المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال للإخوة المسلمين : ما تعريفكم للشبهة ؟



أبو مريم
09-27-2005, 10:19 AM
معظم الموضوعات التى يقوم المسلمون بالرد عليها هنا تحتوى ما يطلق عليه شبهة حول الإسلام ولكن هل مفهوم الشبهة مستقر عندنا أم أنه مجرد تعبير هلامى يمكن أن يندرج تحته كل ما يصدر عن مخالف لنا فى العقيدة ؟
هل وصف القضية بأن فيها شبهة راجع إلى ذاتها أم إلى الواصف نفسه ؟ وهل ينبغى أن تكون مشتملة على تناقض مع قضية إسلامية أم لا ؟ وهل يشترط فيها أن تكون مستندة إلى مقدمات عقلية وشرعية أم لا ؟ وهل هناك قاعدة عامة تزول بها كل شبهة مهما كانت أم لا ؟ وما هو المنهج القويم فى الرد على الشبهات ؟ ..
فى انتظار مشاركات الإخوة للأهمية فالموضوع كما ذكرت آنفا تتعلق به معظم الحوارات فى هذا المنتدى .
ملاحظة نرجو من الإدارة تصويب عنوان الموضوع

أبو جهاد الأنصاري
09-27-2005, 10:43 AM
هذه عدة مواضيع وليست موضوع واحد يا أبا مريم.
ولا أبالغ إن قلت أنها تحتاج لمنتدى خاص للإجابة عن كل هذه التساؤلات.
وعلى كل حال سأحاول ( متحفظاً ) أن أقدم بعض من أفكارى حول تساؤلاتك فى هذا الموضوع.
تعريف الشبهة :
الشبهة هى : مسألة شرعية ، التبس فيها الباطل بالحق ، أو الخطأ بالصواب ، ويغلب على الظن فيها الباطل أو الخطأ ، ويصعب الترجيح بدليل قاطع. وقد ترجع الشبهة لذاتها أو للواصف نفسه ، أو لكليهما معاً. وقد تستند إلى مقدمات عقلية أو شرعية.
ويمكن وضع قواعد عامة تزول بها كل شبهة فى الشرع.
ويمكن وضع قواعد تختص بها كل شبهة حسب حالها.
أما المنهج القويم فى الرد على الشبهات فهذا موضوع كبيييييييييييييييير جداً يحتاج إلى :
1- عمل 2- جماعى 3- منظم 4- مستمر.
=============
ملحوظة :
لى بحث بعنوان : الروضة الندية فى كيفية رد الشبهات حول السنة والسيرة النبوية.
سأراجعه حتى يمكن أن أسهم فى هذا الموضع الخطيييييييييييير جداً إسهاماً إيجابياً.
جزاك الله خير.
وفى انتظار طرحك وتصورك للموضوع.

مالك مناع
09-27-2005, 11:59 AM
القضية مهمة وحيوية .. وهذا اللفظ (الشبهة) تلوكه الألسنة كثيراً بشكل استهلاكي غير مبرر!


هل مفهوم الشبهة مستقر عندنا أم أنه مجرد تعبير هلامى يمكن أن يندرج تحته كل ما يصدر عن مخالف لنا فى العقيدة ؟

عملياً .. هو تعبير هلامي لطالما استخدم في غير محله، والخطورة تكمن في اعتقاد المشتبه عليه بأنه على شئ!


هل وصف القضية بأن فيها شبهة راجع إلى ذاتها أم إلى الواصف نفسه ؟

هل كل ما يطرحه المشتبه عليه هو بالضرورة: شبهة؟!

الجواب: لا، ولذلك أعتقد بأنه يحكم على القضية بأن فيها شبهة باعتبارها هي وليس باعتبار الواصف نفسه، وإلا لما سلمت قضية (حتى شهادة أن لا إله إلا الله) من وصفها بالشبهة! وبتذكر ترهات وليد مثلاً التي يسميها هو - زوراً- بالشبهات يتبين ذلك.


أما عن تعريف الشبهة فأوافق أخي الحبيب أبو جهاد على نصفه وأخالفه في الآخر


الشبهة هى : مسألة شرعية ، التبس فيها الباطل بالحق ، أو الخطأ بالصواب ، ويغلب على الظن فيها الباطل أو الخطأ ، ويصعب الترجيح بدليل قاطع. وقد ترجع الشبهة لذاتها أو للواصف نفسه ، أو لكليهما معاً. وقد تستند إلى مقدمات عقلية أو شرعية.

