البرادعي فقد قرر العودة والمشاركة بنفسه في المظاهرات.
أما النظام: فقد أعد لها العدة، وجيَّش القوات الخاصة في الميادين العامة، وأظهر "العين الحمراء"، وبإزاء ذلك حرصت الدعوة على إعادة تأكيد خطابها الرامي إلى عدم فتح باب لإراقة الدماء ثمنًا لتغيير نسبي دنيوي، لا يمكن أن يرقى إلى التغيير الذي تنشده الصحوة الإسلامية ككل. "راجع مقال: يا عقلاء الأمة.. أدركوا البلاد قبل فوات الأوان".
وأما بالنسبة للمشاركة فيها مِن قِبَل الدعوة فقد كان الموقف يميل إلى الرفض لاعتبارين:
الأول: "ظهور البرادعي في المشهد": وقد يرى البعض أنه أهون شرًا مِن النظام السابق؛ بينما نرى أن ولاءه "التام" لأمريكا دون وجود رصيد تاريخي بالانتماء لأي مؤسسة قومية عسكرية أو مدنية، ومعلوم دوره في حرب العراق وتصريحاته المستفزة، وتبنيه لكثير مِن الطلبات المتطرفة لأقباط المهجر، وقضية النوبة، والتي يقف فيها معهم ضد نظام الحكم آنذاك.
الثاني: أن تكشير الداخلية عن أنيابها كان واضحًا وسافرًا، واحتمال التعامل القمعي مع المظاهرات، نعم خرجت مطالبات دولية مؤكِّدة بعدم استعمال القمع مع المتظاهرين، ولكن التاريخ القريب يقول: إن هذا النظام استخدم القمع مع أكثر فئات المجتمع حصانة "القضاة"، وأجهض حركتهم الاحتجاجية مِن قبل، ولم تزد التصريحات الدولية عن الشجب المعتاد.
رابعًا: جمعة الغضب 28 يناير:
خرجت المظاهرات كما أعلن نفس "نشطاء الإنترنت" مع تواجد إخواني لا بأس به، ووقعت صِدامات عدة، وحصل ما حذرنا منه مِن سفك الدماء التي تصب الزيت على النار، وفوجئ الجميع بانسحاب قوات الشرطة تزامنًا مع تحركات منظمة وذات قيادة تتحرك بصورة سريعة وتروِّع الناس.. سرعان ما اتجهت إلى أقسام الشرطة، وإلى مقار الحزب الوطني، وإلى بعض المباني الحكومية، وحدثت كثير مِن الاشتباكات بينهم وبين الشرطة، وانتهت الحصيلة بأكثر من 300 قتيل، وآلاف الجرحى في يومٍ واحد لم نرَ مثله.
وانتهى اليوم بإعلان حظر التجول في: "القاهرة، والإسكندرية، والسويس"، وإعلان نزول الجيش الشارع، وقطع رئيس أركان القوات المسلحة زيارته إلى أمريكا، وعودته الفورية إلى مصر، وسيبقى هذا اليوم مِن أغمض أيام التاريخ، وما حصل فيه سيظل لغزًا -ما شاء الله له أن يكون-!
قد يقول قائل: المهم أنه آل إلى نهاية سعيدة.. نقول: لا بأس.
ولكن لابد مِن التحذير هنا مِن أمرين:
الأول: إعادة تقييم المواقف السابقة بناء على أمر نادر لم يكن يمكن التنبأ به مع الأخذ في الاعتبار أن الذي حدث كان انسحابًا، وليس انهيارًا؛ وإلا فإن الشرطة التونسية -والتي كانت تواجه تحركًا شعبيًا شاملاً، وليس نابعًا مِن بعض نشطائه كما الحال في مصر- صمدت شهرًا كاملاً قبل أن تنهار.. هذا مع الأخذ في الاعتبار العدد الرهيب لقوات الشرطة المصرية.
الثاني -وهو أخطر-: بناء رؤى مستقبلية بناء على هذه الفلتات التاريخية.
عمومًا.. يتحدث البعض عن رغبة لدى الشرطة في أن تدفع بالبلطجية لينوبوا عنها في القمع حتى لا تتعرض لحرج مع القوى العالمية.
وتتحدث جريدة الأهرام في عددها الصادر الأحد 14-2-2011 عن خلاف بين الرئيس السابق ووزير داخليته انتهى بتعليمات بنزول الجيش؛ مما أثار غضب وزير الداخلية السابق، والذي قرر إحراق البلاد!
كما يتحدثون عن رغبة الجيش في الوفاء بعقيدته القتالية، واتفاقاته الدولية مِن أنه يحمي الدولة لا النظام السياسي -وإن كان على رأسه رجل عسكري-.
القدر المتاح مِن المعلومات في نهاية يوم الجمعة: أن الجيش في طريقه للنزول؛ لحفظ الأمن وليس للتدخل.
وأن عناصر مخربة تعيث في الأرض فسادًا؛ بينما قرر المتظاهرون الدخول في اعتصام مفتوح في ميدان التحرير.
وظهرت أمريكا بقوة على سطح الأحداث، وتوالت البيانات والتصريحات مِن البيت الأبيض، وتمت اجتماعات في السفارة الأمريكية مع كثير مِن القوى السياسية.
خامسًا: السبت 29 يناير:
وفي ظل هذا الموقف المتأزم، وتعرض أرواح الناس وأموالهم ووسائل عيشهم للخطر، وفي ظل الضبابية الشديدة.. تحولت المسألة مِن حركة شبابية محدودة تمثل جزءًا مِن حركات احتجاج متصاعدة تجاه الفساد الإداري في الدولة والتوريث إلى أزمة مجتمع، بل إلى ثورة حقيقية.
وصار هناك عدة مشاهد رئيسية:
الأول: في ميدان التحرير، والمظاهرات الأخرى في باقي المحافظات، والتي بدأ الإخوان في تصدر المشهد التنظيمي لها مع التأكيد على الحفاظ على وجهها الشعبي، وعدم رفع أي شعار إسلامي؛ حتى "شعار الاسلام هو الحل" كان ممنوعًا! ومَن رفعه عومل غاية الشدة مِن رفاقه قبل غيرهم!
وزاد الأمر سوءًا برفع شعارات تمثل انحرافات عقدية: كـ"الهلال مع الصليب"، وغيرها..
الثاني: في النظام الذي أدرك متأخرًا جدًا أن هناك شيء ما يجري على أرض مصر يستحق الالتفات!
الثالث: مشهد عامة الناس الذين عانوا مما ذكرنا مِن معاناة.
وفي هذا السياق تحركت الدعوة في محاور:
الأول: استمرار توجيهها ككيان دعوي لأفرادها بعدم الحضور؛ لأن المتظاهرين لا يريدون هوية إسلامية، والسلفيون يحافظون على الهدي الظاهر، ومِن ثمَّ فهويتهم مميزة، ولا شك أن ظهور السمت السلفي الظاهر حتى يغلب على المظاهرات كان يمكن أن يؤدي إلى "هلع عالمي" ربما أدى إلى فقد الضغط العالمي نحو عدم استعمال القوة؛ فكان غياب السلفيين بهديهم الظاهر يصب في حماية المظاهرات في الحقيقة لا في إجهاضها.
كما أن السلفيين لا يمكن أن يصبروا على هتافات مِن نوعية: "يحيا الهلال مع الصليب"، ومنكرات الاختلاط المحرم وغيره... بالإضافة إلى وجود ساحة هامة مِن ساحات العمل، وهو حفظ الأمن الداخلي.
الثاني: عدم التعرض للمتظاهرين بالنهي، ولا بالتأييد شعورًا بعدم جدوى النهي أو التأييد في هذه المرحلة، فكل قد حدد موقفه.
الثالث: التصدي لمحاولة حفظ الأمن الداخلي مِن الحراسة إلى توفير السلع الغير متوفرة، وتوفير الوقود وخلافه. "راجع بياني الدعوة رقم: (1) و(2)".
وهنا لابد مِن التوقف عند نقطة هامة:
فقد شارك كثير مِن غير الإخوة، بل ممن لهم سابقة فساد في هذا الأمر، ولكن كان التوجيه والضبط في الأعم الأغلب للإخوة -بفضل الله-، بل إن كثيرًا مِن الأشقياء كان إذا وجد نفسه منفردًا في الشارع أرهب المارة، وفرض الإتاوات؛ فكان وجود الإخوة ضروريًا جدًا.
سادسًا: مرحلة الثورة:
وعلى أي بدأ النظام في الاستجابة البطيئة جدًا للحدث؛ بدأت بإعلان إقالة الوزارة، ثم تعيين نائب، والتعهد بعدم الترشح لفترة قادمة، ثم التعهد بعدم ترشح ابنه بعده.
ورغم أن هذه التنازلات لم تكن ترد في أذهان المتظاهرين -ولو على سبيل الحلم-؛ إلا أنها لم تُرض طموحهم.. وهنا ظهر "مصطلح الثورة" متزامنًا مع شعار: "الشعب يريد إسقاط النظام".
وبدأت بعض الرموز السلفية في أكثر مِن مكان تحض أتباعها على المشاركة في هذه الثورة أملاً في تقليل الشر والفساد.
وقد تفاعلت الدعوة مع هذا التطور.. فكان:
1- اعتبار تأمين الجبهة الداخلية جزءًا مِن هذه الثورة فات الثوار فعله؛ لأنهم لم يخططوا ولم يدبروا.
وعدم وجود هذا الدور كان كفيلاً بإجهاض الثورة، وتحولها إلى حرب أهلية بين الطبقات الفقيرة التي ملت وأصبحت تُصرِّح بأن حياتها في ظل نظام ظالم أولى مِن الموت جوعًا أو هلعًا.
ونتيجة شعور الدعوة بهذا النبض ألمحت في أكثر مِن مناسبة إلى أن الخروج مِن الأزمة بسرعة أمر هام، وإن لم تتحقق كل طلبات الثوار والتي بدت وكأن بعض الفضائيات والتصريحات الدولية هي منبعها؛ مما كان يُخشى معه أن تكون هناك محاولات لدفع البلاد إلى الفوضى العارمة.
2- الثناء على مَن خرج بنية التغيير إلى الأفضل، وعد قتلاهم -مِن أهل الإيمان- مِن الشهداء -بإذن الله-. "راجع بيان الدعوة رقم: (3)"، و"بيان من الهيئة الشرعية لحماية الحقوق والحريات بشأن الأحداث" رقم (1) و الذي وقَّع عليه رموز "الدعوة السلفية" بالإسكندرية.
3- تقديم مطالب شرعية عبر المقالات والمؤتمرات.
4- تجييش الأمة لمنع العالمانيين مِن قطف ثمرة هذه الثورة؛ لا سيما مسألة: "إلغاء المادة الثانية مِن الدستور، أو تعديلها".
ومِن الواضح أن هذه الأهداف تتعارض مع الاشتراك الفعلي في المظاهرات؛ بالإضافة إلى الموانع الأخرى، وإن كانت هذه الأهداف خدمت الخروج مِن هذه الثورة بأقل خسائر وأكبر مكاسب. راجع: "توصيات المؤتمر السلفي بالإسكندرية".
وبعد الأحداث:
رأت الدعوة أنه إن كان مِن مصلحة فسوف يستفيد منها الجميع، وإن كان مِن مفسدة؛ فلابد وأن يواجهها الجميع.
وقد شرعت الدعوة -بحمد الله- في مواجهة مَن يحاولون إحداث تقهقر في النظام التشريعي القائم؛ بـ"حذف المادة الثانية مِن الدستور أو تعديلها".
وهي الحملة التي أحدثت صدى كبيرًا، وأوجدت وعيًا لدى جمهور الأمة بهذه القضية، ولم تقتصر الحملة على التصدي لمنع تعديلها؛ وإنما تناولت نظام الحكم في الإسلام، وطالبت بتطبيقه، كما تناولت تفعيل هذه المادة لتكون حاكمة على كل القوانين، وليس فقط القوانين التي استجدت بعد تعديل هذه المادة لعام 1980م.
هذا وقد انتقد بعض الدعاة الأفاضل وبعض مرتادي المنتديات الإسلامية هذه الحملة، وتركزت اعتراضاتهم في الآتي:
1- أن هذا الدستور غير شرعي جملة وتفصيلاً، فوجود هذه المادة وعدمها سيان.
2- أنها معطلة، فما فائدة الدفاع عنها.
3- أنه لم يتكلم أحد على إلغائها أصلاً، فلم إثارة البلبلة.
4- أننا الآن في مأمن من تعديلها بعد تشكيل اللجنة، وما ضمته من رموز مدافعة عنها.
5- أن التعديل لابد وأن يعرض في استفتاء، فإذا عرض تكلمنا حيئذ.
ومع كامل احترامنا للشيوخ الأجلاء الذين يتبنون هذا الرأي، وللإخوة الأفاضل المتفاعلين معه في المنتديات فإننا نوجز ما نراه بشأن هذه الاعتراضات، وقبل هذا نؤكد أن تصدي الشيخ نصر فريد واصل وغيره من علماء الأزهر بجانب الدكتور "محمد يسري" وغيره من رموز السلفية، ثم انضمام شيخ الأزهر الحالي يحتم على مَن يرى أن لا خطر أن يعيد حساباته، وإلا فما نظن أن الأزهر كمؤسسة رسمية يمكن أن تخاطر بالدخول في الحلبة لولا ما لمسته من تحرش حقيقي بمحاولة صياغة دستور عالماني قح، وليس فقط تعديل أو الغاء هذه المادة.
من موقع أنا السلفي

