المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ]هل يمكن ان يجتمع التعريف الشعورى والتطور معا (الية الاحساس)



ابن النعمان
02-24-2011, 01:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هل يمكن ان يجتمع التعريف الشعورى والتطور معا (الية الاحساس)
كل شيء نحس به او نشعر به ما هو الا امواج وذبذبات لا تختلف فقط إلا في طولها الموجي ، و ترددها .. يعرفها المخ تعريفا داخليا خاص به لا علاقة له بماهية الشىء او كنهه الحقيقى .... هذا التعريف يختلف من كائن لاخر .
"فالنور الأبيض الذي نراه إذا مررناه خلال منشور زجاجي يتحلل إلى سبعة ألوان هي ألون الطيف المعروفة ، فإذا حاولنا أن ندرس ماهية هذه الألوان لم نجد أنها ألوان ... وإنما وجدناها موجات لا تختلف في شيء إلا في طولها الموجي ، ذبذبات متفاوتة في ترددها .. وهذه كل الحكاية ... ولكن أعيننا لا تستطيع أن ترى هذه الأمواج كأمواج ولا تستطيع أن تحس بهذه الذبذبات كذبذبات ... وإنما كل ما يحدث أن الخلايا العصبية في قاع العين تتأثر بكل نوع من هذه الذبذبات بطريقة مختلفة ومراكز البصر في المخ تترجم هذا التأثر العصبي على شكل ألوان ، ولكن هذه المؤثرات الضوئية ليست ألوانا وإنما هي محض موجات واهتزازات والمخ بلغته الاصطلاحية لكي يميزها عن بعضها يطلق عليها هذه التعريفات التي هي عبارة عن الألوان ... وهذه هي حكاية الألوان .
والحقول التي نراها خضراء ليست خضراء ... وإنما كل ما يحدث أن أوراق النباتات تمتص كل أمواج الضوء بكافة أطوالها ماعدا تلك الموجة ذات الطول المعين التي تدخل أعيننا وتؤثر في خلاياها فيكون لها هذا التأثير الذي هو في اصطلاح المخ ( اللون الأخضر ) .
أما العسل فهو في فمنا حلو و نتلذذ به ، ولكن دودة المش لها رأي مختلف تماما بدليل أنها لا تقرب العسل بعكس المش الذي تغوص فيه وتلتهمه التهاما ، حلاوة العسل إذن لا يمكن أن تكون صفة مطلقة موضوعية وإنما هي صفة نسبية نسبة إلى أعضاء التذوق في لساننا ... إنها ترجمتنا الاصطلاحية الخاصة للمؤثرات التي تحدثها جزيئات العسل فينا ... وقد يكون لهذه المؤثرات بالنسبة للأعضاء الحسية في كائن حي آخر طعما مختلفا هو أشبه بالمرارة" . (مصطفى محمود – اينشتين والنسبية)
ولكي يحدث الشعور لابد من وجود خلايا تتاثر بنوع معين من الذبذبات ووصلات عصبية تنقل هذا التاثير الى المخ ليترجم عبر مراكز خاصة في المخ إلى التعريف الذي يحس به الإنسان فى صورة شعور .
وهناك شيء رابع لابد من ذكره يكمن فيه سر الإحساس في صورته النهائية (الشعور) و هو البرمجة الفطرية التلقائية التى تجعل كل ذلك يتم بشكل الى , فلو كان الانسان لديه كل الخلايا ... الخلايا التى تتاثر والتى توصل و التى تترجم دون برمجة خاصة تجعل من الامر تلقائى وانسيابى ولا ارادى , فسوف تنفك عنه التلقائية فى نفس الوقت الذى سوف ينفك فيه الاحساس والشعور عن التعريفات الداخلية المتمثلة فى الاشكال والاصوات والروائح , لتكون مجرد معلومات فقط تفتقر إلى وجود ذاكرة ويصبح كل شىء مندرجا تحت اجتهاد الكائن ومعاناته , بداية من بحثه و وصوله الى التعريفات والمسميات المناسبة .
انتباهه لعدم اختلاط الامور عليه (لان الامر كله متعلق بالجهد الذاتى وبعيدا تماما عن التلقائية وبالتالى يكون معرض للخطأ والسهو والنسيان وتغير وجهات النظر) .
انتهاء بتخذين هذه المعلومات فى الذاكرة
ولكن كيف نفهم ذلك ؟
لو تصورنا أن هناك شخص فاقد لحاسة البصر منذ الولادة (نظرا لوجود خلل عطب فى مراكز الابصار فى المخ) لكنه لم يفقد قدرته على التاثر بموجات الضوء ثم بحثنا فى سلوكه اتجاه الضوء عند تاثره بالموجات الضوئية ؟ فسوف نجد ان هذا الشخص عندما يتاثر بالموجات الضوئية لن يستطيع الاحساس بها كصور واشكال لان الجزء المسئول عن ذلك فى المخ معطوب فلا يكون لديه الا التاثر فقط كالوتر الذى يهتز بالهواء دون الشعور بملمس او احتكاك فهو يهتز فقط اهتزاز مجرد ولا يعلم اذا كان السبب فى الاهتزاز ريشة او قطعة من الخشب او يد عارية وعليه ان يعرف هذه التاثرات بتعريفات خاصة سوف تختلف عن المبصر فى كونها معلوماتية خالية من الاحساس و الشعور مبنية فقط على قوة وحجم التاثير ولذلك كل محاولات ابتكار ما يسمى بالعين الصناعية عن طريق التحفيز الضوئي لم تلق نجاحاً، وكل الأبحاث التي تجري حالياً في هذا المضمار تحاول ابتكار جهاز مساعد يساعد العميان في حركتهم عن طريق خواص مشابهة لما يستعمله الوطواط، أي أن ما يسمى أبحاث العين الصناعية أو الالكترونية في مفهومنا الحالي يقوم على خواص صوتية ـ سمعية بحتة، حيث تحاول ابتكار جهاز يمكنه رسم صورة للأعمى عن الموجودات حوله عن طريق أسلوب الرادار الذي يعتمد على الآليات الصوتية ـ السمعية. . ولم يحدث هذا التركيز على الخواص الصوتية والسمعية فقط الا لاستحالة برمجة المخ ذاتيا للتعامل مع الامواج الضوئية او تعريفها لان هذه البرمجة الخاصة بالتعامل يجب ان تكون موجودة فيه من بادىء الامر ويمكن لاى منا ان يقيس ذلك على الخلية الاولى مع الفارق فى مدى الاستحالة .