فلا أعتقد إن إطلاق لفظ الشبهة يرجع للواصف - وقد بينت ذلك قبل أسطر قليلة -

ولا بد للشبهة أن تستند إلى مقدمات عقليه أو شرعية وإلا لكانت وهماً لا يرقى إلى مستوى الشبهات.

وباستعراض مراتب الإدراك الستة يُعلم أين محل الشبهة منها:

1)العلم: هو إدراك الشئ على ما هو عليه إدراكاً جازماً.

2)الظن: هو إدراك الشئ مع احتمال ضد مرجوح.

3)الشك: هو إدراك الشئ مع احتمال ضد مساوٍ.

4)الوهم: هو إدراك الشئ مع احتمال ضد راجح.

5)الجهل البسيط: هو عدم الإدراك الحق بالكلية.

6)الجهل المركب: هو عدم إدراك الحق مع اعتقاد خلافه.

ترهات وليد مثلاً تدور بين (4)و(5)و(6)، فهي لا ترقى لمستوى الشك لأنها في الغالب لا تستند إلى مقدمات عقلية سليمة أو شرعية صحيحة!


في ظني أن الشك (رقم 3) هو ما يصلح أن يطلق عليه شبهة فقط.

أما الظن فلا، لأنه يفيد العمل وقد ذكره الله في سياق المدح أحياناً ويقصد به المرتبة الثانية من مراتب الادراك(إني ظننت أني ملاقٍ حسابيه فهو في عيشة راضية)وذكره أيضاً في سياق الذم وبقصد به المرتبة الثالثة والرابعة من مراتب الإدراك(الشك والوهم) (إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون).



وهل هناك قاعدة عامة تزول بها كل شبهة مهما كانت أم لا ؟ وما هو المنهج القويم فى الرد على الشبهات ؟ ..

هذه لك يا أبا مريم وليست لنا .. بانتظار جوابك عليها أخي الحبيب

وجزاك الله خيراً على طرح هذا الموضوع المهم ..

أبو جهاد الأنصاري
09-27-2005, 02:35 PM
الأخ مالك يأبى إلا أن يطرح آفاقاً رحبة جداً للحوار.
جزاك الله خير.
نحن فعلاً فى أمس الحاجة إلى هذا التقنين يا أخوتى.
قد أتمكن لاحقاً - إن شاء الله - أن أشرح عناصر التعريف الذى قدمته.
وعلى الأخ مالك أن يبدو سبب أو أسباب عدم موافقته معى فى أى جزئية.
ليزيد الحوار اتساعاً ورحابة.
وأرجو أن يقوم الأخ أبو مريم بتحديد عناصر الحوار عنصر عنصر ويقوم بدور مهم فى إدارة الحوار حتى نركز على كل جزئياته ، ونخرج بمحصلة علمية عملية واضحة.
وربما يكون بداية لمشروع كبير فى كيفية رد الشبهات نحن فى أمس الحاجة إليه.
وأقترح أن يتغير اسم الرابط إلى هذا : (( كيفية رد الشبهات ))
بارك الله فيكم جميعاً.

أبو مريم
09-27-2005, 05:19 PM
جزى الله أخوى الكريمين أبا جهاد الأنصارى ومالك مناع خيرا على تلك المساهمات القيمة التى استفدت منها كثيرا وأعتقد أنه من الأفضل إفساح المجال لمن أراد من الإخوة الكرام المشاركة برأى أو تعليق أونقل من مصدر علمى حتى تتبلور الأفكار وتنضج ثم نبدأ بعد ذلك إن شاء الله تعالى فى ترتيب الأفكار وتنقيحها والخروج بتصور عام وشامل قدر الإمكان .

أبو جهاد الأنصاري
09-27-2005, 07:03 PM
أتلقى الكرة فى ملعبنا يا ابا مريم
إنها لمسئولية ثقيلة حقاً ولكن لا بأس
انتظر من المزيد إن شاء الله تعالى

