المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام يمنعنا ومصر تجمعنا!!



زاد المعاد
03-27-2011, 12:47 AM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليلهُ أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح للأمة فكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين





فـ اللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته ورسولاً عن دعوته ورسالته وصلى اللهم وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين .





أما بعد...





فحياكم الله جميعاً أيها الإخوة الفضلاء الأعزاء وأيتها الأخوات الفاضلات وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعا من الجنة منزلا





وأسأل الله الكريم جل وعلا الذي جمعني بحضراتكم في هذا البيت العامر على طاعته





أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة





وإمام النبيين في جنته ودار إقامته إنه ولي ذلك ومولاه





أحبتي في الله





الإسلام يمنعنا ومصر تجمعنا


خطبة الجمعة الماضية للشيخ/ محمد حسان

للقراءة



http://www.4shared.com/document/Y719e1bj/___.html


للمشاهدة

http://www.alrahma.tv/Pages/Liberary/Details.aspx?ID=6174

زاد المعاد
03-27-2011, 01:03 AM
هذا هو عنوان لقاءنا مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم المبارك


إنني أكرر دائما وأقول لا ينبغي أن يكون العلماء والدعاة إلى الله بطرحهم العلمي والدعوي في جانب


وأن تكون الأمة بمشكلاتها وأزماتها في جانب آخر


ومن هذا المنطلق فأنتم تتابعون معي حالة من الفزع والخوف والرعب من الإسلام والإسلاميين تتناولها كل الفضائيات وكل وسائل الإعلام لا سيما بعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية المؤخرة


رأينا حالة من الفزع وحالة من الخوف تصل في بعض الحوارات واللقاءات إلى حد الرعب من الإسلام بصفة عامة ومن الإسلاميين باختلاف اتجاهاتهم وانتماءاتهم بصفةٍ خاصة .


فأردت أن أبين للجميع في هذا الموضوع الذي اخترت له هذا العنوان


الإسلام يمنعنا ومصر تجمعنا


أردت أن أبين للجميع أنه لا داعي على الإطلاق لهذا الخوف وهذا القلق وأود منذ البداية أن أسجل لحضراتكم


ليس من العدل والإنصاف أن أحاكم الإسلام كدين أو أن أحاكم المنهج السلفي كمنهج لمجرد أن يخطئ بعض الشيوخ أو بعض المنتسبين إلى هذا الدين أو إلى هذا المنهج


فخطأي أنا كفرد لا ينبغي على الإطلاق أن يحمل لدين ولا يجوز عقلاً ولا شرعاً ولا نقلاً أن يحمل لمنهج.


فالدين منهج رباني ومنهج نبوي سواء انتمى إلى هذا الدين السلفيون أو الإخوان أو الجمعية الشرعية أو أنصار السنة أو غيرهم من الطوائف والجماعات


الإسلام أكبر من كل هذه الانتماءات


الإسلام أكبر من كل هذه الجماعات


الإسلام أعظم من كل هذه الطوائف


فلو أخطأت طائفة أو جماعة أو عالم أو شيخ أو حزب


ليس من العدل ولا من النقل والعقل


أن أحاكم هذا الدين الرباني والنبوي لخطأ وقعت فيه جماعة


أو لانحراف وقع فيه طرف ينتسب إلى هذه الطائفة أو تلك


"تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ"


لا يقوم بها عاقل فضلاً عن عالم عادل منصف


فالإسلام يمنعنا


يمنعنا من ماذا


تدبروا معي هذا الكلام اليوم فإن كل كلمة في غاية الأهمية


الإسلام يمنعنا من الإكراه في الدين


الإسلام يمنعنا أن نكره أحداً أي أحد على الدخول في الدين


فهل يجيز لنا الإسلام بعد ذلك


أن نكره أحداً في الرأي؟


أطرح السؤال مرة أخرى


الإسلام يمنعنا من أن نكره أحداً أي أحدٍ في الدين


فهل يجوز لنا في كنف هذا الإسلام العظيم أن نكره أحداً في الرأي ؟


والجواب لا


إذا كان الإسلام يمنعنا عن إكراه الناس في الدخول فيه فكيف يعلمنا أن نكره الآخرين على الالتزام بآرائنا واختياراتنا واجتهاداتنا


قال ربنا جل جلاله "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ" اسمع لهذا الخطاب الرباني للحبيب النبي صلى الله عليه وسلم " وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ

تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ "



خطاب من رب العالمين لسيد الدعاة لإمام التقاه


أخاطب أهل الأرض عامة


وأهل مصر خاصة


من الإسلاميين والليبراليين والنصارى


أخاطب كل المحاورين


وأقول لهم اطمأنوا ولا تخشوا من الإسلام ولا تحاكموا الإسلام لخطأ وقع فيه محمد حسان أو غيره


الإسلام أكبر من كل الدعاة وأبقى من كل الدعاة والعلماء


الإسلام لا يكره أحداً على الدخول فيه


بعد البلاغ والبيان


وأرجو أن تنتبهوا لهذه الكلمة


بعد البلاغ والبيان


بحكمة بالغة وموعظة حسنة


وكلمة رقراقة مهذبة


ليس من حقنا بعد البلاغ عن الله ورسوله بهذه الضوابط


أن نكره أحد أي أحد على أن يدخل ديننا


الله يخاطب نبينا


الذي كاد يقتل نفسه من الحزن والألم على أن لا يدخل المشركون في الإسلام " فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا

الْحَدِيثِ أَسَفاً "



يعني لا تقتل نفسك حسرات يا رسول على آثار هؤلاء المشركين لبعدهم وإعراضهم عن الدخول في دين رب العالمين


فالذي يملك القلوب هو الله والذي يملك الهداية هو الله "يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ"


ليس من حق أحد أن يكره أي أحد على الدخول في الدين


فلو شاء ربك لأمن أهل الأرض جميعاً


يقول سبحانه "وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا "


أنا ما وجدت تأكيداً في آية من كتاب الله كهذا التأكيد "وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا َ"


ثم يقول لحبيبه المصطفى


" أَفَأَنتَ" أي أَفَأَنتَ يا محمد بأبي وأمي وقلبي وروحي " تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ "


قال جل جلاله " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" ما أروع ديننا وما أعدل وأعظم إسلامنا


يقول ربنا " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ" ، يقول جل وعلا "وَقُلِ الحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً "


إننا نعتقد اعتقادا جازماً قاطعاً كالشمس في ضحاها والنهار إذا جلاها


نعتقد أن أهل الإيمان في جنب أهل الشرك كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر


اسمع ما أقول


تلك حقيقة حقيقة ثابتة شرعاً وقدراً


لقد شاء ربي وآراد إرادة كونية قدرية فالإرادة في كتاب الله نوعان


إرادة كونية قدرية


وإرادة دينية شرعية


انتبه لكل كلمة أرددها


أقول شاء ربي وأراد إرادة كونية قدرية


أن يكون أهل الإسلام قلة


أن يكون أهل الإيمان قلة


في جنب أهل الشرك


أكرر مرة ثالثة


تلك حقيقة ثابتة شرعاً وقدراً


إرادها الله إرادة كونية قدرية


قال تعالى "وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ "


قال تعالي " فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا"


قال تعالى " وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ "


قال تعالى" وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَنفِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ"


قال تعالى " وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ "


قال تعالى " وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ "


قال تعالى "إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ"



وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم


في قضبة شعر أي في خيمة شعر في خيمة صوف فقال بأبي وأمي وقلبي وروحي لأصحابه : أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ؟ قالوا نعم . فقال بأبي وأمي وقلبي وروحي :


أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ قلنا نعم . فقال بأبي وأمي وقلبي وروحي :


أترضون أن تكونوا شطر أي نصف أهل الجنة ؟ قال الصحابة نعم. فقال صلى الله عليه وسلم : والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة

وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة أو مؤمنة


وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود ، أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر"


ألم أقل لكم يا أحبابي


تلك حقيقة ثابتة شرعاً وقدراً


وانتبه لكل لفظة


أقول حقيقة ثابتة لكن أقول أرادها ربنا إرادة كونية قدرية


ففرق بين الإرادة الدينية الشرعية والإرادة الكونية القدرية


والحق يخرج من مشكاة واحدة لا تعارض بين الأدلة في القرآن ولا بين الأدلة في سنة النبي عليه الصلاة والسلام


فلابد أن نعتقد اعتقاد جازماً هذه الحقيقة .. وأن نعلم علم اليقين .. أنه مع ذلك


لم يتوقف النبي صلى الله عليه وسلم أبداً عن الدعوة والبلاغ بدعوى أن أهل الإيمان قلة .. وإنما أوجب الله عليه أن يتحرك ليبين الحق


