المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشريعة الاسلامية



ابو زيد القيرواني
03-22-2011, 05:42 AM
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على محمد واخوانه الانبياء والمرسلين واله الطاهرين



الشريعة الاسلامية كل لا يتجزا
قال تعالى
أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ

وقال تعالى


وقال تعالى
وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ

وقال تعالى
ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ


فالانسان المسلم هو انسان مكلف من قبل الله تعالى باومر ونواهي مثل الصلاة والصوم واجتناب الخمر والزنا الخ

وكذلك الدولة المسلمة مكلفة من الله تعالى باومر ونواهي

ومن هذه التكاليف

الوحدة بين المسلمين والسعي وعدم النزاع بينهم

قال تعالى
وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ

فمن واجب المسلمين حسب الشريعة السعي الى الوحدة واقامة دولة متحدة تعمل على الاستفادة من ثرواتهم و تجمعهم تحت راية واحدة وذلك عبر الوحدة الاقتصادية والسياسية
فان كانت فرنسا وايطاليا وهي دول كبرى عملت على التوحد
ورات في ذلك ضرورة فما بالك بنا نحن

ونحن يمككنا ان نتجاوز مرحلة الاتحاد الاوروبي لانه بلغ حده نظرا لاختلاف دوله في التاريخ واللغة
ويمككنا ان نصل الى مرحة الولايات المتحدة التي هي صورة من صور الخلافة

والشريعة تامر الدولة المسلمة ان تكون مبنية على العدل والشورى
ومحاسبة الحاكم

والشريعة تامر الدولة بتوفير الحاجيات الاساسية للفقراء واصحاب ا لحاجة وترفض ان يكون هناك مسلم شبعان وجاره جائع
فالدولة مكلفة بتوفير الكرامة للمواطن عبر الزكاة والضرائب العادلة

لهذا كله كان تقرير الإسلام لحق الإنسان فى معيشة ملائمة اصطلح الفقهاء على تسميتها " حدّ الكفاية " الذى يوفر للإنسان ـ كل إنسان ـ كما قال الإمام ابن حزم بيت يؤويه وطعام يكفيه وزوجة وخادم ودابة
وبذلك تغيب الحاجة للسرقة والاعتداء فلا يفعل ذلك الا من احاط به الشر فيردعه الحد الشديد
وفي نفس الوقت تمنع الكوارث مثل الخمر
لاننا نرى مثلا ان في بلدان مثل فرنسا ياخذ الكثير منحة بطالة فيدفعهم ادمانهم على الخمر والمخدرات الى صرفها في هذه الامور عوض الطعام والمسكن
فيصبح متشردا رغم ان الدول اعطته حد الكفاية
ويصبح نتيجة ادمانه غير صالح للعمل ويهلك في هذه الظروف المزرية

ومن واجب الدولة ايضا تشجيع البحث العلمي واكتشاف اسرار الطبيعة
قال تعالى
قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

والمرض والنبات والبرق والمطر كلها خلق
فيجب على الامة ان تنظر كبف بدات هذه المخلوقات وذلك يعني اكتشاف اسرار الطبيعة

وهذا يتطلب اختيار العباقرة وتوفير الظروف الملائمة لهم
لان العباقرة نسبتهم متقاربة في جميع الدول
الا ان عباقرة امريكا في المختبرات ولهم رواتب عالية
وعباقرة مصر وتونس وسوريا والسعودية ... يحششون واعمالهم وبراءة اختراعاتهم في ادراج منسية
الا من رحم ربك
ومن وصل منهم يتم اغراءه بالذهاب الى الغرب



والدولة ايضا منهية عن الربا وتوفير اسبابه
وهي مطالبة بتوفير بنوك مبنيه على الطرق الاسلامية من مضاربة وغيرها

فلا يكون البنك رابحا في كل الاحوال
بل شريكا
ان ربح المشروع ربح هو والباعث للمشروع
وان خسر المشروع لا يعود على املاك الانسان فيفلسه

وهذا النظام الربوي لمن علم حقيته هو سبب دمار للعالم

فهؤلاء لا يجعلون من الاوراق النقدية تعبيرا حقيقيا عن الثروة من ذهب وغيره
بل ينتجون هذه الاوراق اذا طلب منهم انسان مثلا قرض
فالبنك ليس عنده مال يعطي منه
بل عنده مدخرات في البنك المركزي
مثلا 100 مليون دولار
تسمح له ان يقرض مليار دولار
فيتم انتاج النقود ان جاء انسان يطلب قرضا