أبو جهاد الأنصاري
09-27-2005, 10:21 PM
تعريف الشبهة
الشبهة هى : مسألة شرعية ، التبس فيها الباطل بالحق ، أو الخطأ بالصواب ، ويغلب على الظن فيها الباطل أو الخطأ ، ويصعب الترجيح بدليل قاطع. وقد ترجع الشبهة لذاتها أو للواصف نفسه ، أو لكليهما معاً. وقد تستند إلى مقدمات عقلية أو شرعية.
===========
شرح أركان التعريف:
1- الشبهة : (( مسألة )) بمعنى أنها تعبر عن تساؤل يدور فى الذهن.
كما يعنى أنها يجب أن تصاغ فى سؤال صريح وواضح ومحدد حتى يمكن الإجابة عليه ورد الشبهة ، ولذلك كثيراً ما نجد بعضهم يسوق شبهة ما ، فيظل يتحدث ويتحدث ، ولا تدرى ماذا يريد ، ولا تستطيع أن تضع يدك على موضوع واضح أو نقطة محددة. بحيث يؤدى هذا إلى اختلاف الأفهام عند تناولها وفهمها لموضوع الشبهة. كما يؤدى إلى ضياع الوقت ، ذلك عند عدم صياغة الشبهة فى سؤال فقد يؤدى إلى عدم فهم المجيب لمقصد السائل فيجيب عن شئ لا يسأله السائل. فيضيع الوقت والجهد فى مسألة غير مطلوب الإجابة عليها.
ولهذا أحاول التركيز دائماً عندى محاورتى مع أمثال هؤلاء أن يصيغوا الشبهة فى تساؤل واضح يبدأ بأداة من أدوات الاستفهام : من .... أين .... ماذا ..... متى ..... كيف .... لماذا، وهكذا.
2- الشبهة : (( مسألة شرعية )) ليخرج عنها ما هو غير شرعى ، كالأمور السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو النفسية ....... إلخ. فكل هذه الأمور لا تتعلق بموضوعنا.
3- الشبهة : يلتبس فيها الباطل بالحق.
أ- والالتباس يعنى دخول كل منهما فى الآخر بحيث يصعب الفصل بينها.
ب- والحق هو ما حقه الشرع.
ج – والباطل هو ما أبطله الشرع.
فليس المعيار هنا العادات ولا التقاليد ولا العرف والنظريات والمذاهب ولا التشريعات البشرية.
والتباس الباطل بالحق غالباً ما يكون عند غير المسلمين أو عند المسلمين من أهل الأهواء.
4- أو الخطأ بالصواب.
أ- والخطأ هو ما خطأه الشرع.
ب- والصواب ما صوبه الشرع.
ج – وهذا غالباً ما يكون عند المسلمين أصحاب العقيدة السليمة. كالخطأ فى اجتهاد أو ما شابه.
5- الشبهة يغلب الظن فيها تجاه الباطل أو الخطأ.
أ- فهذا هو محل الإشكال والاشتباه. فلو لم يكن الأمر كذلك لما صارت شبهة.
ب- والظن المقصود هنا عكس اليقين.
ج – ومقدار الظن يكون عند تساوى الطرفين.
د- وقد يتفاقم هذا الظن ليبلغ مرتبة الشك ومنه إلى مرتبة اليقين بصواب الشبهة.
6- صعوبة الترجيح :
وهذا هو مكمن الشبهة فلو أمكن الترجيح لانجلت الشبهة.
7- غياب الدليل القاطع.
والمقصود بالدليل هو الفهم الصريح على نص ثابت ،
والنص يكون من القرآن أو السنة الصحيحة.
وثبوت النص يعنى صحة نسبه إلى الله أو الرسول
، فلا تكون القراءات الشاذة دليلاً مثلاً ، وكذلك الحديث الضعيف.
والفهم الصريح : هو فهم السلف وهم أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وعلماء القرون الثلاثة الفاضلة.
وشرط قطعية الدليل مهم فقد يصح بعض الأدلة ولكنها لا تقوى لدرجة القطعية العلمية التى يحدث بها العلم اليقينى
يتبع .......

مالك مناع
10-01-2005, 03:15 PM
الإخوة الكرام ..

رغم حساسية الموضوع وأهميته بما يكمن فيه من خطورة تحتم علينا جميعاً ضرورة توضيح هذا المصطلح للمسلمين وبيان الأوجه الشرعية لاستخدامه وأثره من حيث النتيجة إلا أننا لم نلمس منكم أي تجاوب فيه ..

ولقد كنت أظن بأنه سيكون حديث المنتدى!



لذا نرفعه أملاً في التفاعل !