د. هشام عزمي
02-18-2011, 03:14 AM
تكملة:
وأما المسألة الأولى فإني لأعجب ممن خرج في الثورة من باب إسقاط شخص مع بقاء نظام الحكم، بل مع احتمال تطور نظام الحكم إلى مزيد من العلمنة، ثم لا يرضى إلا بدستور إسلامي كامل وإلا فلا!
ومع ذلك فنحن حينما تحركنا والثورة ما زالت إما أن تزيل الرئيس وإما ان تُباد -لا بعد أن فاتنا قطار الثورة كما قال البعض- تحركنا لأننا رأينا العالمانيين قد شحذوا المدي من أجل هذه المادة، فتحركنا رافعين شعار عدم اللوم والعتاب والمسئولية الجماعية، فنرجو أن تكون هذه هي الروح الحاكمة للجميع.
ومن رجع إلى تصريحاتنا في ظل التسلط الأمني وقبل هذه الثورة يجد أننا صرحنا أكثر من مرة أن المادة الثانية من الدستور لها أهمية قصوى في منع المزيد من التدهور التشريعي، ووجودها له أهمية كبرى في طبيعة علاقة الإسلاميين بالدولة.
ونحن لا نجامل ولا نسمي الباطل حقًّا، ولكن نصف كل شيء بما يستحقه، ونقول أن دولة بنص دستورها على مرجعية الشريعة حتى لو لم يطبق أهون شرًّا بكثير مما تريده بنا الثلة العالمانية، ولكل مسألة حكمها.
وأما مسألة كونها معطلة فغير صحيح؛ بل بحسب تفسير المحكمة الدستورية العليا تسري على القوانين التي سنت بعدها، لا التي سنت قبلها، ونحن نطالب بتفعيلها على ما مضى من قوانين، وهذا لا يتأتى إلا بتثبيتها بطبيعة الحال.
وقد وقفت هذه المادة -بفضل الله تعالى- حائط صد أمام توصيات مؤتمرات السكان في وقت كانت الحركة الاسلامية فيه مشلولة بالقبضة الأمنية الحديدية.
وأما من يظن أنه لم يتكلم أحد على إلغائها فربما لم يصل إلى علم القائل بهذا أن المنادين بها ليسوا أقباط المهجر فحسب؛ بل وأيمن نور الذي صرح بأنه يريد العودة إلى دستور 23، والبرادعي، ومجموعات ممن يسمون أنفسهم مثقفين تملأ دعواتهم السهل والوادي، واستفزت شيوخ أزهريين كما أسلفنا.
وأما أننا في مأمن الآن بعد تشكيل اللجنة فكلام صحيح إلى حد كبير، ولكن لابد من الانتباه إلى عدة أمور:
1- أن حملتنا بدأت قبل تشكيل هذه اللجنة، ولا أريد أن اقول أنها ساهمت -بفضل الله- بخروجها بهذا الشكل.
2- أن هذه اللجنة تحتاج إلى زخم شعبي حتى لا تتهم أنها راعت أيدولوجيات أعضائها وليست الإرادة العامة للشعب.
3- أن المستشار طارق البشري يقود هو الآخر حملة إعلانية فردية للدفاع عن أهمية المادة الثانية، وهذا ما يؤكد الحاجة الماسة لذلك.
4- أن المتربصين بهذه المادة يطرحون عمل دستور جديد بعد انتهاء الفترة الانتقالية.
وأما كون أن المادة سوف تطرح في استفتاء عام فهذا يؤكد أهمية التحرك المبكر، لا سيما وهو متاح.
بالإضافة إلى أن هناك أمرًا في غاية الخطورة؛ وهو ما نقلته "رويترز" عن من أسمتهم بمجموعة من المثقفين المصريين الذين يقترحون عمل دستور جديد عن طريق جميعة تأسيسية مختارة، وليس عن طريق استفتاء شعبي، مما يعني أهمية وجود حركة استباقية مبكرة.
وفي النهاية: هذه المؤتمرات وإن جعلت الحد الأدنى لمطالبها هو عدم المساس بالشريعة الاسلامية؛ فإن تفاصيل القضايا التي تقال فيها أشمل من ذلك بكثير -بفضل الله تعالى-، ففيها تُشرح قضية "إن الحكم إلا لله"، وتُبين محاسن الشريعة، ويُبين عور العالمانية.
وفي النهاية: طالَبَنا المؤيدون للتظاهر أن نكف عن النهي عنها طالما أننا لا نرى المشاركة، وقد استجبنا لذلك وزيادة، فهل نأمل من إخواننا الأفاضل الذين يرون هذه المؤتمرات والندوات -التى تشرح قضية "إن الحكم إلا لله"، وتبين محاسن الشريعة، وتبين عور العالمانية، وتجعل الحد الأدنى لمطالب الجمهور هو عدم التقهقر للخلف- أنها إضاعة للوقت والجهد، و لكنها في النهاية لا يتوقع منها مفسدة، فهل من الممكن أن تتسع الصدور لذلك حفاظًا على روح الأخوة الإيمانية؟
وأما شكل المرحلة القادمة؛ فالدعوة تتابع المستجدات أولاً بأول، وتدرس الواقع، ويسرها أن تستفيد بآراء ونصائح وتوجيهات أبنائها، بل وعموم المسلمين عبر البريد الخاص بموقعي: "صوت السلف"، و"أنا السلفي".
www.anasalafy.com
موقع أنا السلفي

زينب من المغرب
02-18-2011, 05:34 PM
ما أصدق التاريخ حين تسطره أيد أمينة.

وعجبي ممن يريدها علمانية أنه إما:
* لم يستفد من تجربة علمنة بلد بكامله( تونس) أدت إلى قلبها على رأس ساحرها.
* أو أنه يحب استهلاك التجارب الفاشلة هلعا من الإسلام أو ملأ للفراغ الناتج عن صعوبة تفهمه للأوضاع ( دليل ضعف في تسيير المواقف الحاسمة وهذا بالتأكيد لا حاجة لنا به).
* أو أنه يريدها فتنة مشتعلة على الدوام.
والله القادر على رد كيد الظالمين.

بارك الله في إخواننا ونسأل الله لهم العون والسداد في كل مكان وزمان

tarek1
02-18-2011, 06:42 PM
المقال يوضح الكثير من النقاط وافضل ما قرات في توضيح موقف السلفية
لا احد يسنكر عليهم عدم المشاركة اذا كانو يرون ان هناك اختلاط وان المفاسد اكبر من المصالح لكن المشكلة في نهي الناس وتثبيط همم الثائرين ..
واحمد الله ان القنوات السلفية التي عادت بعد الثورة كانت مغلقة وقتها والا لأجهضتها في مهدها!
السلفيون يفتقدون لفهم الواقع وفهم البعد السياسي وبعد النظر للامور..

ومِن الجدير بالذكر أن الإخوان ترددوا فأعلنوا عدم المشاركة، ثم أعلنوا المشاركة الرمزية وهو ما حدث فعليًا على أرض الواقع، ولم يكن خطاب تكتيكي كما يحلو للبعض أن يصوره.
هذا كلام خاطئ المرشد العام صرح قبل 25 يناير بالمشاركة لكن ليس بشكل حزبي فالاخوان يشاركون بصفتهم جزء من الشعب..


وأما بالنسبة للمشاركة فيها مِن قِبَل الدعوة فقد كان الموقف يميل إلى الرفض لاعتبارين:
الثاني: أن تكشير الداخلية عن أنيابها كان واضحًا وسافرًا، واحتمال التعامل القمعي مع المظاهرات
هل هذا ذنب المتظاهرين ام النظام القمعي؟
وكيف تتوقع الحصول على الحرية بدون تضحيات؟

السؤال لو كان السلفيون يعلمون بكل سيناريو الاحداث كما حصلت هل سيكون موقفهم مختلفاُ؟!!

أمَة الرحمن
02-18-2011, 06:53 PM
واحمد الله ان القنوات السلفية التي عادت بعد الثورة كانت مغلقة وقتها والا لأجهضتها في مهدها!

و أنا أقول: لولا توفيق الله لهذه الثورة لربما ما عادت هذه القنوات المُباركة أصلاً. :):


السلفيون يفتقدون لفهم الواقع وفهم البعد السياسي وبعد النظر للامور..

كلامك فيه تعميم مخلّ يا أخي الفاضل.


السؤال لو كان السلفيون يعلمون بكل سيناريو الاحداث كما حصلت هل سيكون موقفهم مختلفاُ؟!!

و هل يعلم القدر إلا الله؟؟؟

الواجب أن نحسن الظن بإخواننا و علمائنا الكِرام، و إن كان لابد من النصح فلا داعي للتشنيع و كيل الإتهامات.


اخوتي، نحن الآن في مرحلة مصيرية لن نتجاوزها بسلام إلا اذا طبقنا قوله تعالى: (و اعتصموا بحبل الله جميعاً و لا تفرقوا).

tarek1
02-18-2011, 07:42 PM
يعلم الله اني احب كلا الخير لهم واحترم علمائهم..
لكن المواقف في مثل هذه الازمات لا تعوض
والخطأ الاول قد يكون الاخير ..
ولا انتقدهم الا لاني اعلم ان فيهم كل الخير
اسال الله ان يوفقهم

أبو مريم
02-18-2011, 07:47 PM
المنتسبون إلى السلف فى بلادنا الآن ليس لهم برنامج سياسى للأسف الشديد ولا يعدو دورهم دور المحذر والمهدئ والإخوان هم المعول عليهم الآن.

حسن المرسى
02-18-2011, 10:31 PM
.. توضيح ...
هذه المسائل قتلت بحثاً ..
وليس عدم مشاركة السلفيين فى السياسة .. قلة فى العقل ..
ولا قلة فى الديانة ..
ولا قلة فى القدرة ...
ولا خوفاً من حكومة ..
ولا إنعداماً للوعى ..
ولا سذاجة .. ولا بلاهة .. ولا أناس طيبون .. مالهومش فى السياسة ...
ولا قلة تأثير فى الشارع
بدليل قول تارك

واحمد الله ان القنوات السلفية التي عادت بعد الثورة كانت مغلقة وقتها والا لأجهضتها في مهدها!