ولو اقتربنا من هذه التعريفات اكثر نجد انها :
مفتقرة للتلقائية .
لماذ ؟
لانها تحتاج الى اجتهاد لاستدعائها من الذاكرة (لأنها معلومات حرفية خارجة عن التلقائية الموجودة فى الحواس المتوفرة لديه كصوت الذى يحس به تلقائيا لاكتمال كل اركان الشعور الصوتى لديه (التاثر ..التوصيل ..الترجمة .. التلقائية) بخلاف الضوء الساقط الذى سوف يتاثر به فقط لعدم وجود ترجمة تلقائية نظرا لتلف الخلاية المعنية بهذه الجزئية فى المخ مما يضطره الى الترجمة الحرفية التى تحتاج الى ذاكرة خاصة ومعرضة للنسيان , لكونها معلومات جافة خالية من الحياة تحتاج الى اجتهاد للوصول إليها (التعريفات والمسميات المناسبة التى يمكن تشبيهها بشفرة مورس الكافية او لغة التلغراف البدائية ) ثم البحث عنها عند الحاجة اليها بخلاف الحواس الاخرى التى لا تحتاج الى بحث او استدعاء أو اجتهاد بل تتم فيها كل هذه المراحل بتلقائية وانسيابية تامة خارج ارادة الكائن .
غير مطابقة للواقع .
لماذا ؟
لانه لا يملك اى مرجعيات بصرية (فانت لا يمكن ان تشرح له معنى اللون الازرق او الفرق بينه وبين اللون الاحمر او تربط له لون بلون اخر لانه لا يعرف حقيقة اى لون إنما يستخدم شعوره الناتج من الحواس الأخرى المتوفرة لديه كالشم والصوت لإعطائه معلومات عن الأشياء تمكنه من التمييز بينهم ) .
وبالنسبة للخلية الاولى التى من الطبيعى ان تكون مفتقرة لكل اليات الترجمة التلقائية وغير مكتملة ايا من اركان الاحساس والشعور الامر سوف يكون اعقد من ذلك بكثير وعليه هل يمكن ان تكون هناك متعة او رغبة لها فى البقاء والاستمرار فى عوالم خارجها وداخلها معلومات فقط (لا ترى , لا تسمع , لا تتكلم).
ما الفرق بين التعريف الشعورى والتعريف المعلوماتى ؟
الفرق بين ذلك وذاك (اى الشعور واللاشعور) متمثل فى البرمجة التلقائية فالكائن البصير لن يكفيه وجود خلايا حساسة او موصلة او مترجمة بل لابد من وجود برمجة تلقائية لترجمة هذه التأثيرات لا علاقة لها بارادة الكائن تجعل من الموجات والذبذبات اصوات وصور وروائح وطعوم بشكل تلقائي وفطرى مع الاتنباه الى مراكز الاحساس او الترجمة يجب ان تكون موجودة فى المخ من بادىء الامر ومفردة من مفرداته .
وإذا كان هناك برمجة فلابد من وجود برنامج ومفردات لو اقترن كلا منهم بالاخر نتجت الحاسة , ولا يمكن ان يتم هذا الامر عن طريق المصادفة والاتفاق , لان البرمجة لابد أن تكون مقصودة من بادىء الامر لكونها لا يمكن ان تنتج عن التطور لأنها من مفردات العقل المسئول عن ذلك (التصميم والتطوير والاشراف والإدارة) واقرب مثال للتقريب ذلك الى الاذهان العقل الالكترونى , , فالعقل الالكتروني لا يمكن أن يضاف له شىء إلا إذا كان مهيىء لهذه الإضافة ومبرمج ذاتيا على التعرف على هذا الشىء والتعامل معها و تشغيله وادارته و الشاهد ان الأشياء التى تضاف اليه حاليا كالسيدى روم و الهارد دسك و الهيدفون كانت لا يمكن ان تضاف الى الاجيال الاولى منه والسبب هو البرمجة الذاتية التى لم تتوفر حين ذاك , ولا يمكن أن يحدث ذلك (البرمجة , والتعرف , والتوافق , والتشغيل) إلا قبل التصميم وخلال الصنع , و العقل الالكتروني لا يبلغ جزء صغير من تعقيد العقل البشرى .... العقل الذى يشكل هو و الحواس الأساس الذي تقتبس منه كافة التصميم التي توضع للأجهزة الصناعية والالكترونية .
كالأنف الإلكتروني مثلا مع الاختلاف في الدقة والتعقيد .
" فحاسة الشم لدى الإنسان تستطيع تمييز أكثر من عشرة آلاف نوع من الروائح المختلفة، و يستطيع جنير كيمياوي أن يشخص 100 نوع مختلف من الروائح ضمن عطر واحد106. وهذا التصميم المذهل لأنف الإنسان هو الذي يستلهم منه المصممون في وضع تصاميمهم للأجهزة التي يريد صنعها.
ولهذا السبب تدعى النماذج المصممة في هذه المراكز بالأنف الإلكتروني، وعوضا عن المستقبلات الشمية التي تتألف من البروتينات فقد استخدمت مواد حساسة كيميائيا داخل الأنف الإلكتروني. وهذه المواد الكيماوية تصمم على أساس أنّ كل واحدة منها تتأثر برائحة معينة، وكلما زادت قدرتها في تحسس عدد أكبر من الروائح زادت الصعوبة في تصميمها. وتقوم هذه المُتحسّسات بالتأثر بالروائح المختلفة الموجودة في الوسط الذي توضع فيه، ومن ثم تحول هذا التأثر إلى إشارات منطقية مزدوجة عبر الدوائر الإلكترونية ليتم إيصالها إلى حاسوب يقوم بمعالجتها للحصول على النتيجة ما.