د. أحمد إدريس الطعان
10-01-2005, 05:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل أبا مريم ..
" فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله "
أظن أن هذه الآية الكريمة تبين لنا معنى الشبهة من خلال سياقها .. فالشبهة في اللغة تعني : الالتباس والمشتبهات من الأمور : المشكلات ..
والآية تبين لنا أن أصحاب القلوب المريضة يبحثون في كتاب الله عز وجل عن المواطن التي تشكل على ضعفاء العقول لكي يفتنوهم ، أو لكي يحرفوا كلام الله عز وجل .. وأظن أن التأويل هنا لا بد أن يكون بمعنى التحريف والتشويش لأنه جاء على سبيل الذم ..
ومن هنا يمكن القول إن الشبهة تعني القضية الملتبسة المشكلة وفيها يلتبس الحق بالباطل فيحتار العقل بينهما ما الحق وما الباطل في هذه المسألة ؟ كمثل إنسان يسير في طريق ثم فجأة تظهر له عدة مفترقات متشابهة فيحتار في اختيار الطريق الصحيح وهنا يحتاج إلى الخبير بالأدلة والقرائن والعلامات حتى يحدد طريقه ويتابع مسيره ..
وبالتأكيد فالشبهة تتسم بالنسبية إلى حد ما وذلك بسبب اختلاف العقول ، وتفاوت المدارك فما يكون شبهة لشخص ما قد لا يكون شبهة لشخص آخر .. وكلما كانت الشبهة شديدية الالتباس ، مدلهمة الأطراف كلما استحوذت على أعداد كبيرة من العقول ، وأربكت أصنافاً كثيرة من الناس ..
هل وصف القضية بأن فيها شبهة راجع إلى ذاتها أم إلى الواصف نفسه ؟ أظن أن الأمر يرجع أحياناً إلى كلا الطرفين الشبهة ذاتها والواصف نفسه ، وأحياناً إلى أحدهما ، بحسب الحال والمقام .

وهل ينبغى أن تكون مشتملة على تناقض مع قضية إسلامية أم لا ؟ بما أن الإسلام يغطي كل الجوانب الحياتية لللإنسان فلا بد أن تكون للإسلام كلمته في كل طارئ على مستوى الفكر أو الواقع ومن هنا فالشبهة لا بد لها من توصيف إسلامي .
وهل يشترط فيها أن تكون مستندة إلى مقدمات عقلية وشرعية أم لا ؟ بالتأكيد .

وهل هناك قاعدة عامة تزول بها كل شبهة مهما كانت أم لا ؟ وما هو المنهج القويم فى الرد على الشبهات ؟

الإيمان هو القاعدة الأساسية لرد كل الشبهات ، ولكنه الإيمان المبني على مقدمات عقلية سليمة .
لا بد أن يتضافر العقل والنقل لدعم هذا الإيمان وتثبيته وتنميته وتزكيته ، والإيمان يشمل كل وسائل التزكية والعبادة والذكر / الجانب الروحي أو الصوفي / وتعميق مشاعر الحب لله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم .. هذا فيما يتعلق بالمؤمن الذي رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد :salla2: رسولاً ..
وإذا قوي هذا الشعور فإنه يحجب الشبهات ويدحضها لأنه قائم على أحاسيس نورانية مدعومة بأدلة عقلية تبدد الشبهات بشكل دائم ومستمر .. أرأيت إلى المريض الذي يثق بطبيب مشهور ومجرب هل من الحكمة أن يظل دائماً يلح عليه بأسئلته حول الدواء ، من أين جاء ؟ وما تركيبه ؟ وطريقة استيراده ؟ واحتمالات تلوثه أو تبدله في الطريق ؟ أو .. أو ؟
أما الملحد أو الكافر الحقيقي وليس المزيف أو المكابر .. أعني الذي لم يصل بالفعل عقله إلى قناعة بالإيمان فهذا ليس لديه شبهات من النوع الذي نتكلم عنه وإنما هو مؤمن بالإلحاد / مؤمن سلبي / ولديه شبهات حول إلحاده إذا قويت هذه الشبهات تدفعه إلى الإيمان بالله عز وجل / الإيمان الإيجابي / فشبهاته هي من الضفة المقابلة للضفة التي نقف نحن عليها وهي شبهات محمودة يجب أن نقوم نحن بتعميقها لديه وتنميتها حتى تقوى فينتقل إلى ضفتنا ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

:emrose: :emrose: :emrose:

أبو جهاد الأنصاري
10-01-2005, 09:30 PM
الشبهة هى :
مسألة شرعية ، التبس فيها الباطل بالحق ، أو الخطأ بالصواب ، ويغلب على الظن فيها الباطل أو الخطأ ، ويصعب الترجيح بدليل قاطع. وقد ترجع الشبهة لذاتها أو للواصف نفسه ، أو لكليهما معاً. وقد تستند إلى مقدمات عقلية أو شرعية.
===========
(تابع) شرح أركان التعريف:
[8] الشبهة قد ترجع لذاتها :
وليس للواصف نفسه ، كما فى حالة المسلم الذى يشتبه عليه شئ من أمر الدين ، فمحل الاشتباه هو المسألة وليس ذات المسلم.
[9] الشبهة قد ترجع للواصف نفسه :
كما فى حال غير المسلم الذى اشتبه عليه شئ فى أمر الإسلام. سواء أراد الطعن فى الإسلام أم لا. فهنا قد يكون الاشتباه مقصود ( عن عمد ) أو غير مقصود. كما يندرج المسلمين المشَككين فى دينهم تحت هذا القسم ، فقد يكون مسلماً ولكنه مزعزع العقيدة ملقى إليه بالشبهات ، ومال إليها ، حتى أصبح هو نفسه يبحث عن الشبهات ويدافع عنها.
[10] قد تستند الشبهةإلى مقدمات عقلية:
وهذا هو الداعى إلى الاشتباه فى الأصل. ومثال هذا النوع ما قد يطلق عليه : ( التعارض الظاهرى بين العقل وبين الشرع ) ولا شك أن الشبهة فى هذه الحالة تكون ناتجة عن قصور فى فهم الأمر الشرعى.
[11] قد تستند الشبهة إلى مقدمات شرعية :
وهذا مثال ما قد يحدث فى : ( التعارض الظاهرى بين نصوص الشريعة ) وهنا أيضاً يكون اللبس فى العجز عن فهم النصوص الشرعية فهماً جيداً وحمل كل منها على الوجه الصحيح حتى يحدث التوافق بين النصوص.
[12ٍ] قد لا تستند الشبهة إلى مقدمات لا شرعية ولا عقلية :
وهذا يكون من قبيل المهاترات التى يلقيها الملاحدة من حين لآخر بل وتوجد كثيراً فى المنتديات ظناً بها أنهم يعجزون أهل الإسلام.
يتبع .....

د. أحمد إدريس الطعان
10-03-2005, 10:44 AM
بالأمس 3 / 10 / 2005 نوقشت في كلية الشريعة بجامعة دمشق رسالة ماجستير بعنوان الشبهة وأثرها في الأحكام ..
وهي طبعاً كما هو واضح من العنوان تتناول الشبهة بالمفهوم الفقهي // ... وبينهن أمور مشتبهات // ..ولكن الطالب في الفصل التمهيدي تعرض لمفهوم الشبهة عموماً .. ومنها الشبه العقلية ..

أبو جهاد الأنصاري
10-03-2005, 08:14 PM
المنطلقــــات
وهذه هى بعض المنطلقات والركائز التى يجب أن نرتكز عليها عند تصدينا لهذا الموضوع المهم الخطير (الرد على الشبهات)
(1) الإسلام دين رب العالمين ، وهو الدين الحق ، وما دونه فهو الباطل ، قال تعالى : (إن الدين عند الله الإسلام) [آل عمران : 19] ، (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين (85)) [آل عمران] ، وما يثيره أعداؤه حوله هو من قبيل الطعن فيع والعداء له.
(2) عند ردنا للشبهات التى يثيرها أهل الباطل هو من قبيل إثبات تهافت أقوالهم وضعف حججهم وكشف عدائهم وحقدهم الدفين للإسلام وأهله ، قال تعالى : (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر) [آل عمران : 118].
(3) أن شبهات أهل الباطل لن تنتهى ، ولن تقف عند حد ، لقوله تعالى : (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) [البقرة : 120] ، وقوله تعالى : (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) [البقرة : 217].
(4) أن منهج الإسلام فى الرد على أهل الباطل يرتكز أصلاً على المحاجة بالقرآن والسنة ، ومع هذا فإن الإسلام لا يغفل أهمية العقل فى المحاجة والإقناع ، وشواهد هذا كثيرة جداً فى القرآن : (أفلا يعقلون) ، (أفلا يتدبرون).
فالقرآن يحاج المشركين لإثبات وجوب أن يكون الإله إلهاً واحداً لا شريك له ، فيقول : (قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا على ذى العرش سبيلا (42) سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً (43)) [الإسراء] ، ويقول : (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) [الأنبياء : 22] ، وقال : (وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون (91)) [المؤمنون]
ولا شك أن هذه كلها أدلة عقلية محضة ، يحاج بها الكافر والمشرك لإثبات أن للعالمين إله واحد مستحق للعبادة.
(5) أن منهج أهل السنة والجماعة فى رد شبهات أهل الباطل يعتمد اعتماداً كلياً على الوحيين (القرآن والسنة) ، بفهم سلف الأمة ، وهم علماء القرون الثلاثة الفاضلة الأولى الذين زكاهم النبى – صلى الله عليه وسلم – حين قال : (خيركم قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) [متفق عليه من حديث عمران بن حصين]. ولا تكون المحاجة بفهم أو أسلوب الفلاسفة ولا المتكلمة. والشاهد من القرآن قوله تعالى: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) [التوبة : 6] فالمأمور به هو إسماع كلام الله.
يتبع .....