والجميع يعلم أنهم القوة الأكبر التى تستطيع التأثير فى الشارع المسلم بكل فئاته

.............................................
وإنما مراعاة لمنهج التغيير الربانى ... حتى يغيروا ما بأنفسهم ..
ووقوفاً عند الثوابت
وضناً بالإسلام أن يتلوث بالمداهنة .. والتنازلات ..
وتوضيحاً لعفن اليمقراطية والمجالس النيابية الكفرية .. التى لا ينكر فيها المنكر ..
.....
ولو شئتم الإستزادة لزدتكم ...
............................................
ولا داعى أن أسرد لكم من تنازلات من خاض السياسة .... ما يودى به الى الكفر البواح
و الدعوى إلى الجاهلية الصريحة ...
ويبدوا أن البعض علق على المقال قبل أن يقرأه .... ولم يقرأه بعد أن علق ...
والله المستعان ..
توضيح ... ليس موقف كل السلفيين هو إعتزال العمل السياسى كليةً
وإنما بميزان المصالح والمفاسد ..
وإن وجدت مصلحة راجحة فى المشاركة .. فربما تكون هى الحل ..
توضيح آخر ... عدم إنتظام الصف السلفى فى مصر يرجع بالأساس الأول إلى ظروف أمنية تمنع أى تواصل بين الرموز ..
وأى خروج لهم عن نطاقهم الجغرافى ..
بالإضافى إلى تكسير شديد لرموز الصف الثانى ...
تنبيه أخير ... لا داعى لأن يدعى أحد .. أنه هو من قام بهذه الثورة وهو صاحبها وأنه هو من تسبب بنجاحها ..
ولم أكن أريد أن أذكر هذا ..
لكن للعلم حينما شاركت .. حدث أكثر من مرة أن جائنى بعض التابعين لتيارات أخرى وقالوا ..
لماذا تشارك .... هذه المظاهرة بتاعتنا إحنا ..
هوا الخروج على الحاكم بقى مباح ولا أيه ..؟
موش الشيخ بتاعكم قال لكم ما تطلعوش ..؟
وكانوا يستقصون الإخوة ويسمعونهم نفس الكلام والله المستعان ...
وفى النهاية ... لا داعى للمزايدة على السلفيين وإظهارهم بمظهر المقصرين ..
فلقد علم القاصى والدانى .... أنهم واقعياً الأغير على دين الله والأشد إلتزاما بتعاليمه ..
ولو شئتم لقلنا
لماذا لم يخرج البعض فى الوقفات الخاصة بالأخت كاميليا شحاته ..
وهى لها هدف إسلامى بحت ..
ومطالبة بالحرية ورفع الظلم ...
أم الأن الأمر سياسة غير شرعية ..
وهل لو تكررت ستخرج مئات الآلاف التى زعمت غيرتها على الدين ووفائها له وفقهها للمصالح الشرعية ...؟

حسام الدين حامد
02-18-2011, 11:06 PM
توضيح ... ليس موقف كل السلفيين هو إعتزال العمل السياسى كليةً

كنت أبحث عن هذه في مقال الشيخ عبد المنعم حفظه الله، وهي كفيلة برد كل طاعن، فالسلفيون ليسوا هم فلان وفلان وحدهم، ولذلك ما كان ينبغي أن توزع البيانات باسم "الدعوة السلفية" و "الجماعة السلفية"!! لأن هناك من ساداتنا من العلماء الفقهاء السلفيين -داخل وخارج مصر- من رأى الخروج في المظاهرات من أول يوم أو من يوم الجمعة، وهناك من رأى خلاف ذلك كذلك، فمن لنا بطائفة أو تيار أو مذهب فكري لم يختلف معتنقوه على الخروج من عدمه من أول الأمر؟!!


المنتسبون إلى السلف فى بلادنا الآن ليس لهم برنامج سياسى للأسف الشديد ولا يعدو دورهم دور المحذر والمهدئ والإخوان هم المعول عليهم الآن.

النظر في السلبيات هو أول خطوات الإصلاح، ولذا أستبشر خيرا بما يأتي إن شاء الله..

وجزاكم الله خيرا.

أبو المظفر السناري
02-18-2011, 11:18 PM
..وإنما مراعاة لمنهج التغيير الربانى ... حتى يغيروا ما بأنفسهم ..
ووقوفاً عند الثوابت
وضناً بالإسلام أن يتلوث بالمداهنة .. والتنازلات ..
وتوضيحاً لعفن اليمقراطية والمجالس النيابية الكفرية .. التى لا ينكر فيها المنكر ..
.....


وهذا هو الذي عيَّ على كثير من الأفهام فهمه، وغربت دونهم أقمار أعلامه وشمسه!
يأبى البعض إلا أن ينال من القوم بأي طريقة؛ إشفاء لغيظ مسبق، وحنق قديم لا يحيق إلا بأهله!
وأعلام السلفية الذين يلغ الوالغون اليوم في أعراضهم؛ هم أول من ندَّد بالظلم وأهله قبل أن يخلق الله شباب الثورة كلهم! فضلا عمن يشدو الآن بشدوهم؟ بدءًا من أعلامهم كعبد الحميد كشك حتى أبي إسحاق الحويني.
أعلام السلفية: هم الذين دفعوا الثمن غاليًا لأجل كلمتهم الحق للحاكم الظالم، في حين كان كثير من الشانئين اليوم عليهم تراهم راقدين أمام أجهزة الإعلام لمتابعة فيلم : ( خللي بالك من زوزو ) أو مشاهدة مسرحية : ( شاهد ما شَفْشِ حاجة )؟
أعلام السلفية: لا يزال الآلاف منهم الآن يعانقون جدران السجون والمعتقلات، قد عفت عليهم الأزمان وهم في محبسهم صابرون محتسبون والله لا يحب الفساد.
أعلام السلفية: هم الذين فقدوا أرواحهم وأبنائهم؛ بغير جريرة اقترفوها إلا كلمة حق نطقوا بها في حين غفلة من أهل مصر جميعا إلا من رحم الله ربي!
فاسألوا ( معتقل القلعة ) و ( أبي زعبل ) و سجن ( لاظوغلي ) وسراديب أمن الدولة المنتشرة في أقسام المدائن المصرية.
سلوها كم اختلط ترابها بدماء الأطهار من أهل السنة؟ وكم زُهِقتْ ثمة أرواح من تلك الأنفس المطمئنة؟
فأي دمع ما سُجِم؟ وأي أصل ما جُذِم؟ وأي ركن ما هُدِم؟ وأي فضل ما عُدِم؟
ومن نَكَد الأيام: أن يكون رموز الثورة جماعة ما كانت يقظتهم إلا ابنة الوقت ونتيجة الساعة! ولولا أن الله قد شاء زوال مبارك منذ الأزل القديم ما استطاعت قُوَى الدنيا أن تسعى لذلك قط؟
منذ أيام سمعت وائل غنيم - المتحدث الرسمي باسم الثورة - وهو ينفي عن نفسه أن يكون بطلا! ويقول بأنه ما فعل شيئا؛ وإنما كان نائمًا اثني عشر يومًا خلال فترة اعتقاله!
وعندما خرج هذا الفتى: توَّجه الأكثرون تاج المجد والبطولة؛ لأجل اثني عشر يوما نامها - كما يقول - في حين أني كنتُ أعرف والد فتى ممن كنت أحفظه القرآن لا يزال معتقلا قد مضى على سجنه أكثر من خمسة وعشرين عامًا؟
هؤلاء: هم الأبطال المنسيون، والعمالقة المغمورون، وما ضرهم أن لا يشعر بهم أحد سوى رب العالمين، ولا أوحشهم أن أغفلهم الزمان إلا أنهم عند الرحمن في مقام مكين؟

أبو مريم
02-18-2011, 11:21 PM
النظر في السلبيات هو أول خطوات الإصلاح، ولذا أستبشر خيرا بما يأتي إن شاء الله..

وجزاكم الله خيرا.

الثورة لا زالت فى بدايتها يا دكتور هناك دور عظيم ينبغى القيام به فلتفتح المساجد ولينشر القرآن والعلم وليخرج الدعاة إلى الطرقات وعلى المقاهى لم يعد ثمة عوائق الآن أمام الدعوة .

متعلم أمازيغي
02-19-2011, 03:21 PM
مشكلة السلفية مع السياسة ليست حديثة، فرموزها لهم دائما قدرة كبيرة على التعبئة، لكنهم مع ذلك لا يملكون أي مشروع سياسي.
فإذا أردنا أن نعرف سر هذا المشكل فلنعد إلى التاريخ و كتب السياسة الشرعية، و قد لخص الشيخ علي عبد الرزاق مشكلتهم في كتابه "الإسلام و أصول الحكم" . إن السلفية تعتمد على الأثر فقط، و باب الاجتهاد فيها قليل، على الرغم من نجاعة منهجها، لذا فإذا علمنا أن نصوص الكتاب و السنة التي تنظم الشأن السياسي قليلة جدا -و الحكمة من ذلك معروفة، و هي أن السلطة السياسية زمانية متغيرة، تتغير باختلاف الزمان و المكان- فليس غريبا بعد ذلك أن تخلو كتابات العلماء السلفيين من مشاريع سياسية مهمة..
بل رأيت من الفقهاء السلفيين المعاصرين من يرى في تغيير الأنظمة بدعة، مبررا ذلك بإن هذا لم يكن في عهد النبي (ص)، و كأن هذا الفقيه لا يعلم أن البدعة لا تطلق إلا على الأمور التعبدية، أما في الأمور الدنيوية فالأصل في الأشياء الإباحة، و الاجتهاد و الابتداع فيها فرض كفائي..

عياض
02-19-2011, 03:53 PM
لكنهم مع ذلك لا يملكون أي مشروع سياسي.
يجب عدم التعميم هنا...و خاصة في الحقب الزمنية...فما من مشروع اسلامي متزن ظهر في العقود البعيدة الا و كان اصله سلفيا سواء من جماعة الاخوان او جماعة التحرير او جماعة النور او غيرها من الجماعات التي تعاطت السياسة بشكل مباشر...و المشكلة ان الدعم القوي للجناح الداعي لاعتزال السياسة بعد فتنة حرب الخليج هو الذي جعل السلفيين يظهرون بهذا المظهر حتى اصبح الكثيرون من المنتسبين للسلف لا يجرؤون على التصريح بالمخالفة مخافة اختلاط الآراء و الدفع الى مزيد من الفرقة...لكن الحق ان شعلة الثورة و التمرد المتزن كان اقطابها تابعون للمنهج السلفي منذ ايام الشيخ محمد بن عبد الوهاب...بل لا أعرف عالما من ايام الاستعمار كان ثائرا و داعيا الى نبذ الظلم الا و اتصل بسبب ما بفكر الدعوة السلفية او عاضا على اصل من اصولها من رفض التقليد او الرجوع الى السنة او الولاء للمومنين و البراءة من الطواغيت..
اما بالنسبة للمنتدى..فمما يملأني فخرا به...أن هذه الرؤية المتأخرة من الشيخ حفظه الله ...قد قال بها أعضاء كثر من هذا المنتدى عند بداية الثورة و قالوا ان كلا الفريقين من السلفيين و الاخوان المجيزين او المانعين وراء قوله مصلحة لو التزم الاجتماع و نفروا من التدابر و الفرقة لحققوا انواع المصالح للناس و لأنفسهم و للثورة أيضا..وارجعوا الى اوائل المشاركات و سترون...و الحمد لله على هذا الوعي المتزن ..

حسن المرسى
02-19-2011, 04:01 PM
نت أبحث عن هذه في مقال الشيخ عبد المنعم حفظه الله، وهي كفيلة برد كل طاعن، فالسلفيون ليسوا هم فلان وفلان وحدهم، ولذلك ما كان ينبغي أن توزع البيانات باسم "الدعوة السلفية" و "الجماعة السلفية"!! لأن هناك من ساداتنا من العلماء الفقهاء السلفيين -داخل وخارج مصر- من رأى الخروج في المظاهرات من أول يوم أو من يوم الجمعة، وهناك من رأى خلاف ذلك كذلك، فمن لنا بطائفة أو تيار أو مذهب فكري لم يختلف معتنقوه على الخروج من عدمه من أول الأمر؟!!
.. للعلم أخى الكريم هذا هو موقف دعاة الدعوة السلفية منذ اليوم الأول ...
وفى يوم جمعة الغضب ..29 2 2011 مررنا أمام بيت أحد كبار العلماء وكان واقفاً امامه .. وقال شاركوا .. ربنا يبارك ..
وفى اليوم التالى شدد الشيخ ياسر فى ندوة حضرها الآلاف اما مسجد التقوى
على أن تتسع صدور الإخوة للخلاف الذى يجرى فى صفوف السلفيين حول المشاركة من عدمه .
وأعرف كثيراً من الإخوة ممن حضر كلمة الشيخ ثم خرج بعدها مباشرة لمسجد القائد إبراهيم .. وكنت منهم ...
لكن مصطلح .. الدعوة السلفية ... فى الأسكندرية هنا مصطلح مشهور ..
لأن الدعوة منظمة شيئاً ما ... وليس بقوة نظراً للضغوط الشديدة التى لا يعرفها الأخ طارق كمثال حول هذا الأمر ..
وحينما تطلق الإسم .. تعنى به تياراً معيناً يضم بين صفوفة من لا يتعصب لرأى أو قول أحد من المشايخ بعلمهم ..
ومنهم الكثير من الإخوة الذين خرجوا فى المظاهرات فى يوم جمعة الغضب وقبله ..
لكن التسمية هذه ليست إحتكاراً للسلفية ... ولا تعصباً لأفراد ... وإنما فقط تمييز ..