وتلعب الدوائر الإلكترونية دور الأعصاب الشمية في الأنف، أمّا الحاسوب فيقوم بدور المخ في معالجة المعطيات، وتتم برمجة الحاسوب مسبقا ليستطيع معالجة المعطيات القادمة إليه حيث يقوم بتأويلها على شكل روائح مختلفة ".. وإذا لم يكن الحاسوب مبرمجا مسبقا لن يكون لباقي الأجزاء أي داعي مع العلم بان العقل البشرى لا يمكن برمجته آنيا فلابد أن تكون البرمجة جزء من مفرداته وتكوينه ولا يمكن أن تحدث البرمجة وهى جزء من مفردات العقل وتكوينه (أي هي والعقل وحدة واحدة) إلا لحظة الخلق بتصميم وإرادة سابقة للخلق بل أن الأمر اكبر من ذلك مما يأكد الخلق والإبداع فلابد من وجود آليات أخرى مساعدة للحواس عند الإنسان وهذا يزيد من الأمر تعقيدا ويلغى أي اعتبار للمصادفة كآليات التكيف في حاسة الشم .
فأنت "عزيزي القارئ، وأنت تقرأ هذه السطور لا تشعر بملابسك التي هي في حالة تماس مع جلدك، ولكنك لابد وأن شعرت بها عند ارتدائك إياها، وبعد فترة قصيرة يزول هذا الشعور لأنّ المستقبلات الحسية اللمسية الموجودة في الجلد توقف إرسال الإشارات العصبية إلى المخ، ولو لم توجد مثل هذه الآلية لتحولت عملية عادية مثل ارتداء الملابس إلى عملية مزعجة لا تطاق إذ أنّ الإشارات العصبية اللمسية تشدّ انتباهك وتشتت ذهنك في تعاملك مع نشاط الحواس الأخرى، وباختصار تتحول الحياة إلى مجموعة إزعاجات لا تحتمل.
والشيء نفسه يقال بالنسبة إلى حاسة الشم، فعندما تدخل إلى المطعم تفوح منه رائحة المأكولات، تحس بها للوهلة الأولى، ولكن بعد برهة ينتهي إحساسنا بها، ولكن هذا التطور لم ينتج من انخفاض تركيز الروائح في جوّ المطعم وإنما نتج مما ندعوه بـ"التعوّد"، وبعبارة أخرى فإنّ تغير الإحساس بالروائح بالرغم من عدم تغير تركيز تلك الروائح ينتج بفعل آلية خاصة تدعى بـ"التكيف ".
(وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُم الله حَلاَلاً طَيّبًا وَاتّقُوا الله الذِي أَنتُم بِهِ مُؤمِنُونَ) المائدة – الآية 88.
ويمكن التعبير عن أهمية هذه الآلية بما يلي: لنلاحظ العاملين في ذلك المطعم الذي ذكرناه آنفا والذي يحتوي جوّه على روائح مختلفة وبتركيز عال، وليكن الطبّاخون مثالا على ما ذكرنا، فإذا لم تنخفض حساسية أنوفهم تجاه روائح المطعم بمرور الوقت فإن الأمر يصبح صعبا بل مزعجا جدا بالنسبة إليهم، بالإضافة إلى عدم تحسس مستقبلاتهم الشمية لأية رائحة غريبة قد تكون خطيرة لانشغالها بتحسّس روائح المأكولات.
ويؤكد الباحث فرانك زوفال المعروف بأبحاثه في هذا المجال أن هذا التكيف الشمي ينتج بفعل آليات حياتية معقدة ، وبمعنى آخر هنالك فعاليات حيوية عديدة جدا ومتشابكة تحدث على المستوى الجزيئي ولم يتم التعرف على حقيقتها بعد، ويعتقد العلماء أن الخلايا المستقبلة للروائح تشهد حصول ثلاث آليات مختلفة للتكيف، بالإضافة إلى اعتقادهم بأن المخ يحتوي بدوره على مراكز خاصة لتقييم الإشارات الحسية القادمة من الحواس ونقلها أو عرقلتها.
ولكن كيف يتسنى للخلايا الشمية وخلايا المخ التي تتكون من ذرات كالكربون والنتروجين والأوكسجين وغيرها من الذرات أن تطور أو تولد مثل هذه الآليات الحياتية الخطيرة ؟ كيف تستطيع الخلايا اللاشعورية أن تقرر الإقدام على أداء مهمّة دون الأخرى وفي الوقت المناسب؟ كيف تستطيع تحديد هذا التوقيت المضبوط ؟ كيف تستطيع أن تؤدي هذه المهام الخطيرة دون أن يتدخل الإنسان في عملها ؟
إن الجواب سيكون واضحا أمام الإنسان العاقل المتفكر لأنه سيتوصل حتما إلى أنّ هذه الآليات الحياتية المتحكمة في حاسة الشم تعتبر جزءا من التصميم البارع الذي له أمثلة عديدة في كافة أرجاء الكون والذي وضع وفق مخطط مسبق ومحكم التفاصيل، ولا مكان للحظ أو الصدفة أبدا ضمن هذه التفاصيل، أي أن هذه الآليات الحياتية التي نتحدث عنها والموجودة في أجسامنا عجيبة وعظيمة إلى درجة لا يمكن تفسير وجودها بكلمة الصدفة أبدا، وهي تمثل دليلا قويا ودامغا على حدوث عملية الخلق وترجمانا لعلم الله الواسع، والآية الكريمة تقول:
(يُدَبّرُ الأَمرَ مِِنَ السّمَاءِ إِلَى الأَرضِ ثُمّ يَعرُجُ إِليهِ فِي يَومٍ كًانَ مِقدَارُهُ أَلفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدّونَ ) السجدة – الآية 5".
يتبع بعون الله تعالى

ابن النعمان
02-24-2011, 02:16 PM
الخلية الاولى والية الاحساس
الخلية الأولى نجدها في أحسن الأحوال لا تملك الا التاثر المجرد ورؤية الاشياء على حقيقتها الاولية (امواج وذبذبات) وان تاثرت لا يمكن أن تتاثر إلا باللمس فقط سواء كان ذلك عن طريق الجلد أو شيء آخر ومع استحالة ذلك سوف نسلم بوجوده .