الفاروق
10-03-2005, 09:45 PM
ماشاء الله لاقوة إلا بالله
تسجيل متابعة للموضوع, وبارك الله بأساتذتنا

أبو جهاد الأنصاري
10-04-2005, 03:24 PM
(1) إن ردنا للطعون التى يثيرها أهل الزيغ والبهتان وتفنيدنا للشبهات التى يقع فيها ممن يدخلون باب العلم الشرعى من أبواب غير شرعية ، هو من مقتضى إيماننا بأن : "محمد رسول الله" صلى الله عليه وسلم ويجب علينا أن نعلم أن من حقوقه علينا :
أ- تصديقه فيما أخبر.
ب- طاعته فيما أمر.
ت- الانتهاء عما نهى عنه وجزر.
ث- ألا يعبد الله إلا بما شرع.
كما يجب أن يتحول هذا الحب ويخرج عن حيز القول إلى حيز العمل الإيجابى الفعال المنتج ، وأن نتبع فى ذلك وسطية الإسلام بلا غلو ولا تفريط.
(2) أنه لا يوجد ثمة تعارض بين نصين شرعيين ثابتين ، ولكن يكون القصور فى الفهم ، ورد الشبهة يؤدى إلى إثبات دلالة كل نص ، لقوله تعالى : (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً (28)) [النساء]
(3) أن الهدف الأساسى من وراء تأصيل هذا المنهج هو
أ- تثبيت عقيدة المسلمين الذين يتعرضون لموجات من التيار الإلحادى أو التنصيرى.
ب- دعوة المتشككين والمشككين من غير المسلمين للدخول فى الإسلام.
ت- دعوة أهل البدع والأهواء من المسلمين على ترك بدعهم ، والتمسك بالسنة.
ولا يكون الهدف من وراء ذلك هو إثبات صحة ما جاء به الإسلام ، ولا أن نقف موقف المنهزمين نفسياً أمام حضارة الغرب الزائفة ، ولا موقف الضعفاء أمام تعصب أهل البدع ، ولن حرى بنا أن نقف موقف الدعاة المبرزين لمحاسن الإسلام ومناقبه.
والدافع من وراء ذلك هو أننا قد وجدنا عدد ممن تصدر للدفاع عن الإسلام ورد شبهات أهل الباطل نجدهم قد غلب على أسلوبهم أسلوب المنهزم نفسياً ، والدفاع من موقف الضعف والانكسار ، وجعل الحضارة الأوربية هى الصورة المثلى لما يجب أن يكون ، ومحاولة تقريب الشرع من الصورة الغربية.
(4) ضرورة التأكيد على أن الإسلام هو السنة ،وأن السنة هى الإسلام ، وإن شئنا نوعاً من التفصيل نقول : أن كمال الإسلام يتمثل فى اتباع السنة ، وأن التفريط فيها هو تفريط فى عموم الإسلام.
انتهت المنطلقات ، ويتبعها أنواع الشبهات التى أثارها أعداء الإسلام حوله بوجه عام. والله المستعان

أبو جهاد الأنصاري
10-04-2005, 03:36 PM
أنواع الشبهات
التى أثارها أعداء الإسلام حوله
بوجه عام.
أولاً : شبهات فى مصدرى التشريع الإسلامى الأساسيين ( القرآن والسنة ) ومدى أو ثقيتهما. كادعائهم بأن القرآن ليس من عند الله ، بل جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عند نفسه ، أو أن السنة التى نقلت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليست صحيحة النسبة إليه ، وأنها محرفة ، وأنها ليست محلاً للاحتجاج.

ثانياً : شبهات حول النبى صلى الله عليه وسلم : كـ (نفى نبوته ، حياته ، أزواجه ، ............ إلخ).