وليدل الناس على طريق الخير والهدى ليحيى من حي عن بينة وليهلك من هلك عن بينة لنهتدي من شاء وقدر الله له الهدى .. وليضل من قدر الله عليه ذلك عن بينة وعن علم وعن إقامة حجة " لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ"


قال سبحانه "رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ "


وقال جل وعلا " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً "


فالإسلام يمنعنا من أن نكره أحدا على الدخول في الدين .. بل تدبر معي قول رب العالمين " وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ " لم يقل من المسلمين المذنبين ولم يقل من المسلمين العصاة .. بل من المشركين الأصليين " وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ "


هل قال بعدها ثم أدخله الدين قهراً؟


أبداً


ثم ماذا؟


" ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ "


تدبروا القرآن والإسلام لترفعوا رؤوسكم لتعانق كواكب الجوزاء


أنكم من الموحدين ومن اتباع سيد النبيين


" وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ "


" فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن" أهلا وسهلاً " وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ"


لذا يمنعنا الإسلام أيضاً اسمع


من محاسبة الخلق


أو محاكمة الضالين ومعاقبتهم


تدبروا يا شباب الأمة ويا شباب الصحوة هذه أصول لا بد من أن نبرزها وأن نظهرها الآن


حتى لا يخشى أحد على وجه الأرض من الإسلام

زاد المعاد
03-27-2011, 01:11 AM
الإسلام يمنعنا من محاسبة الخلق
ليس من حقي أنا أبداً أن أحاسبك
وليس من حقك أبداً أن تحاسبني أو أن تحاسب فلاناً
بل لقد قال ربنا لحبيبنا " فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ "
الحساب مش وظيفتي
مش معلق مشانق أنا للخلق أو للعباد
باسم الإسلام أو باسم السلفية أو باسم الإخوان المسلمين أو باسم الشرعية أو باسم أنصار السنة أو باسم التبليغ
أبداً
ما عنديش مشانق
منا مش قاعد مترصد لقطع الأيدي وقطع الأرجل وجلد الظهور
أبداً
حدود لها ضوابط
وليس من العدل أن يُختزل الإسلام العظيم بعقيدته وعبادته ومعاملاته وأخلاقه وسلوكه
ليس من العدل أن نختزل الإسلام في الحدود
وإن تكلمنا عن الحدود نتكلم بهذه السطحية
وكأن الإسلام منتظر متربص ليقضي على نصف المنتسبين إليه ويتركهم يمشون بين الخلق بلا أيدي وبلا أرجل وبظهور مجرحة من السياط
هذا خلل في الفهم
هذا سوء فهم لمراد ربنا ومراد نبينا
ولحقيقة إسلامنا العظيم
وأنا أخاطب العلماء والدعاة والحكماء
أن يبينوا للأمة كلها .. ولكل الأطياف في بلدنا
عدل الشريعة وسماحة الشريعة
وعظمة الإسلام ورحمة الإسلام
وهذا حديثي في الأيام المقبلة إن شاء الله تعالى
إن قدر الله لي اللقاء والبقاء
لأبين لهؤلاء عظمة هذا الدين
الذي يتسم بالربانية .. الذي يتسم بالعدل.. الذي يتسم بمحاربة الظلم .. الذي يتسم بالتكامل والشمول .. الذي يتسم بالتوازن والاعتدال
الذي يتسم بالإنصات لكل الخلق حتى ولو كانوا على غير الدين وعلى غير الإسلام
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ "
هذا ديننا
الإسلام يمنعنا من محاسبة الخلق يقول الخالق لسيد الخلق " فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ "
قال جل جلاله " وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا "
اسمع
" أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ "
نحن دعاة ولسنا قضاة
محاسبة الخلق اسمع مني
محاسبة الخلق ليس من شأن العبيد .. إنما هو شأن العزيز الحميد
جل جلاله هو الذي يحاسبني ويحاسبك .. هو الذي يحاسب الخلق جميعاً
من أسلم ومن كفر
من صدق ومن كذب
من قال خيراً أو شراً
الله تعالى يقول لحبيبه سيد الدعاة " لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ " حتى الهداية ليست لك
والهداية نوعان حتى لا تصادم الأدلة ببعضها البعض
فالله جل وعلا يقول " لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ " والله جل وعلا يقول" إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ "
ويقول في آية أخرى لحبيبنا " وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "
ما هذا التعارض بين الآيات أيها الشيخ؟
أبداً لا تعارض
فالحق يخرج من مشكاة واحدة
فالهداية في هذه الآيات التي ذكرت نوعان :
هداية دلال وإرشاد
وهداية توفيق
أما هداية التوفيق ليست ملكاً لملك مقرب ولا لنبي مرسل
إنما هي بيد الملك الحق وحده
أما هداية الدلالة والإرشاد
فهي من حق الأنبياء والعلماء يدلون الخلق على الحق بحق