مشكلة السلفية مع السياسة ليست حديثة، فرموزها لهم دائما قدرة كبيرة على التعبئة، لكنهم مع ذلك لا يملكون أي مشروع سياسي.
فليس غريبا بعد ذلك أن تخلو كتابات العلماء السلفيين من مشاريع سياسية مهمة..
مع إحترامى الكبير أخى الكريم ..
لكن يبدوا أنك تجهل السلفية أيضاً ..
والبعض يظن أنه لكى تغير المجتمع وتصلح الناس تحتاج الى منهج سياسى معقد وأسفار مكتوبة .. وخطط مرسومة .. وكوادر تعمل فى الخفاء ..
لكن (( وبدون تبسيط لطبيعة الصراع ))
منهج الرسل والأنبياء فى التغيير كان أوضح .. وأسهل .. وأنجع .. وأقصر ..
قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن إتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين ..
الأمر ليس مععقداً ولا معلقاً بالأسباب كما تتصور ..
بل إن الله قال .. ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون
وقال وإستفتحوا وخاب كل جبار عنيد ..

وإلا فمن من الحركات الإسلامية كان يتوقع ماحدث فى مصر ويخطط له ..؟
وماذا كانت خطة نبى الله نوح لنشر الإسلام بين قومه ...
وما هو التخطيط الإستراتيجى الذى تبعه موسى عليه السلام ليأخذ مصر من يد الفرعون ..


لست أعنى تبسيطاً للأمر .. ولكن أعنى نفى التعلق بالأسباب ..
وإلا فالسلفيون هم من ينشر الإلتزام فى المجتمع ..
وهم من يعطونه صبغته الإسلامية ..
وهم من يحافظ على ثوابته العلمية والأخلاقية
وهم من يكونون اللبنة التى سيصلح الله بها الأمة إن شاء الله ...
وهم من رفع قضية حاكمية الشرع حينما تركها الجميع ..
............. و والله ثم والله ثم والله قسماً غير حانث أنه لن تنتصر الأمة ويمكن لها إلا عن طريق منهج الأنبياء ..
الدعوة .. والإخلاص ...وإتباع السنة ...
وكل ما خالفها .. لن يكتب له النجاح ... والأيام بيننا ...


و قد لخص الشيخ علي عبد الرزاق مشكلتهم في كتابه "الإسلام و أصول الحكم" . إن السلفية تعتمد على الأثر فقط، و باب الاجتهاد فيها قليل،
والله لا أعرف الشيخ الفاضل ..
لكن المشكلة أن البعض يتصور السلفيين هؤلاء من المريخ ..
ولا يرون الواقع ..
وكأن أدمغتهم من الصخر وتفتقد للذكاء والخبرة والحنكة والعلم ..
وهذا من السذاجة بمكان ... بحيث يقترب من فكرة الملحدين عن المسلمين ....

ملاحظات :
السلفية هى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة
لا يحكم على السلفية شخص بعينه بل هى منهج
كلام العالم لا يحتج به وإنما يحتج له ..
دع عنك أدعيائها ففى كل قوم من يتطفل عليهم ..
لا نرى لحكام امذاهب الوضعية طاعة ولا ولاية ..
ولا يحتج علينا بمن رأى لهم ..

متعلم أمازيغي
02-19-2011, 04:17 PM
يجب عدم التعميم هنا..

لعلي لا أقصد ما ذهبت إليه يا أخي عياض، فالأمر أكبر من ذلك بكثير، المسألة تتعلق بتراث سياسي لأمة كلها، و ليس بواقع السلفيين في مصر أو في العالم الإسلامي ككل..
و من وقف على كتاب الشيخ علي عبد الرزاق يعلم ما أقصده و سيعتصر قلبه ألم كبير، فالأمة الإسلامية لم تعرف إلا شكلا واحدا للحكم (قبل سقوط الدولة العثمانية و تفكيك العالم الإسلامي في اتفاقية سايكس بيكو)، هذا الشكل هو الخلافة، و هي التي كان لها أثرا سلبيا جدا على الأمة الإسلامية.
و كل العلماء الذين تحدثوا في السياسة الشرعية لا نجد في كتاباتهم أي جديد، و شخصيا ك"متطفل" على كتابات العلماء في السياسة الشرعية، وقفت على كتب كثيرة منها السياسة الشرعية لابن تيمية و الأحكام السلطانية للماوردي، و مع ذلك وجدت أنهم لم يأتوا بجديد في المجال، بل نجدهم أحيانا يساندون عن وعي أو عن غير وعي الاستبداد (الحكم لمن له القوة و الشوكة) و يشرعنون توارث الحكم، البدعة التي سنها معاوية بن أبي سفيان عندما أخذ البيعة لابنه يزيد بالعنف و العسف كما روى البخاري..
فأنا أعتقد أن هذه الثورة جاءت في غير وقتها، إذ إن هذا التغيير لا بد أن يسبقه تغيير فكري ثقافي، فنحن مازلنا عالة على ما كتبه أجدادنا في هذا المجال، و هو لا يكفي و لا يوفي، كان على هذه الثورة الشعبية أن يسبقها ثورة ثقافية و نهضة فكرية، بالضبط كما وقع في الثورة الفرنسية، التي رسمت لنفسها مسارا واضحا من خلال كتابات مونسكيو وروسو و غيرهما من مفكري النهضة..
هذا ما أقصده..
أما بخصوص التغيير في هذه اللحظة الراهنة فإن موقف السلفية لخصه الشيخ (....)


متابعة إشرافية.

د. هشام عزمي
02-19-2011, 04:54 PM
مشكلة السلفية مع السياسة ليست حديثة، فرموزها لهم دائما قدرة كبيرة على التعبئة، لكنهم مع ذلك لا يملكون أي مشروع سياسي.
فإذا أردنا أن نعرف سر هذا المشكل فلنعد إلى التاريخ و كتب السياسة الشرعية، و قد لخص الشيخ علي عبد الرزاق مشكلتهم في كتابه "الإسلام و أصول الحكم" . إن السلفية تعتمد على الأثر فقط، و باب الاجتهاد فيها قليل، على الرغم من نجاعة منهجها، لذا فإذا علمنا أن نصوص الكتاب و السنة التي تنظم الشأن السياسي قليلة جدا -و الحكمة من ذلك معروفة، و هي أن السلطة السياسية زمانية متغيرة، تتغير باختلاف الزمان و المكان- فليس غريبا بعد ذلك أن تخلو كتابات العلماء السلفيين من مشاريع سياسية مهمة..
بل رأيت من الفقهاء السلفيين المعاصرين من يرى في تغيير الأنظمة بدعة، مبررا ذلك بإن هذا لم يكن في عهد النبي (ص)، و كأن هذا الفقيه لا يعلم أن البدعة لا تطلق إلا على الأمور التعبدية، أما في الأمور الدنيوية فالأصل في الأشياء الإباحة، و الاجتهاد و الابتداع فيها فرض كفائي..
أخي الفاضل ، يا ليتك تتكلم بعلمٍ وفقهٍ بدلاً من ترديد كلام العلمانيين ، فعلي عبد الرازق الذي تستشهد به هو من نفس جنس قاسم أمين ، وكتابه (الإسلام وأصول الحكم) إنما قصد فيه الطعن في مشروعية الخلافة الإسلامية ، وأن لا دليل من الكتاب والسنة على ضرروة الخلافة ، وأنها قامت على القهر والغلبة ، وأنها ليست ضرورية لإقامة شعائر الدين ، وأن جمع الرسول صلى الله عليه وسلم بين الرسالة والحكم كان خاصًا به وحده دون خلفائه ، وأن نظم الإسلام وتشريعاته لا تكون أركان الدولة المدنية الحديثة ، وأن رياسة النبي صلى الله عليه وسلم رياسة دينية شخصية انتهت بوفاته ، وأن حروب الردة حركة سياسية لا شأن لها بالدين !! وقد صدر هذا الكتاب بعد إلغاء مصطفى كمال أتاتورك للخلافة العثمانية بقليل ، ويظهر فيه كثيرًا التأثر بالمستشرقين وكتاب (الخلافة وسلطة الأمة) الذي أصدره الكماليون في تركيا . وقد تمت محاكمة المؤلف أمام هيثة كبار العلماء فأصدرت حكمها الشهير الذي يقضي ((بإخراج الشيخ على عبد الرازق أحد علماء الجامع الأزهر والقاضي الشرعي بمحكمة المنصورة الابتدائية الشرعية مؤلف كتاب (الإسلام وأصول الحكم) من زمرة العلماء)) ، وقد انتقد الكتاب الكثير من علماء الأزهر في الصحف والمجلات ، وهناك عريضة منشورة ضده من انتقادات مفصلة في أعداد (المنار) ، وأشهر ما ألف في الرد عليه كتاب السيد محمد الخضر حسين الذي صار شيخًا للأزهر فيما بعد .

عياض
02-19-2011, 04:55 PM
لخصه الشيخ (....)
و هذا الذي حذرتك من التعميم فيه...و أشرت و الاشارة كانت اولى ان تنبهك الى ما وراءها...أما مؤسسة الخلافة فأنت تعمم ايضا...و نفس من ذكرت ابن تيمية و الماوردي كانت لهم خرجات امر بالمعروف على حكامهم ...هؤلاء كان كلامهم عن الخروج على الحاكم المتغلب بالسيف...أي باصطلاحنا السياسي الخروج بالعنف...و هو كما تعرف مرفوض من الأغلبية الساحقة التي تعاطت السياسة في أيامنا...فهذا بالعكس دليل على رجوعهم الى النظرة السلفية في تقدير المصالح في هذه الأمور..و الا فلن تجد من رموز السلفية القدامى من ابن خزيمة الى الشوكاني من يدعي الاجماع على السكوت باللسان على الحاكم الظالم..سواء كان متغلبا او مختارا بشرعية ...و أصولهم في السياسة الشرعية متنوعة ليست على هذا التعميم الذي ذكرته...بل فرقوا بين الحاكم المتغلب و الحاكم المبايع...و لهم في ذلك تقعيدات معروفة ..أما الشيخ علي عبد الرزاق فرغم انه في كتابه أتى بباطل من التعميم اقامت عليه العلماء بحق..لكن هو نفسه في الحق الذي ذكره في كتابه كان متأثرا بتأثير السلفية في نبذ التقليد و الولاء و البراء الذي وصله من شيخه الامام محمد عبده و الذي كان متأثرا بدوره بحركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب على العثمانيين...فالمسألة ليست بهذه البساطة التي تتناولها..و قد قلت لك قديما ان ترجع الى الأصول الأولى للقرون الثلاثة حتى ترى الحق في مذهب الاسلام نفسه ...و بحسبه يتحدد السلفي...سواء كان اسمه اخوانيا او تبليغيا او أشعريا او سلفيا او ماكان...فالعبرة بموافقة اجماع هؤلاء المشهود لهم بالفضل للتلقب بالسلفي...لا قول ابن تيمية و لا قول ابن عبد الوهاب و لا قول الألباني و لا قول عبد الرزاق و لا محمد عبده و لا غيرهم....

أبو مريم
02-19-2011, 04:57 PM
أقول إن المنتسبين إلى السلف ليس لهم فى بلادنا مشروع سياسى وهذا يختلف عن المذهب السلفى الذى يمثله أحمد بن حنبل وابن تيمية وأئمة السلف والذين صنفوا فى السياسة الشرعية ونظم الحكم وساهموا بدور فعال فى الحركة السياسية فى عصرهم.

