المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وانطلقت الدعوة



السعيد شويل
05-12-2011, 05:19 PM
تكملة موضوع : الأمانة التى ورثناها

************************************************** *****************

استقر الدين وحصل العز والتمكين ووضح اليقين : فانطلقت وبدأت دعوة المسلمين :

بايع الصحابة رضى الله عنهم نبى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على ما فرضه وأوجبه الله .. كانت المبايعة على

السمع والطاعة فى العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى حرب الأحمر والأسود : لنشر دين الله ..

هذه المبايعة هى : من بايعها .. ويبايعها : كل من آمن وصدق بدين الله فباع ويبيع نفسه وماله فى سبيل الله ..

فإما النصر على أعداء الله .. وإما الشهادة فى سبيل الله .. فكلا الأمرين : حسنى عند الله ..

فليس هناك ممن هو أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام ..

**************

إنطلقت الدعوة من المدينة المنورة وبدأت بعوث نبى الله ومغازيه وسراياه :

كانت البعوث : لدعوة الحكام والملوك والسلاطين إلى : اتباع الهدى ودين الإسلام أو إلى : النزول على حكم الله .. من هذه البعوث :

بعْث عبد الله بن حذافة إلى كسرى ملك الفرس .. وبعث الحارث بن عمير إلى هرقل ملك الروم .. وبعث

عمرو بن أمية إلى ملك الحبشة .. وبعث الحاطب إلى ملك مصر ..

وكانت السرايا : إلى البلاد والبلدان لمن أظهروا العداوة للإسلام .. من هذه السرايا : سرية عمر بن الخطاب إلى

هوازن .. وسرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل .. وسرية كرز الفهرى إلى العرينيين .. وسرية كعب بن

عمير إلى بنى قضاعة .. وسرية أبو عامر الأشعرى إلى أوطاس ..

والغزوات والمغازى : لمن أبى النزول على الحكم الذى أوجبه الله وهو : قول : لا إله إلا الله : بالنسبة للكفار

والمشركين .. أو الإقرار بالجزية وإعطائها وهم صاغرين : بالنسبة لليهود والنصارى ومن هم على شاكلتهم ..

يهود بنى قريظة .. يهود تيماء .. ويهود طىء .. ويهود بنى نبهان .. ويهود فدك .. ويهود وادى القرى : طلبوا العهد

والأمان وأقروا بالتصالح على دفع الجزية .. فنزلوا على حكم الله ..

أما يهود بنى قينقاع : فأبوا الحكم الذى أمر به الله فتم محاصرتَهم إلى أن خضعوا للجزية وأقروا بِها ..

ويهود بنى النضير : تحصنوا وتمنعوا داخل حصونَهم وديارهم ولم يستجيبوا لأى نداء فتم تدمير حصونَهم ودك ديارهم

.. فكانوا سبباً لخراب بيوتِهم ..

وكذلك يهود خيبر : شيدوا حصوناً وجدراً وأبراجاً فنزل المسلمون إلى ساحاتِهم ودمروا ثغورهم وهدموا أبراجهم

وفتحوا حصونًهم وزلزلوا كل ما شيدوه وما قبعوا فيه ..

غزوة بدر : قتل فيها رؤوس الكفر وأئمتهم وزعماء الشرك وقادتُهم وحصد المسلمون نحورهم وضربوا أعناقهم

وهامهم وبنانُهم .. فكانت هى غزوة الفرقان التى فرَقت بين الحق والباطل ..

غزوة أحد : كشف الله فيها قلوب المنافقين حين قيل لهم : تعالواْ قاتلوا فى سبيل الله فقالوا بأفواههم ماليس فى قلوبِهم

وادّعوا عدم علمهم بالقتال .. وبدا وظهر نفاقهم حين عصى الرماة ما أمرهم به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

وتركوا المنزل الذى أنزلهم فيه وانكفأت الإبل والخيل وأكرم الله سيدنا حمزة بن عبد المطلب عم سيدنا رسول الله صلى

الله عليه وسلم ورضى الله عنه بالشهادة وأصيب بعض المسلمين بالجرح والقرح .. فقالوا لقد اغتر المسلمون بدينِهم ..

فأمر الله نبيه ورسوله أن يخرج بالمسلمين فى صبيحة اليوم التالى ليوم أحد لقتال المشركين قبل أن يضمدوا جراحهم

وعلى ما هم به من قروح وجروح ففر المشركون أمامهم حتى بلغوا حمراء الأسد ..

غزوة الخندق أو غزوة الأحزاب : وهى الغزوة التى تحزبت فيها الأحزاب لحرب سيدنا رسول الله صلى الله عليه

وسلم وأصحابه رضى الله عنهم فكانوا من اليهود ومن النصارى ومن المنافقين ومن الكفار والمشركين : قريش

وغطفان وبنو أسد وفزارة وأشجع ويهود بنى النضير ويهود بنى مرة ويهود بنى قريظة .. حتى زاغت أبصار

المسلمين من هذا الجمع الغفير وبلغت القلوب الحناجر ..

أرسل الله ريحاً وجنوداً من الملائكة اقتلعت نفوس هذه الأحزاب وزلزلت قلوبَهم وفرّق الله جمعهم وخذلهم .. فنصر الله

عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده .. هلل المسلمون مكبرين بنصر الله .. ولكن :

لما كانت بنى قريظة نقضت العهد حيث : مالأت هذه الأحزاب وظاهرتْهم وعاونتهم على المسلمين : فقد وجب قتالهم :

فاتجه المسلمون إليهم وتم محاصرتِهم ودكت حصونُهم وزلزلت ثغورهم وضربت أعناقهم فقتل منهم من قتل وأسر

منهم من أسر وورث المسلمون أرضهم وديارهم وأموالهم ..