فهل يمكن لها اعتماد على هذه المقدرة أن تطور حواس أخرى ؟
من المرجعيات السابقة ذلك مستحيل , لان تاثر الخلية بشىء ليس له علاقة بمعرفة ماهيته فمثلا , التاثر بالضوء شيء ومعرفة حقيقته شيء آخر ويمكنك أن تقتنع بذلك لو تصورت أن الخلية الأولى لها قدرة على الإحساس بموجات الضوء والصوت ..... الخ فسوف تجد أن تأثر الخلية سوف يكون واحد بالموجات المختلفة مع أن كلا منهم مختلف الماهية عن الآخر , حتى النسبة لا يمكن أن تصل الخلية إليها فهذه موجات وهذه موجات ولكن لما تنسب هذه الموجات ؟ ولما تنسب هذه الموجات ؟ وعن ذلك يقول الدكتور مصطفى محمود بالنسبة للالوان على سبيل المثال : "إذا حاولنا أن ندرس ماهية هذه الألوان لم نجد أنها ألوان ... وإنما وجدناها موجات لا تختلف في شيء إلا في طولها الموجي ، ذبذبات متفاوتة في ترددها .. وهذه كل الحكاية ... ولكن أعيننا لا تستطيع أن ترى هذه الأمواج كأمواج ولا تستطيع أن تحس بهذه الذبذبات كذبذبات ... وإنما كل ما يحدث أن الخلايا العصبية في قاع العين تتأثر بكل نوع من هذه الذبذبات بطريقة مختلفة ومراكز البصر في المخ تترجم هذا التأثر العصبي على شكل ألوان ، ولكن هذه المؤثرات الضوئية ليست ألوانا وإنما هي محض موجات واهتزازات والمخ بلغته الاصطلاحية لكي يميزها عن بعضها يطلق عليها هذه التعريفات التي هي عبارة عن الألوان ... وهذه هي حكاية الألوان .
والحقول التي نراها خضراء ليست خضراء ... وإنما كل ما يحدث أن أوراق النباتات تمتص كل أمواج الضوء بكافة أطوالها ماعدا تلك الموجة ذات الطول المعين التي تدخل أعيننا وتؤثر في خلاياها فيكون لها هذا التأثير الذي هو في اصطلاح المخ ( اللون الأخضر ) ".
لذا يجب ان تتميز الخلايا نفسها الى خلايا تتاثر بالصوت وخلايا تتاثر بالضوء وخلايا تتاثر بالروائح ... وهكذا .
يتبع بعون الله

ابن النعمان
02-24-2011, 02:30 PM
الموضوع اعقد من ذلك فهناك اشياء تختلف فى الماهية
وتشترك فى التاثير
ولو علمنا أن هناك الكثير من الأشياء تختلف في النوع والماهية بينما تملك نفس التأثير نتيقن من ذلك تماما كالضوء الذى اكتشف العلماء انه يضغط على الأجسام عند السقوط عليها (اى انه له تأثير ضاغط) وبالتالى سوف يحدث اختلاط بينه وبين الأشياء التي لها نفس هذه التاثير عند السقوط كالماء و الهواء , فإذا كان للكائن خلايا حساسة للضغط فان الكائن سوف يرتبط تعريفه للاشياء المختلفة بالضغط فقط وبالتالى سوف يكون تعريفه للماء نفس تعريفه للهواء وتعريفه للهواء نفس تعريفه للضوء واذا كان لديه خلايا اخرى حساسة للضوء مع الخلايا الحساسة للضغط فلن يمكنه التعرف على كون هذا الضغط ناشئ عن سقوط الضوء أو مرور الهواء إلا عن طريق التزامن بين هذا التاثر وهذا التاثر الذى يعطيه ربط بين ذلك وذلك دون الدخول فى معرفة السبب الناشىء عنه هذا الضغط او ماهيته او بمعنى اخر يمكن للخلية ان تستتنتج بان الشىء الذى اثر عليها واحد, وان لم يتوفر ذلك فسوف ينسب الكائن التاثر بالضغط لشيء والتاثر بالضوء لشىء آخر غير الشىء الذى اثر على خلاياه الحساسة للضوء والعكس صحيح ويجب ان تراعى ان التاثر مجرد فهو لا يعلم ان هناك شىء اسمه ضوء وما انطبق على الإحساس بالضغط ينطبق أيضا على الإحساس بالضوء ذاته فيمكن للكائن أن ينسب تأثره بالضوء لشيء آخر غير الضوء وهكذا يصبح كل شىء بلا ماهية إذن التأثر ليس له علاقة بمعرفة ماهية الشيء أو كنهه لان التأثر مطلق و مجرد بينما الكنه خاص لذلك تجد الخلايا هى التى تتميز ... كل نوع من الخلايا يتاثر بشىء مختلف عن الشىء الذى تتاثر به الخلايا الاخرى , واذا دققنا فى التاثر نفسه نجد ان له حدود فما هى الحكمة من ذلك.
كل شىء له حدود
فالانسان مثلا بالنسبة لتاثره بالضوء لا يستطيع ان يتاثر الا بموجات الضوء المرأى حتى يحدث انسجام بين الخلايا وبين ما يؤثر فيها لتتجلى فيه العناية الالهية , يقول الكاتب هارون يحيى فى كتابه سلسلة المعجزات عن هذا الانسجام الحادث بين للعين وضوء الشمس : " تستيطع العين أن ترى أو تميز حدوداً معينة من الأطوال الموجية وتتمثل في الضوء المرئي للشمس . ولا يمكن إيراد تفسير وجود هذين العاملين ( صدور ضوء معين من الشمس ووجود عين ملائمة لتمييزه ) بكلمة المصادفة بل يمكن تفسيره بكلمة الخلق بقدرة الله عز وجل .
و يتناول البروفيسور مايكل دينتون هذا الموضوع بالتفصيل في كتابه " مصير الطبيعة " مؤكداً أن العين المتكونة من الجزيئات العضوية لا تستطيع أن تميز سوى الضوء المرئي، ولا يمكن نظرياً لعين لها خصائص أخرى مفروضة جدلاً أن تميز الضوء غير المرئي أبداً ويقول في هذا الصدد :
إن الأشعة فوق البنفسجية السينية وأشعة غاما ليست إلا إشاعات تحمل طاقة هائلة وذات قدرة تدميرة متميزة، أما الأشعة تحت الحمراء وباقي موجات الميكرويف فلها ضرر بالغ على الحياة، وأما الأشعة القريبة من تحت الحمراء والموجات الراديوية فلها طاقة ضعيفة جداً ولا يمكن تمييزها .. ويتضح مما تقدم أن الجزء المرئي من الطيف الكهرومغناطيسية هو الملائم تماماً لحاسة البصر وخصوصاً لعين الإنسان وشبيهاتها من عيون الأحياء الفقرية والتي تعمل عيونها مثل كاميرا عالية الحساسية ولا يوجد أي طول موجي آخر مناسب لهذه العيون أبداً "(Michael Denton, Nature's Destiny, p. 62, 69).