ثالثاً : شبهات حول تعاليم الإسلام ومبادئه : (الجهاد ، تعدد الزوجات ، الطلاق ، المواريث ، الحجاب ، وضع المرأة فى الإسلام ........ إلخ).

د. هشام عزمي
10-06-2005, 05:00 PM
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : (( وأما التشابه الخاص فهو : مشابهة الشيء لغيره من وجه مع مخالفته إياه من وجه آخر حتى يشتبه على بعض الناس أنه هو أو مثله وليس كذلك ، وهذا التشابه إنما يكون لقدر مشترك بين الشيئين مع وجود الفاصل بينهما ؛ إذ ما من شيئين إلاَّ ويجتمعان في شيء ويفترقان في آخر ، ثم من الناس من لا يهتدي للفصل بينهما فيكون مشتبهاً عليه ، ومنهم من يهتدي لذلك - وهم الراسخون في العلم و الإيمان - فلا يكون مشتبهاً عليهم )) .

و يقول ابن القيم : (( وإنا سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها ، فإنها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل ، وأكثر الناس أصحاب حسن ظاهر . فينظر الناظر فيما ألبسته من اللباس فيعتقد صحتها . واما صاحب العلم واليقين ، فانه لا يغتر بذلك بل يجاوز نظره الى باطنها ، وماتحت لباسها ؛ فينكشف له حقيقتها )) .

و لبحث تأصيلي بعنوان (التشكيك والاستشكال في نصوص الشرع المعصوم المحكم) على هذا الرابط :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15501

نضال مشهود
06-30-2010, 10:48 AM
موضوع ممتاز بارك الله فيكم ومشاركات طيبة من مشايخ طيبين حفظهم الله وأبقى نفعهم.

نأمل المزيد . . يسر الله أمركم .

نضال مشهود
06-30-2010, 12:31 PM
ولعلي أبدي هنا شيئا من أفكاري وفهومي - والله المعين :


معظم الموضوعات التى يقوم المسلمون بالرد عليها هنا تحتوى ما يطلق عليه شبهة حول الإسلام ولكن هل مفهوم الشبهة مستقر عندنا أم أنه مجرد تعبير هلامى يمكن أن يندرج تحته كل ما يصدر عن مخالف لنا فى العقيدة ؟
الشبهات في مثل هذا السياق هي: مسائل (أي دعاوى وعقائد) أو دلائل التبس فيها الحق بالباطل.

هل وصف القضية بأن فيها شبهة راجع إلى ذاتها أم إلى الواصف نفسه ؟
الالتباس قد يقع في نفس المسألة أو الدليل، وقد يقع في فهم الشخص له.

فالأول يكون في صياغة المسائل أو في كيفية الدلائل.
أما في صياغة المسائل فمثل أن يكون الحق أخص من الدعوى، وذلك نحو قول القائل: (الإسلام يدعو إلى الحرية) فإنه لا يقبل على إطلاقه لإن الإسلام لا يدعو إلى التحرر من كل شيء، بل من الطواغيب وموانع الإخلاص؛ ونحو قول القائل: (الإسلام يدعو إلى الإرهاب) فإن الإسلام لا يدعو إلى الإرهاب في كل شيء، بل إرهاب أعداء الله بإعداد العدة والعدة لجهادهم.
وأما في كيفية الدلائل فمثل الاستدلال بما ليس بدليل وإن أشبهه، ومثل الاستدلال بانتفاء الملزوم على انتفاء اللازم، والاستدلال بثبوت اللازم على ثبوت الملزوم، والاستدلال بعدم العلم أو عدم الوجدان على عدم الثبوت والوجود، ومثل الاستدلال بانتفاء دليل معين على انتفاء المدلول الذي له أكثر من دليل، وهكذا.

وأما الثاني فمثل أن يكون الشخص فهم من العبارة ما هو أعم منها أو أخص أو ما هو خارج عنها. وذلك نحو أن يفهم الشخص من قول الله تعالى (خالق كل شيء) أنه عام لجميع ما تطلق عليه الشيئية بما فيه الخالق نفسه وأسماءه وصفاته، ونحو أن يفهم من قوله تعالى (وآتوا الزكاة) أنه أمر لمعاصري النبي صلى الله عليه وسلم خاصة دون سائر القرون، ونحو أن يفهم من قوله تعالى (وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ) أنه يراد به هذا الإنجيل المحرف.