غزوة مؤتة : فيها تم غزو الروم فى أرض البلقاء وكان ملكهم هرقل .. قاد المسلمون : زيد بن حارثة وجعفر بن أبى

طالب وعبد الله بن رواحة وخالد بن الوليد رضى الله عنهم ..

قال : عبد الله بن رواحة حين رأى عدة وعتاد جيش الروم بجحافله : إنما هى إحدى الحسنيين إما ظهور وإما شهادة ..

بدأ النزال وأبلى المسلمون بلاء حسناً فى شتى فنون القتال وهزمت الروم وضربت رقابُهم وأعناقهم وسبيت نساءهم

وغنم المسلمون أرضهم وأموالهم ..

يوم حنين : وفيها غزا المسلمون أرض هوازن وكان زعيمهم مالك بن عوف الأنصارى .. أعجِب المسلمون فى هذه

الغزوة بكثرتْهم فى العدة والعتاد والكثرة فى الأعداد ونسوا أن النصر من عند الله .. وما أن بدأ القتال إلا وكر

المشركون على هذا الجمع الكثير من المسلمين فولوا مدبرين وضاقت عليهم الأرض بما رحبت وبما اتسعت .. رجعوا

إلى الله وأيقنوا أن النصر من عند الله فأنزل الله السكينة عليهم وأمدهم بجنود من الملائكة فقويت هممهم وقتلوا أشداد

أعدائهم وانتصروا عليهم وغنموا أموالهم .. وأدركوا أن :

من يخذله الله لا ناصر له .. ومن ينصره الله فلا غالب له ..

غزوة الطائف : قادها مالك بن عوف الأنصارى بعد إسلامه .. غزا أرض الطائف فتحصن الأعداء فى الثغور فتم

محاصرتِهم .. فلبوا النداء وأسلموا وحسن إسلامهم ..

غزوة تبوك : كانت لغزو أرض الشام فى أيام وهج الشمس والحر الشديد وقسوة اللهيب ..

جاء إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة نفر :

نفرٌ : من الضعفاء والمرضى يطلبون الإذن بالقعود عن القتال لما هم فيه من ضعف ومرض .. فأذن لهم

ونفرٌ : أغنياء وأقوياء أشداء يطلبون الإذن بالقعود متعللين بشدة الحر ووهجه .. فلم يؤذن لهم ..

ونفرٌ : فقراء يطلبون الجهاد ليس معهم معدات للقتال وليسوا من ذوى اليسار .. فأخبرهم سيدنا رسول الله صلى الله

عليه وسلم بعدم وجود ما يحملهم عليه فانصرفوا باكين وأعينهم تفيض دمعاً وبكاءً وقلوبُهم تتفتر ألماً وحزناً لعدم

استطاعتهم ما يتجهزون به للجهاد مما أدى إلى رجوعهم عن القتال ورفع راية الإسلام ..

شدّ المسلمون واتجهوا للقتال ..

تخلف النفر الأغنياء الأشداء الذين لم يؤذن لهم : فقد كرهوا بذل المال والنفس فى سبيل الله فقعدوا وتخاذلوا عن الجهاد

فى سبيل الله وشغلتهم أموالهم وأولادهم عن رفع راية دين الله ..

قبل بدء القتال : أتت رسل الشام من أيلة وتبوك ودومة الجندل طالبين العهد والأمان من سيدنا رسول الله صلى الله

عليه وسلم والإقرار بالتصالح على دفع الجزية ..

عاد نبى الله وأصحابه من أرض الشام .. فأتى هؤلاء المتخلفين يحلفون للصحابة بأيمان كاذبة ويعتذرون بأعذارٍ واهية

.. فبين الله لنبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم جزاؤهم : بأنّهم :

كفرة فاسقين .. حبطت أعمالهم فى دنياهم وآخرتُهم .. طبع الله على قلوبِهم .. لايخرج أحداً منهم مع نبى الله صلى الله

عليه وسلم فى أى غزوة من الغزوات ولا يقاتل أى عدو من الأعداء .. لايُصلى على أحدٍ منهم مات أبدا .. لايتم

الوقوف على قبر أحدٍ منهم .. وأنّهم أعرابٌ عصاة لا يعرفون حدود ما أنزل الله .. وأنّهم رجس ومأواهم نار جهنم

وسيكونوا فى النار والجحيم خالدين ..

فتح مكة وهو الفتح الأعظم : حُقّ وعد الله وحان وقته فى علم الله بأن يعود سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى

موطنه ومكان مولده .. فأمره الله بفتح مكة المكرمة الأرض التى باركها الله .. فقد أوحى الله إليه بأن الكفار والمشركين

نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد هذا العام ..

اتجه نبى الله وأصحابه إلى مكة .. ومنحوا هؤلاء العصاة المهلة التى أمر الله بِها وهى :

أربعة أشهر : يسيرون خلالها آمنين .. بعدها : إما الإسلام .. وإما قتلهم حيث هم موجودين ..

ومن كان لهم عهد صلح وأمان وكانت مدة هذا العهد تزيد على أربعة أشهر : تكمل مدتُهم : ولكن : بشرط أن لايكونوا

قد مالأوا أوظاهروا أو عاونوا أحدا على المسلمين ..

آمن الناس طواعية بدين الله وصدقوا برسالة الله .. فكان فتح مكة هو الفتح الأعظم ..

************************************************** *************************
سعيد شويل