أبو القـاسم
02-19-2011, 05:14 PM
السلفية أوسع من أن تحصر في بعض الرموز..! هذه جناية تنم على جهل كبير بالواقع والعلم الشرعي نفسه
ماذا عن الحركات السلفية خارج محيط مصر ..إن كانت المسألة ببعض الرموز..فانظروا مثلا تجربة الشيخ العلامة سفر الحوالي,,وكتاباته في تشخيص أمراض الأمة وجهوده في محاولة علاجها ومن آخرها مشروعه الكبير في إنشاء الحملة العالمية لمقاومة العدوان وفيها علماء من كل بقاع المعمورة ولم تسمح لهم أي دولة بعقد لقاء سوى تركيا!..وجهود جميع علماء الصحوة في الجزيرة كالشيخ ناصر العمر وغيره ,وكيف أجهضت كل مشاريعهم ,والحركة السلفية في الكويت ..ورئيسها السابق الشيخ حامد العلي ..إلخ هذا وغيره في العالم , لا يعرفه من يدعي على السلفية ,..فإنما أتي من قلة اطلاعه وبعدم معرفته بحقيقة المنهج السلفي الذي يجمع بين تأصيل التوحيد والاعتقاد والعلم والجهاد والعبادة وفهم السنن الإلهية والاعتبار بالتاريخ وبين فهم الواقع ولكن ما يزال الواقع أكبر منهم والثمرة مازالت في طور النضج ..نعم نجحت الحكومات في خلق بعض التوجهات المنسوبة للسلفية التي عكرت على المسيرة ..وكدرت صفاء المشرب والمنهج ,حتى جعلوا السلفية أنواعاً!! والله المستعان ,وذلك في التسعينات في ظروف معروفة,وما زلنا نعاني من آثارهم..

حسن المرسى
02-19-2011, 05:20 PM
أقول إن المنتسبين إلى السلف ليس لهم فى بلادنا مشروع سياسى وهذا يختلف عن المذهب السلفى الذى يمثله أحمد بن حنبل وابن تيمية وأئمة السلف والذين صنفوا فى السياسة الشرعية ونظم الحكم وساهموا بدور فعال فى الحركة السياسية فى عصرهم.

وهذا الغياب للمشروع السياسى ... إن صح
ليس كما يظن البعض أنه نقص أو جهل أو سطحية
أو عدم فهم للواقع .. أو رجعية وتقليد وجمود ..
هذا مقال للشيخ عبد المنعم يوضح فيه رأى (( بعض )) السلفيين للمشاركة السياسية
وإجتهادهم فيه ..


السياسة.. ما نأتي منها وما نذر

كتبه/ عبد المنعم الشحات.



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،



تعتبر قضية موقف السلفيين من "السياسة" من أكثر الموضوعات إثارة للجدل والنقاش بين أبناء الدعوة السلفية وغيرهم من أبناء الحركات الإسلامية الأخرى، ذلك لأن السلفيين يتركون كثيراً من صور السياسة التي تتبناها تيارات إسلامية أخرى، منها ما عرف باسم تيار "الإسلام السياسي"، نظرًا لأنه يرى المشاركة في النظام السياسي المعاصر في بلاد المسلمين بل وفي بلاد الكفر أيضًا، وهذا الاصطلاح في حد ذاته هو أحد أسباب اللبس في هذه القضية، حيث يظن البعض أن له مفهوم مخالف، فيظن أن الآخرين هم أنصار "الإسلام غير السياسي"، وهذا مفهوم خاطئ تماماً؛ لأن الخلاف إنما هو في صلاحية المشاركة السياسية لأن تكون طريقاً لتطبيق دين الله -عز وجل- في الأرض.



وكثير من أبناء حركات "الإسلام السياسي" تدرك هذا الأمر جيداً، ولكنهم يعودون فيستدركون على السلفيين أنهم لا يتكلمون في أمور سياسية أخرى هامة كالسياسة الاقتصادية ومظاهر الانحراف فيها، والكسب غير المشروع، والاستيلاء على المال العام والرشوة والمحسوبية و.... إلى قائمة طويلة من الموضوعات التي تعتبر عند كل مشتغل بالسياسة من أبجديات "السياسة"، وفي واقع الأمر أن هذا النوع من القضايا السياسية فرع على اختيار المشاركة السياسية فمن اختار الدخول في هذه الحلبة، فلابد وأن يبدأ من مقاعد المعارضة التي تجمع كل هذه الانحرافات عن المثال النظري الوضعي، والذي قد يكون بدوره موافقاً للشرع أحياناً كما يكون في غاية البعد عن شرع الله أحياناً أخرى.



وأما من لم يختر هذا الطريق فليس من الحكمة تضييع وقته في تتبع هذه الجزئيات التي لا تنتهي.



والدعوة السلفية إذ ترى أهمية التركيز على إصلاح الأفراد وتربيتهم تربية إيمانية صحيحة مستمدة من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة مع تصفيتها من شوائب الشرك والبدع القديمة منها كالعقلانية والحديثة كالعلمانية، مع الربط بين هؤلاء الأفراد للتعاون فيما بينهم للقيام بأي صورة ممكنة من صور أعمال الأمة وفروض الكفايات، ترى أن الخوض في جزئيات "السياسة" التي يعنيها هؤلاء هو نوع من تضييع الأعمار والأوقات وانصراف عن واجب الوقت من "التصفية والتربية" إلى أمور هي أشبه بأحاديث السمر، بيد أن أحاديث السمر يقطع بها الليل وهذه الأحاديث يقطع بها العمر.



ناهيك عن الأثر السيئ الذي تتركه في نفوس كثير من عوام المسلمين وهم يبحثون بدورهم عن "شماعة" يعلقون عليها تكاسلهم عن نصرة دين الله، وإلا فتدبر في تعاطف عوام المسلمين مع "غزة"، وكيف انقلب إلى سخط عام لما قيل لهم: "أهالي غزة يريدون احتلال سيناء"، وبلغ الحنق "الشعبي" على أهالي غزة مداه لما قيل لهم: "إنهم اشتروا البضائع بنقود مزورة".



وأقرب من هذا: ادخل مع أي واحد من عوام المسلمين في حوار عن دور "الفنانين والفنانات" في إفساد الشباب تجد نفسك أمام خطيب مفوه لا يبقي لك بعده مقالاً، فإذا حاولت على استحياء أن تدير دفة الحديث إلى أننا نحن عامة المسلمين الذين ندفع لهم، وأننا جمهورهم الذي لولاه لما استمر هؤلاء، تجده يقلب لك ظهر المجن، ويحدثك عن الوسطية والاعتدال، أوعلى الأقل أنه لا يستطيع أن يمنع نفسه فضلاً عن غيره من مشاهدة كل ما يلتقطه جهاز التلفاز، وأن التبعة في ذلك تقع على من سمح به، ويدير دفة الحديث إلى فاصل نقد سياسي آخر وهكذا.



إذن فالخطاب السلفي الدعوي موجه في المقام الأول إلى المدعو، وما يجب عليه هو علماً وعملاً، ولا يخفى على أحد أن جمهور الدعوة هم عوام الناس، ولا يعني هذا أن من ملك نصيحة لغيرهم أن يكتمها، بل يجب عليه توجيهها، وحينئذ سوف يراعى فيها أنها خطاب لهذا المسئول أو ذاك لا خطاب عنه، وبينهما من الفروق ما يدركه كل من له أدنى إلمام بلغة الخطاب الدعوي فضلاً عن السياسي.



وهذا لا يعني خلو الخطاب السلفي من السياسة، بل الخطاب السلفي يتناول السياسة الشرعية من جهة التأصيل العلمي العقدي الذي يعرف عند السياسيين بالأيدلوجيا، وهي أهم مما سواها من المنظور الشرعي والمنظور السياسي على حد سواء.



فقضية الحاكمية التي تحتل مساحة واضحة ضمن مسائل الاعتقاد السلفية، وقد اعتراها الكثير من الخلل من جراء ممارسات جماعات "الإسلام السياسي" وقبولها بمبادئ الديمقراطية، بل والعلمانية الصريحة أحياناً كما في تركيا، فضلاً عن قبولهم بمبادئ القانون الدولي.



وهذا بالإضافة إلى أن مفهوم الحاكمية قد تحول كنتيجة إلى التركيز على العمل السياسي إلى انتظار الناس إلى أن يطبق الشرع عليهم، والشرع الذي يتشوف الناس إليه هو محاكمة كبار السراق والمرتشين، وأما الشهوات التي يقعوا فيها، وهي ممنوعة شرعاً، فلم يوطنوا أنفسهم على تركها مثل الغناء والموسيقى والتبرج، فضلاً عن التزام الصلاة في وقتها وغيرها، بل أصبح أصحاب الإسلام السياسي يصرحون بأن هذه الأمور لن يزيدوا فيها حال وصولهم إلى الحكم عن الدعوة والترغيب دون الإلزام والعقاب.



وقضية الحاكمية أوسع من هذا بكثير وهي تشمل اعتقاد المسلم بلزوم أن يستمد كل اعتقاداته وتصوراته وعبادته ومعاملاته على مستوى الفرد وعلى مستوى الأمة، كما قال -تعالى-: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)(النساء:65).



والدعوة السلفية في سبيل تقريرها لهذه العقيدة الأساسية يخوضون حرباً فكرية ضروساً مع هؤلاء العلمانيين الذين هم أولى الناس بالدخول في قوله -تعالى-: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ)(البقرة:11)، بينما ترى كثيراً من جماعات الإسلام السياسي أن أي معارض للفساد الواقع هو مصلح، مصلح وإن كان الذي يدعو إليه اشد فساداً وإفساداً.



وكذلك عقيدة الولاء والبراء والتي ترسم السياسة الإسلامية الداخلية والخارجية، والرابطة الجامعة التي يجب أن تنضوي الأمة تحت لواءها.



وبعد العقيدة يأتي دور الفقه في تقرير التفاصيل التشريعية التي ينبغي أن تطبق في باب العبادات والأخلاق وفي باب المعاملات والذي يرسم الخطوط العامة للسياسة الإسلامية الاقتصادية والاجتماعية والجنائية، وكل هذه الأمور مفصلة في كتب الفقه في أبواب البيوع والزواج والجهاد والحدود والجنايات والقضاء وغيرها.



وهذا لا يعني أن الخطاب السياسي السلفي نظري محض، بل كلما وجد في الواقع قضايا تحتاج على تجلية الميزان الشرعي الصحيح لها يكون البيان بفضل الله -تعالى- كما كان في حرب الخليج الأولى والثانية، وكما هو الحال في الموقف من حصار غزة، ومحاولة العلمانيين تقديس الحدود المصطنعة في رابطة الأخوة الإيمانية يكون البيان على قدر الممكن والمستطاع بفضل الله -تعالى-.



ومن هنا فقد جانب الصواب ذلك الشيخ السلفي الذي نقلت عنه جريدة "المصريون" الإلكترونية دون أن تصرح باسمه أنه لما سئل في مجلس خاص عن عدم سبب كلامه عن موضوع غزة، أجاب بأنه لا يتكلم في السياسة؛ لأن هذه المسألة لاسيما مع كثرة الشبهات فيها، لابد وأن تدخل في أولويات الدعوة إلى الله على منهج أهل السنة والجماعة.



وإن كان من عذر الرجل الذي ضنت علينا الجريدة باسمه، هو أنه نسب هنا اختيار شخصي له، ولعله يرى أن غيره قد كفاه وإن بقيت العبارة موهمة.



إلا أن الصواب أكثر مجانبة لمحرر الجريدة الذي سمح لنفسه بأحد خيارين أحلاهم مر: إما أن يكون قد اختلق الخبر، وإما أن يكون قد خان أمانة المجالس الخاصة -والمجالس بالأمانة كما بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.



والأدهى من ذلك أن ينشر الخبر بصورة توحي أن هذا هو موقف "شيوخ السلفيين"، مما يخالف الحقيقة، ومن هنا يتضح أننا بحاجة أكبر إلى فهم أصول السياسة الشرعية قبل الخوض في أي عمل عام، ولو كان تحرير صفحة مقتطفات الأخبار في جريدة "إلكترونية".



نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل.

حسن المرسى
02-19-2011, 05:28 PM
نعم نجحت الحكومات في خلق بعض التوجهات المنسوبة للسلفية التي عكرت على المسيرة ..وكدرت صفاء المشرب ,حتى جعلوا السلفية أنواعاً!! والله المستعان
وهذا هو المشاهد ... وبعض التيارات الإسلامية والعلمانية تحاول ترسيخ هذه الصورة ..
ويحاولون دائما خلق نوع من الإقتران بين السلفية و أشخاص مثل
محمود لطفى عامر وغيرهم .. الذى كان يفتى بقتل البرادعى وأيمن نور لأنهم خوارج
ويرى أن التسعة المرشحين ضد مبارك فى الإنتخابات الأخيرة آثمون شرعاً ..
لكن من العسير أن نرى من إخواننا من تنطلى عليه هذه الدعاية الرخيصة ..
ويروج لصورتهم المغلوطة على أنها السلفية ..
وقد قلت ..

ملاحظات :
السلفية هى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة
لا يحكم على السلفية شخص بعينه بل هى منهج
كلام العالم لا يحتج به وإنما يحتج له ..
دع عنك أدعيائها ففى كل قوم من يتطفل عليهم ..
لا نرى لحكام امذاهب الوضعية طاعة ولا ولاية ..
ولا يحتج علينا بمن رأى لهم ..

عياض
02-19-2011, 05:43 PM
لا أظنكم وقعتم على مراد الأخ الأمازيغي فالمشروع السياسي المتكامل لا يكون بمجرد تطوير الخطاب..بل يكون ببناء نظريات متكاملة من القانون الى السياسة الى علوم الاجتماع ...هو مشروع متوقف من ايام ابن تيمية و ابن خلدون...و كل من اتى من بعد كانت محاولات اصلاحية جزئية لا ترقى الى العمق المطلوب بالرجوع الى القرون الأولى...و لكن لا اختصاص للسلفيين بهذا...فهو غائب في معظم الحركات الاسلامية..بسبب سياسة تجفيف المنابع و اعدام المهتمين بهذا الأمر و ملاحقتهم كالشيخ عبد القادر عودة...او حتى اسقاط الأنظمة التي يرى فيها ضوء و امل للعودة لتأسيس مثل هذا المشروع واقعيا...و لكن التأكيد على ان هذا الضعف لا اختصاص للسلفيين به...بل توشك ان تكون كل المحاولات لتأسيس مثل هذا المشروع المقاصدي قد قام بها سلفيون او متأثرون بهم...و البقية انما تذهب الى تقليد النموذج الغربي الليبرالي الديموقراطي..

متروي
02-19-2011, 06:02 PM
و نفس من ذكرت ابن تيمية و الماوردي كانت لهم خرجات امر بالمعروف على حكامهم ...هؤلاء كان كلامهم عن الخروج على الحاكم المتغلب بالسيف...أي باصطلاحنا السياسي الخروج بالعنف...و هو كما تعرف مرفوض من الأغلبية الساحقة التي تعاطت السياسة في أيامنا.

لا يمكن أبدا إنزال كلام إبن تيمية في السمع و الطاعة في عصور لم تكن فيها وسائل ضغط ووسائل قانونية للعزل و لم تكن فيها لا إنتخابات و لا وسائل إعلام على هذا العصر إذ لو كان معاصرا لنا لأفتى حتما بوجوب إستعمال هذه الوسائل السلمية و القانونية في عزل الحاكم خاصة و أن هذه الوسائل مما أتاحها الحاكم نفسه .

د. هشام عزمي
02-19-2011, 06:06 PM
لا أظنكم وقعتم على مراد الأخ الأمازيغي فالمشروع السياسي المتكامل لا يكون بمجرد تطوير الخطاب..بل يكون ببناء نظريات متكاملة من القانون الى السياسة الى علوم الاجتماع ...هو مشروع متوقف من ايام ابن تيمية و ابن خلدون...و كل من اتى من بعد كانت محاولات اصلاحية جزئية لا ترقى الى العمق المطلوب بالرجوع الى القرون الأولى...و لكن لا اختصاص للسلفيين بهذا...فهو غائب في معظم الحركات الاسلامية..بسبب سياسة تجفيف المنابع و اعدام المهتمين بهذا الأمر و ملاحقتهم كالشيخ عبد القادر عودة...او حتى اسقاط الأنظمة التي يرى فيها ضوء و امل للعودة لتأسيس مثل هذا المشروع واقعيا...و لكن التأكيد على ان هذا الضعف لا اختصاص للسلفيين به...بل توشك ان تكون كل المحاولات لتأسيس مثل هذا المشروع المقاصدي قد قام بها سلفيون او متأثرون بهم...و البقية انما تذهب الى تقليد النموذج الغربي الليبرالي الديموقراطي..

مراد الأخ متعلم أمازيغي واضحٌ لا مواراة فيه يا أخي الحبيب ؛ وهو أن الإسلام ككل يخلو من المشروع السياسي !
فالمشكلة - عنده - تتعلق بتراث الأمة كلها ، وليس السلفيين أو المعاصرين فحسب ..
وأن السياسة الشرعية لا تصب إلا في صالح تأسيس الخلافة وترسيخ الاستبداد وتوريث الحكم .. إلخ ..
فكلامه واضحٌ في أن المشكلة في الأمة وتراثها لا في السلفيين أو المتأخرين فحسب ..
والله المستعان .

أبو القـاسم
02-19-2011, 06:09 PM
كلامي موجه لمن يرى في السلفية سلبية مغيبة عن فهم الواقع السياسي ومتابعته..والتفكير في حلول في إطار الوسع والمتاح
وليس عن المشاريع السياسية بمعناها الشمولي..التي ما تزال بحاجة إلى وقت ,مع توسيع دائرة التعاون بين الأطراف الإسلامية

عياض
02-19-2011, 06:23 PM
لا يمكن أبدا إنزال كلام إبن تيمية في السمع و الطاعة في عصور لم تكن فيها وسائل ضغط ووسائل قانونية للعزل و لم تكن فيها لا إنتخابات و لا وسائل إعلام على هذا العصر إذ لو كان معاصرا لنا لأفتى حتما بوجوب إستعمال هذه الوسائل السلمية و القانونية في عزل الحاكم خاصة و أن هذه الوسائل مما أتاحها الحاكم نفسه .
بل قد قام بالانكار السلمي اخانا الكريم...واقعة المزي...واقعة التظاهر على حكام دمشق في تخاذلهم اما التتار و محاولتهم التطبيع و تسليم البلد...مظاهرته ضد النصيرية ..و كثير غيرها من الوقائع السلمية في الانكار و حشد الجماهير للانكار على الحكام...كان يأمر فيها الحشود من الفرسان المماليك المتؤيدين له ان يكفوا أيديهم عن أمراء الدولة و شرطها ممن تعرضوا له بالضرب...فليس السمع و الطاعة عنده باطلاق كما هو عند بعض الناس يميتون فيها كل وسائل التغيير الممكنة...

متروي
02-19-2011, 06:35 PM
بل قد قام بالانكار السلمي اخانا الكريم...واقعة المزي...واقعة التظاهر على حكام دمشق في تخاذلهم اما التتار و محاولتهم التطبيع و تسليم البلد...مظاهرته ضد النصيرية ..و كثير غيرها من الوقائع السلمية في الانكار و حشد الجماهير للانكار على الحكام...كان يأمر فيها الحشود من الفرسان المماليك المتؤيدين له ان يكفوا أيديهم عن أمراء الدولة و شرطها ممن تعرضوا له بالضرب...فليس السمع و الطاعة عنده باطلاق كما هو عند بعض الناس يميتون فيها كل وسائل التغيير الممكنة...

أعرف ذلك أخي الكريم و لكنني لا أتكلم عن فعله ولكن عن رأيه الفقهي في المسألة فليس كل الناس إبن تيمية و كلامنا عن الفقه السياسي الإسلامي ففي الدولة الإسلامية المعاصرة هناك قانون و هناك دستور و هناك آليات قانونية لعزل الحاكم إذا طرأ عليه الفسق و الظلم فبوجود هذه الآليات التي يعزل فيها الحاكم بوسائل سلمية مثلما هو موجود في الدول الأوروبية التي هي دول مؤسسات تخضع للقانون لم يعد هناك من معنى للسمع و الطاعة للفاسق و الظالم خشية الفتنة.

عياض
02-19-2011, 06:51 PM
أعرف ذلك أخي الكريم و لكنني لا أتكلم عن فعله ولكن عن رأيه الفقهي
:)::)::):....
و هل تظن ان في عرف الفقهاء هذا يختلف كثيرا؟؟ ...خاصة منهم من كان معروف الاتباع و تحري السنة في افعاله؟؟...أئمة كهؤلاء يا سيدي كانت تؤخذ آراؤهم الفقهية من أفعالهم...و في فقه المذاهب كم مرة ستجد أن اماما اخذ مذهبه و أصوله و قواعده الكلية في الاستنباط من افعاله و يتشكل المعتمد في المذهب في مصادره على الفعل ان عدمت الفتوى و ان كان أقل حجية من الفتوى عند بعضهم...بحسب الراجح عند اصحابه من مجتهدي المذهب و مذاهبهم في علم الخلافيات و التخريج الفقهي ..و ان كان هو الصواب عند ائمة الحنابلة مدرسة ابن تيمية كالشيخ ابن حامد والشيخ ابي يعلى...بل هو قول شيخ الاسلام نفسه ...و هو عندي أهم واولى في التخريج من مجرد مفهوم المخالفة او مفهوم الأولى او مفهوم التقرير او مفهوم الرواية...خاصة ان كان الامام ذا لسان صدق عند الأمة و كان معروفا بالاتباع و بعده عن الابتداع و هو قول أئمة سادتنا المالكية حفظهم الله في امامنا و سيدنا مالك و قوله و فعله..

عساف
02-19-2011, 07:35 PM
السلفية ليست حركة.. ولا يجب ان تنجر للسياسة اليومية الجارية.. فهي تيار فكري يعتمد على المنهج السلفي. وليست حركة. ويجب أن يقتصر دورها على ذلك.

متروي
02-19-2011, 07:37 PM
السلفية ليست حركة.. ولا يجب ان تنجر للسياسة اليومية الجارية

هذه هي العلمانية بحذافيرها.

عساف
02-19-2011, 07:40 PM
لا حول ولا قوة إلا بالله.
أخي متروي.. انتبه قبل اطلاق الاحكام. ولا تستعجل.. السياسة اليومية ليست مهمة العلماء.. ولا طلبة العلم.. ولكن هناك حركات سياسية تتبنى الفكر السلفي.. هي المعنية بذلك.
أما العلماء وطلبة العلم الذين هم رموز السلفية.. اذا انشغلوا بالسياسة اليومية وتنظيم شؤون الناس.. والحكم فيما بينهم.. من يتفرغ للعلم؟؟ وطلب العلم؟؟ وافتاء الناس في شؤونهم اليومية فيما يتعلق بالطهارة والصلاة والعقيدة ووووو؟؟
العلماء يبايعون حاكماً، ويراقبون منظومته. بأدوات الرقابة المعروفة كالافتاء والقضاء وغيره مما يستجد من اساليب للمراقبة على عمل الحكومة.. أما ولاية الفقيه.. فهو أمر مستحدث لم يعرفه جيل من اجيال هذه الامه.. واذا سمي الفقيه حاكماً فهو حاكم ولا يجمع بين المنصبين.. فالجمع بين الولاية والفتيا هو تعطيل للرقابة.
والله اعلم.

متروي
02-19-2011, 07:46 PM
السياسة من الدين و لو تركت الحركة السلفية السياسة لما قامت لها قائمة و لك في الأزمات القريبة خير مثال فلو إعتزل جميع السلفيين فكيف سيكون موقفهم الآن .

