المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : باختصار: مذهب (الروائي) يوسف زيدان! -طارق منينة



طارق منينة
04-07-2011, 04:04 AM
كتبت تعليقا سريعا في رابط يوسف زيدان في الميزان كلمة مختصرة رأيت ان ازيدها هنا مايمكن ان يفيد ومايمكن ان يبقى موسوما على النت لمن اراد الى ان ارسل مقالا في هذا الشأن للالوكة ان شاء الله
فقد قلت مختصرا


رد: يوسف زيدان في الميزان


هو رجل علماني متستر امام الجمهور تستره في بعض كتبه يدخل على القاريء العادي لكن وضوح فكرته العلمانية متخللة في كل صفحة من صفحات الكتاب ويمكنك ان ترى طبيعة مذهبه التفسيري للدين متخللا شغاف صفحاتهhttp://majles.alukah.net/showpost.php?p=482783&postcount=16

والآن ازيد فاقول

دعوني اضيف شيئا مهما يختلف عن الاختصار الذي قدمته وقد لايغني الاختصار كثيرا الا انه يحدد منطقة عمل يوسف زيدان فقط وموقفه من الوضوح او التستر ويمكن اضافة هذه الكلمة للفصل الاول من كتابي اقطاب العلمانية في العالم العربي والاسلامي الجزء الاول