ويهدونهم إلى الصراط المستقيم
هداية إرشاد
أما هداية التوفيق
فليست بيد النبي صلى الله عليه وسلم ولا بيد عالم
أنا لا أملك هداية ولدي .. ولا هداية زوجي .. ولا هداية نفسي لا أملكها ولا يملكها النبي محمد
لو كانت هداية التوفيق بيد سيدنا رسول الله
لهدى النبي عمه أبا طالب
ولهدى إبراهيم والده آزر
ولهدى نوح ولده الذي كفر
ولهدى لوط امرأته التي كفرت
ولهدى نوح امرأته التي كفرت
لا يملك هداية التوفيق ملك مقرب ولا نبي مرسل
أما هداية الدلالة فوظيفة الأنبياء والعلماء والدعاة من بعدهم
يدل العلماء بعد الأنبياء الخلق على الحق بحق
أما هداية التوفيق لا يملكها نبي ولا عالم
إنما هي ملك لله جل جلاله
فإذا كانت الهداية لا يملكها رسول الله
فهل من حقه أن يحاسب الخلق؟
أبداً
الإسلام يمنعنا من محاسبة الخلق ومن معاقبة الضالين
وإنما يأمرنا أن نبلغ عن الله وعن رسوله
"وَذَكِّـرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ."
" فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ "
" فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ "
" يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ "
إلى غير ذلك من الأدلة القرآنية والنبوية الكثيرة والعظيمة
فالإسلام يمنعنا من محاسبة الخلق ومعاقبة الضالين بل نذكر بالحسنى والحكمة والرحمة والأدب
وندع الحساب للملك الوهاب
والإسلام يمنعنا ثالثاً من امتهان الخلق واحتقار الناس وازدرائهم وإن اختلفوا معنا
لا نحتقر أحداً
ولا نمتهن أحد
انتبهوا أنا لا أقول ذلك من باب أننا متهمون
أبداً
فنحن لا نخجل من إسلامنا أبداً
ولا نستحيى من أي آية في قرآننا قط
ونعلن ذلك بكل عزة وإباء
لكن في الوقت ذاته
لا ندعي العنترية الجوفاء
ولا نحب الكلمات الفارغة التي لا مستند لها من كتاب ولا من سنة صحيحة
فأقول بكل ثقة الإسلام يحرم علينا امتهان الخلق.. بل يعلمنا أن الله كرم الخلق
" وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً "
ويعلمنا حبيبنا وإمامنا وأسوتنا وقدوتنا يعلمنا كما في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد في مسنده والبيهقي وغيرهما من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق أي في حجة الوداع فقال بأبي وأمي وروحي : يا أيها الناس اسمع إلى سيد الدعاة اسمع إلى إمام البلاغة والتقى والهدى
في كلمات قليلة اسمع ماذا يقول سيد البلغاء الأمي الذي علم العلماء قال : يا أيها الناس
آلا إن ربكم واحد آلا إن أباكم واحد آلا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأسود على أحمر ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى قال تعالى "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ "
هذا محمد ..هذا الإمام الأعظم هذا النبي الأكرم .. هذا الحبيب الذي سكن حبه قلوب الموحدين
يُبين للعالم ولأهل الأرض عدالة وعظمة هذا الدين
آلا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى
هذا هو الميزان الذي يُرفع به الرجال
ميزان التقوى
" إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "
يا الله ما أعظم محمد
روى البخاري ومسلم والله ما ذكرني الله بهذا الحديث إلا اللحظة
روى البخاري ومسلم عن عبد الرحمن بن ليلة قال كان سهل ابن حنين وقيس ابن سعد قاعدين بالقادسية فمروا عليهما بجنازة فقام قام قيس ابن سعد وسهل ابن حنين رضي الله عنهما
فقيل لهما إنها لواحد من أهل الأرض من أهل الذمة
يعني دي جنازة نصراني مش جنازة مسلم ما تقوموش اقعدوا
فقالا أن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به أو مرت عليه جنازة فقام صلى الله عليه وسلم فقيل له يا رسول الله
إنها جنازة يهودي
إنها جنازة يهودي فقال الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم : أليست نفساً؟
أليست نفساً؟
أحفظوها يا شباب وكرروها وترجموا الحديث بلغات الأرض
ليسمع أهل الأرض
وليتعرفوا على عظمة هذا الدين وعدله وسماحته وإنصافه ورحمته وفضله
يقول من قال له ربه " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ "
يقول : أليست نفساً؟
فالإسلام يمنعنا من امتهان الآخرين
نحن نبلغ فقط دين رب العالمين ومنهج سيد النبيين
ونترك هداية الخلق للحق يهدي من يشاء ويضل من يشاء
قال سبحانه وتعالى " وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا. يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا "
اللهم أدخلنا في رحمتك يا أرحم الراحمين واهدنا هداية توفيق نسعد بها في الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين

زاد المعاد
03-27-2011, 01:22 AM
الإسلام يمنعنا
ولا أريد أن اطيل النفس لكني أريد أن أخلص إلى أصل مهم في الموضوع
إذا كان الإسلام أيها الأخيار يمنعنا من الإكراه في الدين
هل يأذن لنا فضلاً عن أن يأمرنا ديننا أن نكره الآخرين على الإذعان لآرائنا واجتهاداتنا
إذا كان الإكراه في الدين لا يجوز
فهل يجوز أن نكره الآخرين في الرأي؟؟؟
والجواب لا
أيها الأحبة أيها الأفاضل..
ليس من العدل أن عبر كل مصري مهما كان انتماؤه ومهما كان فكره مهما كان عقله
ليس من العدل أن يعبر عن كل ما يريد من آراء وأن يحجر على الإسلاميين باختلاف طوائفهم أن يعبروا عن آراءهم وكأنهم نزلوا لأرض مصر من كوكب آخر إذ أنهم لا ينتمون لهذه الأرض ولا ينتسبون لها ، وليس من حق إسلامي مهما كان انتماؤه أو مهما كانت جماعته أن يعبر عن رأيهِ أبداً فلا دين في السياسة ولا سياسة في الدين خطأ وظلم وظلم بين
هذا هو الظلم
وأنا أعجب من أصول ليبرالية التي صدعت بها رؤوسنا طيلة السنوات الماضية
أين هي؟
لماذا لا يُحترم رأيى؟
ولماذا لا يُسمع رأيى؟
ولماذا لا يُترك المجال لكل مسلم يعيش على أرض مصر
أن يعبر عن رأيهِ بأدب ، بتواضع ، باحترام للآخرين
أنا لا أسفه رأيك يا أخي وليس من العدل أن تسفه رأيي أنا
أنت عبرت عن رأيك في التعديلات مثلاً بقولة لا
وأنا عبرت عن رأيي بقولة نعم
ما الضرر
ما الحرج
ما الظلم في هذا
أنت أنفقت أموالاً طائلة لإعلانات ضخمة
من أجل أن تحث كل الناس أو أكثر الناس على أن يقولوا لا
وأنا قلت قولوا للناس نعم
ولا نكره أحد على أن يصوت بـ نعم أو بـ لا
ما الحرج ما الضرر في ذلك
أليست هذه قواعد الممارسة التي كنا أو كانوا
ينادون بها طيلة السنوات الماضية
لماذا يحرم الان على الإسلاميين باختلاف طوائفهم أن يشاركوا بآرائهم
مهما كانت هذه الاراء
أنا أقول
اتركوا الجميع يعبر عن رأيه في حدود الأدب وفي حدود الخلق وفي حدود قيم هذا المجتمع المسلم
واتركوا الحكم للشعب المصري الذكي العبقري الألمعي
الذي أقسم بالله في حقه على منبر الحبيب النبي
أنه لا يستطيع عالم مهما كان قدره
ولا يستطيع حزب مهما كان وزنه
ولا تستطيع جماعة مهما كان حجمها
لا يستطيع أحد أن يضحك على الشعب المصري أبداً
أبداً الشعب ذكي
لا تتوهم أن الشعب طيلة السنوات الماضية عكف عن الانتخابات
لأنه يجهل الانتخابات أو اتُهم من البعض أنه لم ينضج بعد
الشعب مش ناضج
أبداً
بل الذي قال ذلك هو الذي لم ينضج بعد
هو الذي لم ينضج فكره
هو الذي لم يقرأ شيئاً في التاريخ
هو الذي لم يعرف مفاتيح الشعب المصري الذكي العبقري الألمعي
الذي لا يخدع على الإطلاق
الشعب عكف طيلة السنوات الماضية برغبته
ولما شعر لأول مرة أن صوته له قيمه وله وزنه وله احترامه خرج ليعلم الدنيا كلها
حقيقة الممارسة
بصورة أذهلت العالم
الشعب له حضارة متغلغلة في قلب التاريخ