وهل ينبغى أن تكون مشتملة على تناقض مع قضية إسلامية أم لا ؟
لا يشترط في مسمى (الشبهة حول الإسلام) إلا حصول الالتباس معها وإن لم يؤد إلى التصريح بمناقضة الحق.

وهل يشترط فيها أن تكون مستندة إلى مقدمات عقلية وشرعية أم لا ؟
لا، بل لا يشترط فيها غير الاستناد إلى تعلق قلوب الناس بها وتأثيرها على تشكيك اليقينيات.

وهل هناك قاعدة عامة تزول بها كل شبهة مهما كانت أم لا ؟
نعم، وهو قاعدة اليقين والإبصار. قال تعالى: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون). وفي الحديث المرسل: (إن الله يحب البصير الناقد عند ورود الشبهات ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات). فباليقين للحقائق الثابتة تدفع الخاطرات الواهيات والتشكيكات التافهات، وبالإبصار لتفاصيل المعاني ومقاصد الألفاظ تدفع التلبيسات السوفسطائيات والتعميمات المجملات المضلات.

وما هو المنهج القويم فى الرد على الشبهات ؟
نتبع فيه خطوات ثلاث:
(1) تحديد موضع الاشتباه ومحله وسببه تحديدا واضحا
(2) معرفة الحق في القضية بدليله معرفة محكمة مفصلة
(3) تمييز الحق من الباطل ونصر الحق ودحض ما خالفه من الأباطيل

والله أعلم ، وهو الموفق للصواب.

نضال مشهود
06-30-2010, 02:20 PM
نتبع فيه خطوات ثلاث:
(1) تحديد موضع الاشتباه ومحله وسببه تحديدا واضحا
فقد يكون الاشتباه في نفس صياغة القضية،
وقد يكون في كيفية الاستدلال وعرض الأدلة،
وقد يكون في فهم الشخص للقضية أو للدليل.

وكل منها قد يكون سببه أمرا حسيا،
وقد يكون أمرا سمعيا،
وقد يكون أمرا فكريا،
وقد يكون أمرا موصوفا بأكثر من صفة.

ومحصل كل منها قد يكون نوعا من التعارض والتناقض،
وقد يكون نوعا من الظلم والغلو واختلال الموازين،
وقد يكون نوعا من سخافة الأقوال ومنكر العقائد والأفكار،
وقد يكون شيئا سليما لا خلل فيه وإنما يُعتقد أنه باطل أو مذموم.

(2) معرفة الحق في القضية بدليله معرفة محكمة مفصلة
وذلك بأن نعتمد في استنتاج الحق على الثابت من المشاهدات إن كان الأمر حسيا،
أو الثابت في الوارد عن المعصوم إن كان الأمر سمعيا خبريا،
أو الثابت في موازين العقل إن كان الأمر فكريا.

وبعد هذا الاستنتاج، فإما أنه يظهر لنا الحق ظهورا واضحا بينا لا يقبل التشكيك بحال ولا يتطرق إليه أي احتمال،
وإما أنه لا يظهر لنا إلا رجحان أمر على أمر مع عدم القطع في القضية وعدم الجزم بانسداد احتمال آخر.
فالأول هو الحق المقطوع المحكم، والثاني هو الراجح الظاهر المظنون.

(3) تمييز الحق من الباطل ونصر الحق ودحض ما خالفه من الأباطيل
وذلك يكون بالتسوية بين المتساويات، والتنظير بين المتناظرات،
وبالتفريق في الأحكام بين المتفرقات والمتضادات والمتناقضات،
مع تدقيق جهات الاتفاق والاختلاف بين الأشياء تدقيقا واضحا يفي بالمقصود،
فقد يكون الشيئان متفقين في جهة مختلفين في جهة، فيشتركان في شيء من الأحكام ويفترقان في آخر،

والحق هنا إما أن يكون شيئا موجودا ثابت الوجود،
وإما أن يكون شيئا مطلوبا ثابت النافع صالحا مرضيا.
فنصر الأول يكون بإثبات وجوده بالأدلة الحسية والسمعية والعقلية،
ونصر الثاني يكون بإثبات صلاحه ونفعه بالأدلة الحسية والسمعية والعقلية.

وكذلك الباطل: إما أنه معدوم يتوهم وجوده، وإما أنه فاسد ضار يتوهم أنه صالح نافع،
ودحضه يكون بطرق ثلاث معروفة في علم الجدل، وهو الممانعة والمناقضة والمعارضة.

والله الموفق للسداد.