و لو تأملنا في هذه الأمور مجتمعة لتوصنا إلى النتيجة التالية : وهي أن الشمس مخلوقة بعناية تامة كي تشع هذا الضوء وبهذه الأطوال الموجية التي تشكل جزء واحداً من 10 قوة 25 جزء من الأطول الموجية الموجودة في الكون ويكفي هذا الجزء للتوازن الحراري لكوكب الأرض، ويكفي أيضاً لأداء الأحياء المعقدة التركيب فعالياتها الحيوية ويكفي أيضاً لأداء النباتات عملية التركيب الضوئي ويكفي أيضاً لتحريك حاسة البصر لدى الأحياء، ومن الضروري أن لا يكون كل ذلك نشأ مصادفة، ذلك التعبير كل البعد عن العقل والمنطق، بل هو الخلق بقدرة الله تعالى فاطر السماوات والأرض وما بينهما، وإن كل شيء مخلوق يعتبر حلقة في سلسلة المعجزات الإلهية والتي يتبرز أمامنا في كل لحظة مذكرة إيانا بقدرة الله التي لا حدّ لها .
يتبع بعون الله

نور الدين الدمشقي
02-24-2011, 04:16 PM
متابعين يا استاذنا...وكتابة ممتازة...فتح الله عليك.

ابن النعمان
02-25-2011, 08:25 AM
سلوك مختلف وتاثير واحد
والذى يزيدنا يقينا الاشياء التى تاثر فى الخلايا هى نفسها تتاثر باشياء اخرى مما يؤدى الى تغير فى سلوكها مع بقاء التاثر الذى تحدثه على الخلايا كما هو وينتج عن ذلك ان يصبح السلوك الجديد مجهول فاذا وجدت حاسة ما بناء على هذا السلوك نعلم يقينا بان الكائن ليس له علاقة بتطوير هذه الحاسة او صناعتها كالضوء الذى يصبح مرئى تحت ظروف خاصة وعند حدود خاصة, فالضوء فى الظروف العادية يسافر في الفضاء دون أن يُرى ؛ لانعدام التبعثر أو التشتت الضوئي ؛ نظرا لتخلخل الجو وعدم احتوائه على الذرات الكافية لإحداث الانعكاس والتشتت للأشعة بالدرجة التي تجعلنا ندرك النور .... النور الذي نشعر به فقط في جو الأرض ،
حيث يمثل الذر عيون النهار التي تبصر ضوء الشمس ، و بالذر هو جميع الجسيمات الدقيقة التي تعكس وتشتت الضوء من مثل غبار الأرض ، ورماد البراكين ، ورذاذ مياه البحار ، وبخار الماء ، والغبار الحي من حبوب اللقاح والفطريات وغير ذلك ، وهنا نفهم إبصار النهار على وجه الحقيقة ، وليس على سبيل التجوز ، ويكون للنهار عيون حقيقية يصطاد بها فوتونات الضوء ، فتأتي آية النهار المبصرة منة من الله على مخلوقاته .
حتى الشمس نجدها كرة صفراء محاطة من جميع جهاتها بظلام حالك لا تتشتت فيه أشعتها
كل ذلك يعنى أن الضوء لا يمكن أن يرى إلا إذا مر من خلال وسط شفاف كالماء أو الهواء الممتلىء بالجسيمات الدقيقة .
والضوء سواء كان يرى او لا يرى , مر فى وسط شفاف او لم يمر , سوف يكون له نفس التاثير على الخلايا الحساسة للضوء فى الفضاء او على سطح الارض وبالتالى سوف يكون من المستحيل معرفة سلوكه الجديد الذى هو من اهم اساسيات عمل حاسة البصر و قبل أن أختم هذه الجزئية أود أن أذكر بالحقيقة السابقة ، وهي أن كل محاولات ابتكار ما يسمى بالعين الصناعية عن طريق التحفيز الضوئي لم تلق نجاحاً، وكل الأبحاث التي تجري حالياً في هذا المضمار تحاول ابتكار جهاز مساعد يساعد العميان في حركتهم عن طريق خواص مشابهة لما يستعمله الوطواط، أي أن ما يسمى أبحاث العين الصناعية أو الالكترونية في مفهومنا الحالي يقوم على خواص صوتية ـ سمعية بحتة، حيث تحاول ابتكار جهاز يمكنه رسم صورة للأعمى عن الموجودات حوله عن طريق أسلوب الرادار الذي يعتمد على الآليات الصوتية والسمعية .