مااود قوله سريعا هو ان يوسف زيدان هو من طائفة العلمانيين الذين يفسرون الدين تبعا لنظرية الجغرافيا الدينية بمعنى ان تصورات معينة تصنعها الجغرافيا ومافيها من انهار او صحاري مثلا وكأنها حتمية جغرافية! وهي حتمية من حتميات التخرص العلماني الكثير التناقضات والافرازات والحتميات الفارغة !
فعنده ان الاسلام هو نتاج عمليات وافرازات مجتمعية تمت في منطقة الهلال الخطيب والجزيرة العربية وان مقوماته نتجت عن نتائج جغرافيا هذه المنطقة وانسانها!
قبل عرض بعض النصوص اود ان اقول ان هذا التفسير شائع عند بعض العلمانيين وقد يضيف بعضهم عليه عوامل اخرى ولايخفي عليكم ان سيد القمني صنع بعض كتبه بناءا على بعض من هذا اي التفسير الجغرافي وغيره ويمكن مراقبة ذلك في كتابه الاسطورة والتراث مثلا مع عدم تقيده بهذا التفسير وحده
وعلى كل لاعرض بعض نصوص يوسف زيدان للدلالة على مااقول
قال وهو يتكلم عن جغرافية ظهور الهرطقات التنزيهية -بحسب لفظه عن هرطقات مسيحية!-وانها ظهرت في منطقة الهلال الخصيب (العراق والشام) قبل الاسلام وانتهت بوجوده! قال(وهي المنطقة التي ظهرت فيها الثقافة العربية من قبل ظهور الإٍسلام، بل من قبل انتشار المسيحية بقرون من الزمان)(اللاهوت العربي وأصول العنف الديني ليوسف زيدان ص46،47)وقال( ظهرت كلها في محيط جغرافي محدد)(اللاهوت العربي وأصول العنف الديني ص46) وقال( كانت الديانات السابقة على المسيحية في منطقة الجزيرة العربية والهلال الخصيب تعلي من مرتبة الآلهة وتتصورهم مفارقين تماما لعالم البشر)(اللاهوت العربي وأصول العنف الديني ص84)
قال ايضا (وكانت غايتي كذلك ادراك الروابط الخفية بين المراحل التاريخية المسماة بالتاريخ اليهودي التاريخ المسيحي التاريخ الإسلامي والنظر في هذه التواريخ باعتبارها تاريخيا واحدا ارتبط بالجغرافيا وتحكمت فيه آليات واحدة)(اللاهوت العربي وأصول العنف الدينيص48)
قال (بعدما اجتهدت الحضارات الانسانية القديمة في تقديم صورة مثلى للاله المتسامي المحتجب في عليائه (آمون في المصرية القديمة تعني: المختفي) المفيض بالخير على الكون واهب الحياة والرحمة المتجلي منذ القدم في صورة أنثوية(إيزيس عشتار،إنانا، ارتميس)العادل الكامل البهي الباهر..أتت اليهودية بصورة إشكالية للإله)(اللاهوت العربي ص54) وفي ص 84-85 يتكلم عن الوثنيات في منطقة الهلال الخصيب التي تصورت إلأه مفارق يمنح شرائع في ثقافة ماقبل السيادة العربية-يقول- وان ثقافة المجتمعات في منطقة الهلال الخصيب كانت تحتفي بالحكماء من البشر وبالكهنة الملهمين من الآلهة، وهؤلاء جميعا كانوا في وعي العرب بمنزلة أدلاء يعرفون الناس بالإله ويملئون المسافة الهائلة الفاصلة بين اللاهوت والناسوت، بعيدا عن النظريات الفلسفية المعقدة(مثل نظرية الفيض عند أفلوطين) وبعيدا عن اي ادعاء عن هؤلاء الوسطاء بأنهم والله شيء واحد. وقد اشتهر كثيرون من هؤلاء الوسطاء قبل الاسلام فمنهم مخبرون يسخرون الجن ومنهم عرافون يستطلعون أخبار السماء ومنهم أنبياء عرب خُلص من أمثال صالح وهود وقد اشتهر قديما من هؤلاء الحكماء والأنبياء أحيقار (وزير الملك سنحريب) التي تشابه سيرته وأقواله التي عثر علي نسخة آرمية منها يعود تاريخ كتابتها الى القرن الخامس قبل الميلاد مانراه في الكتاب المقدس من سفر النبي يشوع بن سيراخ ومانراه في القرآن الكريم من وصايا لقمان الحكيم الذي اقتحمت(!)سيرته و أقواله الحكيمة لابنه قلب السورة القرآنية المسماة باسمه قاطعة، بحدة بالغة، السياق المخبر عن (الله) في الآيات السابقة عليها مباشرة والتالية لها، فكأنها نص اقتحم النص فجأة"(اللاهوت العربي ص 85) وبعد ان يذكر هجرة العرب من اليمن وامتدادها في منطقة الهلال الخصيب والجزيرة ذكر ان الحضور العربي في تلك النواحي التي منها الشام والعراق ، كان مستقرا من قبل المسيحية بزمن طويل ناهيك عن فترة ماقبل الإٍسلام،قال:" المسماة اتفاقا بالجاهلية:واضاف:" ومعروف ان السمات الثقافية العامة المميزة لما يمكن أن يسمى " العقلية العربية"(!!)هي سمات مهما اختلفت حولها الاحكام والرؤى تمتاز في نهاية الأمر بأنها ثقافة عملية(برجماتية) لاتنزع الى التفلسف النظري العميق ولاتقبل فكرة الاندماج والتداخل بين الآلهة والبشر(يقصد الموجودة في منطقة مصر واليونان مثلا) وتعتقد بوجود كائنات وسيطة بين العالمين الإلهي والإنساني كالجن والعفاريت والمهان والأنبياء والملهمين وهي عقلية جمعية لقوم لطالما تحدوا عوامل الفناء المحدقة بهم ،كالصحراوات الشاسعة والأسفار الطويلة المهلكة والحروب الداخلية والدولية والخوف من المجهول الكامن في الغيب الآتي، وكان ذلك نقيضا لطبيعة العقلية الجمعية للمصريين واليونانيين القدماء حيث الأرض الخضراء والأرض المنتظمة والشعور العام بأن الآلهة قريبة من البشر)(اللاهوت العربي وأصول العنف الديني ص86)
وان شاء الله لما ينزل المقال في الالوكة اضعه هنا
طبعا يمكن ان يسوق المرء الادلة على التوحيد وانه عقيدة الانسان قبل ظهور الوثنيات التي ظهرت في المناطق المختلفة والازمنة المختلفة نتيجة للبعد عن دين الله عز وجل وهو منهج اصيل في الرد والنقد ولكني آثر دائما هدم الفكرة باظهار التناقضات من قواعدها المنطلقة منها وثوابت كلياتها الخارجة من رحمها واقصد بذلك ثوابت العلمانية وتناقضات مذاهبها وتطاحنها الداخلي ، ومعلوم ان كثير من المفتونين بالعلمانية يظنونها تفسيرا واحدا للوجود لاتناقض فيه ولاتطاحن-لزكي نجيب محمود نص على هشيم التطاحن ذكرته في الاقطاب الاول فيمكن اضافته للنص هنا- ولذلك فانا أُظهر التناقض والتطاحن وهذا وحده يكفينا مجهود كبير وقد قدمت في كتابي الخداع والتنصير نص لابن تيمية يشير بالهدم اولا ثم البناء
وهنا نهدم البناء الداخلي للعلمانية ونظرياتها او بالأحرى نكشف هدمها لنفسها وطحنها لمذاهبها المختلفة وتخرصاتها المتيقنة عند اهلها فهي على لاشي وهم على لاشيء وهنا يمكن استدعاء الايات التي تذكر انهم على لاشيء
ومن ذلك مثلا مذهب فرويد فهو على النقيض من تفسير الحتمية الجغرافية وانها منشئة الدين والعقائد! فعند فرويد لم ينشأ الدين نتيجة لعوامل الجغرافيا والمناخ، وانما من اللاشعور النفسي!، اي من ارضية نفسية لامن ارضية جغرافية ومن لاشعور جمعي لامن شعور منشئه عوامل المناخ والجغرافيا!
ومعلومة فكرة فرويد عن نشأة الدين والايمان! فهو يزعم ان الدين ظهر ووجد عن عقدة نفسية عند اولاد الآب الأول!، فقد حسدوه على تملكه لكل شيء ومن ذلك النساء والأم فاجتمعوا على الرغبة في قتله وتوزيع النساء والاستئثار بالأم! بدلا من استئثار الاب!، ولما قتلوه ندموا فيما بعد على ذلك ومن هنا نشأ الضمير -بزعمه-ونشأت عقيدة التدين عند البشر وتأليه الطوطم والإله الي -الذي-نصفه انسان ونصفه حيوان!
وهنا يمكن ان نرى البون الشاسع بين التفسير الجغرافي والتفسير النفسي وهناك حتميات أخرى وتفاسير علمانية اخرى جغرافية وتاريخية ونفسية واقتصادية وسياسية (كمركزية الدولة وارتباط ذلك بدين واحد بخلاف القبائل وتعدد الاديان والوثنيات!)
انه التخرص العلماني الذي فضحته سورة الذاريات بنص فاضح للتخرصات
فلله الحمد على نعمة الاسلام