وفي عمق الحضارات
اعرض ما عندك واترك الحكم للشعب
واترك الخيار للشعب
أليست هذه الممارسة التي كنا وكنتم ولا زلتم تنادون بها
عبر عن رأيك بأدب دون تسفيه لرأيي
وأعاهدك أن أعبر أنا الآخر بأدب دون أن أسفه رأيك
ولنترك الحكم النهائي للشعب بأدب أيضاً
بلا صراع
ولا نزاع
أنا لا أدعي أن الذي ْأؤصله الآن هو سياسة
لا
بل هو دين
سماع الآخر بأدب دين
يعلمنا إياه سيد النبيين وإمام المرسلين
يأتي عتبة بن ربيعة أبو الوليد سيد من سادات الكفر وإمام من أئمة الشرك
يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوماً ليعرض عليه أمراً من أمور الدنيا لحل هذا الإشكال من وجهة نظره بين النبي وقومه من المشركين
والحديث رواة ابن نعيم والحاكم والبيهقي وصححه الحاكم في المستدرك وأقره الحاكم الذهبي وحسنه الألباني
خلي بالك تعلموا يا شباب الصحوة
عتبة بن ربيعة سيد من سادات الكفر
إمام من أئمة الشرك
رايح للنبي صلى الله عليه وسلم يقول له ايه؟
يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من البسطة في العشيرة والمكانة في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به من مضى من آبائهم وإني قد جئت أعرض عليك أمورًا هذه الكلمات شديدة جداً فيها اتهام واضح للنبي صلى الله عليه وسلم
أكرر عليك الكلمات وتدبر كل لفظة
يقول له : يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من البسطة في العشيرة والمكانة في النسب أي لك وجاهة ومكانة
هذا جميل
اسمع ماذا يقول
وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقته به جماعتهم ، وسفهت به أحلامهم، وعبت به من مضى من آبائهم وإني قد جئت أعرض عليك أمورًا فاسمع مني لعلك تقبل بعضها
اسمعوا يا شباب الأمة
اسمعوا يا أهل الأرض
ماذا قال محمد صلى الله عليه وسلم لرجل كافر مشرك
اسمع واحفظها وذكر بها زوجتك وأولادك اليوم
قال النبي صلى الله عليه وسلم لعتبة بن ربيعة: قل يا أبا الوليد
اسمع
هل حفظتها؟
قل يا أبا الوليد
يا سلام ينادي عليك بالكنية
مقالوش قل يا عتبة
ما اسمعش منك وأنت راجل كافر
أنا أقعد معاك وأنت راجل مشرك
لا
لا
قل يا أبا الوليد
اسمع
صلى الله على من علم الدنيا الأدب
قل يا أبا الوليد
اسمع
اللـه ما أحـــــــلمــه ومـا أعــظمـــه ومــا أكــرمــه
ما أعظمه من مربي ومن معلم
أصحاب القلوب الكبيرة قل ما تستجيشها دوافع القسوة والغلظة والفظاظة والانتقام
أصحاب القلوب الكبيرة يسمعون
أصحاب القلوب الكبيرة يحلمون
أصحاب القلوب الكبيرة لا ينظرون إلى ذواتهم وأشخاصهم
أصحاب القلوب الكبيرة إن أُهينت ذواتهم لا يثأرون لأنفسهم قط
بل لا يغضبون إلا لله
ولا يتحركون إلا غيرةً على دين رسول الله
لا يعرفون الثأر الذاتي والانتقام الشخصي ولا تصفية الحسابات الشخصية
أبــداً
قل يا أبا الوليد
اسمع