ابن النعمان
02-25-2011, 08:26 AM
تعقيد فى تعقيد فى تعقيد
عديد من الحواس تظهر كحاسة واحدة
وسوف يظهر لنا ذلك الامر بوضوح اكثرمع تعليل لاستحالة نشوء ابسط الحواس فى الخلية الاولى بدارسة حاسة اللمس التى يمكن ان تعتبرها ابسط حاسة فى الانسان يقول عنها الشيخ عبد المجيد الزنداني : "الناس كانوا من قبل يتصورون أن جسم الإنسان حساس كله أينما ضربته يتألم تضربه في رأسه يتألم تضربه في عينيه يتألم وكانوا يعتقدون أن جسمه حساس كله للألم حتى تقدم علم التشريح فجاء بحقيقة قال : لا ليس الجسم كله الجلد فقط بدليل أنك لو جئت بإبرة ووضعتها في جسم الإنسان فإنها بعد أن تدخل من جلد الإنسان إلى اللحم لا يتألم ثم شرحوا هذا تحت المجهر فوجدوا أن الأعصاب تتركز في الجلد ووجدوا أن أعصاب الإحساس متعددة وأنها أنواع مختلفة : منها ما يحس باللمس ومنها ما يحس بالضغط ومنها ما يحس بالحرارة ومنها ما يحس بالبرودة ووجدوا أن أعصاب الإحساس بالحرارة والبرودة لا توجد إلا في الجلد فقط وعليه إذا دخل الكافر النار يوم القيامة وأكلت النار جلده كيف تكون المسألة ؟ فالكفار ليس لديهم آية تبين لهم المسألة , فتصبح مشكلة عندي أهل الإيمان في مواجهة أهل الإلحاد يقولون : تخوفونا من النار ! فالنار تأكل الجلد ثم نرتاح . لكن الجواب يأتي من المولى جل وعلا كاشفا للسر ونذيرا للكافرين فيقول المولى جل وعلا : " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا "النساء : 56 وإذا كان المولى جل وعلا يخبرنا بأنه سيبدل الجلد جلدا آخر لنذوق عذاب النار فإنه عندما أخبرنا بالعذاب الذي سيكون بالمعدة من شراب النار لا يكون بتغيير معدة أخرى للتألم لا قال تعالى :" وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ " محمد: 15 ولماذا هنا قطع أمعاءهم ؟ لأنهم وجدوا تشريحيا أنه لا يوجد أبدا أعصاب للإحساس بالحرارة أو البرودة بالأمعاء وإنما تتقطع الأمعاء فإذا قطعت الأمعاء ونزلت في الأحشاء فإنه من أشد أنواع الآلام تلك الآلام التي عندما تنزل مادة غذائية إلى الأحشاء عندئذ يحس المريض كأنه يطعن بالخناجر فوصف القرآن ما يكون في الجلد ووصف ما يكون هنا بالمعدة والأمعاء وكان وصفا لا يكون إلا من عند من يعلم سر تركيب الجلد وسر تركيب الأمعاء ".(العلم طريق الإيمان – الشيخ عبد المجيد الزنداني)
والان يمكن ان نجيب عن السؤال المتعلق باستحالة وجود حاسة اللمس فى الخلية الاولى والتى من المفروض ان تكون هى اول الحواس سواء كان هذا الوجود ناتج تطوير او مصادفة فنقول :
يظهر لنا من كلام الشيخ عبد المجيد الزنداني ان خلايا الإحساس متعددة وأنواعها مختلفة : منها ما يحس باللمس ومنها ما يحس بالضغط ومنها ما يحس بالحرارة ومنها ما يحس بالبرودة ومبدئيا لا يمكن أن تجتمع كل تلك الانواع عن طريق المصادفة فلو توفر للكائن الاولى خلايا للتاثر فلن يوفر له وصلات عصبية تنقل هذا التاثر الى المخ او محلل المعطيات والترجمة وان توفر لها وصلات عصبية فلن يتوفر لها محلل وهكذاوان اكتمل لديه كل اركان الاحساس بالضغط فلن تكتمل لديه اى اركان خاصة باحساس اخر متكامل مع هذه الحاسة او مغاير لها فلقد قلنا أعصاب الإحساس متعددة وأنها أنواع مختلفة : منها ما يحس باللمس ومنها ما يحس بالضغط ومنها ما يحس بالحرارة ومنها ما يحس بالبرودة و لو كان للكائن خلايا حساسة من ناحية التاثر بشىء فسوف تقتصر على الإحساس بهذا الشىء فقط فى صورة تعريف داخلى لا وجود له فى الحقيقة هذا التعريف قد يكون برودة أو ضغط أو حرارة أو لمس (شىء واحد فقط), والخلايا التي تحس بشىء واحد لن يكون لها داعي إن لم توجد الخلايا الأخرى , لان كلا منهم يكمل الآخر فمثلا الإحساس باللمس لن يكتمل الحكم عليه إلا إذا اقترن بوجود الإحساس بالضغط وان انعدم الإحساس بالضغط انعدم معه التمييز وأصبح الإحساس واحد مهما اختلفت الأشياء وتعددت لان الإحساس بالضغط يقترن معه الحكم على قوة اللمس والإحساس بالبرودة لن يكتمل إلا إذا اقترن بالإحساس بالحرارة فكلا من الاحساسين يستخدم لتمييز قوة الآخر إذن هناك مجموعة متراكبة من الإحساسات كلا منها يناسب ويكمل الآخر لينتهي الأمر بحاسة واحدة كل نوع منها على حدة يحتاج إلى الأركان السابقة من الموصلات والمستقبلات بالإضافة إلى الآليات المساعدة المبرمجات من بادئ الأمر على ترجمة شيء واحد بعينه , مع الانتباه إلى أن الكائن ليس لديه العلم بحقيقة أي شيء إنما هي تعريفات خاصة بعالمه لا تخرج عن كونها حروف وأرقام خالية من الشعور فهو الذى ابتدع هذا الشعور وهذا يجعلنا نتساءل كيف علم الكائن بالمقابل الحقيقي لتعريفه الحرارى الذى ليس له وجود فى الحقيقة أو المقابل الحقيقي لتعريفه البرودى الذى ليس له وجود فى الحقيقة مع أن التأثر نفسه لا يفصل له بين ذلك وذلك أو يعلمه ماهيته , لأنه سوف يكون مجردا من أي شيء آخر ما عدا ذاته , وكيف علم أن هناك مقابل في الأساس نقصه يصب فيه وزيادته تطرح منه , فطور له الخلايا التي تتعامل معه وتعرفه , وان طور هذه الخلايا فكيف له بالبرمجة الداخلية التي يجب أن تكون موجودة من بادئ الأمر لان العضو المسئول عن تحليل المعطيات والترجمة والتعريف لا يمكن تطويره لأنه هو نفسه الأداة التي تقوم بعملية التطوير والإشراف عليها وإدارتها ولا يمكن له أن يطور ذاته إلا بعد أن يلم بكل أغواره وإسراره ثم يعيد صياغة ذاته من جديد وهذا لن يتم إلا من خلال ذات أخرى تضعه في مختبر وتجرى عليه التجارب والتحاليل الازمة لتتعرف على تلك الأسرار والأغوار من مبدا المدرك والمدرك وعلى اساسها تضع التصاميم المسئولة عن التحديث والتطوير واعادة الصياغة .
يتبع بعون الله

ابن النعمان
02-25-2011, 08:28 AM
بناء على كل ما قيل سابقا
وبناء على كل ما قيل سابقا نقول وجود الذاكرة و البرمجة الفطرية التي تجعل الاحساس آلى و تلقائى من اكبر الأدلة على وجود الخالق , والسر في البرمجة , فالكائن من المستحيل عليه برمجة عقله , لانه هو نفسه الأداة التي يستخدمها الكائن للبرمجة من باب المدرك والمدرك , الذى يقول العقل لا يمكنه معرفة ذاته إلا من خلال ذات أخرى فالانسان لا يستطيع إن يدرك شىء ادراكا حقيقيا الا من عتبة شىء اخر وخصوصا اذا اعتبرنا التكيف والانصهار فى بوتقة واحدة.
