المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من لطائف التفسير: ما غرك بربك الكريم!!



نور الدين الدمشقي
03-17-2011, 04:01 PM
من تفسير البغوي:

وقال ابن مسعود : ما منكم من أحد إلا سيخلو الله به يوم القيامة . فيقول : يا ابن آدم ما غرك بي ؟ يا ابن آدم ماذا عملت فيما [ علمت ] ؟ يا ابن آدم ماذا أجبت المرسلين
فهل خطر ببال أحدنا ان يجهز جوابا لهذا السؤال؟؟؟؟
اليكم جواب بعض اهل الفضل من التفسير ذاته:


وقيل للفضيل بن عياض : لو أقامك الله يوم القيامة فقال : ما غرك بربك الكريم ماذا كنت تقول ؟ قال : أقول غرني ستورك المرخاة .

وقال يحيى بن معاذ : لو أقامني بين يديه فقال ما غرك بي ؟ [ فأقول ] غرني بك برك بي سالفا وآنفا .

وقال أبو بكر الوراق : لو قال لي : ما غرك بربك الكريم لقلت : غرني كرم الكريم .

قال بعض أهل الإشارة : إنما قال بربك الكريم دون سائر أسمائه وصفاته كأنه لقنه الإجابة حتى يقول : غرني كرم الكريم .
فهلا استحيينا من كرم ربنا!!

عبدالله الشهري
03-20-2011, 11:04 AM
أحسن الله إليك.
اللهم ارحمنا. القرآن يفسر بعضه، ومما يغر بعض الناس ظنهم الغلط بالله ، (فذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم) ، والظن الخطأ أو السييء هو أصل الاغترار، لأنهم ظنوا أن ماهم فيه من الكرم الظاهر على حقيقته وليس كذلك (فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن)،

أبو القـاسم
03-20-2011, 11:30 AM
بارك الله فيك أخي الحبيب الغريب..هذا المنقول عن أهل الإشارة وغيرهم قول مقبوح لا ينبغي أن ينزل عليه خطاب العزيز الحميد, قال العلامة ابن القيّم : (اغترار بعض الجهال بقوله تعالى" يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم "فيقول: كرمه وقد يقول بعضهم: إنه لقّن المغترّ حجته!
وهذا جهل قبيح، وإنما غرّه بربه الغَرور، وهو الشيطان ونفسه الأمارة بالسؤ وجهله وهواه، وأتى سبحانه بلفظ الكريم وهو السيد العظيم المطاع الذي لاينبغي الاغترار به ولا إهمال حقه, فوضع هذا المغتر الغرور فى غير موضعه واغتر بمن لا ينبغي الاغترار به)
وهو كما ترى كلام نفيس مدلول عليه بالقران نفسه..لأن الله تعالى يتنزه عن أن يكون ساق الآية مساق "التغشيش"(!) للمغرور والحال أنه يدخل فيه الكافر دخولا أولياً
قال الحافظ ابن كثير في تفسيرها : هذا تهديد لا كما يتوهمه بعض الناس من أنه إرشاد إلى الجواب حيث قال : "الكريم " حتى يقول قائلهم غره كرمه بل المعنى في هذه الآية ما غرك يا ابن آدم بربك الكريم - أي العظيم حتى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق)
ثم قال معقبا على قول الصوفية المذكور : (هذا الذي تخيله هذا القائل ليس بطائل لأنه إنما أتى باسمه " الكريم " لينبه على أنه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السوء )
فالمعنى إذن -وهو ظاهر- : ما الذي جرأك على مخالفة أمري وعصياني وأنا الكريم معك..أهكذا تقابل نعمة ربك؟
فالجواب الطبيعي لو قدر أنه أجاب :الجهل..أو الظلم .."وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا", ومن العجائب أني سمعت الشيخ الشعراوي عفا الله عنه وغفر له يؤولها بهذا! مستعملا لفظ "التغشيش" بدل التلقين !!
والله أعلم

سعادة
03-20-2011, 10:41 PM
جزاكم الله خير اخي الفاضل

نور الدين الدمشقي
03-21-2011, 04:24 AM
احسن الله اليك ايها الفاضل...ونعم ما تفضلت به.