فينتجون مبلغا معينا في السوق
ويطلبون هذا المبلغ مع فوائده

فتكون النتيجة الحتمية ان هناك مجموعة لن يمكنهما ان تدفع هذا القرض بارباحه المحرمة
فتضيع عوائل وتخرب بيوت
والحل هو ان يزيد قرضا اخر
ولكن هذه دائرة مفرغة
فهذا النظام يقوم على ان هناك نسبة من الناس ستضيع
والمساكين يعملون ويفعلون المستحيل
ولن يتمكنوا من سداد القرض مع فوائده
لان اصحاب القرار وهم الماسونيون يطلبون اكثر من النقود التي وضعوها في العالم
ويستعبدون الناس بذلك
كان لهم عبيد يعملون وهو مجبرون على اطعامهم
فملوا من ذلك واصبح لهم عبيد لا يطعمونهم

نسال الله السلامة
ولذلك هم يخافون قيام الخلافة من جديد
لان دولة الخلافة لن تفعل هذا
ولن تلقي القمح الزائد في البحر
بل تعطيه لشعبها وتدخر وتتصدق على فقراء العالم


فالدولة الاسلامية المطبقة للشريعة هي دولة موحدة تقوم على العدل والشورى ومحاسبة الحاكم وقوة القضاء
حتى انه يروى ان عليا كرم الله وجهه وهو امير المومنين تنازع مع يهودي على درع
فذهبا الى القاضي فحكم لليهودي

وهي ايضا تحمي المواطنين من الاجرام عبر تطبيق الحدود
فهي خير رادع لهؤلاء
والاسلام دفع الحدود بالشبهات
ولكن ان توفرت الشروط لاقامة الحد يجب ان يقام
وان كان هناك ما يدفعه يمكن اللجوء الى عقوبات اخرى
فهو عقوبة الجريمة المستوفية للشروط

الا ان بعض من يزعمون انهم اسلاميون طبقوا الحدود اي عقوبة الخروج على الشريعة قبل ان يطبقوا الشريعة من وحدة وعدل وشورى وكفاية للمجتمع

كما استعمل الكثير منهم الحد لارهاب الخصوم السياسين

وهذه نتيجة تطبيق جزء من الشريعة وعدم تطبيق جزء اخر

فان طبقنا الحدود ولم نطبق العدل
استعمل الحاكم الفاسد الحدود لارهاب الخصوم
فيلفق لخصمه السياسي تهمة السرقة ليقطع يده
فيشوه الشريعة
ويقطع يد انسان لم يوفر له حد الكفاية
فيؤدي ذلك الى فشل وصورة سيئة
وهذا من اهداف الحركة الماسونية ولا يستبعد انها تدعم وجود هؤلاء الاسلامين الغير مطبقين لكل الشريعة بل لجزء منها وهو الحدود

وان طبقنا الكفاية دون الحدود
ظهر لنا الكثير من المجرمين الذي لا يردعهم السجن
ولم يامن الناس على اموالهم وانفسهم
واصحاب السوابق في الدول المتدقمة خير دليل

حيث
استمر وجود الجريمة بكثرة لان هناك اناس لا يردعهم السجن

فان تصورنا مثلا ان عدد الذين يتم قلع اعينهم ظلما بتعمد هو 10 كل عام

فنحن لدينا 10 مواطنين ابرياء تم اقتلاع اعينهم من مجرمين
وعندنا 10 مجرمين في السجن
يمكن ان يهددوا الضحية بالخروج واعادة الكرة ان اشتكى بهم
او اقتلاع اعين ابنائهم وبناتهم ان وجودا فيهم شجاعة

ولكن في حالة تطبيق القصاص
فالكثير سيخافون ان علموا ان اعينهم ستقتلع ان قلعوا عين انسان دون حق عمدا
فسينخفض العدد ربما الى2

فاصبح لدينا 2 ابرياء اقتلعت اعينهم
ظلما
و2 مجرمين اقتلعت اعينهم قصاصا
و 0 سجين

بينما في حالة عدم تطبيق القصاص عندنا 10 ابرياء مقتلعة اعينهم
و 10 مجرمين في السجن

فهذه من حكم الله تعالى
قال تعالى
ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب لعلكم تتقون

فالشريعة الاسلامية يجب ان تطبق ككل
وهذا ما بشر به النبي عليه الصلاة والسلام بعد نهاية الحكم الجبري الذي نفسره بالدكتاتوري

تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضّاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت


والله اعلم