يقول الدكتور مصطفى محمود فى "رحلتى من الشك الى الايمان" عن هذه النقطة و تقودنا عملية الإدراك إلى إثبات أكيد بأن هناك شيئين في كل لحظة .. الشيء المدرك و النفس المدركة خارجه .
و ما كنا نستطيع إدراك مرور الزمن لولا أن الجزء المدرك فينا يقف على عتبة منفصلة و خارجة عن هذا المرور الزمني المستمر .
و لو كان إدراكنا يقفز مع عقرب الثواني كل لحظة لما استطعنا أن ندرك هذه الثواني أبداً .. و لا نصرم إدراكنا كما تنصرم الثواني بدون أن يلاحظ شيئاً و إنه لقانون معروف إن الحركة لا يمكن رصدها إلا من خارجها .
لا يمكن أن تدرك الحركة و أنت تتحرك معها في الفلك نفسه .. و إنما لا بد لك من عتبة خارجية تقف عليها لترصدها .. و لهذا تأتي عليك لحظة و أنت في أسانسير متحرك لا تستطيع أن تعرف هل هو واقف أم متحرك لأنك أصبحت قطعة واحدة معه في حركته .. لا تستطيع إدراك هذه الحركة إلا إذا نظرت من باب الأسانسير إلى الرصيف الثابت في الخارج
و بالمثل لا يمكنك رصد الشمس و أنت فوقها و لكن يمكنك رصدها من القمر أو الأرض .. كما أنه لا يمكنك رصد الأرض و أنت تسكن عليها و إنما تستطيع رصدها من القمر .
و هكذا دائماً .. لا تستطيع أن تحيط بحالة إلا إذا خرجت خارجها (.......)
و أنت تدرك مرور الزمن لا بد أن تكون ذاتك المدركة خارج الزمن . و هي نتيجة مذهلة تثبت لنا الروح أو الذات المدركة كوجود مستقل متعال على الزمن و متجاوز له و خارج عنه . (رحلتى من الشك الى الايمان – مصطفى محمود ص26 , 37).
وهذا ينطبق على العقل وعليه فلابد من مبرمج من خارج العقل والذات فطرهما على تلك البرمجة , فالكائن او العقل على الاصح لا يستطيع أن يضع عقله او نفسه في مختبر ويجرى عليه التجارب ليعرف إسراره والى الآن ومع كل تقدم العلم البشرى هناك الكثير والكثير من الأسرار وعلامات الاستفهام التي تحيط بالعقل البشرى وجسم الإنسان .
والأمر ذاته يتكرر بالنسبة للذاكرة , فلو كانت الذاكرة ناتجة عن الصدفة والاتفاق , لكانت في أحسن الأحوال قادرة على تخزين نوع معين من المعلومات , بمعنى لو كان قادرة على تخزين الأصوات فلن تستطيع تخزين الصور , الروائح .... وهكذا.

وان قيل يمكن للكائن تطوير ذاكرة متخصصة لتخزين نوع معين من المعلومات يخدم الحاسة التي طورها ومن ثم إضافتها لعقله , نقول لا يمكن للكائن أن يضيف ذاكرة أخرى لعقله إلا إذا كان العقل مجهز ومبرمج مسبقا لاستقبال هذا الجزء (الذاكرة المتخصصة) ودمجه تحت عالمه والا سوف تكون زيادة بلا فائدة ,وبالتالى لابد للذاكرة ان تكون احد المفردات الذاتية للعقل وجزء لا يتجزأ منه , ويمكن اعتبار ذلك قاعدة لابد من تطبيقها على كل ما عدا العقل من أعضاء وحواس , فالعقل يحتوى على كل المراكز الحسية ويدير جميع العمليات الحيوية والميكانيكية , كل ذلك يجعل الخلق والتطور من متعلقات الارادة الإلهية فقط وبالتالي لابد أن يكون الإنسان مخلوق كما هو من بادئ الأمر وحتى إن كان له قدرة على التطور افتراضا فيجب أيضا أن تكون هذه المقدرة مخلوقة فيه .
يتبع بعون الله

ابن النعمان
02-25-2011, 08:30 AM
مدى دقة وتعقيد العقل البشرى
هذه مقالة للدكتور احمد عدنان الجبورى توضح مدى دقة وتعقيد العقل البشرى
يقول الدكتور.احمد عدنان الجبوري أخصائي جراحة الأعصاب والدماغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
لا يدرك روائع الصنعة أو الأعجاز الذي فيها إلا من حاول الصناعة وكابد الصعاب وصابر الفشل حتى توصل إلى تلك الصنعة أو عجز دونها فكانت بالنسبة أليه معجزة، وهذا ما حدث لسحرة فرعون فإنهم أهل اختصاص وخبرة وكرسوا حياتهم للسحر فأتقنوا فنونه وعلمه وعلموا خباياه وحدوده وما يمكن أن يكون سحراً وما هو فرق السحر، ولما جاء موسى (عليه السلام )بمعجزة العصا أدركوا أن ذلك ليس بسحر ولا يمكن أن ينتج بالسحر فخروا سجدا بإعجاب وتذلل إلى الله (عز وجل )الذي استحالة بقدرته العصا إلى أفعى تلقف ما يأفكون، كذلك الأمر مع بقية المخلوقات، فربما كان اقرب للناس إلى الشعور بالأعجاز في خلقها هم أولئك حاولوا تقليدها فحالت الصعوبات دون هدفهم هذا فكان الفشل الذي قاسوا مرارته هو في حقيقته نجاح في الوقوف على المعجزة الخلق وهاك خبر أحد هؤلاء هو هاتز مورافك ( Hans marafek ) الذي قضى أربعين سنه في صناعة الربوت (الإنسان الآلي )وهو يأمل في يوم من الأيام أن توصله بحوثه إلى الصناعة روبوت بقدرات عقليه تضاهي قدرات العقل الإنسان فكتب مقالا في مجلة العلم الأمريكي لشهر شباط سنة 2000 يبين في هذا المقال نتائج بحثه لهذه السنين الطوال يقول هذا العالم في البداية تمت بدراسة الجهاز العصبي للحشرات والطيور والقوارض والإنسان ولم اكتف بالدراسة الوصفية الظاهرة بل طفقت أتابع الإشارات الكهربائية وهي تنتقل من شبكة الخلايا