عياض
02-19-2011, 07:55 PM
السياسة اليومية ليست مهمة العلماء.. ولا طلبة العلم
هذا كذب على العلماء...و هذا بالفعل الذي ينتقده امثال الأخ امازيغي...كم تريد ان نأتيك من أئمة الأعلام من سلفية زمان من مالك و ابي حنيفة و ابي يوسف الى الغزالي الى ابن عبد السلام الى ابن تيمية...ممن كانوا في اتون السياسة و تنظيم الناس و المبادرة لتغيير الأوضاع؟؟؟؟بل الصحابة أنفسهم ما كانوا الا في اتون السياسة و تفاعلاتها مع الناس في الشارع حيثما حل الناس حلوا معهم ؟؟ بل هذا كتاب الله لم تظن انه سماهم اولياء امور الا لوظيفتهم في سياسة الناس؟؟ و لم تظن ان النبي صلى الله عليه و سلم سماهم ورثة الأنبياء الا لخلافتهم الأنبياء في سياسة الناس كما كان الأنبياء من قبل؟؟

طالب العفو
02-19-2011, 07:58 PM
هي فروض كفايات
يجب علي الامة ان تغطيها جميعا
يعني وجود تيار يرجع الي العلماء ويعرف قدرهم مهم
مثل وجود العلماء انفسهم

لكن التعميمات ومطالبة كل طلبة العلم والعلماء العمل بالسياسة
وترك الطب و الهندسة
وعلم الحديث وعلم التاريخ وعلم اللغة

ان وجد من المسلمين من يدخل المعترك السياسي ومنهجه مستقيم بقال الله قال رسول الله
ويرجع الي العلماء في تخصصاتهم فبها ونعمت
وان عدم
توجب علي بعض طلبة العلم سد هذا الفرض الكفائي
وهكذا

لان العلماء لو انشغلوا عن ابحاثهم بامور السياسة ستحرفهم السياسة يوما ما
وان عدم الساسة الملتزمون بشرع الله
ستملا الوجوه العلمانية الكالحة المعترك السياسي

وكل امر يقدر بقدره

الاخوان كانوا يقولون الاسلام هو الحل
ويرون بان الحكم وسيلة لتحقيق الحكم بما انزل الله

الان خطابهم المعلن
الديموقراطية قد تكون حلا مرحليا
وان الشعب يستفتي علي احكام الشريعة مراهنة علي الشعب المسلم

هنا توجب وجود اصوات لا تقبل الا بتطبيق الشريعة الاسلامية
وانحصرت في الوجوه السلفية في مصر
وقلة من اخرين
ومن الاخوان الغيورين علي دينهم

ولكن ان يخرج كل العلماء والدعاة
لا اظن ان هذا سيحقق مصلحة الدين

الاتهامات المعتادة بالسلبية
والتحرشات بالعلماء معتادة خاصة مع قلةالخبرة وحمق الاغمار

البعض يسالون العلماء في الخراءة وكيف ياتي اهله
ثم عندما تاتي مسائل السياسة والحاكمية
يظن انه ابن تيمية العصر والزمان
ولا يسمع ابعد من صوته

عساف
02-19-2011, 08:01 PM
مالك و ابي حنيفة و ابي يوسف الى الغزالي الى ابن عبد السلام الى ابن تيمية

من ذكرتهم أخي رحمك الله واياهم.. يهبون وقت الفتن وينصحون للناس، واذا تطلب الأمر حملوا السلاح.. أعلم ذلك جيداً
ولكنهم لم يطلبوا يوماً الوزارة أو السفارة.. بل كانوا يحملون على القضاء وهم كارهون. لأنهم نذروا أنفسهم للعلم ونشر العلم وتصحيح المعتقدات وتفقيه الناس.

متروي
02-19-2011, 08:07 PM
ولكنهم لم يطلبوا يوماً الوزارة أو السفارة.. بل كانوا يحملون على القضاء وهم كارهون. لأنهم نذروا أنفسهم للعلم ونشر العلم وتصحيح المعتقدات وتفقيه الناس.

و هل الصحابة كانوا يهربون من الحكم و القضاء ؟؟؟

عياض
02-19-2011, 08:23 PM
صحيح لم يكونوا يطلبون الرياسة ..لكن هل تظن ان سياسة الناس تكون فقط بالرياسة؟؟؟ سياسة الناس بالدين امر اوسع و اكبر...بل ان فقهت سلوكهم علمت ان نفس عدم طلبهم الرياسة كان يجعلهم في موقف اقوى من الرؤساء في سياسة الناس.. و ان نفس هذا الموقف كانوا يتخذونه لسياسة الناس من بين الناس...من الشارع...بعيدا عن تهم الرياسة و شهوة الحكم..فهي اعلى انواع السياسة ...كما يسميها من يصف سياسة المعارضة او المراقبة...فعجبا كيف ينقلب الفهم لموقفهم...و ليس صحيحا انهم كانوا يسوسون الناس فقط في وقت الفتن...بل سياستهم كانت في السلم اكثر من وقت الحرب...و ان كانت تظهر أثرها الفوري في اوقات الفتن فقط...و ان كان الآن توضح قصدك ان العلماء يجب ان يتركوا المناصب السياسية لا ان يتركوا السياسة نفسها..فالسياسة ليست منحصرة في المناصب...بل السياسة المنحصرة في المناصب هي أردأ انواع السياسات و أكثرها ضررا على الناس

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
02-19-2011, 08:30 PM
ومن هذا الكلام أخي عياض قالوا كان يسوس الناس بالعدل أليس كذلك معلمنا

عياض
02-19-2011, 08:39 PM
ومن هذا الكلام أخي عياض قالوا كان يسوس الناس بالعدل أليس كذلك معلمنا
أنت سيد العارفين أخي محب..:): و أدرك الشيخ علي الصلابي فهو الآن يتكلم على الجزيرة حول الأحداث في ليبيا

أبو مريم
02-19-2011, 09:07 PM
إن كان الغرض من الحوار هو تصحيح المسار أو تبادل الفكر فهذا بلا شك أمر محمود أما الجدال أو حتى المناظرة بين المسلمين فى منتدى التوحيد فلا أظن أنها ستعود بخير.

طارق منينة
02-19-2011, 10:43 PM
تابعت موضوعكم الشيق-ابتسامة
ويمكنني ان اقول كلمة انا مقتنع بها منذ فترة طويلة الا وهي
ان الامة الآن تتكون وتتمحص وتتغير وتقوم بمراجعات وتصفيات وينشأ من خلال ذلك "نخبة" واسعة تتقارب وتنضم او ينضم بعضها الى بعض بعد ان تمحص اخطائها جميعا وتعرف ان الرحمة عمل هام في عملية النقد لاتقل عن عملية النقد نفسها بل هي جوهرها وديدنها وهو مااشار اليه شيخ الاسلام في اكثر من موضع من كلامه
وماذابعد النخبة وماهي ومن تكون
انها خبراء داخل الجماعات والمدارس هي التي ستقود الدعوة والفتوح والعمل الكبير الذي يخبئه القدر لها-والله اعلم- وهي التي ان فتحت دارا لن تقتل الناس وانما قد استوى عندها العلم انها انما ابتعثها الله للرحمة لا للقتل والذبح كما يفعل اليوم بعض الناس وان القتال هو لمن قاتلنا كما قال شيخ الاسلام يوما!
الحوار مهم جدا والنقد العادل من الجميع هو من الاهمية بمكان والشحناء حاضرة لوجود أثر البيئات والتكتلات والجماعات والمدارس وعوامل التطور داخل الجماعات والمدارس نفسها، فضلا عن الشخوص والافراد
والله اعلى واعلم

متعلم أمازيغي
02-19-2011, 11:06 PM
أخي الفاضل ، يا ليتك تتكلم بعلمٍ وفقهٍ بدلاً من ترديد كلام العلمانيين ، فعلي عبد الرازق الذي تستشهد به هو من نفس جنس قاسم أمين ، وكتابه (الإسلام وأصول الحكم) إنما قصد فيه الطعن في مشروعية الخلافة الإسلامية ، وأن لا دليل من الكتاب والسنة على ضرروة الخلافة ، وأنها قامت على القهر والغلبة ، وأنها ليست ضرورية لإقامة شعائر الدين ، وأن جمع الرسول صلى الله عليه وسلم بين الرسالة والحكم كان خاصًا به وحده دون خلفائه ، وأن نظم الإسلام وتشريعاته لا تكون أركان الدولة المدنية الحديثة ، وأن رياسة النبي صلى الله عليه وسلم رياسة دينية شخصية انتهت بوفاته ، وأن حروب الردة حركة سياسية لا شأن لها بالدين !! وقد صدر هذا الكتاب بعد إلغاء مصطفى كمال أتاتورك للخلافة العثمانية بقليل ، ويظهر فيه كثيرًا التأثر بالمستشرقين وكتاب (الخلافة وسلطة الأمة) الذي أصدره الكماليون في تركيا . وقد تمت محاكمة المؤلف أمام هيثة كبار العلماء فأصدرت حكمها الشهير الذي يقضي ((بإخراج الشيخ على عبد الرازق أحد علماء الجامع الأزهر والقاضي الشرعي بمحكمة المنصورة الابتدائية الشرعية مؤلف كتاب (الإسلام وأصول الحكم) من زمرة العلماء)) ، وقد انتقد الكتاب الكثير من علماء الأزهر في الصحف والمجلات ، وهناك عريضة منشورة ضده من انتقادات مفصلة في أعداد (المنار) ، وأشهر ما ألف في الرد عليه كتاب السيد محمد الخضر حسين الذي صار شيخًا للأزهر فيما بعد .

لا شيء يمنعنا أن نردد كلام العلمانيين إن كان صائبا أخي الفاضل هشام، فالحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أولى بها، لكن أستطيع أن أؤكد لك أني لا أردد كلام أحدد..
سمعت كثيرا عن قاسم أمين، و بحثت عن كتبه لكن لم أجدها بعد، لذا فلا أستطيع أن أحكم عليه، فالحكم على الشيء فرع عن تصوره، أما بخصوص الشيخ علي عبد الرزاق فأعتقد أن في كتابه الكثير من الحق، و شخصيا أحببت الشيخ كثيرا خاصة عندما قرأت خاتمة كتابه، و استشعرت أنه كان صادقا فيما كتبه، و لعل صدقه يشفع له حتى إن أخطأ..
أعلم أن الكثير انتقدوا كتاب الشيخ، و أنه أثار جدلا كبيرا في مصر و خارجه، و للاسف فإن محاكمته تذكرنا بمحاكم التفتيش و مشانق القرون الوسطى التي نصبتها المؤسسة الدينية للعلماء، و ربما قد تأتي أجيالا تعلم صحة ما قاله الشيخ عبد الرزاق، بالضبط كما علم الأوروبيون صدق ما كان يقول العلماء الذين قتلتهم الكنيسة، هذا ليس بعيدا..
أخي الكريم هل كانت الخلافة بغير القهر و العنف؟
إن تاريخنا الإسلامي تاريخ دموي، هل تعلم ماذا فعل العباسيون بالأمويين؟ و هل تعلم ماذا فعل العباسيون بالعلويين؟ هل تعلم ماذا فعل العباسيون بكبار مؤسسي الدولة العباسية كأبي مسلم الخراساني و غيره؟؟؟؟ هل تعلم أن أكثر وزراء العباسيين تعرضوا للقتل من قبل خلفائهم؟؟ ألم تكن الخلافة بالقهر و التصفية الجسدية؟؟ اللهم إني أشهد أنها كانت كذلك، و من أنكر ذلك فإما جاحد أو جاهل بالتاريخ.
حتى إن كانت الخلافة واجبة بالقرآن و السنة (و لا دليل على ذلك أصلا) فإنها ليست بذلك المعنى الذي أضفاه علماء البلاط على الخلفاء، و إن شئتم فافتحوا رابطا جديدا لنناقش موضوع الخلافة باعتماد أصول البحث الإسلامي من الكتاب و السنة و الإجماع و اعتبار المصالح، حتى لا نكون ممن يطلق الكلام على العواهن، و ما أحوجنا إلى فتح مثل هذه المواضيع و على نطاق واسع، فهذه من الأمور "المسكوت عنها" حتى صار "من السياسة ترك السياسة !!!" كما قال أحد رموز السلفية المعاصرين، و هذا ما ساهم في سبات شعوبنا فهي لا تعرف ما ألحق بتراثها من أمور تعيق تقدمها و انطلاقتها نحو اللحق بالركب .. و كنت بدأت المناقشة مع أحد الإخوة (د. عبد الباقي) لكننا لم نكمله..