فقال: إن كنت تريد بهذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تسير أكثرنا مالا
ماقلش استنى استنى عندك
أنت جاي ترشيني؟
أنت بتعرض عليّ رشوة؟
أنت جاي تعرض عليّ فلوس
استنى لما اتصل على الجهات الرقابية للقبض عليك وأنت متلبس بعرض الرشوة عليّ
أبــداً
إن كنت تريد بهذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تصبح أكثرنا مالا
النبي ساكت عليه الصلاة والسلام بيسمع ما هو قاله
قل يا أبا الوليد اسمع
وإن كنت تريد بهذا الأمر ملكاً ملكناك علينا
أنت الملك
عاوز سلطان وكرسي وجاه أنت الملك
وإن كنت تريد بهذا الأمر جاهً سودناك علينا حتى لا نقضي أمراً دونك
يعني أنت سيدنا لن نخطو خطوة على أي طريق إلا بأمرك أنت
وإن كان الذي يأتيك رئيًا من الجن بذلنا لك الطب حتى تبرأ
فنظر إليه صاحب الخلق وقال صلى الله عليه وسلم: أو قد فرغت يا أبا الوليد؟
ومقاطعهوش وهو بيحاوره
لا
مش من أدب الحوار المقاطعة
ولا قلة الأدب في الكلمات والألفاظ
لأ أنا أسمع المحاور حتى ينتهي
وأعرض عليه ما عندي بأدب
ويرد علي بأدب
فالتنتصر الحجة
ولينتصر الحق
أو قد فرغت يا أبا الوليد؟
انتهيت؟
خلاص ماعادش في كلام؟
قال: نعم
قال :اسمع مني
تكلم يا سيد الخلق
تكلم يا حبيب الحق
تكلم يا من زكاك ربك بقوله " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ "
تكلم يا من علمت الدنيا الأدب
تكلم يا من علمت الدنيا البر
تكلم يا من علمت الدنيا العدل
تكلم يا من علمت الدنيا الوفاء
تكلم يا إمام الأنبياء
تكلم يا سيد الأتقياء
تكلم أيها السمح السخي
تكلم أيها السهل الثري
تكلم أيها الحبيب النبي
والله ما زاد الحبيب على قراءة آيات من كتاب الرب العلي
قرأ قول الله تعالى
" حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ * وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ * "
واسترسل الحبيب في قراءة سورة فصلت
حتى وصل إلى آية السجدة
" وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ * فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ
وخر الحبيب ساجداً
ثم رفع رأسه ونظر إلى عتبه ابن ربيعة إلى أبا الوليد ثم قال:
ها قد سمعت يا أبا الوليد
هذا ردي
هذا ما عندي
ها قد سمعت يا أبا الوليد
فقام عتبة
وعاد إلى السادة الذين جلسوا حول البيت ينتظرونه
فلما رأى السادة من أهل الشرك عتبة ابن ربيعة ونظروا إلى ملامح وجهه ، قالوا جميعاً
نحلف بالله قد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به إلى محمد
الوجه تغير.. الملامح متغيره
ماذا ورائك يا أبا الوليد
عملت إيه
اسمع ماذا قال عتبة
قال يا قوم والله لقد سمعت من محمد أنفاً كلاماً والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة وليكونن بقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم
يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي
دعوا الرجل وما هو فيه فإن تظهر عليه العرب فقد كفيتموه بغيركم
وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به. فقالوا سحرك والله محمد . قال : هذا رأيي فاصنعوا ما بدا لكم.
الشاهد..
هل تعلمنا كيف يكون الأدب في الحوار مع مشرك
مع كافر فضلاً عن أن يكون الحوار مع مسلم مخالف
أيه المانع أنك تخالفني؟
وأيه المانع أني اخالفك؟
بس نبقى مؤدبين مع بعض
نحترم بعض
يحب بعضنا بعضا
لما هذا النزاع والتناحر والتخالف بل والتخاذل
بسبب اختلاف في مسائل من مسائل الأحكام لا حرج فيها على الإطلاق ، بل الخلاف فيها سائغ ومقبول شرعاً
قال شيخ الإسلام ابن تيمية "الاختلاف في مسائل الأحكام أكثر من أن ينضبط ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء من مسائل الأحكام تهاجرا لم يبقى بين المسلمين عصمة ولا إخوة.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يدلنا وإياكم على الحق والخير والهدى
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

عائدة إلى الله
03-28-2011, 10:35 AM
فخطأي أنا كفرد لا ينبغي على الإطلاق أن يحمل لدين ولا يجوز عقلاً ولا شرعاً ولا نقلاً أن يحمل لمنهج

بوركت أخي .. هذا ما نحاول إيصاله للعالم منذ زمن