العصبية وعلمت بعد ذلك إن في الجهاز العصبي عمليات حسابيه تقوم بها خلايا الدماغ وهي تعالج المعلومات الواردة أليها من المحيط الخارجي عند ذلك أدركت أهمية وضع وحدة قياسية لحساب سرعة ومعدل معالجة المعلومات من قبل الخلايا العصبية فكانت هذه الوحدة هي MIP –Million Instruction Per se وتعني مليون عمليه حسابيه في الثانية الواحدة وقد تتصور أنها وحده كبيرة جداً لكنها في الحقيقة ليست كذلك ذلك لان دماغ الحشرات (الذبابة مثلا) يقوم بعشرة MIPS أي انه يقوم بحساب ومعالجة (10) ملايين إشارة عصبيه في الثانية الواحدة واعتقد انك الآن تتساءل عن دماغ الإنسان والقابليات التي أودعها الله (جل شأنه ) فيه في البداية أود أن أعلمك انه لم يكن أمراً يسيراً حساب قابلية الدماغ البشري على معالجة الإشارات العصبية الواردة إليه. لكن العلماء لم يتركوا الموضوع بشكل نهائي بل احتالوا عليه وذلك باستئصال جزء صغير من الدماغ وحساب العمليات التي يقوم بها ذلك الجزء ثم قياس هذا على الدماغ كله ورغم أن هذه الطريقة هي غير دقيقه تماماً (وذلك لأن الجزء قد لا يمثل من حيث التعقيد الدماغ ككل )إلا أن هذا هو ما بالمستطاع عمله، يعني سؤال أي جزء من الدماغ يمكن أن يستخرج ويوضع في ظروف هي قريبة من تلك التي في الجسد بحيث يبقى هذا النسيج العصبي يحافظ على حيويته وقابليته على معالجة المعلومات بشكل صحيح كي يتسنى للعلماء حساب هذه القابلية ومن ثم تعميم النتائج على الدماغ كله وبعد محاولات عديدة وقع الاختيار على شبكة العين التي هي في حقيقتها امتداد للجهاز العصبي في كرة العين تقوم هذه الشبكة بتحويل الضوء إلى إشارات كهربائية ثم تعالج هذه الإشارات معالجه أوليه قبل أن ترسل الدماغ عن طريق العصب البصري، وعند حساب معدل العمليات الرياضية التي تقوم بها شبكة العين تبين أنها تساوي ألف mips أي أن شبكه تقوم بمعالجة ألف مليون إشارة كهربائية في الثانية الواحدة !
ولما كان وزن الدماغ أثقل من شبكة العين بحوالي خمسه وسبعون ألف مره (75000) فلان هذا يعني أن الدماغ يقوم بمائة مليون عمليه حسابيه في الثانية الو أحده أي مائة مليون mtps !
أن أحدث الكومبيوترات التي صنعت في البداية القرن الواحد والعشرين يقوم بحوالي ألف وبذلك تكون قابلية الدماغ البشري واحد تعادل قابلية مليون كومبيوتر حديث ربطت بعضها ببعض لتقوم مجتمعه بمعالجة المعلومات التي يتعامل معها دماغ بشري واحد تخيل لو انك أردت أن تصنع روبوت (إنسان آلي ) يضاهي قدرتك، فان عليك إن تصنع في رأسه مليون حاسبة من النوع الحديث ولا أظن أن مخازن شركة صناعة الحاسبات يتسع هذا العدد فضلاً عن راس الروبوت، ثم هب انك نجحت في حشر وحقب هذه الحاسبات في رأس ( إنسانك ) !
فمن أين لك بالقدرة الكهربائية لتشغيل كل هذه الحاسبات معا انك ستحتاج ملايين من واطات الطاقة الكهربائية لتشغيل هذا الرأس العملاق في حين أن دماغك الذي يقرأ هذه الكلمات لا يحتاج إلى أكثر من عشرة واطات ليقوم بعمله على أتم وجه، ويبقى أن أخبرك إن أحدث الروبوتات التي صنعت حتى يومنا هذا هو ذلك الذي أنتجته شركة هوندا اليابانية والذي يصمم إنسان لكن له عقل لا يضاهي في قدرته عقل البعوض! فهو قادر على المشي وارتقاء السلم لكنه يقف بعد (25) دقيقه ذلك لان دماغه يستهلك ما في بطاريته من الكهرباء فتنفذ بعد
25 دقيقه من بداية مشيته، أرأيت ؟ هذا مظهر واحد من مظاهر القدرة ألالهيه تجلت لنا واضحة متلألئة عندما فشلنا في الارتقاء إليها فضلا على التغلب عليها وأظن إن ذلك قريب من موقف سحرة فرعون أمام عصا موسى (عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام) إلا إن هؤلاء سجدوا كلهم أجمعون أما سحرة الكومبيوتر فان فيهم من تكبر وطغى فارتد فرعونيا ولكل حساب عند رب السموات والأرض القادر على كل شيء .
قال الله تعالى:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ {73} مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) وصدق الله العظيم
يتبع بعون الله

ابن النعمان
02-25-2011, 08:36 AM
ملاحظات هامة
1- هناك فرق بين البرمجة الذاتية والبرمجة التشغيلية فالبرمجة الذاتية يجب ان تسبق البرمجة التشغيلية وتتوازى مع التصميم والصنع فهناك فرق بين ان ابرمج الكبيوتر على شىء معين (برمجة تشغيلية) وبين ان اصنع الكبيوتر مهيىء لهذه البرمجة (برمجة ذاتية).
2- اذا اقتصر اتصال الكائن بالعالم الخارجى على مجرد المعلومات فسوف يكون عالمه عالم مثالى للملل والرتابة وانعدم النظرات المستقبلية وبالتالى ان تطلع الكائن فى هذا العالم فلن يتطلع الا للتخلص من الحياة وهذا العالم هو العالم الوحيد الذى يمكن ان توجد فيه الخلية الاولى لعدم امكانية لتطوير اى حاسة نظرا لعدم وجود اى برمجة مسبقة لاستقبال هذه الحواس .