المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خبر الوزير الألماني المخادع الغشاش



هشام بن الزبير
03-01-2011, 06:36 PM
استقال وزير الدفاع الألماني كارل تيودور تسوغوتنبرغ Karl-Theodor zu Guttenberg اليوم من جميع مناصبه السياسية بعدما حاول عبثا أن يتجاوز الأزمة التي جره إليها خداعه وغشه. هذا الوزير الذي يفخر بأصوله النبيلة, والذي كان أمل الحزب المسيحي الإجتماعي في الإنتخابات المقبلة, إذ كان يهيئه ليخلف ميركل كمستشار لألمانيا, وجد نفسه فجأة في قلب عاصفة هوجاء أعياه الإنحناء أمامها. ويبدو أن ميركل لم تستطع أن تحميه طويلا فألجأته إلى التنحي.
الرجل حصل على شهادة دكتوراه في القانون سنة 1999 من جامعة بايرويت. وبدا مع سطوع نجمه في السياسة من الشخصيات التي تعقد عليها الآمال في ألمانيا التي تعاني من شيخوخة مجتمعها عامة, وطبقتها السياسية خاصة. واستغل الرجل منصبه كوزير للدفاع ليبدو بمظهر الرجل الحازم القوي, وعرف برحلاته المفاجئة لجنوده في أفغانستان, مما جر عليه استهجان الجمهور الذي ينفر من الحرب بسبب مآسي تاريخ الحرب العالمية الثانية. لكن الرجل تمادى في تبجحه بحربه على الإرهاب, قائلا إن مهمة الهندكوش تعزز أمن ألمانيا! ولعله يتزلف بذلك لليمين النازي المتصاعد ببلده. ومن عجائب القدر أن إحدى زياراته لم تكد تنتهي حتى قصف المجاهدون الأفغان مقر جنده فأردوا منهم قتلى بالعشرات, فاضطر إلى تمديد إقامته, وتعرض لمزيد من النقد في بلده.
كل هذا والوزير الشاب يخوض حربه الصليبية المغلفة بدعاوى محاربة الإرهاب, ويرى مسيرته تتكلل بالنجاح بشكل ملفت, إلى أن حصلت الكارثة.
فقد كشفت الصحافة أن شهادة دكتوراه الوزير منتحلة بالكامل تقريبا, وقد قام بعض الشباب بتصميم موقع خاص بالكشف عن مواطن الغش في رسالته, وقد اطلعت عليه فهالني ما رأيت, إنه لم يكتب شيئا من عنده. إنه نسخ مقاطع كاملة ولم يكد يغير إلا كلمة أو كلمتين هنا وهناك. بل إن فهرس ذلك الموقع الفاضح يتضمن في كل فقرة من فقرات بحثه مئات المقاطع المنتحلة. فما كان من الوزير إلا أن قال: الأمر بيد الجامعة, وهي تقرر إن كان ارتكب أخطاء, ثم اشتدت الأزمة فبدأ يعتذر على استحياء, ثم دعته صاحبة الأمر المستشارة ميركل على الأرجح إلى الإستقالة حتى لا يعصف بالحكومة كلها, فاستقال اليوم. فكانت هذه نهاية حزينة لأحلام وزير مخادع غشاش.
وحين أتفكر في هذا كله أتساءل: إن كانت نخبة القوم على هذه الخسة, فما بالك بعوامهم؟ وكيف حاولت حكومته ابتداء التستر عليه وحمايته؟ وكيف يطلع علينا الملاحدة في كل فرصة ليتبجحوا علينا بأخلاق الغربيين, وليتساءلوا في خبث: ما الحاجة إلى الدين, وهاهي الأخلاق عند الأوربيين من غير دين.
نحن لا ننكر أن للبشر عموما أخلاقا فطرية, لكن هل تصمد أمام النوازع المادية الدنيوية؟
وقد يقول قائل: هذا يقع عندنا أيضا لكننا لا نقوى على فضحهم وخلعهم, فأقول: وهل تظنون أن الألمان فضحوه حرصا على الأمانة العلمية؟ بل الأمر لا يخرج عن صراع سياسي وتصفية حسابات داخلية, إن الأمر كان على الأغلب معروفا عند النخبة, وتم توظيفه في الوقت المناسب لإقصاء خصم سياسي محتمل, وهذه من وظائف صحافة الإثارة في الغرب, فهي سيف مصلت في وجه الخصوم وشيطان أخرس في وجه الأصدقاء.

احمد الدهشورى
03-01-2011, 09:01 PM
مخادع إيه وغشاش يا شيخنا؟
أنا حموت من الحسرة؟!!
أكيد العادلى كتب أسماء المؤلفين فى رسالة الدكتوراة !!