http://majles.alukah.net/showthread.php?p=483185#post483185

طارق منينة
04-08-2011, 02:06 PM
من المعلوم ان المتسترين-او المستترين- داخل النصوص لايفتأون يقدمون احيانا بين السطور ايمانهم بالاسلام حتى لايواجهون بمحاكمة كتبهم وهم في مأزق محتوم وقد فعل اغلب هؤلاء مايمليه عليهم ضميرهم العلماني من تقديم ترضيات ساترة ومستترة ومستورة لاجل انقاذهم من ورطة محاكماتية لاحقة
ولايتخلف عن ذلك يوسف زيدان فقد كتب نصا صريحا في كتابه اللاهوت العربي للترضية الخائفة وذلك وسط اللحن العلماني الذي هو أقرب للتصريح منه للتلميح ، ويمكنك الوصول الى ترضية يوسف زيدان في الصفحة ص141 من اللاهوت العربي
اذ يصف القرآن بأنه تنزيل سماوي ,ومع انه وصف القرآن بانه جاء بقصص راق مغاير للقصص التوراتي راح يقول عن القرآن انه:" الاستعلان النهائي للاهوت العربي"(انظر ص 146)
امر آخر احببت ان اضيفه هنا قبل ان يفلت من ذاكرتي الا وهو ان النظريات الاستشراقية عن عقل شرقي ضعيف البنية وعقل غربي قوي التفكير بطبيعته وكذلك تقسيم الجابري لعقل مشرقي وعقل مغربي وهنا تقسيم زيدان للعقل تبعا للجغرافيا وكأن الجغرافيا تخلق التفكير كما تخلق عوامل الاقتصاد عند ماركس الفكرة ومن الفكرة عنده" الدين" كل ذلك من تخمينات وتخرصات الفكر الاحادي المختلف في توجهاته المنغلق على جغرافياته وتقسيماته الحتمية التي يقسمون فيها البشر والعقول والديانات الى اتجاهات صنعتها الجغرافيا المناخية او الاقتصاد المعين..إلخ
امر اخير احب التنبيه عليه هنا الا وهو ان يوسف زيدان استخدم في كتابه اللاهوت العربي مراجع علمانية ساندته كثيرا في توجهاته وذلك مثل مراجع لطيب تيزيني وجواد علي وسلوى بلحاج وغيرها من المراجع والمصادر التي استقى منها موقفه التقسيمي او بعض محاور نظرته عن الدين

طارق منينة
04-22-2011, 02:05 AM
متابعة لمايدور في الرابط المرفق،قلت:

بارك الله فيك اخي طالب الحقيقة
عندي مجموعة اسئلة احتاج منك الاجابة عليها لاجيبك بنصوص واضحة من الكتاب الذي نصحت انت بقراءته بل ساستعجل ببعضها هنا حتى تبين لنا كيف فهمتها انت؟ وارجو التعقيب عليها فضلا لا امرا
السؤال الاول هو ألا ترى ان ليوسف زيدان نظرية جغرافية واضحة المعالم عن نشأة الدين وخروج الأنبياء والكهنة(هو جمع بينهم وليس أنا كما سيأتي!)
الا ترى ان هذه النظرية واضحة في ان الدين الذي يؤمن بإله مفارق ،أعلى، (وثنيا كان ام توحيديا)انما هو نتاج المناخ والجغرافيا لمنطقة الهلال الخصيب والجزيرة وان هذا المناخ الجغرافي هو من أنشأ ثقافة عربية قديمة-تصل الى ماقبل المسيحية بقرون!-تمتد جذورها الى فارس وثقافتها، وبابل وثقافتها ومن هناك تأثر اليهود الذين جُلبوا الى بابل في الاسر التاريخي المشهور ، ومن هناك ومع انتشار اليهود في المنطقة انتشرت الثقافة الجغرافية للهلال الخصيب اي الى بقية مساحة جغرافيا الصحراوات الشاسعة(يتكلم زيدان وكأن المنطقة كلها منطقة صحاري!) ومن هذه الثقافة ايضا نشأت هراطقة النصارى (ويقصد زيدان بالهراطقة انهم الذين ظهروا في منطقة الهلال الخصيب والجزيرة -وليس نصارى مصر واليونان ،ويؤمنون بإله مفارق ولايؤمنون بأن الله هو المسيح) ( ملحوظة: لو تفكر زيدان في المسألة بشيء من التمعن لعلم ان تأثير الوثنية اليونانية والمصرية على المسيحية التي ذهبت اليها بأهواءها وتحريفاتها وكهنتها هو ماكشفته الحقيقة التاريخية وان المسيحية الحقيقية الخالصة بلاهوى لم تكن الا على التوحيد الأصلي وهؤلاء لاتؤثر فيهم لاهوتيات مصر واوثانها ، فالوثنية التي تشعبت في مصر واليونان هي التي أثرت على اهل التحريف من النصاري وهي لم تؤثر على اهل التوحيد من المسيحيين)يزعم زيدان ن هؤلاء الهراطقة ومن قبلهم التصور اليهودي عن إله مفارق-يقول زيدان- والمأخوذ عن ثقافة عربية(وثنية في الحقيقة لو تمعن!!) نشأت في منطقة جغرافية محددة ثم عملت بدورها على التأثير على الفرق الجديدة ثم على الاسلام وان البنية واحدة تبعا لبنية الارض والمناخ ، واحدة من فارس وبابل الى اليهودية وهراطقة النصرانية، اي الفرق المسيحية التي ظهرت في جزيرة العرب ، وهذه كلها اثرت على الاسلام لان اهله يسهل قبولهم للثقافة لانهم من منطقة التأثير الحتمي للهلال الخصيب والجزيرة! (اغلب العلمانيين يطلق فكرة الاصول ولكن من منطلقات مختلفة ومنهم زيدان وشاكر النابلسي اللذان تكلما معا عن تأثير المنطقة!!، وقد ذكرت بعض الاصول المزعومة التي قال بها طيب تيزيني في سلسلة انهيار الاستشراق)وان هذه البنية انما هي نتيجة للعيش في الموقع الجغرافي(الهلال الخصيب والجزيرة) فالجغرافيا " ولدت عند يوسف زيدان(نمط تفكير)(انظر ص152 من اللاهوت العربي)
وهو يقول عن بنية الاديان التي ظهرت في المنطقة، وثنية او يهودية او مسيحية مهرطقة!او اسلامية انها تنقلت وتأثر لاحقها بسابقها :" تفاعلات عميقة في الأصل العميق لكل منهم ، والى عمليات جدلية معقدة مؤكدة ان جوهر الديانات الثلاث في واقع الامر هو جوهر واحد... وان اختلفت تجلياته ، بحسب الزمان والمكان"(اللاهوت العربي ص 33) ويسميه"الامتداد التراثي الواصل بين اللاهوت العربي الممتد قرونا قبل الاسلام"(اللاهوت العربي ص 48) وهو يُرجع التجليات لتجليات المناخ فهي تبع له لا للسماء او الإنحراف عن تععاليم الأنبياء!
الا ترى معي ان هذه هي لحمة الكتاب، ام انك رأيت شيئا آخر ،فاذا كان كذلك فالرجاء توضيح مافهمته انت من الكتاب الذي اشرت علينا بقراءته.
هل رأيت نصوص يوسف زيدان عن النبوة ايضا، وكيف أنها ايضا-بحسب كلام يوسف زيدان- نشأت نتيجة عقلية جمعية لقوم لطالما تحدوا عوامل الفناء المحدقة بهم ،كالصحراوات الشاسعة والأسفار الطويلة المهلكة والحروب الداخلية والدولية والخوف من المجهول الكامن في الغيب الآتي، " العقلية العربية"(!!)هي سمات مهما اختلفت حولها الاحكام والرؤى تمتاز في نهاية الأمر بأنها ثقافة عملية(برجماتية) لاتنزع الى التفلسف النظريالعميق ولاتقبل فكرة الاندماج والتداخل بين الآلهة والبشر(يقصد الموجودة في منطقة مصر واليونان مثلا) وتعتقد بوجود كائنات وسيطة بين العالمين الإلهي والإنساني كالجن والعفاريت والمهان والأنبياء والمهلمين وهي عقلية جمعية لقوم لطالما تحدوا عوامل الفناء المحدقة بهم ،كالصحراوات الشاسعة والأسفار الطويلة المهلكة والحروب الداخلية والدولية والخوف من المجهول الكامن في الغيب الآتي، وكان ذلك نقيضا لطبيعة العقلية الجمعية للمصريين واليونانيين القدماء حيث الأرض الخضراء والأرض المنتظمة والشعور العام بأن الآلهة قريبة من البشر)اللاهوت العربي وأصول العنف الديني ص86)