أمَة الرحمن
02-20-2011, 01:15 PM
أخي الكريم هل كانت الخلافة بغير القهر و العنف؟
إن تاريخنا الإسلامي تاريخ دموي، هل تعلم ماذا فعل العباسيون بالأمويين؟ و هل تعلم ماذا فعل العباسيون بالعلويين؟ هل تعلم ماذا فعل العباسيون بكبار مؤسسي الدولة العباسية كأبي مسلم الخراساني و غيره؟؟؟؟ هل تعلم أن أكثر وزراء العباسيين تعرضوا للقتل من قبل خلفائهم؟؟ ألم تكن الخلافة بالقهر و التصفية الجسدية؟؟ اللهم إني أشهد أنها كانت كذلك، و من أنكر ذلك فإما جاحد أو جاهل بالتاريخ.

هداك الله يا أخي الكريم، ما هذه المبالغة الفجة؟!!!!

اقرأ - فضلاً لا أمراً - سلسلة المقالات هذه:

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=22556

أمَة الرحمن
02-20-2011, 01:23 PM
و حبذا لو قرأت أيضاً هذين الكتابين للدكتور عبد العظيم الديب:

(المنهج في كتابات الغربيين عن التاريخ الاسلامي)

و

(نحو رؤية جديدة للتاريخ الاسلامي نظرات وتصويبات)

طالب العفو
02-20-2011, 01:27 PM
أخي الكريم هل كانت الخلافة بغير القهر و العنف؟
إن تاريخنا الإسلامي تاريخ دموي، هل تعلم ماذا فعل العباسيون بالأمويين؟

روح الخلافة هي من مثل ما كان عليه ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان
والاضطرابات في عهد عثمان وما بعده
اتت من المتخبطين واصحاب الاهواء من مثل علي عبد الرزاق
الذين ظنوا انهم فهموا ما لم يفهمه العلماء الائمة الجهابذ

ووجود التناحر والخلاف اتي من قلة الفهم من مدعي التجديد وتمجيد العقل

عياض
02-20-2011, 06:21 PM
إن تاريخنا الإسلامي تاريخ دموي، هل تعلم ماذا فعل العباسيون بالأمويين؟ و هل تعلم ماذا فعل العباسيون بالعلويين؟ هل تعلم ماذا فعل العباسيون بكبار مؤسسي الدولة العباسية كأبي مسلم الخراساني و غيره؟؟؟؟ هل تعلم أن أكثر وزراء العباسيين تعرضوا للقتل من قبل خلفائهم؟؟ ألم تكن الخلافة بالقهر و التصفية الجسدية؟؟ اللهم إني أشهد أنها كانت كذلك، و من أنكر ذلك فإما جاحد أو جاهل بالتاريخ.
و هل تعلم ما فعلت الأنظمة الثورية بعد الثورة الفرنسية بمن سبقها؟؟ هل تعلم ما فعل اصحاب النظام النابليوني بمن قبله و الذي بعده ما فعل به؟؟ ما فعل اهل الثورة الأمريكية بمن قبلهم ؟؟ على الأقل بين العباسيين حين فتكوا بالأمويين و العلويين حين فتكوا بالعباسيين...كان الدم يسيل من رموز النظام السابق دون عوائلهم او المؤيدين لهم من المدنيين..اما عند الغرب فكان القتلى بالملايين بين نظام و نظام..و يتتبع كل من كان مؤيدا للنظام السابق...و شعار شنق آخر أمير بأمعاء آخر قسيس مشهور...بينما هؤلاء على ظلمهم بينهم و الذي لم يكن يعدم مستنكرا من الناس و العلماء فقد انحصر بينهم بما لا يتجاوز العشرات من الوزراء و رموز الحكم السابق...و لا يصل الى الملايين التي قتلت في التاريخ الغربي الذي هو فعلا دموي بحق...و لكن انظر كيف عميت عليك الحقائق بما يردده عليك العلمانيون صباح مساء كما قال الدكتور هشام...و الحق ان التاريخ الاسلامي برغم الظلم و الاستبداد الذي لحقه في عصوره المتأخرة بشكل اوضح لترك دينهم أساسا...فهو انظف بكثير من الدماء و اعراض المسلمين و خرصا على حقوقهم في الحياة من تاريخ هؤلاء المستشرقين و أذنابهم ممن يرددون عليك بطريقة اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس...و قد نصحتك مرات ان تعود للمصادر الأصلية و للقرون الثلاث الأولى الخيرية بشهادة نبيها على الخصوص و لكن تأبى الا الاستماع للمصدر الثاني و الثالث بدل الرجوع رأسا الى المصدر الأول

حسن المرسى
02-22-2011, 12:04 PM
معلومة بسيطة ....
من يحاول نسبة النظام الاسلامى فى الحكم الى نظام الامويين او العباسيين او العثمانيين فهو مغالط
انما ندعوا الى دولة عدل عمرية
يطبق فيها الشرع على الجميع
ويطبق فيها نظام الشورى الاسلامى
والسلام

متعلم أمازيغي
02-23-2011, 05:27 PM
بادئ ذي بدء أتفق مع الأخ حسن المرسي، فمن الموضوعية أن نفصل بين الإسلام و ما ألصق به و نسب له، فالإسلام لا يتحمل مسؤولية ما اقترفه الخلفاء الطغاة العتاة -بعبارة أبي محمد ابن حزم-، فهؤلاء خالفوا سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم، و سنة الخلقاء الراشدين رضي الله عنهم، و قد حاول الصحابة إيقاف زحف النظام القيصري لكن لم ينجحوا في ذلك، فمثلا نجد عبد الرحمن بن أبي بكر يقول : ":"يا معشر بني أمية اختاروا منها بين ثلاث:بين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،أو سنة أبي بكر،أو سنة عمر،إن هذا الأمر قد كان،وفي أهل بيت رسول الله من لو ولاه ذلك كان لذلك أهلا،ثم كان أبو بكر،فكان في أهل بيته من لو ولاه ذلك لكان لذلك أهلا،فولاها عمر فكان بعده،وقد كان في أهل بيت عمر من لو ولاه ذلك لكان لذلك أهلا،فجعلها في نفر من المسلمين،ألا وإنما أردتم أن تجعلوها قيصرية،كلما مات قيصر قام قيصر"، و حاول أئمة كبار الوقوف في وجه الاستبداد الأموي و العباسي، كمالك مثلا الذي قال بعدم جواز بيعة المكره.

و هل تعلم ما فعلت الأنظمة الثورية بعد الثورة الفرنسية بمن سبقها؟؟ هل تعلم ما فعل اصحاب النظام النابليوني بمن قبله و الذي بعده ما فعل
نعم أستاذي عياض أعلم ذلك، لكن لم هذه المقارنة؟ هذه أنظمة وضعية تقوم على فلسفات وضعية، أما نحن فأمة ربانية، لها شرع سماوي، و حري بمن كانت هذه مرجعيته أن يجتنب القمع و الاستبداد في السياسة، فمادام خلفاء "الملك العضوض" ارتكبوا تلك المجازر فهذا أكبر دليل على أن تلك الخلافة بمضمونها الذي أضفاه عليها علماء "الأحكام.. السلطانية!" لم تكن إسلامية، و لا يشَرِّف الإسلام أن تنسب إليه. فمن الأفضل أن نكون موضوعيين و نذكر الحقيقة التاريخية كما كانت، و أظن أن ذلك أفضل من محاولة حجب نور الشمس بالغربال، و الإساءة إلى أنفسنا من حيث لا نشعر.


و لكن انظر كيف عميت عليك الحقائق بما يردده عليك العلمانيون صباح مساء كما قال الدكتور هشام...و الحق ان التاريخ الاسلامي برغم الظلم و الاستبداد الذي لحقه في عصوره المتأخرة بشكل اوضح لترك دينهم أساسا...فهو انظف بكثير من الدماء و اعراض المسلمين و خرصا على حقوقهم في الحياة من تاريخ هؤلاء المستشرقين و أذنابهم ممن يرددون عليك بطريقة اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس...و قد نصحتك مرات ان تعود للمصادر الأصلية و للقرون الثلاث الأولى الخيرية بشهادة نبيها على الخصوص و لكن تأبى الا الاستماع للمصدر الثاني و الثالث بدل الرجوع رأسا الى المصدر الأول

أولا أسأل الله أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه، و يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه، و اللهم يا معلم إبراهيم علمنا و يا مفهم سليمان فهمنا.
أستاذي عياض لم يردد علي العلمانيون شيئا، و لا أذكر أني قرأت لأحد من العلمانيين تاريخا، فعلا قرأت لكارل بروكلمان "تاريخ الشعوب الإسلامية"، لكني لم أتأثر بما قاله، بالعكس قرأت كتبا لشيوخ إسلاميين كالشيخ الخضري..
ثم لا أظن أن التاريخ الإسلامي لحقه الظلم في العصور الأخيرة، و من وقف على مراحل التدوين التاريخي عند المسلمين سيعلم أن الكتابة التاريخية الإسلامية تطورت مع مرور الزمن، إلى أن وصلت قمتها مع المؤرخ الكبير العلامة ابن خلدون، الذي حاول أن يجعل من التاريخ علما برهانيا معياره و ميزانه ما يسميه "طبائع العمران"، أما أول من تصدى للكتابة التاريخية في بلاد الإسلام فهم من يسمون في مصادرنا بـ "الإخباريين"، و أكثرهم من الشيعة، من هنا نفهم الكم الهائل من الروايات الكاذبة في التارخ الإسلامي و خاصة تاريخ الصدر الأول من الصحابة، و كذلك تاريخ الأمويين، إذ أن من قام بكتابة تاريخ الأمويين مثلا هم أعداؤهم من العباسيين، لذلك عملوا على الإساءة إليهم و تشويه سيرتهم، لكن لا نجد أي مبرر حقيقي موضوعي يقبله العقل لادعاء الكذب على العباسيين.

لذا أرى أنه لا معنى للاستدلال بخيرية القرون الثلاثة لإضقاء المصداقية على الكتابة التاريخية في هذا العصر، بالعكس الكتابة في القرون الثلاثة كانت تمليها خلفيات إيديولوجية، فلم يكن المتصدون للتدوين من الاخباريين(أبو محنف، سيف بن عمر، الواقدي..) يلتزمون الأمانة العلمية، بل أكثر ما خطته أناملهم من الموضوعات و الأباطيل، كما أكد على ذلك علماء الجرح و التعديل.

يا أخي عياض مشكلتنا في السياسة، و إذا استطعنا أن نتخلص من الأحكام السلطانية التي تتملك لاشعورنا السياسي، فلربما نستطيع إحداث طفرة، إن التاريخ يشهد بكل أمانة أن توريث الحكم كان بلاء على الأمة، فتجد الحاكم يوصي بالعهد إلى اثنين أو أكثر، و علماء السلاطين كالماوردي يشرعنون ذلك، بل و للاسف تجدهم يجيزون أن يحكم الأمة شخص لا يعرفونه، يعني شخص غائب يأتي ثم يتقلد أمر الأمة و لا شيء في ذلك، و الطامة أننا مازلنا نختفظ بهذه الأحكام السلطانية و نعتبرها من الجوانب المشرقة في تراثنا، و نجتنب بدعوى -الخصوصية و الهوية- الاستفادة من الأنظمة الأخرى المعاصرة التي قطعت أشواطا في تحقيق العدل في الحكم، و نرى في الديموقراطية كفرا و حكما للغوغاء و الدهماء، و في الحداثة السياسية المتمثلة في العقد الاجتماعي و فصل السلط -التي هي قريبة من فلسفة الإسلام في الحكم- طريقة في الحكم بعيدة عن الإسلام.
أعتقد أنه لا يمكن الفصل بين العقل السلفي في الماضي، و العقل السلفي في الحاضر، فعدم امتلاك السلفيين لمشروع سياسي، بل و عزوفهم السياسي ككل يجد تفسيره المعقول في ما ترسب في عقولهم من الماضي، و هل ننكر أن تكون للسيرورة التاريخية دورا في تشكل العقل المكوَّن للإنسان بعبارة لالاند؟