واريد رأيك في النص التالي الصريح والواضح ايضا وقد سألتنا عن نص واضح ، وقد جمع زيدان بين الوثنية والاسلام والانبياء والعرافون والكهنة وجعلهم جميعا من انتاج الجغرافيا المناخية؟
"...وان ثقافة المجتمعات في منطقة الهلال الخصيب كانت تحتفي بالحكماء من البشر وبالكهنة الملهمين من الآلهة، وهؤلاء جميعا كانوا في وعي العرب بمنزلة أدلاء يعرفون الناس بالإله ويملئون المسافة الهائلة الفاصلة بين اللاهوت والناسوت، بعيدا عن النظريات الفلسفية المعقدة(مثل نظرية الفيض عند أفلوطين) وبعيدا عن اي ادعاء عن هؤلاء الوسطاء بأنهم والله شيء واحد. وقد اشتهر كثيرون من هؤلاء الوسطاء قبل الاسلام فمنهم مخبرون يسخرون الجن ومنهم عرافون يستطلعون أخبار السماء ومنهم أنبياء عرب خُلص من أمثال صالح وهود وقد اشتهر قديما من هؤلاء الحكماء والأنبياء أحيقار (وزير الملك سنحريب) التي تشابه سيرته وأقواله التي عثر علي نسخة آرمية منها يعود تاريخ كتابتها الى القرن الخامس قبل الميلاد مانراه في الكتاب المقدس من سفر النبي يشوع بن سيراخ ومانراه في القرآن الكريم من وصايا لقمان الحكيم الذي اقتحمت(!)سيرته و أقواله الحكيمة لابنه قلب السورة القرآنية المسماة باسمه قاطعة، بحدة بالغة، السياق المخبر عن (الله) في الآيات السابقة عليها مباشرة والتالية لها، فكأنها نص اقتحم النص فجأة"!!!!(اللاهوت العربي ص 85)
هل قرأت له النص التالي الذي يقسم فيه عقائد الناس تبعا لجغرافيتهم وانها راجعة لسطح الارض مثل الصحاري الشاسعة او الانهار الفائضة!
يقول:"العقلية العربية"(!!)هي سمات مهما اختلفت حولها الاحكام والرؤى تمتاز في نهاية الأمر بأنها ثقافة عملية(برجماتية) لاتنزع الى التفلسف النظريالعميق ولاتقبل فكرة الاندماج والتداخل بين الآلهة والبشر(يقصد الموجودة في منطقة مصر واليونان مثلا) وتعتقد بوجود كائنات وسيطة بين العالمين الإلهي والإنساني كالجن والعفاريت والمهان والأنبياءوالمهلمين وهي عقلية جمعية لقوم لطالما تحدوا عوامل الفناء المحدقة بهم ،كالصحراوات الشاسعة والأسفار الطويلة المهلكة والحروب الداخلية والدولية والخوف من المجهول الكامن في الغيب الآتي، وكان ذلك نقيضا لطبيعة العقلية الجمعية للمصريين واليونانيين القدماء حيث الأرض الخضراء والأرض المنتظمة والشعور العام بأن الآلهة قريبة من البشر)اللاهوت العربي وأصول العنف الديني ص86-87)
وهو يزعم ان طبيعة العقلية وتصوراتها وعقائدها راجعة الى طبيعة الارض فالعقل عند زيدان نتاج المنطقة التي يعيش فيها ولاشيء غير ذلك، ألا ترى انه يقول بذلك لننظر قوله التالي(ويمكنك تفسيره لنا ان امكن؟)
"...ففي الغرب كانت مصر، وكانت اليونان القديمة ، وكانت فيها آلهة وديانات كثيرة، عاشت هناك زمنا طويلا قبل وصول المسيحية...في مصر واليونان كانت تسمح بالتعددية... وكانت هذه الديانات تجيز التماذج احيانا بين الربوبية والبشرية(اللاهوت والناسوت) أو هي بالأحرى لاترى بأسا في تأليه الإنسان وتأنيس الإله فالملك الفرعون في مصر هو (ابن الشمس) و(ابن الإله) أو هو المفعم بالوجود الإلهي" (اللاهوت المسيحي ص 81) ثم يقول ان مصر مهدت للمسيحية ولكن بناء على الفهم المصري لعالم الآلهة ذات الأبعاد الثلاثية(ثالوث: إيزيس، حورس، اوروريس) وإمكان تمازج البشر بالآلهة(الفرعون ابن الإله) وغير ذلك من وجوه المماثلة بين العقيدة المصرية القديمة والفكر المصري (القبطي للديانة المسيحية )(انظر اللاهوت المسيحي ص82) يقول بعد ذلك:" على العكس من ذاك النزوع الميثيولوجي القديم المصري، واليوناني لتأليه الإنسان، كانت الديانات السابقة على المسيحية في منطقة الجزيرة العربية والهلال الخصيب تُعلي من مرتبة الآلهة ، وتتصورهم مفارقين تماما لعالم البشر... ولذلك نرى العقلية العربية التي شاعت في هذه المنطقة من العالم، تتلقى المسيحية بفهم آخر يخالف الفهم المصري واليوناني ... وقد امتد الفهم العربي للديانة قويا خلال الزمن المسيحي ، لذلك نجد كثيرا من الأفكار التي شاعت في المرحلة السابقة على الإسلام تشير دوما إلأى الآلهة من بعيد ،وتوميء اليهم من عليائهم... وفي زمن أقدم من ذلك بكثير والى الشمال من منطقة الجزيرة العربية عاشت في اذهان الناس اساطير وخرافات كثيرة صاغتها ملاحم كانت قبل سيادة الثقافة العربية هناك مشهورة ، وفيها نرى عالم الآلهة مستقلا تمام عن عالم البشر حتى لو كانوا ملوكا"(اللاهوت العربي ص84)

اما عن تأثير طيب تيزيني والمراجع الأخرى التي اشار اليها زيدان فلايمكن ان تعرف اشارته الا بقراءة تيزيني والمراجع وانا قرأتها كلها ويمكن ان اسرد لك اوجه الشبه والاختلاف ولايخفيك لو تمعنت انه ينقل عن مصادر شبيهه بل اخذ منهم وأُشرب قبله من عجلهم ومؤثراتهم وفرضياتهم ونظراتهم واصلها غربي مادي(تشابهت قلوبهم) واذا لم تقرأ وتقارن وتتعرف على الاتفاقات والاختلافات ومصادرها عند العلمانيين فلن تصل الى معرفة حقيقية بهم ، ولذلك قدمت في اقطاب العلمانية الجزء الثاني اوجه الاتفاق بين العشماوي واحمد عثمان والقمني في امور ومصادر هذه النتف التي اتفقوا عليها وايضا مااختلف بعضهم عن بعض فيها
جزاكم الله خيرا
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=489082&postcount=28

د. هشام عزمي
10-04-2012, 10:18 PM
تكلم الشيخ أبو فهر السلفي والأستاذ وجدان العلي عن يوسف زيدان في جزء من هذه الحلقة الرائعة :

http://www.youtube.com/watch?v=_nHnUWNsoMk
..